سم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه شرح حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه - 00:00:00
اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. ربي يسر مسألة في شرح الحديث الذي ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي - 00:00:29
فقال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لي من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم جرحه الحكيم فقال هذا عبد اعترف بالظلم ثم التجأ اليه مضطرا لا يجد لذنبه - 00:00:56
غير ثم سأله مغفرة من عنده والاشياء كلها من عنده ولكن اراد شيئا مخصوصا ليس مما ما بذله للعامة. فلله تعالى رحمة قد عمت الخلق برهم وفاجرهم. سعيدهم وشقيهم في ارزاقهم ومعايشهم واحوالهم ثم له رحمة خص بها المؤمنين وهي رحمة الايمان ثم له - 00:01:22
رحمة خص بها المتقين وهي رحمة الطاعة لله تعالى. ولله رحمة خص بها الاولياء نالوا بها الولاء وله رحمة خص بها الانبياء نالوا بها النبوة. ولما ذكر في تنزيله الانبياء قال - 00:01:52
ابنى لهم من رحمتنا. وقال والراسخون فى العلم وهب لنا من لدنك رحمة. فانما سالوه رحمة من عندي فهذا صورة ما شرحه الحكيم الترمذي ولم يذكر صفة الظلم وانواعه كما ذكر صفة الرحمن - 00:02:12
اه والمسؤول شرح ما مفهوم قول الصديق رضي الله عنه ظلمت نفسي ظلما كثيرا. والدعاء بين يدي الله تعالى لا يحتمل المجاز. والصديق رضي الله عنه من ائمة السابقين. والرسول صلى الله عليه - 00:02:32
سلم امره بذلك فنبدي بسط القول في ذلك مما يفهمه السائل. وما هو الظلم الذي نسبه الصديق الى نفسه كما علمه النبي صلى الله عليه وسلم على كل حال هذا السؤال الحقيقة فيه من ادب - 00:02:53
السائل ما ينبغي ان يلاحظه طالب العلم في سؤاله فان والسائل لم اولا سؤاله واضح يسأل عن كلام من تكلم في حديث ابي بكر الصديق كلام الحكيم الترمذي وما قاله في شرح حديث ابي بكر نقل الكلام والظاهر انه نقله - 00:03:14
لفظه ولذلك نجد ان المحشي في مقابلته على النوادر لم يذكر مخالفة ما اثبته السائل ثم انه ايضا استشكل جانبا من الكلام لم يشر اليه فطلب بيانه وتوضيحه وهو ما يتعلق بالظلم وانواعه بعبارة واضحة موجزة فيها الادب وفيها ايضا عدم - 00:03:39
النيل من الشارح لان الشارح فيم الترمذي عليه ملاحظات واخطاء فيما يتعلق الولاية واشرنا الى شيء من ذلك في في قراءتنا لكتاب الفرقان فانه فان الحكيم الترمذي مؤلف كتاب كتم الولاية الذي قرر فيه ان الولي في درجة اعلى من - 00:04:05
النبي وله شطحات بينة واضحة نسأل الله عز وجل ان يعفو عنا وعنه يبدأ الشيخ رحمه الله بالجواب اجاب الحمد لله الدعاء الذي فيه اعتراف العبد بظلم نفسه. ليس من خصائص الصديقين ومن دونهم. بل هو من الادعية واضح - 00:04:32
والاشكال في السؤال يعني هو سأله الان يقول لم يذكر صفة الظلم وانواعه كما ذكر صفة الرحمة هذا واحد والمسؤول يعني هذا الاشكال الذي اوجب السؤال والمسؤول شرح ما مفهوم قول الصديق ظلمت نفسي ظلما كثيرا - 00:04:57
يقول والدعاء بين يدي الله تعالى لا يحتمل المجاز معنى هذا ان ان الظلم الكثير قد وقع من الصديق فكيف والصديق من ائمة السابقين؟ والرسول صلى الله عليه وسلم امره بهذا الدعاء - 00:05:15
فاراد ان يحل هذا الاشكال كيف يكون قد بلغ هذه الدرجة درجة الصديقية ومع ذلك يقر معترفا في سؤال ربه ظلمت نفسي ظلما كثيرا فهل الظلم هنا هو الظلم المتبادل للذهن - 00:05:32
