حلقات برنامج فادعوه بها الجزء2

الحلقة (22) من برنامج فادعوه بها2 - يعلم خائنة الأعين

خالد المصلح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه. هو كما اثنى على نفسه له الكمالات كلها - 00:00:01ضَ

لا يبلغ العباد قدر الله جل في علاه لا يحيطون به علما له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان واقتفى اثره - 00:00:15ضَ

بهدى الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله واهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها الله جل في علاه يقول مخبرا عباده في محكم كتابه - 00:00:39ضَ

ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فكيف ندعوه بها ندعوه بها جل في علاه بان نجعلها في دعائنا وسؤالنا وطلبنا عندما نرفع ايدينا فنقول يا الله فنحن نسأله باسمائه ندعوه باسمائه عندما نقول يا رحمن فنحن نسأله باسمائه كما قال تعالى قل ادعوا الله - 00:00:58ضَ

الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى وننتقي من هذه الاسماء ما يناسب دعائنا. لذلك في دعاء الاستخارة كان مفتتح آآ السؤال والطلب ذكر ما يناسب حال لانه لا يعلم ولا يقدر على الوصول الى الخير الا بعلم الله وقدرته كان ذلك مفتتحا في دعاء الاستخارة - 00:01:23ضَ

الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم امته فكان الدعاء اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب - 00:01:47ضَ

اللهم ان كنت تعلم ان في كذا وكذا من امره خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وان كنت تعلم ان في كذا وكذا شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به - 00:02:06ضَ

هذا سؤال يتحقق به هذا دعاء يتحقق به ما امر الله به في قوله فادعه بها فكم من اسم في هذا الدعاء. كم من اسم وصفة ذكرها الله تعالى في هذا الدعاء كلها مناسبة لحال الداعي. اذا فادعوه بها اي ندعوا الله تعالى - 00:02:26ضَ

وباسمائه المناسبة لحاجتنا باسمائه موافقة لمطالبنا وسؤالاتنا اما النوع الثاني من الدعاء فهو دعاء الله تعالى بالتعبد له بفهم هذه الاسماء وهو ما يعرف بدعاء العبادة دعاء العبادة في اسماء الله تعالى هو ان تعرفها تحصي الفاظها اولا - 00:02:46ضَ

من كتاب الله عز وجل ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تتأمل معانيها وتدرك ما فيها من دلالات الكمال واشارات الجمال التي اتصف بها الرب جل في علاه سبحانه وبحمده العزيز الغفار. هذا مما - 00:03:13ضَ

في دعاء الله تعالى باسمائه. طبعا هذا الدعاء له اثار تكون في سلوك الانسان. وتترجم في اعماله فان من دعاء العبادة ان نتعبد لله تعالى بمقتضيات تلك الاسماء باثار تلك الاسماء اذا كان لها اثار تتعلق - 00:03:36ضَ

عمل العباد ومساليك ومسالكهم وتصرفاتهم واخلاقهم ان اسم الله تعالى العليم اسم الله اسم الله تعالى عالم الغيب. اسم الله تعالى آآ العلام كلها اسماء تدل على كمال في ربنا جل في علاه. وانها دالة على عظيم علمه سبحانه وبحمده - 00:03:56ضَ

ايقان العبد بان الله عليم يلقي في قلبه هيبة وخشية واجلالا لله عز وجل ولذلك قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء العلماء بماذا العلماء به وبصفاته وبمالها ومن كمالات - 00:04:22ضَ

فاذا امتلأ قلب العبد علما بالله وانه العليم طافه وخشية لكن فرق الخوف الذي يكون من الله عن الخوف الذي يكون من غيره. ان كل من خاف من غير الله فر منه. وهرب عنه. واما من خاف - 00:04:46ضَ

الله عز وجل فانه لا وزر لا ملجأ الا بالفرار اليه والاقبال عليه ولذلك قال الله تعالى ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين. اذا علم العبد بان الله تعالى عليم - 00:05:04ضَ

عليم بظاهره حليم بباطنه عليم باحواله كلها عليم به في حال غيبته وانفراده عن الخلق عليم به في حال شهادته ومعاملاته للناس. عليم به في معاملته لله عز وجل وادائه الحقوق - 00:05:27ضَ

التي لله او للخلق كان ذلك موجبا الخوف والوجل وهذا يدفع العبد الى ان يبلغ اعلى المنازل كيف يبلغ على المنازل؟ اعلى المنازل في الدين هي مرتبة الاحسان قال النبي صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه - 00:05:48ضَ

فان لم تكن تراه فانه يراك فالاحسان في العمل والاحسان في الظاهر والاحسان في الباطن ومن مراتب الاحسان الاسلام والايمان والاحسان ثلاثة مراتب كيف من مراتب الدين؟ جاء بيانها في حديث جبريل الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان بين اصحابه فجاءه رجل غريب - 00:06:11ضَ

سواد شعره ظاهر وبياض ثيابه بين وهذه حال المقيم وليست حال المسافر الصحابة قالوا لا نعرفه ولا يرى عليه لا يعرفه منا احد ولا يرى عليه اثر السفر غريبة حاله - 00:06:38ضَ

فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فجلس اليه فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي على فخذ النبي صلى الله عليه وسلم. فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا - 00:06:55ضَ

قال رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال صدقت غريب يسأل ويصدق يعني مقتضى السؤال انك ما تدري فكيف ولا تعرف فكيف تقول صدقت فعجب الصحابة ثم قال ما الايمان - 00:07:11ضَ

