الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره وظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد - 00:00:00ضَ
كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد هذا هو المجلس الاول في قراءة كتاب دفع الهام الاضطراب عن ايات الكتاب للشيخ علامة محمد الامين الجكري الشنقيطي الموريتاني الافريقي رحمه الله - 00:00:14ضَ
رحمة وواسعة صاحب كتاب آآ اضواء البيان بتفسير القرآن والشيخ محمد الامين رحمه الله من علماء القرن الرابع عشر الهجري كانت وفاته سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة والف للهجرة النبوية وهو - 00:00:35ضَ
من علماء المغرب ويسر الله له المجيء الى هذه البلاد في رحلة حج ثم التقى بعلمائها عرفوه وعرفوا ما معه من آآ علم غزير منهج اصيل بمسائل الاعتقاد والفقه والحديث - 00:01:03ضَ
فبقي رحمه الله في هذه البلاد وكان مكرما من علمائها جليل القدر عند عامتها وخاصتها ودرس رحمه الله في المعهد العلمي في الرياض وكذلك في كلية الشريعة الرياظ وكان ممن درسهم شيخنا - 00:01:34ضَ
اه درس شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ودرس معه جملة من مشايخ آآ العلم المعروفين في هذه البلاد ثم انتقل الى المدينة النبوية مكث فيها مدرسا في مسجد النبوي - 00:02:00ضَ
آآ اشتهر بتعليمه التفسير وهو افضل العلوم واشرفها بل هو اصل العلوم ومن لا علم له بالتفسير ينتقص علمه تقل رتبته فالعلم بالتفسير اصل العلوم مهما اتقن المرء من العلوم اذا اخل به - 00:02:19ضَ
فقد فقد شيئا كبيرا آآ اصلا اصيلا من العلوم ولهذا كلما عظم علم الانسان بكلام الله فهما وادراكا لمعانيه واستنباطا لفوائده علت رتبته في العلم وهذا خلاف ما عليه كثير من - 00:02:42ضَ
طلبة العلم المتأخرين في اهتماماتهم حيث يجعلون التفسير في اسفل قائمة الاهتمامات فلا تجد عندهم عناية بفهم القرآن تجد عندهم عناية آآ ابواب العلم وتحليل المتون اه شرحها لكن اه حظهم من - 00:03:05ضَ
علمي بالقرآن ضعيف وبالتالي اه انعكس هذا على ايمانهم لان الايمان يزداد بالقرآن وانعكس هذا على فهومهم فكلما عظم فهم الانسان وعظم اتقانه للقرآن قاعدة مطردة سهل عليه كل علم - 00:03:25ضَ
وهذه مجربة اذا علا قدمك في فهم كلام ربك سهل عليك كل علم واذا استغلق عليك القرآن ولم تفهمه فانت لما سواه ابعد فهما واقل نصيبا. نسأل الله ان يعيننا واياكم ويفتح لنا واياكم - 00:03:47ضَ
ابواب رحمته وان يرزقنا واياكم الفقه في التنزيل والعمل بالتأويل وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته هذا الكتاب ومن مؤلفات الشيخ محمد الامين رحمه الله وقد امتاز - 00:04:08ضَ
الشيخ رحمه الله بالتفنن في العلم فتجده عالما بالقرآن عالما بالسنة عالما بالفقه عالما بالعربية عالما باصول الفقه وهذا التفنن اكسبه قوة ورسوخا في العلم حيث ان المطالع لما كتبه والف - 00:04:26ضَ
في ابواب علوم القرآن وغيرها يجد عندهم من الرسوخ والتمكن ما لا يجده عند غيره هذا الكتاب دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب هو احد علوم التفسير او هو باب من ابواب علوم القرآن - 00:04:56ضَ
وهو دفع توهم الاضطراب عن ايات الكتاب فكل الايات التي يتوهم انهى متعارضة او ان معانيها متضاربة فانه يتكلم عنها ويبين اتساقها وانتظامها وان الاضطراب ليس في الكتاب انما هو - 00:05:18ضَ
