الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. الاية الثالثة التي ذكر يا ايها يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا يؤتيكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم - 00:00:00
والله غفور رحيم هذه الاية الكريمة بينت فظل الاسلام ببيان الاجر والثواب المترتب عليه وهذا وجه يختلف عما دلت عليه الاية السابقة ففظل الاسلام في هذه الاية تبين بما رتبه الله عليه من عظيم الاجور - 00:00:17
العاجلة والآجلة فان الله تعالى قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله وهذا دين الاسلام يؤتيكم كيف لئن من رحمته اي يعطيكم نصيبين وحظين من رحمته فيضاعف لكم الرحمة - 00:00:42
ويجعل لكم نورا تمشون به والنور مما يحوزه اهل الاسلام في الدنيا وفي الاخرة في الدنيا يميزون به بين الحق والباطل وفي الاخرة يدركون به مواقع النجاة فيتنعمون بهذا النور في الدارين - 00:01:01
في الدنيا بمعرفة الحق وسلوك سبيله وفي الاخرة بالنجاة من الاهوال والسلامة من المعاطي بالعظام التي تكون في ذلك اليوم وهذا لا يكون الا لما فظله الله ورفع شأنه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتيكم كفلين من رحمته - 00:01:32
ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم ولا شك ان الاسلام يهدم ما كان قبله فمن فضائل الاسلام انه يجب ما كان قبله من سيء الاعمال قل للذين كفروا ان ينتهوا ايش - 00:01:55
يغفر لهم ما قد سلف وهذا من فضائل هذا الدين ثبتنا الله تعالى عليه وزادنا من انواره كل هذه الاوجه مما تبين به فضل الاسلام دلالة الايات على فضل الاسلام واضحة وهي ايضا دلالات مختلفة يعني فضل الاسلام الدلة الذي دلت عليه الاية الاولى غير فضل الاسلام - 00:02:15
ما الذي دلت عليه الثانية غير فضل الاسلام الذي دلت عليه الاية الثالثة ويمكن اجمالها في ان من فضل الاسلام اكمال الله تعالى له. وان الله تعالى اتم به النعمة على - 00:02:43
من اسلم وان الله رضيه اهل الاسلام وانه الذي امر به خاتم النبيين. وانه الذي تدين به سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وان الله عليه اجورا عظيمة ففيه مضاعفة الاجر. يؤتيكم كفلين من رحمته - 00:02:59
وفيه نيل النور الذي يستظاء به في الدنيا والاخرة. ويجعل لكم نورا تمشون به. والثامن من الفضائل الذي دلت عليه الايات مغفرة الذنوب والخطايا وهذه كلها فضائل عظيمة نسأل الله ان يبلغنا واياكم اياها وان يرزقنا من واسع فضله. ثم انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر - 00:03:30
ثاني ما استدل به على فضل الاسلام وهو النصوص النبوية الاحاديث النبوية وبدأها بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه وفيه فضل هذه الامة على غيرها من الامة وذكر فيه الحديث - 00:03:54
الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم مثالا لحال الامم مع امة محمد صلى الله عليه وسلم في الفضل والسبق. قال مثلكم ومثل اهل الكتابين اليهود والنصارى وخصهم بالذكر لانهم - 00:04:07
من اشرف الامم السابقة وهم اقرب الامم لامة الاسلام. وهم الذين بقوا حتى بعد ظهور الاسلام. فيوم ما باقية كمثل رجل استأجر اجيرا فقال من يعمل لعملا من غدوة الى نصف النهار على قيراط. القيراط هو الحوض - 00:04:26
والنصيب القيراط هو الحظ والنصيب وهذا هو المعنى اللغوي والاستعمال النبوي ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازة ثم تبعها حتى تدفن فله قيراطان وفي رواية اصغرهما كجبل احد يعني حظ ونصيب. واما اهل الفقه - 00:04:46
فلهم اصطلاح واهل المقاييس لهم اصطلاح في القيراط يختلف عما وردت به السنة والعبرة بالمعنى اللغوي الذي استعملته الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم وجرى به الاستعمال فعملت اليهود ثم قال من يعمل من نصف النهار الى صلاة العصر على قيراط - 00:05:16
