بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن قيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد فصل - 00:00:01
قال الدنيا كامرأة بغي. لا تثبت مع زوج واي انما تخطب الازواج ليستحسنوا عليها. فلا ترضى الا بالدياسة ميزت بين جمالها وفعالها فاذا الملاح وفعالها فاذا الملاحة بالقباحة بالقباحة لا تفي - 00:00:16
حلفت لنا الا تخون عهودنا فكأنها حلفت لنا الا تفي السير في طلبها سير في ارض مسبعة والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح المفروح به منها هو عين المحزون عليه - 00:00:38
الامها متولدة من لذاتها واحزانها من افراحها مآرب كانت في الشباب لاهلها عذابا فصارت في المشيب عذابا طائر الطبع الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذا التوصيف - 00:00:58
للدنيا لما ذكر رحمه الله هو توصيف يبين عدم قرر هذه الدنيا يبين سرعة تحولها وتغيرها وانها مهما استحسن اصحابها من حالها وشأنها فانها لا تقر على حال بل الدنيا - 00:01:21
بكل ما فيها من ملذات وبجميع ما يدركه اهلها من زخرف ومتاع فما هي الا متاع قليل كما قال جل وعلا في محكم كتابه في توصيف الدنيا وما آآ يدركه اهله - 00:01:51
من من حالها قال متاع قليل ولهم عذاب اليم وقد عدد الله تعالى الوان ما يدركه الناس في الدنيا من من متع وزينة وختم ذلك ببيان قلته قال تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين - 00:02:22
والقطع والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث بعد ذلك قال ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ما هو احسن وابهى وابقى واجمل من هذا الذي يدركه الناس في الدنيا - 00:02:50
قوله رحمه الله السير في طلبها اي في طلب الدنيا بان بان يجعلها الانسان همه وغايته سير في ارض مسبعة لكثرة ما يعترظ الانسان من المهلكات هذا معنى قوله رحمه الله - 00:03:11
في ارض مسبعة اي ارض كثيرة السباع يعترف فيها الانسان من صنوف المهلكات ما يهدده والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح لا يدري متى يهجم عليه المفروح به منها ما يفرح الانسان به من شأن الدنيا - 00:03:33
هو عين المحزون عليه لسرعة تحوله وزواله الامها وهو ما يكره الانسان وينافر طبعه متولدة من لذاتها و يظهر ذلك جليا في اللذات المحرمة فما يعقبها من الام يفوق ما يدركه الانسان من - 00:03:58
نعيمها وملاذها واحزانها من افراحها اي تنشأ من افراحها مآرب كانت في الشباب لاهلها عذابا يعني مستعذبة يتنعم بها اهلها فصارت في المشيب عذاب بما تكون من عواقب سيئة ان لم يتوبوا ويرجعوا الى الله عز وجل من سيء تلك الاعمال - 00:04:28
نعم قال رحمه الله طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك غير ان غير ان عين الهوى عمياء وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما ان عين السخط تبدي المساويا - 00:04:54
نسأل الله ان يبصرنا واياكم بالعواقب ويرزقنا البصيرة في مآلات الامور طائر الطبع يرحب الطائر يصاد بالحب يوضع له في موضع الصيد فيعمى لحرصه على الحبة عن المصيدة التي هي الشرك - 00:05:14
فيطغى حبه لي الحبة تعلق نفسه بها على ما يكتنفها من خطر وهو المصيدة ولذلك قال طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك اي اي الصيد المصيدة التي حبلت له غير ان عين الهوى عمياء لا تبصر - 00:05:42
ولو كان الذي امامها في الوضوح والظهور مثل الشمس انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ولذلك اذا غلب الهوى انطمست البصيرة وقد قيل حبك الشيء يعمي - 00:06:12
ويصم تعميك عن رؤية الخطر ويغلق اذنك عن سماع التحذير فلا تبصر خطرا ولا تعي تحذيرا قال وعين الرضا عن كل عيب كليلة اي لا تبصره لرظاها كما ان عين السخط - 00:06:32
