التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا - 00:00:04ضَ
محمدا عبد الله ورسوله سأله ربه رحمة للعالمين فتح الله به قلوبا غلفا واذانا صما واعينا عميا بصر الله به من العمى وهدى به من الضلالة واخرج به صلى الله عليه وسلم من الظلمات الى النور وجعلنا من خير امة - 00:00:26ضَ
اخرجت للناس صلى الله عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين لهم باحسان الى ويوم الدين تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة فهذا هو المجلس الرابع من سلسلة الدروس التربوية في ضوء السيرة النبوية - 00:00:46ضَ
من كتاب الرحيق المختوم نتدارس فيه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هذه السيرة العطرة المباركة زيادة في الايمان وبحثا عن الاقتداء والاكتساء بخير ولد عدنان. صلى الله عليه واله وصحبه وسلم - 00:01:09ضَ
كنا توقفنا ايها الاخوة في اللقاء الماظي عند رجوع النبي صلى الله عليه وسلم الى امه امنة بعد ان اعادته مرضعته حليمة بعد ان خافت عليه وخشيت عليه بعد حادثة شق صدره صلى الله عليه واله وسلم - 00:01:29ضَ
بقي النبي صلى الله عليه وسلم عند امه امنة في كنف الله ورعايته عند الام الحنون والقلب الرؤوم. اه تكفله بعناية الله تبارك وتعالى لما بلغ ست سنين صلى الله عليه وسلم ارادت امه امنة ان تذهب لتزيره الى اخواله من - 00:01:51ضَ
النجار في المدينة النبوية على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم. وكان اقواله من بني النجار لان عبد المطلب تزوج آآ منهم فكانوا بهذا آآ اخوالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:17ضَ
اه ذهب الى المدينة وزار اخواله وبقي كما تذكر بعض كتب السير انه شهرا ثم رجع مع اه والدته امنة وحاضنته ام ايمن بركة وفي اثناء الطريق مرضت هذه الام - 00:02:37ضَ
واشتد عليها المرض ثم لما بلغت الابواء وهي منطقة بين مكة والمدينة وهي اقرب الى المدينة اشتد عليها المرض ثم ماتت في ذلك المكان دفنت في ذلك المكان في منطقة يقال لها الابواء - 00:02:58ضَ
ولكم ان تتصوروا ايها الاحبة كم هي الاحزان والالام في قلب هذا الطفل الذي عمره في الست سنوات يزيد بقليل عنها يرى امه يفقدها وهي تموت وهي تصارع الموت بين يديه - 00:03:21ضَ
وهو ضعيف لا يملك لها حولا ولا قوة ثم يراها تدفن ثم يغادر هذا الطفل في ست سنوات على راحلته تموج به في هذه الصحراء وقلبه يتقطع الما يتجدد اليتم والفقد والحزن في هذا القلب - 00:03:42ضَ
للضعيف هذا القلب الرقيق. هذا الطفل يفقد امه بعد ان كانت له دفئا وحنانا في هذه الحياة عادت عاد الى مكة الى جده عبدالمطلب فهذا الجد كان جدا عطوفا. وهو الكريم وهو السمح وهو الشهم وهو المغداق. صاحب المكانة في قومه - 00:04:04ضَ
وبين العرب تعرفه بكرمه وسماحته وعطائه ونديه توجع عبد المطلب لابنه ولابن ابني هذا اليتيم الذي تتجدد عليه الالام والاحزان فرق له رقة شديدة وحن عليه حنوا لم يحن به على احد من اولاده - 00:04:32ضَ
فعطف عليه ورعاه احسن ما تكون الرعاية بل انه كان لعبد المطلب يفرشون له فراشه في ظل الكعبة. لانه كان سيدا في قومه يفرش له الفراش في ظل الكعبة ثمان ابناء عبد المطلب يحوطون بهذا الفراش ولا يستطيع احد منهم ان يجلس على هذا الفراش اجلالا ومهابة لعبد المطلب - 00:04:57ضَ
الا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخطى القوم وكان يجلس على الفراش فكانوا يحاولون ان يبعدوه ويؤخروه عن الفراش احتراما واجلالا لعبد المطلب. فكان ينهاهم عن ذلك. ويقول لهم دعوا ابني. فوالله ان له - 00:05:25ضَ
لشأنا ثم كان يجلسه على فراشه معه ويمسح على ظهره ويعجبه ما يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته وهكذا ايها الاخوة يعيش هذا الطفل فترة من الحنو والرأفة والعطف - 00:05:47ضَ
