فاما من اوتي كتابه كتابه اي مكتوبة وهو نتاج عمله نقرأ ما قال المفسر ثم نعلق عليه ثم قال ثم قال فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا اي سهلا بلا تعسير اي لا - 00:00:01
اي لا تحقق عليه جميع دقائق اعماله فان من حوسب كذلك يهلك لا محالة قال الامام احمد حدثنا اسماعيل قال اخبرنا ايوب عن عبد الله بن ابي مليكة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوقش - 00:00:21
حساب عذب قالت فقلت اليس قال الله فسوف يحاسب حسابي يسيرا؟ قال ليس ذاك بالحساب ولكن ذلك العرض من نوقش حساب يوم القيامة يعذب وهكذا رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير من حديث ايوب السختياني به وقال ابن جرير - 00:00:38
ابن وكيع قال حدثنا روح ابن عبادة قال حدثنا ابو عامر الخزاز عن ابي عن ابن ابي مليكة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس احد يحاسب يوم القيامة الا معذبا. فقلت اليس الله يقول فسوف يحاسب حسابا يسيرا - 00:00:58
قال ذاك العرض انه من نوقش الحساب عذب وقال بيده على اصبعه كأنه ينكت وقد رواه ايضا عن عمرو ابن علي عن عن ابن ابي عدي عن عن ابي يونس القشيري عن عن ابن ابي مليكة عن القاسم عن عائشة تذكر الحديث اخرجاه من طريق ابي يونس القشيري - 00:01:18
واسمه حاتم بن ابي صغيرة به وقال ابن جرير وحدثنا نصر بن علي الجهظمي قال حدثنا مسلم عن الحريش ابن القريت اخي الزبير عن عن ابن ابي عن عائشة قالت من نوقش الحساب او من حوسب عذب ثم قال ثم قالت انما الحساب اليسير عرض على الله عز - 00:01:40
عز وجل وهو يراهم وقال احمد حدثنا اسماعيل قال حدثنا محمد بن اسحاق قال حدثني عبد الواحد ابن ابن حمزة ابن عبد الله ابن الزبير عن عباد ابن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما - 00:02:04
قلت يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال ان ينظر في كتابه ان ان ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه انه منوق الحساب يا عائشة يوم يومئذ هلك صحيح على شرط مسلم - 00:02:27
وقوله تعالى وينقلب الى اهله مسرورا اي ويرجع الى اهله في الجنة. قال قاله قتادة والضحاك مسرورا اي فرحان مرتبطا بما اعطاه الله عز وجل. وقد روى الطبراني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال انكم تعملون اعمال - 00:02:44
لا تعرف ويوشك العارف ان يتوب الى اهله فمسرور ومكظوم اه قوله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه هذا اول آآ الاقسام التي ينقسم اليها الناس فالناس يوم القيامة ينقسمون الى قسمين - 00:03:05
كما قال جل وعلا فريق في الجنة وفريق في السعير وهذان القسمان عليهما مدار الناس كلهم مسلمهم وكافرهم وهم في النار دركات كما انهم في الجنة درجات كما ان دخولهم الى الجنة على - 00:03:24
اختلاف ومراحل ومنازل فكذلك عقوبتهم في النار ليست على حال واحدة يقول الله جل وعلا فاما من اوتي كتابه اما من اعطي كتابه كتابه اي مكتوبة وهو ديوان عمله الذي حوى - 00:03:44
الصغير والجليل كما قال تعالى بما قصه عن الكفار في ذلك اليوم ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا - 00:04:04
وكل دقيق وجليل فهو مدون انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ان عليكم حافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون يقول جل وعلا فمن اوتي كتابه بيمينه استلمه واعطيه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا - 00:04:23
