الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى من اعجب العجاب واكبر الايات الدالة على قدرة الملك - 00:00:00
الغلاب ستة اصول بينها الله تعالى بيانا واضحا للعوام فوق ما يظن الظانون ثم بعد هذا غلط فيها كثير من اذكياء العالم وعقلاء بني ادم الا اقل القليل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. اما بعد فهذا هو الدرس - 00:00:20
المتعلق بستة اصول عظيمة مفيدة وهو من رسائل شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. والظاهر ان الرسالة مقتطعة من كتابات الشيخ رحمه الله فان الشيخ رحمه الله لم يفتتحها في افتتاح - 00:00:50
واضح فيما نرى يعني في النسخة التي بين ايدينا ولعل لها مقدمة مستقلة او محذوفة المهم ان الشيخ رحمه الله اشار في بداية هذه الرسالة المباركة الى ان هناك اصولا ستة - 00:01:10
هذه الاصول الستة بينها الله سبحانه وتعالى بيانا واضحا شافيا ساطعا في كتابه الحكيم ولذلك قال رحمه الله من اعجب العجاب واكبر الايات الدالة على قدرة الملك الغلاب ستة اصول. ستة اصول بينها الله تعالى بيان - 00:01:31
واضحا للعوام. وقوله للعوام ليس ان ذلك خاصا بهم. بل المراد ان ذلك للجميع وانه واضح حتى لمن لم يتعلم فقوله للعوام اي انها بينة واضحة لعموم الناس. يدركها الذكي والبليد. يدركها - 00:01:52
العالم والجاهل يدركها من سمع الخطاب كائنا من كان اذا كان قد توفر فيه عقل الادراك فان كل من توفر فيه عقل الادراك والتمييز فانه يدرك هذه الاصول من كلام الله عز وجل. ننظر في هذه الاصول - 00:02:17
رحمه الله بدأ الرسالة بالتعجب من وضوح هذه الاصول وغفلة الناس عنها والتعجب هنا هو معناه الاندهاش والانبهار من هذه الحال بغض النظر هل سببها معلوم او غير معلوم؟ هل سببها معروف او غير معروف؟ فانه ليس من لازم العجب - 00:02:37
جهل السلف كما هو معلوم مقرر. فان العجب يطلق على ما جهل سببه ويطلق على ما علم سببه. ولكنه خارج عن العادة خارج عن نظائره وامثاله. مما يظهر ويلفت النظر - 00:03:04
واضح؟ فالكلام هنا ليس بحثا في السبب انما بيان للتعجب من حال هؤلاء. قال من اعجب العجاب اكبر الايات الدالة على قدرة الملك الغلاب الغلاب هل هو من اسماء الله عز وجل؟ الجواب لا ليس من اسماء الله عز وجل - 00:03:23
طيب بماذا ذكره المؤلف ذكره على وجه الصفة؟ ومعلوم ان باب الاوصاف اوسع من باب الاسماء. فالأسماء توقيفية اما الاوصاف فهي اوسع وان كان الاصل فيها التوقيف لكنها اوسع من باب الاسماء لان الاسماء لابد فيها من توقيف - 00:03:42
كتاب وسنة اما الصفات فيمكن ان تشتق الصفات من الافعال فكل فعل ثبت لله عز وجل فانه يشتق منه صفة لله عز وجل. وقد جاء في بعض الروايات والاثار وصفه للغالب. وهو معنى - 00:04:03
اسمه العزيز او وهو من معاني اسمه العزيز. فان العزيز الغالب من معاني اسم العزيز الغالب كما تقدم. قال رحمه الله ستة اصول بينها الله تعالى بيانا واضحا للعوام. فوق ما يظن الظانون - 00:04:23
ثم بعد هذا يعني بعد هذا البيان الذي يتوقع منه ايش الا يقع الخطأ لانه اذا كان بيانا واضحا فما كان بيانه واضحا ساطحا يدركه عوام الناس ولا يحتاج الى علماء وافداد فان ذلك ايش؟ المتوقع من هذا ايش - 00:04:39
ان لا يكون هناك غلط فيه والا يغفل عنه. والا يقع فيه خلاف لوظوحه ظهور ادلته واياته قال رحمه الله ثم بعد هذا غلط فيه كثير من ابكياء العالم الذكاء هو حدة في الفهم. يدرك بها الانسان الغامض من الامور - 00:05:03
