بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن قيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد في - 00:00:00
كلامه على قوله صلى الله عليه وسلم عدل في قضاؤك قال فان قيل فالمعصية عندكم بقضائه وقدره. فما وجه العدل في قضائها؟ فان العدل في العقوبة عليها غير ظاهر قيل هذا سؤال له شأن ومن اجله زعمت طائفة ان العدل هو المقدور والظلم ممتنع لذاته - 00:00:15
قالوا لان الظلم هو التصرف في ملك الغير. والله له كل شيء فلا يكون تصرفه في خلقه الا عدلا وقالت طائفة بل العدل انه لا يعاقب على ما قضاه وقدره - 00:00:39
فلما حسن منه العقوبة على الذنب علم انه ليس بقضائه وقدره فيكون العدل هو جزاءه على الذنب بالعقوبة والذنب اما في الدنيا واما في الاخرة وصعب على هؤلاء الجمع بين العدل وبين القدر. فزعموا ان من اثبت القدر لم يمكنه ان يقول بالعدل. ومن قال بالعدل لم يمكنه ان - 00:00:53
بالقدر كما صعب عليهم الجمع بين التوحيد واثبات الصفات. فزعموا انهم لا يمكنهم اثبات التوحيد الا بانكار الصفات فصار توحيدهم تعطيلا وعدلهم تكذيبا بالقدر واما اهل السنة فهم مثبتون للامرين. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فقد تقدم الكلام على - 00:01:16
قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الهم والحزن اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اه ما اورده المصنف رحمه الله هنا - 00:01:40
فيما يتعلق قضاء الله بالمعصية فما من شيء الا بقضاء وقدر كما قال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر الا ان القضاء الكوني لا يلزم منه ان يكون محبوبا لله عز وجل - 00:01:59
فالله تعالى يقضي ما يحب وما لا يحب وله في ذلك الحكمة البالغة سبحانه وبحمده ولهذا آآ ما يجري في الكون من كفر وفسوق وعصيان هو بقدر الله عز وجل - 00:02:16
فما من شيء الا بتقديره جل في علاه. لكن ذلك لا يستلزم انه محبوب له سبحانه وبحمده قال الله تعالى تي كتابه الحكيم ان كل شيء خلقناه بقدر وقال تعالى في المنافقين - 00:02:34
ولكن كره الله انبعاثهم ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وعدم خروجهم معصية وقد ذكر الله تعالى انه ثبتهم اي جعل لهم ما يقعدهم يجعلهم يتخلفون عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:02:56
وهذا بقضائه وقدره سبحانه وبحمده لكن ذلك لا يستلزم ان يكون محبوبا له او انه ظلم العبد بما بما قضاه وقدره لان ذلك المقظي من المعصية التي لا يحبها الله عز وجل - 00:03:23
لها سبب هذا السبب الاول ما يكون من الانسان نفسه بان يعصي الله عز وجل فيكون ذلك موجبا لمؤاخذته على المعصية وعدم تأهله للطاعة. قال الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم - 00:03:45
والامر الثاني ان ذلك يكون بسبب عدم اهلية الانسان لذلك العمل عدم اهليته لذلك العمل ولو لم يكن قد كسب ما يكون سببا زيغة كما قال الله تعالى ولو شاء الله لاسمعهم - 00:04:09
وسيأتي له بيان في كلام المؤلف رحمه الله كما يجري من قضاء الله وقدره في ما يتعلق بالمعاصي افترق الناس فيه على ثلاث طوائف الطائفة الاولى القدرية وهم الذين قالوا ان افعال العباد ليست - 00:04:34
من خلق الله ولا مما قدره فاخرجوا افعال العباد عن قدرته وتقديره الثاني الطائفة الثانية الجبرية الذين قالوا انما يجري من العبد من الطاعة والمعصية لا اثرة لارادة الانسان فيه - 00:04:56
فهو مجبور على ما يكون من ذلك مجبور على ما يكون من ذلك ليس له اثر فهو كالريش في كك الريشة في مهب الريح ولذلك لا يحمد على طاعته ولا يذم على معصيته - 00:05:29
