التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فكنا قد فرغنا من سورة الفاتحة في هذه الليلة ان شاء الله تعالى نقرأ - 00:00:00ضَ
سورة البقرة فنسأل الله ان يرزقنا بركتها وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا سم الله يا اخي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال المؤلف رحمه الله - 00:00:14ضَ
سورة البقرة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الف امين ذلك الكتاب لا ريب فيه. هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة. ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة - 00:00:35ضَ
يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم. سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم - 00:01:19ضَ
عذاب عظيم الف لام ميم اختلف فيه وفي سائر حروف الهجاء في اوائل السور. وهي الف لام ميم صاد والف لام راء والف لام ميم راء وكاف ها يا عين صاد وطه وطه سين ميم وطا سين وياسين وصاد وقاف وحاء ميم وعين سين - 00:01:57ضَ
قاف ونون فقال قوم لا تفسر لانها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله الا الله. قال ابو بكر الصديق لله في كل كتاب سر وسره في القرآن فواتح السور وقال قوم تفسروا ثم اختلفوا فيها فقيل هي اسماء للسور وقيل اسماء لله وقيل اشياء اقسم الله بها - 00:02:21ضَ
وقيل هي حروف مقطعة من كلمات. فالالف من الله واللام من جبريل والميم من محمد صلى الله عليه وسلم. ومثل ذلك ففي سائرها وورد في الحديث ان بني اسرائيل فهموا انها تدل بعدد حروف - 00:02:47ضَ
ابي جاد على السنين التي تبقى هذه الامة. وسمع النبي صلى الله عليه وسلم منهم ذلك فلم ينكره وقد جمع ابو القاسم السهيلي عددها على ذلك بعد ان اسقط المكرر فبلغت تسعمائة وثلاثة - 00:03:04ضَ
بدال المصنف رحمه الله في تفسير سورة البقرة بالكلام على الف لام ميم ولم يتكلم عن البسملة لان البسملة قد تقدم الكلام عليها وهي اية في اول كل سورة وليست من - 00:03:23ضَ
الا في سورة النمل فالبسملة في اوائل السور ليست من السور انما تفتتح بها السور يقول رحمه الله الف لام ميم اختلف فيه فيه يعني في معناه وفي سائر حروف الهجاء في اوائل السور. وعدى - 00:03:35ضَ
تلك الحروف جمعا وذكر فيها قولين. القول الاول انها لا تفسير لها والقول الثاني ان لها تفسيرا القول الاول انه لا تفسير له ومعنى لا تفسير لها انه ليس لها معنى - 00:03:54ضَ
والقول الثاني ان لها تفسيرا والقائلون بان لها تفسيرا ذكروا جملة من الاقوال وهي اقوال مختلفة اما من قال بانه لا معنى لها فهو يقول هي من حروف الهجاء وحروف الهجاء في لسان العرب ليس لها معاني - 00:04:16ضَ
لكن الله تعالى لا يذكر شيئا في كتابه الا وله معنى وهذا ما اشار اليه فيما نقله عن آآ ابي بكر في قوله لله في كل كتاب سر و يحتمل كلام المؤلف رحمه الله في قوله لا تفسر - 00:04:47ضَ
ان لها معنى لكن لا يعلم فيكون هذا منضما الى القول الثاني ويحتمل انه لا تفسر لانه ليس لها معنى والذي يظهر انه يرى انه لها معنى لكنه لا يحدده فلذلك قال لانها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله الا الله - 00:05:11ضَ
وعلى هذا فالمؤلف اذا كنا فسرنا بقوله اذا قلنا ان قوله لا تفسير لها بمعنى انه ان لها معنى لكنه لا سبيل لمعرفته لانه من المتشابه فهذا يرجع الى القول الثاني - 00:05:37ضَ