هذا الذكاء ولا صلة بين الذكاء والايمان. انما الصلة بين الزكاة والايمان الزكاة في القلب والذكاء في الفهم فقد يكون الانسان ذكيا كافرا لكنه لا يمكن ان يكون ذكيا الا اذا كان مؤمنا بالله ورسوله. فقوله - 00:05:28
اذكياء العالم اي فطناء من اصحاب الفهم الذين لا تخفى عليهم الامور. وعقلاء بني ادم الا اقل القليل يعني غفل عنه غلط فيها كثير الا اقل القليل. الذين لم يغلطوا فيه. ونسأل الله عز وجل ان نكون من ممن يدخل في قوله وقليل - 00:05:50
من عبادي الشكور وهذا هو حال بني ادم فان اكثرهم ضالوها قال الله تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. ولذلك لا يجوز في الاستدلال على صحة - 00:06:10
قول او المذهب او الطريقة بكثرة السالكين لها وهذا امر مهم فان الله عز وجل لم يذكر الكثرة على وجه المدح بل قال سبحانه وتعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. وقال سبحانه وتعالى وقليل من عبادي الشكور. وقال جل وعلا - 00:06:27
ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين فالكثرة لا تدل على صحة الطريق ولا على سلامة المنهج بل الذي يدل على صحة الطريق وسلامة المنهج هو التزام الكتاب والسنة هما الحاكمات على كل قول ورأي وعمل فما وافق الكتاب والسنة وما كان - 00:06:50
سلف الامة فهو الصواب وما خالفه فهو الخطأ المردود. وان كان عليه اكثر الناس بدأ المؤلف رحمه الله بهذه الاصول في الاصل الاصيل. وهو توحيد الله جل وعلا. فقال رحمه الله الاصل الاول. اخلاص الدين لله تعالى - 00:07:14
وحده لا شريك له وبيان ضده الذي هو الشرك بالله. وكون اكثر القرآن في بيان هذا الاصل من وجوه من شتى بكلام يفهمه ابلد العامة. ثم لما صار على اكثر الامة ما صار. اظهر لهم - 00:07:33
شيطان الاخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم واظهر لهم الشرك بالله في صورة احبتي الصالحين واتباعهم. هذا هو الاصل الاول من هذه الاصول الستة. وهي اصول مهمة يا اخوان. الاصل الاول الاصل في هذه الدنيا - 00:07:53
وفي هذا الوجود وهو عبادة الله جل وعلا. التي قال الله جل وعلا عنها وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والتي جاء الامر بها في اول الكتاب الحكيم. فان اول امر في كتاب الله هو الامر بالتوحيد في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم - 00:08:13
الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اول خطاب في كتاب الله الحكيم وجهه للناس عموما هو الامر بالتوحيد. وهذا يدل على اهمية هذا الامر وخطورته ووجوب العناية به. قال اخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له. اخلاص اي تخليص - 00:08:33
فهو مصدر بمعنى تخليص الدين والدين ما هو؟ الدين هو العمل المراد باخلاص الدين اي تخليص العمل انا تخليصه واخلاصه اي تبرئته من كل لوث وشرك مع الله سبحانه وتعالى. فاخلاص العمل هو تبرئة - 00:08:53
من كل نصيب لغير الله جل وعلا. هذا معنى اخلاص الدين لله. والدين كما ذكرنا لكم المراد به ايش؟ العمل يشمل العمل القلبي والعمل عمل الجوارح. العمل الظاهر. فيشمل الاعمال الباطنة والاعمال الظاهرة. ويشمل الاعمال الواجبة - 00:09:13
والاعمال المستحبة فان الجميع يجب اخلاصه لله سبحانه وتعالى. هل فيه دليل في الكتاب على ان الدين يأتي بمعنى العمل الا لله الدين الخالص. والاية التي ذكرها ايضا لكم دينكم ولي دين. اي لكم عملكم ولي عمل. اما مالك يوم الدين - 00:09:33
