الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00
وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبدالله ورسوله قيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا - 00:00:19
وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة حتى اتاه اليقين وهو على ذلك وصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع السنة واقتفع اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:37
اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نبدأ ان شاء الله تعالى في هذا المجلس والمجالس التالية القراءة في سفر جليل وكتاب عظيم من كتب اهل العلم في فن وعلم من مهمات العلوم - 00:00:57
وهو حق الله تعالى على العباد فاننا سنقرأ ان شاء الله تعالى في كتاب تجريد التوحيد المفيد لتقي الدين احمد بن علي الشافعي المقليزي وهو من علماء القرن التاسع الهجري - 00:01:25
حيث توفي رحمه الله في عام ثمانمائة وخمسة واربعين من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا الكتاب كتاب تجريد التوحيد المفيد من مهمات الكتب ويكتسب اهميته في انه - 00:01:48
يتناول موضوعا من مهمات العلوم واصولها اذ انه يجلي ويبين ما لي ما لله تعالى من الحق على عباده وذلك انه تناول التوحيد وهو تفصيل وبيان وشرح كلمة لا اله الا الله - 00:02:15
التي هي مفتاح الجنة والتي هي سبيل النجاة والتي هي وصية الله تعالى للاولين والاخرين يمتاز هذا الكتاب اضافة الى موظوعه انه من اوائل الكتب التي قصة هذا الموضوع بدراسة وبحث - 00:02:45
فان التوحيد دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم واجل ما جاءوا به واعظم ما ارسلهم الله تعالى به قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من من رسول الا نوحي اليه - 00:03:13
انه لا اله الا انا فاعبدون فهذه هي دعوة الرسل ولذلك كان القرآن الكريم دائرا على بيان هذا الاصل وتوظيحه وتجليته ببيان لا اله الا الله بيان معناها بيان حقوقها - 00:03:31
بيان جزاء اهلها العاملين بها بيان جزاء المعاندين الذين تنكبوا هذه الكلمة تنكبوا عن هذه الكلمة ولم يقروا بها فبين القرآن حق الله على عباده وبين ما لهذا الحق من - 00:03:52
واجبات ومستحقات وبين جزاء هذه الكلمة وثواب من قام بها وبين عقوبة التارك لها ما يكون عليه المآل لمن تنكب كلمة التوحيد واعرظ عنها فهذا فهذا فهذا الموضوع هو من اجل الموضوعات - 00:04:16
اذ ان القرآن دائر عليه ولذلك لم يفرد علماء الاسلام لهذا الموضوع مؤلفا خاصا كونه قد استوعبه القرآن بيانا وايظاحا وفي السنة من البيان والايضاح ما هو جلي ظاهر فلاجل هذا وذاك - 00:04:46
اغتنى العلماء عن التأليف الخاص والكتابة الخاصة فيما يتعلق بلا اله الا الله الى ان ترى الانحراف وعظم ودعت الحاجة الى ان يكتب في هذا الباب ما يبين هذه الكلمة وما يبين - 00:05:13
لا اله الا الله ويوضح معانيها وما يبين ما يناقضها ويخرج عن طريقها القويم وصراطها المستقيم فلذلك الف العلماء رحمهم الله في بيان التوحيد ومن اقدم ما يعرف من المؤلفات في هذا على وجه الانفراد - 00:05:36
هو هذا الكتاب وهذا السفر الجليل الذي بين ايدينا وهو كتاب تجريد التوحيد المفيد وعنوانه يبين موضوعة وانه اراد به ان يميز التوحيد الذي جاءت به الرسل والذي ينتفع به صاحبه عن كل دعوة يدعيها اهلها بانهم محققون للا اله الا الله - 00:06:00
فان هذه الكلمة يدعيها حتى المنافقون بل حتى فئام من اليهود والنصارى يزعمون انهم يقولونها وانهم يأتون بها. ولكن الدعاوى ان لم تقيموا عليها بينات ابناؤها ادعياء فليس الشأن في الدعوة انما الشأن في تحقيق - 00:06:30
معنى هذه الكلمة ومدلولها والعمل بمقتضاها والفهم لمعناها فان هذا هو الذي يحصل به السبق والفوز نقرأ ان شاء الله تعالى في هذا الكتاب ونعلق عليه بما يسر الله عز وجل في هذه المجالس - 00:06:53
