السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء. واذهلت روعته الخطباء وهو الحجة البالغة والدلالة الدامغة - 00:00:00
والنعمة الباقية والعصمة الواقية وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور القائل سبحانه ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام - 00:00:21
والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين - 00:00:41
واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين. وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك وانت ارحم الراحمين ايها الاحبة ان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها فانا لا اقلل من قدرها وشأنها - 00:01:01
الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا. واصحها دليلا علم التفسير هو شمس ضحاها وبدر دجاهة ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة - 00:01:27
ومعدن كل فضيلة واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن الليلة بفضل الله عز وجل وهي ليلة الاثنين الموافقة - 00:01:59
للثامن من شهر ربيع الاول في عام الف واربعمائة واثنين واربعين من الهجرة الموافقة للخامس والعشرين من شهر اكتوبر لعام الفين وعشرين ونحن الليلة على موعد مع اللقاء السابع والثلاثين بعد المئتين - 00:02:23
من لقاءات تفسيرنا لسورة البقرة وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي عند قول الحق جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر - 00:02:48
ايا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بضياع اجرها وذهاب ثمرتها بالمن والاذى كابطال هذا المرائي الذي ينفق ما له رئاء الناس اي مراة وسمعة ليرى الناس نفقته وليقول الناس عنه انه سخي - 00:03:14
كريم محسن كبير الى غير ذلك من الالفاظ والله جل وعلا لا يقبل من الاعمال الا ما كان خالصا لوجهه الكريم موافقا لهدي نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم. قال تعالى - 00:03:36
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وفي الحديث القدسي ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك - 00:03:51
فمن عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. وفي لفظ ابن ماجة وانا منه بريء وهو للذي اشرك وفي رواية الامام احمد بسند صحيح من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه - 00:04:08
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله قال الرياء قال الرياء والرياء هو ارادة الغير بعمل الخير - 00:04:27
رأى مرآة ورئاء ورياء اي ارى الناس خلاف ما يبطل يريد السمعة والمحملة عند الخلق. اما ان كان الرياء باصل الدين بمعنى ان يظهر الايمان وهو مبطن للكفر بالله ورسوله - 00:04:52
فهذا هو نفاق الاعتقاد. وهو مخرج من الملة باتفاق اهل العلم. قال سبحانه ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا - 00:05:12
فيا اهل الايمان يا من تذوقت قلوبكم حلاوة الايمان وطعم الايمان واشرقت على قلوبكم انوار الايمان. لا تبطلوا صدقاتكم المن والاذى كابطال هذا المنافق المرائي الذي لا يؤمن بالله واليوم الاخر ولا ينفق ما له الا رياء وسمعة - 00:05:34
بقصد ان يرى الناس صدقته وانفاقه بقصد طلب المنزلة في قلوبهم ليحمدوه على فعله. لا يريد بذلك وجه ربه لا يريد مرضاة ربه انما يريد الدنيا ويريد الخلق فمثل هذا كمثل صفوان - 00:05:56
تدبر لامثال القرآن فامثال القرآن لا يعقلها الا العالمون فاذا من الله عليك بفهم مثل قرآني فاعلم بان الرب العلي قد شهد لك بالعلم اذا من الله عليك بفهم مثل قرآني فاعلم بان الرب العلي قد شهد لك بالعلم - 00:06:15
وما يعقلها الا العالمون مثل هذا المرائي الذي ينفق ما له رياء الناس تمثل صفوان صفوان اي حجر املس عليه تراب فاصاب هوابل نزل عليهم مطر شديد فاذهب هذا المطر الشديد هذا التراب كله من على الحجر - 00:06:40
وبقي الحجر صلدا اجرد نقيا خلاص لذلك قال الله بعدها لا يقدرون على شيء مما كسبوا اي لا ينتفعون بما فعلوه رياء لا عند الخلق ولا عند الحق سبحانه قال جل جلاله - 00:07:03
وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وفي الدنيا سيتعرض المرائي لتشتيت الهم لحرصي على ارضاء الناس وامرأتهم وهذه غاية لا تدرك ابدا بل ان المرائي يعاقب بنقيض قصده - 00:07:20
فالمعاقبة بنقيض القصد امر ثابت شرعا وقدرا كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به - 00:07:47
من سمع اي من عمل عملا بغير اخلاص وانما اراد السمعة والمحملة والشهرة والوجاهة والمكانة عند الخلق تدبر معي سيظهر الله باطنه وسيجعل سره علانية سمع الله به ومن رأى رأى الله به - 00:08:08
فاي خير لك في مدح الناس وانت عند الله مذموم واي شر لك في ذم الناس وانت عند الله محمود فذم الناس لك لا يبعدك عن الله ان كنت قريبا من الله. ومدح الناس لك لا يقربك من الله ان كنت بعيدا عن الله - 00:08:32
فكلام الناس لا يعجل اجلا ولا يؤخر رزقا فكل الخلق عجزة كل الخلق عجزة لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون لانفسهم موتا ولا حياة ولا نشورا. فضلا عن ان يملكوا ذلك لغيرهم من الخلق - 00:08:53