الدين هنا بمعنى الجزاء والحساب ليس بمعنى العمل فلا يكون المعنى مالك يوم العمل لان يوم العمل هو هذه الدنيا اما الاخرة فليس عنه انما هي دار حساب وجزاء. طيب قال رحمه الله اخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له. ما كان يكفي ان يقول اخلاص الدين لله - 00:09:53
تعالى عن قوله وحده لا شريك له نعم يكفي لكن قوله وحده لا شريك له هذا تأكيد لمعنى الاخلاص فوحده تأكيد معنى التوحيد ولا شريك له تأكيد بمعنى نفي الشرك. وانه لا شريك له سبحانه وتعالى في شيء من اموره لا شريك له - 00:10:13
له في ملكه لا شريك له في خلقه لا شريك له في ربوبيته لا شريك له في الهيته لا شريك له في اسمائه وصفاته لا شريك له فيما يجب له من العباد. فيجب افراد الله عز وجل بكل ما يستحق. فالله جل وعلا ليس كمثله شيء في شيء من شؤونه. ليس كمثله - 00:10:33
شيء وهو السميع البصير. ثم قال وبيان ضده الذي هو الشرك. ضد التوحيد ضد الاخلاص الشرك. وما هو الشرك؟ الشرك دائر على معنى واحد وهو تسوية الله بغيره. تسوية الله بغيره. سواء كانت التسوية فيما يتعلق - 00:10:53
بالخلق والرزق والملك والتدبير بان يعتقد العبد ان هناك خالق او رازق او مالك او مدبر غير الله جل وعلا تسوية الله عز وجل بغيره فيما يجب له من الاسماء والصفات. كان يعتقد العبد ان صفات الله كصفات المخلوق. فهذا ايضا من - 00:11:13
والشرك الذي يجب ان يتخلص منه المؤمن ليكمل توحيده واياه. من الشرك وهو اخطرها و اعظمها الشرك في الالهية. وهو الشرك في العبادة. ومعناه ان يجعل مع الله من تصرف له العبادة - 00:11:32
يصوم لغير الله او يصلي لغير الله او ينذر لغير الله او يذبح لغير الله او يطوف تعبدا بقبر غير الله او يصلي لغير الله. او يدعو غير الله في دفع المدلهمات او كشف الكربات - 00:11:52
وما الى ذلك مما يكون من كثير من الناس كل هذا من الشرك الذي جاءت الشريعة بالنهي عنه والتحذير منه. وقد بين هذين الامرين القرآن غاية البيان بين التوحيد وبين الشرك. ولذلك قال رحمه الله وكون اكثر القرآن في بيان هذا الاصل. ما في اشكال. ان اكثر - 00:12:09
في تقرير هذا الاصل وهو وجوب افراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك بجميع صوره والقرآن كله توحيد. فهو يدعو الى اخلاص العمل لله عز وجل وهذا التوحيد يبين فضائل ومصالح التوحيد - 00:12:35
يبين عاقبة اهل التوحيد هذا في جانب الدعوة الى التوحيد اما في جانب النهي عن الشرك فان الله نهى عنه وحذر منه. وبين انه ظلم عظيم. بين الله جل وعلا سوء عاقبة الشرك على اهله في الدنيا قبل - 00:12:55
الاخرة الثالث بيان عاقبة المشركين وانهم في نار تلظى لعظم ما جاءوا به ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالله لا يغفر الشرك بالكلية - 00:13:11
ويغفر ما دون ذلك وما هذا الامتناع من الرحيم الرحمن البر الرؤوف الا لعظم الجرب فان الشرك ظلم عظيم كما وصفه رب العالمين فالقرآن كله بيان للتوحيد وفضله وفضله عاقبة وعاقبة اهله وبيان للشرك وسوء عاقبته - 00:13:28
وسوء حال اهله في الدنيا قبل الاخرة. ولذلك كان بيان التوحيد في القرآن واضحا لكل احد. ولذلك قال وكون اكثر القرآن في هذا الاصل من وجوه شتى يعني ليس من وجه واحد ليس فقط بالامر بالتوحيد او بالنهي عن الشرك بل من جميع الوجوه امرا بالتوحيد نهيا عن الشرك بيان - 00:13:48
