الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كشف الشبهات في كتابه والشبهات بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه بالعبادة. وهو - 00:00:01
دين الرسل الذين ارسلهم الله به الى عباده وهو دين الرسل الذين ارسلهم الله به الى عباده نعم فاولهم فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين وسواع ويغوت ويعوق - 00:00:25
واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله. يقولون نريد منهم التقرب الى - 00:00:51
ونريد شفاعتهم عنده مثل مثل الملائكة وعيسى ابن مريم واناس غيرهم من الصالحين. فبعث الله اليهم محمدا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:01:16
والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وعلى سائر عباد الله الطيبين الصالحين. اما بعد فنبدأ بهذه الرسالة المباركة التي الفها الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب الله. وسماها كشف الشبهات - 00:01:35
وقد اجاد وافاد رحمه الله في هذه الرسالة كعادته في رسائله وكتبه فانه فند شبه المبطلين ودحض اقوالهم وبين زيفها مستندا في ذلك كله الكتاب والسنة. ومعتصما بما جاء عن السلف الصالح رحمهم الله - 00:02:02
وهذا الكتاب له منزلة عظيمة اذ فيه تفنيد اقوال اعداء الله ورسوله من المشركين والمعاندين لدعوة الرسل واذا فقد اثنى عليه الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله ثناء عاطرا في كتابه - 00:02:31
الضياع في كتابه الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق. فقال رحمه الله في الثناء على هذا الكتاب منزلة صنف الشيخ رحمه الله كشف الشبهات. وذكر الادلة من الكتاب والسنة. على بطلان ما اورده - 00:02:57
اعداء الله ورسوله من الشبهات. فادحض حججه وبين تهافتهم. وكان كتابا عظيم النفع على صغر حجمه جليل القدر ان قمع به اعداء الله وانتفع به اولياء الله فصار علما يقتدى - 00:03:17
يقتدي به الموحدون وسلسبيلا يرده المهتدون ومن ومن كوثره يشربون وبه على اعداء الله يصولون يقول رحمه الله فلله ما انفعه من كتاب وما اوضح حججه من خطاب لكن لمن كان ذا قلب سليم - 00:03:37
وعقل الراجح مستقيم وهذا الثناء العاطر في محله وسيتبين لنا هذا ان شاء الله تعالى من خلال استعراض ما في هذا الكتاب من شبه و كيف اجاب الشيخ رحمه الله على هذه الشبه وفندها شبهة شبهة - 00:03:57
والكتاب اسمه كشف الشبهات. والكشف هو الابادة والازالة والشبهات جمع شبهة والشبهة في اللغة هي الالتباس والاختلاط وفي الاصطلاح التباس الحق بالباطل واختلاطه حتى لا يتبين التباس الحق بالباطل واختلاطه حتى لا يتبين - 00:04:18
وقد عرفه عرف الشبهة ابن القيم رحمه الله في كتاب مفتاح دار السعادة تعريفا جيدا فقال وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق - 00:04:53
والشبهات ايها الاخوة احد نوعي الفتن التي ترد على القلوب فان القلب مغزو بفتنة الشبهة وبفتنة الشهوة وفتنة الشبهة اخطر اذ انها اذا انشبت اظفارها في قلب العبد قل ان ينجو - 00:05:16
ولذا فان السلف رحمهم الله كانوا يتباعدون عن الشبه. ويحرصون على عدم الجلوس في المجالس التي تورد فيها الشبه. بل كان احدهم لا يسمع من المشبهين المبتدعين اهل الاهواء قول الله وقول الرسول كما ورد ذلك عن ابن سيرين رحمه الله فانه قد جاءه رجلان ممن عرفوا - 00:05:38
البدعة والشبهة فجلسوا بين يديه يريدون ان يقرأوا عليه اية فقال اما ان تقوما واما ان اقوم فلا حل وسط وذلك ان دينهم عزيز عليهم. فكانوا يحرصون على التباعد عن الشبهات - 00:06:07
الى هذه الدرجة بل كانوا لا يسمحون لاهل البدع واهل الشبهات واهل الاهواء ولا بكلمة واحدة وهذا مستفيض ويمكن الوقوف عليه من خلال مطالعة الكتب التي حفظت اقوال السلف في كتاب السنة للامام عبد الله ابن - 00:06:27
احمد والابانة للعكبري وغيرهما من من الكتب المهم ان السلف رحمهم الله كانوا يحرصون على التباعد عن الشبه وهو منهج قرآني فان الله سبحانه وتعالى قد امر بان يبعدوا عن الذين يرفضون في ايات الله. فقال سبحانه وتعالى وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها - 00:06:47
ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم وقال انكم اذا مثله. وقال جل ذكره واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرضوا عنه والخوض في الشبهات وايرادها هو من الخوظ في ايات الله. ولذلك - 00:07:14
تدل هذه الاية على ما كان عليه السلف رحمهم الله من تباعد عن الشبهات وحرص على النهي عنها وسبب الشبهة ايها الاخوة احد امرين قلة في العلم او ضعف في البصيرة - 00:07:34
فكل شبهة تنشب اظفارها في قلب عبد انما هي لاجل ضعف في علمه او ضعف في بصيرته فمن كان على علم راسخ وبصيرة نبوية نجا من الشبهات ومآل الشبهات ايها الاخوة - 00:07:56