في هذه الايام الثلاثة ونستعين الله تعالى على فهم مجملاته والوقوف عند مهماته والتنبيه الى ما تضمنه من الفرائض والفوائد فقد تضمن فرائض وفوائد من من مهمات ما ينبغي ان يستحضره الانسان في هذا الباب - 00:07:13
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد غفر الله لشيخنا وللسامعين. قال المصنف رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد - 00:07:35
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين. وصلى الله على نبينا محمد النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فهذا كتاب جمع الفوائد بديع الفرائض. ينتفع به من - 00:07:59
اراد الله والدار الاخرة سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد. والله اسأل العون على العمل به بمنه اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه. فالرب مصدر رب يرب ربا فهو راب - 00:08:19
معنى قوله تعالى رب العالمين رب العالمين. فان الرب سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد لعباده القائم بتربيتهم واصلاحهم المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين ودنيا. والالهية كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها ويفردونه بالحب والخوف والرجاء والاخبات والتوبة والنذر - 00:08:39
الطاعة والطلب والتوكل ونحو هذه الاشياء. فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله رؤية تقطع الالتفات تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى - 00:09:09
المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. واذا عرفت كذلك فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه. كما ان الرحمة هي الوصلة بينهم - 00:09:29
عز وجل شرع المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب الذي وسمه بهذا الاسم تجريد التوحيد المفيد التجريد هو تخليص الشيء من الشوائب مقصوده بالتوحيد في هذا الكتاب توحيد الالهية توحيد العبادة - 00:09:49
فالتوحيد يطلق على توحيد العبادة وتوحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات كل هذه الانواع يتصل بعضها ببعض وسيتبين من خلال قراءتنا ما الرابط بين هذه الانواع الثلاثة الا ان مقصود المؤلف رحمه الله بالتوحيد في هذا - 00:10:12
الكتاب في المقام الاول مقصوده توحيد العبادة وهو افراد الله تعالى بما يستحقه من العبودية وهو توحيد الالهية الذي هو معنى لا اله الا الله وهو كلمة التقوى وهو وصية الله تعالى للاولين والاخرين - 00:10:42
ووصفه رحمه الله بالمفيد هو وصف للتجريد واما التوحيد فان التوحيد بالتأكيد انه مفيد لكل من حققه فمقصوده رحمه الله بالمفيد هو وصف كتابه اي انه تجريد التوحيد على نحو تحصل به الفائدة - 00:11:09
لمن طالعه وقرأه وعرف مضمونه وقد افتتح المؤلف رحمه الله هذه الرسالة المباركة بالبسملة والحمدلة فقال بسم الله الرحمن الرحيم والبداءة بالبسملة سنة نبوية وهو مما جرى عليه كلام الله عز وجل - 00:11:39
في كتابه فان الله سبحانه وبحمده افتتح كتابه بالبسملة فقال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والبسملة اية في اول كل سورة وليست منها عدا سورة براءة وهي جزء اية في سورة النمل - 00:12:06
وهي جبنة مفيدة يقصد بها التبرك وطلب العون باستصحاب ذكر الله عز وجل واسمائه وصفاته سبحانه وبحمده وعطف على البسملة حمد الله عز وجل. وهذا لمزيد تكميل والا فان البسملة كافية في افتتاح الكتب - 00:12:30
ولكن ذكر الحمد هو مما جاء في القرآن في في بعض مواضع الكتاب في افتتاح السور فافتتح الله تعالى سورة الفاتحة بالحمد وكذلك بعظ السور سورة الانعام وسورة الكهف وسورة فاطر ونحو ذلك - 00:12:55
و الحمد لله عز وجل هو ذكر الله عز وجل بصفات الكمال محبة وتعظيما ولذلك يذكر الله جل وعلا بعد حمده من موجبات حمده من اسمائه وصفاته وجميل افعاله سبحانه وبحمده من ذلك ما فعله المؤلف رحم الله هنا حيث قال الحمد لله رب العالمين - 00:13:18
