الأربعون النووية

الدرس رقم (41) من الأربعين النووية استكمال الحديث رقم 24 .

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ففي اشرف حديث اهل الشام والذي رواه مسلم من طريق ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر - 00:00:00ضَ

في الحديث الالهي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم بعد ان ذكر تقدم - 00:00:16ضَ

من انواع الحاجات الظرورية التي تقوم بها مصالح المعاش والميعاد ذكر حال الناس من حيث الخطأ وان الخطأ ملازم لهم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار الخطأ يستوعب الاوقات ليلا ونهارا - 00:00:35ضَ

ولا يلزم هذا ان يكون على الدوام انما هذا ظرف للخطأ انكم تخطئون بالليل يعني في الليل ليس استيعابا له والنهار اي وفي النهار يقع منكم الخطأ في الليل ويقع منكم الخطأ في النهار - 00:00:58ضَ

وانا اغفر الذنوب جميعا هذا اخبر عن حال الخلق واخبر عن حاله وقوله انكم تخطئون بالليل والنهار الخطأ هنا ليس المقصود به ما يكون من العمل من غير قصد انما المقصود بالخطأ هنا - 00:01:18ضَ

المخالفة في الواجبات بالترك وفي المحرمات بالوقوع والانتهاك انكم تخطئون اي تقعون في الخطأ قصدا اما اذا كان الخطأ غير مقصود هذا مغفور لا يؤاخذ به الانسان كما قال تعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا - 00:01:43ضَ

او اخطأنا قال الله تعالى كما في الحديث قد فعلت حديث ابن عباس في الصحيح وقال جل وعلا وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم فبين هنا ان ما وقع من الخطأ - 00:02:12ضَ

الذي هو غير القصد قال الخطأ الذي هو غير الخطأ الذي لا قصد معه ولا ارادة فانه معفو عنه فقوله انكم تخطئون بالليل والنهار الخطأ هنا المقصود به المخالفة وهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم كل ابن ادم خطاء - 00:02:34ضَ

اي كثير الخطأ وخير الخطائين التوابون وقول وانا اغفر الذنوب جميعا كما ذكرت هذا وصف لحاله جل وعلا وقول وانا اغفر اي استر الذنوب جميع الكبير والصغير والسر والعلن والستر - 00:02:58ضَ

هنا هو احد معاني المغفرة والمعنى الثاني للمغفرة التجاوز والصفح التجاوز والصفح ثم بعد ان وصف حاله امر عباده اغتنام هذا الوصف فقال فاستغفروني اغفر لكم تغفرون اي اطلبوا المغفرة مني - 00:03:22ضَ

وذلك يصدق بكل صيغ المغفرة كل الصيغ التي تطلب بها المغفرة ربي اغفر لي وتب علي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني استغفر الله استغفر الله وما اشبه ذلك ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين - 00:03:49ضَ

وما اشبه ذلك من صيغ الاستغفار الكثيرة قال فاستغفروني اغفر لكم اي ابلغكم ما طلبتم من المغفرة فامر بالاستغفار ووعد عليه اصول المطلوب من مغفرة الذنوب قال يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني - 00:04:09ضَ

ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني هذا نداء كسابقه انكم لن تبلغوا ضري اي لن يكون في مقدوركم وامكانكم ايصال الظرر اليه انكم لن تبلغوا ضري فتضروني اي فتوقعوا الظرر علي ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني - 00:04:35ضَ

اولا تقدير على ايصال المنفعة اليه فانتفع منكم وذلك ان العبادة فقراء الى الله وهو الغري جل في علاه فلن يبلغ فلن يبلغوا نفعه وايصال ان نفعله مهما اوتوا من قوة بل الله غني عنا - 00:05:08ضَ

وعن ما يكون منا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا هذا نداء كسابقه ان لو ان اولكم واخركم اولكم هذا خطاب للعباد - 00:05:38ضَ

جميعا من الانس والجن اولكم يعني اول الخلق واخركم اخر الخلق والمقصود ان جميعكم لو ان جميعكم الاول والاخر لاستيعاب الجميع الاولين والاخرين من بني ادم ومن ومن الجن وانسكم وجنكم - 00:06:03ضَ

كانوا اي وجدوا وكان هنا بمعنى حصلوا فهي تامة وجدوا كانوا على اتقى قلب رجل واحد اي كانوا في التقوى والايمان والتصديق واليقين واعمال القلوب والجوارح على اتقى قلب رجل - 00:06:35ضَ

واحد منكم اي على اكمل ما يكون في تحقيق العبودية لو كان الجميع على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بالتقوى والايمان ما زاد ذلك في ملكه شيئا وهذا لتحقيق معنى - 00:06:58ضَ