وهو المواقعة السيئات؟ ام ان الظلم الذي نسبه الصديق لنفسه شيء اخر هذا ما سيجيب عليه الشيخ رحمه الله ب هذه الرسالة شيخ رحمه الله ابتدأ الجواب بحمد الله عز وجل فقال الحمد لله وهكذا ينبغي لطالب العلم - 00:05:55
في جواب السؤال وفي ابتداء الكتابة ان يبتدأ بذكر الله عز وجل اما بالبسملة او الحمدلة او الاستعانة او غير ذلك مما يناسب البداءة فبدأ الشيخ رحمه الله بحمد الله ثم انه لم يطل في الحمد والثناء - 00:06:17
وذلك دخولا منه في المقصود لان الجواب قد لا يحتمل التطويل في الاستهلال بخلاف ابتداء التأليف فان ابتداء التأليف كما هو شأن الشيخ رحمه الله في بعض مؤلفاته يستوجب الثناء والبسط فيه - 00:06:38
فمثلا الواسطية بسط في الثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما الى ذلك اما هنا فاقتصر على اقل ما ينبغي ان يكون ثم شرع في المقصود فقال الحمد لله ثم قال الدعاء - 00:06:59
الدعاء الذي فيه اعتراف العبد بظلم نفسه. ليس من خصائص الصديقين ومن دونهم. بل هو من الادعية التي ليدعو بها الانبياء وهم افضل الخلق قال الله تعالى عن ادم وحواء قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا - 00:07:15
لنكونن من الخاسرين. وقال موسى طيب الظلم الذي استغفر منه معروف او غير معروف معروف وهو اكلهما من الشجرة التي نهي عن الاكل منها. طيب موسى عليه السلام ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم - 00:07:39
الذنب معروف او غير معروف معروف وهو قتله ايش القبطي. ومن هذين نعرف ان الظلم ظلم النفس يكون بامرين يكون بترك الحق ويكون بالتعدي في الحد وعلى هذين القطبين يدور ظلم النفس - 00:08:05
ترك الحق ترك ما وجب او التعدي للحد وهذا ضابط جامع لجميع صور ظلم النفس ننظر الى الايتين الاول في قول ادم وحواء ربنا قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. من اي النوعين - 00:08:32
ترك الواجب او الظلم بالتعدي تعدي الحد الجواب ترك بالتعدي تعدي الحد حيث انهما اكلا من الشجرة التي نهاهم الله عن اكلها طيب موسى كذلك بتعدي الحد ومن هذا نعلم ان ظلم النفس هذه فائدة ثانية ان ظلم النفس يطلق على - 00:09:01
ما يتعلق بحق الله المخالفة في حق الله والمخالفة في حق الادمي فان الاكل من الشجرة تعدي ومخالفة في حق من في حق الله عز وجل وايضا الثاني اه نعم والثاني في قول موسى ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي هذا مخالفة في حق من - 00:09:29
في حق الادمي في حق المخلوق وكلاهما يطلق على ظلم النفس يطلق عليه على صاحبه انه ظلم نفسه او انه ظالم لنفسه ومن هذا نعلم ان كل من وقع في معصية فقد ظلم نفسه سواء كانت المعصية مما يتعلق بخاصته او مما يتعلق بسلب حقوق الاخرين - 00:09:57
فانه في الحقيقة ما ظلم الا نفسه ولذلك قال موسى عليه السلام لما قتل والقتل جناية متعدية الى الغير قال ربياني ظلمت نفسي مع ان الظلم وقع في الاصل على من - 00:10:20
على الغير لكنه في الحقيقة غاب عنه كل شيء الا ما يعود على نفسه فقال ربياني ظلمت نفسي لانه التعدي على الغير في الحقيقة هو جناية على النفس واظبط هذا حتى نعرف - 00:10:37
معنى الحديث ومعنى الظلم الذي سأل الله عز وجل اه الصديق ان يغفره له ووجه النبي صلى الله عليه وسلم الصديق الى ان يطلب المغفرة من الله طيب الخليل عليه السلام ربنا اغفر لي ولوالدي - 00:10:53