بالافهام والاذهان فكتاب الله تعالى معصوم عن ان يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه اذا موظوع الكتاب هو التوفيق بين الايات التي ظاهرها التعارض ولذلك قال دفع ايهام الاضطراب دفع - 00:05:43ضَ
ايهام ولم يقل رافع لانه ليس هناك اضطراب بين ايات الكتاب ليرفع انما هو دفع لانه توهم وظن لا تجعل ظعف علم وعدم تأمل معاني الايات ومعاني كلام رب العالمين. بالتالي - 00:06:04ضَ
هذا يحتاج الى دفع وليس اشكالا واقعا حتى تحتاج ان ترفعه وهذا سبب اختيار هذا اللفظ في الترجمة دفع ايهام والايهام هو ظن الشيء على غير حقيقته وهو من اقل - 00:06:27ضَ
ومن ادنى درجات الادراك بل هو جهل في الحقيقة وليس ادراكا لانه ادراك الشيء على خلاف ما هو عليه وقوله رحمه الله الاضطراب الاضطراب معناه التضارب ولذلك اضطرابا وتضاربا معناهما واحد - 00:06:48ضَ
والمقصود بالاضطراب الاختلال وعدم الانتظام تحرك الشيء وعدم ثباته والمقصود بالاضطراب هنا هو المعنى الاول اللي ذكرته وهو التضارب فقوله دفع ايهام الاضطراب اي دفع ما يظن او ما يتوهم - 00:07:13ضَ
او ما يتخيل من التضارب عن ايات الكتاب اي عن ايات القرآن في الكتاب المقصود به الكتاب المبين القرآن الكريم يسمى القرآن بهذا الاسم لانه اول اسم ذكره الله لكتابه - 00:07:38ضَ
فان الله تعالى قال في محكم كتابه الف لام ميم ذلك الكتاب والكتاب اسم من اسماء القرآن فالاف واللام في قول الكتاب للعهد الذهني الذي لا ينصرف الا الى الكتاب المقدس. الكتاب - 00:07:58ضَ
المجيد الكتاب الحكيم الكتاب المحفوظ من التبديل والتغيير الكتاب الذي هو القرآن الكريم ولهذا لم يقل عن ايات القرآن انما قال عن ايات الكتاب لانه الاسم الذي ابتدأ الله تعالى به كتابه فاول اسم - 00:08:15ضَ
للقرآن ذكره الله تعالى في في كتابه الكتاب اذا عرفنا موظوع الكتاب وهو ازالة ما يمكن ان يرد الى الذهن من التضارب او التعارض بين ايات القرآن وهذا باب واسع - 00:08:36ضَ
بمعنى ان توهم الاضطراب ليس مقصورا على ايات معينة ولا على اجزاء من القرآن محددة بل ذلك يختلف باختلاف الافهام كما يكون مضطربا عند شخص يكون مستقيما عند اخر وما يكون مستقيما عند شخص يكون مضطربا عند غيره وبالتالي - 00:09:02ضَ
هي مسألة نسبية لكنه رحمه الله اراد هنا جمع ما ذكره العلماء من الايات التي اشاروا الى توهم الاضطراب فيها وليس هذا حصرا انما هذا محاولة استقصاء وجمع لما ذكره العلماء من الايات التي وقع فيها الاضطراب - 00:09:27ضَ
وليعلم المؤمن في بداية هذا الكتاب ان ثمة جوابا جامعا يقابل به كل توهم اضطراب في كتاب الله عز وجل وهو ان كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - 00:09:50ضَ
لا يمكن ان يأتي اضطراب في كلام الله بل كلام الله محكم كلام الله متقن كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هذي انطلاق المؤمن امتلاء - 00:10:08ضَ
قلب المؤمن بهذا اليقين وهذا الاعتقاد يجعله محصنا من كل توهم يرد عليه ثم اذا ورد عليه اشكال طلب حله بالنظر والتأمل والتدبر فان حل ما يتوهم من الاشكال في القرآن - 00:10:24ضَ
هو ان تطلبه من القرآن وهذي من العجائب يا اخواني ان حل الاشكالات في كلام الناس او في كلام المتكلمين عادة يطلب من جهات اجنبية لان كلامهم قد يكون متضارف تحاول ان - 00:10:46ضَ
