التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين. وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الموسوم بالاربعين النووية - 00:00:00ضَ
الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس - 00:00:17ضَ
فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارمه - 00:00:36ضَ
الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب. رواه بخاري ومسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد - 00:00:52ضَ
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الحديث السادس الاحاديث الاربعين النووية نقل النووي رحمه الله عن ابي عبد الله النعماني بن بشير وهو من صغار الصحابة رضي الله عنهم - 00:01:10ضَ
حيث ولد في السنة اولى او الثانية للهجرة عاش رضي الله عنه اربعة وستين توفي سنة خمس وستين للهجرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين والحرام - 00:01:30ضَ
بين وبينهما امور مشتبهات الحديث هذا الحديث اتفق اهل العلم على عظيم مكانته ورفيع منزلته فوائده عده بعضهم وربع الدين وبعضهم ثلث الدين كما تقدم في الاحاديث السابقة وهو حديث ينتظم - 00:02:09ضَ
ما يكون من المعاملات بين الناس ينتظم ما يكون من الحلال والحرام والمشتبه وعلى هذا تدور اكثر الاحكام اما حلال واما حرام يقول صلى الله عليه وسلم ان الحلمين هذا الحديث رواه الشيخان كما - 00:02:37ضَ
ذكر المصنف رحمه الله رواه البخاري ومسلم من حديث زكريا عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحلال بين - 00:03:03ضَ
وان الحرام بين. الحلال وما اباحه الله تعالى واذن فيه سواء كان ذلك الاعيان او في المكاسب او في الافعال والاقوال او غيرها والحرام ما منعه الله ورسوله وحضر سواء كان ذلك في الاعيان - 00:03:17ضَ
وفي المكاسب او الافعال او في الاقوال وقوله صلى الله عليه وسلم بين اي واضح ليس فيه لبس ولا خفاء وليس مشتبها ولا مختلطا هل هو في جلاء ووضوح قول ابين - 00:03:47ضَ
يبين لعموم الامة باستفاضته شهرة حكمه حيث لا يكاد يخفى على احد من اهل الاسلام وهذا كتحريم الخمر تحريم الخنزير وجوب الصلاة وجوب الزكاة هذا من الحلال البين المطاعم اكل والمشارب اباحة الماء - 00:04:22ضَ
وما الى ذلك من الامور البينة الظاهرة التي لا يلتمس فيها على احد حكم لذلك المحرمات الخبر والخنزير وما اشبه ذلك والربا وقيل بين ظاهر بمعنى انه لا خفاء فيه بالنظر الى - 00:04:57ضَ
ما دل على الحلم بلا شبهة الحلال اي انه لا شبهة في حله النظر الى دليله ولا بالنظر الى مدلوله ولا بالنظر الى تهزيله وكذلك في قوله والحرام بين اي ظاهر بالنظر الى - 00:05:23ضَ
ما دل على تحريمه بلا شبهة وليس في تحريمه او في باحته اشتباه بل هو ظاهر نص جيلي لا خفاء فيه في حكمه بالتحريم وقوله صلى الله عليه وسلم وبينهما - 00:05:51ضَ
بين الحلال والحرام لان هما ضمير يعود الى ما تقدم من حلال وحرام امور مشتبهات امور جمع امر والامر يطلق ويراد به الشيء والشأن القول بينهما امور مشتبهات اي اشياء - 00:06:13ضَ
وشؤون مشتبهة مشتبهات جمع مشتبه والمشتبه هو المختلط الخفي غير المتبين اذا قولوا بينهما امور مشتبهات اي مختلطات ملتبسات خفيات سواء كان ذلك في في الاعيان او في المكاسب او في الاقوال - 00:06:43ضَ