وارجح القولين في مسألة الحروف المقطعة التي ابتدأت بها السور انه لا معنى لها وذكرت العلة في ذلك ان كلام العرب جار على ان هذه الحروف ليس لها معنى هل لها حكمة؟ الجواب نعم - 00:05:54ضَ
فلم يذكر الله عز وجل شيئا في كتابه الا وله فيه حكمة والحكمة ظاهرة في ان الله عز وجل ذكر في غالب موارد هذه الايات تمجيد الكتاب بعد ذكرها. صاد والقرآن ذي الذكر - 00:06:19ضَ
قاف والقرآن المجيد الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه ففي معظم هذه الايات يأتي تمجيد القرآن نصا يأتي ذكر القرآن تمجيدا بالنص وفي الموارد التي لم يذكر فيها القرآن - 00:06:35ضَ
تمجيدا بالنص تمجيده جاء بالمعنى كقوله تعالى نون والقلم وما يسطرون ما انت بنعمة ربك بكهن ولا مجنون معنى هذا الذي تتكلم به ايش وحي من رب العالمين كما قال الله تعالى ان هو الا وحي يوحى - 00:06:55ضَ
فالمقصود ان هذه الحروف الراجح من قول العلماء انه لا معنى لها ولكن لها حكمة وهو بيان ان هذا القرآن الذي هو من هذه الاحرف قرآن معجز لا يقوى الناس على الاتيان به. قرآن معجز فيه من المعاني والدلالات والهدايات والخيرات - 00:07:15ضَ
والانوار ما لا يحويه كتاب. ولا يطيقه بشر فهو من رب العالمين سبحانه وبحمده. وبهذا قال مجاهد بن جبر وهو من التابعين وقد عرظ القرآن على ابن عباس مرات يقف عند كل اية يسأله عنها - 00:07:40ضَ
اما القول الاخر بان لها معنى وانقسامهم الى قسمين القسم الاول الذي يقول لها معنى لا لا نعلمه وهو الذي قدمه المؤلف والثاني من عين لها معنى من انها اسماء للسور او اسماء لله - 00:08:00ضَ
فهذه كلها اقوال لا دليل عليها كلها اقوال لا دليل عليها وفيها من التكلفات ما فيها. نعم. قال واعراب هذه الحروف يختلف بالاختلاف في معناها يتصور ان تكون في موضع رفع او نصب او خفض - 00:08:17ضَ
فالرفع على انها مبتدأ او خبر ابتداء مضمر. والنصب على انها مفعولة بفعل مضمر. والخفض على قول من جعلها مقسما بها كقولك الله لافعلن وانما سكنت لانها لم يدخل عليها عامل يقتضي حركة فسكونها للوقف لا - 00:08:36ضَ
كقولك في العدد واحد اثنان. هذه الاوجه من اوجه الاعراب مبنية على ان لهذه حروف معاني فاذا قيل انه لا معنى لها فانه لا اعراب لها فتكون كما ذكر انه انها سكنت لاجل انه لا عامل فيها. يقتضي - 00:08:56ضَ
عملا نعم ذلك الكتاب هو هنا القرآن. وقيل التوراة والانجيل وقيل اللوح المحفوظ. والاول هو الصحيح الذي يدل عليه سياق الكلام. ويشهد له مواضع من القرآن المقصود فيها اثبات ان القرآن من عند الله وقوله تعالى تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين - 00:09:25ضَ
يعني القرآن باتفاق وخبر ذلك لا ريب فيه. وقيل خبره الكتاب. فعلى هذا اذا الصحيح في الكتاب المشار اليه في قول ذلك انه القرآن ولا يصوغ تفسيره بغير هذا لان - 00:09:50ضَ
هذه الاية في اوائل هذا الكتاب المبين والاشادة والبيان انما هو لهذا الكتاب الذي هذه اوائل اياته نعم واستدل ايضا بقوله في سورة الف لام ميم تنزيل السجدة بان المراد بالكتاب تنزيل الكتاب القرآن بالاتفاق - 00:10:11ضَ
فهو كذلك هنا نعم واشار اليه اشارة البعيد ذلك لعلو منزلته وسمو مكانته نعم قال وخبر ذلك لا ريب فيه. وقيل خبره الكتاب. فعلى هذا ذلك الكتاب جملة مستقلة. فيوقف عليها - 00:10:35ضَ
لا ريب في طيب ذلك هذا مبتدأ الكتاب خبر هذا وجه الوجه الثاني ان ذلك الكتاب ذلك مبتدأ والكتاب مبتدأ ثاني لا ريب فيه خبر المبتدأ الثاني والجملة الكتاب لا ريب فيه خبر المبتدأ الاول - 00:10:57ضَ