فلا تعلق قلبك بالخلق ورب الكعبة لن يرضى عنك الخلق ابدا يا عاقل لو رضي الخلق كل الخلق عن احد من الخلق لرضي الخلق كل الخلق عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. بل عن خالق الخلق جل جلاله - 00:09:16
فلن يرض كل الخلق عن خالقهم ولن يرضى كل الخلق عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. فعلق قلبك بالله ولا تعلق قلبك بالخلق. والله لو صاحب الانسان جبر - 00:09:43
لم يسلم المرء من قال ومن قيل. قد قيل في الله اقوال مصنفة تتلى اذا رتل القرآن ترتيلا. قد قيل ان له ولدا صاحبة زورا عليه وبهتانا وتضليلا. هذا قول في الله خالق فكيف لو قيل فينا بعض ما قيل - 00:09:57
الذي ينفق ما له رئاء الناس يذهب اجره عند الله وتذهب مكانته عند الناس يذهب من بين يديه كل شيء كالتراب الذي كان على الحجر الاملس ذهب به المطر الوابل - 00:10:19
فلن ينتفع المراءون بشيء من صدقاتهم ونفقاتهم بل ولا يجنون ثمراتها لا في الدنيا ولا في الاخرة. والله در القائل ثوب الرياء يشف عما تحته فاذا اتسيت به فانك عار - 00:10:42
ثوب الرياء يشف عما تحته فاذا اكتسيت به فانك عار فلا تكاد ورب الكعبة تجد مرائيا ولا منانا ولا سليطا لا تكاد ورب الكعبة تجد واحدا من هؤلاء الا وهو مذموم ممقوت عند الخلق حتى عند من - 00:10:59
ينفق عليهم ما تصدق عليهم وعند الخالق جل جلاله لذا ختم الله الايات بقوله والله لا يهدي القوم الكافرين فلقد شاء الله وقدر ومضت سنته لان الايمان يهدي به الله قلب صاحبه الى الاخلاص. ومن يؤمن بالله - 00:11:32
يهد قلبه فترى المؤمن يعمل لله على هدى ويضع الصدقة في موضعها ويضع النفقة في موضعها ويحذر المؤمن من تضييعها بالرياء اما الكافرون الذين عرضوا عن هداية الدلالة التي ارسل الله بها رسله - 00:11:53
ومن سار على درب من العلماء الكافرون الذين عرضوا عن هداية الدلالة لكفرهم وكبرهم وعنادهم يحرمون ايضا من هداية التوفيق من ربهم سبحانه وتعالى وبعد كل ذلك يضرب الله جل وعلا - 00:12:22
المثل للمخلصين الانفاق فيقول سبحانه وتعالى ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل والله ما تعملون بصير. الاية متين خمسة وستين اية جميلة - 00:12:42
ومثل جميل ربما يود ان يعرف معناه كثير من اخواني واخواتي هذا مثل المؤمنين الصادقين اللهم اجعلني واياكم منهم الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم اي وهم يعلمون يقينا ان الله جل وعلا سيجزيهم على ذلك خير الجزاء. فنفوسهم مطمئنة لا ينازعها زلزال البخل - 00:13:14
ولا اضطراب الشح والحرص سيكون هذا التثبيت من الله جل وعلا لنفوسهم وبتعويدها كذلك على البذل والانفاق والعطاء بحب واريحية وسخاء حتى يصير الجود طبعا عند المؤمن ويصير العطاء خلقا عند المؤمن لا يتكلفه - 00:13:46
لا يشعر فيه بثقل ولا عنت ولا مشقة ولا حرج. والله ذلك فضل ربي يؤتيه من يشاء كما قال سبحانه انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم - 00:14:15
وانفسهم. ولاحظ ان الله جل وعلا قد قدم الجهاد بالمال في هذه الاية على الجهاد بالنفس وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. فهم ينفقون ابتغاء رضوان الله - 00:14:33
وينفقون تثبيتا لنفوسهم تزكية لنفوسهم من اضران البخل والشح والحرص الزائد على المال. هؤلاء الكرماء هؤلاء الاخيار في ظلال صدقاتهم ونفقاتهم يوم القيامة خلي بالك ان المثل لرب العزة ضرب وهو لهؤلاء قال فمثلهم كمثل جنة - 00:14:49
جنة يعني بستان بربوة اي بمكان مرتفع من الارض. خلي بالك حديقة جميلة غناء بستان رائع على ربوة عالية كده على مكان مرتفع جميل المنظر زكي الثمر زكي الريح اصاب هذه الجنة اي هذا البستان وابل من المطر. مطر غزير مبارك - 00:15:17
فانبتت هذه الجنة اي هذا البستان اكله ضعفيه كان ثمره ثمرا مباركا ضعف ما كانت هذه الارض تثمر في العادة الاكل هو كل ما يؤكل فهي جنة مباركة بستان طيب - 00:15:48
خلي بالك يقول جل جلاله نصيبها وابل اي مطر غزير بطل اي مطر خفيف ينزل عليه مطر خفيف لكنه هذا الطل يكفي هذه الجنة لجودة تربتها وكرم منبتها وبركة ثمرتها - 00:16:07
هي جنة اكلها دائم باذن ربها وثمرها وظلها وبركتها ونفعها كثير سواء نزل عليها الوابل او الطل سواء نزل عليها المطر الغزير او المطر القليل هل تدبرت المثل ايها الحبيب - 00:16:32
وايتها الكريمة كذلك المنفق في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله يجود بقدر سعته وسخاء نفسه واخلاص نيته يجود على من حوله ان اصابه خير كثير اغدق ووسع في العطاء على من حوله من اهله واولاده ورحمه والفقراء والمساكين - 00:16:56
وان اصابه خير قليل انفق منه ايضا بقدره فخيره وعطائه دائم وبره وفضله لا ينقطع في السعة او في الخير المحدود القليل اذا ختم الله جل جلاله الاية الكريمة والمثل الرائع بقوله سبحانه والله بما تعملون بصير. يا سلام - 00:17:27
ما اجمل ختام الايات ولم لا؟ فمصدرية القرآن دليل اعجازه فهو كلام الله جل جلاله والله بما تعملون بصير. ليه الختان ده في الاية دي الله جل جلاله لا يخفى عليه - 00:17:52
المؤمن المخلص الذي ينفق ما له يبتغي به وجه الله ويبتغي مرضاة الله ولا يخفى عليه المرائي الذي ينفق ما له يبتغي به السمعة والشهرة والمحمدة والمكانة عند الناس. اسمع مني هذه الجملة التي تتكون من كلمتين اثنتين - 00:18:11