التوحيد بيان مساوئ الشرك بيان عاقبة اهل التوحيد بيان عاقبة اهل الشرك من وجوه متعددة. ثم لما صار نعم بكلام يفهمه ابلد العامة يعني لا يحتاج الى فهم ولا الى قوة بلاغة ولا الى عظيم ادراك حتى يصل الانسان الى فهم هذه بل هي ظاهرة لكل احد. قل هو الله احد - 00:14:08
هذي كل كل احد يدرك معناها وانه احد فيما يجب له سبحانه وتعالى من الربوبية والالهية والاسماء والصفات ثم لما صار على اكثر الامة ما صار يعني من ترك الصراط المستقيم والانحراف عن - 00:14:28
هدي المستقيم هدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما صار ما صار اظهر لهم الشيطان الاخلاص في سورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم. وهذا هو دأب الشيطان اعاذنا الله واياكم منه - 00:14:48
فانه يأتي للمؤمن ويظهر له الطاعة بثوب قبيح. تنفر منه النفس وتزهد به وتنصرف عنه يأتي للبدعة والمعصية ويكسوها اجمل الحلل. ويبهرجها ويزخرفها باحسن الزخارف. حتى يقبل عليها من ضعف ايمانه ولم يرسخ يقينه. واما اهل الايمان والبصائر فانه لا - 00:15:06
هذه المظاهر وينظرون الى الامور بالبصيرة التي يمن الله سبحانه وتعالى بها على المتقين فيفرقون بين الحق والباطل ولا تختلط عندهم هذه الامور بل هي في غاية الظهور فيأتي الشيطان ويظهر الشرك - 00:15:36
بمظهر محبة الصالحين. ويظهر الداعين الى التوحيد بانهم لا يحبون الصالحين ولا يعظمونهم حقا تعظيمه فاذا جئت الى رجل وقلت له يا اخي لا تتوجه الى القبر في الدعاء توجه الى القبلة. اسأل رب المقبور الذي لا يملك لنفسه حولا ولا طولا. قال يا اخي - 00:15:57
انت ما تعرف قدر الصالحين. ولا تقدر اولياء الله. وهذا في الحقيقة من جهله لم يقدر الله حق لو قدر الله حق قدره ما توجه الى مقبور بين التراب انما توجه الى رب الارباب - 00:16:18
لكن لضعف يقينه وقلة بصيرته انطلت عليه هذه الصورة. وجعل تعظيم اهل القبور وتعظيم الصالحين بالانحناء لهم والركوع او السجود وغير ذلك مما يفعله اهل الشرك والذين يزينون البدعة كل هذا مما - 00:16:36
هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومما يوقع في الشرك. الواجب على المؤمن ان يبعد نفسه عن كل ما خالفه هدي النبي صلى الله عليه وسلم وان يعلم ان خير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:56
واذا وقع المؤمن في شيء من هذا فان الشيطان سيزينه له لكن ان راجع المؤمن كتاب الله وسنة رسوله وهدي السلف الصالح سلم من هذه الشبه وليعلم انه لا احد اعظم اتباعا للكتاب والسنة من رجل جعل الله عز وجل - 00:17:11
هو قصده وهو معبوده الذي لا يصف الى غيره نوعا من العبادة. فليحذر المؤمن فالشيطان يأتي الى هؤلاء لهم الشرك ويقول لهم هذا ليس شركا انما هذا من اجلال الصالحين ومن تعظيم وحتى ينفرهم من دعوة التوحيد - 00:17:34
يقول هؤلاء انما يدعون الى تنقص الصالحين والوقيعة فيهم ولا يعظمونهم ولا يقدرونهم حق قدرهم. وهذه شبهة ضعيفة لا تنطلي الا على ضعاف العقول اذا يقول المؤلف اظهر له الشيطان الاخلاص في صورة تنقص الصالحين - 00:17:54
والتقصير في حقوقهم واظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين واتباعهم. والصحيح انها غلو في الصالحين ومجاوزة والا المؤمن لا يقع في هذا ولا يقرب منه بل لا يعظم الا ما عظمه الله ورسوله. ثم ان الصالحين عبادة محبة الصالحين عبادة - 00:18:11
لكن لا يجوز ان يتجاوز المؤمن في هذه العبادة حده حتى يقع في الشرك. هذا هو الاصل الاول الذي ذكره المؤلف رحمه الله في هذه الاصول الستة - 00:18:31