نعم وقوله لا لا ريب فيه اي لا شك انه من عند الله في نفس الامر وفي اعتقاد اهل الحق ولم يعتبر اعتقاد اهل الباطل فيه خبر لا فيوقف عليه - 00:11:18ضَ
وقيل خبرها محذوف فيوقف على لا ريب والاول ارجح لتعينه في قوله لا ريب فيه في مواضع اخر فان قيل فهلا قدم قوله فيه على الريب كقوله لا فيها غول. طيب قول لا ريب فيه - 00:11:34ضَ
اي ليس فيه شك فالريب هو الشك والتردد والشك المنفي عن القرآن هو الشك في خبره والشك في صدقه والشك في عدله والشك في انه من رب العالمين فيشمل كل هذه المعاني - 00:11:50ضَ
فلا شك فيه بوجه من الوجوه لا في خبره ولا في حكمه ولا في جزاءه ولا في انه من رب العالمين ولا في هداياته ولا في وعده كل ذلك لا ريب فيه - 00:12:12ضَ
اي لا يتطرق اليه ريب وريب هنا يشمل كل هذه الاوجه فليس فيه ريب بوجه من الوجوه قال رحمه الله لا ريب فيه اه قال فيه خبر لا فيوقف عليه فتقول ذلك الكتاب لا ريب فيه - 00:12:33ضَ
هدى للمتقين والوجه الثاني ان خبر لا ريب محذوف يفهم بالسياق وفيه هدى للمتقين جملة فيكون فتقف على لا ريب ثم تبتدئ الجملة بقوله فيه هدى للمتقين. لكن المؤلف قال والاول ارجح. يعني - 00:12:56ضَ
انه خبر؟ لا اه لتعينه في قوله لا ريب فيه في مواضع اخر. والذي يظهر ان ان كلا الوجهين سائغ. نعم الان يقول اذا كان لا ريب فيه كما رجح فيه خبر - 00:13:22ضَ
فلماذا لم يقدمه ويقول لا فيه ريب كما قال لا فيها غول وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر فلماذا لم يقدم؟ الجواب سم لا فيه لا تقصى الا لا يلزم التبعيض - 00:13:39ضَ
ما يلزم من فيه التبعية في هدى في كل ما جاء به. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم اه يهدي للتي هي اقوم فيشمله جميعه يعني ما ما ما فيها معنى التبعيض فيه - 00:14:08ضَ
تقول في في هذا المكان نور والنور يشمل كل المكان لا يلزم ان يكون في زاوية منه نعم لا ما فيها ابد هذا المعنى ما هو صحيح فيه لا تدل على التبعيض لغة - 00:14:24ضَ
نعم فالجواب فالجواب انه انما قصد نفي الريب عنه ولو قدم فيه لكان اشارة الى ان ثم كتابا اخر فيه ريب كما ان لا فيها غول اشارة الى ان خمر الدنيا فيها غول. وهذا المعنى يبعد قصده فلم يقدم الخبر - 00:14:43ضَ
يعني ليس المقصود حصر انتفاء الريب عن هذا الكتاب وانما المقصود نفي الريب عنه بخلاف لا فيها غول المقصود ان خمر الاخرة ليس فيها ما يغتال العقول بخلاف غيرها مما يشربه الناس في الدنيا هذا المقصود - 00:15:03ضَ
نعم هدى هنا بمعنى الارشاد لتخصيصه بالمتقين. ولو كان بمعنى البيان لعم كقوله هدى للناس طيب هدى للمتقين اظاف الهدى لاهل التقوى فما المقصود بالهدى هنا قيل المقصود بالهدى البيان - 00:15:28ضَ
وهو الذي نفاه المؤلف حيث انه قال لو كان المقصود البيان لا كان هدى لجميع الناس تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا فهو نذارة للناس كلهم وكما قال تعالى في في سورة البقرة ايضا هدى للناس - 00:15:50ضَ
وبينات من الهدى والفرقان في انزال القرآن شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فاظاف الهدى لجميع الناس فلو كان المقصود البيان لقال هدى للناس لكن اراد المتقين فدل ذلك على ان الهدى هنا هدى خاص وليس الهدى العام - 00:16:11ضَ