الخص بها كل ما ذكرت واقول لك ولي والله اخلص اخلص هل تريد شيئا بعد هاتين الكلمتين اخلص تخلص وانفق لله ينفق عليك من وسعت خزائنه السماوات والارض اما المثل الثاني - 00:18:30
يقول فيه الحق تبارك وتعالى ايود احدكم ان تكون له جنة اتفقنا الجنة عند البستان ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر. خلاص كبر في السن - 00:19:00
وله ذرية ضعفاء يا الهي وفجأة فاصابها اي فاصاب الجنة او النستان واصابها اعصار فيه نار احترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون. الاية متين ستة وستين يقول فيها الحق جل جلاله - 00:19:21
معناها ايود احدكم وود الشيء احبه وتمناه ان تكون له جنة اي بستان من نخيل من التمر واعناب وهما اجمل الشجر وانفعه. التمر والعنب انظر الى بستان العنب كده والى بستان النخيل. الله الله الله الله - 00:19:46
لأ ومش كده وبس تجري من تحتها الانهار فهي جنة كثيرة الثمرات تعلق بها قلب صاحبها جدا ورجا ان تنتفع بهذه الجنة ذريته الضعفاء من بعده لانه قد اصابه الكبر - 00:20:09
الذي اضاف عن واضعفه عن العمل ولم يعد له مورد رزق الا هذه الجنة خلي بالك بقى وبينما هو كذلك في هذه الجنة ينظر اليها ويتنعم بقدرتها ومائها وثمرها وعطرها وطيبها وجمالها - 00:20:29
بالجنة قد اصابها اعصار ريح عاصفة شديدة مستديرة هذا هو الاعصار فيه نار واحرق الجنة بكل ما فيها مثل واضح جلي لمن ابطل صدقته بالرياء والمن والاذى هل يملك من ثوابها شيئا - 00:20:52
ويوشك ان يذهب ماله وتشتد حاجته اليه في الوقت الذي لا يجد منه شيئا لانه ابطل بعمله هذا كل ما اسلفه وكل ما قدمه وكذلك بين يدي الله تبارك وتعالى - 00:21:18
ليس له خير فيستأتب وليس له قوة ليغرس من جديد بستانا اخر مثل بستانه الاول ولا يجد نفسه قد قدم لنفسه خيرا يعود عليه كما لم تغن عنه ذريته. لانها ذرية ضعيفة - 00:21:37
فحرم الاجر في وقت واحوج ما يكون فيه الى الاجر كما حرم جنة الله تبارك وتعالى في الاخرة في وقت هو اشد حاجة لجنة الله سبحانه وتعالى والى فضل الله - 00:22:00
في صحيح البخاري ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سأل الصحابة يوما عن هذه الاية قال فيمن ترون هذه الاية نزلت. ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب الى اخر الاية. فالصحابة قالوا الله اعلم - 00:22:22
فغضب عمر رضي الله عنه. وقال قولوا نعلم او لا نعلم عمر يعلم ان الله جل وعلا يعلم ما كان وما هو كائن. وما ساكن. قولوا نعلم او لا نعلم - 00:22:40
وقال ابن عباس رضي الله عنهما يا امير المؤمنين في نفسي من هذه الاية شيء وقال عمر يا ابن اخي قل ولا تحقر نفسك وقال ابن عباس رضي الله عنه - 00:22:53
ضربت مثلا لعمل ضربت مثلا لعمل وقال عمر اي عمل؟ قال ابن عباس لعمل فقال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم عمل بالمعاصي حتى اغرق او حتى احرق او حتى احرق اعماله - 00:23:12
رجل عمل بالمعاصي وبعدين بعث الله عز وجل عليه الشيطان فاغواه فاحرق اعماله بايه؟ بالمعاصي وفي رواية فاذا بني عمره واقترب اجله ختم ذلك بعمل من اعمال الشقاء الرياء كالنفاق - 00:23:38
فهذا مثل ضربه الله للانسان يعمل عملا صالحا حتى اذا كان عند اخر عمره احوج ما يكون اليه عمل السوء عياذا بالله ثم ختم الله الاية بقولك ذلك يبين الله لكم الايات - 00:24:10
لعلكم تتفكرون. قال ابن عباس اي لعلكم تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها وانقضائها واقبال الاخرة وبقائها. فتحققون الاخلاص لله جل وعلا في اقوالكم واعمالكم واحوالكم. وتضعون والصدقات في مواضعها ارضاء لله - 00:24:28
وتطهيرا وتثبيتا لانفسكم حتى لا تبتلى الانفس بالكبر والعشب ما اروع امثال القرآن اقول لك ان من الله عليك بفهم امثال القرآن فاعلم بان الله قد شهد لك بالعلم اكرر - 00:24:48
اذا من الله عليك بفهم امثال القرآن فاعلم بان الله قد شهد لك هو جل جلاله بالعلم. ما دليلك يا شيخ؟ قول ربي وتلك الامثال للناس وما يعقلها الا العالمون - 00:25:12
وما يعقلها الا العالمون ولا تزال الايات في هذا السياق المبارك يأمر الحق تبارك وتعالى بالانفاق من الطيب. فيقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم. ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون - 00:25:34
ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه واعلموا ان الله غني حميد بعد ان بينت الايات السابقة قيمة الانفاق في سبيل الله ابتغاء مرضاته وحثت عليه بابلغ وانصع الصور واوكدها وما يجب ان يتحلى به المؤمن المنفق من اخلاص النية وتطهير النفس من الشح والبخل والمن والاذى والرياء - 00:26:02
هذا كله اخواني واخواتي يتعلق بالباذل بالمنفق اراد الحق تبارك وتعالى ان يبين لنا ايضا ما ينبغي ان نراعيه ونحققه في المال المبذول المنفق يبقى الاحكام الاولى كانت للمنفق الباذل - 00:26:31
والاحكام في هذه الاية في المال المبذول المنفق المتصدق به في سبيل الله يأمر جل وعلا اهل الايمان ان ينفقوا من طيبات ما رزقهم الله من الاموال التي اكتسبوها ونهاهم عن الانفاق - 00:26:49
والتصدق بخبيث المال ودنيه وارذله. ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولا تامموا اي لا تقصدوا وتتعمدوا الخبيث الرديء فتجعلوا صدقتكم منه على وجه التحديد والخصوص وتنحوا الجيد الطيب من اموالكم - 00:27:08