تبدي المساوئ. نعم قال رحمه الله تزخرفت الشهوات لاعين الطباع فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب ووقع تابعوها في بيداء الحسرات فاولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون وهؤلاء يقال لهم كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون - 00:06:57
لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام بها فيها اماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الابد ولما استيقظوا من نوم الغفلة استرجعوا بالجد ما انتهبه العدو منهم في زمن البطالة - 00:07:23
فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد فقرب عليهم البعيد وكلما امرت لهم الحياة حلي لهم تذكر هذا يومكم الذي كنتم توعدون وركب سروا وركب سروا لا لا لا ايه اوروبا راكبين بالكسرة انا قلت وراك - 00:07:42
وركب سروا والليل ملق رواقه على كل مغبر المطالع قاتم حذو عزمات ضاعت الارض بينها فصار سراهم في ظهور العزائم تريهم نجوم الليل ما ما يبتغونه على عاتق الشعرى وها من - 00:08:15
ايمي اذا اطردت في في معرك الجد فصفوا رماح العطايا وقرا الصفور اذا طردت في معرك الجد قصفوا اذا اضطردت في معرك الجد قصفوا رماح العطايا في صدور المكارم. اللهم اعنا على ذلك - 00:08:42
هذا بيان ان الدنيا تتزين الناظرين اليها والناس في النظر اليها على نوعين منهم من تغره الحياة الدنيا فيغتر ببهائها وجمالها فيشتغل بها عن ما ينفعه في الدار الاخرة فيكون اشتغاله - 00:09:07
هلاكا لان الشارب من الدنيا كالشارب من البحر لا يروى وكالراكض وراء السراب لا يدرك مطلوبا ومن فتح الله عين قلبه وابصر حقيقتها جد فيما هو فيه واستدرك ما كان في زمن البطالة والكسل - 00:09:31
و رمى ببصره الى وعد الله وانه لا يخلف الميعاد جل في علاه وذكر ما ذكر رحمه الله من الابيات التي مثل بها حال السائل لغاية وغرظ في الدنيا فقال وركب سروا ركب يعني مجموعة - 00:09:55
من المسافرين سروا وهو المسير في الليل والليل ملق الرواق رواقه يعني قد غشى الارظ على كل مغبر المطالع قاتم يعني اشتدت فيه اشتدت فيه الظلمة ما الذي يجعلهم يسيرون في مثل هذا - 00:10:20
حدوا عزمات ضاعت الارض بينها جعلوا الحادي الحامل لهم على السير صدق العزائم بطلب ما يشتهون ووصول الوصول الى ما يريدون فصاروا فصاروا سراهم في ظهور العزائم السرى هو المسير في الليل - 00:10:41
لم يقطعوه بنوم او ثواني بل قطعوه بالعزائم الصادقة الراغبة في وصول غايتهم دليلهم في ذلك نجوم الليل تريهم نجوم الليل ما يبتغونه يعني الجهة التي يقصدون يهتدون بالنجوم وعلامات وبالنجم هم يهتدون. على عاتق الشعراء وها من نعائم وهذان من وهذان وهذه من النجوم التي يهتدى - 00:11:05
بها اذا اضطردت في معرك الجد قصفوا رماح العطايا في في صدور المكارم اي اذا جده اذا جدوا رموا اغراضهم اي ما يقصدونه العزم فادركوا بذلك العطايا وتصدروا الفضائل فنالوا العطايا - 00:11:34
و المكارم التي سعوا لها والمقصود ان الانسان ينبغي له ان يجد ويجتهد ويبذل طاقته ووسعه في الوصول الى ما يبتغيه من رضوان الله عز وجل ولا يتوانى بل يبذل كل ما يستطيع في تحصيل رضا مولاه - 00:12:07
ولا يستقل قليلا ولا يستكثر كثيرا فالقليل عند الله كثير والكثير الذي خلت منه النوايا الصادقة قليل فليضف الى الكثير صدق نية فانه لا يبلغ العبد قدر ربه مهما بلغ في التقوى والصلاح وما قدروا الله حق قدره. نعم فصل - 00:12:29