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى من اعجب العجاب واكبر الايات الدالة على قدرة الملك - 00:00:00
الغلاب ستة اصول بينها الله تعالى بيانا واضحا للعوام فوق ما يظن الظانون ثم بعد هذا غلط فيها كثير من اذكياء العالم وعقلاء بني ادم الا اقل القليل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. اما بعد فهذا هو الدرس - 00:00:20
المتعلق بستة اصول عظيمة مفيدة وهو من رسائل شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. والظاهر ان الرسالة مقتطعة من كتابات الشيخ رحمه الله فان الشيخ رحمه الله لم يفتتحها في افتتاح - 00:00:50
واضح فيما نرى يعني في النسخة التي بين ايدينا ولعل لها مقدمة مستقلة او محذوفة المهم ان الشيخ رحمه الله اشار في بداية هذه الرسالة المباركة الى ان هناك اصولا ستة - 00:01:10
هذه الاصول الستة بينها الله سبحانه وتعالى بيانا واضحا شافيا ساطعا في كتابه الحكيم ولذلك قال رحمه الله من اعجب العجاب واكبر الايات الدالة على قدرة الملك الغلاب ستة اصول. ستة اصول بينها الله تعالى بيان - 00:01:31
واضحا للعوام. وقوله للعوام ليس ان ذلك خاصا بهم. بل المراد ان ذلك للجميع وانه واضح حتى لمن لم يتعلم فقوله للعوام اي انها بينة واضحة لعموم الناس. يدركها الذكي والبليد. يدركها - 00:01:52
العالم والجاهل يدركها من سمع الخطاب كائنا من كان اذا كان قد توفر فيه عقل الادراك فان كل من توفر فيه عقل الادراك والتمييز فانه يدرك هذه الاصول من كلام الله عز وجل. ننظر في هذه الاصول - 00:02:17
رحمه الله بدأ الرسالة بالتعجب من وضوح هذه الاصول وغفلة الناس عنها والتعجب هنا هو معناه الاندهاش والانبهار من هذه الحال بغض النظر هل سببها معلوم او غير معلوم؟ هل سببها معروف او غير معروف؟ فانه ليس من لازم العجب - 00:02:37
جهل السلف كما هو معلوم مقرر. فان العجب يطلق على ما جهل سببه ويطلق على ما علم سببه. ولكنه خارج عن العادة خارج عن نظائره وامثاله. مما يظهر ويلفت النظر - 00:03:04
واضح؟ فالكلام هنا ليس بحثا في السبب انما بيان للتعجب من حال هؤلاء. قال من اعجب العجاب اكبر الايات الدالة على قدرة الملك الغلاب الغلاب هل هو من اسماء الله عز وجل؟ الجواب لا ليس من اسماء الله عز وجل - 00:03:23
طيب بماذا ذكره المؤلف ذكره على وجه الصفة؟ ومعلوم ان باب الاوصاف اوسع من باب الاسماء. فالأسماء توقيفية اما الاوصاف فهي اوسع وان كان الاصل فيها التوقيف لكنها اوسع من باب الاسماء لان الاسماء لابد فيها من توقيف - 00:03:42
كتاب وسنة اما الصفات فيمكن ان تشتق الصفات من الافعال فكل فعل ثبت لله عز وجل فانه يشتق منه صفة لله عز وجل. وقد جاء في بعض الروايات والاثار وصفه للغالب. وهو معنى - 00:04:03
اسمه العزيز او وهو من معاني اسمه العزيز. فان العزيز الغالب من معاني اسم العزيز الغالب كما تقدم. قال رحمه الله ستة اصول بينها الله تعالى بيانا واضحا للعوام. فوق ما يظن الظانون - 00:04:23
ثم بعد هذا يعني بعد هذا البيان الذي يتوقع منه ايش الا يقع الخطأ لانه اذا كان بيانا واضحا فما كان بيانه واضحا ساطحا يدركه عوام الناس ولا يحتاج الى علماء وافداد فان ذلك ايش؟ المتوقع من هذا ايش - 00:04:39
ان لا يكون هناك غلط فيه والا يغفل عنه. والا يقع فيه خلاف لوظوحه ظهور ادلته واياته قال رحمه الله ثم بعد هذا غلط فيه كثير من ابكياء العالم الذكاء هو حدة في الفهم. يدرك بها الانسان الغامض من الامور - 00:05:03