وكيف تقصدون الخبيث وتعدون وتجهزونه للصدقة ولستم ترضون بمثله لانفسكم الا ان تغمضوا الطرف وتغمضوا اعينكم كي لا تروا العيب فيه. فكيف لا تقبلونه لانفسكم وترضونه الى ربكم لربكم جل جلاله. وهو صاحب الفضل وولي المن والعطاء. فالله سبحانه غني عنا - 00:27:31
فلا تجعلوا له تبارك وتعالى ما تكرهون وفي الحديث الجليل الجميل الذي رواه الامام احمد وغيره من باب الامانة. هناك من اهل العلم من ضعف اسناده. الا ان الامام الذهبي قد صحح اسناده في التلخيص - 00:27:59
الا ان العلامة احمد شاكر قد صحح اسناده في المسند الا ان العلامة الالباني قد صحح اسناده في سلسلة الصحيحة من حديث عبدالله بن مسعود اسألكم بالله تدبروا هذا الحديث ووالله لو لم اذكر - 00:28:16
الا هذا الحديث في هذا اللقاء لكفى قال صلى الله عليه وسلم ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم الله ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم - 00:28:32
فان وجدت ان الله قد رزقك الادب حسن الخلق والحلم والتأني والرحمة والحكمة والفضل واللفظ الجميل الرقيق المهذب فاسجد لربك شكرا لانه هو الذي منحك واعطاك وقسم لك هذه الاخلاق ان الله قسم بينكم اخلاقكم - 00:29:02
كما قسم بينكم ارزاقكم وان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين الا لمن احب. تأدب مع الله ولا يعطي الدين الا لمن احب فمن اعطاه الله الدين فقد احبه - 00:29:27
والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه. الله الله الله والذي نفسي بيده يقسم الصادق لا يسلم وفي لفظ لا يسلم بفتح الياء لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه - 00:29:48
حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا نبي الله؟ قال غشمه وظلمه غشمه وظلمه ولا يكسب عبد مالا من حرام خلي بالك بقى. هذا هو المراد من السبق الحديث - 00:30:08
ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره الا كان زاده الى النار. ان الله لا يمحو السيء بالسيء - 00:30:30
ولكن يمحو بالحسن. ان الخبيث لا يمحو الخبيث. ولذا ختم الله الاية بقوله واعلموا ان الله غني حميد. فهو غني عنكم وعن نفقاتكم صدقاتكم فنفعها اليكم انتم وعائد عليكم انتم - 00:30:51
ومع هذا فهو حميد. اي يحمد لكم ما تقدمونه من الخيرات والنفقات والطاعات والصدقات. كما قال سبحانه وتعالى واولئك كان سعيهم مشكورا. فله الحمد جل جلاله لذاته. وله الحمد لصفاته. وله الحمد لافعاله. لانها دائرة بين الفضل - 00:31:11
والاحسان والعدل والحكمة لا يستحق كمال الحمد الا هو. فله الحمد على خلقه وله الحمد على شرعه. وله الحمد على حكمه القدر الكوني وله الحكم على حكمه الدين الشرعي وهو الحميد - 00:31:31
فكل حمد واقع او كان مفروضا مدى الازمان ملأ الوجود جميعه ونظيره من غير ما عد ولا حسبان هو اهله سبحانه وبحمده كل المحامد وصف ذي الاحسان ومن اللطائف في الايات الكريمة واختم بها - 00:31:50
ان الله جل وعلا قدم الانفاق الطيبة من كسب اليد على ما يخرج الله لنا من الارض وهذا يبين ويؤكد على فضل الاكل من كسب اليد ومن العمل كما في الحديث الذي رواه البخاري عن المقدام بن معد يكرب انه صلى الله عليه وسلم قال ما اكل احد طعاما قط خيرا من ان يأكل من عمل يده وان نبي الله - 00:32:17
كان يأكل من عمل يده. اما اللطيفة الثانية فهي وجوب الانفاق لله تبارك وتعالى من كل ما يخرجه الله للناس من الارض من النبات والمعادن والركاز والركاز عند جمهور الفقهاء وكل ما في باطن الارض. سواء كان مركوزا اي مدفونا في باطنها كالمناجم والبترول - 00:32:45
ان كان كنوزا مدفونة دفنها القدماء ممن سبقونا وهو يعم كل ما استخرج من باطن الارض. سواء من اصل الخلقة او مما دفن فيها. وهذه ثروات هائلة من النفط والذهب والفضة والحديد والفوسفات والمنجنيز والغاز والنحاس وغيرها. اقسم بالله - 00:33:08
اقسم بالواسع العليم لو اخرج المسلمون حق الله فيها لن تجد بينهم فقيرا واحدا وللغني الحميد الحكمة البالغة يأمرنا بان ننفق من كل ما ينعم به علينا من الرزق سواء كان سببه كسب ايدينا - 00:33:33
او ما يخرجه لنا من نبات الارض ومعادنها وخيراتها فكل ذلك فضله وعطاؤه ونعمه ويجب علينا ان نشكره جل وعلا بالانفاق من بعض مما رزقنا اياه بشرط ان يكون طيبا وان نبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى - 00:33:53
ولم يبق بعد هذا الترغيب والترهيب والتعليم والتأديب والتطهير والتهذيب الا ان يكون المؤمن بهذا الهدي الرشيد والقول السديد من الغني الحميد اشد رغبة واعظم حرصا على الصدقة والانفاق في سبيل الله على حسب سعته وطاقته وقدرته وان يكون تقيا نقيا مخلصا - 00:34:19
في بذله وعطائه وانفاقه وان يتحرى اوجه الانفاق ومواقع الفائدة العامة والخاصة وان يبتعد كل البعد عن الرياء وعن المن والاذى. لذا يأتي هذا التحذير من العليم القدير. فيقول سبحانه الشيطان يعدكم الفقر - 00:34:43
ويامركم بالفحشاء. والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم. وهذا ما نتعرف عليه في اللقاء المقبل ان شاء الله جل وعلا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:35:02