وهو سماها الارشاد وهو التوفيق والالهام وهذا الوجه الذي ذكره محتمل لكن ثمة وجه اخر تحتمل الاية ان اظافة الهدى للمتقين دون سائر الناس لاجل ان المتقين هم المنتفعون بهذا القرآن - 00:16:34ضَ
دون غيرهم كما قال الله تعالى ان هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا. مع انه نذارة للكل لكن الذي ينتفع بهذا الانذار من كان حي القلب فقصره على المتقين - 00:17:01ضَ
لانهم المنتفعون بهدايات القرآن. هدايات البيان والدلالة والارشاد وهدايات التوفيق والعمل فما ذكره رحمه الله من من وجه يحتمل ولكن الوجه الاخر ايضا له حضور قوة فيقال هدى للمتقين خاصة المتقين بالهدى لانهم المنتفعون به - 00:17:21ضَ
نعم سم لو قصر بالتقوى هذا اشارة ايضا في معنى اخر وهو ان من وسائل ادراك هدايات القرآن تكميل التقوى فبقدر ما مع الانسان من التقوى يفتح له في القرآن - 00:17:49ضَ
هذا معنى اخر وهو الذي دل عليه قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا نورا تستبينون تستبينون به الحقائق وتدركون به المعاني نعم هنا هو الارشاد عن العمل. اذا ارشدت الانسان عمل به اصطلاح يعني ماشي - 00:18:08ضَ
قال واعرابه خبر ابتداء او مبتدأ وخبره فيه عند من يقف لا ريب او منصوب على الحال والعامل فيه الاشارة هذه اوجه اعراب هدى اه اما ان يكون مبتدأ وخبره فيه على وجه واما ان يكون - 00:18:38ضَ
منصوبا على الحال والعامل فيه الاشارة ذلك الكتاب ذلك اسم الاشارة ذلك يكون عاملا فيه منصوبا على الحالية نعم قال يعني حال كونه هدى للمتقين قال للمتقين مفتعلين من التقوى وقد تقدم معناه في اللغات - 00:18:56ضَ
ثم قال رحمه الله نتكلم في التقوى في ثلاثة فصول. الاول في فضائله المستنبطة من القرآن وهي خمس عشرة. هذا الفصل بديع هذي الفصول الثلاثة فيها فوائد جيدة قد لا تقف عليها في غير هذا التفسير - 00:19:18ضَ
من حيث العرض والجمع نعم قال الاول في فضائله المستنبطة من القرآن وهي خمس عشرة الهدى لقوله هدى للمتقين. يعني من من من فوائد التقوى ما لها انه هدى سيذكر ان خمس عشرة - 00:19:41ضَ
فضيلة من فضائل التقوى كلها مستندة الى نصوص في القرآن الاول ما ذكره الله في هذه الاية هدى للمتقين والثاني النصرة لقوله ان الله مع الذين اتقوا والثالث الولاية لقوله الله ولي والله ولي المتقين. والرابع المحبة لقوله فان الله يحب المتقين. والخامس - 00:20:01ضَ
المعرفة لقوله ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. المقصود المعرفة اهل العلم والتمييز بين الهدى والضلال والحق والباطل نعم والسادس المخرج من الغم. والسابع الرزق من حيث لا يحتسب لقوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا الاية - 00:20:29ضَ
والثامن وتيسير الامور لقوله وما الاية التي فيها ويرزقه من حيث لا يحتسب. لذلك جمعت الاثنين في سياق واحد المخرج من الغم يجعل له مخرجا والرزق من حيث لا يحتسب يرزقه من حيث لا يحتسب - 00:20:50ضَ
نعم والثامن وتيسير الامور لقوله ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. والتاسع غفران الذنوب والعاشر اعظام الاجور لقوله ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا والحادي عشر تقبل الاعمال لقوله انما يتقبل الله من المتقين. والثاني عشر تقبل الاعمال الرضا بها - 00:21:06ضَ
والاثابة والاثابة عليها هذا معنى تقبل الاعمال قبولها الرظا عنها او بها والاثابة عليها نعم والثاني عشر الفلاح لقوله واتقوا الله لعلكم تفلحون والثالث عشر البشرى لقوله لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. والبشرى هي ما تسر به نفوسهم - 00:21:31ضَ