الكفر او النفاق او البدعة اي من انشبت الشبه اظفارها في قلبه فمآل هذه الشبه اما ان يقع في الكفر او ان يقع فيه البدعة او ان يقع في النفاق - 00:08:22
فما كفر من كفر ولا ابتدع من ابتدع ولا نافق من نافق الا لاجل شبهة في قلبه اوجبت هذا الامر ولا نجاة للعبد من الشبهات الا بتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:40
فاذا اقتفى العبد امر النبي صلى الله عليه وسلم وهديه ظاهرا وباطنا. وحكم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. في دق امره وجليله وفي امره وباطنه فانه ينجو من الشبهة. وقد تكلم ابن القيم رحمه الله كلاما جيدا في اغاثة الله - 00:08:58
في المجلد الثاني في صفحة ستين ومئة عن فتنة الشبهة وطريق النجاة منها فمراجعته مفيدة قال الشيخ رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وتقدم لنا في الدرس في درس الصباح اليوم ان البسملة متعلقة بايش - 00:09:24
بفعل مقدر مناسب لحال الذاكر مؤخرا غالبا وذكرنا غالبا لاجل اي شيء لاخراج ما قدم فيه الفعل او او المتعلق قبل البسملة مثل قوله مثل قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق فانه قدم القراءة - 00:09:53
على على البسملة وذلك لاهمية الامر. وايضا في مثل قوله انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم فبين مصدر الرسالة قبل لاهمية هذا الامر. والا في الغالب ان الفعل يكون مؤخرا - 00:10:20
وفهم هذا يفيدك لان البسملة ترد في كل كتاب. قال رحمه الله اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة افتتح رسالته رحمه الله بتعريف التوحيد فقال التوحيد هو افراد الله بالعبادة - 00:10:38
وهذا التعريف هو لاهم انواع التوحيد فان اهم انواع التوحيد هو توحيد الالهية. الذي دعت اليه الرسل. وجاءت به الانبياء فان الرسل دعت الى افراد الله بالعبادة وان كان وان كانت قد دعت الى توحيد الربوبية واستدلت به وذكرته - 00:10:59
وايضا ذكرت توحيد الاسماء والصفات الا ان اصل البعثة هو لتقرير عبودية الله سبحانه وتعالى. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت تعرف الشيخ رحمه الله التوحيد في اهم انواعه وهو توحيد الالهية - 00:11:27
والتعريف العام للتوحيد هو افراد الله بما يختص به افراد الله تعالى بما يختص به في الربوبية وفي الالهية وفي الاسماء والصفات. وهذا اشمل ما يقال في تعريف التوحيد اما تعريفه هنا فهو كما ذكرنا باهم انواعه. ويمكن ان يقال ان الشيخ رحمه الله اقتصر على تعريف التوحيد. الالهية - 00:11:50
يعني بتعريف في توحيد الالهية او بذكر تعريف توحيد الالهية لان الشيخ سيجيب على الشبه الواردة على توحيد الالهية فهو لن يتكلم على شبه او المبتدعة والضالين في باب الاسماء والصفات انما سيتكلم على شبه الذين ابتدعوا في باب اسماء في باب توحيد - 00:12:16
الالهية ولذلك عرف التوحيد بقوله رحمه الله هو افراد الله تعالى بالعبادة والعبادة ايها الاخوة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الاعمال الظاهرة والباطنة وهذا احد التعاريف التي - 00:12:39
تعرف بها العبادة وذكر شيخ الاسلام تعريفا اخر وهو مختصر وجامع فقال العبادة هي كل ما امر الله به ورسوله فكل ما امر الله به ورسوله فهو عبادة. والامر اما ان يكون امر ايجاب او يكون امر - 00:13:01
استحباب ثم قال رحمه الله وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عباده الظمير في قوله وهو المراد به توحيد العبادة. دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عباده. فالله سبحانه وتعالى ارسل الرسل الى عباده بتوحيد الاله - 00:13:23
بافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. ودليل هذا قول الله جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه ولا اله الا انا اي لا اله الا الله معناها لا معبود بحق الا الله. وهي تقتضي ايش - 00:13:47
تقتضي ايش؟ تقتضي افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وايضا قال جل ذكره ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذر انه لا اله الا انا فاتقون - 00:14:12
وقال سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين الانبياء اخوان لعلات ابوهم واحد او دي نعم دينهم واحد وشرعهم متفرقة او مختلفة كما قال او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:26
فهذا يدل على وحدة الرسالة وان الرسل جاءوا جميعا بتقرير توحيد الالهية وبدعوة الناس الى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده دون غيره قال الشيخ رحمه الله فاولهم نوح عليه السلام - 00:14:53
اول الرسل نوح ودليل اوليته قول الله سبحانه وتعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده هذه تشير الى ان اول من اوحى الله اليه من الرسل هو نوح عليه السلام - 00:15:14