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ستة اصول هي اصول الايمان الان ذكر امرين الاسلام والايمان - 00:07:28ضَ

فما الفرق بينهما الاسلام يتعلق بالعمل الظاهر في القول وفي الجوارح واما الايمان فهو يتعلق باعمال القلوب الاعمال الخفية طيب بعد ذلك ماذا قال قال جبريل الذي جاء في صورة هذا الرجل - 00:07:46ضَ

قال اخبرني عن الاحسان قال الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه هذي اعلى مراتب العبودية ان يعبد العبد والله عز وجل ان تقوم بصلاتك بصومك بحجك بر والديك بصلة ارحامك - 00:08:07ضَ

باداء واجبك في وظيفتك بحفظ امن بلدك باداء الحقوق الخاصة والعامة وانت مستحظر انك ترى الله جل في علاه سبحانه لا يعني انك تمثله فالله ليس كمثله شيء ولا ان تتخيل له صورة - 00:08:29ضَ

كانك تراه يعني حال تعمل حال الذي يرى من يعمل له بالتأكيد وستكون سيكون العمل في اتقانه وجودته وطيبه واظهاره على اكمل وجه بصورة مختلفة عن ما اذا كان العامل الذي المعمول له غائبا غير حاضر - 00:08:47ضَ

لذلك اعلى مراتب الدين ان تعبد الله كأنك تراه طيب اذا قصر يقين الانسان وضعف عن هذه المرتبة فالمرتبة الدنيا من مراتب الاحسان. وليس في الاحسان دنو. المرتبة الثانية في مراتب الاحسان - 00:09:15ضَ

ان تعبد الله وانت مستحظر انه يراك فان لم تكن تراه فانه يراك يراك ان يعلم بحالك وانس المقصود به الابصار فقط بل ولا المظهر والشكل انما النظر الى الظاهر والباطن. ان الله لا ينظر الى صوركم - 00:09:33ضَ

ولا الى اجسامكم ولكن ينظروا الى قلوبكم واعمالكم فكان من المهم للعبد ان يستحضر هذا المعنى ليتقن العمل فان استحضارك ان الله يسمعك يراك يعلم بحالك ظاهرا وباطنا. يخبرك كل هذه تقتضي اجلالا لله عز وجل وتعظيما له - 00:09:55ضَ

واذا ايقنت بان الله يعلم حالك يسمع مقالك يرى احوالك ان قدح في قلب المؤمن الحياء. الله اكبر والحياء شعبة من شعب الايمان. كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة - 00:10:20ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون او ستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق ازالته ثم قال والحياء شعبة من الايمان. الحياء من الله هو ان تستحيي - 00:10:36ضَ

ان يراك على ما يكره واما اذا خلا القلب من تعظيم الله اذا خلا القلب من محبته اذا خلا القلب من معرفته فانه لا يستحي ويكون كأولئك الذين قال فيهم تعالى - 00:10:54ضَ

يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم. اذ يبيتون ما لا يرضى من القول. فتجده يتوارى عن الناس ليفعل السوء والشر لكنه لا يبالي ان رب الارض والسماء ان الله - 00:11:08ضَ

الذي يعلم السر واخفى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور يراه. فعند ذلك يتهوك في ويتورط في انواع الاساءة لانه غاب عنه ان الله عالم بحاله لا تخفى عليه حال العبد في شأن من شؤونه او حال من احواله - 00:11:23ضَ

المؤمن اذا امتلأ قلبه يقينا بان ربه جل في علاه عليم كان هذا مثمرا ايش مثمرة الطمأنينة والرضا باقدار الله عز وجل. لذلك يقول الله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض - 00:11:45ضَ

ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير ثم يأتي التسلية والثمرة لليقين بالعلم بان الله قدر الاشياء قبل وقوعها وانه ما في شيء الا بقضاء وقدر وانه قد علمه وكتبه وشاءه وقدره تأتي الثمرة لكي لا - 00:12:05ضَ

لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ان اليقين بعلم الله تعالى للامور كلها قبل وقوعها وانه قد كتبها يثمر في القلب طمأنينة. ازاء اقضية الله واقداره - 00:12:27ضَ

انه جل في علاه لا يقدم لعبده الا الخير ان من ثمار اليقين بان الله عليم ان يرظى الانسان بتشريع رب العالمين ويقر قلبه بكل ما في هذا الكتاب الحكيم. من - 00:12:47ضَ

الاحكام فلا تجده معارضا لحكم من احكام الله عز وجل. لانه يعلم انه تشريع الحكيم الخبير انه ناتج عن علم وخبرة وحكم عادل الله مصلحة فيه الا للعباد والخلق. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. ولهذا يختم الله تعالى كثيرا من ايات الاحكام - 00:13:04ضَ

قوله العليم الحكيم ومن ذلك قوله تعالى ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم. تقر القلوب اطمئن عندما تعرف ان ربها حكيم وان ربها عليم وان هذا التشريع صادر عن هذا - 00:13:29ضَ

الموصوف بهذه الصفات. القلوب تطمئن وتبتهج وترجو ما عند الله عز وجل كلما ايقنت ان ربها عليم لانها تأمن ان يأتيها شر او ضرر الا بقضاء الله وقدره وان الله ما يقدمه له انما هو خير له ونبلوكم بالشر والخير فتنة - 00:13:48ضَ

الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:13ضَ