هذا الذكاء ولا صلة بين الذكاء والايمان. انما الصلة بين الزكاة والايمان الزكاة في القلب والذكاء في الفهم فقد يكون الانسان ذكيا كافرا لكنه لا يمكن ان يكون ذكيا الا اذا كان مؤمنا بالله ورسوله. فقوله - 00:05:28
اذكياء العالم اي فطناء من اصحاب الفهم الذين لا تخفى عليهم الامور. وعقلاء بني ادم الا اقل القليل يعني غفل عنه غلط فيها كثير الا اقل القليل. الذين لم يغلطوا فيه. ونسأل الله عز وجل ان نكون من ممن يدخل في قوله وقليل - 00:05:50
من عبادي الشكور وهذا هو حال بني ادم فان اكثرهم ضالوها قال الله تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. ولذلك لا يجوز في الاستدلال على صحة - 00:06:10
قول او المذهب او الطريقة بكثرة السالكين لها وهذا امر مهم فان الله عز وجل لم يذكر الكثرة على وجه المدح بل قال سبحانه وتعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. وقال سبحانه وتعالى وقليل من عبادي الشكور. وقال جل وعلا - 00:06:27
ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين فالكثرة لا تدل على صحة الطريق ولا على سلامة المنهج بل الذي يدل على صحة الطريق وسلامة المنهج هو التزام الكتاب والسنة هما الحاكمات على كل قول ورأي وعمل فما وافق الكتاب والسنة وما كان - 00:06:50
سلف الامة فهو الصواب وما خالفه فهو الخطأ المردود. وان كان عليه اكثر الناس بدأ المؤلف رحمه الله بهذه الاصول في الاصل الاصيل. وهو توحيد الله جل وعلا. فقال رحمه الله الاصل الاول. اخلاص الدين لله تعالى - 00:07:14
وحده لا شريك له وبيان ضده الذي هو الشرك بالله. وكون اكثر القرآن في بيان هذا الاصل من وجوه من شتى بكلام يفهمه ابلد العامة. ثم لما صار على اكثر الامة ما صار. اظهر لهم - 00:07:33
شيطان الاخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم واظهر لهم الشرك بالله في صورة احبتي الصالحين واتباعهم. هذا هو الاصل الاول من هذه الاصول الستة. وهي اصول مهمة يا اخوان. الاصل الاول الاصل في هذه الدنيا - 00:07:53
وفي هذا الوجود وهو عبادة الله جل وعلا. التي قال الله جل وعلا عنها وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والتي جاء الامر بها في اول الكتاب الحكيم. فان اول امر في كتاب الله هو الامر بالتوحيد في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم - 00:08:13
الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اول خطاب في كتاب الله الحكيم وجهه للناس عموما هو الامر بالتوحيد. وهذا يدل على اهمية هذا الامر وخطورته ووجوب العناية به. قال اخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له. اخلاص اي تخليص - 00:08:33
فهو مصدر بمعنى تخليص الدين والدين ما هو؟ الدين هو العمل المراد باخلاص الدين اي تخليص العمل انا تخليصه واخلاصه اي تبرئته من كل لوث وشرك مع الله سبحانه وتعالى. فاخلاص العمل هو تبرئة - 00:08:53
من كل نصيب لغير الله جل وعلا. هذا معنى اخلاص الدين لله. والدين كما ذكرنا لكم المراد به ايش؟ العمل يشمل العمل القلبي والعمل عمل الجوارح. العمل الظاهر. فيشمل الاعمال الباطنة والاعمال الظاهرة. ويشمل الاعمال الواجبة - 00:09:13
والاعمال المستحبة فان الجميع يجب اخلاصه لله سبحانه وتعالى. هل فيه دليل في الكتاب على ان الدين يأتي بمعنى العمل الا لله الدين الخالص. والاية التي ذكرها ايضا لكم دينكم ولي دين. اي لكم عملكم ولي عمل. اما مالك يوم الدين - 00:09:33
