الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه - 00:00:00
ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد ففي هذا المجلس والمجالس التالية ان شاء الله تعالى نقف على مهمات ما ذكره الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب - 00:00:16
رحمه الله في كتاب فضل الاسلام وهذا الكتاب المختصر جرى فيه المؤلف رحمه الله على نسق ما جرى عليه اهل العلم من تبويب الابواب والمسائل التي قصد بيانها في ابواب ترجم لها - 00:00:39
ثم ذكر تحت تلك التراجم ما يدل على معاني تلك التراجم ويبسطها ويبينها ويدل على صحتها على وجازة هذا الكتاب واختصاره الا انه من افضل ما كتب في هذا الباب وهو بيان فظل الاسلام - 00:01:14
والامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله له اسهامات مباركة في تقريب العلوم وتوظيحها في اصول الدين وفروعه ومما يتعلق باصول الدين هذا الكتاب حيث بين اصل الدين وهو الاسلام فظله ما يتعلق به من مهمات - 00:01:44
جاء بها على نسق من البيان مستند فيه الى الكتاب والسنة وما جاء عن الائمة من بيان وايظاح لتلك النصوص وتلك النقولات فنستعين الله تعالى في قراءة هذا الكتاب والتعليق عليه بما يفتح الله عز وجل - 00:02:06
ونسأله جل في علاه ان يحيينا على الاسلام وان يتوفانا على الايمان وان يجعلنا من اهل الصراط المستقيم وان يحشرنا في زمرة سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:02:35
سم الله يا اخي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا كتاب فضل الاسلام للعلامة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى المتوفى سنة ست ومائتين والف من هجرة النبي صلى الله عليه - 00:02:53
اله وسلم قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. باب فضل الاسلام وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين - 00:03:17
من دون الله ولكن اعبدوا الله الذي يتوفاكم. الاية. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم - 00:03:38
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر اجراء فقال من يعمل لي من غدوة الى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار - 00:03:57
الى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فانتم هم. فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا. قال هل نقصتكم من حقكم شيئا؟ قالوا لا. قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء. وفيه ايضا عن ابي هريرة - 00:04:17
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا. فكان لليهود يوم السبت. وللنصارى يوم الاحد. فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة - 00:04:42
وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة. وفيه تعليقا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السمحة انتهى. وعن ابي بن كعب رضي الله عنه قال عليكم - 00:04:58
سبيلي والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة. ذكر الرحمن فاقشعر جلده من خشية الله. الا كان مثله كمثل شجرة يبس - 00:05:18
فبينما هي كذلك اذ اصابتها الريح. فتحات عنها ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من خير من اجتهاد في خلاف في خلاف سبيل وسنة - 00:05:38
وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم. كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ولا مثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين اعظم وافضل وارجح من امثال الجبال عبادة من المغترين - 00:05:58
فظل الاسلام هو عنوان الكتاب وبه بوب المؤلف اول ابواب هذا الكتاب وفضل الشيء هو بيان منزلته وما تميز به واصل الفضل الزيادة واصل الفضل الزيادة لكنه يطلق الفظل على بيان مال الشيء من المنزلة - 00:06:18
وما تميز به عن غيره اصطلاح اهل العلم في استعمال آآ هذا اللفظ اوسع من دلالته اللغوية اذ الدلالة اللغوية تقتضي فقط ذكر ما زاد به الشيء. فضل الشيء اي ما زاد به على غيره - 00:06:51