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء. واذهلت روعته الخطباء وهو الحجة البالغة والدلالة الدامغة - 00:00:00
والنعمة الباقية والعصمة الواقية وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور القائل سبحانه ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام - 00:00:21
والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين - 00:00:41
واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين. وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك وانت ارحم الراحمين ايها الاحبة ان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها فانا لا اقلل من قدرها وشأنها - 00:01:01
الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا. واصحها دليلا علم التفسير هو شمس ضحاها وبدر دجاهة ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة - 00:01:27
ومعدن كل فضيلة واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن الليلة بفضل الله عز وجل وهي ليلة الاثنين الموافقة - 00:01:59
للثامن من شهر ربيع الاول في عام الف واربعمائة واثنين واربعين من الهجرة الموافقة للخامس والعشرين من شهر اكتوبر لعام الفين وعشرين ونحن الليلة على موعد مع اللقاء السابع والثلاثين بعد المئتين - 00:02:23
من لقاءات تفسيرنا لسورة البقرة وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي عند قول الحق جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر - 00:02:48
ايا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بضياع اجرها وذهاب ثمرتها بالمن والاذى كابطال هذا المرائي الذي ينفق ما له رئاء الناس اي مراة وسمعة ليرى الناس نفقته وليقول الناس عنه انه سخي - 00:03:14
كريم محسن كبير الى غير ذلك من الالفاظ والله جل وعلا لا يقبل من الاعمال الا ما كان خالصا لوجهه الكريم موافقا لهدي نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم. قال تعالى - 00:03:36
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وفي الحديث القدسي ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك - 00:03:51
فمن عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. وفي لفظ ابن ماجة وانا منه بريء وهو للذي اشرك وفي رواية الامام احمد بسند صحيح من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه - 00:04:08
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله قال الرياء قال الرياء والرياء هو ارادة الغير بعمل الخير - 00:04:27
رأى مرآة ورئاء ورياء اي ارى الناس خلاف ما يبطل يريد السمعة والمحملة عند الخلق. اما ان كان الرياء باصل الدين بمعنى ان يظهر الايمان وهو مبطن للكفر بالله ورسوله - 00:04:52
فهذا هو نفاق الاعتقاد. وهو مخرج من الملة باتفاق اهل العلم. قال سبحانه ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا - 00:05:12
فيا اهل الايمان يا من تذوقت قلوبكم حلاوة الايمان وطعم الايمان واشرقت على قلوبكم انوار الايمان. لا تبطلوا صدقاتكم المن والاذى كابطال هذا المنافق المرائي الذي لا يؤمن بالله واليوم الاخر ولا ينفق ما له الا رياء وسمعة - 00:05:34
بقصد ان يرى الناس صدقته وانفاقه بقصد طلب المنزلة في قلوبهم ليحمدوه على فعله. لا يريد بذلك وجه ربه لا يريد مرضاة ربه انما يريد الدنيا ويريد الخلق فمثل هذا كمثل صفوان - 00:05:56
تدبر لامثال القرآن فامثال القرآن لا يعقلها الا العالمون فاذا من الله عليك بفهم مثل قرآني فاعلم بان الرب العلي قد شهد لك بالعلم اذا من الله عليك بفهم مثل قرآني فاعلم بان الرب العلي قد شهد لك بالعلم - 00:06:15
وما يعقلها الا العالمون مثل هذا المرائي الذي ينفق ما له رياء الناس تمثل صفوان صفوان اي حجر املس عليه تراب فاصاب هوابل نزل عليهم مطر شديد فاذهب هذا المطر الشديد هذا التراب كله من على الحجر - 00:06:40
وبقي الحجر صلدا اجرد نقيا خلاص لذلك قال الله بعدها لا يقدرون على شيء مما كسبوا اي لا ينتفعون بما فعلوه رياء لا عند الخلق ولا عند الحق سبحانه قال جل جلاله - 00:07:03
وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وفي الدنيا سيتعرض المرائي لتشتيت الهم لحرصي على ارضاء الناس وامرأتهم وهذه غاية لا تدرك ابدا بل ان المرائي يعاقب بنقيض قصده - 00:07:20
فالمعاقبة بنقيض القصد امر ثابت شرعا وقدرا كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به - 00:07:47
من سمع اي من عمل عملا بغير اخلاص وانما اراد السمعة والمحملة والشهرة والوجاهة والمكانة عند الخلق تدبر معي سيظهر الله باطنه وسيجعل سره علانية سمع الله به ومن رأى رأى الله به - 00:08:08
فاي خير لك في مدح الناس وانت عند الله مذموم واي شر لك في ذم الناس وانت عند الله محمود فذم الناس لك لا يبعدك عن الله ان كنت قريبا من الله. ومدح الناس لك لا يقربك من الله ان كنت بعيدا عن الله - 00:08:32
فكلام الناس لا يعجل اجلا ولا يؤخر رزقا فكل الخلق عجزة كل الخلق عجزة لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون لانفسهم موتا ولا حياة ولا نشورا. فضلا عن ان يملكوا ذلك لغيرهم من الخلق - 00:08:53