الدين هنا بمعنى الجزاء والحساب ليس بمعنى العمل فلا يكون المعنى مالك يوم العمل لان يوم العمل هو هذه الدنيا اما الاخرة فليس عنه انما هي دار حساب وجزاء. طيب قال رحمه الله اخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له. ما كان يكفي ان يقول اخلاص الدين لله - 00:09:53
تعالى عن قوله وحده لا شريك له نعم يكفي لكن قوله وحده لا شريك له هذا تأكيد لمعنى الاخلاص فوحده تأكيد معنى التوحيد ولا شريك له تأكيد بمعنى نفي الشرك. وانه لا شريك له سبحانه وتعالى في شيء من اموره لا شريك له - 00:10:13
له في ملكه لا شريك له في خلقه لا شريك له في ربوبيته لا شريك له في الهيته لا شريك له في اسمائه وصفاته لا شريك له فيما يجب له من العباد. فيجب افراد الله عز وجل بكل ما يستحق. فالله جل وعلا ليس كمثله شيء في شيء من شؤونه. ليس كمثله - 00:10:33
شيء وهو السميع البصير. ثم قال وبيان ضده الذي هو الشرك. ضد التوحيد ضد الاخلاص الشرك. وما هو الشرك؟ الشرك دائر على معنى واحد وهو تسوية الله بغيره. تسوية الله بغيره. سواء كانت التسوية فيما يتعلق - 00:10:53
بالخلق والرزق والملك والتدبير بان يعتقد العبد ان هناك خالق او رازق او مالك او مدبر غير الله جل وعلا تسوية الله عز وجل بغيره فيما يجب له من الاسماء والصفات. كان يعتقد العبد ان صفات الله كصفات المخلوق. فهذا ايضا من - 00:11:13
والشرك الذي يجب ان يتخلص منه المؤمن ليكمل توحيده واياه. من الشرك وهو اخطرها و اعظمها الشرك في الالهية. وهو الشرك في العبادة. ومعناه ان يجعل مع الله من تصرف له العبادة - 00:11:32
يصوم لغير الله او يصلي لغير الله او ينذر لغير الله او يذبح لغير الله او يطوف تعبدا بقبر غير الله او يصلي لغير الله. او يدعو غير الله في دفع المدلهمات او كشف الكربات - 00:11:52
وما الى ذلك مما يكون من كثير من الناس كل هذا من الشرك الذي جاءت الشريعة بالنهي عنه والتحذير منه. وقد بين هذين الامرين القرآن غاية البيان بين التوحيد وبين الشرك. ولذلك قال رحمه الله وكون اكثر القرآن في بيان هذا الاصل. ما في اشكال. ان اكثر - 00:12:09
في تقرير هذا الاصل وهو وجوب افراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك بجميع صوره والقرآن كله توحيد. فهو يدعو الى اخلاص العمل لله عز وجل وهذا التوحيد يبين فضائل ومصالح التوحيد - 00:12:35
يبين عاقبة اهل التوحيد هذا في جانب الدعوة الى التوحيد اما في جانب النهي عن الشرك فان الله نهى عنه وحذر منه. وبين انه ظلم عظيم. بين الله جل وعلا سوء عاقبة الشرك على اهله في الدنيا قبل - 00:12:55
الاخرة الثالث بيان عاقبة المشركين وانهم في نار تلظى لعظم ما جاءوا به ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالله لا يغفر الشرك بالكلية - 00:13:11
ويغفر ما دون ذلك وما هذا الامتناع من الرحيم الرحمن البر الرؤوف الا لعظم الجرب فان الشرك ظلم عظيم كما وصفه رب العالمين فالقرآن كله بيان للتوحيد وفضله وفضله عاقبة وعاقبة اهله وبيان للشرك وسوء عاقبته - 00:13:28
وسوء حال اهله في الدنيا قبل الاخرة. ولذلك كان بيان التوحيد في القرآن واضحا لكل احد. ولذلك قال وكون اكثر القرآن في هذا الاصل من وجوه شتى يعني ليس من وجه واحد ليس فقط بالامر بالتوحيد او بالنهي عن الشرك بل من جميع الوجوه امرا بالتوحيد نهيا عن الشرك بيان - 00:13:48