لانه لا ليس منه شيء انما الجميع هو مجبور عليه ولهذا يقولون لو عذب الله اهل الطاعة ونعم اهل المعصية لما كان في ذلك غضاضة لانه جرى ذلك وذاك بقدر الله عز وجل وهؤلاء هم الجبرية - 00:05:47
الطائفة الثالثة هم اهل السنة والجماعة وهم الذين جمعوا بين النصوص وفتح الله قلوبهم للجمع بين القضاء والقدر والامر والشرع فلم يجعلوا لم يجعلوا الامر والشرع معارضا للقضاء والقدر بل - 00:06:07
جمعوا بينهما على نحو تستقيم الادلة وينقطع بذلك ما يقذفه الشيطان من الوساوس في شأن القدر. بيان هذا قال فيه المؤلف واما قال واما اهل السنة فهم مثبتون للامرين. والظلم عندهم هو وضع يعني مثبتون للامرين ما هما؟ يعني انه - 00:06:33
ما من شيء الا بقضاء وقدر وان العبد يخلق فعل نفسه وهو ممدوح على طاعته مذموم على معصيته. هذا المقصود مثبتون للامرين. نعم قد يفعل ايه لا يصلح اطلاقا. على كل حال ان ان افعال العباد هي خلق لله عز وجل. وهي تنسب اليهم - 00:06:59
قال واما اهل السنة فهم مثبتون للامرين والظلم عندهم هو وضع الشيء في غير موضعه. كتعذيب المطيع ومن لا ذنب له. وهذا قد نزل الله نفسه عنه في غير موضع في كتابه - 00:07:28
وهو سبحانه وان اضل من شاء وقضى بالمعصية والغي على من شاء فذلك محض العدل فيه. لانه وضع الاضلال والخذلان كان في موضعه اللائق به كيف ومن اسمائه الحسنى العدل الذي كل افعاله واحكامه سداد وصواب وحق - 00:07:42
وهو سبحانه قد اوضح السبل وارسل الرسل وانزل الكتب وازاح العلل ومكن من اسباب الهداية والطاعة بالاسماع والابصار والعقول وهذا عدله ووفق من شاء بمزيد عناية واراد من نفسه ان يعينه ويوفقه فهذا فضله - 00:08:02
وخذل من ليس باهل لتوفيقه وفضله. وخلى بينه وبين نفسه ولم يرد سبحانه من نفسه ان يوفقه فقطع عنه له فضله ولم يحرمه عدله نعم ولم يحرمه عدله وهذا نوعان احدهما ما يكون جزاء منه للعبد على اعراضه عنه - 00:08:22
وقوع الضلال من الانسان الانحراف له سببان موجبان الاول الاول ما يكون وهذان نوعان احدهما ما يكون جزاء منه للعبد على اعراضه عنه. وايثار عدوه في الطاعة والموافقة عليه اناسي ذكره وشكره فهو اهل ان يخذله ويتخلى عنه - 00:08:51
وهذا معنى قوله فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فكان سبب الظلال من قبل الانسان نعم والثاني والثاني الا يشاء له ذلك ابتداء لما يعلم منه انه لا يعرف قدر نعمة الهداية ولا يشكره عليه - 00:09:20
ولا يثني عليه بها ولا يحبه فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله قال تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ اليس الله باعلم شاكرين وقال ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم - 00:09:39
فاذا في هذا ايتين الاية الاولى وكذلك فتنا بعضهم ببعض اي بعض الناس ببعض ليقولوا اهؤلاء المهتدون اهؤلاء من الله عليه من بيننا يعني فما بالهم وليس لهم ميزة حتى يفوزوا بالهداية دوننا قال الله تعالى في جواب ذلك - 00:10:02
اليس الله باعلم بالشاكرين فهو جل وعلا اعلم بالمهتدين وهو اعلم حيث يجعل رسالته فانما يظعها حيث يكون اصحى حيث يكون الموضع متأهلا لذلك وقابلا له و آآ وهو جدير بذلك والله جل في علاه له الحكمة في عطائه ومنعه - 00:10:27
آآ قال وقال ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعه ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم سمع قبول هم سمعوا الدعوة وسمعوا الرسالة لكنهم لم يقبلوا ولو سمعوا نعم ولو علم الله فيهم ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم اي لجعلهم يقبلون الحق وينقادون له - 00:10:55