واصلح من هذا في الدلالة على اولية نوحد اولية رسالة نوح عليه السلام ما في الصحيحين من حديث انس وغيره في حديث الشفاعة ان الناس يأتون الى ادم فيقولون يا ادم انت ابو البشر يطلبون منه الشفاعة فيجيبهم ويقول اذهبوا الى نوح او ولرسول - 00:15:37
الله الى الارض وفي رواية مسلم قال فيأتون نوحا ويقولون انت اول الرسل الى الارض وكل هذا صريح بين في ان اول الرسل نوح عليه السلام ما الذي جاء به نوح؟ ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين - 00:16:05
وسواعا ويغوث ويعوق ونسرع غلوا فيهم فتجاوزوا بهم الحد الذي جعله الله لهم والغلو ايها الاخوة هو مجاوزة الحد هذا تعريفه اللغوي فكل من جاوز الحد الذي جعل له فقد غلى - 00:16:34
واما تعريفه في الاصطلاح فهو مجاوزة امر الله تعالى في العبادات او العقائد وقال بعضهم الزيادة على المشروع في العقائد او العبادات ومرده الغلو هو الطغيان فمن طغى في شيء او فمن غلا في شيء فقد طغى وتجاوز - 00:16:58
وهؤلاء غلوا في الصالحين بود وسواع ويغوت ويعوق ونسر وهؤلاء كما قال ابن عباس في الصحيح اسماء رجال صالحين من قوم نوح لما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان انصبوا الى مجالسهم - 00:17:31
ان صابر فنصبوا هذه الانصاف ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدك فهم في اصل فعلهم انما نصبوا هذه الانصاب لاجل تذكر هؤلاء والتشوق الى العبادة والاشتغال بذكر الصالحين الذي يعين على العبودية لله سبحانه وتعالى - 00:17:57
فتجاوز الامر شيئا فشيئا الى ان وقعوا في عبادتهم من دون الله سبحانه وتعالى ثم قال الشيخ رحمه الله واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهذا لا شك فيه فان النبي صلى الله عليه وسلم اخر الرسل - 00:18:25
قال الله جل ذكره وما كان محمد ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فختم الله سبحانه وتعالى النبوات بمحمد صلى الله عليه وسلم. فلا نبي بعده - 00:18:50
ثم قال رحمه الله وهو الذي كسر صور هؤلاء. اسم الاشارة في هؤلاء عائد الى شيء. الى الى اسماء الرجال الصالحين الاصنام الصالحين الذين غلوا الذين غلا فيهم قوم نوح - 00:19:09
وكيف ذلك بيان هذا ما ذكره البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال صارت الاوثان التي في قوم نوح في العرب بعد. اما ود فكانت لكلب بدومة الجنة - 00:19:27
واما سواع فكانت اليهوذين. واما يغوث فكانت لمراد واما يعوق فكانت اه همدان واما نسر فكانت لحمير وهذا يدل على ان هذه الاصنام بعثت واحيت بعد الطوفان فصارت الى العرب وتعلقوا بها وعبدوها من دون الله. بل وزادوا اصناما كثيرة واوتارا - 00:19:48
كثيرة عبدوها من دون الله. فالكعبة كان فيها اكثر كان فيها اكثر من ثلاث مئة ثلاث مئة صنم كما ذكر اصحاب السير وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاصنام - 00:20:19
حسيا ومعنويا. اما حسيا فقد باشر هو صلى الله عليه وسلم تكسير بعض الاصنام. واما معنويا فان رسالته حطمت الاصنام ان الجزيرة دانت له صلى الله عليه وسلم. وقد بعث البعوث لتحطيم الاصنام ولتحطيم ما كان يشرك - 00:20:38
ما كان يشرك به العرب من دون الله وبهذا نفهم ان الانبياء والرسل جاءوا لتقرير امر واحد. فاولهم نوح دعا الى التوحيد. واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم خلصناه. وفي هذا بيان وحدة رسالة الرسل. وانهم جاؤوا لتقرير امر واحد. فالذي اعتنى به اولهم هو مضادة الشرك - 00:20:58
والتحذير منه والذي عمله اخرهم هو تكسير الاصنام واقامة الدين لله سبحانه وحده سبحانه وتعالى وحده دون غيره ثم قال ارسله الى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا الظمير فيه ارسله عائد الى اي شيء؟ الى النبي صلى الله عليه وسلم الى قوم هم قريش. يتعبدون ويحجون ويتصدقون - 00:21:27
اقول ويذكرون الله كثيرا بل ويصلون الرحم ويطعمون المسكين لكن هذه العبادات لم تنفعهم شيئا ولم تغني عن بحث رسول لانها كانت مشوبة بالشرك وعدم الاخلاص لله جل وعلا. فكانوا يلهجون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك لبيك. الا شريكا هو لك تملكه - 00:22:03
وكانوا يذبحون لغير الله ويستقسمون بغير الله ويلجأون ويسألون الظر والنفع واسأل الله جلب النفع ورفع الضر من غير الله تعالى. ولذلك كانوا بحاجة الى ان يبعث اليهم من يقرر التوحيد. وبهذا نفهم ان الله سبحانه وتعالى لم يأمر خلقه او لم يخلق خلقه لمجرد العبادة فقط - 00:22:31
التي تكون له ولغيره. بل خلق الخلق لافراده بالعبادة. قال جل ذكره وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال ابن عباس كل موضع امر الله سبحانه وتعالى فيه بالعبادة في في القرآن فان المراد به التوحيد. اي ما خلق الله الخلق - 00:22:57