وهذا في ان نشر الدواوين واعطاء الكتب متقدم على الحساب ولذلك يقول الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك - 00:04:48
حسيبا فيقرأ الانسان كتابه ويحاسب عليه قال جل وعلا والحساب ينقسم الى قسمين اما يسير واما عسير. يقول الله جل وعلا فسوف يحاسب حسابا يسيرا. اذا بشائر الفرج لاهل الايمان - 00:05:09
تكون من اوائل احوال ذلك اليوم ومنه في مبدأ الحساب ان يأخذ الكتاب باليمين. فانه اذا اخذ كتابه بيمين بيمينه علم انه ناج وانه سيحاسب حسابا يسيرا قال تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا. يسيرا اي سهلا - 00:05:27
لا لا لا معاقبة فيه ولا التعنيف فيه ولا تبكيت فيه لانه يسير وهو عرظ ما يكون من اعماله وتقريره على سيئاته التي لم يتب منها ثم يتجاوز عنه جل في علاه - 00:05:47
اذا الحساب اليسير هو عرظ الاعمال الصالح منها والسيء الذي لم يتب منه اما ما تاب منه من السيئات فانه لا يعرض عليه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له - 00:06:10
والتوبة تهدم ما كان قبلها انما يعرض عليه ما بقي في صحيفته من الاعمال سواء كان ذلك في الاعمال التي آآ آآ هي من الصالحات او الاعمال التي هي من السيئات ولم يتب منها. يقول جل وعلا فسوف يحاسب حسابا يسيرا - 00:06:27
بي المفسر المفسر رحمه الله فقال اي لا تحقيق عليه اي لا تحقق عليه جميع دقائق اعماله فان من فان من حوسب كذلك يهلك لا محالة وذكر ما اه جاء في - 00:06:50
آآ هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها من طريق عبد الله بن ابي مليكة عن عائشة انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم من نوقش الحساب عذب - 00:07:06
من نوقش الحساب. مناقشة الحساب هي احصاؤه والتدقيق فيه ومأخوذ من النقش الذي يكون الة دقيقة للبحث والتنقيب وهذا بالتأكيد انه موجب للعقوبة فانما النوقش الحساب وسئل عن الدقيق والجليل هلك لان الانسان - 00:07:19
لا يخلو من قصور وتقصير ان لم تتداركه رحمة رب العالمين قالت قلت اليس الله قد قال فسوف يحاسب حسابا يسيرا استشكلت الاية رضي الله عنها مع قوله صلى الله عليه وسلم من نوقص الحساب عذب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مجيبا على هذا الاشكال ليس ذاك بالحساب - 00:07:48
اي قوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا ليس هو المراد بقوله من نوقش الحساب عذب هي ليست للاستغراق بكل حساب بل هو في الحساب الذي يكون فيه مناقشة وفرق بين المناقشة مناقشة الحساب او الحساب حساب المناقشة وبين - 00:08:12
الحساب اليسير بينهما فرق الحساب اليسير لا مناقشة فيه ولذلك قال ولكن ذلك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب اذا الحساب ينقسم الناس فيه الى قسمين حساب مناقشة وحساب عرض. اما حساب العرض فهو اليسير الذي ذكره الله تعالى في قوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا - 00:08:31
تاب مداره على العد والاحصاء فيحصى ما له من حسنات ويحصى ما له من سيئات لكن يتفضل الله تعالى عليه بمغفرة السيئات والتجاوز عنها فلا يبقى الا حسنات فترجح موازينه - 00:08:56
فيكون من الناجين وتثقل موازينه فيكون من المفلحين كما قال تعالى فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وهي التي اشار اليها قوله جل وعلا وينقلب الى اهله مسرورا. هذه العيشة - 00:09:13