مؤمنين يوم يقوم الحساب. الله اكبر. وقال والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. وقال هو اسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك. وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب - 00:11:19
رحيم وقال موسى عليه السلام انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة. انا هدنا اليك وقال نوح عليه السلام ربي اني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم والا تغفر - 00:11:49
وترحمني اكن من الخاسرين. وقال يونس عليه السلام لا اله الا ما انت سبحانك اني كنت من الظالمين هذا القسم الثاني مما استدل به الشيخ رحمه الله على ان الدعاء الذي فيه اعتراف العبد بظلم نفسه ليس من خصائص الصديقين ومن دونهم - 00:12:19
بل هو من الادعية التي يدعو بها الانبياء القسم الاول واضح فيه التصريح بظلم النفس القسم الثاني لم لم تصرح الايات بظلم النفس لكنها اتت بما يترتب على ظلم النفس وهو - 00:12:46
المؤاخذة وهو المعاقبة ولذلك هم سألوا الله عز وجل المغفرة والمغفرة انما تكون بمقابل تقصير في واجب او انتهاكا لمحرم فاذا كانت كذلك المغفرة لا تكون الا بازاء هذين التقصير في الواجبات ومن التقصير الترك - 00:13:04
والثاني انتهاك المحرمات فانه قد وقع منهم ظلم انفسهم فاحتاجوا الى طلب المغفرة ثمان المغفرة المسؤولة على درجات المغفرة المسؤولة في هذه الايات على درجات ليست على درجة واحدة منها ما هو - 00:13:29
طلب المغفرة في الشرك او من الشرك ومنه طلب المغفرة مما لا يليق ولا يناسب ومنها ما يكون طلب المغفرة لعموم ما من تقصير لان طلب المغفرة اما عن ذنب معين - 00:13:48
واما اما وقعت فيه المخالفة على وجه العموم فقول القائل بعد الصلاة استغفر الله استغفر الله استغفر الله الاستغفار من شيء معين او على وجه العموم يحتمل انه على شيء معين وهو ما حصل من تقصير في الصلاة - 00:14:08
ويحتمل انه استغفار مطلق لجميع الذنوب يؤوب ويتوب الى الله عز وجل منها واما قول استغفر الله مطلقا فهذا لا شك انه استغفار عن جميع ما كان من ذنب وخطيئة. اما من استغفر من ذنب معين فهو استغفار مقيد - 00:14:28
وفي هذا ومما يفرق بين النوع الاول والنوع الثاني بطلب المغفرة انه في النوع الاول اللي هو في قول ادم وحواء وموسى ذكر امرين من نعم ذكر ما يوجب الدعاء - 00:14:50
من وجوه في قول ادم وحواء قال ربنا ظلمنا انفسنا وهذا فيه سؤال الله عز وجل بوصف حال العبد لان التوسل الى الله عز وجل بالدعاء يكون باحد يكون بامر بثلاثة طرق - 00:15:12
ان يصف العبد حاله لربه ومن ذلك قولهم هنا ربنا ظلمنا انفسنا ومنه ايضا قول موسى عليه السلام ربي اني لما انزلت الي من خير فقير ومنه قول ايوب عليه السلام ربي اني قد مسني - 00:15:34
ها الضر وقول زكريا في سؤال الولد ربياني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا فهذا كله تضرع وتوسل الى الله عز وجل بوصف حال السائل الداعي. هذا قسم القسم الثاني - 00:15:53
من الادعية ما يكون فيه الداعي متوسلا الى الله عز الى الله عز وجل بصفته ومنه قوله في هذا انه هو الغفور الرحيم ومنه قوله وانت خير الغافرين ومنه قول يونس لا اله الا انت سبحانك كل هذا توسل اليه وسؤاله سبحانه وتعالى بايش - 00:16:10
بصفته هذان قسمين القسم الثالث السؤال المباشر للحاجة وذلك كقول الخليل ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ففي القسم الاول مما ذكر فيه التوسل الى الله عز وجل وسؤاله جل وعلا بصفة العبد - 00:16:38