قال رحمه الله فصل من اعجب الاشياء ان تعرفه ثم لا تحبه وان تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة وان تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له. الكلام كله عن الله عز وجل. من اعجب الاشياء ان تعرفه. اي ان تعرف الله عز وجل وما له من - 00:12:53
الاسماء والصفات والكمالات ثم لا تحبه يعني ويكون العاقبة ان لا ينجذب قلبك اليه سبحانه وبحمده وان تسمع داعي الله ثم تتأخر عن الاجابة وان تعرف قدر الربح في معاملته وانه ربح عظيم. فضل كبير فوز مبين - 00:13:21
ثم ثم تعامل غيره وكل من عمل غير الله فهو خاسر ثم قال وان تعرف قدر غضبه. فيما اذا تركت امره ونهيه ثم تتعرض له بفعل ما نهاك وترك ما امرك - 00:13:43
يقول وان تذوق وانت ذوق الم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الانس بطاعته وانت ذوق عسرة القلب عند الخوض في غير حديث في غير حديث هو الحديث عنه. في غير حديثه - 00:14:03
والحديث عنه غير في غير حديثه يعني كتابة قرآنه والحديث عنه في غير حديثه والحديث عنه. ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته وانت ذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره. ولا تهرب منه الى نعيم الاقبال عليه والانابة اليه - 00:14:22
واعجب من هذا علمك انك لابد لك منه وانك احوج شيء اليه وانت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب هذي كلها عجائب حقيقة فان الم الوحشة في معصيته عظيم وكبير الانس في طاعته - 00:14:50
جليل ومن ذاق هذا وذاك عرف البول الشاسع بينهما لكن الهوى يغلب والشيطان يزين فتظهر القبائح بمظهر جذاب لكن العواقب فيها مهلكة حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات وان تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه. والحديث عنه - 00:15:15
يعني في غير تلاوة كلامه وفي غير ذكره ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته وان تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره فكل من تعلق بغير الله قلبه عذب - 00:15:45
من تعلق شيئا وكل اليه ووجد من الالم ما لا سكون معه ولا تهرب منه الى نعيم الاقبال عليه والانابة اليه واعجب من هذا يعني من كل ما تقدم علمك انك لابد لك منه فانت اليه فقير - 00:16:00
لا يكون شيء الا بفظله لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وانك احوج شيء اليه وانت عنه معرض في حين ان محتاج يقبل والمضطر لا ينفك عن السؤال والالحاح في حاجته - 00:16:19
لا يعلم لكن الانسان يستدرجه الشيطان ويصده حتى يعرض عن ربه الذي لا غنى به عنه فيكون عنه معرضا وفيما يبعده عنه راغبا. نعم قال رحمه الله فائدة ما اخذ العبد ما حرم عليه الا من جهتين - 00:16:39
احداهما سوء ظنه بربه وانه لو اطاعه واثره لم يعطه خيرا منه حلالا والثانية ان يكون عالما بذلك. وان من ترك لله شيئا اعاده خيرا منه. ولكن تغلب شهوته صابرة وهواه عقله - 00:17:02
الاول من ضعف علمه والثاني من ضعف عقله وبصيرته قال يحيى بن معاذ ما هو عندك قال رحمه الله فصل قال قوله رحمه الله ما اخذ العبد ما حرم عليه الا من جهتين يعني لم يقع الانسان في المحرم سواء كان المحرم مالا او - 00:17:24
شهوة فرج او شهوة بطن او شهوة قول محرم ما تورط الانسان في شيء من المحرمات الا اما عن نقص علم واما عن نقص عزم وارادة اما الاول قال سوء ظنه بربه - 00:17:54
وانه لو اطاعه واثره لم يعطه خيرا منه حلالا ولو ايقن ان الله سيعيضه عن الحرام شيئا لا يدركه شيئا من اللذة لا يدركه بغير الطاعة لما اقبل على المحرم. وهذا ما قاله جل في علاه - 00:18:17
قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ايش ذلك ازكى لهم ذلك اذكى لهم والزكاة هو ما يدركه الانسان من نعيم الطاعة والانس الاستجابة لامر الله تعالى فاذا ادرك وايقن ان الله سيعيظه - 00:18:38