ولكنهم ولكنه علم انه ليس فيهم خير ولذلك لم يوفقهم للقبول نعم وهذا هو السبب الثاني عدم التأهل هذا هو السبب الثاني خلاصته ان حرمان الهداية والتورط في المعصية بسبب عدم تأهل الانسان - 00:11:22
لهذه المنزلة اسأل الله ان يجعلنا واياكم من المهتدين فاذا قظى قال فاذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان ذلك محض العد. كما اذا قضى على الحية بان تقتل - 00:11:47
وعلى العقرب وعلى الكلب العقور. كان ذلك عدلا فيه. وان كان مخلوقا على هذه الصفة. وقد استوفينا الكلام في هذا في الكبير في القضاء والقدر والمقصود ان قوله صلى الله عليه وسلم ماض في حكمك عدل في قضاؤك رد على الطائفتين - 00:12:03
القدرية الذين ينكرون عموم اقضية الله في عبده. ويخرجون افعال العباد عن كونها بقضائه وقدره. ويردون الى الامر والنهي وعلى الجبرية الذين يقولون كل مقدور عدل فلا يبقى لقوله عدل في قضاؤك فاذا فان العدل عندهم - 00:12:25
كل ما يمكن فعله والظلم هو المحال لذاته فكأنه قال ماض ونافذ في قضاؤك. وهذا هو الاول بعيني. هذا هو الاول اذا كان معنى قوله آآ عدل في قضاؤك اي ماظ في قظاؤك لم يكن بين الجملتين - 00:12:47
فرق لم يكن بين الجملتين فرق وقد فرق بينهما النبي صلى الله عليه وسلم فاخبر بمظاء الحكم اي بنفاذه واخبر ان ما ينفذه الله تعالى في عبده من القضاء هو عدل - 00:13:07
وما لا ينفذه مما يمكن ان يقضى هو الظلم الذي تنزه عنه سبحانه وبحمده نعم وقوله بعد هذه المقدمة جاء السؤال والطلب كل ما تقدم هو توسل اللهم اني عبدك - 00:13:25
ابن عبدك ابن امتك هذا توسل بالحال توسل الى الله عز وجل بحال الداعي وهو معلن بذلك افتقاره افتقارا تاما لا ينفك منه فهو عبد ابن عبد من جميع الجهات - 00:13:44
ماض في حكمك عدل في قضاؤك هذا توسل افعاله وصفاته جل في علاه فحكمه ماض لا راد له ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكل ما يقضيه للعبد فهو فيه عدل - 00:14:06
سبحانه وبحمده هذا توسل ب صفاته وافعاله جل في علاه ثم جاء السؤال اسألك وهو الطلب والسؤال ايضا جعل فيه توسلا باسمائه جل في علاه قال اسألك بكل اسم هو لك - 00:14:29
نعم قال رحمه الله وقوله اسألك بكل اسم الى اخره توسل اليه باسمائه كلها. ما علم العبد منها وما لم يعلم وهذه احب الوسائل اليه فانها وسيلة بصفاته وافعاله التي هي مدلول اسمائه - 00:14:50
وقوله ان تجعل القرآن ربيع قلبي. بدليل ان احب ما يتوسل به اليه. امره في كتابه في قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فدعاؤه جل وعلا باسمائه الحسنى من - 00:15:12
ارجى ما تحصل به الاجابة والاثابة الاجابة في تحقيق المطلوب والاثابة في الاجر على ما آآ يدعو به الانسان ويتوسل الى الله عز وجل به نعم قال وقوله ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري. الربيع المطر الذي يحيي الارض. شبه القرآن به لحياة القلوب به - 00:15:29
وكذلك شبهه الله بالمطر وجمع بين الماء الذي تحصل به الحياة والنور الذي تحصل به الاضاءة والاشراق كما اجمع بينهما سبحانه في قوله انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا - 00:15:56
مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية. وفي قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا. فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ثم قال او كصيب من السماء وفي قوله الله نور السماوات والارض. مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كانها - 00:16:16
مركب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة زيتونة لا شرقية ولا غربية. يكاد زيتها يضيء ولو لم ساسونار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. ويضرب الله الامثال للناس. والله بكل شيء عليم - 00:16:42