توجد توفيق بالنظر الى كلام غيرهم او ما الى ذلك. القرآن مما تميز به ان ما يتوهم فيه من الاضطراب يدفعه نص ايات الكتاب ولذلك يقول الله تعالى لقوم عارضوا القرآن وشغبوا عليه قال افلا يتدبرون القرآن - 00:11:07ضَ
ام على قلوب اقفالها وقال في موضع اية اخر افلا يتدبرون القرآن ثم قال ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهذا يدل على انه اذا اردت حل اي اشكال يرد عليك في القرآن فاطلبه من القرآن - 00:11:33ضَ
لان الله تعالى قال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيها اختلافا كثيرا تأكيد هذا هذه الشهادة وهذا الحكم الالهي من ان القرآن لا اضطراب فيه ولا تعارض بين اياته انما يوصل اليه - 00:11:52ضَ
بالتأمل والتمعر والنظر في ايات الكتاب الحكيم وازالة الفكر فيه ليتوصل الى انه الحق المبين يقول الله تعالى في وصف كتابه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من - 00:12:10ضَ
حكيم حميد. وتأمل هذين الاسمين الذين ختم الله تعالى بهما هذه الاية تنزيل من حكيم حميد حكيم اي محكم وحكيم بمعنى حاكم فالحكيم هنا بمعنى محكم اي انه متقن لكلامه جل في علاه - 00:12:28ضَ
ومن اتقانه لكلامي انه لا يمكن ان يتطرق اليه باطل لا بالنظر اليه ولا بالنظر للكتب المتقدمة ولا بالنظر الى ما يحدث في المستقبل ولا بالنظر الى ما يحدث في الواقع لا يمكن ان يأتيه باطل - 00:12:51ضَ
ثم قال حميد اي محمود على ان انزل هذا الكتاب بهذا الاتقان وقد قال جل في علاه ايضا الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وذكر اسمين اخبر بالاحكام ثم ذكر - 00:13:04ضَ
في قوله احكمت اياته يعني اتقنت ثم قال ثم فصلت اي بينت ووضحت من لدن حكيم. فلا يمكن ان يأتي في هذا التفصيل تضارب او تعارض او اضطراب ثم قال جل وعلا خبير وهذا من ادلة عدم الاضطراب لان المتكلم به العليم الخبير الذي يدرك جل في علاه - 00:13:26ضَ
من الامور وحقائقها وبالتالي لا يمكن ان يكون في هذا القرآن اضطراب او اشتباه انما ما يكون فيه يحل بالنظر الى القرآن والى تطلب تلك المعاني من القرآن لذلك رد الله المعاندين للقرآن ردهم الى اي شيء؟ الى القرآن نفسه - 00:13:50ضَ
فهو حجة في ذاته وهو برهان في ذاته وهو مبطل لكل ضلالة في ذاته وهذا لا يكون في كتاب بالكلية الا الكتاب الذي جاء به الرسول الامين صلى الله عليه وسلم عن الله رب العالمين. قدم المصنف رحمه الله - 00:14:11ضَ
مقدمة اه بين فيها مقصود الكتاب و آآ طريقته ثم بعد ذلك شرع في آآ مؤلفه يقول رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد - 00:14:29ضَ
اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين وجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين واشرف المرسلين واشرف - 00:14:54ضَ
وبالمرسلين وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. الحمد لله الذي ختم الرسل بهذا النبي الكريم عليه عليه من الله الصلاة والتسليم. كما ختم الكتب الكتب السماوية بهذا القرآن العظيم - 00:15:14ضَ
النبوية كما ختم الكتب السماوية بهذا القرآن العظيم. وهدى الناس بما فيه من الايات والذكر الحكيم. وتمت كلمة بك صدقا وعدلا كلماته وهو السميع العليم. فاخباره كلها صدق واحكامه كلها عدل - 00:15:34ضَ
وبعضه يشهد بصدق بعض ولا ينافيه. لان اياته بان اياته فصلت من لدن حكيم خفير. افلا يتدبر القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. اما بعد فان مقيد هذه الحروب عفا الله - 00:15:57ضَ