فلا تعلق قلبك بالخلق ورب الكعبة لن يرضى عنك الخلق ابدا يا عاقل لو رضي الخلق كل الخلق عن احد من الخلق لرضي الخلق كل الخلق عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. بل عن خالق الخلق جل جلاله - 00:09:16
فلن يرض كل الخلق عن خالقهم ولن يرضى كل الخلق عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. فعلق قلبك بالله ولا تعلق قلبك بالخلق. والله لو صاحب الانسان جبر - 00:09:43
لم يسلم المرء من قال ومن قيل. قد قيل في الله اقوال مصنفة تتلى اذا رتل القرآن ترتيلا. قد قيل ان له ولدا صاحبة زورا عليه وبهتانا وتضليلا. هذا قول في الله خالق فكيف لو قيل فينا بعض ما قيل - 00:09:57
الذي ينفق ما له رئاء الناس يذهب اجره عند الله وتذهب مكانته عند الناس يذهب من بين يديه كل شيء كالتراب الذي كان على الحجر الاملس ذهب به المطر الوابل - 00:10:19
فلن ينتفع المراءون بشيء من صدقاتهم ونفقاتهم بل ولا يجنون ثمراتها لا في الدنيا ولا في الاخرة. والله در القائل ثوب الرياء يشف عما تحته فاذا اتسيت به فانك عار - 00:10:42
ثوب الرياء يشف عما تحته فاذا اكتسيت به فانك عار فلا تكاد ورب الكعبة تجد مرائيا ولا منانا ولا سليطا لا تكاد ورب الكعبة تجد واحدا من هؤلاء الا وهو مذموم ممقوت عند الخلق حتى عند من - 00:10:59
ينفق عليهم ما تصدق عليهم وعند الخالق جل جلاله لذا ختم الله الايات بقوله والله لا يهدي القوم الكافرين فلقد شاء الله وقدر ومضت سنته لان الايمان يهدي به الله قلب صاحبه الى الاخلاص. ومن يؤمن بالله - 00:11:32
يهد قلبه فترى المؤمن يعمل لله على هدى ويضع الصدقة في موضعها ويضع النفقة في موضعها ويحذر المؤمن من تضييعها بالرياء اما الكافرون الذين عرضوا عن هداية الدلالة التي ارسل الله بها رسله - 00:11:53
ومن سار على درب من العلماء الكافرون الذين عرضوا عن هداية الدلالة لكفرهم وكبرهم وعنادهم يحرمون ايضا من هداية التوفيق من ربهم سبحانه وتعالى وبعد كل ذلك يضرب الله جل وعلا - 00:12:22
المثل للمخلصين الانفاق فيقول سبحانه وتعالى ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل والله ما تعملون بصير. الاية متين خمسة وستين اية جميلة - 00:12:42
ومثل جميل ربما يود ان يعرف معناه كثير من اخواني واخواتي هذا مثل المؤمنين الصادقين اللهم اجعلني واياكم منهم الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم اي وهم يعلمون يقينا ان الله جل وعلا سيجزيهم على ذلك خير الجزاء. فنفوسهم مطمئنة لا ينازعها زلزال البخل - 00:13:14
ولا اضطراب الشح والحرص سيكون هذا التثبيت من الله جل وعلا لنفوسهم وبتعويدها كذلك على البذل والانفاق والعطاء بحب واريحية وسخاء حتى يصير الجود طبعا عند المؤمن ويصير العطاء خلقا عند المؤمن لا يتكلفه - 00:13:46
لا يشعر فيه بثقل ولا عنت ولا مشقة ولا حرج. والله ذلك فضل ربي يؤتيه من يشاء كما قال سبحانه انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم - 00:14:15
وانفسهم. ولاحظ ان الله جل وعلا قد قدم الجهاد بالمال في هذه الاية على الجهاد بالنفس وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. فهم ينفقون ابتغاء رضوان الله - 00:14:33
وينفقون تثبيتا لنفوسهم تزكية لنفوسهم من اضران البخل والشح والحرص الزائد على المال. هؤلاء الكرماء هؤلاء الاخيار في ظلال صدقاتهم ونفقاتهم يوم القيامة خلي بالك ان المثل لرب العزة ضرب وهو لهؤلاء قال فمثلهم كمثل جنة - 00:14:49
جنة يعني بستان بربوة اي بمكان مرتفع من الارض. خلي بالك حديقة جميلة غناء بستان رائع على ربوة عالية كده على مكان مرتفع جميل المنظر زكي الثمر زكي الريح اصاب هذه الجنة اي هذا البستان وابل من المطر. مطر غزير مبارك - 00:15:17
فانبتت هذه الجنة اي هذا البستان اكله ضعفيه كان ثمره ثمرا مباركا ضعف ما كانت هذه الارض تثمر في العادة الاكل هو كل ما يؤكل فهي جنة مباركة بستان طيب - 00:15:48
خلي بالك يقول جل جلاله نصيبها وابل اي مطر غزير بطل اي مطر خفيف ينزل عليه مطر خفيف لكنه هذا الطل يكفي هذه الجنة لجودة تربتها وكرم منبتها وبركة ثمرتها - 00:16:07
هي جنة اكلها دائم باذن ربها وثمرها وظلها وبركتها ونفعها كثير سواء نزل عليها الوابل او الطل سواء نزل عليها المطر الغزير او المطر القليل هل تدبرت المثل ايها الحبيب - 00:16:32
وايتها الكريمة كذلك المنفق في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله يجود بقدر سعته وسخاء نفسه واخلاص نيته يجود على من حوله ان اصابه خير كثير اغدق ووسع في العطاء على من حوله من اهله واولاده ورحمه والفقراء والمساكين - 00:16:56
وان اصابه خير قليل انفق منه ايضا بقدره فخيره وعطائه دائم وبره وفضله لا ينقطع في السعة او في الخير المحدود القليل اذا ختم الله جل جلاله الاية الكريمة والمثل الرائع بقوله سبحانه والله بما تعملون بصير. يا سلام - 00:17:27
ما اجمل ختام الايات ولم لا؟ فمصدرية القرآن دليل اعجازه فهو كلام الله جل جلاله والله بما تعملون بصير. ليه الختان ده في الاية دي الله جل جلاله لا يخفى عليه - 00:17:52
المؤمن المخلص الذي ينفق ما له يبتغي به وجه الله ويبتغي مرضاة الله ولا يخفى عليه المرائي الذي ينفق ما له يبتغي به السمعة والشهرة والمحمدة والمكانة عند الناس. اسمع مني هذه الجملة التي تتكون من كلمتين اثنتين - 00:18:11