وبصفة الرب وبذكر الحاجة قال ربنا ظلمنا انفسنا وصفا توسل الى الله بحالهما وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين هذا فيه ايش؟ ذكر الصفة مع عرظ الحاجة لانه قوله وان لم تغفر لنا وترحمنا معناه اغفر لنا وارحمنا - 00:17:02
واكملوا الدعاء ما جمع هذه الامور الثلاثة لكن في المفاضلة اعلاها سؤال الله عز وجل بوصف حاله بوصفه سبحانه وتعالى ولذلك جاء الحديث من شغله ذكري عن سؤالي اعطيته خير ما اعطي السائلين والحديث حسن - 00:17:25
وهو في السنن وغيرها معنى هذا الحديث انه من اشتغل بذكر الله عز وجل وذكر صفاته وسأله بذكر صفاته ما يجب له من التعظيم عن ذكر المسألة اعطاه الله عز وجل خير ما يعطي السائلين فخير ما يسأل به الله - 00:17:51
ذكر ما اتصف به سبحانه وتعالى فانه لا احد احب اليه المدح من الله جل وعلا لانه مستحق لذلك سبحانه وتعالى نعود وقد ثبت في الصحيح من حديث علي رضي الله عنه - 00:18:11
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في دعاء الاستفتاح اللهم انت الملك لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي. فاغفر لي ذنوبي جميعا. فانه - 00:18:29
هنا يغفر الذنوب الا انت. واهدني لاحسن الاخلاق فانه لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عن سيئها فانه لا يصرف عني سيئها الا انت. لبيك وسعديك. والخير كله بيديك والشر ليس اليك انا بك واليك استغفرك واتوب اليك - 00:18:49
جاهد قول النبي صلى الله عليه وسلم ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اكمل الخلق عبادة لربه نسب الى نفسه الظلم. قال ظلمت نفسي واعترفت - 00:19:17
بذنبي وهذا لا يمكن ان يكون على وجه المجاز بل هو على وجه الحقيقة خلافا للذين يغلون في النبي صلى الله عليه وسلم ويرفعونه عن ما انزله الله اليه من منزلة فيقولون هذا - 00:19:32
انما قاله على وجه التعليم والا فانه لا ذنب له هذا كذب لما دل عليه الكتاب والسنة. الكتاب قول الله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر - 00:19:50
فاثبت الذنب للرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك هنا قال ظلمت نفسي ثم اكد ذلك ببيان وجه الظلم فقال واعترفت بذنبي والاحاديث في هذا اكثر من ان تحصر التي تدل على ان الذنب يقع من النبي صلى الله عليه وسلم. وانه بحاجة الى مغفرة الذنب من ربه - 00:20:09
وانه ان لم يغفر له فانه مؤاخذ به صلى الله عليه وعلى اله وسلم نعم هنا فائدة بالتفريق بين الادعية التي تبدأ ذكر الربوبية وهي التي تبدأ بذكر الالهية الاكثر في الادعية القرآنية - 00:20:30
ايش الابتداء بالربوبية وكثير من الادعية في السنة تبدأ بذكر الالهية اللهم والتي في القرآن ربنا ربي. فما الفرق الفرق بينهما انه في الغالب اذا ذكرت الربوبية لم يذكر بعدها ثناء - 00:20:52
على الله عز وجل بل يباشر السائل ذكر حاجته ومسألته اما التي يكون فيها ثناء وتمجيد وتقديس فانها تفتتح بذكر بذكر الالهية اللهم كما هو في هذا الحديث اللهم انت الملك لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك - 00:21:14
هذا كله ثناء بخلاف ربنا اغفر لي. ربنا تقبل منا وما اشبه ذلك من الادعية القرآنية التي تفتتح بالربوبية وهذه فائدة عزيزة بالتفريق بينما افتتح من الادعية الالهية بذكر الاهية وبينما افتتح - 00:21:37
منها بذكر الربوبية - 00:21:58