وينقشع عنهم بها ما يكرهون فلهم البشرى اي ما يسرون به من ادراك ما يؤملون والامن مما يخافون هذا معنى البشرى ايش قلنا ما تسر به نفوس من ادراك ما يؤملون - 00:21:57ضَ
والامن مما يخافون الله يجعلنا واياكم من اهل البشرى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة يا الله من فضلك الرابع عشر دخول الجنة لقوله للمتقين عند ربهم جنات النعيم - 00:22:24ضَ
الخامس عشر لقوله النجاة من النار لقوله ثم ننجي الذين اتقوا هذا جمع بديع ولو ان الانسان يعني ظبط هذه المعاني وحدث بها اهله واخوانه ومن يجالس او في آآ موعظة - 00:22:40ضَ
او خطبة لاجتمع خير عظيم في بيان منافع وفوائد التقوى وهي مستنبطة من دلالات الايات نعم الفصل الثاني الفصل الثاني البواعث على التقوى عشرة. يعني ما يجعل انسان في زمرة المتقين ما يكسبك التقوى - 00:22:58ضَ
اعمال عشرة. يقول رحمه الله قال خوف العقاب الاخروي ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر الاخرة عقابا ونعيما والقرآن يذكر النار والجنة كثيرا والغفلة عن ذكر الجنة والنار - 00:23:20ضَ
اه مما يظعف آآ الباعث على العمل والحامل على ترك ما حرم الله وما عنه زجر فلذلك ينبغي ان لا يغيب عن الانسان ذكر الجنة والنار نعم وخوف العقاب الدنيوي - 00:23:40ضَ
ورجاء الثواب الدنيوي ورجاء الثواب الاخروي. وخوف الحساب والحياء من نظر الله وهو مقام المراقبة. والشكر على نعمه بطاعته والعلم لقوله انما يخشى الله من عباده العلماء. وتعظيم جلال الله وهو مقام الهيبة. وصدق المحبة فيه لقول القائل - 00:24:00ضَ
تعصي الاله وانت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع. لو كان حبك صادقا لاطعته. ان المحب لمن يحب مطيع ولله در القائل قالت وقد سألت عن حال عاشقها بالله صفه ولا ولا تنقص ولا تزدي. فقلت لو - 00:24:20ضَ
انا رهن الموت من ظمأ وقلت قف عن ورود الماء لم يرد هذه البواعث على التقوى وهي الخوف والرجاء وهذان جناحان يطير بهما الانسان في سيره الى الله عز وجل. الخوف - 00:24:40ضَ
والرجاء و من جملة الخوف الخوف من الحساب هذا منظم الى الخوف والحياء من نظر الله وتعظيم جلاله هذه كلها مندرجة في تعظيم الله عز وجل والمحبة و كمال هذه المعاني كلها كمال - 00:24:58ضَ
هذه المعاني كلها يدرك بالعلم ولذلك قال انما يخشى الله من عباده العلماء. فنختصر هذه العشرة في الخوف والرجاء والمحبة والتعظيم وذلك كله يتحقق بالعلم بالله فبقدر ما عندك من العلم بالله - 00:25:27ضَ
تدرك من خوفه ومحبته ورجائه وتعظيمه نعم الفصل الثالث درجات التقوى خمس ان يتقي العبد الكفر وذلك مقام الاسلام. وان يتقي المعاصي والمحرمات وهو مقام التوبة. وان يتقي الشبهات وهو مقام - 00:25:52ضَ
وان يتقي المباحات وهو مقام الزهد وان يتقي حضور غير الله على قلبه وهو مقام المشاهدة. الذي وهو مقام هذي مراتب التقوى ان يتقي الكفر بتركه وذلك بتحقيق خصال الايمان - 00:26:13ضَ
ان يتقي المعاصي والمحرمات بتجنبها ابتداء والتوبة منها اذا تورط فيها. واذا قال وهو مقام التوبة وان يتقي الشبهات وهو مقام الورع وذلك بان يترك ما يخشى ضرره في الاخرة هذا الورع ترك ما يخاف ضرره في الاخرة هذا الورع - 00:26:31ضَ
وان يتقي المباحات وهو مقام الزهد. والمقصود تقوى المباحات الاسراف فيها والاشتغال بها عما ينفعه وهذا هو الزهد تركه هو الزهد الذي معناه ترك ما لا ينفع في الاخرة. تعرف الفرق بين الورع وبين الزهد؟ الزهد - 00:26:57ضَ