ويعطيه بطاعته ما هو افضل من لذة المعصية كان ذلك عونا له على الترك اذا السبب الاول سوء ظنه بربه ان الله لن يعطيه خيرا من ان يعطيه من الحلال ما يغنيه - 00:19:02
والثاني ان يكون عالما بذلك يعني هو مدرك ان الله سيعطيه اذا ترك معصيته شيئا من اللذة والبهجة تفوق ما يدركه بالمعصية لكن تغلب شهوته صبره فيضعف عزمه ويتبع هواه - 00:19:19
فالاول من ضعف علمه والثاني من ضعف عقله وبصيرته وعزمه وارادته قال يحيى ابن معاذ اذا المعصية يقع فيها الانسان اما عن سوء ظن بالله عز وجل واما عن ضعف في الارادة - 00:19:44
والعزم. نعم قال فصل قال يحيى ابن معاذ من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده. الله اكبر هذه بشرى بشرى عظيمة ان اي دعاء تجد قلبك حاضرا فيه - 00:20:02
تعظيما لربك والحاحا عليه في مطلوبك وليس باثم ولا قطيعة رحم فلن يرده الله سيجيبك الله تعالى الى سؤلك نعم فهو جل وعلا نعم المجيبون كما قال تعالى ولقد نادانا نوح - 00:20:23
فلنعم المجيبون سبحانه وبحمده فاي دعاء تجد هذا في اثناءه فابشر فهذه بشارة بالاجابة من جمع الله عليه قلبه اي احضر قلبه عند الدعاء في الدعاء. لم يرده لان حضور القلب من اعظم - 00:20:44
اسباب الاجابة نعم قلت قلت اذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوي رجاؤه الا يكاد يرد دعاؤه؟ الله اكبر. هذا من اسباب اجابة الدعاء حضور القلب الاضطرار والفاقة واظهار ذلك - 00:21:08
قوة الرجاء فيما عند الله وانه سيجيبك هذه ثلاثة اصول اضاف ابن القيم هنا على كلام يحيى بن معاذ امرين صدق الظرورة وقوة الرجع يقول فلا يكاد يرد دعاؤه فالله تعالى اكرم من ان يخيب من قصده - 00:21:32
وهذه حاله سبحانه وبحمده نعم قال فصل لما رأى المتيقظون سطوة الدنيا باهلها وخداع الامل لاربابه وتملك الشيطان قياد النفوس ورأوا الدولة للنفس الامارة لجأوا الى حصن التضرع والالتجاء. كما يأوي العبد كما يأوي العبد - 00:21:56
الى حرم سيده ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بالفتن اذا ظهرت وانتشرت قال الفتنة اي قال صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة الي العبادة زمن سطوة الدنيا او ظهور الفتن - 00:22:23
من اعظم ما يقي الانسان التورط في حبائل تلك الفتن لجأوا الى حسن التضرع والالتجاء تضرع الدعاء والالتجاء بالطاعة والعبادة. كما يأوي العبد المذعور الى حرم سيده فيجد امنا نسأل الله ان - 00:22:46
يؤمن يؤمننا واياكم مما نخاف وان يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن نعم قال شهوات الدنيا كلعب الخيال. ونظر الجاهل مقصور على الظاهر فاما ذو العقل فيرى ما وراء الستر - 00:23:05
وذلك بان يرى العواقب وما تؤول اليه الامور والخواتيم وقد قال جل في علاه في امتداح ابراهيم واسحاق ويعقوب ما ميزهم به؟ قال واخلصناهم بخالصة ذكر الدار وجعل ذكر الدار وهو الاخرة والعاقبة - 00:23:25
حاضرة في قلوبهم فاعانهم ذلك على طاعة ربهم واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار قوة ونفوذ بصر انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار اللهم اجعلنا منهم - 00:23:52
طيب نقف على هذا - 00:24:14
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن قيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد فصل - 00:00:01
قال الدنيا كامرأة بغي. لا تثبت مع زوج واي انما تخطب الازواج ليستحسنوا عليها. فلا ترضى الا بالدياسة ميزت بين جمالها وفعالها فاذا الملاح وفعالها فاذا الملاحة بالقباحة بالقباحة لا تفي - 00:00:16