واقتصر على هذين الاسمين في افتتاح كتابه للدلالة على انه سيدور بحثه كلامه على معنى هذين الاسمين العظيمين على الالهية المستفادة من اسم الله وعلى الربوبية المستفادة من اسم رب العالمين - 00:13:46
ثم بعد ذلك ذكر وذكر بجميل عاقبة اهل التقوى والايمان الذين حققوا توحيد الملك العلام جل في علاه فقال والعاقبة للمتقين العاقبة اي المآل والمنتهى والخاتمة نهاية تاء العاقبة هي خاتمة الشيء منتهاه - 00:14:11
مآله وهي للمتقين ولا شك ان المتقين وعدهم الله تعالى بجميل العواقب وعدهم الله عز وجل الخاتمة الحسنة والمآل الجميل ولذلك قال والعاقبة للمتقين اي جميل النهايات لاهل التقوى ثم - 00:14:43
بعد ذلك صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم معناها سؤال الله عز وجل الخير الكثير - 00:15:07
وهي مما توجب عطاء الله عز وجل فمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا. وقد اقتضب المؤلف رحمه الله في المقدمة هذا الاختصار - 00:15:24
مبادرة منه رحمه الله الى ما الف الكتاب لاجله وهو بيان التوحيد وتجريده على نحو تحصل بهن الفائدة والنفع لمن اطلع على كتابه. قال رحمه الله وبعد فهذا كتاب جم الفوائد بديع الفرائض. هذا كتاب المشار اليه ما سيأتي في - 00:15:40
هذا السفر المبارك ووصفه بجم الفوائد وبديع الفرائض جم الفوائد اي كثير الفوائد وبديع الفرائض اي ان فيه من من التنبيهات والاشارات البديعة النادرة التي قد لا يجدها الانسان مجموعة في سفر من الاسفار وقد صدق رحمه الله فان هذا الكتاب بديع الفرائض - 00:16:04
اذ انه اتى بمجملاته ومهمات ما يتعلق بالتوحيد على نحو من البسط والتوضيح والاستدلال الذي يقيم به الحق ويهدي به السبيل ويبين الطريق القويم الصراط المستقيم قال ينتفع به من اراد - 00:16:41
الله والدار الاخرة وهذا شرط لكل من اراد انتفاعا من علم من العلوم فان شرط الانتفاع في ما يطلبه الانسان من العلم ان يحسن قصده وهذا تنبيه منه رحمه الله الى استحضار النية الصالحة وجميل القصد فان جميل القصد وحسن النية يفتحان - 00:17:05
من العلوم والمعارف على الناس ما لا يدركونه بغير استحضاري النية الصالحة والقصد الحسن. ولهذا يقول رحمه الله ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة. يعني من كان غرظ هو من تعلمه وطلبه - 00:17:33
الله عز وجل الفوز بالاخرة قال رحمه الله سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد كتاب تجريد التوحيد المفيد قد تقدم التعليق على هذا الاسم ومعناه قال والله اسأل العون على العمل به بمنه وهذا تنبيه مهم ايضا الى ان المقصود بالعلم - 00:17:54
العمل وان من المقاصد الحسنة التي ينبغي ان يستحضرها الانسان في طلبه للعلم ان يكون قصده العمل بما علم فان من علم فان من عمل بما علم الله تعالى عليه من العلوم والمعارف وصلاح الحال والمآل ما يدرك به خيرا عظيما واجرا جزيلا - 00:18:20
كبيرا يقول رحمه الله بعد ذلك اعلم رحمك اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه افتتح المؤلف رحمه الله معارف هذا الكتاب بطلب العلم وكلمة اعلم تأتي بها العرب عادة - 00:18:45
في شريف العلوم ومهماتها وذلك لفتا للانتباه وشحذا للهمم ان تعتني بما سيلقى من المعارف والعلوم فعادة لا تذكر هذه الا في مهمات العلم ومنه قول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك - 00:19:16
قوله رحمه الله ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه هذا تقرير لموضوع هذا الكتاب وهو التوحيد بنوعيه توحيد الربوبية وتوحيد الالهية فقال اعلم رحمك اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء - 00:19:42
اي هو خالق كل شيء وسيأتي معنى الرب ومالك كل شيء واله كل شيء وسيأتي تفصيل هذا في كلام المؤلف رحمه الله فهذا اجمال بسطه ما سيأتي يقول رحمه الله فالرب بعد ان - 00:20:07