اضمن ارنت ان يبين لي هذه الرسالة ما تيسر من اوجه الجمع بين الايات التي يظن غيت بها التعارض في القرآن العظيم مرددا لها بحسب ترتيب السور يذكر الجمع بين الايتين غالبا في محل الاولى منهما وربما - 00:16:17ضَ
جمعا عند محل الاخيرة ربما يكتفي بذكر الجمع عند الاولى ربما يحيل عليه عند محل الاخيرة ولا سيما اذا كانت السورة السورة ليس فيها مما يضن تعارضه الا تلك الاية فانه لا يترك ذكرها والاحالة على الجمع - 00:16:37ضَ
تقدمت وسميته عن ايات الكتاب فنقول وبالله نستعين وهو حسبنا ونعم الوكيل راجين من الله الكريم ان يجعل نية صالحة وعملنا كله خالصا وعملنا كله خالصا لوجهه الكريم انه قريب مجيب رحيم. امين يا رب العالمين - 00:16:57ضَ
هذه المقدمة تضمنت امرين الامر الاول بعد حمد الله والثناء عليه بيان احكام هذا القرآن الكريم وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فاخباره كلها صدق واحكامه كلها عدل - 00:17:23ضَ
ويصدق بعضه بعضا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم مثاني اي يصدق بعضه بعضا. قال لان اياته قصلت من لدن حكيم خبير كما قال جل في علاه كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير - 00:17:41ضَ
بعد ذلك ذكر الاية التي تنفي عن هذا القرآن الاضطراب والتعارض وطريق حل ذلك قال فلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهذه مقدمة مختصرة - 00:18:04ضَ
اما الامر الثاني الذي ذكره رحمه الله فهو بيان مقصوده وطريقة تحقيق هذا المقصود. مقصوده في هذا المؤلف تيسير آآ ان يبين في هذه الرسالة ما تيسر من اوجه الجمع بين الايات التي يظن بها التعارض - 00:18:20ضَ
في القرآن العظيم هذا المقصود اذا موظوع الكتاب هو بيان اوجه الجمع بينما يتوهم او يظن تعارضه من ايات الكتاب الحكيم ما طريقته؟ انه رتب ذلك حسب ترتيب السواك. فيأتي - 00:18:37ضَ
على كل سورة من اول القرآن الى اخره يذكر في كل سورة ما يتوهم تعارضه. الايات التي يتوهم تعارضها مع غيرها فيذكر جواب ذلك والجمع الذي يسر الله تعالى له - 00:18:56ضَ
ويكتفي في ذلك بذكره آآ في اول موضع ذكر ثلاثة طرق قال مرتبا لها بحسب ترتيب السور بذكر الجمع بين الايتين غالبا في محل الاولى منهما يعني الايات التي بينهما التي يتوهم بينهما التعارض يذكر الجمع في موضع الاولى - 00:19:18ضَ
وقد يذكره يقول وربما بذكر الجمع عند محل الاخيرة هذا هاتان حالان. الحالة الثالثة وربما يكتفي بذكر الجمع عند الاولى ويحيل عليه عند محل الاخيرة يعني يشير وهذا يختلف عن الاول انه في الاول لا يذكر - 00:19:38ضَ
آآ لا يذكر موضع يكتفي فقط بالذكر في الاولى دون الاحالة اليه في الموضع اذا جاءت في آآ من موضعها الاخير اه قال ولا سيما اذا كانت السورة ليس فيها مما يظن تعارضه الا تلك الاية فانه لا يترك ذكرها. والاحالة على الجمع المتقدم - 00:20:00ضَ
وسميته دفعة ايهام دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب وابتدأ المصنف رحمه الله بسورة البقرة اما ام القرآن اليس فيها ما يتوهم تعارضه من ايات الكتاب والسبب لماذا خلت الاية السورة الاولى من ذلك - 00:20:21ضَ
لانها ام القرآن فمعاني القرآن كله ترجع الى سورة الفاتحة المجملات واصول وقواعد ومقاصد القرآن الكريم ولذلك ليس في شيء منها ما يتوهم تعارضه او آآ يظن اضطرابه - 00:20:43ضَ