الخص بها كل ما ذكرت واقول لك ولي والله اخلص اخلص هل تريد شيئا بعد هاتين الكلمتين اخلص تخلص وانفق لله ينفق عليك من وسعت خزائنه السماوات والارض اما المثل الثاني - 00:18:30
يقول فيه الحق تبارك وتعالى ايود احدكم ان تكون له جنة اتفقنا الجنة عند البستان ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر. خلاص كبر في السن - 00:19:00
وله ذرية ضعفاء يا الهي وفجأة فاصابها اي فاصاب الجنة او النستان واصابها اعصار فيه نار احترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون. الاية متين ستة وستين يقول فيها الحق جل جلاله - 00:19:21
معناها ايود احدكم وود الشيء احبه وتمناه ان تكون له جنة اي بستان من نخيل من التمر واعناب وهما اجمل الشجر وانفعه. التمر والعنب انظر الى بستان العنب كده والى بستان النخيل. الله الله الله الله - 00:19:46
لأ ومش كده وبس تجري من تحتها الانهار فهي جنة كثيرة الثمرات تعلق بها قلب صاحبها جدا ورجا ان تنتفع بهذه الجنة ذريته الضعفاء من بعده لانه قد اصابه الكبر - 00:20:09
الذي اضاف عن واضعفه عن العمل ولم يعد له مورد رزق الا هذه الجنة خلي بالك بقى وبينما هو كذلك في هذه الجنة ينظر اليها ويتنعم بقدرتها ومائها وثمرها وعطرها وطيبها وجمالها - 00:20:29
بالجنة قد اصابها اعصار ريح عاصفة شديدة مستديرة هذا هو الاعصار فيه نار واحرق الجنة بكل ما فيها مثل واضح جلي لمن ابطل صدقته بالرياء والمن والاذى هل يملك من ثوابها شيئا - 00:20:52
ويوشك ان يذهب ماله وتشتد حاجته اليه في الوقت الذي لا يجد منه شيئا لانه ابطل بعمله هذا كل ما اسلفه وكل ما قدمه وكذلك بين يدي الله تبارك وتعالى - 00:21:18
ليس له خير فيستأتب وليس له قوة ليغرس من جديد بستانا اخر مثل بستانه الاول ولا يجد نفسه قد قدم لنفسه خيرا يعود عليه كما لم تغن عنه ذريته. لانها ذرية ضعيفة - 00:21:37
فحرم الاجر في وقت واحوج ما يكون فيه الى الاجر كما حرم جنة الله تبارك وتعالى في الاخرة في وقت هو اشد حاجة لجنة الله سبحانه وتعالى والى فضل الله - 00:22:00
في صحيح البخاري ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سأل الصحابة يوما عن هذه الاية قال فيمن ترون هذه الاية نزلت. ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب الى اخر الاية. فالصحابة قالوا الله اعلم - 00:22:22
فغضب عمر رضي الله عنه. وقال قولوا نعلم او لا نعلم عمر يعلم ان الله جل وعلا يعلم ما كان وما هو كائن. وما ساكن. قولوا نعلم او لا نعلم - 00:22:40
وقال ابن عباس رضي الله عنهما يا امير المؤمنين في نفسي من هذه الاية شيء وقال عمر يا ابن اخي قل ولا تحقر نفسك وقال ابن عباس رضي الله عنه - 00:22:53
ضربت مثلا لعمل ضربت مثلا لعمل وقال عمر اي عمل؟ قال ابن عباس لعمل فقال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم عمل بالمعاصي حتى اغرق او حتى احرق او حتى احرق اعماله - 00:23:12
رجل عمل بالمعاصي وبعدين بعث الله عز وجل عليه الشيطان فاغواه فاحرق اعماله بايه؟ بالمعاصي وفي رواية فاذا بني عمره واقترب اجله ختم ذلك بعمل من اعمال الشقاء الرياء كالنفاق - 00:23:38
فهذا مثل ضربه الله للانسان يعمل عملا صالحا حتى اذا كان عند اخر عمره احوج ما يكون اليه عمل السوء عياذا بالله ثم ختم الله الاية بقولك ذلك يبين الله لكم الايات - 00:24:10
لعلكم تتفكرون. قال ابن عباس اي لعلكم تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها وانقضائها واقبال الاخرة وبقائها. فتحققون الاخلاص لله جل وعلا في اقوالكم واعمالكم واحوالكم. وتضعون والصدقات في مواضعها ارضاء لله - 00:24:28
وتطهيرا وتثبيتا لانفسكم حتى لا تبتلى الانفس بالكبر والعشب ما اروع امثال القرآن اقول لك ان من الله عليك بفهم امثال القرآن فاعلم بان الله قد شهد لك بالعلم اكرر - 00:24:48
اذا من الله عليك بفهم امثال القرآن فاعلم بان الله قد شهد لك هو جل جلاله بالعلم. ما دليلك يا شيخ؟ قول ربي وتلك الامثال للناس وما يعقلها الا العالمون - 00:25:12
وما يعقلها الا العالمون ولا تزال الايات في هذا السياق المبارك يأمر الحق تبارك وتعالى بالانفاق من الطيب. فيقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم. ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون - 00:25:34
ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه واعلموا ان الله غني حميد بعد ان بينت الايات السابقة قيمة الانفاق في سبيل الله ابتغاء مرضاته وحثت عليه بابلغ وانصع الصور واوكدها وما يجب ان يتحلى به المؤمن المنفق من اخلاص النية وتطهير النفس من الشح والبخل والمن والاذى والرياء - 00:26:02
هذا كله اخواني واخواتي يتعلق بالباذل بالمنفق اراد الحق تبارك وتعالى ان يبين لنا ايضا ما ينبغي ان نراعيه ونحققه في المال المبذول المنفق يبقى الاحكام الاولى كانت للمنفق الباذل - 00:26:31
والاحكام في هذه الاية في المال المبذول المنفق المتصدق به في سبيل الله يأمر جل وعلا اهل الايمان ان ينفقوا من طيبات ما رزقهم الله من الاموال التي اكتسبوها ونهاهم عن الانفاق - 00:26:49
والتصدق بخبيث المال ودنيه وارذله. ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولا تامموا اي لا تقصدوا وتتعمدوا الخبيث الرديء فتجعلوا صدقتكم منه على وجه التحديد والخصوص وتنحوا الجيد الطيب من اموالكم - 00:27:08