ثم قال الم ترى ان الله يسجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما. فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار - 00:17:02
فتضمن الدعاء ان يحيي قلبه بربيع القرآن. وان ينور به صدره. فتجتمع له الحياة والنور. قال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها - 00:17:24
ولما كان الصدر اوسع من القلب. كان النور الحاصل له يسري منه الى القلب لانه قد حصل لما هو اوسع منه ولما كان ولما كانت حياة هذا الجواب عن قوله لماذا لم يقل - 00:17:44
ونور قلبي قال اجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري والصدر اوسع من القلب لان القلب جزء. قال في تعليل ذلك قال انه اذا انار الصدر سرى ذلك النور الى القلب - 00:18:00
نعم قال ولما كانت حياة البدن لماذا ما قال ربيع صدري لانه اذا كان القلب حيا حي به بقية البدن. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله - 00:18:21
نعم قال ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسرى الحياة منه تسري الحياة منه الى الصدر ثم الى الجوارح. هذا الجواب عن لماذا لم يقل ربيعة صدري نعم - 00:18:41
تسري الحياة منه الى الصدر ثم الى الجوارح. سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها ولما كان الحزن والهم والغم يضاد يضاد حياة القلب واستنارته. سأل ان يكون ذهابها بالقرآن. فانها - 00:19:00
الا تعود. واما اذا ذهبت بغير القرآن من صحة او دنيا او جاه او زوجة او ولد فانها تعود بذهاب ذلك والمكروه ولذلك من اذهب ما في قلبه من وحشة بالملهيات - 00:19:17
والملذات الدنيوية سرعان ما تنتكس حاله بل لا تزيده تلك الملهيات الا شقاء وتعاسة لا سيما اذا كان يستعملها على وجه محرم كالذي يذهب ما في صدره من ضيق المحرمات سواء كانت محرمات مرئية - 00:19:34
او مسموعة او مطعومة فانه لا يزيد بذلك الا لا يزداد بذلك الا شقاء وتعاسة ولهذا ليس ثمة انفع لمن اصابه هم او حزن او ظيق من ان يقبل على القرآن العظيم - 00:19:55
تلاوة وتدبرا وبقدر ما يكون هذا الاقبال حضور قلب ووعي للمعاني يدرك من انشراح الصدر وطمأنينة الفؤاد ونور آآ الصدر ما يكون سببا لانقشاع تلك الاحزان والهموم بل انقلاب الامر على خلاف ذلك - 00:20:15
اي يبدل الله حزنه فرح اه سرورا ويبدل همه فرجا والله على كل شيء قدير نعم قال والمكروه الوارد على القلب. ان كان من امر ماض احدث الحزن. وان كان احدث الحزن. وان كان من مستقبل - 00:20:45
ان احدث الهم وان كان من امر حاضر احدث الغم والله اعلم. هذه الفرق بين الهم والحزن والغم الحزن الم لم لمكروه في الماضي والهم الم في القلب لامر مستقبل - 00:21:07
لمكروه المستقبل متوقع اما الغم فهو الم في القلب لامر حاظر نعم قال رحم الله فائدة انزه الموجودات واظهرها وانورها طيب اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك - 00:21:28
او استأثرت به في علم الغيب عندك ذكر تفصيل اجمال ثم تفصيل اسألك بكل اسم هو لك يشمل كل المذكورات بعد ذلك وانما جاء التفصيل لعظيم السؤال بالاسماء ولهذا يأتي التفصيل في الدعاء في موضعين - 00:21:54
في الثناء على الله عز وجل وتمجيده وفي سؤال المغفرة والتوبة اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله صغيره وكبيره علانيته وسره اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اعلنت وما اسررت - 00:22:15
وما اسرفت وما ان تعلم به مني كل هذا يكفي عنها اللهم اغفر لي ذنبي كله لكن هذا التفصيل تحقيق المطلوب على وجه لا يلتبس والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:22:32