وعندما يتكلم العلماء عن فضل الشهيد في الاعمال الظاهرة او الباطنة او فضل الاماكن او فظل الازمان او فظل الاشخاص وهم يذكرون ما خص به من المزايا التي امتاز بها عن غيره ويذكرون ايضا اضافة الى ذلك - 00:07:15
ما له من المزايا ما له من المحاسن امور المحبوبة ففظل الاسلام هذا الكتاب تكلم فيه المؤلف رحمه الله عن الامرين. اما تميز به الاسلام عن غيره من سائر الاديان - 00:07:37
اضافة الى بيان ما فيه من المحاسن وما فيه من الخصال المحبوبة التي التي خصه الله تعالى بها او شاركه فيها غيره والاسلام مأخوذ من اسلم وهو الانقياد فالاسلام في اللغة الانقياد - 00:08:00
واما في الاصطلاح فان الاسلام يطلق على عدة معان المراد به في هذا السياق او في هذا الكتاب هو الاسلام الخاص اذ الاسلام يطلق ويراد به انقياد الخلائق جميعا لله عز وجل - 00:08:38
ويطلق ويراد به ما هو اخص من ذلك فمن النوع الاول الذي فيه اطلاق الاسلام على ما يشمل الخلائق جميعا قوله تعالى وله اسلم من في السماوات ومن في الارض - 00:09:04
فالاسلام المذكور بهذه الاية وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها الاسلام المذكور في هذه الاية ونظائرها هو الانقياد لله عز وجل ونفوذ الحكم القدري. ونفوذ الحكم القدري فلا يخرج عنه شيء جل وعلا - 00:09:28
في السماوات ولا في الارض ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. هذا المعنى الاول وثمة اسلام هو اخص من ذلك وهو الاسلام الشرعي اذ ان الاول - 00:09:53
ليس فيه مزية من اتصف به بل فيه بيان كمال من اسلم له جل في علاه. فالكافر مسلم بهذا المعنى وهو الانقياد لحكم الله القدري. لكنه ولا يؤجر على ذلك اذ ذاك حكمه الذي لا يرده شيء فهو نافذ في كل الخلق - 00:10:14
لكن الاسلام الشرعي اخص من ذلك وهو الذي عليه الجزاء والعقاب هو الذي عليه الجزاء من الثواب والعقاب. فالثواب والعقاب انما هو على الاسلام بمعناه الشرعي وهو ما كلف به الناس. من - 00:10:38
انقيادي لله عز وجل طوعا واختيارا وهذا نوعان الاسلام الشرعي والاسلام الخاص نوعان اسلام تشترك فيه جميع الرسالات وهو توحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة هذا ما اتصف به جميع المرسلين. فجميع المرسلين على هذا - 00:10:59
العقد وعلى هذا الدين وهو عبادة الله وحده لا شريك له ومنه قول الله عز وجل انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم به النبيون الذين اسلموا فوصفهم بالاسلام وهو الاسلام الذي - 00:11:34
يشترك فيه جميع الرسل ومعناه عبادة الله وحده لا شريك له وهو الذي وصى به ابراهيم بنيه ويعقوب كما قص الله تعالى ذلك في كتابه وبه قال نوح وابراهيم وسائر النبيين - 00:11:59
عليهم افظل الصلاة والسلام وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء اخوان لعلات دينهم واحد وشرعهم متفرقة اما النوع الثاني من الاسلام الشرعي فهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق - 00:12:26
الذي بينه صلى الله عليه وسلم وجمعه ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت - 00:12:50
فهذا اخص من الاول والخلاصة ان الاسلام يطلق على معنيين في الجملة. الاسلام القدري الكوني وهذا شامل لجميع الخلق والاسلام الشرع الديني وهذا على مرتبتين. مرتبة عامة تشترك فيها جميع الرسالات وهذا - 00:13:09
هو توحيد الله تعالى بالعبادة. افراد الله تعالى بالعبادة والنوع الثاني ما جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وهو الدين الخاتم الذي جاء به صلى الله عليه وسلم من الاعتقاد والعمل - 00:13:39
ما يتحدث عنه المؤلف رحمه الله هنا في قوله فضل الاسلام في قوله آآ في العنوان فضل الاسلام وكذلك باب فظل الاسلام يريد به المعنى الاخير. الاسلام الخاص الذي جاء به - 00:14:00
محمد صلى الله عليه وسلم وفضل الاسلام يتبين من فضل الكتاب وفضل السنة وفضل من جاء به وفضل ما جاءت به وفضل شرائعه فكل هذا مما يتبين به فضل الاسلام وعظيم ما - 00:14:17
تميز به عن سائر الشرائع وقد جمع المؤلف رحمه الله في الباب الاول جملة مما تميز به الاسلام فضل به على سائر الاديان وافتتح المؤلف رحمه الله الرسالة بالبسملة جريا على عادة اهل العلم في افتتاح مؤلفاتهم بالبسملة - 00:14:35