التفريغ
سم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه شرح حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه - 00:00:00
اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. ربي يسر مسألة في شرح الحديث الذي ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي - 00:00:29
فقال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لي من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم جرحه الحكيم فقال هذا عبد اعترف بالظلم ثم التجأ اليه مضطرا لا يجد لذنبه - 00:00:56
غير ثم سأله مغفرة من عنده والاشياء كلها من عنده ولكن اراد شيئا مخصوصا ليس مما ما بذله للعامة. فلله تعالى رحمة قد عمت الخلق برهم وفاجرهم. سعيدهم وشقيهم في ارزاقهم ومعايشهم واحوالهم ثم له رحمة خص بها المؤمنين وهي رحمة الايمان ثم له - 00:01:22
رحمة خص بها المتقين وهي رحمة الطاعة لله تعالى. ولله رحمة خص بها الاولياء نالوا بها الولاء وله رحمة خص بها الانبياء نالوا بها النبوة. ولما ذكر في تنزيله الانبياء قال - 00:01:52
ابنى لهم من رحمتنا. وقال والراسخون فى العلم وهب لنا من لدنك رحمة. فانما سالوه رحمة من عندي فهذا صورة ما شرحه الحكيم الترمذي ولم يذكر صفة الظلم وانواعه كما ذكر صفة الرحمن - 00:02:12
اه والمسؤول شرح ما مفهوم قول الصديق رضي الله عنه ظلمت نفسي ظلما كثيرا. والدعاء بين يدي الله تعالى لا يحتمل المجاز. والصديق رضي الله عنه من ائمة السابقين. والرسول صلى الله عليه - 00:02:32
سلم امره بذلك فنبدي بسط القول في ذلك مما يفهمه السائل. وما هو الظلم الذي نسبه الصديق الى نفسه كما علمه النبي صلى الله عليه وسلم على كل حال هذا السؤال الحقيقة فيه من ادب - 00:02:53
السائل ما ينبغي ان يلاحظه طالب العلم في سؤاله فان والسائل لم اولا سؤاله واضح يسأل عن كلام من تكلم في حديث ابي بكر الصديق كلام الحكيم الترمذي وما قاله في شرح حديث ابي بكر نقل الكلام والظاهر انه نقله - 00:03:14
لفظه ولذلك نجد ان المحشي في مقابلته على النوادر لم يذكر مخالفة ما اثبته السائل ثم انه ايضا استشكل جانبا من الكلام لم يشر اليه فطلب بيانه وتوضيحه وهو ما يتعلق بالظلم وانواعه بعبارة واضحة موجزة فيها الادب وفيها ايضا عدم - 00:03:39
النيل من الشارح لان الشارح فيم الترمذي عليه ملاحظات واخطاء فيما يتعلق الولاية واشرنا الى شيء من ذلك في في قراءتنا لكتاب الفرقان فانه فان الحكيم الترمذي مؤلف كتاب كتم الولاية الذي قرر فيه ان الولي في درجة اعلى من - 00:04:05
النبي وله شطحات بينة واضحة نسأل الله عز وجل ان يعفو عنا وعنه يبدأ الشيخ رحمه الله بالجواب اجاب الحمد لله الدعاء الذي فيه اعتراف العبد بظلم نفسه. ليس من خصائص الصديقين ومن دونهم. بل هو من الادعية واضح - 00:04:32
والاشكال في السؤال يعني هو سأله الان يقول لم يذكر صفة الظلم وانواعه كما ذكر صفة الرحمة هذا واحد والمسؤول يعني هذا الاشكال الذي اوجب السؤال والمسؤول شرح ما مفهوم قول الصديق ظلمت نفسي ظلما كثيرا - 00:04:57
يقول والدعاء بين يدي الله تعالى لا يحتمل المجاز معنى هذا ان ان الظلم الكثير قد وقع من الصديق فكيف والصديق من ائمة السابقين؟ والرسول صلى الله عليه وسلم امره بهذا الدعاء - 00:05:15
فاراد ان يحل هذا الاشكال كيف يكون قد بلغ هذه الدرجة درجة الصديقية ومع ذلك يقر معترفا في سؤال ربه ظلمت نفسي ظلما كثيرا فهل الظلم هنا هو الظلم المتبادل للذهن - 00:05:32
