تفسير ابن جزي

الدرس (15) من التعليق على تفسير ابن جزي رحمه الله

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين قال رحمه الله في قوله قوله ان الذين امنوا والذين هادوا الاية - 00:00:00ضَ

قال ابن عباس نسخها ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وقيل معناها ان هؤلاء الطوائف من امن منهم ايمانا صحيحا فله اجره فيكون في حق المؤمنين الثبات الى الموت - 00:00:14ضَ

وفي حق غيرهم الدخول في الاسلام فلا نسخ وقيل انها فيمن كان قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم فلا نسخ طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير - 00:00:31ضَ

نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الله جل في علاه ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا ثم قال فلهم اجرهم - 00:00:45ضَ

عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون في قوله ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين هذه الاية فيها بيعا ان من امن من هؤلاء وعطف على ايمانه عملا صالحا - 00:01:01ضَ

فان له عند الله تعالى الاجر ولا خوف عليه عليهم ولا هم يحزنون فجمع الله لهم قبائل وعطايا عظيمة قال رحمه الله في معنى الاية طبعا هذه الذين امنوا والذين هادوا والنصارى - 00:01:21ضَ

و الصابرين الذين هادوا اتباع موسى والنصارى اتباع عيسى والصابئين هم من بقي على الفطرة و دين ابراهيم ممن كان يعبد الله وحده لا شريك له قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:47ضَ

وقيل الصابعين في قوله والصابعين هم فرقة من النصارى والاقرب والله تعالى اعلم هو القول الاول ان الصابئين هم من مالوا عن الشرك الى التوحيد بمقتضى الفطرة وما بقي ملء - 00:02:11ضَ

اثار الرسالات ولم يكونوا من اليهود ولا من النصارى هؤلاء الاصناف الذين امنوا وهم المسلمون امنوا بمحمد والذين هادوا اتبعوا موسى والذي والنصارى الذين اتبعوا عيسى والصابئين وهم من كان على - 00:02:31ضَ

دين الاسلام والفطرة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا من حقق منهم هذا فلهم اجرهم عند ربهم عليهم ولا هم يحزنون فهل هذا - 00:02:52ضَ

يفهم منه ان اليهود والنصارى لهم الحكم حتى بعد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بين ان ذلك غير مراد وهذا محل اتفاق فما الجواب عن الاية؟ قال ابن عباس نسخها ومن يبتغي الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:03:07ضَ

الجواب الاول النسخ ان هذه الاية منسوخة بقوله ومن يبتغي الاسلام دينا فلن يقبل منه وهذا يحتاج الى العلم بالتقدم والتأخر ولا شك ان قولهم بتغير الاسلام دين في سورة ال عمران وهي من اخر ما نزل عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:28ضَ

لكن يبقى ان النسخ لا لا يسار اليه الا عند عدم امكان الجمع ولذلك ذكر الوجه الاخر وهو انه لا نسخ في الاية وذكر في الاية معنيين المعنى الاول ان هؤلاء - 00:03:50ضَ

من امن منهم ايمانا صحيحا فله اجره ففي المؤمنين ايمانا وصحيحا يثبت عليه الى الموت وفي غيرهم ان يدخلوا في الاسلام ان يدخلوا في الاسلام لان هذا ما بشرت به - 00:04:14ضَ

النبوات في حق اليهود والنصارى ولانه موافق لما جاء في آآ بقايا دين الانبياء من غير اليهود والنصارى فلا نسخ هذا الوجه الاول الثاني ان هذه الاية فيما يتعلق باحكام الناس قبل بعثة - 00:04:35ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ايضا لا نسخ فيه ولعل هذا هو الاقرب والله تعالى اعلم ان الله تعالى ذكر اصناف الناس وبين حكمهم من حيث ثوابهم واجرهم وليس فيه اقرار على من - 00:04:56ضَ

اقرأ وليس فيه الا قراءة على دين على دين غير دين الاسلام نعم قوله من امن مبتدأ خبره فله فلهم اجرهم والجملة خبر ان او من امن بدل وفلهم اجرهم خبر ان - 00:05:30ضَ

