المبتدأ والخبر ( د سعيد الكملي )
الحلقة 22- من طالب فقـير عند أبي حنيفة إلى قـاض مـشهور يجالس هارون الرشيد !!! ـ الشـيـخ سعيد الكـملي
التفريغ
والسيرات خير الانام عليه الصلاة هنا النبع عذب يروي الظمان ويروي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:05ضَ
من رجال عوفو بنو ابي حية البجلي الذي اشترى الاخرة يروي ابن ابي شيبة في مصنفه عن طارق بن شهاب قال كنا عند عمر بن الخطاب فاتاه رسول النعمان بن مقرن - 00:01:27ضَ
نعمل المقرن الصحابي الذي كان امير الناس في معركة نهاوند تسمى فتح الفتوح هي كانت معركة قاصمة ظهر الفرس وكان يومنا هواندا يوم يوما له ما بعده في آآ اجتثاث آآ دولة المجوس في فارس. فارسل النعمان ابن محقرت آآ رسولا يخبر عمر - 00:01:48ضَ
الشؤون هناك فجعلوا يسألونه عن من اصيب يوم نهاوند فقالوا مات فلان ومات فلان ورجال لا نعرفهم. فقال عمر رضي الله عنه ولكن الله يعرفهم. ثم ذكروا عوف بن ابي حية البجلية هذا الذي - 00:02:16ضَ
نحن فيه فقال راوي القصة قال ذاك والله خالي يا امير المؤمنين يزعم بعض الناس انه القى بيديه الى التهلكة لماذا زعموا ذلك؟ لانه كان صائما واصيب فاحتمل وبه رمق فارادوا ان فارادوا سقيه - 00:02:34ضَ
فابى الا الصوم فمكث صائما ومات رضي الله عنه فقال بعض الناس هذا قتل نفسه القى بيديه الى التهلكة فقال عمر رضي الله كذب اولئك انما هو من ممن اشترى - 00:02:55ضَ
الاخرة بالدنيا ومن رجال بجيلة المشهورين الذائع الصيت الطائري الخبر الامام الكبير ابو يوسف يعقوب بن ابراهيم بني حبيب بن سعد بن البجلي صاحب الامام ابي حنيفة جده سعد بن حبتة كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:03:11ضَ
اه كان اه اماما فقيها اه مجتهدا ملازما مذهب شيخه على بعض الخلاف له فيه بين المرة والمرة لكنه كان كثير اللزوم لمذهب شيخه وكان آآ وهو مذكور في من كان يحفظ الكثير من الحديث قال الطبري آآ لما ذكره قال آآ كان يأتي - 00:03:42ضَ
بالمحدث يملي عليه الاحاديث في حفظ الخمسين والستين منها. ثم يخرج هو فيمليها على الناس. وجلس محمد بن عبدالرحمن عن ابن ابي ليلى وجالس ابا حنيفة بعد ذلك فلازمه. وكان آآ ظله الذي آآ لا يفارقه - 00:04:10ضَ
والانتفاعه بابي حنيفة انكباب الدنيا عليه بسبب ان ابي حنيفة وهو الذي نشأ يتيما فقيرا لا مال له فصار يجالس هارون الرشيد على مائدته كان يدعو له في دبر كل صلاة. يقول اللهم اغفر لي ولابي حنيفة - 00:04:30ضَ
هؤلاء البررة من الطلبة الذين يتخرجون بشيوخهم ويدعون لهم بعد موتهم يكرهون ان ينقطع الاجر عن شيخه وقد انقطع شيخه عن العمل. يحب الا ينقطع الاجر عن الشيخ. وان كان الشيخ آآ رمة تحت الثراء - 00:04:54ضَ
وهؤلاء هم الذين كان الناس ينتفعون بعلمهم وينشر الله لهم طيب الصيت وجميع الاحدوثة الذكر الحسن الشيخ الصفاقسي النوري صاحب القراءات قرأ بعض الشيء على الامام اللي كاد احد المغاربة - 00:05:13ضَ
هناك ليفرمني هذا له نظم نظم ابياتا في شيء مسألة في القراءات سمعها الصفاقسي وما شاعت في الناس ولا انتشرت في بين الطلبة فلما كان يؤلفه وكتابه غيث النفع او دعاها فيه - 00:05:35ضَ
قال خشيت ان ان تضيع لا ينتفع شيخي بذلك وانا اكره ذلك هو يكره ان لا ينتفع شيخه. قارنوا هذا بما نراه ونسمعه من الطلبة الذين يبنيه الشيخ فلا يكون له هم الا هدم الشيخ الذي بناه - 00:05:52ضَ
الشيخ يشيده وهو ينقض من شيده. والله المستعان. ولذلك لا يفلحون. لا يفلح اخذا ولا يفلح مؤديا كانوا ينفع الله ينفعهم الله حين اخذهم وينفع بهم حين بذلهم نسأل الله ان يجعلنا من اولئك - 00:06:14ضَ