حلفت لنا الا تخون عهودنا فكأنها حلفت لنا الا تفي السير في طلبها سير في ارض مسبعة والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح المفروح به منها هو عين المحزون عليه - 00:00:38
الامها متولدة من لذاتها واحزانها من افراحها مآرب كانت في الشباب لاهلها عذابا فصارت في المشيب عذابا طائر الطبع الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذا التوصيف - 00:00:58
للدنيا لما ذكر رحمه الله هو توصيف يبين عدم قرر هذه الدنيا يبين سرعة تحولها وتغيرها وانها مهما استحسن اصحابها من حالها وشأنها فانها لا تقر على حال بل الدنيا - 00:01:21
بكل ما فيها من ملذات وبجميع ما يدركه اهلها من زخرف ومتاع فما هي الا متاع قليل كما قال جل وعلا في محكم كتابه في توصيف الدنيا وما آآ يدركه اهله - 00:01:51
من من حالها قال متاع قليل ولهم عذاب اليم وقد عدد الله تعالى الوان ما يدركه الناس في الدنيا من من متع وزينة وختم ذلك ببيان قلته قال تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين - 00:02:22
والقطع والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث بعد ذلك قال ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ما هو احسن وابهى وابقى واجمل من هذا الذي يدركه الناس في الدنيا - 00:02:50
قوله رحمه الله السير في طلبها اي في طلب الدنيا بان بان يجعلها الانسان همه وغايته سير في ارض مسبعة لكثرة ما يعترظ الانسان من المهلكات هذا معنى قوله رحمه الله - 00:03:11
في ارض مسبعة اي ارض كثيرة السباع يعترف فيها الانسان من صنوف المهلكات ما يهدده والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح لا يدري متى يهجم عليه المفروح به منها ما يفرح الانسان به من شأن الدنيا - 00:03:33
هو عين المحزون عليه لسرعة تحوله وزواله الامها وهو ما يكره الانسان وينافر طبعه متولدة من لذاتها و يظهر ذلك جليا في اللذات المحرمة فما يعقبها من الام يفوق ما يدركه الانسان من - 00:03:58
نعيمها وملاذها واحزانها من افراحها اي تنشأ من افراحها مآرب كانت في الشباب لاهلها عذابا يعني مستعذبة يتنعم بها اهلها فصارت في المشيب عذاب بما تكون من عواقب سيئة ان لم يتوبوا ويرجعوا الى الله عز وجل من سيء تلك الاعمال - 00:04:28
نعم قال رحمه الله طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك غير ان غير ان عين الهوى عمياء وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما ان عين السخط تبدي المساويا - 00:04:54
نسأل الله ان يبصرنا واياكم بالعواقب ويرزقنا البصيرة في مآلات الامور طائر الطبع يرحب الطائر يصاد بالحب يوضع له في موضع الصيد فيعمى لحرصه على الحبة عن المصيدة التي هي الشرك - 00:05:14
فيطغى حبه لي الحبة تعلق نفسه بها على ما يكتنفها من خطر وهو المصيدة ولذلك قال طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك اي اي الصيد المصيدة التي حبلت له غير ان عين الهوى عمياء لا تبصر - 00:05:42
ولو كان الذي امامها في الوضوح والظهور مثل الشمس انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ولذلك اذا غلب الهوى انطمست البصيرة وقد قيل حبك الشيء يعمي - 00:06:12
ويصم تعميك عن رؤية الخطر ويغلق اذنك عن سماع التحذير فلا تبصر خطرا ولا تعي تحذيرا قال وعين الرضا عن كل عيب كليلة اي لا تبصره لرظاها كما ان عين السخط - 00:06:32
تبدي المساوئ. نعم قال رحمه الله تزخرفت الشهوات لاعين الطباع فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب ووقع تابعوها في بيداء الحسرات فاولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون وهؤلاء يقال لهم كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون - 00:06:57
لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام بها فيها اماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الابد ولما استيقظوا من نوم الغفلة استرجعوا بالجد ما انتهبه العدو منهم في زمن البطالة - 00:07:23
فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد فقرب عليهم البعيد وكلما امرت لهم الحياة حلي لهم تذكر هذا يومكم الذي كنتم توعدون وركب سروا وركب سروا لا لا لا ايه اوروبا راكبين بالكسرة انا قلت وراك - 00:07:42
وركب سروا والليل ملق رواقه على كل مغبر المطالع قاتم حذو عزمات ضاعت الارض بينها فصار سراهم في ظهور العزائم تريهم نجوم الليل ما ما يبتغونه على عاتق الشعرى وها من - 00:08:15
ايمي اذا اطردت في في معرك الجد فصفوا رماح العطايا وقرا الصفور اذا طردت في معرك الجد قصفوا اذا اضطردت في معرك الجد قصفوا رماح العطايا في صدور المكارم. اللهم اعنا على ذلك - 00:08:42
هذا بيان ان الدنيا تتزين الناظرين اليها والناس في النظر اليها على نوعين منهم من تغره الحياة الدنيا فيغتر ببهائها وجمالها فيشتغل بها عن ما ينفعه في الدار الاخرة فيكون اشتغاله - 00:09:07
هلاكا لان الشارب من الدنيا كالشارب من البحر لا يروى وكالراكض وراء السراب لا يدرك مطلوبا ومن فتح الله عين قلبه وابصر حقيقتها جد فيما هو فيه واستدرك ما كان في زمن البطالة والكسل - 00:09:31
و رمى ببصره الى وعد الله وانه لا يخلف الميعاد جل في علاه وذكر ما ذكر رحمه الله من الابيات التي مثل بها حال السائل لغاية وغرظ في الدنيا فقال وركب سروا ركب يعني مجموعة - 00:09:55
من المسافرين سروا وهو المسير في الليل والليل ملق الرواق رواقه يعني قد غشى الارظ على كل مغبر المطالع قاتم يعني اشتدت فيه اشتدت فيه الظلمة ما الذي يجعلهم يسيرون في مثل هذا - 00:10:20
حدوا عزمات ضاعت الارض بينها جعلوا الحادي الحامل لهم على السير صدق العزائم بطلب ما يشتهون ووصول الوصول الى ما يريدون فصاروا فصاروا سراهم في ظهور العزائم السرى هو المسير في الليل - 00:10:41
لم يقطعوه بنوم او ثواني بل قطعوه بالعزائم الصادقة الراغبة في وصول غايتهم دليلهم في ذلك نجوم الليل تريهم نجوم الليل ما يبتغونه يعني الجهة التي يقصدون يهتدون بالنجوم وعلامات وبالنجم هم يهتدون. على عاتق الشعراء وها من نعائم وهذان من وهذان وهذه من النجوم التي يهتدى - 00:11:05
بها اذا اضطردت في معرك الجد قصفوا رماح العطايا في في صدور المكارم اي اذا جده اذا جدوا رموا اغراضهم اي ما يقصدونه العزم فادركوا بذلك العطايا وتصدروا الفضائل فنالوا العطايا - 00:11:34
و المكارم التي سعوا لها والمقصود ان الانسان ينبغي له ان يجد ويجتهد ويبذل طاقته ووسعه في الوصول الى ما يبتغيه من رضوان الله عز وجل ولا يتوانى بل يبذل كل ما يستطيع في تحصيل رضا مولاه - 00:12:07
ولا يستقل قليلا ولا يستكثر كثيرا فالقليل عند الله كثير والكثير الذي خلت منه النوايا الصادقة قليل فليضف الى الكثير صدق نية فانه لا يبلغ العبد قدر ربه مهما بلغ في التقوى والصلاح وما قدروا الله حق قدره. نعم فصل - 00:12:29
قال رحمه الله فصل من اعجب الاشياء ان تعرفه ثم لا تحبه وان تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة وان تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له. الكلام كله عن الله عز وجل. من اعجب الاشياء ان تعرفه. اي ان تعرف الله عز وجل وما له من - 00:12:53
الاسماء والصفات والكمالات ثم لا تحبه يعني ويكون العاقبة ان لا ينجذب قلبك اليه سبحانه وبحمده وان تسمع داعي الله ثم تتأخر عن الاجابة وان تعرف قدر الربح في معاملته وانه ربح عظيم. فضل كبير فوز مبين - 00:13:21