الورع ترك ما يضر في الاخرة والزهد ترك ماذا ينفع في الاخرة وان يتقي حضور غير الله في قلبه وهو مقام المشاهدة وهذا هو الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك - 00:27:21ضَ
نعم للذين يؤمنون بالغيب الذين يؤمنون بالغيب فيه قولان يؤمنون بالامور المغيبات كالاخرة وغيرها فالغيب على هذا بمعنى الغائب. اما تسمية مصدرك عدل واما تخفيفا من فعيل كميت والاخر والاخر يؤمنون في حال غيبتهم اي باطنا وظاهرا - 00:27:41ضَ
وبالغيب على القول الاول يتعلق بيؤمنون. وعلى السامي في موضع الحال. طيب الذين يؤمنون بالغيب الغيب يحتمل واحد من معنيين المعنى الاول يؤمنون بالمغيبات من الايمان بالله والايمان بالملائكة والايمان باليوم الاخر المغيبات التي جاء بها الخبر في القرآن - 00:28:11ضَ
والمعنى الثاني للغيب اي انهم يؤمنون بالله عز وجل في حال شهود في حال الشهود بين الناس وفي حال الغيبة والخلوة فهم يخشون الله في الغيب والشهادة في المغيب وفي الشهادة. اي وفي الحضور - 00:28:34ضَ
هذا معنى قوله الذين يؤمنون بالغيب ذكر هذين المعنيين ثم قال على والغيب على القول الاول يتعلق بيؤمنون. اي يقرون بالمغيبات التي جاء بها الخبر. فيقرون بالملائكة بالرسل الذين لم يدركوهم بالله - 00:28:57ضَ
باليوم الاخر بالجنة بالنار يقرون بها. فيكون فيكون الغيب آآ يتعلق بيؤمنون وعلى الثاني في موضع حال اي يؤمنون حال مغيبهم فتكون في موضع الحال فيكون يؤمنون حال حال غيبتهم - 00:29:15ضَ
بالغيب يعني حالة غيبتهم نعم قال ويجوز في الذين ان يكون خفضا على النعت او نصبا على اظمار فعل او رفعا على انه خبر ابتداء. هذي اوجه قوله اوجه اعراب آآ قوله الذين يؤمنون بالغيب - 00:29:38ضَ
الذين يحتمل فيها الوصف فتكون خفظا لقوله هدى للمتقين الذين فيكن الذين وصف للمتقين فيكون على الخفظ او نصبر على اظمار فعل يعني هدى للمتقين اعني الذين يؤمنون بالغيب او ما اشبه ذلك من الافعال المظمرة - 00:29:58ضَ
الثالث على الرفع على انه خبر ابتداء فيكون على فيكون تقدير ذلك هدى للمتقين هم الذين يؤمنون بالغيب فيكون الذين خبر مبتدأ محذوف او مقدر نعم يقول قال ويقيمون الصلاة اقامتها عملها. من قولك قامت السوق - 00:30:22ضَ
وشبه ذلك والكمال والمحافظة عليها في اوقاتها بالاخلاص لله في فعلها. وتوفية شروطها واركانها وسننها وفضائلها وحضور القلب القلب والخشوع فيها وملازمة الجماعة في الفرائض والاكثار من النوافل هذا معنى الاقامة على وجه الكمال الاتيان بها كاملة قائمة - 00:30:51ضَ
في شروطها واركانها وواجباتها وسائر حقوقها. نعم ينفقون فيه ثلاثة اقوال. الزكاة لاقترانها مع الصلاة. والثاني انه التطوع. والثالث العموم وهو الارجح لانه لا دليل على التخصيص ويشمل قوله الذين نعم ويقيمون الصلاة واما رزقناهم ينفقون ان كل نفقة مشروعة - 00:31:13ضَ
واجبة ومستحبة الزكاة والنفقة على الاهل الصدقات كلها داخلة في هذا. ذكر الايمان بالغيب بين يدي اقام الصلاة وايتاء الزكاة اشارة الى انه لا يتحقق الاقامة الكاملة للصلاة والانفاق الا من قلب مؤمن - 00:31:43ضَ
لانك تقوم وتصلي وتركع وتسجد لشيء لا تراه شيء لشيء تؤمن به في قلبك وهو الله جل في علاه تبذل المال سواء زكاة او صدقة او نفقة لا لمصلحة لا سيما الزكاة والصدقة - 00:32:06ضَ