الا ليوحدوه جل ذكره وبهذا نفهم ان كثرة العبادة مع عدم الاخلاص لا تغنيه شيئا بل صاحبها في النار ولذلك قال ابن القيم رحمه الله كثير العبادة التي نزع منها الاخلاص - 00:23:20
لا تنفع قليل العبادة مع الاخلاص والتوحيد تعلي قدر العبد عند الله سبحانه وتعالى وترفعه الى منازل الى منازل عليا فالاخلاص هو الاصل ولذلك لم يكن يعني لم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم آآ لقوم لا يعبدون - 00:23:40
لا يعبدون الله فامرهم بالعبادة بل اتى الى قوم يعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا الا انهم وقعوا في الشرك فصحح صلى الله عليه وسلم التوحيد وامر بافراد العبادة لله جل ذكره. ثم قال الشيخ رحمه الله ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين - 00:24:00
الله وفسر هذه الوساطة بقوله يقولون نريد منهم التقرب الى الله ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين فهؤلاء زعموا ان بين الخلق وبين الله وسائط - 00:24:20
والوسائط نوعان نوع لابد من اخفاءه ونوع جاء الشرح بابطاله ونفسه اما النوع الاول فهم الرسل الذين يبلغون رسالات الله ويدلون على طريق التعبد لله. ويبينون للناس معبوده فهؤلاء لابد منهم ولا تقوم الحياة الا بهم. ولذلك بعث الله سبحانه وتعالى الرسل الى كل من الى كل ام - 00:24:49
فقالوا ولقد بعثنا في كل امة رسولا فكل امة محتاجة الى هذه الى هذا النوع من الوساطة. الوساطة التي يحصل بها تبليغ الدين وتعريف الناس بحق الله سبحانه وتعالى وما يجب له - 00:25:26
من العبادات وما يجب له من الاسماء والصفات والافعال وحقها اولئك الوسطاء ان يطاعون ان يطاعوا ويتبعوا ويقتدى بهم هذا حقهم وليس حقهم ان تصرف لهم انواع العبادة بل حقهم - 00:25:48
ان يطاعوا وان يتبعوا وان يقتدى بهم اما النوع الثاني من أنواع الوساطات فهو الذي ذكره الشيخ رحمه الله هنا في قوله ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وصائط بينهم وبين الله - 00:26:18
كلنا نريد منهم التقرب وبهذا نفهم ان المشركين لم يكونوا يعتقدون في هذه الوسائط انها تخلق من دون الله ولا انها تملك من دون الله ولا انها تدبر من دون الله - 00:26:32
انما كانوا يعتقدون ان هذه واسطة وسيلة يتوصلون بها الى مقاصدهم. يعتبرون يقولون نحن ليس عندنا اوليس لنا عند الله جاه وليس لنا عند الله مكانة فنسأل الله بمن له فنسأل الله بمن له جاه عنده. وبمن له مكانة عنده - 00:26:51
فوقعوا في الشرك وهذا هو قول الله سبحانه وتعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله سلفا فانهم اتخذوا هؤلاء الاولياء لاجل اي شيء ليقربوهم الى الله زلفى - 00:27:16
وهذا ايها الاخوة او هذا الموظوع وهذه القظية هي البوابة الكبرى التي يدخل منها المشركون في الشرك قديما وحديثا فان القضية التي يعتمد عليها او السبب الذي يعتمد عليه ويسوغ به كثير من المشركين ومن الواقعين في صرف العبادة لغير الله افعالهم - 00:27:35
انما هي قضية الشفاعة والوسيلة ولذلك قطع الله سبحانه وتعالى عليهم الطريق واغلق دونهم الباب فقال قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله ليملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير - 00:27:59
فاتى الى الباب الذي يعتمدونه ويلجأون اليه لا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فالشفاعة التي تعتمدون عليها في تسويق الشرك لا تنفع الا باذنه. ويدلك على ان هذا هو اصل - 00:28:20
قوله جل ذكره ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. فجعل - 00:28:38
اتخاذ هؤلاء شفعاء شركا. ثم قال وما كان الناس الا امة واحدة اي ما كان الناس الا ملة واحدة. وهو التوحيد فاختلفوا وسبب اختلافهم هو هذه الشبهة المذكورة في الاية المتقدمة وهي - 00:28:56
انهم قالوا هؤلاء شفاؤنا عند الله فهذا يدلك على ان اصل الشرك الذي وقع به وقع بسببه المتقدمون وهو ايضا وقع بسبب المتأخرون في الشرك هو انه لجأوا الى غير الله في طلب حوائجهم - 00:29:12
وزعموا ان هؤلاء شفعاء واننا لا نصرف اليهم هذه العبادة لانهم آآ لانهم آآ يخلقون ولا لانهم يملكون ولا لانهم يدبرون بل لانهم وسائط وشفعاء اذا قال الشيخ رحمه الله - 00:29:34
ولكنه يجعلون بعض المخلوقات وسائط علة هذه الوسائط انهم يتخذونهم سبيلا للتقرب الى الله ويتخذون شفاعتهم سبيلا الى تحقيق مطالبهم ثم مثل هذه الوسائق قال مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين - 00:29:58
والمشركون كما سيتبين لنا من خلال كلام الشيخ رحمه الله لم يكونوا مقتصرين في عباداتهم على الملائكة على الملائكة والصالحين بل عبدوا ايضا الاحجار والاشجار وغيرها وانما يبدو لي والعلم عند الله اضرب الشيخ عن ذكر هذا لانه اذا كانت عبادة هؤلاء من دون الله لا تصح عبادة الملائكة - 00:30:21
وعبادة - 00:30:50