الرابعة العيشة الهنية المرظية انه ينقلب الى اهله مسرورا والانقلاب هنا هو الذهاب و الاتيان ومقصوده باهله اما اهله من بني ادم ممن يأوي اليهم من زوجات وولد واما من - 00:09:31
هيأهم الله تعالى له في الاخرة من خدم وحور غيرهم ممن يصدق عليهم انه انهم اهله والاقرب والله اعلم ان الاهل هنا يراد به اهله في الدنيا ممن يقظي الله تعالى بسلامته ونجاته ودخوله الى الجنة - 00:09:57
فينقلب اليهم مسرورا اي مبتهجا فرحا مغتبطا بانعام الله تعالى عليه واحسانه اليه بان نجاه وتجاوز عن سيئاته وادخله برحمته في الجنة يقول جل وعلا وينقلبوا الى اهلهم سرورا هذا هو القسم الاول - 00:10:20
اما القسم الثاني فهو قوله واما من اوتي كتابه وراء ظهره ذكر المصنف رحمه الله حديث ثوبان انكم تعملون اعمالا ويوشك عندكم العالم العامل ها ايه واللي بعده العارف وانت - 00:10:42
ويوشك الغائب ان يتوب الى اهله مسرورا اه الى اهله فمسرور ومكظوم هذا الحديث اه مشار الى ضعفه كما ذكر اهل العلم من ضع في يحيى ابن عبد الحميد اماني - 00:11:10
وهو اه في اسناد الطبراني رحمه الله وهو ضعيف لكن هذا يكفي فيه ما قاله تعالى وينقلب الى اهله مسرورا نعم بعد ذلك ذكر القسم الثاني فقالوا اما من اوتي كتابه وراء ظهره - 00:11:30
وقوله واما من اوتي كتابه وراء ظهره اي بشماله من وراء ظهره تثنى يده الى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك فسوف يدعو ثبور اي خسارا وهلاكا. ويصلى سعيرا انه كان في اهله مسرورا. اي فرحا لا يفكر في العواقب ولا يخاف - 00:11:49
مما امامه فاعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل انه ظن ان لن يحور اي كان يعتقد انه لا يرجع الى الله ولا يعيده بعد موته. قاله ابن عباس قاله ابن عباس وقد هادته - 00:12:09
والحور هو الرجوع قال الله بلى ان ربه كان به بصيرا يعني بلى سيعيده الله كما بدأ ويجازيه على اعماله اه خيرها وشرها فانه كان به بصيرا اي عليما خبيرا - 00:12:24
يقول تعالى واما من اوتي كتابه وراء ظهره هذا هو القسم الثاني من اقسام الناس في ذلك اليوم وهو من يعطى كتابه اي مكتوبة وديوان عمله وراء ظهره اي من وراء ظهره - 00:12:43
وهذا لا يعارض ما جاء في سورة الحاقة في قوله تعالى واما من اوتي كتابه بشماله فانه لم يحدد الله جل وعلا هنا اليد التي يأخذ بها الكتاب انما حدد المكان الموضع - 00:13:01
انه يأخذه من وراء ظهره فهو يأخذه بشماله لكنه يأخذه من وراء ظهره فيجتمع باخذ الكتاب وصفين يفارقان اهل السعادة انه بالشمال وانه من وراء الظهر واخذه من وراء الظهر يوحي - 00:13:17
بعظيم الخيبة والخسارة الفشل الذي يكون عليه اصحاب هذا الكتاب حيث انهم يوارونه وراء ظهورهم بخلاف اهل الايمان والطاعة والاحسان فانهم يبتهجون بكتابهم غاية الابتهاج حتى يقول احدهم هاؤم اقرؤوا كتابي - 00:13:40
اني ظننت اني ملاقي الحسابية خذوا اقوم تم فعل بمعنى خذوا اقرؤوا كتابي فشتان بين من يبرز كتابه ويظهره ويطلب من الناس اخذه ليطالعوه وبين من يواريه وراء ظهره. شتان بين هذا وذاك - 00:14:06
والانسان يدرك هذا في حاله في اختبارات الدنيا فان من يكون متفوقا يفرح بنتيجته ما يكون من نظر الناس لها بل يسر بطلبها ويبرزها اما الاخر فهو ويواريها ويخفيها لان لا تقع اعين الناس على ضعفه ووهنه - 00:14:27