اخبر بربوبية الله لكل شيء وملكه لكل شيء والى هيته لكل شيء عاد الى بيان معنا معاني هذه هذه الاصول التي يبنى عليها التوحيد المفيد. والذي يبنى عليه عبادة الله وحده لا شريك له. قال - 00:20:27
فالرب مصدر ربا يرب ربا فهو من حيث اللغة مصدر وقيل اسم مصدر ولذلك قال رحمه الله فهو راب اي انه جل في علاه رب كل خلقه راب للعالمين يقول رحمه الله فمعنى قوله رب العالمين اي رب العالمين - 00:20:49
فان الرب سبحانه هو الخالق الموجد لعباده القائم بتربيتهم واصلاحهم المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين فبين رحمه الله معنى الرب وبين اشتقاقه واصله من حيث اللغة ثم بعد ان فرغ من بيان - 00:21:21
معنى من بيان اصل المادة بين معناها رب العالمين هو رب العالمين والرب هو الخالق هذا بيان المعنى الموجد لعباده هذا معنى المعنى الاول القائم بتربيتهم واصلاحهم هذا المعنى الثاني المتكفل باصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين ودنيا - 00:21:50
وهذه المعاني لا ريب انها مما يدل عليه هذا الاسم فان رب العالمين هو الخالق وهو جل وعلا الموجد من العدم وقد اخبر الله جل وعلا في كتابه عن خلقه لكل شيء - 00:22:19
وانه سبحانه خالق الخلق وانه جل في علاه الموجد لهم من العدم قال الله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. وقال تعالى ام خلقوا من غير شيء - 00:22:41
ام هم الخالقون؟ فالربوبية من حيث المعنى تدل على الخلق فان الرب هو الخالق جل في علاه وهو ايضا القائم على عباده بما يصلحهم. كما قال جل وعلا افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت - 00:22:56
فالله تعالى قائم على كل نفس بما تكسب فيسوق اليها رزقها وييسر لها ما يقوتها وما يصلحها فلا قيام لشيء الا به سبحانه وبحمده وهذا من معاني اسمه القيوم فبه قامت السماوات والارض - 00:23:18
وبه قام الخلق وبه تقوم كل نفس فالرب هو القائم على عباده بما يصلحهم خلقا وملكا ورزقا وتدبيرا - 00:23:39
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00
وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبدالله ورسوله قيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا - 00:00:19
وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة حتى اتاه اليقين وهو على ذلك وصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع السنة واقتفع اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:37
اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نبدأ ان شاء الله تعالى في هذا المجلس والمجالس التالية القراءة في سفر جليل وكتاب عظيم من كتب اهل العلم في فن وعلم من مهمات العلوم - 00:00:57
وهو حق الله تعالى على العباد فاننا سنقرأ ان شاء الله تعالى في كتاب تجريد التوحيد المفيد لتقي الدين احمد بن علي الشافعي المقليزي وهو من علماء القرن التاسع الهجري - 00:01:25
حيث توفي رحمه الله في عام ثمانمائة وخمسة واربعين من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا الكتاب كتاب تجريد التوحيد المفيد من مهمات الكتب ويكتسب اهميته في انه - 00:01:48
يتناول موضوعا من مهمات العلوم واصولها اذ انه يجلي ويبين ما لي ما لله تعالى من الحق على عباده وذلك انه تناول التوحيد وهو تفصيل وبيان وشرح كلمة لا اله الا الله - 00:02:15
التي هي مفتاح الجنة والتي هي سبيل النجاة والتي هي وصية الله تعالى للاولين والاخرين يمتاز هذا الكتاب اضافة الى موظوعه انه من اوائل الكتب التي قصة هذا الموضوع بدراسة وبحث - 00:02:45
فان التوحيد دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم واجل ما جاءوا به واعظم ما ارسلهم الله تعالى به قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من من رسول الا نوحي اليه - 00:03:13
انه لا اله الا انا فاعبدون فهذه هي دعوة الرسل ولذلك كان القرآن الكريم دائرا على بيان هذا الاصل وتوظيحه وتجليته ببيان لا اله الا الله بيان معناها بيان حقوقها - 00:03:31
