نعم. قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. والمراد بهذا ان العلماء ورثوا الانبياء فيما خلفوه. وان هذا الذي - 00:00:00
خلف الانبياء هو العلم النافع. فمن اخذ العلم وحصل له فقد حصل له الحظ العظيم الوافر. الذي يغبط به صاحبه. يقول رحمه الله في هذا المقطع قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذ واخذ - 00:00:20
نوافر. يقول المراد بهذا ان العلماء ورثوا الانبياء فيما خلفوه. والذي خلفه الانبياء هو العلم النافع. والعلم النافع لا يوصف بانه علم الا ايش؟ اذا اثمر عملا صالحا كما تقدم. فليس المقصود بالوراث هنا كثرة المعلومات - 00:00:40
وكثرة المعارف فقط فان الوراثة التامة الحقيقية هي وراثة من جمع بين العلم والعمل والدعوة. هذه هي الوراثة الحقيقية للانبياء. ومن كان حافظا للاحاديث عالما بالمسائل لكنه لم يدعو اليها هذا له نصيب من الوراثة. لكنه دون ذاك الذي جمع - 00:00:58
بين العلم والعمل والدعوة فالوراثة ليست على نصيب واحد. الان ورث الميت الذين يرثونه يتفاوتون في نصيبهم من الوراثة او يستوون يتفاوتون فالام لها نصيب يختلف عن الولد عن الزوجة فهم يتفاوتون في نصيبهم من الميراث مع - 00:01:18
يشتركون في الارث كذلك العلماء يتفاوتون في نصيبهم من الميراث اعلاهم نصيبا من ميراث النبوة هم الذين كملوا العلم بالله تعالى والعمل بالعلم ودعوة الخلق الى هذين الى العلم والعمل. ثم قال رحمه الله نعم - 00:01:41
رأى ابن مسعود قوما في المسجد يتعلمون فقال رجل على ما اجتمع هؤلاء فقال ابن مسعود على ميراث محمد صلى الله عليه وسلم يقتسمونه وخرج ابو هريرة رضي الله عنه الى السوق فقال لاهله تركتم - 00:02:01
محمد صلى الله عليه وسلم يقتسم في المسجد وانتم ها هنا فتركة النبي صلى الله عليه وسلم هو هذا الكتاب الذي جاء به مع السنة المفسرة له. المبينة لمعانيه. وفي صحيح البخاري عن ابن - 00:02:21
باش انه سئل اترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال ما ترك الا ما بين الدفتين يعني دفتي المصحف وفي الصحيحين عن ابن ابي اوفى انه سئل هل وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء - 00:02:41
قال وصى بكتاب الله وخطب صلى الله عليه وسلم في مرجعه من حجة الوداع فقال انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فاجيبه. واني تارك فيكم الثقلين. اولهما كتاب الله - 00:03:01
فيه الهدى والنور. من استمسك به واخذ به كان على الهدى. ومن اخطأه ضل. اخرجه مسلم. وفي المسند عن عبدالله بن عمرو قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع فقال انا النبي - 00:03:21
الام قال ذلك ثلاث مرات ولا نبي بعدي اوتيت فواتح الكلم وجوامعه وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش وعوفيت امتي فاسمعوا واطيعوا ما دمت فيكم فاذا ذهب بي فعليكم بكتاب - 00:03:41
احلوا حلاله وحرموا حرامه. قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم يريد انهم لم يورث عنهم سوى العلم وهذا يبين المراد بقوله تعالى - 00:04:01
ورث سليمان داوود وقوله تعالى عن زكريا انه قال فهب لي من لدنك وليا. يرثني ويرث من يعقوب وانما اريد به ميراث العلم والنبوة لا المال فان الانبياء لا يجمعون مالا ويتركونه. قال - 00:04:21
عليه السلام ما تركت بعد مؤنة عامري ونفقة عيالي فهو صدقة وما ترك الا درعه وسلاحه البيضاء وايضا جعلها صدقة. فلم يخلف سوى الذي بعث به. والارض التي كان يقتات منها هو وعياله - 00:04:41