التفريغ
الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره وظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد - 00:00:00ضَ
كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد هذا هو المجلس الاول في قراءة كتاب دفع الهام الاضطراب عن ايات الكتاب للشيخ علامة محمد الامين الجكري الشنقيطي الموريتاني الافريقي رحمه الله - 00:00:14ضَ
رحمة وواسعة صاحب كتاب آآ اضواء البيان بتفسير القرآن والشيخ محمد الامين رحمه الله من علماء القرن الرابع عشر الهجري كانت وفاته سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة والف للهجرة النبوية وهو - 00:00:35ضَ
من علماء المغرب ويسر الله له المجيء الى هذه البلاد في رحلة حج ثم التقى بعلمائها عرفوه وعرفوا ما معه من آآ علم غزير منهج اصيل بمسائل الاعتقاد والفقه والحديث - 00:01:03ضَ
فبقي رحمه الله في هذه البلاد وكان مكرما من علمائها جليل القدر عند عامتها وخاصتها ودرس رحمه الله في المعهد العلمي في الرياض وكذلك في كلية الشريعة الرياظ وكان ممن درسهم شيخنا - 00:01:34ضَ
اه درس شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ودرس معه جملة من مشايخ آآ العلم المعروفين في هذه البلاد ثم انتقل الى المدينة النبوية مكث فيها مدرسا في مسجد النبوي - 00:02:00ضَ
آآ اشتهر بتعليمه التفسير وهو افضل العلوم واشرفها بل هو اصل العلوم ومن لا علم له بالتفسير ينتقص علمه تقل رتبته فالعلم بالتفسير اصل العلوم مهما اتقن المرء من العلوم اذا اخل به - 00:02:19ضَ
فقد فقد شيئا كبيرا آآ اصلا اصيلا من العلوم ولهذا كلما عظم علم الانسان بكلام الله فهما وادراكا لمعانيه واستنباطا لفوائده علت رتبته في العلم وهذا خلاف ما عليه كثير من - 00:02:42ضَ
طلبة العلم المتأخرين في اهتماماتهم حيث يجعلون التفسير في اسفل قائمة الاهتمامات فلا تجد عندهم عناية بفهم القرآن تجد عندهم عناية آآ ابواب العلم وتحليل المتون اه شرحها لكن اه حظهم من - 00:03:05ضَ
علمي بالقرآن ضعيف وبالتالي اه انعكس هذا على ايمانهم لان الايمان يزداد بالقرآن وانعكس هذا على فهومهم فكلما عظم فهم الانسان وعظم اتقانه للقرآن قاعدة مطردة سهل عليه كل علم - 00:03:25ضَ
وهذه مجربة اذا علا قدمك في فهم كلام ربك سهل عليك كل علم واذا استغلق عليك القرآن ولم تفهمه فانت لما سواه ابعد فهما واقل نصيبا. نسأل الله ان يعيننا واياكم ويفتح لنا واياكم - 00:03:47ضَ
ابواب رحمته وان يرزقنا واياكم الفقه في التنزيل والعمل بالتأويل وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته هذا الكتاب ومن مؤلفات الشيخ محمد الامين رحمه الله وقد امتاز - 00:04:08ضَ
الشيخ رحمه الله بالتفنن في العلم فتجده عالما بالقرآن عالما بالسنة عالما بالفقه عالما بالعربية عالما باصول الفقه وهذا التفنن اكسبه قوة ورسوخا في العلم حيث ان المطالع لما كتبه والف - 00:04:26ضَ
في ابواب علوم القرآن وغيرها يجد عندهم من الرسوخ والتمكن ما لا يجده عند غيره هذا الكتاب دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب هو احد علوم التفسير او هو باب من ابواب علوم القرآن - 00:04:56ضَ
وهو دفع توهم الاضطراب عن ايات الكتاب فكل الايات التي يتوهم انهى متعارضة او ان معانيها متضاربة فانه يتكلم عنها ويبين اتساقها وانتظامها وان الاضطراب ليس في الكتاب انما هو - 00:05:18ضَ