بيان جزاء اهلها العاملين بها بيان جزاء المعاندين الذين تنكبوا هذه الكلمة تنكبوا عن هذه الكلمة ولم يقروا بها فبين القرآن حق الله على عباده وبين ما لهذا الحق من - 00:03:52
واجبات ومستحقات وبين جزاء هذه الكلمة وثواب من قام بها وبين عقوبة التارك لها ما يكون عليه المآل لمن تنكب كلمة التوحيد واعرظ عنها فهذا فهذا فهذا الموضوع هو من اجل الموضوعات - 00:04:16
اذ ان القرآن دائر عليه ولذلك لم يفرد علماء الاسلام لهذا الموضوع مؤلفا خاصا كونه قد استوعبه القرآن بيانا وايظاحا وفي السنة من البيان والايضاح ما هو جلي ظاهر فلاجل هذا وذاك - 00:04:46
اغتنى العلماء عن التأليف الخاص والكتابة الخاصة فيما يتعلق بلا اله الا الله الى ان ترى الانحراف وعظم ودعت الحاجة الى ان يكتب في هذا الباب ما يبين هذه الكلمة وما يبين - 00:05:13
لا اله الا الله ويوضح معانيها وما يبين ما يناقضها ويخرج عن طريقها القويم وصراطها المستقيم فلذلك الف العلماء رحمهم الله في بيان التوحيد ومن اقدم ما يعرف من المؤلفات في هذا على وجه الانفراد - 00:05:36
هو هذا الكتاب وهذا السفر الجليل الذي بين ايدينا وهو كتاب تجريد التوحيد المفيد وعنوانه يبين موضوعة وانه اراد به ان يميز التوحيد الذي جاءت به الرسل والذي ينتفع به صاحبه عن كل دعوة يدعيها اهلها بانهم محققون للا اله الا الله - 00:06:00
فان هذه الكلمة يدعيها حتى المنافقون بل حتى فئام من اليهود والنصارى يزعمون انهم يقولونها وانهم يأتون بها. ولكن الدعاوى ان لم تقيموا عليها بينات ابناؤها ادعياء فليس الشأن في الدعوة انما الشأن في تحقيق - 00:06:30
معنى هذه الكلمة ومدلولها والعمل بمقتضاها والفهم لمعناها فان هذا هو الذي يحصل به السبق والفوز نقرأ ان شاء الله تعالى في هذا الكتاب ونعلق عليه بما يسر الله عز وجل في هذه المجالس - 00:06:53
في هذه الايام الثلاثة ونستعين الله تعالى على فهم مجملاته والوقوف عند مهماته والتنبيه الى ما تضمنه من الفرائض والفوائد فقد تضمن فرائض وفوائد من من مهمات ما ينبغي ان يستحضره الانسان في هذا الباب - 00:07:13
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد غفر الله لشيخنا وللسامعين. قال المصنف رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد - 00:07:35
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين. وصلى الله على نبينا محمد النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فهذا كتاب جمع الفوائد بديع الفرائض. ينتفع به من - 00:07:59
اراد الله والدار الاخرة سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد. والله اسأل العون على العمل به بمنه اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه. فالرب مصدر رب يرب ربا فهو راب - 00:08:19
معنى قوله تعالى رب العالمين رب العالمين. فان الرب سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد لعباده القائم بتربيتهم واصلاحهم المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين ودنيا. والالهية كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها ويفردونه بالحب والخوف والرجاء والاخبات والتوبة والنذر - 00:08:39
الطاعة والطلب والتوكل ونحو هذه الاشياء. فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله رؤية تقطع الالتفات تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى - 00:09:09
المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. واذا عرفت كذلك فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه. كما ان الرحمة هي الوصلة بينهم - 00:09:29
عز وجل شرع المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب الذي وسمه بهذا الاسم تجريد التوحيد المفيد التجريد هو تخليص الشيء من الشوائب مقصوده بالتوحيد في هذا الكتاب توحيد الالهية توحيد العبادة - 00:09:49