ردها صدقة على المسلمين. وكل هذا اشارة الى ان الرسل لم تبعث بجمع الدنيا وتوريثها لاهليهم. وانما بعثوا بالدعوة الى الله والجهاد في سبيله والعلم النافع وتوريثه لاممهم. وفي مراسل ابي مسلم الخولاني عن النبي - 00:05:01
صلى الله عليه وسلم قال ما اوحى الله الي ان اجمع المال وكن من التاجرين. ولكن اوحى الي ان سبح حمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. خرجه ابو نعيم. وفي الترمذي وغيره عن ابن - 00:05:21
ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما لي وللدنيا انما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل في ظل شجرة ثم راح وتركها فقوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء وان - 00:05:41
الم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فيه اشارة الى امرين احدهما ان العالم ما الذي هو وارث للرسول حقيقة؟ كما انه ورث علمه فينبغي ان يورثه كما ورث الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:06:01
علم وتوريث العالم العلم هو ان يخلفه بعده بتعليم او تصنيف ونحو ذلك مما ينتفع به بعده وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث علم نافع او صدقة - 00:06:21
جارية او ولد صالح يدعو له. لان تعليم العلم صدقة كما سبق عن معاذ وغيره. والذين علمهم بمنزل اولادي الصالحين يدعون له فيجتمع له بتخليف علمه هذه الخصال الثلاثة والامر الثاني ان من كمال - 00:06:41
العالم للرسول عليه الصلاة والسلام الا يخلف الدنيا كما لم يخلفها الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا من جملة للاقتداء بالرسول وبسنته في زهده في الدنيا وتقلله منها واجتزائه منها باليسير. كما كان سهل - 00:07:01
يقول من علامة حب السنة حب الاخرة وبغض الدنيا والا يأخذ منها الا زادا بلغة الى الاخرة وقال ما لك بن دينار انما العالم الذي اذا اتيته في بيته فلم تجده قص عليك بيته؟ رأيت حصيرا - 00:07:21
الصلاة ومصحفه ومطهرته اي في جانب البيت. ترى اثر الاخرة وكان الفضيل يقول احذروا عالم الدنيا لا يصدكم بسكره ثم قال ان كثيرا من علمائكم زيه واشبه بزي كسرى وقيصر اشبه منه بزي محمد صلى الله عليه وسلم ان محمدا لم يضع لبنة على لبنة - 00:07:41
ولا قصبة على قصبة ولكن رفع له علم فشمر اليه وكان يقول العلماء كثير والحكماء قليل وانما يراد من العلم الحكمة. فمن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. وهكذا كان - 00:08:08
اهل العلماء الربانيين كالحسن وسفيان واحمد اجترؤوا من الدنيا باليسير الى ان خرجوا منها ولم يخلفوا والعلم مع ان بعضهم كان يلبس لباسا حسنا ويأكل اكلا متوسطا بعيدا من التقشف كالحسن البصري - 00:08:28
فانه كان يأكل اللحم كل يوم كان يشتري بنصف درهم لحما فيطبخه مرقة طيبة فيأكل منه هو عياله ويطعم كل من دخل عليه وكان يلبس الثياب الحسنة وهو مع هذا ازهد الناس في الدنيا وما زاحم على - 00:08:48
شيء منها قط وكان الناس اذا دخلوا عليه خرجوا من عنده ولا يعدون الدنيا شيئا وما رأوا اشد لاهل الدنيا منه وكانوا يدخلون عليه في مرضه يعودونه وليس في بيته الا سرير مرمول. هو عليه - 00:09:08
وليس في بيته قليل ولا كثير. حتى قال ابن عون انما استبد الحسن الناس بالزهد في الدنيا. فاما العلم شرك فيه وكان الحسن يقول انما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة. المجتهد في العبادة - 00:09:28
القائم بسنة محمد صلى الله عليه وسلم. من رأى محمدا فقد رآه غاديا ورائحا. لم يضع لبنة على لا لبنة ولا قصبة على قصبة وانما رفع له علم فشمر اليه. وكان سفيان الثوري اشد تقشفا فيما - 00:09:48