وكيف تقصدون الخبيث وتعدون وتجهزونه للصدقة ولستم ترضون بمثله لانفسكم الا ان تغمضوا الطرف وتغمضوا اعينكم كي لا تروا العيب فيه. فكيف لا تقبلونه لانفسكم وترضونه الى ربكم لربكم جل جلاله. وهو صاحب الفضل وولي المن والعطاء. فالله سبحانه غني عنا - 00:27:31
فلا تجعلوا له تبارك وتعالى ما تكرهون وفي الحديث الجليل الجميل الذي رواه الامام احمد وغيره من باب الامانة. هناك من اهل العلم من ضعف اسناده. الا ان الامام الذهبي قد صحح اسناده في التلخيص - 00:27:59
الا ان العلامة احمد شاكر قد صحح اسناده في المسند الا ان العلامة الالباني قد صحح اسناده في سلسلة الصحيحة من حديث عبدالله بن مسعود اسألكم بالله تدبروا هذا الحديث ووالله لو لم اذكر - 00:28:16
الا هذا الحديث في هذا اللقاء لكفى قال صلى الله عليه وسلم ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم الله ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم - 00:28:32
فان وجدت ان الله قد رزقك الادب حسن الخلق والحلم والتأني والرحمة والحكمة والفضل واللفظ الجميل الرقيق المهذب فاسجد لربك شكرا لانه هو الذي منحك واعطاك وقسم لك هذه الاخلاق ان الله قسم بينكم اخلاقكم - 00:29:02
كما قسم بينكم ارزاقكم وان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين الا لمن احب. تأدب مع الله ولا يعطي الدين الا لمن احب فمن اعطاه الله الدين فقد احبه - 00:29:27
والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه. الله الله الله والذي نفسي بيده يقسم الصادق لا يسلم وفي لفظ لا يسلم بفتح الياء لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه - 00:29:48
حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا نبي الله؟ قال غشمه وظلمه غشمه وظلمه ولا يكسب عبد مالا من حرام خلي بالك بقى. هذا هو المراد من السبق الحديث - 00:30:08
ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره الا كان زاده الى النار. ان الله لا يمحو السيء بالسيء - 00:30:30
ولكن يمحو بالحسن. ان الخبيث لا يمحو الخبيث. ولذا ختم الله الاية بقوله واعلموا ان الله غني حميد. فهو غني عنكم وعن نفقاتكم صدقاتكم فنفعها اليكم انتم وعائد عليكم انتم - 00:30:51
ومع هذا فهو حميد. اي يحمد لكم ما تقدمونه من الخيرات والنفقات والطاعات والصدقات. كما قال سبحانه وتعالى واولئك كان سعيهم مشكورا. فله الحمد جل جلاله لذاته. وله الحمد لصفاته. وله الحمد لافعاله. لانها دائرة بين الفضل - 00:31:11
والاحسان والعدل والحكمة لا يستحق كمال الحمد الا هو. فله الحمد على خلقه وله الحمد على شرعه. وله الحمد على حكمه القدر الكوني وله الحكم على حكمه الدين الشرعي وهو الحميد - 00:31:31
فكل حمد واقع او كان مفروضا مدى الازمان ملأ الوجود جميعه ونظيره من غير ما عد ولا حسبان هو اهله سبحانه وبحمده كل المحامد وصف ذي الاحسان ومن اللطائف في الايات الكريمة واختم بها - 00:31:50
ان الله جل وعلا قدم الانفاق الطيبة من كسب اليد على ما يخرج الله لنا من الارض وهذا يبين ويؤكد على فضل الاكل من كسب اليد ومن العمل كما في الحديث الذي رواه البخاري عن المقدام بن معد يكرب انه صلى الله عليه وسلم قال ما اكل احد طعاما قط خيرا من ان يأكل من عمل يده وان نبي الله - 00:32:17
كان يأكل من عمل يده. اما اللطيفة الثانية فهي وجوب الانفاق لله تبارك وتعالى من كل ما يخرجه الله للناس من الارض من النبات والمعادن والركاز والركاز عند جمهور الفقهاء وكل ما في باطن الارض. سواء كان مركوزا اي مدفونا في باطنها كالمناجم والبترول - 00:32:45
ان كان كنوزا مدفونة دفنها القدماء ممن سبقونا وهو يعم كل ما استخرج من باطن الارض. سواء من اصل الخلقة او مما دفن فيها. وهذه ثروات هائلة من النفط والذهب والفضة والحديد والفوسفات والمنجنيز والغاز والنحاس وغيرها. اقسم بالله - 00:33:08
اقسم بالواسع العليم لو اخرج المسلمون حق الله فيها لن تجد بينهم فقيرا واحدا وللغني الحميد الحكمة البالغة يأمرنا بان ننفق من كل ما ينعم به علينا من الرزق سواء كان سببه كسب ايدينا - 00:33:33
او ما يخرجه لنا من نبات الارض ومعادنها وخيراتها فكل ذلك فضله وعطاؤه ونعمه ويجب علينا ان نشكره جل وعلا بالانفاق من بعض مما رزقنا اياه بشرط ان يكون طيبا وان نبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى - 00:33:53
ولم يبق بعد هذا الترغيب والترهيب والتعليم والتأديب والتطهير والتهذيب الا ان يكون المؤمن بهذا الهدي الرشيد والقول السديد من الغني الحميد اشد رغبة واعظم حرصا على الصدقة والانفاق في سبيل الله على حسب سعته وطاقته وقدرته وان يكون تقيا نقيا مخلصا - 00:34:19
في بذله وعطائه وانفاقه وان يتحرى اوجه الانفاق ومواقع الفائدة العامة والخاصة وان يبتعد كل البعد عن الرياء وعن المن والاذى. لذا يأتي هذا التحذير من العليم القدير. فيقول سبحانه الشيطان يعدكم الفقر - 00:34:43
ويامركم بالفحشاء. والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم. وهذا ما نتعرف عليه في اللقاء المقبل ان شاء الله جل وعلا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:35:02