فعمدت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فزاد في الاجر والثواب وهذا بيان لقول الله تعالى يؤتكم كفلين من رحمته. مضاعفة الاجور لاهل الاسلام. قال فانتم - 00:05:37
هم يعني اهل الفترة الثالثة من العمل فغضب غضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا فالمدد مختلفة في الطول والاجر متفاوت بين اهل الاسلام الذين هم اقل مدة على حسب ما دل عليه الحديث - 00:05:59
واكثر اجرا قال هل نقصتكم من اجركم شيئا؟ قالوا لا. قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء. من اشاء هذا الحديث فيه فضل الاسلام بالنظر الى انه ان الله فظله على - 00:06:23
امتين عظيمتين اليهود والنصارى وفيه ايضا ان الاجر الذي ينال اهل الاسلام افضل من اجور الامم السابقة والوجه الثالث الذي يدل عليه الحديث من جهة التفضيل التخصيص حيث خص الله تعالى هذه الامة بهذه الهبات - 00:06:41
اما الحديث الذي يليه فهو حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم يوم السبت وكان النصارى يوم الاحد - 00:07:15
والنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهذا فهدانا ليوم الجمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة هذا الحديث دلالته في الفضائل التي خص الله بها الاسلام - 00:07:30
ان الاسلام اكمل هداية من الامم المتقدمة اكمل هداية واكمل علم اكملوا هداية واكملوا علم ويتبعها انهم اكمل عمل فالاسلام اكمل وهداية والاسلام اكمل علم من الاديان السابقة والاسلام اكمل عمل مما تقدمه من الامم السابقة - 00:07:56
وهذا ايضا يتبعه الفضل المذكور ان هذه الامة مقدمة على غيرها لذلك قال نحن الاخرون في من اهل الدنيا زمانا والاولون يوم القيامة فظلا ومكانة وسبقا. وهذا الفضل الذي ذكره لهذه الامة - 00:08:28
انما هو بسبب ماذا يا اخوان سبب العلم والعمل وهو الهداية الى ما ضل عنه السابقون والعمل بمقتضى الهداية من تعظيم اليوم والعبادة فيه الذي ميز الله تعالى بهذه الامة عن غيرها - 00:08:54
اخر ما ذكر من الاحاديث احب الدين الى الله الحنيفية السمحة اشار الى انه في البخاري معلقا. فقال وفيه تعليقا يعني في صحيح البخاري تعليقا فليس موصولا انه قال اي النبي صلى الله عليه وسلم احب الدين الى الله - 00:09:12
الحنيفية السمحاء احب الدين الى الله احب ما تقرب به العبد الى الله في اعتقاده وفي عمله الحنيفية السبحة وجه الفظيلة وجه الفظيلة ان الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحنيفية السمحة. كما جاء في - 00:09:33
ما صح من حديث عائشة بعثت بالحنيفية السمحة فهو احب الاديان وهو الذي جاء به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه والحنيفية تتعلق بالتوحيد وكماله في عبادة الله وحده لا شريك له - 00:09:59
والسمحة تتعلق بالشريعة فالشريعة سمحة ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه الحنيفية في الاعتقاد والسماحة في العمل وبه بيان ما كملت به هذه الشريعة على سائر الشرائع. وهذه الرسالة على سائر - 00:10:18
الرسالات السابقة حيث جمعت الكمال في الاعتقاد والكمال في ايش والكمال في العمل. بعد ذلك ذكر المؤلف رحمه الله اثرين الاول حديث الاول عن ابي بن كعب والثاني عن ابي الدرداء رضي الله عنهما. اما الاثر الاول قال عليكم بالسبيل والسنة - 00:10:42
االزموا الصراط المستقيم وشرع سيد المرسلين فالسبيل هو الطريق الذي يوصل الى الغاية والمقصود وهو الصراط المستقيم والسنة هي الاعمال التي يشتغل بها سالك ذلك الطريق هي الاعمال التي يشتغل بها سالك الطريق - 00:11:08
قال فانه ليس من عبد على سبيل وسنة يعني على عقيدة صحيحة ومنهج سليم وعملا صالح وهي السنة ذكر الله ففاضت عينه. ذكر الله خاليا او في جمع لم يقيد ذلك - 00:11:41
بموضع ففاضت عيناه من خشية الله اي من اجلاله وتعظيمه والخوف منه فتمسها فتمسه النار. اي تصلاه النار فيسلم من النار ومسها وحسيسها وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله الا كان كمثل شجرة - 00:11:58