بالافهام والاذهان فكتاب الله تعالى معصوم عن ان يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه اذا موظوع الكتاب هو التوفيق بين الايات التي ظاهرها التعارض ولذلك قال دفع ايهام الاضطراب دفع - 00:05:43ضَ
ايهام ولم يقل رافع لانه ليس هناك اضطراب بين ايات الكتاب ليرفع انما هو دفع لانه توهم وظن لا تجعل ظعف علم وعدم تأمل معاني الايات ومعاني كلام رب العالمين. بالتالي - 00:06:04ضَ
هذا يحتاج الى دفع وليس اشكالا واقعا حتى تحتاج ان ترفعه وهذا سبب اختيار هذا اللفظ في الترجمة دفع ايهام والايهام هو ظن الشيء على غير حقيقته وهو من اقل - 00:06:27ضَ
ومن ادنى درجات الادراك بل هو جهل في الحقيقة وليس ادراكا لانه ادراك الشيء على خلاف ما هو عليه وقوله رحمه الله الاضطراب الاضطراب معناه التضارب ولذلك اضطرابا وتضاربا معناهما واحد - 00:06:48ضَ
والمقصود بالاضطراب الاختلال وعدم الانتظام تحرك الشيء وعدم ثباته والمقصود بالاضطراب هنا هو المعنى الاول اللي ذكرته وهو التضارب فقوله دفع ايهام الاضطراب اي دفع ما يظن او ما يتوهم - 00:07:13ضَ
او ما يتخيل من التضارب عن ايات الكتاب اي عن ايات القرآن في الكتاب المقصود به الكتاب المبين القرآن الكريم يسمى القرآن بهذا الاسم لانه اول اسم ذكره الله لكتابه - 00:07:38ضَ
فان الله تعالى قال في محكم كتابه الف لام ميم ذلك الكتاب والكتاب اسم من اسماء القرآن فالاف واللام في قول الكتاب للعهد الذهني الذي لا ينصرف الا الى الكتاب المقدس. الكتاب - 00:07:58ضَ
المجيد الكتاب الحكيم الكتاب المحفوظ من التبديل والتغيير الكتاب الذي هو القرآن الكريم ولهذا لم يقل عن ايات القرآن انما قال عن ايات الكتاب لانه الاسم الذي ابتدأ الله تعالى به كتابه فاول اسم - 00:08:15ضَ
للقرآن ذكره الله تعالى في في كتابه الكتاب اذا عرفنا موظوع الكتاب وهو ازالة ما يمكن ان يرد الى الذهن من التضارب او التعارض بين ايات القرآن وهذا باب واسع - 00:08:36ضَ
بمعنى ان توهم الاضطراب ليس مقصورا على ايات معينة ولا على اجزاء من القرآن محددة بل ذلك يختلف باختلاف الافهام كما يكون مضطربا عند شخص يكون مستقيما عند اخر وما يكون مستقيما عند شخص يكون مضطربا عند غيره وبالتالي - 00:09:02ضَ
هي مسألة نسبية لكنه رحمه الله اراد هنا جمع ما ذكره العلماء من الايات التي اشاروا الى توهم الاضطراب فيها وليس هذا حصرا انما هذا محاولة استقصاء وجمع لما ذكره العلماء من الايات التي وقع فيها الاضطراب - 00:09:27ضَ
وليعلم المؤمن في بداية هذا الكتاب ان ثمة جوابا جامعا يقابل به كل توهم اضطراب في كتاب الله عز وجل وهو ان كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - 00:09:50ضَ
لا يمكن ان يأتي اضطراب في كلام الله بل كلام الله محكم كلام الله متقن كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هذي انطلاق المؤمن امتلاء - 00:10:08ضَ
قلب المؤمن بهذا اليقين وهذا الاعتقاد يجعله محصنا من كل توهم يرد عليه ثم اذا ورد عليه اشكال طلب حله بالنظر والتأمل والتدبر فان حل ما يتوهم من الاشكال في القرآن - 00:10:24ضَ
هو ان تطلبه من القرآن وهذي من العجائب يا اخواني ان حل الاشكالات في كلام الناس او في كلام المتكلمين عادة يطلب من جهات اجنبية لان كلامهم قد يكون متضارف تحاول ان - 00:10:46ضَ