تيمنا بها وطلبا للعون للعون من الله عز وجل بذكر اسمائه جل في علاه لكن السؤال لماذا بدأ بفظل الاسلام؟ فقال باب فضل الاسلام ولم يبدأ بشرح الاسلام. او بيانه - 00:15:07
الجواب ان العلماء لهم طريقة في الفضائل وهي انهم يبتدئون بالفظائل قبل بيان الحقائق بفظائل الاشياء قبل بيان حقائقها في كثير من الاحيان وهذا من باب التشويق وشحذ الهمم ولفت الانظار الى اهم الى الى فظل ما - 00:15:26
يقبل عليه من عمل او من قراءة او من تعلم ففظل التوحيد يأتي في كثير من الاحيان قبل بيان حقيقته. فظل الاسلام كذلك. وهلم جر في كثير من الاحيان يذكرون فضل الشيء قبل ذكره حقيقة - 00:15:55
قالت تشويقا له ثم غالبا لا يكون ذلك الا فيما كان فظله راسخا بينا مستقرا فيبدأ فضل ما حقيقته واضحة ظاهرة تحفيزا للنفوس على الاقبال عليه. ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب جملة من - 00:16:11
من النصوص وهي على ثلاثة اصناف ايات من من الكتاب الحكيم ذكر فيه ثلاث ايات احاديث نبوية ذكر فيه ثلاث ثلاثة احاديث اثار منقولة عن سلف الامة ذكر فيه اثرين - 00:16:38
اما الايات فذكر في صدرها اسرح الايات في بيان فضل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:17:04
فقال رحمه الله وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. الاية هذه الاية الكريمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو يوم مشهود اكمل الله تعالى فيه الدين. وجه - 00:17:25
بيان فضل الاسلام في هذه الاية ان الله تعالى شهد له بالكمال واخبر بانه تولى ذلك فاكمله بنفسه جل في علاه وما اكمله الله فلا نقص فيه وعطف على ذلك - 00:17:45
الاتمام واتممت عليكم نعمتي والاتمام هو بلوغ الغاية في الانعام بلوغ الغاية في الشيء وفي النعمة بلوغ الغاية في الانعام الاتمام بلوغ الغاية في الشيء اذا تم الشيء فقد بلغ منتهاه - 00:18:10
فيما يتعلق بالنعمة هو بلوغ الغاية في الانعام اليوم واتممت عليكم نعمتي الوجه الثالث الذي يتبين به من الاية فضل الاسلام اخبار الله تعالى برضاه ورضيت ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:18:36
فاخبر تعالى انه دين مرضي وانه هو الذي ارتضاه جل وعلا لعباده وما رظيه الله تعالى فلا اكمل منه كل هذه الاوجه الثلاثة دالة على فضل الاسلام ورفيع منزلته وشريف مكانته الاكمال والاتمام والرضا - 00:18:58
ولهذا قال اليهودي لعمر اية نزلت عليكم معشر المسلمين لو نزلت علينا معشر يهود لجعلنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر له اي اية تريد؟ قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت بكم الاسلام دينا. فقال لقد علمت اين نزلت - 00:19:26
والموضع الذي نزلت فيه نزلت واي زمان نزلت نزلت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في عرفة وهو من الايام المشهودة عند اهل الاسلام المقصود ان فظل الاسلام تبين في هذه الاية من هذه الاوجه - 00:19:51
ثم قال رحمه الله وقوله قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم وامرت ان اكون - 00:20:12
من المسلمين هذه الاية بيان فضل الاسلام فيها ان الله جل في علاه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان يقول هذا القول وهو بيان عظيم منزلة الاسلام وخلوصه من كل شك وريب - 00:20:29
كنت في شك من ديني فلا اعبد الذين تدعون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم وهذا هو دين الاسلام وامرت ان اكون من المسلمين فالاسلام دين خير الخلق هذا وجه من اوجه بينفظل الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ان الله جعله دينا - 00:20:57
صفوته من الخلق. والثاني ان الله امر به افضل الخلق فكان هذا دالا على فضل الاسلام اذ امر به افظل الخلق دان به افضل الخلق صلوات الله وسلامه عليه ولا يكون ذلك الا لما كان شريفا رفع المنزلة بين الفضل - 00:21:22
نكمل ان شاء الله تعالى غدا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:46