وهو المواقعة السيئات؟ ام ان الظلم الذي نسبه الصديق لنفسه شيء اخر هذا ما سيجيب عليه الشيخ رحمه الله ب هذه الرسالة شيخ رحمه الله ابتدأ الجواب بحمد الله عز وجل فقال الحمد لله وهكذا ينبغي لطالب العلم - 00:05:55
في جواب السؤال وفي ابتداء الكتابة ان يبتدأ بذكر الله عز وجل اما بالبسملة او الحمدلة او الاستعانة او غير ذلك مما يناسب البداءة فبدأ الشيخ رحمه الله بحمد الله ثم انه لم يطل في الحمد والثناء - 00:06:17
وذلك دخولا منه في المقصود لان الجواب قد لا يحتمل التطويل في الاستهلال بخلاف ابتداء التأليف فان ابتداء التأليف كما هو شأن الشيخ رحمه الله في بعض مؤلفاته يستوجب الثناء والبسط فيه - 00:06:38
فمثلا الواسطية بسط في الثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما الى ذلك اما هنا فاقتصر على اقل ما ينبغي ان يكون ثم شرع في المقصود فقال الحمد لله ثم قال الدعاء - 00:06:59
الدعاء الذي فيه اعتراف العبد بظلم نفسه. ليس من خصائص الصديقين ومن دونهم. بل هو من الادعية التي ليدعو بها الانبياء وهم افضل الخلق قال الله تعالى عن ادم وحواء قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا - 00:07:15
لنكونن من الخاسرين. وقال موسى طيب الظلم الذي استغفر منه معروف او غير معروف معروف وهو اكلهما من الشجرة التي نهي عن الاكل منها. طيب موسى عليه السلام ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم - 00:07:39
الذنب معروف او غير معروف معروف وهو قتله ايش القبطي. ومن هذين نعرف ان الظلم ظلم النفس يكون بامرين يكون بترك الحق ويكون بالتعدي في الحد وعلى هذين القطبين يدور ظلم النفس - 00:08:05
ترك الحق ترك ما وجب او التعدي للحد وهذا ضابط جامع لجميع صور ظلم النفس ننظر الى الايتين الاول في قول ادم وحواء ربنا قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. من اي النوعين - 00:08:32
ترك الواجب او الظلم بالتعدي تعدي الحد الجواب ترك بالتعدي تعدي الحد حيث انهما اكلا من الشجرة التي نهاهم الله عن اكلها طيب موسى كذلك بتعدي الحد ومن هذا نعلم ان ظلم النفس هذه فائدة ثانية ان ظلم النفس يطلق على - 00:09:01
ما يتعلق بحق الله المخالفة في حق الله والمخالفة في حق الادمي فان الاكل من الشجرة تعدي ومخالفة في حق من في حق الله عز وجل وايضا الثاني اه نعم والثاني في قول موسى ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي هذا مخالفة في حق من - 00:09:29
في حق الادمي في حق المخلوق وكلاهما يطلق على ظلم النفس يطلق عليه على صاحبه انه ظلم نفسه او انه ظالم لنفسه ومن هذا نعلم ان كل من وقع في معصية فقد ظلم نفسه سواء كانت المعصية مما يتعلق بخاصته او مما يتعلق بسلب حقوق الاخرين - 00:09:57
فانه في الحقيقة ما ظلم الا نفسه ولذلك قال موسى عليه السلام لما قتل والقتل جناية متعدية الى الغير قال ربياني ظلمت نفسي مع ان الظلم وقع في الاصل على من - 00:10:20
على الغير لكنه في الحقيقة غاب عنه كل شيء الا ما يعود على نفسه فقال ربياني ظلمت نفسي لانه التعدي على الغير في الحقيقة هو جناية على النفس واظبط هذا حتى نعرف - 00:10:37
معنى الحديث ومعنى الظلم الذي سأل الله عز وجل اه الصديق ان يغفره له ووجه النبي صلى الله عليه وسلم الصديق الى ان يطلب المغفرة من الله طيب الخليل عليه السلام ربنا اغفر لي ولوالدي - 00:10:53