توجد توفيق بالنظر الى كلام غيرهم او ما الى ذلك. القرآن مما تميز به ان ما يتوهم فيه من الاضطراب يدفعه نص ايات الكتاب ولذلك يقول الله تعالى لقوم عارضوا القرآن وشغبوا عليه قال افلا يتدبرون القرآن - 00:11:07ضَ
ام على قلوب اقفالها وقال في موضع اية اخر افلا يتدبرون القرآن ثم قال ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهذا يدل على انه اذا اردت حل اي اشكال يرد عليك في القرآن فاطلبه من القرآن - 00:11:33ضَ
لان الله تعالى قال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيها اختلافا كثيرا تأكيد هذا هذه الشهادة وهذا الحكم الالهي من ان القرآن لا اضطراب فيه ولا تعارض بين اياته انما يوصل اليه - 00:11:52ضَ
بالتأمل والتمعر والنظر في ايات الكتاب الحكيم وازالة الفكر فيه ليتوصل الى انه الحق المبين يقول الله تعالى في وصف كتابه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من - 00:12:10ضَ
حكيم حميد. وتأمل هذين الاسمين الذين ختم الله تعالى بهما هذه الاية تنزيل من حكيم حميد حكيم اي محكم وحكيم بمعنى حاكم فالحكيم هنا بمعنى محكم اي انه متقن لكلامه جل في علاه - 00:12:28ضَ
ومن اتقانه لكلامي انه لا يمكن ان يتطرق اليه باطل لا بالنظر اليه ولا بالنظر للكتب المتقدمة ولا بالنظر الى ما يحدث في المستقبل ولا بالنظر الى ما يحدث في الواقع لا يمكن ان يأتيه باطل - 00:12:51ضَ
ثم قال حميد اي محمود على ان انزل هذا الكتاب بهذا الاتقان وقد قال جل في علاه ايضا الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وذكر اسمين اخبر بالاحكام ثم ذكر - 00:13:04ضَ
في قوله احكمت اياته يعني اتقنت ثم قال ثم فصلت اي بينت ووضحت من لدن حكيم. فلا يمكن ان يأتي في هذا التفصيل تضارب او تعارض او اضطراب ثم قال جل وعلا خبير وهذا من ادلة عدم الاضطراب لان المتكلم به العليم الخبير الذي يدرك جل في علاه - 00:13:26ضَ
من الامور وحقائقها وبالتالي لا يمكن ان يكون في هذا القرآن اضطراب او اشتباه انما ما يكون فيه يحل بالنظر الى القرآن والى تطلب تلك المعاني من القرآن لذلك رد الله المعاندين للقرآن ردهم الى اي شيء؟ الى القرآن نفسه - 00:13:50ضَ
فهو حجة في ذاته وهو برهان في ذاته وهو مبطل لكل ضلالة في ذاته وهذا لا يكون في كتاب بالكلية الا الكتاب الذي جاء به الرسول الامين صلى الله عليه وسلم عن الله رب العالمين. قدم المصنف رحمه الله - 00:14:11ضَ
مقدمة اه بين فيها مقصود الكتاب و آآ طريقته ثم بعد ذلك شرع في آآ مؤلفه يقول رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد - 00:14:29ضَ
اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين وجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين واشرف المرسلين واشرف - 00:14:54ضَ
وبالمرسلين وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. الحمد لله الذي ختم الرسل بهذا النبي الكريم عليه عليه من الله الصلاة والتسليم. كما ختم الكتب الكتب السماوية بهذا القرآن العظيم - 00:15:14ضَ
النبوية كما ختم الكتب السماوية بهذا القرآن العظيم. وهدى الناس بما فيه من الايات والذكر الحكيم. وتمت كلمة بك صدقا وعدلا كلماته وهو السميع العليم. فاخباره كلها صدق واحكامه كلها عدل - 00:15:34ضَ
وبعضه يشهد بصدق بعض ولا ينافيه. لان اياته بان اياته فصلت من لدن حكيم خفير. افلا يتدبر القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. اما بعد فان مقيد هذه الحروب عفا الله - 00:15:57ضَ