والحنان يلقاها من جده العطوف هذا الجد للكرم والشهامة والشجاعة والسؤدد يقرب هذا الابن منه. ويجلسه في مجالس الكبار بل ويقربه ويمسح على ظهره ويثني عليه ويقول ان لابني هذا شأنا - 00:06:06ضَ
ويعجبه ما يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللمسات الحانية ايها الاخوة بهذا اللطف بهذا الحنان بهذا العطف تصنع شخصيات وتصقل شخصيات ابنائنا. ان لهذه المسحة الحانية ولهذا العطف - 00:06:31ضَ
ولهذا التلطف ولهذه الرقة واللطف مع هؤلاء الصغار تأثير كبير ايها الاخوة على نفسياتهم وتأثير كبير على شخصية وزيادة في آآ تقديرهم لذواتهم. حيث يجلسون مع الكبار ويسمعون كلام الكبار ويتأثرون - 00:06:52ضَ
الكبار واساليبهم في الحديث والتعامل وحسن التصرف. وينشأ نشأة اكبر من سني اذا من الاشياء التي تعين على التربية ايها الاخوة هذا التلطف وهذا الرفق وهذا الحنو على الاطفال في مثل هذا السن - 00:07:12ضَ
الا ايها الاخوة ان الامور تجري بقدر الله عز وجل لم يلبث عبد المطلب الا ان يموت والنبي صلى الله عليه وسلم قد تجاوز الثمان سنوات بقليل بشهر ونيل مات جده - 00:07:32ضَ
فبكاه النبي صلى الله عليه وسلم طفلا صغيرا حتى تذكر بعض بعض كتب السير انه كان الى جوار سرير جده يبكي حين اتته الوفاة ثم ان جده عبدالمطلب قبل ان يموت عهد بكفالته ورعايته الى عمه ابي طالب - 00:07:52ضَ
ابو طالب من ابناء عبد المطلب فعهد به الى عمه ابي طالب وكان شقيقا لعبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم لان امه ام عبد الله ابن عبد المطلب وابن ابو طالب ابن عبد المطلب كانت فاطمة بنت عمرو ابن عائض - 00:08:17ضَ
وقام ابو طالب بكفالة النبي صلى الله عليه وسلم ورعايته الحنو عليه وقام به وضمه الى ولده. بل انه كان يقدمه صلى الله عليه وسلم على ابنائه. كان يقدمه عليهم ويحتفل - 00:08:40ضَ
اكثر وكان يعتني به اشد عناية يميزه بمزيد احترام وتقدير. وبلغ هذا العطف وهذه الرعاية اربعين سنة اربعين سنة وهو يكفله ويرعاه ويحنو عليه وفي حمايته بعد حماية الله تعالى ورعايته. وفي - 00:09:00ضَ
قصته عجب سنأتي عليها في وقتها المناسب من السيرة النبوية لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة ارتحل به عمه ابو طالب الى رحلة تجارية الى بلاد الشام - 00:09:24ضَ
وهذه كانت من عادة قريش فقد جعل الله لهم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف رحلة الى بلاد الشام ورحلة الى بلاد اليمن يتاجرون ويتقولون في هذه التجارة فذهب به في اشياخ من قريش فكان الوفد - 00:09:43ضَ
وفد فيه من كبار القوم ومن مشيخة قريش وكان فيه ابو طالب وكان في رفقتهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ذاك كان اثنى عشر سنة لما وصلوا الى بصرة وهي من بلاد الشام - 00:10:04ضَ
كان في هذه البلدة راهب يقال له بحيرا. راهب يقال له بحيرة لما نزل الركب ابو طالب ومن معه لما نزلوا بهذه المنطقة خرج اليهم بحيرا. وكان على غير عادته كان لا يخرج من صومعته. ولا يخرج اليهم ولا يستقبلهم ولا يقدم لهم شيء - 00:10:20ضَ
فخرج ذلك اليوم وكان لا يخرج اليهم فجعل يتخللهم يمشي بينهم حتى جاء ووصل الى النبي صلى الله عليه وسلم. فاخذ بيده ثم قال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين. هذا يبعثه الله رحمة للعالمين - 00:10:46ضَ
وقال ابو طالب ومن معه من الاشياخ وما يدريك وما علمك بذلك؟ فقال انكم حين اشرفتم من العقبة لم يبقى ولا شجر الا سجد له ولا يسجدان الا لنبي وانا نجده في كتبنا - 00:11:07ضَ
وانا نجده اي خبر النبي صلى الله عليه وسلم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل كما ذكر لنا الله سبحانه وتعالى فخبر النبي صلى الله عليه وسلم وخبر بعثته ورسالته وانه رسول رب العالمين وانه مرسول الى البشرية جمعاء - 00:11:27ضَ