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كشف الشبهات في كتابه والشبهات بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه بالعبادة. وهو - 00:00:01
دين الرسل الذين ارسلهم الله به الى عباده وهو دين الرسل الذين ارسلهم الله به الى عباده نعم فاولهم فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين وسواع ويغوت ويعوق - 00:00:25
واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله. يقولون نريد منهم التقرب الى - 00:00:51
ونريد شفاعتهم عنده مثل مثل الملائكة وعيسى ابن مريم واناس غيرهم من الصالحين. فبعث الله اليهم محمدا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:01:16
والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وعلى سائر عباد الله الطيبين الصالحين. اما بعد فنبدأ بهذه الرسالة المباركة التي الفها الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب الله. وسماها كشف الشبهات - 00:01:35
وقد اجاد وافاد رحمه الله في هذه الرسالة كعادته في رسائله وكتبه فانه فند شبه المبطلين ودحض اقوالهم وبين زيفها مستندا في ذلك كله الكتاب والسنة. ومعتصما بما جاء عن السلف الصالح رحمهم الله - 00:02:02
وهذا الكتاب له منزلة عظيمة اذ فيه تفنيد اقوال اعداء الله ورسوله من المشركين والمعاندين لدعوة الرسل واذا فقد اثنى عليه الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله ثناء عاطرا في كتابه - 00:02:31
الضياع في كتابه الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق. فقال رحمه الله في الثناء على هذا الكتاب منزلة صنف الشيخ رحمه الله كشف الشبهات. وذكر الادلة من الكتاب والسنة. على بطلان ما اورده - 00:02:57
اعداء الله ورسوله من الشبهات. فادحض حججه وبين تهافتهم. وكان كتابا عظيم النفع على صغر حجمه جليل القدر ان قمع به اعداء الله وانتفع به اولياء الله فصار علما يقتدى - 00:03:17
يقتدي به الموحدون وسلسبيلا يرده المهتدون ومن ومن كوثره يشربون وبه على اعداء الله يصولون يقول رحمه الله فلله ما انفعه من كتاب وما اوضح حججه من خطاب لكن لمن كان ذا قلب سليم - 00:03:37
وعقل الراجح مستقيم وهذا الثناء العاطر في محله وسيتبين لنا هذا ان شاء الله تعالى من خلال استعراض ما في هذا الكتاب من شبه و كيف اجاب الشيخ رحمه الله على هذه الشبه وفندها شبهة شبهة - 00:03:57
والكتاب اسمه كشف الشبهات. والكشف هو الابادة والازالة والشبهات جمع شبهة والشبهة في اللغة هي الالتباس والاختلاط وفي الاصطلاح التباس الحق بالباطل واختلاطه حتى لا يتبين التباس الحق بالباطل واختلاطه حتى لا يتبين - 00:04:18
وقد عرفه عرف الشبهة ابن القيم رحمه الله في كتاب مفتاح دار السعادة تعريفا جيدا فقال وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق - 00:04:53
والشبهات ايها الاخوة احد نوعي الفتن التي ترد على القلوب فان القلب مغزو بفتنة الشبهة وبفتنة الشهوة وفتنة الشبهة اخطر اذ انها اذا انشبت اظفارها في قلب العبد قل ان ينجو - 00:05:16
ولذا فان السلف رحمهم الله كانوا يتباعدون عن الشبه. ويحرصون على عدم الجلوس في المجالس التي تورد فيها الشبه. بل كان احدهم لا يسمع من المشبهين المبتدعين اهل الاهواء قول الله وقول الرسول كما ورد ذلك عن ابن سيرين رحمه الله فانه قد جاءه رجلان ممن عرفوا - 00:05:38
البدعة والشبهة فجلسوا بين يديه يريدون ان يقرأوا عليه اية فقال اما ان تقوما واما ان اقوم فلا حل وسط وذلك ان دينهم عزيز عليهم. فكانوا يحرصون على التباعد عن الشبهات - 00:06:07
الى هذه الدرجة بل كانوا لا يسمحون لاهل البدع واهل الشبهات واهل الاهواء ولا بكلمة واحدة وهذا مستفيض ويمكن الوقوف عليه من خلال مطالعة الكتب التي حفظت اقوال السلف في كتاب السنة للامام عبد الله ابن - 00:06:27
احمد والابانة للعكبري وغيرهما من من الكتب المهم ان السلف رحمهم الله كانوا يحرصون على التباعد عن الشبه وهو منهج قرآني فان الله سبحانه وتعالى قد امر بان يبعدوا عن الذين يرفضون في ايات الله. فقال سبحانه وتعالى وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها - 00:06:47
ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم وقال انكم اذا مثله. وقال جل ذكره واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرضوا عنه والخوض في الشبهات وايرادها هو من الخوظ في ايات الله. ولذلك - 00:07:14
تدل هذه الاية على ما كان عليه السلف رحمهم الله من تباعد عن الشبهات وحرص على النهي عنها وسبب الشبهة ايها الاخوة احد امرين قلة في العلم او ضعف في البصيرة - 00:07:34
فكل شبهة تنشب اظفارها في قلب عبد انما هي لاجل ضعف في علمه او ضعف في بصيرته فمن كان على علم راسخ وبصيرة نبوية نجا من الشبهات ومآل الشبهات ايها الاخوة - 00:07:56