عدم انتفاعه وعدم تضرره انه قد قال في الجملة السابقة يا عبادي انكم لن تبلغوا طرفي فتظروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعني فبين ذلك على وجه الكمال ان الطاعة اذا حصلت من جميع الخلق على اكمل وجه - 00:07:12ضَ

لم يزد ذلك في ملك الله شيئا وان المعصية لو كانت من كل الخلق على اقبح ما يكون من المعاصي لم ينقص ذلك من ملك الله شيئا. ولذلك قال في مقابل - 00:07:33ضَ

الزيادة بالطاعة قال يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم انا افجر يعني على اشد القلوب فجورا بالكفر والفسوق والعصيان ما نقص ذلك من ملكه شيئا - 00:07:50ضَ

اي ما نزل ذلك بما بما لي من الملك ما نقص ذلك من ملكي شيئا لو ان اولكم يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد - 00:08:14ضَ

قاموا اي وقفوا على صعيد واحد فسألوني اي فتقدم كل واحد من هؤلاء بمسألته فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر - 00:08:30ضَ

واذا اراد الانسان ان يقيس ما ينقص بدخول المخيط البحر ما الذي انقذنا؟ انقصه من من البحر لم يجد شيئا لا نسبة ولا تناسب في قدر ما ينقص ادخال المخيط في البحر - 00:08:53ضَ

فانما يعلق بالمخيط شيء لا يذكر قال يا عبادي انكم انما هي اعمالكم احصيها لكم انما اعمالكم يعني هذه المكتوبات التي في الدواوين انما هي اعمالكم اي ما كان منكم من قول او عمل - 00:09:14ضَ

احصيها لكم الاحصاء هو العد والاستقصاء ثم اوفيكم اياها فالاحصاء يطلق على العد مع الاستقصاء ومع وهو يطلق على العد مع تجويد العدد وظبطه وكلاهما قائم فان الله تعالى احصى ما كان يعمله عباده - 00:09:35ضَ

احصاء دقيقا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ان كل نفس لم عليها حافظ انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم - 00:10:03ضَ

ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون الايات الدالة على ما يكون من الاحصاء كثيرة وعديدة فقوله احصيها اي اقيد اي اعدها عدا متقنا عدا موثقا احصيها لكم - 00:10:19ضَ

ثم اوافيكم اياها اي اقبضكم جزاءها هذا معنى ثم اوفيكم اياها. التوفية هي التقبيظ وذاك فضل منه واحسان والا فالعباد مهما قاموا بهما الطاعة والعبادة فان حق الله تعالى عليهم عظيم - 00:10:47ضَ

لا يقومون بشيء منه وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة قال فمن وجد خيرا فليحمد الله هذا انقسام احوال الناس بعد هذا العد والحساب والاحصاء من وجد خيرا - 00:11:13ضَ

في الدنيا وفي الاخرة في الدنيا بانشراح الصدر وطمأنينته وسعادته مباشرته بطاعة الله وفي الاخرة بالثواب والجزاء العظيم والاجر الكبير فليحمد الله اي فليشكره على ما يسر من هذا الفوز العظيم وهذا - 00:11:33ضَ

المنزل الكبير فقد اوجدك ثم بعث اليك من يهديك واقام في الكون ما يدلك على الصواب هذي هداية الدلالة والارشاد ثم تفظل عليك بالتوفيق الى العمل الصالح وهذا هدا هداية - 00:11:56ضَ

هذا هداية الالهام والعمل ثم بعد ذلك تفظل عليك بالقبول كل ذلك يستوجب الشكر ولذلك فليحمد الله يحمد الله الذي اوجده ليحمد الله الذي هداه النجدين ليحمد الله الذي اعانه على العمل الصالح ووفقه عليه - 00:12:21ضَ

ووفقه اليه اعانه عليه ووفقه اليه ليحمد الله تعالى الذي تفضل عليه بالقبول مع النقص الذي يحصل في الاعمال فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. من وجد غير ذلك يعني غير الخير - 00:12:50ضَ

وهو الشر والسوء فان السوء والشر جزاء اهل السوء من عمل سيئة فلا يجزى الا مثلها فلا يلومن الا نفسه اي لا يتلوأ لا يتوجه بالعتاب تحسر الا الا الى نفسه - 00:13:11ضَ

فان نفسه هي التي اوقعته في هذا واذا قال فلا يلومن الا نفسه وهذا لقطع الالتفات الى الاعذار التي يعتذر بها اصحاب الموبقات فانها لا تنفعهم يوم القيامة بل تتهاوى كما قال الله تعالى - 00:13:38ضَ

كل نفسك بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره فهو اصيل بما كان منه نعم هذا ما يتعلق بهذا الحديث الشريف وهو ما تضمنه من معاني نقف ان شاء الله تعالى على فوائده في الدرس - 00:14:04ضَ

القادم نعم - 00:14:22ضَ