الشريعة السمحاء هم يعرفون ذلك ويعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءه يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم ثم ان بحير اكرمهم وضيفهم وآآ رأى - 00:11:48ضَ
النبوة في ظهر النبي صلى الله عليه وسلم من جهة كتفه الايسر كان تجمع من آآ شبه الاثالين والشعر في تلك المنطقة مثل التفاحة في ظهر النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبوة من جهة كتفه الايسر. ثمان بحير الراهب امر ابا طالب - 00:12:09ضَ
منه وترجاه كثيرا ان يعود بالنبي صلى الله عليه وسلم سريعا الى مكة والى بلاده خشية عليه من الرومان وخشية عليه من اليهود فانهم لو علموا به لقتلوه صلى الله عليه وسلم حسدا من عند من عندي انفسهم - 00:12:33ضَ
وفي هذه القصة قصة بحيرة اه دروس وحكم ايها الاخوة. اولها ان الصادقين من اهل الكتاب. الصادقين من اهل الكتاب من اليهود والنصارى يعلمون علم اليقين. صدق النبي صلى الله عليه - 00:12:54ضَ
وانه رسول الله وانه رسول للبشرية جمعاء. يعلمون ذلك ويجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل لكنهم كذبة وهم يحرمون الكلمة عن مواضعه ويكتبون الكتاب بايديهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله - 00:13:10ضَ
ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون. ايها الاخوة كان اليهود في المدينة يقولون للاوس والخزرج اننا في زمان نبي يوشك ان يظهر فانا تابعوه فان ظهر فانا - 00:13:30ضَ
تابعه ونقتلكم به قتل عاد وارم اذا هم ينتظرون خروج هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معه وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكاذبين - 00:13:50ضَ
هم يعرفون انه نبي ويعرفون انه نبي مرسل. ايها الاخوة عبد الله بن سلام وستأتي قصته لما رأى وجه النبي صلى الله عليه وسلم عرف وجهه وهو من علماء واحبار اليهود فعرفه كما هو مكتوب عندهم في التوراة - 00:14:15ضَ
وهذا من توفيق الله عز وجل له وله اجران كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم ايضا ايها الاخوة نعرف في قابل الايام حينما يقدم النبي صلى الله عليه وسلم نجد كيف انقلب اليهود - 00:14:35ضَ
ظهرا لبطن وتغيرت وجوه كعادتهم فكفروا به وعادوه اشد العداوة. حتى قال له اسمعت بالنبي الامي الذي خرج وجاء الى المدينة قال حتى اذهب وانظر اليه وكانوا احبارا ويقرأون في الكتاب - 00:14:59ضَ
فلما رآه عاد قال كيف تجده؟ قال والله هو هو كما هو في التوراة. والله هو هو. قال فما عزمت على ان اسمع الاصل ان يقول ان نؤمن به وان نتابعه وان نصدقه وان نحميه ونذود عنه ونكون معه ونفوز بالايمان به - 00:15:17ضَ
ولكنه الحسد والكبر والضلال والانحراف الذي جبل عليه اليهود. قال فما انت صانع؟ قال والله عزمت على عداوته حتى تنفرد هذه السالفة حتى تنقطع هذه الرقبة هذا الخذلان ايها الاخوة - 00:15:39ضَ
لا لم يكن عيب اليهود الجهل انهم كانوا يعلمون انه نبي ويقرأون ذلك في الكتاب لكن قلوبهم كان فيها الكبر وكان فيها الحسد فمنعوا من الهدى وكل يوم بل كل صلاة بل كل ركعة نقول اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين - 00:16:00ضَ
نسأله سبحانه ان يوفقنا الى صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وان يجنبنا الله طريق الضالين الذين يعبدون الله على جهالة وكانوا جهالا - 00:16:28ضَ
وان يجنبنا الله طريق المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ثم تنكبوه الامر الثاني ايها الاخوة عداوة اهل الكتاب من اليهود والنصارى لنبي الاسلام ولرسول الاسلام وللاسلام وللقرآن لذلك تجد كتبهم تجد تجد كتبهم مشحونة - 00:16:45ضَ
حقد على المسلمين وعلى رسول الاسلام واثارة الشبهات حول الرسول صلى الله عليه واله وسلم وحول دعوته وحول وحول رسالته وحول القرآن الكريم للصد عن سبيل الله الدرس الثالث ايها الاخوة - 00:17:10ضَ