اذا قوله جل وعلا من امن منهم بالله واليوم الاخر فلهم اجرهم فيها وجهان اما ان تكون هذه جملة هي واقعة في آآ محل رفع خبر ان من امن بالله واليوم الاخر وعملا صالحا فلهم اجرهم - 00:05:49ضَ

مبتدأ خبر او ان قوله من امن بدل من الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابرين يعني كما لو قال ان من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم فتكون بدل - 00:06:12ضَ

والامر في هذا محتمل نعم قوله ورفعنا فوقكم الطور لما جاء موسى بالتوراة ابوا ان يقبلوها فرفع الجبل فوقهم وقيل لهم ان لم تأخذوها وقع عليكم قوله تعالى واذا اخذنا ميثاقكم - 00:06:29ضَ

يخبر الله تعالى عن انه اخذ العهد على بني اسرائيل هذا المقصود بالميثاق وهو ما عاهد الله ما عاهد الله تعالى عليه بني اسرائيل ورفعنا فوقكم الطور كما ذكر المؤلف انه لما جاء موسى بالتوراة - 00:06:51ضَ

ابوا قبولها رفع الله تعالى الطور فوق رؤوسهم ووهددهم بسقوطه عليهم ان يقبلوا ما جاء به موسى فقبلوا ما جاء به موسى عليه السلام لكن ذلك لم يكن من اول الامر انما كان ذلك - 00:07:15ضَ

بعد التهديد الذي تهددهم الله تعالى به وقوله قد رفعنا فوقهم الطورا آآ خذوا ما اتيناكم بقوة هذا الذي اخذ هذا الميثاق الذي اخذه عليهم اخذ عليهم الوثاق ان يأخذوا ما اتاهم الله - 00:07:42ضَ

بقوة لا تردد فيه ولا ظعف قال في القوة قوله بقوة جد جد في تعلم التوراة او العمل بها بجد في تعلم التوراة او العمل بها فقوله بقوة القوة بناؤها على امرين - 00:08:04ضَ

الجد والعزم الجد والعزم فالعزم يتعلق بالارادة والجد يتعلق بالعمل وقد ذكر هنا الجد فقط في تعلم العلم والعمل به ولكن القوة في الحقيقة تشمل الامرين تشمل العزم وهو النية الصادقة - 00:08:29ضَ

وتشمل ايضا العمل وهو الصدق في العمل والطلب فقوله بقوة اي بجد وعزم. وبه وبهما يتحقق المطلوب في العمل وقد ذكر الله تعالى القوة في الاخذ بالكتاب في مواضع عديدة - 00:09:03ضَ

وقال تعالى واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم اضطر هذه هاي رقم كم ثلاثة وستين وكذلك في سورة البقرة قال واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فقوموا طرق خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا - 00:09:31ضَ

اي واقبلوا السمع المأمور به هناك هو القبول اخذ الله تعالى وامر الله تعالى موسى بذلك فقال تعالى وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة - 00:09:47ضَ

خطاب لمن لموسى عليه السلام وكذلك في قوله تعالى يا يحيى خذ الكتاب بقوة وكل هذه الموارد التي فيها الامر باخذ الكتاب بقوة المراد بالقوة هنا العزم وهو يتعلق بايش - 00:10:10ضَ

بالارادة والجد وهو يتعلق بالعمل نعم قال تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها لكال لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين قوله اعتدوا منكم في السبت - 00:10:36ضَ

اصطادوا فيه الحوت وكان محرما عليهم وقوله كونوا قردة عبارة عن مسخهم وقوله خاسئين صفة او خبر ثان ومعناه مبعدين ومعناه مبعدين كما يخسئ الكلب وقوله فجعلناها الضمير للفعلة وهي المسخ - 00:10:59ضَ

وقوله نكالا اي عقوبة لما تقدم من ذنوبهم وما تأخر وقيل عبرة لمن تقدم ومن تأخر. طيب قوله تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت وهو اليوم الذي ابتلاهم الله تعالى فيه - 00:11:24ضَ

بترك الصيد واعتداؤهم في السبت هو ما فعلوه من الحيلة التي ظنوا بها انهم سيتخلصون مما نهاهم الله تعالى عنه من الصيد في السبت حيث قال تعالى واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت - 00:11:46ضَ

اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون فكانوا يضعون الشبكة يوم الجمعة ليعلق بهم السمك يوم السبت فتحيلوا على الصيد يوم السبت بهذه الحيلة - 00:12:13ضَ