بسه من الحسن حتى كان من يراه لا يعرفه يظنه من السؤال. وكان مع شدة ورعه اذا وجد الحلال اكل منه طيبا وان لم يجد حلالا استف الرمل. وربما بقي ثلاثا لا يطعم شيئا مع ارض الناس عليه - 00:10:08
الاموال الكثيرة وكان اذا شبع من الحلال يزيد في عمله ويقول اطعم الزنجي وكده وكان ازهد في الدنيا في زمانه حتى كان يتعرى بمجلسه عن الدنيا ولم تكن السلاطين والملوك والاغنياء اذل من - 00:10:28
هم في مجلسه ولا الفقراء والمساكين اعز منهم في مجلسه. يقول رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم هذا جزء من حديث ابي الدرداء الذي صلب هذه الرسالة في شرحه وبيانه. وبين ان قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا - 00:10:48
دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم يريد انهم لم يورث عنهم سوى العلم. يعني لم ينقل الناس عن الانبياء ولم يأخذ اسعى الانبياء الا العلم واما الدنيا فانهم لم يتركوها لمن بعدهم الا على وجه تابع لا اصلي والا على وجه - 00:11:08
يكون به ظهور الدين كما كان ذلك في سليمان وداوود وورث سليمان داوود ورثه في العلم والحكمة وورثه في الملك لكن هذا خاص باولئك لان بني اسرائيل كان تملكهم وتسوسهم الانبياء. في غالب الاحوال. اما غالب حال الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم انهم - 00:11:28
لم يكونوا يورثون من بعدهم الدنيا انما يورثون العلم. يقول وهذا يبين المراد بقوله وورث سليمان داوود وان الوراثة تامة هي وراثة العلم ووراثة الدين ووراثة النبوة وليست وراثة الملك مع ان الملك كان تابعا لكنه ليس هو الاصل - 00:11:53
قال وقوله تعالى عن زكريا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرثه من ال يعقوب المقصود وراثة العلم كما بين المؤلف انما اراد به ميراث العلم والنبوة الى المال فان الانبياء لا يجمعون ما لا يتركونه. وذكر من اه الكلام في ذلك ما سمعناه في بيان ان العلماء انما - 00:12:13
تركوا العلم يقول وكل هذا اشارة الى ان الرسل لم تبعث بجمع الدنيا. وتوريثها لاهليهم وانما بعثوا بالدعوة الى الله والجهاد في سبيله والعلم نافع وتوريثه لاممهم. فقولوا انما ورثوا العلم الوراثة هنا ليست مختصة بمن يتلقى المال عن الميت ممن - 00:12:33
هم ذوو عصبة او ذو انصبة من الاقارب وذوي الصلة بالميت. انما المقصود بالوراثة هنا كل من اخذ عن النبي شيئا من الدين فانه قد اخذ بنصيب من ميراث النبوة - 00:12:53
ذكر بعد ذلك في قوله وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ان هذا يتضمن امرين او اشارة الى امرين الامر ان العالم الذي هو وارث للرسول حقيقة كما انه ورث علمه فينبغي ان يورثه كما ورث الرسول العلم. وهذا فيه الندب للعلماء - 00:13:13
ان يشتغلوا بتعليم الناس وبذل هذا العلم. فكما ان النبي ورث العلم للامة فكذلك ينبغي لورثته وهم العلماء ان ورثوا هذا العلم من يأخذ عنهم بالتعليم والتأليف وسائر وسائل نشر دين الله تعالى ونشر ما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذا - 00:13:33
المعنى الاول يقول رحمه الله توريث العالم للعلم هو ان يخلفه بعده بتعليم او تصنيف واشار الى فضل ذلك في الحديث اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث. المعنى الثاني الذي يتضمنه قوله ان العلماء ورثة الانبياء ان من كمال ميراث العالم للرسول ان لا يخلف الدنيا. لقوله - 00:13:53