يابس كمثل شجرة يبس ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات منها عن هذه الشجرة ورقها وان اقتصد وان اقتصادا في سنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة والمقصود من هذا الاثر - 00:12:29
هو بيان ما تضمنه الحديث المعلق الذي ورد في قوله احب الدين الى الله الحنيفية السمحة وذكر منه من فضائله السلامة من النار. فلا سلامة لاحد الا بلزوم هدي سيد المرسلين صلوات الله - 00:12:54
والسلام عليه. اعتقادا وعملا ومنهج وطريقة وكذلك انه من موجبات حط الذنوب والخطايا اما اثر ابي الدرداء فقال يا حبذا نوم الاكياس يا حبذا نوم الاكياس وهذا يطلق في تميز من العمل حبذا يطلق فيما يرغب ويحب - 00:13:15
ويقصد لشريف منزلته ورفيع مكانته يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم نوم الاكياس اهل الالباب والبصائر والعقول هذا مقصوده بنوم الاكياس فالاكياس جمع كيس وهو الفطن الذي يدرك المصالح ويتوقى الشرور والمفاسد - 00:13:51
يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم فما داموا انهم على فطنة وبصيرة وصراط وسبيل وسنة صراط مستقيم وسبيل وسنة فنومه وافطارهم لا ينقص منزلتهم ولهذا ذكر اقتصادهم في العمل مع سلامة ما هم عليه من سبيل وسنة. كيف يغبى - 00:14:19
يغبنون سهر الحمقى وصومهم. اي كيف يسبقون سهر الحمقى وهم من لم يكن مخلصا او من كان في طريقه اعوجاج باحداث وبدعة وصومهم اي وما كانوا عليه من عمل وهذا يبين ان الفضل ليس للاعمال الخارجة عن هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. انما - 00:14:48
الفضل في لزوم السنة وان كان العمل قليلا قال ومثقال ذرة مع بر وتقوى ويقين بر صالح عمل وتقوى توقي الزلل ويقين كمال الايمان البر صلاح العمل والتقوى توقي الزلل تجنب الزلل - 00:15:18
واليقين كمال الايمان فمثقال ذرة مع توافر هذه الخصال الثلاثة يعني وزن ذرة من العمل مع هذه الثلاثة البر والتقوى واليقين اعظم وافضل ارجع عند الله من عبادة المغترين التي خلا منها كمال الايمان او تخلف فيها - 00:15:46
تجنب العصيان او لم يوفق فيها العامل الى سنة خير الانام بصالح العمل هذا ما ذكره المؤلف رحمه الله من النصوص والاثار المتعلقة بهذا الباب باب فظل الاسلام وهو قد احسن رحمه الله فيما جمع فقد جمع الاصول - 00:16:09
التي يتبين بها ما تميز الاسلام به عن غيره واصول محاسنه وذكر اصول محاسنه. رحمه الله تعالى وغفر له. ثم انتقل رحمه الله الى الباب الثاني وهو بيان وجوب الاسلام فقال - 00:16:35
قال رحمه الله باب وجوب الدخول في الاسلام وقول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقول الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه - 00:16:54
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. الاية قال مجاهد السبل البدع والشبهات وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اخرجاه - 00:17:14
وفي لفظ من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى - 00:17:33
قيل ومن يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى صلى الله عليه واله وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة. ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية - 00:17:48
ومطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليهريق دمه. رواه البخاري قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قوله سنة الجاهلية يندرج فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة اي في شخص دون شخص كتابية او - 00:18:08
ثنية او غيرهما من كل مخالفة لما جاء به المرسلون. وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا - 00:18:30
وروى محمد بن وضاح عن حذيفة انه كان يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول فذكره. وقال انبأنا كان ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال قال عبدالله يعني ابن مسعود رضي الله عنه ليس عام الا والذي بعده اشر منه. لا اقول عام امطر من عام - 00:18:50