فسماه الله تعالى اعتداء لانهم توصلوا الى المحرم بطريق او بمظاهره الاباحة بما ظاهره الاباحة وهذا هو الحيلة ولهذا قال تعالى فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين. عاقبهم الله تعالى بان صيرهم قردة خاسئين. قوله فقلنا لهم - 00:12:36ضَ

كونوا الامر هنا قدري اي امرهم الله تعالى قدرا قظى الله قدرا ان يتحولوا من صورة انس الى قردة والعلة في كونه مسخهم قردة انهم احتالوا في الوصول الى المحرم بما صورته الاباحة - 00:13:05ضَ

فعوقبوا بان حولت صورهم الى ما يشبه الانسان مما لا معنى فيه للانسان وهم القردة تصوروا بصورة الانسان وهو اقرب الحيوان الى الانسان لكن ليس فيه معنى الانسان فكان هذا - 00:13:39ضَ

عقوبة لهم من جنس صنيعهم من جنسي صنيعهم وبه يعلم ان الصورة لا تغني عن الحقيقة اذ العبرة بالحقائق لا بالصور المظاهر وقوله خاسئين قال صفة او خبر ثاني والتحويل هنا حقيقي - 00:14:07ضَ

التحويل هنا حقيقي وهو عقوبة لهم وهذا التحويل لم يرتفع به عنهم الشؤم بل كان ذلك عاجل عقوبتهم في الدنيا نعوذ بالله من الخذلان خاسئين اي مبعدين اما ان تكون صفة - 00:14:41ضَ

للقردة واما ان تكون خبرا ثانيا فيكون جمع لهم عقوبتين تحويل الصورة والابعاد قوله فجعلناها اي هذه العقوبة وهي المسخ نكالا اي تنكيلا والتنكيل هو اظهار العقوبة على وجه يرتدع به - 00:14:58ضَ

الغير ويرتدى به كل من سمع تلك العقوبة فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها قول لما بين يديها يعني ما تقدمها وما خلفها يعني ما يأتي بعدها وقيل لما بين يديها وما خلفها يعني من الناس - 00:15:26ضَ

فهي عبرة لما بين يديها لمن تقدم ممن شهد تلك العقوبة ومن تأخر ممن سمع بها واتى بعدها وهذا اقرب في التفسير في قوله وقيل عبرة لمن تقدم ومن تأخر - 00:15:52ضَ

لا انه عقوبة لما تقدم من ذنوبهم وما تأخر منها فالاقرب هو المعنى الثاني وان كان المعنى الاول محتملا نعم نعم قال تعالى واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة. قالوا اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من - 00:16:11ضَ

جاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي. قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون. قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها. قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها - 00:16:37ضَ

تسر الناظرين. قالوا ادعو لنا ربك يبين لنا ما هي. ان البقرة شابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون قال انه يقول انها بقرة لا دلول تثير الارض ولا تسقي الحرث - 00:16:57ضَ

مسلمة لاشية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون قوله ان تذبحوا بقرة قصتها ان رجلا من بني اسرائيل قتل قريبه ليرثه. وادعى على قوم انهم قتلوه. فامرهم الله ان - 00:17:12ضَ

اذبحوا بقرة ويضربوا القتيل ببعضها. ففعلوا فقام واخبر بمن قتله ثم عاد ثم عاد ميتا وقوله اتتخذنا هزوا؟ جفاء وقلة ادب او تكذيب وقوله فارض مسن. يعني اذا ذبح البقرة غرضه - 00:17:32ضَ

هو ما ذكر بعد ذلك من ضرب هذا الميت ببعض تلك البقرة التي ذبحوها والاية جاءت جاء فيها الامر مطلقا ان تذبحوا بقرة نكرة في سياق الاثبات فهي مطلقة يصدق عليها - 00:17:55ضَ

يصدق الامتثال باي بقرة يعني يصدق الامتثال باي بقرة يذبحونها صفراء حمراء سوداء صغيرة كبيرة دون تحديد طيب الا انهم قابلوا ذلك اي اذا قابلوا ما امرهم به موسى عليه السلام - 00:18:15ضَ