صلى الله عليه وسلم وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. من كمال متابعة العالم للنبي الا يشتغل بجمع الدنيا ليرثها من خلفه ممن كما ان النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اهله ولم يورث صلى الله عليه وسلم لذريته شيء انما ما ورثه - 00:14:13
انا فيا للمسلمين وهو شيء يسير قليل. هذا الذي ينبغي ان يكون عليه حال العالم فيما يتركه بعد موته. ان يشتغل بترك العلم. يقول وهذا من جملة الاقتداء بالرسول وبسنته في زهده في الدنيا وتقلله منها واجتزائه منها باليسير. ثم ذكر طائفة من كلام العلماء في شأن - 00:14:33
الزهد بالدنيا وان الزهد في الدنيا هو مما يحصل به للانسان السبق اذا انظاف الى العلم فان العالم اذا جمع الى علمه زهدا في الدنيا كان ذلك سببا لانتشار نفعه وعظيم الاخذ عنه فان الناس تقبل قلوبهم - 00:14:53
على من يؤنسون منه انصرافا عن الدنيا وميلا عنها اكثر من اقبالهم على اولئك الذين اشتغلوا بجمعها وشاركوا الناس في فينبغي للعلماء ان يكونوا على هذه الحال ولا يعني ان يكون العلماء ليس لهم رزق يستغنون به عن الناس بل الاكتفاء على الناس من المناقب التي - 00:15:13
يمدح عليها شخص مما يندب اليه لكن الكلام في الاقبال والاستكثار والمزاحمة على الدنيا هذا هو الذي ينبغي ان يزهد فيه اهل العلم ممن ورثوا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر حال الحسن البصري رحمه الله في زهده وكذلك سفيان. يقول وهكذا كان حال العلماء الربانيين كالحسن - 00:15:33
سفيان واحمد اجتزأوا من الدنيا باليسير الذي يحفظ قوامهم ويغنيهم عن الناس الى ان خرجوا منها ولم يخلفوا سوى العلم مع ان بعضهم كان يلبس لباسا حسنا ويأكل اكلا متوسطا بعيدا من التقشف. ثم - 00:15:53
التفريغ
نعم. قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. والمراد بهذا ان العلماء ورثوا الانبياء فيما خلفوه. وان هذا الذي - 00:00:00
خلف الانبياء هو العلم النافع. فمن اخذ العلم وحصل له فقد حصل له الحظ العظيم الوافر. الذي يغبط به صاحبه. يقول رحمه الله في هذا المقطع قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذ واخذ - 00:00:20
نوافر. يقول المراد بهذا ان العلماء ورثوا الانبياء فيما خلفوه. والذي خلفه الانبياء هو العلم النافع. والعلم النافع لا يوصف بانه علم الا ايش؟ اذا اثمر عملا صالحا كما تقدم. فليس المقصود بالوراث هنا كثرة المعلومات - 00:00:40
وكثرة المعارف فقط فان الوراثة التامة الحقيقية هي وراثة من جمع بين العلم والعمل والدعوة. هذه هي الوراثة الحقيقية للانبياء. ومن كان حافظا للاحاديث عالما بالمسائل لكنه لم يدعو اليها هذا له نصيب من الوراثة. لكنه دون ذاك الذي جمع - 00:00:58
بين العلم والعمل والدعوة فالوراثة ليست على نصيب واحد. الان ورث الميت الذين يرثونه يتفاوتون في نصيبهم من الوراثة او يستوون يتفاوتون فالام لها نصيب يختلف عن الولد عن الزوجة فهم يتفاوتون في نصيبهم من الميراث مع - 00:01:18
يشتركون في الارث كذلك العلماء يتفاوتون في نصيبهم من الميراث اعلاهم نصيبا من ميراث النبوة هم الذين كملوا العلم بالله تعالى والعمل بالعلم ودعوة الخلق الى هذين الى العلم والعمل. ثم قال رحمه الله نعم - 00:01:41
رأى ابن مسعود قوما في المسجد يتعلمون فقال رجل على ما اجتمع هؤلاء فقال ابن مسعود على ميراث محمد صلى الله عليه وسلم يقتسمونه وخرج ابو هريرة رضي الله عنه الى السوق فقال لاهله تركتم - 00:02:01