ولا عام اخصب من عام ولا امير خير من امير خير من امير لكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فيهدم الاسلام ويسلم قوله رحم الله باب وجوب الاسلام اي - 00:19:15
وجوب التدين به. فبعد ان بين فضله رحمه الله فيما تقدم من النصوص بين ان لزومه والاخذ به عقيدة وعملا منهجا وطريقا وسبيلا وشرعة هو مما فرضه الله تعالى على عباده - 00:19:39
قال رحمه الله وقول الله وهذا مما لا خلاف فيه بين اهل العلم انه يجب على كل من بلغه دين الاسلام ان يتدين به ولا يقبل الله تعالى من احد سواه - 00:20:07
وذكر رحمه الله في تقرير الوجوب جملة من النصوص كما جرى في الباب السابق فذكر ثلاث ايات ذكر حديث آآ وذكر ثلاثة احاديث وذكر اثارا دالة على ما دلت عليه الايات. اما الايات فذكر قول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:20:22
وهو في الاخرة من الخاسرين هذه الاية الكريمة دالة على وجوب الاسلام وانه لا يقبل من احد دين سواه ووجه دلالة الاية ان الله تعالى اخبر ان من طلب واعتقد ودان بغير دين الاسلام فانه لن يقبل منه. وعدم القبول يدل على عدم الرضا - 00:20:51
كما يدل على المؤاخذة والمعاقبة فما لا يقبله الله مردود غير مرض وما لا يقبله الله يؤاخذ به صاحبه لان الله لا يرضى لعباده الكفر فاخبر عن عدم رضاه عن الكفر الموجب لمعاقبة من اشتغل بما لا يرضاه جل في علاه - 00:21:21
فهذا وجه دلالة الاية على وجوب الاسلام والاسلام هنا يشمل الاسلام العام والاسلام الخاص الاسلام العام الذي تشترك فيه جميع الرسالات الاسلام الشرعي العام والاسلام الشرعي الخاص وهو دين محمد صلى الله عليه وسلم - 00:21:48
وايضا ذكر من دلالته على وجوب الاسلام اثبات الخسار لمن لم يقبل دين الاسلام او لمن لم يطلب دين الاسلام. حيث قال وهو في الاخرة من الخاسرين وهذا عقوبة له - 00:22:11
نكمل ان شاء الله تعالى غدا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:22:31
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. الاية الثالثة التي ذكر يا ايها يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا يؤتيكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم - 00:00:00
والله غفور رحيم هذه الاية الكريمة بينت فظل الاسلام ببيان الاجر والثواب المترتب عليه وهذا وجه يختلف عما دلت عليه الاية السابقة ففظل الاسلام في هذه الاية تبين بما رتبه الله عليه من عظيم الاجور - 00:00:17
العاجلة والآجلة فان الله تعالى قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله وهذا دين الاسلام يؤتيكم كيف لئن من رحمته اي يعطيكم نصيبين وحظين من رحمته فيضاعف لكم الرحمة - 00:00:42
ويجعل لكم نورا تمشون به والنور مما يحوزه اهل الاسلام في الدنيا وفي الاخرة في الدنيا يميزون به بين الحق والباطل وفي الاخرة يدركون به مواقع النجاة فيتنعمون بهذا النور في الدارين - 00:01:01
في الدنيا بمعرفة الحق وسلوك سبيله وفي الاخرة بالنجاة من الاهوال والسلامة من المعاطي بالعظام التي تكون في ذلك اليوم وهذا لا يكون الا لما فظله الله ورفع شأنه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتيكم كفلين من رحمته - 00:01:32
ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم ولا شك ان الاسلام يهدم ما كان قبله فمن فضائل الاسلام انه يجب ما كان قبله من سيء الاعمال قل للذين كفروا ان ينتهوا ايش - 00:01:55
يغفر لهم ما قد سلف وهذا من فضائل هذا الدين ثبتنا الله تعالى عليه وزادنا من انواره كل هذه الاوجه مما تبين به فضل الاسلام دلالة الايات على فضل الاسلام واضحة وهي ايضا دلالات مختلفة يعني فضل الاسلام الدلة الذي دلت عليه الاية الاولى غير فضل الاسلام - 00:02:15
ما الذي دلت عليه الثانية غير فضل الاسلام الذي دلت عليه الاية الثالثة ويمكن اجمالها في ان من فضل الاسلام اكمال الله تعالى له. وان الله تعالى اتم به النعمة على - 00:02:43