بالاستنكار وما يشبه التدبيب حيث قالوا اتتخذون هزوا اي عبثا ولعبا تستهزئ بنا بامرك ان نذبح بقرة فقوله جفاء وقلة ادب هذا وجه والوجه الثاني تكذيب يعني اما ان يكون هذا - 00:18:40ضَ

منهم على وجه الجفاء وسئل الادب واما ان يكون على التكذيب لما امرهم به ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة يعني يحتمل ان يعني في الاية في قوله تتخذون هزوا انهم - 00:19:08ضَ

قابلوا ذلك بالسخرية كيف يأمرون الله بذلك او التكذيب وعدم تصديق ما اخبرهم به موسى عليه السلام اشد تكذيب اعظم من سوء الادب كفر نعم كفر صريح نعم قوله فارض مسنة - 00:19:32ضَ

وقوله بكر قال لهم عليه السلام اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين. يعني هذا لا يفعله الا الجاهل وهو من لا يعلم او من يخالف ما يعلم فلا يكون هذا - 00:19:53ضَ

ان يأمرهم ان يخبرهم ان ينسب الامر الى الله على خلاف ما اوحي اليه فلما رأوا انه جازم في اخباره اياهم قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي نعم - 00:20:10ضَ

قوله فارض مسنة وقوله بكر صغيرة. يعني لا هي مسنة ولا هي صغيرة فنفى الوصفين يعني عوان بين ذلك متوسطة بين الصغر والكبر نعم وقوله بين ذلك اي بينما ذكر. ولذلك قال ذلك مع ان الاشارة الى شيئين - 00:20:30ضَ

وقوله ولو كان المقصود الاثنين لقال بين ذينيك بين ذينيك للتثنية نعم وصفراء من الصفرة المعروفة وقيل سوداء وهو بعيد والظاهر صفراء كلها وقيل القرن والظلف فقط وهو بعيد بعيد لانه خلاف الظاهر - 00:20:54ضَ

لانه اظاف السفر الى جميعها قال تعالى ما هي؟ قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر. هذا من حيث السن عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قال ادعو ربك يبين لنا ما لونها - 00:21:20ضَ

بعد ما بين سنها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاضاف الصفار الى جميعها هذا هو الاصل فاقع اللونها تسر الناظرين نعم قوله فاقع شديد الصفرة وقوله تسر الناظرين لحسن لونها وقيل لسمنها ومنظرها كله - 00:21:34ضَ

هذا الاقرب لانه آآ عائد الى كل اوصافه افارق لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون ثم قال صفراء فاقع لونها تسر الناظرين نعم وقوله لا ذلول اي غير مذللة اي غير مذللة للعمل - 00:21:59ضَ

وقوله تثير الارض اي تحرثها وهو داخل تحت النفي على الاصح. يعني لا تستعمل للعمل ثم عين عملا معينا منفيا وهو حرف الارض. فهي لا تستعمل للعمل مطلقا ولا لحرث الارض - 00:22:23ضَ

نفي لا دلول تثير الارض ايه ليست مدللة للعمل بحرث الارظ ولا تسقيه ولا تسقي اي لا يسقى عليها وقوله مسلمة من العمل او من العيوب وقوله لاشية اي لا لمعة - 00:22:45ضَ

غير الصفرة وهو من وشى ففاؤه واو محذوفة كعدة اصلها وعدة اه شياه اصلها والشياة اي ليس فيها علامة يعني لا يخالطه الصفار لون اخر فماذا بعد ان آآ وصف ما وصف قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون. الوقت - 00:23:14ضَ

طيب نعم قوله الان جئت بالحق العامل في الظرف جئت بالحق الان جئت بالحق العامل في الظرف جئت بالحق جئت بالحق الان وهذا يحتمل واحد من الامرين وقيل العامل فيه مضمر تقديره الان نذبحها - 00:23:49ضَ

والاول اظهر الاول ان العامل فيه الظرف نعم وهذا يحتمل امرين الان قولهم الان جئت بالحق يحتمل واحد من امرين بناء على قولهم وقالوا قالوا اتتخذنا هزوا قوله الان جئت بالحق استدراك لقولهم اتتخذنا هزوا - 00:24:17ضَ