من اكاذيب المستشرقين زعمهم ان النبي صلى الله عليه وسلم تلقى علم التوراة عن بحيرة ومن العجيب ان عمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت كان اثنتي عشرة سنة - 00:17:30ضَ
هذا واحد فكيف يتلقى علم التوراة في مثل هذه السن؟ ثانيا انه يتلقى علم التوراة على وجبة طعام اعدها بحيرا. فيأخذ ويلم بذلك العلم كله في وقت قصير على وجبة طعام - 00:17:46ضَ
ثالثا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اميا لا يحسن القراءة والكتابة ولم يكن ثمة اناجيل ولا كتب بالتوراة مكتوبة عربية ايضا حاجز اللغة بين بحيرة وبين النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يتلقى عنه علما - 00:18:04ضَ
التوراة ايضا اين اثر تعاليم التوراة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك اللقاء الى البعثة كانت ثمانية وعشرين سنة هذا من الردود على هذه الجهالات السخيفة التي - 00:18:24ضَ
يذكرها المستشرقون ويحاولون ان يشغبوا بها على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته بعد ان عاد النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الرحلة من الشام عاد الى حياة - 00:18:43ضَ
الكدح والعمل فكان ابو طالب كثير العيال وكان فقير الحال لم يكن كثير المال. فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم من العمر ما يمكنه من العمل والكدح بدأ في هذا العمل وكان من اول ما عمل به صلى الله عليه وسلم هو رعي الغنم - 00:19:02ضَ
رعي الغنم رعى النبي صلى الله عليه وسلم الغنم اولا في بادية بني سعد لما كان رضيعا هناك مع اخيه من الرضاعة عبد الله بن الحارث ثم عاد صلى الله عليه وسلم الى هذه المهنة - 00:19:27ضَ
رؤيا الغنم بعد عودته من الشام وبعد او في حياتي او في كفالة عمه ابي طالب له. فبدأ يرعى هذه الغنم ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك او هو اخبر بذلك قال - 00:19:46ضَ
ما بعث الله نبيا الا رعى الغنم. ما بعث الله نبيا الا رعى الغنم. قالوا وانت يا رسول الله قال كنت؟ قال نعم. كنت ارعاها على قراريط لاهل مكة. قراريط اجزاء من الدرهم ومن الدينار. كنت يعني مبلغ - 00:20:02ضَ
بخس زهيد كان يرعى الغنم لذلك في هذا في هذا العمل عمل النبي صلى الله عليه وسلم واشتغاله برعي الغنم في هذه الفترة من حياته عدة اضاءات ودروس نستلهم منها ايها - 00:20:20ضَ
اولا الاعداد والتربية العملية مع الاصطفاء والاختيار. صحيح ان الله تعالى قد اصطفى نبيه صلى الله عليه وسلم واختاره من البشرية لدعوة ولدينه ولرسالته. لكن ذلك كان يحتاج ايضا الى الاعداد والتهيئة والتربية - 00:20:39ضَ
لان ما يعد له صلى الله عليه وسلم هو امر عظيم من قيادة الامة الانبياء كانوا رعاة اغنام في صغرهم. لكنهم اصبحوا اصبحوا رعاة للامم في كبرهم. لما كبروا كانوا - 00:20:59ضَ
رعاة للامم وقصة موسى لا تخفى عليكم. والحديث واضح الذي في البخاري ما بعث الله نبيا الا ورعى الغنم وفي ذلك عدة دروس في رعي الغنم. اولا التعود على الحلم والشفقة والصبر - 00:21:16ضَ
فان رعي الغنم عمل شاق. عمل شاق جدا يخرج بها من الصبيحة الى المساء في ذلك الحر في تلك المراعي تلك الصحراء يبحث عن ما تأكله هذه الغنم يحتاج جمعها الى صبر - 00:21:35ضَ
بعد تفرقها ايضا جمعها يحتاج الى صبر ومنها شديد التفرق يذهب يمنة ويسرة فهو يحتاج الى الحلم الصبر الشفقة يجد اختلاف بين ففيها الضعيفة وفيها القوية وفيها التي تذهب يمنى وفيها التي تذهب يسرى وهذا ما يحتاجه ان يتربى عليه الحلم والشفقة - 00:21:55ضَ
الصبر تمهيدا للتعامل مع البشرية على اختلاف طبائعها ثم تأملوا ايها الاخوة ان راعي الغنم يحتاج الى الشجاعة فهو مطلوب منه حماية هذه الغنم والمحافظة عليها وان يرتاد لها افضل المراعي وان يحسن لها الاختيار. وهذا مما يحتاجه كل من يؤهل لقيادة - 00:22:21ضَ