فالتوحيد يطلق على توحيد العبادة وتوحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات كل هذه الانواع يتصل بعضها ببعض وسيتبين من خلال قراءتنا ما الرابط بين هذه الانواع الثلاثة الا ان مقصود المؤلف رحمه الله بالتوحيد في هذا - 00:10:12
الكتاب في المقام الاول مقصوده توحيد العبادة وهو افراد الله تعالى بما يستحقه من العبودية وهو توحيد الالهية الذي هو معنى لا اله الا الله وهو كلمة التقوى وهو وصية الله تعالى للاولين والاخرين - 00:10:42
ووصفه رحمه الله بالمفيد هو وصف للتجريد واما التوحيد فان التوحيد بالتأكيد انه مفيد لكل من حققه فمقصوده رحمه الله بالمفيد هو وصف كتابه اي انه تجريد التوحيد على نحو تحصل به الفائدة - 00:11:09
لمن طالعه وقرأه وعرف مضمونه وقد افتتح المؤلف رحمه الله هذه الرسالة المباركة بالبسملة والحمدلة فقال بسم الله الرحمن الرحيم والبداءة بالبسملة سنة نبوية وهو مما جرى عليه كلام الله عز وجل - 00:11:39
في كتابه فان الله سبحانه وبحمده افتتح كتابه بالبسملة فقال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والبسملة اية في اول كل سورة وليست منها عدا سورة براءة وهي جزء اية في سورة النمل - 00:12:06
وهي جبنة مفيدة يقصد بها التبرك وطلب العون باستصحاب ذكر الله عز وجل واسمائه وصفاته سبحانه وبحمده وعطف على البسملة حمد الله عز وجل. وهذا لمزيد تكميل والا فان البسملة كافية في افتتاح الكتب - 00:12:30
ولكن ذكر الحمد هو مما جاء في القرآن في في بعض مواضع الكتاب في افتتاح السور فافتتح الله تعالى سورة الفاتحة بالحمد وكذلك بعظ السور سورة الانعام وسورة الكهف وسورة فاطر ونحو ذلك - 00:12:55
و الحمد لله عز وجل هو ذكر الله عز وجل بصفات الكمال محبة وتعظيما ولذلك يذكر الله جل وعلا بعد حمده من موجبات حمده من اسمائه وصفاته وجميل افعاله سبحانه وبحمده من ذلك ما فعله المؤلف رحم الله هنا حيث قال الحمد لله رب العالمين - 00:13:18
واقتصر على هذين الاسمين في افتتاح كتابه للدلالة على انه سيدور بحثه كلامه على معنى هذين الاسمين العظيمين على الالهية المستفادة من اسم الله وعلى الربوبية المستفادة من اسم رب العالمين - 00:13:46
ثم بعد ذلك ذكر وذكر بجميل عاقبة اهل التقوى والايمان الذين حققوا توحيد الملك العلام جل في علاه فقال والعاقبة للمتقين العاقبة اي المآل والمنتهى والخاتمة نهاية تاء العاقبة هي خاتمة الشيء منتهاه - 00:14:11
مآله وهي للمتقين ولا شك ان المتقين وعدهم الله تعالى بجميل العواقب وعدهم الله عز وجل الخاتمة الحسنة والمآل الجميل ولذلك قال والعاقبة للمتقين اي جميل النهايات لاهل التقوى ثم - 00:14:43
بعد ذلك صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم معناها سؤال الله عز وجل الخير الكثير - 00:15:07
وهي مما توجب عطاء الله عز وجل فمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا. وقد اقتضب المؤلف رحمه الله في المقدمة هذا الاختصار - 00:15:24
مبادرة منه رحمه الله الى ما الف الكتاب لاجله وهو بيان التوحيد وتجريده على نحو تحصل بهن الفائدة والنفع لمن اطلع على كتابه. قال رحمه الله وبعد فهذا كتاب جم الفوائد بديع الفرائض. هذا كتاب المشار اليه ما سيأتي في - 00:15:40
هذا السفر المبارك ووصفه بجم الفوائد وبديع الفرائض جم الفوائد اي كثير الفوائد وبديع الفرائض اي ان فيه من من التنبيهات والاشارات البديعة النادرة التي قد لا يجدها الانسان مجموعة في سفر من الاسفار وقد صدق رحمه الله فان هذا الكتاب بديع الفرائض - 00:16:04
اذ انه اتى بمجملاته ومهمات ما يتعلق بالتوحيد على نحو من البسط والتوضيح والاستدلال الذي يقيم به الحق ويهدي به السبيل ويبين الطريق القويم الصراط المستقيم قال ينتفع به من اراد - 00:16:41
الله والدار الاخرة وهذا شرط لكل من اراد انتفاعا من علم من العلوم فان شرط الانتفاع في ما يطلبه الانسان من العلم ان يحسن قصده وهذا تنبيه منه رحمه الله الى استحضار النية الصالحة وجميل القصد فان جميل القصد وحسن النية يفتحان - 00:17:05