اذا قوله تعالى واما من اوتي كتابه وراء ظهره فهو استلام للكتاب بشماله كما قال بشماله من وراء ظهره جمعا بين اية آآ سورة الانشقاق وسورة الحاقة قال تثنى يده الى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك - 00:14:51
ثم قال فسوف يدعو ثبورا فسوف يدعو ثبورا اي هلاكا وخسارا وويلا كما قال الله تعالى في سورة الحق يقول واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوتي كتابي - 00:15:13
ولم ادري ما حسابي. يا ليتها اي الموتة السابقة كانت القاضية ما اغنى عني ماليا هلك عني سلطانية كل هذه الحسرة قبل ان ينزل به العقاب. خذوه فغلوه قبل ان ينزل به العقاب يجد هذا الالم العظيم - 00:15:31
للخسارة التي تكون بذلك الموقف يقول جل وعلا واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ثم قال ويصلى سعيرا اي يحرق بالسعير وهي النار نسأل الله السلامة منها - 00:15:50
يقول جل وعلا انه كان في اهله مسرورا اي هذه حال في الدنيا انه مسرور بمتعها منغمس في ملذاتها غافل عن عاقبتها وليس هذا ذما للسرور بالدنيا بل هذا ذنب للاقبال على الحياة الدنيا على وجه يظيع حق الله تعالى. اما - 00:16:09
البهجة والسرور التي هي فرح بنعمة الله فهذا لا يؤذم الله تعالى يقول ويا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل - 00:16:33
الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ويقول تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون كل هذا بيان ان المؤمن يدرك حياة طيبة سعيدة في الدنيا - 00:16:45
وانشراحا هذا لا يعني الا تناله المصائب وان لا يضيق صدره لكن عالم حياته فيه انشراح وبهجة وسرور بذكر الله وطاعته. خلاف ذاك الذي الذي كان في اهلهم سورة بما يكون من نعيم الدنيا وبهجتها وغرورها فيسخر ذلك في في معصية الله عز وجل - 00:17:06
وانظر الفرق بين الحالين هذا مسرور في الدنيا خائب في الاخرة وذاك حافظ قلبه وجوارحه عن معصية ربه في الدنيا تاركا لملذاتها مسرور في الاخرة. يقول جعان يقول جل وعلا انه كان في اهله مسورا انه ظن ان لن يحور - 00:17:29
اي ان لن يرجع ويبعث ولذلك قال اي كان يعتقد انه لا يرجع الى الله عز وجل ولا يعيد ولا يعيده بعد موته. وهذا ظنوا طائفة من المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:53
يظنون انه لا عودة بعد الموت فينكرون البعث كما قال تعالى وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوث وكانوا ينكرون البعث وهذا قول طائفة من المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:08
فلم يكونوا جميعا مقرين لم يكونوا جميعا مقرين بالبعث بل منهم فريق مكذب بالبعث ومنهم مقر هذا بيان لحال اولئك الذين انكروا البعث انه ظن ان لن يحور قال الله تعالى بلى بلى هنا - 00:18:23
هي في الاصل حرف جواب والمراد هنا نقض ذلك الظن وتكذيب ذلك الوهم وانه لا بد ان يعود ولذلك قال بلى ان ربه كان به بصيرا اي عالما عليما مطلعا على حاله وعمله ومآله والى ما يصير اليه بعد موته - 00:18:44
فلا يفوت منه شيء واذا كان كذلك فانه لن يفوته اعادته اذا شاء جل في علاه بلى ان ربه كان به بصيرا يحصي عليه اعماله ويعلم حاله ومآله وما تفرق من اجزائه - 00:19:11
فيأذن الله تعالى بجمعه ثم رده اليه ثم محاسبته على عمله. بلى ان ربه كان به بصيرا. يقول المفسر بلى سيعيده الله ما بدأه ويجازيه على اعماله خير على اعماله خيرها وشرها - 00:19:29
فانه كان به بصيرا اي عليما كبيرا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:19:47