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن قيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد في - 00:00:00
كلامه على قوله صلى الله عليه وسلم عدل في قضاؤك قال فان قيل فالمعصية عندكم بقضائه وقدره. فما وجه العدل في قضائها؟ فان العدل في العقوبة عليها غير ظاهر قيل هذا سؤال له شأن ومن اجله زعمت طائفة ان العدل هو المقدور والظلم ممتنع لذاته - 00:00:15
قالوا لان الظلم هو التصرف في ملك الغير. والله له كل شيء فلا يكون تصرفه في خلقه الا عدلا وقالت طائفة بل العدل انه لا يعاقب على ما قضاه وقدره - 00:00:39
فلما حسن منه العقوبة على الذنب علم انه ليس بقضائه وقدره فيكون العدل هو جزاءه على الذنب بالعقوبة والذنب اما في الدنيا واما في الاخرة وصعب على هؤلاء الجمع بين العدل وبين القدر. فزعموا ان من اثبت القدر لم يمكنه ان يقول بالعدل. ومن قال بالعدل لم يمكنه ان - 00:00:53
بالقدر كما صعب عليهم الجمع بين التوحيد واثبات الصفات. فزعموا انهم لا يمكنهم اثبات التوحيد الا بانكار الصفات فصار توحيدهم تعطيلا وعدلهم تكذيبا بالقدر واما اهل السنة فهم مثبتون للامرين. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فقد تقدم الكلام على - 00:01:16
قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الهم والحزن اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اه ما اورده المصنف رحمه الله هنا - 00:01:40
فيما يتعلق قضاء الله بالمعصية فما من شيء الا بقضاء وقدر كما قال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر الا ان القضاء الكوني لا يلزم منه ان يكون محبوبا لله عز وجل - 00:01:59
فالله تعالى يقضي ما يحب وما لا يحب وله في ذلك الحكمة البالغة سبحانه وبحمده ولهذا آآ ما يجري في الكون من كفر وفسوق وعصيان هو بقدر الله عز وجل - 00:02:16
فما من شيء الا بتقديره جل في علاه. لكن ذلك لا يستلزم انه محبوب له سبحانه وبحمده قال الله تعالى تي كتابه الحكيم ان كل شيء خلقناه بقدر وقال تعالى في المنافقين - 00:02:34
ولكن كره الله انبعاثهم ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وعدم خروجهم معصية وقد ذكر الله تعالى انه ثبتهم اي جعل لهم ما يقعدهم يجعلهم يتخلفون عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:02:56
وهذا بقضائه وقدره سبحانه وبحمده لكن ذلك لا يستلزم ان يكون محبوبا له او انه ظلم العبد بما بما قضاه وقدره لان ذلك المقظي من المعصية التي لا يحبها الله عز وجل - 00:03:23
لها سبب هذا السبب الاول ما يكون من الانسان نفسه بان يعصي الله عز وجل فيكون ذلك موجبا لمؤاخذته على المعصية وعدم تأهله للطاعة. قال الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم - 00:03:45
والامر الثاني ان ذلك يكون بسبب عدم اهلية الانسان لذلك العمل عدم اهليته لذلك العمل ولو لم يكن قد كسب ما يكون سببا زيغة كما قال الله تعالى ولو شاء الله لاسمعهم - 00:04:09
وسيأتي له بيان في كلام المؤلف رحمه الله كما يجري من قضاء الله وقدره في ما يتعلق بالمعاصي افترق الناس فيه على ثلاث طوائف الطائفة الاولى القدرية وهم الذين قالوا ان افعال العباد ليست - 00:04:34
من خلق الله ولا مما قدره فاخرجوا افعال العباد عن قدرته وتقديره الثاني الطائفة الثانية الجبرية الذين قالوا انما يجري من العبد من الطاعة والمعصية لا اثرة لارادة الانسان فيه - 00:04:56
فهو مجبور على ما يكون من ذلك مجبور على ما يكون من ذلك ليس له اثر فهو كالريش في كك الريشة في مهب الريح ولذلك لا يحمد على طاعته ولا يذم على معصيته - 00:05:29