محمد صلى الله عليه وسلم يقتسم في المسجد وانتم ها هنا فتركة النبي صلى الله عليه وسلم هو هذا الكتاب الذي جاء به مع السنة المفسرة له. المبينة لمعانيه. وفي صحيح البخاري عن ابن - 00:02:21
باش انه سئل اترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال ما ترك الا ما بين الدفتين يعني دفتي المصحف وفي الصحيحين عن ابن ابي اوفى انه سئل هل وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء - 00:02:41
قال وصى بكتاب الله وخطب صلى الله عليه وسلم في مرجعه من حجة الوداع فقال انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فاجيبه. واني تارك فيكم الثقلين. اولهما كتاب الله - 00:03:01
فيه الهدى والنور. من استمسك به واخذ به كان على الهدى. ومن اخطأه ضل. اخرجه مسلم. وفي المسند عن عبدالله بن عمرو قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع فقال انا النبي - 00:03:21
الام قال ذلك ثلاث مرات ولا نبي بعدي اوتيت فواتح الكلم وجوامعه وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش وعوفيت امتي فاسمعوا واطيعوا ما دمت فيكم فاذا ذهب بي فعليكم بكتاب - 00:03:41
احلوا حلاله وحرموا حرامه. قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم يريد انهم لم يورث عنهم سوى العلم وهذا يبين المراد بقوله تعالى - 00:04:01
ورث سليمان داوود وقوله تعالى عن زكريا انه قال فهب لي من لدنك وليا. يرثني ويرث من يعقوب وانما اريد به ميراث العلم والنبوة لا المال فان الانبياء لا يجمعون مالا ويتركونه. قال - 00:04:21
عليه السلام ما تركت بعد مؤنة عامري ونفقة عيالي فهو صدقة وما ترك الا درعه وسلاحه البيضاء وايضا جعلها صدقة. فلم يخلف سوى الذي بعث به. والارض التي كان يقتات منها هو وعياله - 00:04:41
ردها صدقة على المسلمين. وكل هذا اشارة الى ان الرسل لم تبعث بجمع الدنيا وتوريثها لاهليهم. وانما بعثوا بالدعوة الى الله والجهاد في سبيله والعلم النافع وتوريثه لاممهم. وفي مراسل ابي مسلم الخولاني عن النبي - 00:05:01
صلى الله عليه وسلم قال ما اوحى الله الي ان اجمع المال وكن من التاجرين. ولكن اوحى الي ان سبح حمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. خرجه ابو نعيم. وفي الترمذي وغيره عن ابن - 00:05:21
ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما لي وللدنيا انما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل في ظل شجرة ثم راح وتركها فقوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء وان - 00:05:41
الم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فيه اشارة الى امرين احدهما ان العالم ما الذي هو وارث للرسول حقيقة؟ كما انه ورث علمه فينبغي ان يورثه كما ورث الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:06:01
علم وتوريث العالم العلم هو ان يخلفه بعده بتعليم او تصنيف ونحو ذلك مما ينتفع به بعده وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث علم نافع او صدقة - 00:06:21
جارية او ولد صالح يدعو له. لان تعليم العلم صدقة كما سبق عن معاذ وغيره. والذين علمهم بمنزل اولادي الصالحين يدعون له فيجتمع له بتخليف علمه هذه الخصال الثلاثة والامر الثاني ان من كمال - 00:06:41
العالم للرسول عليه الصلاة والسلام الا يخلف الدنيا كما لم يخلفها الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا من جملة للاقتداء بالرسول وبسنته في زهده في الدنيا وتقلله منها واجتزائه منها باليسير. كما كان سهل - 00:07:01