التفريغ
فاما من اوتي كتابه كتابه اي مكتوبة وهو نتاج عمله نقرأ ما قال المفسر ثم نعلق عليه ثم قال ثم قال فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا اي سهلا بلا تعسير اي لا - 00:00:01
اي لا تحقق عليه جميع دقائق اعماله فان من حوسب كذلك يهلك لا محالة قال الامام احمد حدثنا اسماعيل قال اخبرنا ايوب عن عبد الله بن ابي مليكة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوقش - 00:00:21
حساب عذب قالت فقلت اليس قال الله فسوف يحاسب حسابي يسيرا؟ قال ليس ذاك بالحساب ولكن ذلك العرض من نوقش حساب يوم القيامة يعذب وهكذا رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير من حديث ايوب السختياني به وقال ابن جرير - 00:00:38
ابن وكيع قال حدثنا روح ابن عبادة قال حدثنا ابو عامر الخزاز عن ابي عن ابن ابي مليكة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس احد يحاسب يوم القيامة الا معذبا. فقلت اليس الله يقول فسوف يحاسب حسابا يسيرا - 00:00:58
قال ذاك العرض انه من نوقش الحساب عذب وقال بيده على اصبعه كأنه ينكت وقد رواه ايضا عن عمرو ابن علي عن عن ابن ابي عدي عن عن ابي يونس القشيري عن عن ابن ابي مليكة عن القاسم عن عائشة تذكر الحديث اخرجاه من طريق ابي يونس القشيري - 00:01:18
واسمه حاتم بن ابي صغيرة به وقال ابن جرير وحدثنا نصر بن علي الجهظمي قال حدثنا مسلم عن الحريش ابن القريت اخي الزبير عن عن ابن ابي عن عائشة قالت من نوقش الحساب او من حوسب عذب ثم قال ثم قالت انما الحساب اليسير عرض على الله عز - 00:01:40
عز وجل وهو يراهم وقال احمد حدثنا اسماعيل قال حدثنا محمد بن اسحاق قال حدثني عبد الواحد ابن ابن حمزة ابن عبد الله ابن الزبير عن عباد ابن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما - 00:02:04
قلت يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال ان ينظر في كتابه ان ان ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه انه منوق الحساب يا عائشة يوم يومئذ هلك صحيح على شرط مسلم - 00:02:27
وقوله تعالى وينقلب الى اهله مسرورا اي ويرجع الى اهله في الجنة. قال قاله قتادة والضحاك مسرورا اي فرحان مرتبطا بما اعطاه الله عز وجل. وقد روى الطبراني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال انكم تعملون اعمال - 00:02:44
لا تعرف ويوشك العارف ان يتوب الى اهله فمسرور ومكظوم اه قوله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه هذا اول آآ الاقسام التي ينقسم اليها الناس فالناس يوم القيامة ينقسمون الى قسمين - 00:03:05
كما قال جل وعلا فريق في الجنة وفريق في السعير وهذان القسمان عليهما مدار الناس كلهم مسلمهم وكافرهم وهم في النار دركات كما انهم في الجنة درجات كما ان دخولهم الى الجنة على - 00:03:24
اختلاف ومراحل ومنازل فكذلك عقوبتهم في النار ليست على حال واحدة يقول الله جل وعلا فاما من اوتي كتابه اما من اعطي كتابه كتابه اي مكتوبة وهو ديوان عمله الذي حوى - 00:03:44
الصغير والجليل كما قال تعالى بما قصه عن الكفار في ذلك اليوم ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا - 00:04:04
وكل دقيق وجليل فهو مدون انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ان عليكم حافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون يقول جل وعلا فمن اوتي كتابه بيمينه استلمه واعطيه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا - 00:04:23