مؤمنين يوم يقوم الحساب. الله اكبر. وقال والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. وقال هو اسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك. وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب - 00:11:19
رحيم وقال موسى عليه السلام انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة. انا هدنا اليك وقال نوح عليه السلام ربي اني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم والا تغفر - 00:11:49
وترحمني اكن من الخاسرين. وقال يونس عليه السلام لا اله الا ما انت سبحانك اني كنت من الظالمين هذا القسم الثاني مما استدل به الشيخ رحمه الله على ان الدعاء الذي فيه اعتراف العبد بظلم نفسه ليس من خصائص الصديقين ومن دونهم - 00:12:19
بل هو من الادعية التي يدعو بها الانبياء القسم الاول واضح فيه التصريح بظلم النفس القسم الثاني لم لم تصرح الايات بظلم النفس لكنها اتت بما يترتب على ظلم النفس وهو - 00:12:46
المؤاخذة وهو المعاقبة ولذلك هم سألوا الله عز وجل المغفرة والمغفرة انما تكون بمقابل تقصير في واجب او انتهاكا لمحرم فاذا كانت كذلك المغفرة لا تكون الا بازاء هذين التقصير في الواجبات ومن التقصير الترك - 00:13:04
والثاني انتهاك المحرمات فانه قد وقع منهم ظلم انفسهم فاحتاجوا الى طلب المغفرة ثمان المغفرة المسؤولة على درجات المغفرة المسؤولة في هذه الايات على درجات ليست على درجة واحدة منها ما هو - 00:13:29
طلب المغفرة في الشرك او من الشرك ومنه طلب المغفرة مما لا يليق ولا يناسب ومنها ما يكون طلب المغفرة لعموم ما من تقصير لان طلب المغفرة اما عن ذنب معين - 00:13:48
واما اما وقعت فيه المخالفة على وجه العموم فقول القائل بعد الصلاة استغفر الله استغفر الله استغفر الله الاستغفار من شيء معين او على وجه العموم يحتمل انه على شيء معين وهو ما حصل من تقصير في الصلاة - 00:14:08
ويحتمل انه استغفار مطلق لجميع الذنوب يؤوب ويتوب الى الله عز وجل منها واما قول استغفر الله مطلقا فهذا لا شك انه استغفار عن جميع ما كان من ذنب وخطيئة. اما من استغفر من ذنب معين فهو استغفار مقيد - 00:14:28
وفي هذا ومما يفرق بين النوع الاول والنوع الثاني بطلب المغفرة انه في النوع الاول اللي هو في قول ادم وحواء وموسى ذكر امرين من نعم ذكر ما يوجب الدعاء - 00:14:50
من وجوه في قول ادم وحواء قال ربنا ظلمنا انفسنا وهذا فيه سؤال الله عز وجل بوصف حال العبد لان التوسل الى الله عز وجل بالدعاء يكون باحد يكون بامر بثلاثة طرق - 00:15:12
ان يصف العبد حاله لربه ومن ذلك قولهم هنا ربنا ظلمنا انفسنا ومنه ايضا قول موسى عليه السلام ربي اني لما انزلت الي من خير فقير ومنه قول ايوب عليه السلام ربي اني قد مسني - 00:15:34
ها الضر وقول زكريا في سؤال الولد ربياني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا فهذا كله تضرع وتوسل الى الله عز وجل بوصف حال السائل الداعي. هذا قسم القسم الثاني - 00:15:53
من الادعية ما يكون فيه الداعي متوسلا الى الله عز الى الله عز وجل بصفته ومنه قوله في هذا انه هو الغفور الرحيم ومنه قوله وانت خير الغافرين ومنه قول يونس لا اله الا انت سبحانك كل هذا توسل اليه وسؤاله سبحانه وتعالى بايش - 00:16:10
بصفته هذان قسمين القسم الثالث السؤال المباشر للحاجة وذلك كقول الخليل ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ففي القسم الاول مما ذكر فيه التوسل الى الله عز وجل وسؤاله جل وعلا بصفة العبد - 00:16:38