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه - 00:00:00
ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد ففي هذا المجلس والمجالس التالية ان شاء الله تعالى نقف على مهمات ما ذكره الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب - 00:00:16
رحمه الله في كتاب فضل الاسلام وهذا الكتاب المختصر جرى فيه المؤلف رحمه الله على نسق ما جرى عليه اهل العلم من تبويب الابواب والمسائل التي قصد بيانها في ابواب ترجم لها - 00:00:39
ثم ذكر تحت تلك التراجم ما يدل على معاني تلك التراجم ويبسطها ويبينها ويدل على صحتها على وجازة هذا الكتاب واختصاره الا انه من افضل ما كتب في هذا الباب وهو بيان فظل الاسلام - 00:01:14
والامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله له اسهامات مباركة في تقريب العلوم وتوظيحها في اصول الدين وفروعه ومما يتعلق باصول الدين هذا الكتاب حيث بين اصل الدين وهو الاسلام فظله ما يتعلق به من مهمات - 00:01:44
جاء بها على نسق من البيان مستند فيه الى الكتاب والسنة وما جاء عن الائمة من بيان وايظاح لتلك النصوص وتلك النقولات فنستعين الله تعالى في قراءة هذا الكتاب والتعليق عليه بما يفتح الله عز وجل - 00:02:06
ونسأله جل في علاه ان يحيينا على الاسلام وان يتوفانا على الايمان وان يجعلنا من اهل الصراط المستقيم وان يحشرنا في زمرة سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:02:35
سم الله يا اخي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا كتاب فضل الاسلام للعلامة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى المتوفى سنة ست ومائتين والف من هجرة النبي صلى الله عليه - 00:02:53
اله وسلم قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. باب فضل الاسلام وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين - 00:03:17
من دون الله ولكن اعبدوا الله الذي يتوفاكم. الاية. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم - 00:03:38
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر اجراء فقال من يعمل لي من غدوة الى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار - 00:03:57
الى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فانتم هم. فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا. قال هل نقصتكم من حقكم شيئا؟ قالوا لا. قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء. وفيه ايضا عن ابي هريرة - 00:04:17
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا. فكان لليهود يوم السبت. وللنصارى يوم الاحد. فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة - 00:04:42
وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة. وفيه تعليقا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السمحة انتهى. وعن ابي بن كعب رضي الله عنه قال عليكم - 00:04:58
سبيلي والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة. ذكر الرحمن فاقشعر جلده من خشية الله. الا كان مثله كمثل شجرة يبس - 00:05:18
فبينما هي كذلك اذ اصابتها الريح. فتحات عنها ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من خير من اجتهاد في خلاف في خلاف سبيل وسنة - 00:05:38
وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم. كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ولا مثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين اعظم وافضل وارجح من امثال الجبال عبادة من المغترين - 00:05:58
فظل الاسلام هو عنوان الكتاب وبه بوب المؤلف اول ابواب هذا الكتاب وفضل الشيء هو بيان منزلته وما تميز به واصل الفضل الزيادة واصل الفضل الزيادة لكنه يطلق الفظل على بيان مال الشيء من المنزلة - 00:06:18
وما تميز به عن غيره اصطلاح اهل العلم في استعمال آآ هذا اللفظ اوسع من دلالته اللغوية اذ الدلالة اللغوية تقتضي فقط ذكر ما زاد به الشيء. فضل الشيء اي ما زاد به على غيره - 00:06:51