وهذا في ان نشر الدواوين واعطاء الكتب متقدم على الحساب ولذلك يقول الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك - 00:04:48
حسيبا فيقرأ الانسان كتابه ويحاسب عليه قال جل وعلا والحساب ينقسم الى قسمين اما يسير واما عسير. يقول الله جل وعلا فسوف يحاسب حسابا يسيرا. اذا بشائر الفرج لاهل الايمان - 00:05:09
تكون من اوائل احوال ذلك اليوم ومنه في مبدأ الحساب ان يأخذ الكتاب باليمين. فانه اذا اخذ كتابه بيمين بيمينه علم انه ناج وانه سيحاسب حسابا يسيرا قال تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا. يسيرا اي سهلا - 00:05:27
لا لا لا معاقبة فيه ولا التعنيف فيه ولا تبكيت فيه لانه يسير وهو عرظ ما يكون من اعماله وتقريره على سيئاته التي لم يتب منها ثم يتجاوز عنه جل في علاه - 00:05:47
اذا الحساب اليسير هو عرظ الاعمال الصالح منها والسيء الذي لم يتب منه اما ما تاب منه من السيئات فانه لا يعرض عليه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له - 00:06:10
والتوبة تهدم ما كان قبلها انما يعرض عليه ما بقي في صحيفته من الاعمال سواء كان ذلك في الاعمال التي آآ آآ هي من الصالحات او الاعمال التي هي من السيئات ولم يتب منها. يقول جل وعلا فسوف يحاسب حسابا يسيرا - 00:06:27
بي المفسر المفسر رحمه الله فقال اي لا تحقيق عليه اي لا تحقق عليه جميع دقائق اعماله فان من فان من حوسب كذلك يهلك لا محالة وذكر ما اه جاء في - 00:06:50
آآ هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها من طريق عبد الله بن ابي مليكة عن عائشة انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم من نوقش الحساب عذب - 00:07:06
من نوقش الحساب. مناقشة الحساب هي احصاؤه والتدقيق فيه ومأخوذ من النقش الذي يكون الة دقيقة للبحث والتنقيب وهذا بالتأكيد انه موجب للعقوبة فانما النوقش الحساب وسئل عن الدقيق والجليل هلك لان الانسان - 00:07:19
لا يخلو من قصور وتقصير ان لم تتداركه رحمة رب العالمين قالت قلت اليس الله قد قال فسوف يحاسب حسابا يسيرا استشكلت الاية رضي الله عنها مع قوله صلى الله عليه وسلم من نوقص الحساب عذب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مجيبا على هذا الاشكال ليس ذاك بالحساب - 00:07:48
اي قوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا ليس هو المراد بقوله من نوقش الحساب عذب هي ليست للاستغراق بكل حساب بل هو في الحساب الذي يكون فيه مناقشة وفرق بين المناقشة مناقشة الحساب او الحساب حساب المناقشة وبين - 00:08:12
الحساب اليسير بينهما فرق الحساب اليسير لا مناقشة فيه ولذلك قال ولكن ذلك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب اذا الحساب ينقسم الناس فيه الى قسمين حساب مناقشة وحساب عرض. اما حساب العرض فهو اليسير الذي ذكره الله تعالى في قوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا - 00:08:31
تاب مداره على العد والاحصاء فيحصى ما له من حسنات ويحصى ما له من سيئات لكن يتفضل الله تعالى عليه بمغفرة السيئات والتجاوز عنها فلا يبقى الا حسنات فترجح موازينه - 00:08:56
فيكون من الناجين وتثقل موازينه فيكون من المفلحين كما قال تعالى فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وهي التي اشار اليها قوله جل وعلا وينقلب الى اهله مسرورا. هذه العيشة - 00:09:13