وبصفة الرب وبذكر الحاجة قال ربنا ظلمنا انفسنا وصفا توسل الى الله بحالهما وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين هذا فيه ايش؟ ذكر الصفة مع عرظ الحاجة لانه قوله وان لم تغفر لنا وترحمنا معناه اغفر لنا وارحمنا - 00:17:02
واكملوا الدعاء ما جمع هذه الامور الثلاثة لكن في المفاضلة اعلاها سؤال الله عز وجل بوصف حاله بوصفه سبحانه وتعالى ولذلك جاء الحديث من شغله ذكري عن سؤالي اعطيته خير ما اعطي السائلين والحديث حسن - 00:17:25
وهو في السنن وغيرها معنى هذا الحديث انه من اشتغل بذكر الله عز وجل وذكر صفاته وسأله بذكر صفاته ما يجب له من التعظيم عن ذكر المسألة اعطاه الله عز وجل خير ما يعطي السائلين فخير ما يسأل به الله - 00:17:51
ذكر ما اتصف به سبحانه وتعالى فانه لا احد احب اليه المدح من الله جل وعلا لانه مستحق لذلك سبحانه وتعالى نعود وقد ثبت في الصحيح من حديث علي رضي الله عنه - 00:18:11
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في دعاء الاستفتاح اللهم انت الملك لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي. فاغفر لي ذنوبي جميعا. فانه - 00:18:29
هنا يغفر الذنوب الا انت. واهدني لاحسن الاخلاق فانه لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عن سيئها فانه لا يصرف عني سيئها الا انت. لبيك وسعديك. والخير كله بيديك والشر ليس اليك انا بك واليك استغفرك واتوب اليك - 00:18:49
جاهد قول النبي صلى الله عليه وسلم ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اكمل الخلق عبادة لربه نسب الى نفسه الظلم. قال ظلمت نفسي واعترفت - 00:19:17
بذنبي وهذا لا يمكن ان يكون على وجه المجاز بل هو على وجه الحقيقة خلافا للذين يغلون في النبي صلى الله عليه وسلم ويرفعونه عن ما انزله الله اليه من منزلة فيقولون هذا - 00:19:32
انما قاله على وجه التعليم والا فانه لا ذنب له هذا كذب لما دل عليه الكتاب والسنة. الكتاب قول الله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر - 00:19:50
فاثبت الذنب للرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك هنا قال ظلمت نفسي ثم اكد ذلك ببيان وجه الظلم فقال واعترفت بذنبي والاحاديث في هذا اكثر من ان تحصر التي تدل على ان الذنب يقع من النبي صلى الله عليه وسلم. وانه بحاجة الى مغفرة الذنب من ربه - 00:20:09
وانه ان لم يغفر له فانه مؤاخذ به صلى الله عليه وعلى اله وسلم نعم هنا فائدة بالتفريق بين الادعية التي تبدأ ذكر الربوبية وهي التي تبدأ بذكر الالهية الاكثر في الادعية القرآنية - 00:20:30
ايش الابتداء بالربوبية وكثير من الادعية في السنة تبدأ بذكر الالهية اللهم والتي في القرآن ربنا ربي. فما الفرق الفرق بينهما انه في الغالب اذا ذكرت الربوبية لم يذكر بعدها ثناء - 00:20:52
على الله عز وجل بل يباشر السائل ذكر حاجته ومسألته اما التي يكون فيها ثناء وتمجيد وتقديس فانها تفتتح بذكر بذكر الالهية اللهم كما هو في هذا الحديث اللهم انت الملك لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك - 00:21:14
هذا كله ثناء بخلاف ربنا اغفر لي. ربنا تقبل منا وما اشبه ذلك من الادعية القرآنية التي تفتتح بالربوبية وهذه فائدة عزيزة بالتفريق بينما افتتح من الادعية الالهية بذكر الاهية وبينما افتتح - 00:21:37
منها بذكر الربوبية - 00:21:58