نسأل الله تعالى ان يجمعنا بهم يحدث ابو يوسف عن نفسه يقول مات ابي ابراهيم ابن حبيب وخلفني صغيرا في حجر امي وكان فقيرا ليس لهما فكانت امه تودعه عند القصار. القصار هذا من يبيض الثياب ويصلحها ويهيئها - 00:06:33ضَ
يتعلم منه ويخدمه وكان هو يترك القصار ويذهب الى مجلس ابي حنيفة يتعلم العلم ويجذبه ذلك الذي يسمعه من ابي حنيفة فتأتي امه لا تجده عند القصار تأخذه تجده في حلقة ابي حنيفة فتجره من يده من خلفه. وآآ ترده الى القسار فيتركها حتى اذا انصرفت رجع هو الى ابي حنيفة - 00:06:54ضَ
قال وكان ابو حنيفة يعنى بي لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم وهو صغير ويتيم ويرى انه لا رواء له ولا فيعلموا انه في حاجة وفي فقر ومع ذلك يرى لزومه لمجلسه فيعجبه ذلك فيعتدي به اعتناء خاصا. وهكذا ينبغي - 00:07:20ضَ
قال فلما طال على امي عربي وطال عليها ها شأني هذا جاءت ابا حنيفة فقالت لهما لهذا الصبي فساد غيرك. انت هو الفساد الذي تفسده يعني انا اتعجب من هذه المرأة كيف تواجه ابا حنيفة بمثل هذا - 00:07:41ضَ
لكنها المسكينة محروقة على صبيها تراه يضيع وقته مع هذا الرجل والخير كله عند القسار ارى لي هذا الصبي فساد غيرك وقف قال لها مري يا رعناء. الرعناء الحمقاء ها هو ذا يتعلم اكل الفالوذج بدهن الفستق - 00:08:01ضَ
ترى هذا احمق هذا ما يمكن ان يكون عاقلا فنوذج يعني فلوذج هذا كانك تقول تتصور اطيب شيء واندر شيء من فواكه وحلوى عصرك. هو الفلوذج مدهون بدهون الفستق. الذ شيء من انواع الدهون يكاد لا يكون - 00:08:25ضَ
انا اقول لك هذا لا يشبع من خبز الشاعر ما عنده شيء قالت له هذا صبي يتيم. ليس له شيء. انا اطعمه بمغزلي. اطعمه انا دهن الفستق. اطعمه الفالوذج ما اشبعته شعيرا ومرقا لا لحم له فهو السعيد - 00:08:44ضَ
دفعته الى القصار لأجل ان يكسب داني قد يعود به على نفسه. انت تفسد قلم الرياح. ها هو ذا يتعلم واكل الفال وذاك قال آآ ابو يوسف فلزمت ابا حنيفة فنفعني الله ورفعني بالعلم ووليت القضاء وصار يدعوني هارون الرشيد - 00:09:04ضَ
اكل معه على مائدته. قال وفي يوم من الايام وهما على طعامهما قدم لهارون الرشيد فالوذجة فقال يا يعقوب كل من هذه فليس في كل يوم يصنع لنا مثل هذا - 00:09:25ضَ
قال ابو يوسف ما هذا يا امير المؤمنين؟ قال هذه فالوذجة بدهن الفستق فضحك ابو يوسف سأله عنور ابن الرشيد ما الذي اضحكك قال يعني تمنى قليلا فلما الح هارون الرشيد حدثه بالخبر كله - 00:09:40ضَ
ما قاله هارون الرشيد نعم ان هذا العلم ينفع دينا ودنيا دينا اذا اخلصت فيه القصد ينفعك عند الله. والدنيا ها انت تجالس امير المؤمنين وتأكل من اكله ان هذا العلم ينفع دينا ودنيا ورحم الله ابا حنيفة كان يرى بعين عقله ما لا يرى بعين رأسه - 00:10:01ضَ
ولما مرض مرضه الذي توفي فيه قال ابو يوسف رحمه الله قال يا ليتني مت على ما كنت عليه من الفقر ولم ادخل في شيء من القضاء على اني بحمد الله ما تعمدت جورا ابدا - 00:10:27ضَ
ولا حابيت خصما على خصم من سوقة ولا من سلطان اللهم انك تعلم اني ما حكمت في حكم بجو متعمدا وقد اجتهدت ان احكم بما وافق كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم - 00:10:48ضَ
وما اشكل علي جعلت ابا حنيفة بيني وبينك وكان والله ممن وكان والله عندي ممن يعلم امرك ولا يدع الحق وهو يعلمه رحمة الله عليهم نسأل الله ان يجمعنا بهم - 00:11:10ضَ
والى لقاء اخر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والحمد لله رب العالمين وبعد فالتاريخ والاخبار فيه لنفس العاقل اعتبار وفيه المستبصر استبصار كيف اتى القوم وكيف صاروا - 00:11:29ضَ
يمضي على الحاضر حكم الغائب فيثبت الحق بسهم صائبي وينظر الدنيا بعين النبل ويترك الجهل لاهل الجهل - 00:11:49ضَ