وعندما يتكلم العلماء عن فضل الشهيد في الاعمال الظاهرة او الباطنة او فضل الاماكن او فظل الازمان او فظل الاشخاص وهم يذكرون ما خص به من المزايا التي امتاز بها عن غيره ويذكرون ايضا اضافة الى ذلك - 00:07:15
ما له من المزايا ما له من المحاسن امور المحبوبة ففظل الاسلام هذا الكتاب تكلم فيه المؤلف رحمه الله عن الامرين. اما تميز به الاسلام عن غيره من سائر الاديان - 00:07:37
اضافة الى بيان ما فيه من المحاسن وما فيه من الخصال المحبوبة التي التي خصه الله تعالى بها او شاركه فيها غيره والاسلام مأخوذ من اسلم وهو الانقياد فالاسلام في اللغة الانقياد - 00:08:00
واما في الاصطلاح فان الاسلام يطلق على عدة معان المراد به في هذا السياق او في هذا الكتاب هو الاسلام الخاص اذ الاسلام يطلق ويراد به انقياد الخلائق جميعا لله عز وجل - 00:08:38
ويطلق ويراد به ما هو اخص من ذلك فمن النوع الاول الذي فيه اطلاق الاسلام على ما يشمل الخلائق جميعا قوله تعالى وله اسلم من في السماوات ومن في الارض - 00:09:04
فالاسلام المذكور بهذه الاية وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها الاسلام المذكور في هذه الاية ونظائرها هو الانقياد لله عز وجل ونفوذ الحكم القدري. ونفوذ الحكم القدري فلا يخرج عنه شيء جل وعلا - 00:09:28
في السماوات ولا في الارض ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. هذا المعنى الاول وثمة اسلام هو اخص من ذلك وهو الاسلام الشرعي اذ ان الاول - 00:09:53
ليس فيه مزية من اتصف به بل فيه بيان كمال من اسلم له جل في علاه. فالكافر مسلم بهذا المعنى وهو الانقياد لحكم الله القدري. لكنه ولا يؤجر على ذلك اذ ذاك حكمه الذي لا يرده شيء فهو نافذ في كل الخلق - 00:10:14
لكن الاسلام الشرعي اخص من ذلك وهو الذي عليه الجزاء والعقاب هو الذي عليه الجزاء من الثواب والعقاب. فالثواب والعقاب انما هو على الاسلام بمعناه الشرعي وهو ما كلف به الناس. من - 00:10:38
انقيادي لله عز وجل طوعا واختيارا وهذا نوعان الاسلام الشرعي والاسلام الخاص نوعان اسلام تشترك فيه جميع الرسالات وهو توحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة هذا ما اتصف به جميع المرسلين. فجميع المرسلين على هذا - 00:10:59
العقد وعلى هذا الدين وهو عبادة الله وحده لا شريك له ومنه قول الله عز وجل انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم به النبيون الذين اسلموا فوصفهم بالاسلام وهو الاسلام الذي - 00:11:34
يشترك فيه جميع الرسل ومعناه عبادة الله وحده لا شريك له وهو الذي وصى به ابراهيم بنيه ويعقوب كما قص الله تعالى ذلك في كتابه وبه قال نوح وابراهيم وسائر النبيين - 00:11:59
عليهم افظل الصلاة والسلام وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء اخوان لعلات دينهم واحد وشرعهم متفرقة اما النوع الثاني من الاسلام الشرعي فهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق - 00:12:26
الذي بينه صلى الله عليه وسلم وجمعه ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت - 00:12:50
فهذا اخص من الاول والخلاصة ان الاسلام يطلق على معنيين في الجملة. الاسلام القدري الكوني وهذا شامل لجميع الخلق والاسلام الشرع الديني وهذا على مرتبتين. مرتبة عامة تشترك فيها جميع الرسالات وهذا - 00:13:09
هو توحيد الله تعالى بالعبادة. افراد الله تعالى بالعبادة والنوع الثاني ما جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وهو الدين الخاتم الذي جاء به صلى الله عليه وسلم من الاعتقاد والعمل - 00:13:39
ما يتحدث عنه المؤلف رحمه الله هنا في قوله فضل الاسلام في قوله آآ في العنوان فضل الاسلام وكذلك باب فظل الاسلام يريد به المعنى الاخير. الاسلام الخاص الذي جاء به - 00:14:00
محمد صلى الله عليه وسلم وفضل الاسلام يتبين من فضل الكتاب وفضل السنة وفضل من جاء به وفضل ما جاءت به وفضل شرائعه فكل هذا مما يتبين به فضل الاسلام وعظيم ما - 00:14:17
تميز به عن سائر الشرائع وقد جمع المؤلف رحمه الله في الباب الاول جملة مما تميز به الاسلام فضل به على سائر الاديان وافتتح المؤلف رحمه الله الرسالة بالبسملة جريا على عادة اهل العلم في افتتاح مؤلفاتهم بالبسملة - 00:14:35