من العلوم والمعارف على الناس ما لا يدركونه بغير استحضاري النية الصالحة والقصد الحسن. ولهذا يقول رحمه الله ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة. يعني من كان غرظ هو من تعلمه وطلبه - 00:17:33
الله عز وجل الفوز بالاخرة قال رحمه الله سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد كتاب تجريد التوحيد المفيد قد تقدم التعليق على هذا الاسم ومعناه قال والله اسأل العون على العمل به بمنه وهذا تنبيه مهم ايضا الى ان المقصود بالعلم - 00:17:54
العمل وان من المقاصد الحسنة التي ينبغي ان يستحضرها الانسان في طلبه للعلم ان يكون قصده العمل بما علم فان من علم فان من عمل بما علم الله تعالى عليه من العلوم والمعارف وصلاح الحال والمآل ما يدرك به خيرا عظيما واجرا جزيلا - 00:18:20
كبيرا يقول رحمه الله بعد ذلك اعلم رحمك اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه افتتح المؤلف رحمه الله معارف هذا الكتاب بطلب العلم وكلمة اعلم تأتي بها العرب عادة - 00:18:45
في شريف العلوم ومهماتها وذلك لفتا للانتباه وشحذا للهمم ان تعتني بما سيلقى من المعارف والعلوم فعادة لا تذكر هذه الا في مهمات العلم ومنه قول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك - 00:19:16
قوله رحمه الله ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه هذا تقرير لموضوع هذا الكتاب وهو التوحيد بنوعيه توحيد الربوبية وتوحيد الالهية فقال اعلم رحمك اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء - 00:19:42
اي هو خالق كل شيء وسيأتي معنى الرب ومالك كل شيء واله كل شيء وسيأتي تفصيل هذا في كلام المؤلف رحمه الله فهذا اجمال بسطه ما سيأتي يقول رحمه الله فالرب بعد ان - 00:20:07
اخبر بربوبية الله لكل شيء وملكه لكل شيء والى هيته لكل شيء عاد الى بيان معنا معاني هذه هذه الاصول التي يبنى عليها التوحيد المفيد. والذي يبنى عليه عبادة الله وحده لا شريك له. قال - 00:20:27
فالرب مصدر ربا يرب ربا فهو من حيث اللغة مصدر وقيل اسم مصدر ولذلك قال رحمه الله فهو راب اي انه جل في علاه رب كل خلقه راب للعالمين يقول رحمه الله فمعنى قوله رب العالمين اي رب العالمين - 00:20:49
فان الرب سبحانه هو الخالق الموجد لعباده القائم بتربيتهم واصلاحهم المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين فبين رحمه الله معنى الرب وبين اشتقاقه واصله من حيث اللغة ثم بعد ان فرغ من بيان - 00:21:21
معنى من بيان اصل المادة بين معناها رب العالمين هو رب العالمين والرب هو الخالق هذا بيان المعنى الموجد لعباده هذا معنى المعنى الاول القائم بتربيتهم واصلاحهم هذا المعنى الثاني المتكفل باصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين ودنيا - 00:21:50
وهذه المعاني لا ريب انها مما يدل عليه هذا الاسم فان رب العالمين هو الخالق وهو جل وعلا الموجد من العدم وقد اخبر الله جل وعلا في كتابه عن خلقه لكل شيء - 00:22:19
وانه سبحانه خالق الخلق وانه جل في علاه الموجد لهم من العدم قال الله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. وقال تعالى ام خلقوا من غير شيء - 00:22:41
ام هم الخالقون؟ فالربوبية من حيث المعنى تدل على الخلق فان الرب هو الخالق جل في علاه وهو ايضا القائم على عباده بما يصلحهم. كما قال جل وعلا افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت - 00:22:56
فالله تعالى قائم على كل نفس بما تكسب فيسوق اليها رزقها وييسر لها ما يقوتها وما يصلحها فلا قيام لشيء الا به سبحانه وبحمده وهذا من معاني اسمه القيوم فبه قامت السماوات والارض - 00:23:18
وبه قام الخلق وبه تقوم كل نفس فالرب هو القائم على عباده بما يصلحهم خلقا وملكا ورزقا وتدبيرا - 00:23:39