يعني كل هذا الذي كانوا فيه هم فيه شك من صدق الامر حتى طابق الوصف ما وجدوا. فقالوا الان جئت بالحق وكانه قبل ذلك لم يأتهم بحق وهذا يشعر بماذا - 00:24:42ضَ

انهم لا يؤمنون بالغيب انما امنوا وقت الشهادة لما رأوا باعينهما وصف لهم نعم قالوا الان جئت بالحق فان كان قولهم قال فان كان قولهم اتتخذنا هزوا تكذيبا فهذا تصديق - 00:25:03ضَ

وان كان غير ذلك يعني جفاء وسوء ادب المعنى بالحق البين. يعني ما هم هم لم يقولوا انك لم تأتي بحق لكنه حق ملتبس. لم يطمئنوا اليه فلما تحقق وما وصف ووجدوه - 00:25:25ضَ

قالوا جئت بالحق البين نعم قوله وما قوله وما كادوا يفعلون اي لعصيانهم وكثرة سؤالهم عن شأنها او لغلاء البقرة فقد جاء انها كانت ليتيم وانهم اشتروها بوزنها ذهبا او لقلة وجود تلك الصفات - 00:25:42ضَ

فقد روي انهم لو ذبحوا ادنى بقرة لاجزأت عنهم. ولكنهم شددوا فشدد عليهم. قوله وما كادوا يفعلون وما كادوا يفعلون هل هو اثبات لفعلهم او نفي له هذا يتصل بمسألة - 00:26:06ضَ

مما سأل النحو وهي كاد هل هي تفيد الاثبات حال النفي ام تفيد النفي والذي كرره ابن مالك رحمه الله ان كاد تفيد نافية الخبر اذا كانت مثبتة اذا كانت كاد مثبتة يعني ما سبقها نفي فهي تفيد النفي - 00:26:28ضَ

واذا سبقها نفي كان توكيدا للنفي يقول ابن مالك في الكافية وبثبوت كاد ينفى الخبر وبثبوت كاد ينفى الخبر وحين ينفى وحين ينفى كاد ذاك اجدر اجدر يعني اوثق في النفي - 00:26:57ضَ

فقول وما كادوا يفعلون نفي مؤكد يشكل عليه ان الله تعالى قال فذبحوها يقول ابن مالك في مثل هذه وغير ذا على كلامين يرد وغير ذا يعني اذا جاء ما يكون فيه - 00:27:21ضَ

خلاف ما افاد من ان نفي كاد توكيد للنفي فهو محمول على كلامين يرد كولدت هند ولم تكد تلد ولدت هند ولم تكد تلد المقصود ان نكاد المنفية اذا جاء في السياق ما يدل على اثبات المعنى زال النفي - 00:27:57ضَ

وكان خبرا مؤكدا بالوقوع لكن يحمل النفي على ما قبل الوقوع. فقوله تعالى فذبحوها هذا اثبات الذبح وما كادوا يفعلون يعني قبل ان يذبحوها كانوا على حال توشك الا تمتثل بترددهم وتعنتهم وشقاقهم - 00:28:26ضَ

فيكون قوله وما كادوا يفعلون جاري على الاصل وزال ذلك لثبوت الفعل كما قال ابن مالك كولدت هند ولم تكد ترد اثبت الولادة ثم نفاها فيكون النفي محمول على ما قبل الولادة انه تعسرت ولادتها حتى كادت الا تلد لكنها ولدت - 00:29:02ضَ

وهؤلاء كذلك كانوا على حال من التعنت يوشك الا يفعل لكن فعلوا واضح وكاد فيها من النحات ثلاثة اوجه ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انها تفيد النفي مطلقا انها تفيد اذا نفيت فهي مثبتة - 00:29:28ضَ

واذا اثبتت فهي منفية هذا الوجه الثاني اقربها ما ذكره ابن مالك رحمه الله بثبوت كاد ينفى الخبر وحين ينفى كاد ذاك اجدر وغير ذا على كلامين يرد كولدت هند ولم تكد تلد فقوله وما كادوا يفعلون اي اوشكوا - 00:29:53ضَ

وقاربوا الا يقع منهم ذلك لعصيانهم وكثرة سؤالهم عن شأنها هذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله هنا على كلامين يرد فولدت هند ولم تكد تلد هذا في الكافية والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:30:18ضَ