تيمنا بها وطلبا للعون للعون من الله عز وجل بذكر اسمائه جل في علاه لكن السؤال لماذا بدأ بفظل الاسلام؟ فقال باب فضل الاسلام ولم يبدأ بشرح الاسلام. او بيانه - 00:15:07
الجواب ان العلماء لهم طريقة في الفضائل وهي انهم يبتدئون بالفظائل قبل بيان الحقائق بفظائل الاشياء قبل بيان حقائقها في كثير من الاحيان وهذا من باب التشويق وشحذ الهمم ولفت الانظار الى اهم الى الى فظل ما - 00:15:26
يقبل عليه من عمل او من قراءة او من تعلم ففظل التوحيد يأتي في كثير من الاحيان قبل بيان حقيقته. فظل الاسلام كذلك. وهلم جر في كثير من الاحيان يذكرون فضل الشيء قبل ذكره حقيقة - 00:15:55
قالت تشويقا له ثم غالبا لا يكون ذلك الا فيما كان فظله راسخا بينا مستقرا فيبدأ فضل ما حقيقته واضحة ظاهرة تحفيزا للنفوس على الاقبال عليه. ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب جملة من - 00:16:11
من النصوص وهي على ثلاثة اصناف ايات من من الكتاب الحكيم ذكر فيه ثلاث ايات احاديث نبوية ذكر فيه ثلاث ثلاثة احاديث اثار منقولة عن سلف الامة ذكر فيه اثرين - 00:16:38
اما الايات فذكر في صدرها اسرح الايات في بيان فضل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:17:04
فقال رحمه الله وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. الاية هذه الاية الكريمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو يوم مشهود اكمل الله تعالى فيه الدين. وجه - 00:17:25
بيان فضل الاسلام في هذه الاية ان الله تعالى شهد له بالكمال واخبر بانه تولى ذلك فاكمله بنفسه جل في علاه وما اكمله الله فلا نقص فيه وعطف على ذلك - 00:17:45
الاتمام واتممت عليكم نعمتي والاتمام هو بلوغ الغاية في الانعام بلوغ الغاية في الشيء وفي النعمة بلوغ الغاية في الانعام الاتمام بلوغ الغاية في الشيء اذا تم الشيء فقد بلغ منتهاه - 00:18:10
فيما يتعلق بالنعمة هو بلوغ الغاية في الانعام اليوم واتممت عليكم نعمتي الوجه الثالث الذي يتبين به من الاية فضل الاسلام اخبار الله تعالى برضاه ورضيت ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:18:36
فاخبر تعالى انه دين مرضي وانه هو الذي ارتضاه جل وعلا لعباده وما رظيه الله تعالى فلا اكمل منه كل هذه الاوجه الثلاثة دالة على فضل الاسلام ورفيع منزلته وشريف مكانته الاكمال والاتمام والرضا - 00:18:58
ولهذا قال اليهودي لعمر اية نزلت عليكم معشر المسلمين لو نزلت علينا معشر يهود لجعلنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر له اي اية تريد؟ قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت بكم الاسلام دينا. فقال لقد علمت اين نزلت - 00:19:26
والموضع الذي نزلت فيه نزلت واي زمان نزلت نزلت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في عرفة وهو من الايام المشهودة عند اهل الاسلام المقصود ان فظل الاسلام تبين في هذه الاية من هذه الاوجه - 00:19:51
ثم قال رحمه الله وقوله قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم وامرت ان اكون - 00:20:12
من المسلمين هذه الاية بيان فضل الاسلام فيها ان الله جل في علاه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان يقول هذا القول وهو بيان عظيم منزلة الاسلام وخلوصه من كل شك وريب - 00:20:29
كنت في شك من ديني فلا اعبد الذين تدعون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم وهذا هو دين الاسلام وامرت ان اكون من المسلمين فالاسلام دين خير الخلق هذا وجه من اوجه بينفظل الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ان الله جعله دينا - 00:20:57
صفوته من الخلق. والثاني ان الله امر به افضل الخلق فكان هذا دالا على فضل الاسلام اذ امر به افظل الخلق دان به افضل الخلق صلوات الله وسلامه عليه ولا يكون ذلك الا لما كان شريفا رفع المنزلة بين الفضل - 00:21:22
نكمل ان شاء الله تعالى غدا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:46