ليس ثمة شيء يحملك على بذل هذا المال الا الايمان بالغيب وهو الله جل في علاه فثمة ارتباط وثيق بين الايمان بالقلب والايمان بالعمل ثم قال تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك هذه الاية هي اخر ما ذكره الله في اوصاف المؤمنين نقرأها يقول - 00:32:30ضَ
قال والذين يؤمنون اختلف هل هم المذكورون قبل فيكون من عطف الصفات او هم غيرهم وهم من اسلم من اهل الكتاب فيكون عطفا للمغايرة لان العطف يكون عطف الصفات تقول جاء الرجل والكريم والشهم - 00:32:53ضَ
بادلوا وما الى ذلك من الاوصاف ها تصف شخصا واحدا وقد تقول جاء الرجل الكريم او تقول جاء الكريم والشهم والبطل والمقدام وهم متفرقون فتكون الواو هنا للمغايرة فقول والذين هل هم اولئك الذين وصفوا سابقا؟ امهم اخرون؟ يقول قولان - 00:33:17ضَ
اه او مبتدأ وخبره الجملة بعده. يقول بما انزل اليك يقول او هم غيرهم وهم من اسلم. وهم او هم غيرهم وهم من اسلم من لاهل الكتاب فيكون عطفا للمغايرة - 00:33:45ضَ
او مبتدأ وخبره الجملة بعده والذي يظهر والله تعالى اعلم انه انه عطف صفات لان المتقين يؤمنون بما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وبما انزل قبل كما قال الله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه - 00:33:58ضَ
ورسله الايمان بكل ما انزل على الرسل السابقين. نعم قوله بما انزل اليك القرآن. وما انزل من قبلك التوراة والانجيل وغيرهما وغيرهما من كتب الله تعالى طيب هذا اول صنف من اصناف الناس - 00:34:23ضَ
ذكرهم الله تعالى في في سورة البقرة بعد ذكر الكتاب فالكتاب جاء فانقسم الناس فيه ثلاثة اقسام مؤمنون به وهم الذين اشاد بهم وقدم ذكرهم كافرون وهم الذين قال الله تعالى فيهم ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم هم لا يؤمنون - 00:34:44ضَ
وقسم ثالث وهم المنافقون الذين ترددوا بين الايمان والكفر فلم يحصل منهم الايمان في الحقيقة بل اظهروه وابطلوا خلافه قال قوله ان الذين كفروا الاية فيمن سبق القدر انه لا يؤمن كابي جهل - 00:35:09ضَ
فان كان الذين للجنس فلفظها عام يراد به الخصوص. وان كان للعهد فهو اشارة الى قوم باعيانهم وقد اختلف فيهم فقيل المراد من قتل ببدر من كفار قريش. وقيل المراد حيي بن اخطب وكعب بن الاشرف اليهوديان - 00:35:34ضَ
الذي يظهر ان المراد عموم من كفر فالذين للجنس وليس اللفظ عاما اريد به الخصوص بل اللفظ عام اريد به العموم وهذا هو القسم الثاني من اقسام الناس في كتاب الله عز وجل الذي اشاد به في قول ذلك الكتاب لا ريب فيه - 00:35:52ضَ
نعم هؤلاء هؤلاء هذا القسم الثاني من اقسام الناس هؤلاء الفئة من فئات الناس سواء عليه ما انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون يقول الله تعالى سواء عليهم يعني يستوي في حقهم. الانذار من عدمه. يقول المصنف - 00:36:12ضَ
قال سواء خبر خبر ان اانذرتهم كخبر الاية والذي ان الذين كفروا. نعم سواء خبر ان اانذرتهم فاعل به لانه في تقدير المصدر او سواء مبتدع وانذرتهم خبرا او العكس وهو احسن - 00:36:35ضَ
ولا يؤمنون يعني هذا فيه عدة اوجه ان الذين كفروا سواء هذا خبر المبتدأ الذين خبر اسم ان. خبرين. خبر ان. الاسم الذي سواء خبر ان. ان الذين هذا الاسم اسمها - 00:37:07ضَ
وسواء خبرها ومعناه ان الذين كفروا مستو او يستوي عليهم انذارك من عدمه. هذا الوجه الاول الذي ذكره وقوله وائنذرتهم فاعل به لانه اسم مصدر عمل عمل فعله فيكون انذرتهم آآ فاعل لانه على تقدير مصدر - 00:37:25ضَ