من اسلم وان الله رضيه اهل الاسلام وانه الذي امر به خاتم النبيين. وانه الذي تدين به سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وان الله عليه اجورا عظيمة ففيه مضاعفة الاجر. يؤتيكم كفلين من رحمته - 00:02:59
وفيه نيل النور الذي يستظاء به في الدنيا والاخرة. ويجعل لكم نورا تمشون به. والثامن من الفضائل الذي دلت عليه الايات مغفرة الذنوب والخطايا وهذه كلها فضائل عظيمة نسأل الله ان يبلغنا واياكم اياها وان يرزقنا من واسع فضله. ثم انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر - 00:03:30
ثاني ما استدل به على فضل الاسلام وهو النصوص النبوية الاحاديث النبوية وبدأها بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه وفيه فضل هذه الامة على غيرها من الامة وذكر فيه الحديث - 00:03:54
الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم مثالا لحال الامم مع امة محمد صلى الله عليه وسلم في الفضل والسبق. قال مثلكم ومثل اهل الكتابين اليهود والنصارى وخصهم بالذكر لانهم - 00:04:07
من اشرف الامم السابقة وهم اقرب الامم لامة الاسلام. وهم الذين بقوا حتى بعد ظهور الاسلام. فيوم ما باقية كمثل رجل استأجر اجيرا فقال من يعمل لعملا من غدوة الى نصف النهار على قيراط. القيراط هو الحوض - 00:04:26
والنصيب القيراط هو الحظ والنصيب وهذا هو المعنى اللغوي والاستعمال النبوي ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازة ثم تبعها حتى تدفن فله قيراطان وفي رواية اصغرهما كجبل احد يعني حظ ونصيب. واما اهل الفقه - 00:04:46
فلهم اصطلاح واهل المقاييس لهم اصطلاح في القيراط يختلف عما وردت به السنة والعبرة بالمعنى اللغوي الذي استعملته الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم وجرى به الاستعمال فعملت اليهود ثم قال من يعمل من نصف النهار الى صلاة العصر على قيراط - 00:05:16
فعمدت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فزاد في الاجر والثواب وهذا بيان لقول الله تعالى يؤتكم كفلين من رحمته. مضاعفة الاجور لاهل الاسلام. قال فانتم - 00:05:37
هم يعني اهل الفترة الثالثة من العمل فغضب غضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا فالمدد مختلفة في الطول والاجر متفاوت بين اهل الاسلام الذين هم اقل مدة على حسب ما دل عليه الحديث - 00:05:59
واكثر اجرا قال هل نقصتكم من اجركم شيئا؟ قالوا لا. قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء. من اشاء هذا الحديث فيه فضل الاسلام بالنظر الى انه ان الله فظله على - 00:06:23
امتين عظيمتين اليهود والنصارى وفيه ايضا ان الاجر الذي ينال اهل الاسلام افضل من اجور الامم السابقة والوجه الثالث الذي يدل عليه الحديث من جهة التفضيل التخصيص حيث خص الله تعالى هذه الامة بهذه الهبات - 00:06:41
اما الحديث الذي يليه فهو حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم يوم السبت وكان النصارى يوم الاحد - 00:07:15
والنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهذا فهدانا ليوم الجمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة هذا الحديث دلالته في الفضائل التي خص الله بها الاسلام - 00:07:30
ان الاسلام اكمل هداية من الامم المتقدمة اكمل هداية واكمل علم اكملوا هداية واكملوا علم ويتبعها انهم اكمل عمل فالاسلام اكمل وهداية والاسلام اكمل علم من الاديان السابقة والاسلام اكمل عمل مما تقدمه من الامم السابقة - 00:07:56
وهذا ايضا يتبعه الفضل المذكور ان هذه الامة مقدمة على غيرها لذلك قال نحن الاخرون في من اهل الدنيا زمانا والاولون يوم القيامة فظلا ومكانة وسبقا. وهذا الفضل الذي ذكره لهذه الامة - 00:08:28
انما هو بسبب ماذا يا اخوان سبب العلم والعمل وهو الهداية الى ما ضل عنه السابقون والعمل بمقتضى الهداية من تعظيم اليوم والعبادة فيه الذي ميز الله تعالى بهذه الامة عن غيرها - 00:08:54