التوحيد بيان مساوئ الشرك بيان عاقبة اهل التوحيد بيان عاقبة اهل الشرك من وجوه متعددة. ثم لما صار نعم بكلام يفهمه ابلد العامة يعني لا يحتاج الى فهم ولا الى قوة بلاغة ولا الى عظيم ادراك حتى يصل الانسان الى فهم هذه بل هي ظاهرة لكل احد. قل هو الله احد - 00:14:08
هذي كل كل احد يدرك معناها وانه احد فيما يجب له سبحانه وتعالى من الربوبية والالهية والاسماء والصفات ثم لما صار على اكثر الامة ما صار يعني من ترك الصراط المستقيم والانحراف عن - 00:14:28
هدي المستقيم هدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما صار ما صار اظهر لهم الشيطان الاخلاص في سورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم. وهذا هو دأب الشيطان اعاذنا الله واياكم منه - 00:14:48
فانه يأتي للمؤمن ويظهر له الطاعة بثوب قبيح. تنفر منه النفس وتزهد به وتنصرف عنه يأتي للبدعة والمعصية ويكسوها اجمل الحلل. ويبهرجها ويزخرفها باحسن الزخارف. حتى يقبل عليها من ضعف ايمانه ولم يرسخ يقينه. واما اهل الايمان والبصائر فانه لا - 00:15:06
هذه المظاهر وينظرون الى الامور بالبصيرة التي يمن الله سبحانه وتعالى بها على المتقين فيفرقون بين الحق والباطل ولا تختلط عندهم هذه الامور بل هي في غاية الظهور فيأتي الشيطان ويظهر الشرك - 00:15:36
بمظهر محبة الصالحين. ويظهر الداعين الى التوحيد بانهم لا يحبون الصالحين ولا يعظمونهم حقا تعظيمه فاذا جئت الى رجل وقلت له يا اخي لا تتوجه الى القبر في الدعاء توجه الى القبلة. اسأل رب المقبور الذي لا يملك لنفسه حولا ولا طولا. قال يا اخي - 00:15:57
انت ما تعرف قدر الصالحين. ولا تقدر اولياء الله. وهذا في الحقيقة من جهله لم يقدر الله حق لو قدر الله حق قدره ما توجه الى مقبور بين التراب انما توجه الى رب الارباب - 00:16:18
لكن لضعف يقينه وقلة بصيرته انطلت عليه هذه الصورة. وجعل تعظيم اهل القبور وتعظيم الصالحين بالانحناء لهم والركوع او السجود وغير ذلك مما يفعله اهل الشرك والذين يزينون البدعة كل هذا مما - 00:16:36
هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومما يوقع في الشرك. الواجب على المؤمن ان يبعد نفسه عن كل ما خالفه هدي النبي صلى الله عليه وسلم وان يعلم ان خير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:56
واذا وقع المؤمن في شيء من هذا فان الشيطان سيزينه له لكن ان راجع المؤمن كتاب الله وسنة رسوله وهدي السلف الصالح سلم من هذه الشبه وليعلم انه لا احد اعظم اتباعا للكتاب والسنة من رجل جعل الله عز وجل - 00:17:11
هو قصده وهو معبوده الذي لا يصف الى غيره نوعا من العبادة. فليحذر المؤمن فالشيطان يأتي الى هؤلاء لهم الشرك ويقول لهم هذا ليس شركا انما هذا من اجلال الصالحين ومن تعظيم وحتى ينفرهم من دعوة التوحيد - 00:17:34
يقول هؤلاء انما يدعون الى تنقص الصالحين والوقيعة فيهم ولا يعظمونهم ولا يقدرونهم حق قدرهم. وهذه شبهة ضعيفة لا تنطلي الا على ضعاف العقول اذا يقول المؤلف اظهر له الشيطان الاخلاص في صورة تنقص الصالحين - 00:17:54
والتقصير في حقوقهم واظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين واتباعهم. والصحيح انها غلو في الصالحين ومجاوزة والا المؤمن لا يقع في هذا ولا يقرب منه بل لا يعظم الا ما عظمه الله ورسوله. ثم ان الصالحين عبادة محبة الصالحين عبادة - 00:18:11
لكن لا يجوز ان يتجاوز المؤمن في هذه العبادة حده حتى يقع في الشرك. هذا هو الاصل الاول الذي ذكره المؤلف رحمه الله في هذه الاصول الستة - 00:18:31