لانه لا ليس منه شيء انما الجميع هو مجبور عليه ولهذا يقولون لو عذب الله اهل الطاعة ونعم اهل المعصية لما كان في ذلك غضاضة لانه جرى ذلك وذاك بقدر الله عز وجل وهؤلاء هم الجبرية - 00:05:47
الطائفة الثالثة هم اهل السنة والجماعة وهم الذين جمعوا بين النصوص وفتح الله قلوبهم للجمع بين القضاء والقدر والامر والشرع فلم يجعلوا لم يجعلوا الامر والشرع معارضا للقضاء والقدر بل - 00:06:07
جمعوا بينهما على نحو تستقيم الادلة وينقطع بذلك ما يقذفه الشيطان من الوساوس في شأن القدر. بيان هذا قال فيه المؤلف واما قال واما اهل السنة فهم مثبتون للامرين. والظلم عندهم هو وضع يعني مثبتون للامرين ما هما؟ يعني انه - 00:06:33
ما من شيء الا بقضاء وقدر وان العبد يخلق فعل نفسه وهو ممدوح على طاعته مذموم على معصيته. هذا المقصود مثبتون للامرين. نعم قد يفعل ايه لا يصلح اطلاقا. على كل حال ان ان افعال العباد هي خلق لله عز وجل. وهي تنسب اليهم - 00:06:59
قال واما اهل السنة فهم مثبتون للامرين والظلم عندهم هو وضع الشيء في غير موضعه. كتعذيب المطيع ومن لا ذنب له. وهذا قد نزل الله نفسه عنه في غير موضع في كتابه - 00:07:28
وهو سبحانه وان اضل من شاء وقضى بالمعصية والغي على من شاء فذلك محض العدل فيه. لانه وضع الاضلال والخذلان كان في موضعه اللائق به كيف ومن اسمائه الحسنى العدل الذي كل افعاله واحكامه سداد وصواب وحق - 00:07:42
وهو سبحانه قد اوضح السبل وارسل الرسل وانزل الكتب وازاح العلل ومكن من اسباب الهداية والطاعة بالاسماع والابصار والعقول وهذا عدله ووفق من شاء بمزيد عناية واراد من نفسه ان يعينه ويوفقه فهذا فضله - 00:08:02
وخذل من ليس باهل لتوفيقه وفضله. وخلى بينه وبين نفسه ولم يرد سبحانه من نفسه ان يوفقه فقطع عنه له فضله ولم يحرمه عدله نعم ولم يحرمه عدله وهذا نوعان احدهما ما يكون جزاء منه للعبد على اعراضه عنه - 00:08:22
وقوع الضلال من الانسان الانحراف له سببان موجبان الاول الاول ما يكون وهذان نوعان احدهما ما يكون جزاء منه للعبد على اعراضه عنه. وايثار عدوه في الطاعة والموافقة عليه اناسي ذكره وشكره فهو اهل ان يخذله ويتخلى عنه - 00:08:51
وهذا معنى قوله فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فكان سبب الظلال من قبل الانسان نعم والثاني والثاني الا يشاء له ذلك ابتداء لما يعلم منه انه لا يعرف قدر نعمة الهداية ولا يشكره عليه - 00:09:20
ولا يثني عليه بها ولا يحبه فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله قال تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ اليس الله باعلم شاكرين وقال ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم - 00:09:39
فاذا في هذا ايتين الاية الاولى وكذلك فتنا بعضهم ببعض اي بعض الناس ببعض ليقولوا اهؤلاء المهتدون اهؤلاء من الله عليه من بيننا يعني فما بالهم وليس لهم ميزة حتى يفوزوا بالهداية دوننا قال الله تعالى في جواب ذلك - 00:10:02
اليس الله باعلم بالشاكرين فهو جل وعلا اعلم بالمهتدين وهو اعلم حيث يجعل رسالته فانما يظعها حيث يكون اصحى حيث يكون الموضع متأهلا لذلك وقابلا له و آآ وهو جدير بذلك والله جل في علاه له الحكمة في عطائه ومنعه - 00:10:27
آآ قال وقال ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعه ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم سمع قبول هم سمعوا الدعوة وسمعوا الرسالة لكنهم لم يقبلوا ولو سمعوا نعم ولو علم الله فيهم ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم اي لجعلهم يقبلون الحق وينقادون له - 00:10:55