او الخيار الثاني سواء ان الذين كفروا تكون الجملة سواء هي خبر ان. فيكون سواء عليهم اانذرتهم؟ هذه جملة واقعة في محل رفع خبر ان ويكون سواء مبتدأ وانذرتهم خبره او العكس. يعني انذرتهم خبر اانذرتهم خبر وسواء اه - 00:37:51ضَ
انذرتهم مبتدأ وسواء خبر مقدم وهو احسن نعم قوله ولا لا يؤمنون على هذه الوجوه استئناف للبيان او للتأكيد او خبر بعد خبر او تكون الجملة اعتراضا ولا يؤمنون الخبر - 00:38:18ضَ
يعني هذه اوجه لا لا لا يؤمنون اما ان استئناف للبيان ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. استأنف خبرا جديدا وهذا هو الاصل. او للتأكيد لانه قال ان الذين كفروا - 00:38:34ضَ
فاخبر بكفرهم فيكون هذا تأكيدا. نعم والاقرب انه آآ استئناف. لان الكلام اذا دار بين ان يكون تأسيس او تأكيد فالاصل انه تأسيس طيب او تكون خبرا بعد خبر او خبر بعد خبر او تكون الجملة - 00:38:49ضَ
اعتراضا نعم فيقول فيكون المعنى ان الذين كفروا لا يؤمنون. وقول سواء عليهم انذرتهم ولم تنذرهم جملة معترضة نعم والهمزة في وهذا تقريب هذه الاوجه يفيد اولا في تطبيق علم اللغة - 00:39:09ضَ
وينعكس هذا على الفهم في ادراك المعاني. فبعض هذه الاختلافات في اوجه اعراب آآ الايات تؤثر على معانيها وتفيد معاني زائدة نعم ختم والهمزة فيها انذرتهم لمعنى التسوية قد انسلخت من معنى الاستفهام - 00:39:30ضَ
وختم الاية تعليل لعدم ايمانهم. وهو عبارة عن اضلالهم فهو مجاز. وقيل حقيقة وان القلب كالكف يقبض مع زيادة ضلال اصبعا اصبعا حتى يختم عليه والاول ابرع وعلى سمعهم معطوف على قلوبهم. فيوقف عليه - 00:39:55ضَ
والظاهر والله اعلم انه انه حقيقة انه الحقيقة ختم حقيقي ولكنه معنوي نعم وقيل الوقف على قلوبهم والسمع راجع الى ما بعد. في قوله وعلى سمعه ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم - 00:40:15ضَ
يقول رحمه الله وعلى سمع معطوف على قلوبهم فيكون الختم على القلوب وعلى الاسماء فيوقف عليه وقيل الوقف على وقيل الوقف على قلوبهم والسمع راجع الى ما بعده. فيكون وعلى اسماعهم - 00:40:37ضَ
وختم الله على قلوبهم تقف وعلى اسماعهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة فتكون الغشاوة على الاسماع والابصار. نعم والاول ارجح لقوله وختم على سمعه وقلبه ارجح لدلالة الاية الاخرى في سورة الجاثية. فجعل الختم نصيب الاسماء - 00:40:56ضَ
وهذا الاقرب والله تعالى اعلم لان الغشاوة قد يدرك الانسان منها شيئا لكن الختم هو اغلاق وايصاد ومنع كلي نعم على ان اسمعه القلوب قوله غشاوة مجاز باتفاق وفيه دليل على وقوع ليس باتفاق انما - 00:41:17ضَ
مجاز في قول وحقيقة والحقيقة ان ان القول بالمجاز في مثل هذه المعاني يعني هو آآ اختلاف لفظي والا في الحقيقة الغشاوة هي ما يستر عين القلب عن الرؤية فهي غشاوة معنوية وليست حسية - 00:41:43ضَ
لكن لما كانت الحقيقة هي ان تكون الغشاوة محسوسة قالوا ان الغشاوة التي على الاعين مجاز وفيه دليل قال وفيه دليل على وقوع المجاز في القرآن خلافا لمن منعه ووحد السمع لانه مصدر في الاصل والمصادر لا تجمع - 00:42:06ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد قضية المجاز قضية يطول فيها البحث وهي من مسائل علوم القرآن والصواب ان القرآن آآ انزله الله بلسانه العرب فينبغي ان يجري الانسان فيه على ما جرى عليه لسان العرب والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:42:28ضَ