يقول من علامة حب السنة حب الاخرة وبغض الدنيا والا يأخذ منها الا زادا بلغة الى الاخرة وقال ما لك بن دينار انما العالم الذي اذا اتيته في بيته فلم تجده قص عليك بيته؟ رأيت حصيرا - 00:07:21
الصلاة ومصحفه ومطهرته اي في جانب البيت. ترى اثر الاخرة وكان الفضيل يقول احذروا عالم الدنيا لا يصدكم بسكره ثم قال ان كثيرا من علمائكم زيه واشبه بزي كسرى وقيصر اشبه منه بزي محمد صلى الله عليه وسلم ان محمدا لم يضع لبنة على لبنة - 00:07:41
ولا قصبة على قصبة ولكن رفع له علم فشمر اليه وكان يقول العلماء كثير والحكماء قليل وانما يراد من العلم الحكمة. فمن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. وهكذا كان - 00:08:08
اهل العلماء الربانيين كالحسن وسفيان واحمد اجترؤوا من الدنيا باليسير الى ان خرجوا منها ولم يخلفوا والعلم مع ان بعضهم كان يلبس لباسا حسنا ويأكل اكلا متوسطا بعيدا من التقشف كالحسن البصري - 00:08:28
فانه كان يأكل اللحم كل يوم كان يشتري بنصف درهم لحما فيطبخه مرقة طيبة فيأكل منه هو عياله ويطعم كل من دخل عليه وكان يلبس الثياب الحسنة وهو مع هذا ازهد الناس في الدنيا وما زاحم على - 00:08:48
شيء منها قط وكان الناس اذا دخلوا عليه خرجوا من عنده ولا يعدون الدنيا شيئا وما رأوا اشد لاهل الدنيا منه وكانوا يدخلون عليه في مرضه يعودونه وليس في بيته الا سرير مرمول. هو عليه - 00:09:08
وليس في بيته قليل ولا كثير. حتى قال ابن عون انما استبد الحسن الناس بالزهد في الدنيا. فاما العلم شرك فيه وكان الحسن يقول انما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة. المجتهد في العبادة - 00:09:28
القائم بسنة محمد صلى الله عليه وسلم. من رأى محمدا فقد رآه غاديا ورائحا. لم يضع لبنة على لا لبنة ولا قصبة على قصبة وانما رفع له علم فشمر اليه. وكان سفيان الثوري اشد تقشفا فيما - 00:09:48
بسه من الحسن حتى كان من يراه لا يعرفه يظنه من السؤال. وكان مع شدة ورعه اذا وجد الحلال اكل منه طيبا وان لم يجد حلالا استف الرمل. وربما بقي ثلاثا لا يطعم شيئا مع ارض الناس عليه - 00:10:08
الاموال الكثيرة وكان اذا شبع من الحلال يزيد في عمله ويقول اطعم الزنجي وكده وكان ازهد في الدنيا في زمانه حتى كان يتعرى بمجلسه عن الدنيا ولم تكن السلاطين والملوك والاغنياء اذل من - 00:10:28
هم في مجلسه ولا الفقراء والمساكين اعز منهم في مجلسه. يقول رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم هذا جزء من حديث ابي الدرداء الذي صلب هذه الرسالة في شرحه وبيانه. وبين ان قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا - 00:10:48
دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم يريد انهم لم يورث عنهم سوى العلم. يعني لم ينقل الناس عن الانبياء ولم يأخذ اسعى الانبياء الا العلم واما الدنيا فانهم لم يتركوها لمن بعدهم الا على وجه تابع لا اصلي والا على وجه - 00:11:08
يكون به ظهور الدين كما كان ذلك في سليمان وداوود وورث سليمان داوود ورثه في العلم والحكمة وورثه في الملك لكن هذا خاص باولئك لان بني اسرائيل كان تملكهم وتسوسهم الانبياء. في غالب الاحوال. اما غالب حال الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم انهم - 00:11:28
لم يكونوا يورثون من بعدهم الدنيا انما يورثون العلم. يقول وهذا يبين المراد بقوله وورث سليمان داوود وان الوراثة تامة هي وراثة العلم ووراثة الدين ووراثة النبوة وليست وراثة الملك مع ان الملك كان تابعا لكنه ليس هو الاصل - 00:11:53