ولكنهم ولكنه علم انه ليس فيهم خير ولذلك لم يوفقهم للقبول نعم وهذا هو السبب الثاني عدم التأهل هذا هو السبب الثاني خلاصته ان حرمان الهداية والتورط في المعصية بسبب عدم تأهل الانسان - 00:11:22
لهذه المنزلة اسأل الله ان يجعلنا واياكم من المهتدين فاذا قظى قال فاذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان ذلك محض العد. كما اذا قضى على الحية بان تقتل - 00:11:47
وعلى العقرب وعلى الكلب العقور. كان ذلك عدلا فيه. وان كان مخلوقا على هذه الصفة. وقد استوفينا الكلام في هذا في الكبير في القضاء والقدر والمقصود ان قوله صلى الله عليه وسلم ماض في حكمك عدل في قضاؤك رد على الطائفتين - 00:12:03
القدرية الذين ينكرون عموم اقضية الله في عبده. ويخرجون افعال العباد عن كونها بقضائه وقدره. ويردون الى الامر والنهي وعلى الجبرية الذين يقولون كل مقدور عدل فلا يبقى لقوله عدل في قضاؤك فاذا فان العدل عندهم - 00:12:25
كل ما يمكن فعله والظلم هو المحال لذاته فكأنه قال ماض ونافذ في قضاؤك. وهذا هو الاول بعيني. هذا هو الاول اذا كان معنى قوله آآ عدل في قضاؤك اي ماظ في قظاؤك لم يكن بين الجملتين - 00:12:47
فرق لم يكن بين الجملتين فرق وقد فرق بينهما النبي صلى الله عليه وسلم فاخبر بمظاء الحكم اي بنفاذه واخبر ان ما ينفذه الله تعالى في عبده من القضاء هو عدل - 00:13:07
وما لا ينفذه مما يمكن ان يقضى هو الظلم الذي تنزه عنه سبحانه وبحمده نعم وقوله بعد هذه المقدمة جاء السؤال والطلب كل ما تقدم هو توسل اللهم اني عبدك - 00:13:25
ابن عبدك ابن امتك هذا توسل بالحال توسل الى الله عز وجل بحال الداعي وهو معلن بذلك افتقاره افتقارا تاما لا ينفك منه فهو عبد ابن عبد من جميع الجهات - 00:13:44
ماض في حكمك عدل في قضاؤك هذا توسل افعاله وصفاته جل في علاه فحكمه ماض لا راد له ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكل ما يقضيه للعبد فهو فيه عدل - 00:14:06
سبحانه وبحمده هذا توسل ب صفاته وافعاله جل في علاه ثم جاء السؤال اسألك وهو الطلب والسؤال ايضا جعل فيه توسلا باسمائه جل في علاه قال اسألك بكل اسم هو لك - 00:14:29
نعم قال رحمه الله وقوله اسألك بكل اسم الى اخره توسل اليه باسمائه كلها. ما علم العبد منها وما لم يعلم وهذه احب الوسائل اليه فانها وسيلة بصفاته وافعاله التي هي مدلول اسمائه - 00:14:50
وقوله ان تجعل القرآن ربيع قلبي. بدليل ان احب ما يتوسل به اليه. امره في كتابه في قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فدعاؤه جل وعلا باسمائه الحسنى من - 00:15:12
ارجى ما تحصل به الاجابة والاثابة الاجابة في تحقيق المطلوب والاثابة في الاجر على ما آآ يدعو به الانسان ويتوسل الى الله عز وجل به نعم قال وقوله ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري. الربيع المطر الذي يحيي الارض. شبه القرآن به لحياة القلوب به - 00:15:29
وكذلك شبهه الله بالمطر وجمع بين الماء الذي تحصل به الحياة والنور الذي تحصل به الاضاءة والاشراق كما اجمع بينهما سبحانه في قوله انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا - 00:15:56
مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية. وفي قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا. فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ثم قال او كصيب من السماء وفي قوله الله نور السماوات والارض. مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كانها - 00:16:16
مركب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة زيتونة لا شرقية ولا غربية. يكاد زيتها يضيء ولو لم ساسونار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. ويضرب الله الامثال للناس. والله بكل شيء عليم - 00:16:42