او في الاعمال وفي غير ذلك المهم انها ملتبسة لم تتبين ولم تتضح وقوله صلى الله عليه وسلم مشتبهات هي بين الحلال والحرام ليست حلالا بينا ولا حراما بينا ولذلك قال الامام احمد رحمه الله - 00:07:14ضَ
في تعريف المشتبه قال منزلة بين الحلال والحرام قال في موضع اخر المختلط المشتبه والمختلط ولا تنافي بين هذين التعريفين. لان ما كان بين الحلال والحرام مختلط ومشتبه لا يعلم - 00:07:41ضَ
الى ايهما يصير؟ قوله صلى الله عليه وسلم مشتبهات هذا وصف لكنه لم يذكر اسباب الاشتباه وللاشتباه في الاحكام اسباب عديدة منها ما يرجع الى الدليل من حيث الثبوت وعدمه - 00:07:59ضَ
يثبت عند احد ويثبت عند غيره منها ما يرجع الى الاشتباه منه ما يرجع الى المفهوم المدلول اختلافهم في دلالة الحديث على الحكم تجد من يقول انه يدل على كذا وتجد اخرون يقولون انه لا يدل على كذا فهذا اشتباه ناتج عن - 00:08:34ضَ
اختلاف الدليل واما ان يرجع الاشتباه الى وجود اسباب الحل ووجود اسباب الحرمة في الواقعة او في المسألة وبهذا يتبين لنا ان الاشتباه اما ان يكون راجعا الى الدليل اما ان يكون راجعا الى المدلول - 00:09:06ضَ
اما ان يكون راجعا الى تحقيق المناط واما ان يكون راجعا الى قيام اسباب الحل واسباب الحرمة مما يجعله حائرا والاشتباه امر نسبي متفاوت بين الناس ليس على درجة واحدة - 00:09:36ضَ
وقد يشتبه على احد ما لا يشتبه على غيره يتبين للعلماء ما لا يكون مشتبها على العامة والعلماء ايضا على درجات ومنازل في الاشتباه والاختلاف والماء استعمل كلمة المشتبه ما في خلاف بين اهل العلم - 00:10:01ضَ
وصف جماعة من اهل العلم المسائل الخلافية لانها من المشتبهات لكن هذا ليس باطلاق لانه مشتبه عند من لم يترجح له اما من ترجح له احد القولين فانه لا اشتباه عليه - 00:10:28ضَ
لكن من كان متوقفا او لم يتبين له الدليل او التبس عليه الامر فهذا يكون عنده اشتباه وقوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس يعلمهن اي لا يعلم هذه المشتبهات - 00:10:48ضَ
والملتبسات والمختلطات كثير من الناس فهي خفية على كثيرين وهذا الخفاء اما لكونها لم تتضح لهم او لكوني لكونهم لم يبذلوا الوقت الكافي التبين او لغير ذلك من الاسباب المقصود ان كثيرا من الناس - 00:11:09ضَ
تشتبه عليهم هذه الاحكام طيب ومن تبينت لهم الاحكام؟ هم هل هم كثير ام قليل من ذكر الحديث قال لا يعلمهن كثير من الناس. فالذين يعلمونها كثير او قليل كثير - 00:11:37ضَ
لان قوله لا يعلمن كثير من الناس لا يلزم منه ان الذي لا يعلمها الذين يعلمونها قليل لان كثير يصدق على العدد غفير لكنه لا يلزم ان يكون الاكثر ولا ينفي الكثرة في غيره - 00:11:54ضَ
ولذلك الله قال الله تعالى في سورة الحج في السجود قال الم ترى ان الله يسجد له من في السماوات وهو فاض الشمس والقمر والنجوم والجبال الشجر والدواب كثير من الناس - 00:12:15ضَ
يسجدون وكثير حق عليه العذاب الكثير يسجد وكثير لا يسجد وكذلك قوله لا يعلمهن كثير من الناس لا ينفي ان الذي يعلمها كثير يعني ولم يقل لا يعلمهن الاكثر نقف على هذا ونكمل بقية الحديث ان شاء الله في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:12:27ضَ