الكفر او النفاق او البدعة اي من انشبت الشبه اظفارها في قلبه فمآل هذه الشبه اما ان يقع في الكفر او ان يقع فيه البدعة او ان يقع في النفاق - 00:08:22
فما كفر من كفر ولا ابتدع من ابتدع ولا نافق من نافق الا لاجل شبهة في قلبه اوجبت هذا الامر ولا نجاة للعبد من الشبهات الا بتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:40
فاذا اقتفى العبد امر النبي صلى الله عليه وسلم وهديه ظاهرا وباطنا. وحكم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. في دق امره وجليله وفي امره وباطنه فانه ينجو من الشبهة. وقد تكلم ابن القيم رحمه الله كلاما جيدا في اغاثة الله - 00:08:58
في المجلد الثاني في صفحة ستين ومئة عن فتنة الشبهة وطريق النجاة منها فمراجعته مفيدة قال الشيخ رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وتقدم لنا في الدرس في درس الصباح اليوم ان البسملة متعلقة بايش - 00:09:24
بفعل مقدر مناسب لحال الذاكر مؤخرا غالبا وذكرنا غالبا لاجل اي شيء لاخراج ما قدم فيه الفعل او او المتعلق قبل البسملة مثل قوله مثل قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق فانه قدم القراءة - 00:09:53
على على البسملة وذلك لاهمية الامر. وايضا في مثل قوله انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم فبين مصدر الرسالة قبل لاهمية هذا الامر. والا في الغالب ان الفعل يكون مؤخرا - 00:10:20
وفهم هذا يفيدك لان البسملة ترد في كل كتاب. قال رحمه الله اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة افتتح رسالته رحمه الله بتعريف التوحيد فقال التوحيد هو افراد الله بالعبادة - 00:10:38
وهذا التعريف هو لاهم انواع التوحيد فان اهم انواع التوحيد هو توحيد الالهية. الذي دعت اليه الرسل. وجاءت به الانبياء فان الرسل دعت الى افراد الله بالعبادة وان كان وان كانت قد دعت الى توحيد الربوبية واستدلت به وذكرته - 00:10:59
وايضا ذكرت توحيد الاسماء والصفات الا ان اصل البعثة هو لتقرير عبودية الله سبحانه وتعالى. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت تعرف الشيخ رحمه الله التوحيد في اهم انواعه وهو توحيد الالهية - 00:11:27
والتعريف العام للتوحيد هو افراد الله بما يختص به افراد الله تعالى بما يختص به في الربوبية وفي الالهية وفي الاسماء والصفات. وهذا اشمل ما يقال في تعريف التوحيد اما تعريفه هنا فهو كما ذكرنا باهم انواعه. ويمكن ان يقال ان الشيخ رحمه الله اقتصر على تعريف التوحيد. الالهية - 00:11:50
يعني بتعريف في توحيد الالهية او بذكر تعريف توحيد الالهية لان الشيخ سيجيب على الشبه الواردة على توحيد الالهية فهو لن يتكلم على شبه او المبتدعة والضالين في باب الاسماء والصفات انما سيتكلم على شبه الذين ابتدعوا في باب اسماء في باب توحيد - 00:12:16
الالهية ولذلك عرف التوحيد بقوله رحمه الله هو افراد الله تعالى بالعبادة والعبادة ايها الاخوة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الاعمال الظاهرة والباطنة وهذا احد التعاريف التي - 00:12:39
تعرف بها العبادة وذكر شيخ الاسلام تعريفا اخر وهو مختصر وجامع فقال العبادة هي كل ما امر الله به ورسوله فكل ما امر الله به ورسوله فهو عبادة. والامر اما ان يكون امر ايجاب او يكون امر - 00:13:01
استحباب ثم قال رحمه الله وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عباده الظمير في قوله وهو المراد به توحيد العبادة. دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عباده. فالله سبحانه وتعالى ارسل الرسل الى عباده بتوحيد الاله - 00:13:23
بافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. ودليل هذا قول الله جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه ولا اله الا انا اي لا اله الا الله معناها لا معبود بحق الا الله. وهي تقتضي ايش - 00:13:47
تقتضي ايش؟ تقتضي افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وايضا قال جل ذكره ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذر انه لا اله الا انا فاتقون - 00:14:12
وقال سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين الانبياء اخوان لعلات ابوهم واحد او دي نعم دينهم واحد وشرعهم متفرقة او مختلفة كما قال او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:26
فهذا يدل على وحدة الرسالة وان الرسل جاءوا جميعا بتقرير توحيد الالهية وبدعوة الناس الى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده دون غيره قال الشيخ رحمه الله فاولهم نوح عليه السلام - 00:14:53
اول الرسل نوح ودليل اوليته قول الله سبحانه وتعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده هذه تشير الى ان اول من اوحى الله اليه من الرسل هو نوح عليه السلام - 00:15:14