الرابعة العيشة الهنية المرظية انه ينقلب الى اهله مسرورا والانقلاب هنا هو الذهاب و الاتيان ومقصوده باهله اما اهله من بني ادم ممن يأوي اليهم من زوجات وولد واما من - 00:09:31
هيأهم الله تعالى له في الاخرة من خدم وحور غيرهم ممن يصدق عليهم انه انهم اهله والاقرب والله اعلم ان الاهل هنا يراد به اهله في الدنيا ممن يقظي الله تعالى بسلامته ونجاته ودخوله الى الجنة - 00:09:57
فينقلب اليهم مسرورا اي مبتهجا فرحا مغتبطا بانعام الله تعالى عليه واحسانه اليه بان نجاه وتجاوز عن سيئاته وادخله برحمته في الجنة يقول جل وعلا وينقلبوا الى اهلهم سرورا هذا هو القسم الاول - 00:10:20
اما القسم الثاني فهو قوله واما من اوتي كتابه وراء ظهره ذكر المصنف رحمه الله حديث ثوبان انكم تعملون اعمالا ويوشك عندكم العالم العامل ها ايه واللي بعده العارف وانت - 00:10:42
ويوشك الغائب ان يتوب الى اهله مسرورا اه الى اهله فمسرور ومكظوم هذا الحديث اه مشار الى ضعفه كما ذكر اهل العلم من ضع في يحيى ابن عبد الحميد اماني - 00:11:10
وهو اه في اسناد الطبراني رحمه الله وهو ضعيف لكن هذا يكفي فيه ما قاله تعالى وينقلب الى اهله مسرورا نعم بعد ذلك ذكر القسم الثاني فقالوا اما من اوتي كتابه وراء ظهره - 00:11:30
وقوله واما من اوتي كتابه وراء ظهره اي بشماله من وراء ظهره تثنى يده الى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك فسوف يدعو ثبور اي خسارا وهلاكا. ويصلى سعيرا انه كان في اهله مسرورا. اي فرحا لا يفكر في العواقب ولا يخاف - 00:11:49
مما امامه فاعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل انه ظن ان لن يحور اي كان يعتقد انه لا يرجع الى الله ولا يعيده بعد موته. قاله ابن عباس قاله ابن عباس وقد هادته - 00:12:09
والحور هو الرجوع قال الله بلى ان ربه كان به بصيرا يعني بلى سيعيده الله كما بدأ ويجازيه على اعماله اه خيرها وشرها فانه كان به بصيرا اي عليما خبيرا - 00:12:24
يقول تعالى واما من اوتي كتابه وراء ظهره هذا هو القسم الثاني من اقسام الناس في ذلك اليوم وهو من يعطى كتابه اي مكتوبة وديوان عمله وراء ظهره اي من وراء ظهره - 00:12:43
وهذا لا يعارض ما جاء في سورة الحاقة في قوله تعالى واما من اوتي كتابه بشماله فانه لم يحدد الله جل وعلا هنا اليد التي يأخذ بها الكتاب انما حدد المكان الموضع - 00:13:01
انه يأخذه من وراء ظهره فهو يأخذه بشماله لكنه يأخذه من وراء ظهره فيجتمع باخذ الكتاب وصفين يفارقان اهل السعادة انه بالشمال وانه من وراء الظهر واخذه من وراء الظهر يوحي - 00:13:17
بعظيم الخيبة والخسارة الفشل الذي يكون عليه اصحاب هذا الكتاب حيث انهم يوارونه وراء ظهورهم بخلاف اهل الايمان والطاعة والاحسان فانهم يبتهجون بكتابهم غاية الابتهاج حتى يقول احدهم هاؤم اقرؤوا كتابي - 00:13:40
اني ظننت اني ملاقي الحسابية خذوا اقوم تم فعل بمعنى خذوا اقرؤوا كتابي فشتان بين من يبرز كتابه ويظهره ويطلب من الناس اخذه ليطالعوه وبين من يواريه وراء ظهره. شتان بين هذا وذاك - 00:14:06
والانسان يدرك هذا في حاله في اختبارات الدنيا فان من يكون متفوقا يفرح بنتيجته ما يكون من نظر الناس لها بل يسر بطلبها ويبرزها اما الاخر فهو ويواريها ويخفيها لان لا تقع اعين الناس على ضعفه ووهنه - 00:14:27