ثم قال الم ترى ان الله يسجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما. فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار - 00:17:02
فتضمن الدعاء ان يحيي قلبه بربيع القرآن. وان ينور به صدره. فتجتمع له الحياة والنور. قال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها - 00:17:24
ولما كان الصدر اوسع من القلب. كان النور الحاصل له يسري منه الى القلب لانه قد حصل لما هو اوسع منه ولما كان ولما كانت حياة هذا الجواب عن قوله لماذا لم يقل - 00:17:44
ونور قلبي قال اجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري والصدر اوسع من القلب لان القلب جزء. قال في تعليل ذلك قال انه اذا انار الصدر سرى ذلك النور الى القلب - 00:18:00
نعم قال ولما كانت حياة البدن لماذا ما قال ربيع صدري لانه اذا كان القلب حيا حي به بقية البدن. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله - 00:18:21
نعم قال ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسرى الحياة منه تسري الحياة منه الى الصدر ثم الى الجوارح. هذا الجواب عن لماذا لم يقل ربيعة صدري نعم - 00:18:41
تسري الحياة منه الى الصدر ثم الى الجوارح. سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها ولما كان الحزن والهم والغم يضاد يضاد حياة القلب واستنارته. سأل ان يكون ذهابها بالقرآن. فانها - 00:19:00
الا تعود. واما اذا ذهبت بغير القرآن من صحة او دنيا او جاه او زوجة او ولد فانها تعود بذهاب ذلك والمكروه ولذلك من اذهب ما في قلبه من وحشة بالملهيات - 00:19:17
والملذات الدنيوية سرعان ما تنتكس حاله بل لا تزيده تلك الملهيات الا شقاء وتعاسة لا سيما اذا كان يستعملها على وجه محرم كالذي يذهب ما في صدره من ضيق المحرمات سواء كانت محرمات مرئية - 00:19:34
او مسموعة او مطعومة فانه لا يزيد بذلك الا لا يزداد بذلك الا شقاء وتعاسة ولهذا ليس ثمة انفع لمن اصابه هم او حزن او ظيق من ان يقبل على القرآن العظيم - 00:19:55
تلاوة وتدبرا وبقدر ما يكون هذا الاقبال حضور قلب ووعي للمعاني يدرك من انشراح الصدر وطمأنينة الفؤاد ونور آآ الصدر ما يكون سببا لانقشاع تلك الاحزان والهموم بل انقلاب الامر على خلاف ذلك - 00:20:15
اي يبدل الله حزنه فرح اه سرورا ويبدل همه فرجا والله على كل شيء قدير نعم قال والمكروه الوارد على القلب. ان كان من امر ماض احدث الحزن. وان كان احدث الحزن. وان كان من مستقبل - 00:20:45
ان احدث الهم وان كان من امر حاضر احدث الغم والله اعلم. هذه الفرق بين الهم والحزن والغم الحزن الم لم لمكروه في الماضي والهم الم في القلب لامر مستقبل - 00:21:07
لمكروه المستقبل متوقع اما الغم فهو الم في القلب لامر حاظر نعم قال رحم الله فائدة انزه الموجودات واظهرها وانورها طيب اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك - 00:21:28
او استأثرت به في علم الغيب عندك ذكر تفصيل اجمال ثم تفصيل اسألك بكل اسم هو لك يشمل كل المذكورات بعد ذلك وانما جاء التفصيل لعظيم السؤال بالاسماء ولهذا يأتي التفصيل في الدعاء في موضعين - 00:21:54
في الثناء على الله عز وجل وتمجيده وفي سؤال المغفرة والتوبة اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله صغيره وكبيره علانيته وسره اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اعلنت وما اسررت - 00:22:15
وما اسرفت وما ان تعلم به مني كل هذا يكفي عنها اللهم اغفر لي ذنبي كله لكن هذا التفصيل تحقيق المطلوب على وجه لا يلتبس والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:22:32