اخر ما ذكر من الاحاديث احب الدين الى الله الحنيفية السمحة اشار الى انه في البخاري معلقا. فقال وفيه تعليقا يعني في صحيح البخاري تعليقا فليس موصولا انه قال اي النبي صلى الله عليه وسلم احب الدين الى الله - 00:09:12
الحنيفية السمحاء احب الدين الى الله احب ما تقرب به العبد الى الله في اعتقاده وفي عمله الحنيفية السبحة وجه الفظيلة وجه الفظيلة ان الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحنيفية السمحة. كما جاء في - 00:09:33
ما صح من حديث عائشة بعثت بالحنيفية السمحة فهو احب الاديان وهو الذي جاء به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه والحنيفية تتعلق بالتوحيد وكماله في عبادة الله وحده لا شريك له - 00:09:59
والسمحة تتعلق بالشريعة فالشريعة سمحة ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه الحنيفية في الاعتقاد والسماحة في العمل وبه بيان ما كملت به هذه الشريعة على سائر الشرائع. وهذه الرسالة على سائر - 00:10:18
الرسالات السابقة حيث جمعت الكمال في الاعتقاد والكمال في ايش والكمال في العمل. بعد ذلك ذكر المؤلف رحمه الله اثرين الاول حديث الاول عن ابي بن كعب والثاني عن ابي الدرداء رضي الله عنهما. اما الاثر الاول قال عليكم بالسبيل والسنة - 00:10:42
االزموا الصراط المستقيم وشرع سيد المرسلين فالسبيل هو الطريق الذي يوصل الى الغاية والمقصود وهو الصراط المستقيم والسنة هي الاعمال التي يشتغل بها سالك ذلك الطريق هي الاعمال التي يشتغل بها سالك الطريق - 00:11:08
قال فانه ليس من عبد على سبيل وسنة يعني على عقيدة صحيحة ومنهج سليم وعملا صالح وهي السنة ذكر الله ففاضت عينه. ذكر الله خاليا او في جمع لم يقيد ذلك - 00:11:41
بموضع ففاضت عيناه من خشية الله اي من اجلاله وتعظيمه والخوف منه فتمسها فتمسه النار. اي تصلاه النار فيسلم من النار ومسها وحسيسها وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله الا كان كمثل شجرة - 00:11:58
يابس كمثل شجرة يبس ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات منها عن هذه الشجرة ورقها وان اقتصد وان اقتصادا في سنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة والمقصود من هذا الاثر - 00:12:29
هو بيان ما تضمنه الحديث المعلق الذي ورد في قوله احب الدين الى الله الحنيفية السمحة وذكر منه من فضائله السلامة من النار. فلا سلامة لاحد الا بلزوم هدي سيد المرسلين صلوات الله - 00:12:54
والسلام عليه. اعتقادا وعملا ومنهج وطريقة وكذلك انه من موجبات حط الذنوب والخطايا اما اثر ابي الدرداء فقال يا حبذا نوم الاكياس يا حبذا نوم الاكياس وهذا يطلق في تميز من العمل حبذا يطلق فيما يرغب ويحب - 00:13:15
ويقصد لشريف منزلته ورفيع مكانته يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم نوم الاكياس اهل الالباب والبصائر والعقول هذا مقصوده بنوم الاكياس فالاكياس جمع كيس وهو الفطن الذي يدرك المصالح ويتوقى الشرور والمفاسد - 00:13:51
يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم فما داموا انهم على فطنة وبصيرة وصراط وسبيل وسنة صراط مستقيم وسبيل وسنة فنومه وافطارهم لا ينقص منزلتهم ولهذا ذكر اقتصادهم في العمل مع سلامة ما هم عليه من سبيل وسنة. كيف يغبى - 00:14:19
يغبنون سهر الحمقى وصومهم. اي كيف يسبقون سهر الحمقى وهم من لم يكن مخلصا او من كان في طريقه اعوجاج باحداث وبدعة وصومهم اي وما كانوا عليه من عمل وهذا يبين ان الفضل ليس للاعمال الخارجة عن هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. انما - 00:14:48
الفضل في لزوم السنة وان كان العمل قليلا قال ومثقال ذرة مع بر وتقوى ويقين بر صالح عمل وتقوى توقي الزلل ويقين كمال الايمان البر صلاح العمل والتقوى توقي الزلل تجنب الزلل - 00:15:18
واليقين كمال الايمان فمثقال ذرة مع توافر هذه الخصال الثلاثة يعني وزن ذرة من العمل مع هذه الثلاثة البر والتقوى واليقين اعظم وافضل ارجع عند الله من عبادة المغترين التي خلا منها كمال الايمان او تخلف فيها - 00:15:46