واصلح من هذا في الدلالة على اولية نوحد اولية رسالة نوح عليه السلام ما في الصحيحين من حديث انس وغيره في حديث الشفاعة ان الناس يأتون الى ادم فيقولون يا ادم انت ابو البشر يطلبون منه الشفاعة فيجيبهم ويقول اذهبوا الى نوح او ولرسول - 00:15:37
الله الى الارض وفي رواية مسلم قال فيأتون نوحا ويقولون انت اول الرسل الى الارض وكل هذا صريح بين في ان اول الرسل نوح عليه السلام ما الذي جاء به نوح؟ ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين - 00:16:05
وسواعا ويغوث ويعوق ونسرع غلوا فيهم فتجاوزوا بهم الحد الذي جعله الله لهم والغلو ايها الاخوة هو مجاوزة الحد هذا تعريفه اللغوي فكل من جاوز الحد الذي جعل له فقد غلى - 00:16:34
واما تعريفه في الاصطلاح فهو مجاوزة امر الله تعالى في العبادات او العقائد وقال بعضهم الزيادة على المشروع في العقائد او العبادات ومرده الغلو هو الطغيان فمن طغى في شيء او فمن غلا في شيء فقد طغى وتجاوز - 00:16:58
وهؤلاء غلوا في الصالحين بود وسواع ويغوت ويعوق ونسر وهؤلاء كما قال ابن عباس في الصحيح اسماء رجال صالحين من قوم نوح لما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان انصبوا الى مجالسهم - 00:17:31
ان صابر فنصبوا هذه الانصاف ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدك فهم في اصل فعلهم انما نصبوا هذه الانصاب لاجل تذكر هؤلاء والتشوق الى العبادة والاشتغال بذكر الصالحين الذي يعين على العبودية لله سبحانه وتعالى - 00:17:57
فتجاوز الامر شيئا فشيئا الى ان وقعوا في عبادتهم من دون الله سبحانه وتعالى ثم قال الشيخ رحمه الله واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهذا لا شك فيه فان النبي صلى الله عليه وسلم اخر الرسل - 00:18:25
قال الله جل ذكره وما كان محمد ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فختم الله سبحانه وتعالى النبوات بمحمد صلى الله عليه وسلم. فلا نبي بعده - 00:18:50
ثم قال رحمه الله وهو الذي كسر صور هؤلاء. اسم الاشارة في هؤلاء عائد الى شيء. الى الى اسماء الرجال الصالحين الاصنام الصالحين الذين غلوا الذين غلا فيهم قوم نوح - 00:19:09
وكيف ذلك بيان هذا ما ذكره البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال صارت الاوثان التي في قوم نوح في العرب بعد. اما ود فكانت لكلب بدومة الجنة - 00:19:27
واما سواع فكانت اليهوذين. واما يغوث فكانت لمراد واما يعوق فكانت اه همدان واما نسر فكانت لحمير وهذا يدل على ان هذه الاصنام بعثت واحيت بعد الطوفان فصارت الى العرب وتعلقوا بها وعبدوها من دون الله. بل وزادوا اصناما كثيرة واوتارا - 00:19:48
كثيرة عبدوها من دون الله. فالكعبة كان فيها اكثر كان فيها اكثر من ثلاث مئة ثلاث مئة صنم كما ذكر اصحاب السير وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاصنام - 00:20:19
حسيا ومعنويا. اما حسيا فقد باشر هو صلى الله عليه وسلم تكسير بعض الاصنام. واما معنويا فان رسالته حطمت الاصنام ان الجزيرة دانت له صلى الله عليه وسلم. وقد بعث البعوث لتحطيم الاصنام ولتحطيم ما كان يشرك - 00:20:38
ما كان يشرك به العرب من دون الله وبهذا نفهم ان الانبياء والرسل جاءوا لتقرير امر واحد. فاولهم نوح دعا الى التوحيد. واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم خلصناه. وفي هذا بيان وحدة رسالة الرسل. وانهم جاؤوا لتقرير امر واحد. فالذي اعتنى به اولهم هو مضادة الشرك - 00:20:58
والتحذير منه والذي عمله اخرهم هو تكسير الاصنام واقامة الدين لله سبحانه وحده سبحانه وتعالى وحده دون غيره ثم قال ارسله الى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا الظمير فيه ارسله عائد الى اي شيء؟ الى النبي صلى الله عليه وسلم الى قوم هم قريش. يتعبدون ويحجون ويتصدقون - 00:21:27
اقول ويذكرون الله كثيرا بل ويصلون الرحم ويطعمون المسكين لكن هذه العبادات لم تنفعهم شيئا ولم تغني عن بحث رسول لانها كانت مشوبة بالشرك وعدم الاخلاص لله جل وعلا. فكانوا يلهجون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك لبيك. الا شريكا هو لك تملكه - 00:22:03
وكانوا يذبحون لغير الله ويستقسمون بغير الله ويلجأون ويسألون الظر والنفع واسأل الله جلب النفع ورفع الضر من غير الله تعالى. ولذلك كانوا بحاجة الى ان يبعث اليهم من يقرر التوحيد. وبهذا نفهم ان الله سبحانه وتعالى لم يأمر خلقه او لم يخلق خلقه لمجرد العبادة فقط - 00:22:31
التي تكون له ولغيره. بل خلق الخلق لافراده بالعبادة. قال جل ذكره وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال ابن عباس كل موضع امر الله سبحانه وتعالى فيه بالعبادة في في القرآن فان المراد به التوحيد. اي ما خلق الله الخلق - 00:22:57