قال وقوله تعالى عن زكريا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرثه من ال يعقوب المقصود وراثة العلم كما بين المؤلف انما اراد به ميراث العلم والنبوة الى المال فان الانبياء لا يجمعون ما لا يتركونه. وذكر من اه الكلام في ذلك ما سمعناه في بيان ان العلماء انما - 00:12:13
تركوا العلم يقول وكل هذا اشارة الى ان الرسل لم تبعث بجمع الدنيا. وتوريثها لاهليهم وانما بعثوا بالدعوة الى الله والجهاد في سبيله والعلم نافع وتوريثه لاممهم. فقولوا انما ورثوا العلم الوراثة هنا ليست مختصة بمن يتلقى المال عن الميت ممن - 00:12:33
هم ذوو عصبة او ذو انصبة من الاقارب وذوي الصلة بالميت. انما المقصود بالوراثة هنا كل من اخذ عن النبي شيئا من الدين فانه قد اخذ بنصيب من ميراث النبوة - 00:12:53
ذكر بعد ذلك في قوله وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ان هذا يتضمن امرين او اشارة الى امرين الامر ان العالم الذي هو وارث للرسول حقيقة كما انه ورث علمه فينبغي ان يورثه كما ورث الرسول العلم. وهذا فيه الندب للعلماء - 00:13:13
ان يشتغلوا بتعليم الناس وبذل هذا العلم. فكما ان النبي ورث العلم للامة فكذلك ينبغي لورثته وهم العلماء ان ورثوا هذا العلم من يأخذ عنهم بالتعليم والتأليف وسائر وسائل نشر دين الله تعالى ونشر ما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذا - 00:13:33
المعنى الاول يقول رحمه الله توريث العالم للعلم هو ان يخلفه بعده بتعليم او تصنيف واشار الى فضل ذلك في الحديث اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث. المعنى الثاني الذي يتضمنه قوله ان العلماء ورثة الانبياء ان من كمال ميراث العالم للرسول ان لا يخلف الدنيا. لقوله - 00:13:53
صلى الله عليه وسلم وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. من كمال متابعة العالم للنبي الا يشتغل بجمع الدنيا ليرثها من خلفه ممن كما ان النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اهله ولم يورث صلى الله عليه وسلم لذريته شيء انما ما ورثه - 00:14:13
انا فيا للمسلمين وهو شيء يسير قليل. هذا الذي ينبغي ان يكون عليه حال العالم فيما يتركه بعد موته. ان يشتغل بترك العلم. يقول وهذا من جملة الاقتداء بالرسول وبسنته في زهده في الدنيا وتقلله منها واجتزائه منها باليسير. ثم ذكر طائفة من كلام العلماء في شأن - 00:14:33
الزهد بالدنيا وان الزهد في الدنيا هو مما يحصل به للانسان السبق اذا انظاف الى العلم فان العالم اذا جمع الى علمه زهدا في الدنيا كان ذلك سببا لانتشار نفعه وعظيم الاخذ عنه فان الناس تقبل قلوبهم - 00:14:53
على من يؤنسون منه انصرافا عن الدنيا وميلا عنها اكثر من اقبالهم على اولئك الذين اشتغلوا بجمعها وشاركوا الناس في فينبغي للعلماء ان يكونوا على هذه الحال ولا يعني ان يكون العلماء ليس لهم رزق يستغنون به عن الناس بل الاكتفاء على الناس من المناقب التي - 00:15:13
يمدح عليها شخص مما يندب اليه لكن الكلام في الاقبال والاستكثار والمزاحمة على الدنيا هذا هو الذي ينبغي ان يزهد فيه اهل العلم ممن ورثوا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر حال الحسن البصري رحمه الله في زهده وكذلك سفيان. يقول وهكذا كان حال العلماء الربانيين كالحسن - 00:15:33
سفيان واحمد اجتزأوا من الدنيا باليسير الذي يحفظ قوامهم ويغنيهم عن الناس الى ان خرجوا منها ولم يخلفوا سوى العلم مع ان بعضهم كان يلبس لباسا حسنا ويأكل اكلا متوسطا بعيدا من التقشف. ثم - 00:15:53