امة او مجتمع ثالثا تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم. والتصريح بمنة الله تعالى عليه. وكيف انه كان في يوم من الايام يرعى الغنم وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم - 00:22:51ضَ
بداية حياته كانت في رعي الاغنام ان تذكر الانسان لحاله الاولى وما كان عليه من ضيق العيش وتذكير ابناؤه واخوانه ومن يحادثه ويسامره بنعمة الله تعالى عليه ان ذلك من شكر الله تعالى. ما ينسى التاريخ الاول - 00:23:07ضَ
الذي كان عليه من الفقر والحاجة وضيق العيش فان ذلك لا يقلل من مكانته صلى الله عليه واله وسلم ثم تأملوا ايها الاخوة قراريط اجر زهيد بخس لكن الانسان ذو الشهامة ذو المروءة لا يرضى ان يكون من القاعدين - 00:23:25ضَ
ولا يرظى ان يكون بطالا. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى من حال عمه وان عمه قد تولى رعايته. فرأى انه انما هو مقتدر على ذلك فليشارك نفقة نفسه على اقل تقدير ومعاونة عمي فاشتغل بهذه المهنة الشاقة جدا على قراريط - 00:23:52ضَ
واجر زهيد بخس ولكن ذلك خير من ان يجلس الانسان بطالا او يجلس الانسان قاعدا لا يعمل لا يجهد ولا ينصب بل هو يتسول الناس ويسأل الناس وهو عالة على غيره - 00:24:16ضَ
وفي هذا تربية لشباب الامة وشباب المسلمين وشباب المجتمع ان يعمل الانسان ولا عيب في العمل. ان العيب هو في القعود ان يكون الانسان بطالا ولذلك عمر رضي الله تعالى عنه يقول انه ليعجبني الرجل حتى اذا قيل انه لا مهنة له او لا عمل سقط من عيني - 00:24:36ضَ
وقال اني لابغض ان ارى احدكم سبهللا لا عملا في الدنيا ولا عملا في الاخرة. هكذا هو بطال هذا غير مطلوب وغير مقبول في شريعة الاسلام التي تأمر الانسان بالجد والعمل والاجتهاد. وايضا البدايات - 00:24:58ضَ
الصغيرة تتلوها باذن الله عز وجل نهايات كبيرة ومشرقة باذن الله تعالى عدم التعلق بما في ايدي الناس وان الانسان يسأل هذا ويسأل هذا ويطلب هذا ويطلب هذا. لما جاء ذلك الرجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه - 00:25:16ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم فأسا وحبلا ثم قال اذهب. وذهب الرجل الى الغابة وبدأ يحتطب ويبيع ثم اليوم الثاني والثالث فاذا هو قد اصبح عنده مالا واصبح عنده يعني نوع من الشعور بالاستقلالية - 00:25:34ضَ
اشباع الاحتياجات من خلال العمل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك خير من سؤال الناس اعطوك او لم اوردوك ان يعمل الانسان والعمل شريف طالما انه في مجال المباح - 00:25:52ضَ
نختم ايها الاخوة بطبيعة الحياة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لانبيائه وطبيعة الحياة التي اختارها الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم حياة فيها صعوبة الحياة فيها مشقة. حياة تحتاج الى الصبر - 00:26:13ضَ
يحتاج الى الجلد وتحتاج الى البذل والعطاء. حياة تحتاج الى الحركة. المضي قدما تحتاج الى العزيمة ان هذه النوعية من الحياء ايها الاخوة تستنفر طاقات الانسان وتستخرج امكاناته وقدراته ومواهبه وتجعله - 00:26:34ضَ
يبذل قصارى جهدي في ان يعمل ويجد ويجتهد يعرف حقيقة الناس وحقيقة هذه الحياة فيكون انسان صبورا ذو عزيمة ذو شجاعة صاحب سماحة قرب من الناس معرفة باحوال الناس شفقة باحوال الناس الذين - 00:26:54ضَ
سيكون في يوم من الايام يختاره الله تبارك وتعالى ان يكون اماما لهم وسيدا لهم ونبيا لهم. اسأل الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا شفاعته صلى الله عليه وسلم - 00:27:16ضَ
ونسأله تبارك وتعالى ان يرزقنا الورود على حوضه. وان يحشرنا تحت لوائه عليه الصلاة والسلام. وان يرزقنا شربة هنيئة من حوضه المبارك بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها ابدا. وجزاكم الله خيرا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله - 00:27:30ضَ
وصحبه اجمعين - 00:27:53ضَ