الا ليوحدوه جل ذكره وبهذا نفهم ان كثرة العبادة مع عدم الاخلاص لا تغنيه شيئا بل صاحبها في النار ولذلك قال ابن القيم رحمه الله كثير العبادة التي نزع منها الاخلاص - 00:23:20
لا تنفع قليل العبادة مع الاخلاص والتوحيد تعلي قدر العبد عند الله سبحانه وتعالى وترفعه الى منازل الى منازل عليا فالاخلاص هو الاصل ولذلك لم يكن يعني لم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم آآ لقوم لا يعبدون - 00:23:40
لا يعبدون الله فامرهم بالعبادة بل اتى الى قوم يعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا الا انهم وقعوا في الشرك فصحح صلى الله عليه وسلم التوحيد وامر بافراد العبادة لله جل ذكره. ثم قال الشيخ رحمه الله ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين - 00:24:00
الله وفسر هذه الوساطة بقوله يقولون نريد منهم التقرب الى الله ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين فهؤلاء زعموا ان بين الخلق وبين الله وسائط - 00:24:20
والوسائط نوعان نوع لابد من اخفاءه ونوع جاء الشرح بابطاله ونفسه اما النوع الاول فهم الرسل الذين يبلغون رسالات الله ويدلون على طريق التعبد لله. ويبينون للناس معبوده فهؤلاء لابد منهم ولا تقوم الحياة الا بهم. ولذلك بعث الله سبحانه وتعالى الرسل الى كل من الى كل ام - 00:24:49
فقالوا ولقد بعثنا في كل امة رسولا فكل امة محتاجة الى هذه الى هذا النوع من الوساطة. الوساطة التي يحصل بها تبليغ الدين وتعريف الناس بحق الله سبحانه وتعالى وما يجب له - 00:25:26
من العبادات وما يجب له من الاسماء والصفات والافعال وحقها اولئك الوسطاء ان يطاعون ان يطاعوا ويتبعوا ويقتدى بهم هذا حقهم وليس حقهم ان تصرف لهم انواع العبادة بل حقهم - 00:25:48
ان يطاعوا وان يتبعوا وان يقتدى بهم اما النوع الثاني من أنواع الوساطات فهو الذي ذكره الشيخ رحمه الله هنا في قوله ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وصائط بينهم وبين الله - 00:26:18
كلنا نريد منهم التقرب وبهذا نفهم ان المشركين لم يكونوا يعتقدون في هذه الوسائط انها تخلق من دون الله ولا انها تملك من دون الله ولا انها تدبر من دون الله - 00:26:32
انما كانوا يعتقدون ان هذه واسطة وسيلة يتوصلون بها الى مقاصدهم. يعتبرون يقولون نحن ليس عندنا اوليس لنا عند الله جاه وليس لنا عند الله مكانة فنسأل الله بمن له فنسأل الله بمن له جاه عنده. وبمن له مكانة عنده - 00:26:51
فوقعوا في الشرك وهذا هو قول الله سبحانه وتعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله سلفا فانهم اتخذوا هؤلاء الاولياء لاجل اي شيء ليقربوهم الى الله زلفى - 00:27:16
وهذا ايها الاخوة او هذا الموظوع وهذه القظية هي البوابة الكبرى التي يدخل منها المشركون في الشرك قديما وحديثا فان القضية التي يعتمد عليها او السبب الذي يعتمد عليه ويسوغ به كثير من المشركين ومن الواقعين في صرف العبادة لغير الله افعالهم - 00:27:35
انما هي قضية الشفاعة والوسيلة ولذلك قطع الله سبحانه وتعالى عليهم الطريق واغلق دونهم الباب فقال قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله ليملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير - 00:27:59
فاتى الى الباب الذي يعتمدونه ويلجأون اليه لا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فالشفاعة التي تعتمدون عليها في تسويق الشرك لا تنفع الا باذنه. ويدلك على ان هذا هو اصل - 00:28:20
قوله جل ذكره ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. فجعل - 00:28:38
اتخاذ هؤلاء شفعاء شركا. ثم قال وما كان الناس الا امة واحدة اي ما كان الناس الا ملة واحدة. وهو التوحيد فاختلفوا وسبب اختلافهم هو هذه الشبهة المذكورة في الاية المتقدمة وهي - 00:28:56
انهم قالوا هؤلاء شفاؤنا عند الله فهذا يدلك على ان اصل الشرك الذي وقع به وقع بسببه المتقدمون وهو ايضا وقع بسبب المتأخرون في الشرك هو انه لجأوا الى غير الله في طلب حوائجهم - 00:29:12
وزعموا ان هؤلاء شفعاء واننا لا نصرف اليهم هذه العبادة لانهم آآ لانهم آآ يخلقون ولا لانهم يملكون ولا لانهم يدبرون بل لانهم وسائط وشفعاء اذا قال الشيخ رحمه الله - 00:29:34
ولكنه يجعلون بعض المخلوقات وسائط علة هذه الوسائط انهم يتخذونهم سبيلا للتقرب الى الله ويتخذون شفاعتهم سبيلا الى تحقيق مطالبهم ثم مثل هذه الوسائق قال مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين - 00:29:58
والمشركون كما سيتبين لنا من خلال كلام الشيخ رحمه الله لم يكونوا مقتصرين في عباداتهم على الملائكة على الملائكة والصالحين بل عبدوا ايضا الاحجار والاشجار وغيرها وانما يبدو لي والعلم عند الله اضرب الشيخ عن ذكر هذا لانه اذا كانت عبادة هؤلاء من دون الله لا تصح عبادة الملائكة - 00:30:21
وعبادة - 00:30:50