اضمن ارنت ان يبين لي هذه الرسالة ما تيسر من اوجه الجمع بين الايات التي يظن غيت بها التعارض في القرآن العظيم مرددا لها بحسب ترتيب السور يذكر الجمع بين الايتين غالبا في محل الاولى منهما وربما - 00:16:17ضَ
جمعا عند محل الاخيرة ربما يكتفي بذكر الجمع عند الاولى ربما يحيل عليه عند محل الاخيرة ولا سيما اذا كانت السورة السورة ليس فيها مما يضن تعارضه الا تلك الاية فانه لا يترك ذكرها والاحالة على الجمع - 00:16:37ضَ
تقدمت وسميته عن ايات الكتاب فنقول وبالله نستعين وهو حسبنا ونعم الوكيل راجين من الله الكريم ان يجعل نية صالحة وعملنا كله خالصا وعملنا كله خالصا لوجهه الكريم انه قريب مجيب رحيم. امين يا رب العالمين - 00:16:57ضَ
هذه المقدمة تضمنت امرين الامر الاول بعد حمد الله والثناء عليه بيان احكام هذا القرآن الكريم وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فاخباره كلها صدق واحكامه كلها عدل - 00:17:23ضَ
ويصدق بعضه بعضا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم مثاني اي يصدق بعضه بعضا. قال لان اياته قصلت من لدن حكيم خبير كما قال جل في علاه كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير - 00:17:41ضَ
بعد ذلك ذكر الاية التي تنفي عن هذا القرآن الاضطراب والتعارض وطريق حل ذلك قال فلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهذه مقدمة مختصرة - 00:18:04ضَ
اما الامر الثاني الذي ذكره رحمه الله فهو بيان مقصوده وطريقة تحقيق هذا المقصود. مقصوده في هذا المؤلف تيسير آآ ان يبين في هذه الرسالة ما تيسر من اوجه الجمع بين الايات التي يظن بها التعارض - 00:18:20ضَ
في القرآن العظيم هذا المقصود اذا موظوع الكتاب هو بيان اوجه الجمع بينما يتوهم او يظن تعارضه من ايات الكتاب الحكيم ما طريقته؟ انه رتب ذلك حسب ترتيب السواك. فيأتي - 00:18:37ضَ
على كل سورة من اول القرآن الى اخره يذكر في كل سورة ما يتوهم تعارضه. الايات التي يتوهم تعارضها مع غيرها فيذكر جواب ذلك والجمع الذي يسر الله تعالى له - 00:18:56ضَ
ويكتفي في ذلك بذكره آآ في اول موضع ذكر ثلاثة طرق قال مرتبا لها بحسب ترتيب السور بذكر الجمع بين الايتين غالبا في محل الاولى منهما يعني الايات التي بينهما التي يتوهم بينهما التعارض يذكر الجمع في موضع الاولى - 00:19:18ضَ
وقد يذكره يقول وربما بذكر الجمع عند محل الاخيرة هذا هاتان حالان. الحالة الثالثة وربما يكتفي بذكر الجمع عند الاولى ويحيل عليه عند محل الاخيرة يعني يشير وهذا يختلف عن الاول انه في الاول لا يذكر - 00:19:38ضَ
آآ لا يذكر موضع يكتفي فقط بالذكر في الاولى دون الاحالة اليه في الموضع اذا جاءت في آآ من موضعها الاخير اه قال ولا سيما اذا كانت السورة ليس فيها مما يظن تعارضه الا تلك الاية فانه لا يترك ذكرها. والاحالة على الجمع المتقدم - 00:20:00ضَ
وسميته دفعة ايهام دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب وابتدأ المصنف رحمه الله بسورة البقرة اما ام القرآن اليس فيها ما يتوهم تعارضه من ايات الكتاب والسبب لماذا خلت الاية السورة الاولى من ذلك - 00:20:21ضَ
لانها ام القرآن فمعاني القرآن كله ترجع الى سورة الفاتحة المجملات واصول وقواعد ومقاصد القرآن الكريم ولذلك ليس في شيء منها ما يتوهم تعارضه او آآ يظن اضطرابه - 00:20:43ضَ