اذا قوله تعالى واما من اوتي كتابه وراء ظهره فهو استلام للكتاب بشماله كما قال بشماله من وراء ظهره جمعا بين اية آآ سورة الانشقاق وسورة الحاقة قال تثنى يده الى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك - 00:14:51
ثم قال فسوف يدعو ثبورا فسوف يدعو ثبورا اي هلاكا وخسارا وويلا كما قال الله تعالى في سورة الحق يقول واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوتي كتابي - 00:15:13
ولم ادري ما حسابي. يا ليتها اي الموتة السابقة كانت القاضية ما اغنى عني ماليا هلك عني سلطانية كل هذه الحسرة قبل ان ينزل به العقاب. خذوه فغلوه قبل ان ينزل به العقاب يجد هذا الالم العظيم - 00:15:31
للخسارة التي تكون بذلك الموقف يقول جل وعلا واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ثم قال ويصلى سعيرا اي يحرق بالسعير وهي النار نسأل الله السلامة منها - 00:15:50
يقول جل وعلا انه كان في اهله مسرورا اي هذه حال في الدنيا انه مسرور بمتعها منغمس في ملذاتها غافل عن عاقبتها وليس هذا ذما للسرور بالدنيا بل هذا ذنب للاقبال على الحياة الدنيا على وجه يظيع حق الله تعالى. اما - 00:16:09
البهجة والسرور التي هي فرح بنعمة الله فهذا لا يؤذم الله تعالى يقول ويا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل - 00:16:33
الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ويقول تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون كل هذا بيان ان المؤمن يدرك حياة طيبة سعيدة في الدنيا - 00:16:45
وانشراحا هذا لا يعني الا تناله المصائب وان لا يضيق صدره لكن عالم حياته فيه انشراح وبهجة وسرور بذكر الله وطاعته. خلاف ذاك الذي الذي كان في اهلهم سورة بما يكون من نعيم الدنيا وبهجتها وغرورها فيسخر ذلك في في معصية الله عز وجل - 00:17:06
وانظر الفرق بين الحالين هذا مسرور في الدنيا خائب في الاخرة وذاك حافظ قلبه وجوارحه عن معصية ربه في الدنيا تاركا لملذاتها مسرور في الاخرة. يقول جعان يقول جل وعلا انه كان في اهله مسورا انه ظن ان لن يحور - 00:17:29
اي ان لن يرجع ويبعث ولذلك قال اي كان يعتقد انه لا يرجع الى الله عز وجل ولا يعيد ولا يعيده بعد موته. وهذا ظنوا طائفة من المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:53
يظنون انه لا عودة بعد الموت فينكرون البعث كما قال تعالى وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوث وكانوا ينكرون البعث وهذا قول طائفة من المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:08
فلم يكونوا جميعا مقرين لم يكونوا جميعا مقرين بالبعث بل منهم فريق مكذب بالبعث ومنهم مقر هذا بيان لحال اولئك الذين انكروا البعث انه ظن ان لن يحور قال الله تعالى بلى بلى هنا - 00:18:23
هي في الاصل حرف جواب والمراد هنا نقض ذلك الظن وتكذيب ذلك الوهم وانه لا بد ان يعود ولذلك قال بلى ان ربه كان به بصيرا اي عالما عليما مطلعا على حاله وعمله ومآله والى ما يصير اليه بعد موته - 00:18:44
فلا يفوت منه شيء واذا كان كذلك فانه لن يفوته اعادته اذا شاء جل في علاه بلى ان ربه كان به بصيرا يحصي عليه اعماله ويعلم حاله ومآله وما تفرق من اجزائه - 00:19:11
فيأذن الله تعالى بجمعه ثم رده اليه ثم محاسبته على عمله. بلى ان ربه كان به بصيرا. يقول المفسر بلى سيعيده الله ما بدأه ويجازيه على اعماله خير على اعماله خيرها وشرها - 00:19:29
فانه كان به بصيرا اي عليما كبيرا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:19:47