تجنب العصيان او لم يوفق فيها العامل الى سنة خير الانام بصالح العمل هذا ما ذكره المؤلف رحمه الله من النصوص والاثار المتعلقة بهذا الباب باب فظل الاسلام وهو قد احسن رحمه الله فيما جمع فقد جمع الاصول - 00:16:09
التي يتبين بها ما تميز الاسلام به عن غيره واصول محاسنه وذكر اصول محاسنه. رحمه الله تعالى وغفر له. ثم انتقل رحمه الله الى الباب الثاني وهو بيان وجوب الاسلام فقال - 00:16:35
قال رحمه الله باب وجوب الدخول في الاسلام وقول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقول الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه - 00:16:54
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. الاية قال مجاهد السبل البدع والشبهات وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اخرجاه - 00:17:14
وفي لفظ من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى - 00:17:33
قيل ومن يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى صلى الله عليه واله وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة. ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية - 00:17:48
ومطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليهريق دمه. رواه البخاري قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قوله سنة الجاهلية يندرج فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة اي في شخص دون شخص كتابية او - 00:18:08
ثنية او غيرهما من كل مخالفة لما جاء به المرسلون. وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا - 00:18:30
وروى محمد بن وضاح عن حذيفة انه كان يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول فذكره. وقال انبأنا كان ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال قال عبدالله يعني ابن مسعود رضي الله عنه ليس عام الا والذي بعده اشر منه. لا اقول عام امطر من عام - 00:18:50
ولا عام اخصب من عام ولا امير خير من امير خير من امير لكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فيهدم الاسلام ويسلم قوله رحم الله باب وجوب الاسلام اي - 00:19:15
وجوب التدين به. فبعد ان بين فضله رحمه الله فيما تقدم من النصوص بين ان لزومه والاخذ به عقيدة وعملا منهجا وطريقا وسبيلا وشرعة هو مما فرضه الله تعالى على عباده - 00:19:39
قال رحمه الله وقول الله وهذا مما لا خلاف فيه بين اهل العلم انه يجب على كل من بلغه دين الاسلام ان يتدين به ولا يقبل الله تعالى من احد سواه - 00:20:07
وذكر رحمه الله في تقرير الوجوب جملة من النصوص كما جرى في الباب السابق فذكر ثلاث ايات ذكر حديث آآ وذكر ثلاثة احاديث وذكر اثارا دالة على ما دلت عليه الايات. اما الايات فذكر قول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:20:22
وهو في الاخرة من الخاسرين هذه الاية الكريمة دالة على وجوب الاسلام وانه لا يقبل من احد دين سواه ووجه دلالة الاية ان الله تعالى اخبر ان من طلب واعتقد ودان بغير دين الاسلام فانه لن يقبل منه. وعدم القبول يدل على عدم الرضا - 00:20:51
كما يدل على المؤاخذة والمعاقبة فما لا يقبله الله مردود غير مرض وما لا يقبله الله يؤاخذ به صاحبه لان الله لا يرضى لعباده الكفر فاخبر عن عدم رضاه عن الكفر الموجب لمعاقبة من اشتغل بما لا يرضاه جل في علاه - 00:21:21
فهذا وجه دلالة الاية على وجوب الاسلام والاسلام هنا يشمل الاسلام العام والاسلام الخاص الاسلام العام الذي تشترك فيه جميع الرسالات الاسلام الشرعي العام والاسلام الشرعي الخاص وهو دين محمد صلى الله عليه وسلم - 00:21:48
وايضا ذكر من دلالته على وجوب الاسلام اثبات الخسار لمن لم يقبل دين الاسلام او لمن لم يطلب دين الاسلام. حيث قال وهو في الاخرة من الخاسرين وهذا عقوبة له - 00:22:11
نكمل ان شاء الله تعالى غدا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:22:31