ثم ثم تعامل غيره وكل من عمل غير الله فهو خاسر ثم قال وان تعرف قدر غضبه. فيما اذا تركت امره ونهيه ثم تتعرض له بفعل ما نهاك وترك ما امرك - 00:13:43
يقول وان تذوق وانت ذوق الم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الانس بطاعته وانت ذوق عسرة القلب عند الخوض في غير حديث في غير حديث هو الحديث عنه. في غير حديثه - 00:14:03
والحديث عنه غير في غير حديثه يعني كتابة قرآنه والحديث عنه في غير حديثه والحديث عنه. ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته وانت ذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره. ولا تهرب منه الى نعيم الاقبال عليه والانابة اليه - 00:14:22
واعجب من هذا علمك انك لابد لك منه وانك احوج شيء اليه وانت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب هذي كلها عجائب حقيقة فان الم الوحشة في معصيته عظيم وكبير الانس في طاعته - 00:14:50
جليل ومن ذاق هذا وذاك عرف البول الشاسع بينهما لكن الهوى يغلب والشيطان يزين فتظهر القبائح بمظهر جذاب لكن العواقب فيها مهلكة حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات وان تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه. والحديث عنه - 00:15:15
يعني في غير تلاوة كلامه وفي غير ذكره ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته وان تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره فكل من تعلق بغير الله قلبه عذب - 00:15:45
من تعلق شيئا وكل اليه ووجد من الالم ما لا سكون معه ولا تهرب منه الى نعيم الاقبال عليه والانابة اليه واعجب من هذا يعني من كل ما تقدم علمك انك لابد لك منه فانت اليه فقير - 00:16:00
لا يكون شيء الا بفظله لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وانك احوج شيء اليه وانت عنه معرض في حين ان محتاج يقبل والمضطر لا ينفك عن السؤال والالحاح في حاجته - 00:16:19
لا يعلم لكن الانسان يستدرجه الشيطان ويصده حتى يعرض عن ربه الذي لا غنى به عنه فيكون عنه معرضا وفيما يبعده عنه راغبا. نعم قال رحمه الله فائدة ما اخذ العبد ما حرم عليه الا من جهتين - 00:16:39
احداهما سوء ظنه بربه وانه لو اطاعه واثره لم يعطه خيرا منه حلالا والثانية ان يكون عالما بذلك. وان من ترك لله شيئا اعاده خيرا منه. ولكن تغلب شهوته صابرة وهواه عقله - 00:17:02
الاول من ضعف علمه والثاني من ضعف عقله وبصيرته قال يحيى بن معاذ ما هو عندك قال رحمه الله فصل قال قوله رحمه الله ما اخذ العبد ما حرم عليه الا من جهتين يعني لم يقع الانسان في المحرم سواء كان المحرم مالا او - 00:17:24
شهوة فرج او شهوة بطن او شهوة قول محرم ما تورط الانسان في شيء من المحرمات الا اما عن نقص علم واما عن نقص عزم وارادة اما الاول قال سوء ظنه بربه - 00:17:54
وانه لو اطاعه واثره لم يعطه خيرا منه حلالا ولو ايقن ان الله سيعيضه عن الحرام شيئا لا يدركه شيئا من اللذة لا يدركه بغير الطاعة لما اقبل على المحرم. وهذا ما قاله جل في علاه - 00:18:17
قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ايش ذلك ازكى لهم ذلك اذكى لهم والزكاة هو ما يدركه الانسان من نعيم الطاعة والانس الاستجابة لامر الله تعالى فاذا ادرك وايقن ان الله سيعيظه - 00:18:38
ويعطيه بطاعته ما هو افضل من لذة المعصية كان ذلك عونا له على الترك اذا السبب الاول سوء ظنه بربه ان الله لن يعطيه خيرا من ان يعطيه من الحلال ما يغنيه - 00:19:02
والثاني ان يكون عالما بذلك يعني هو مدرك ان الله سيعطيه اذا ترك معصيته شيئا من اللذة والبهجة تفوق ما يدركه بالمعصية لكن تغلب شهوته صبره فيضعف عزمه ويتبع هواه - 00:19:19
فالاول من ضعف علمه والثاني من ضعف عقله وبصيرته وعزمه وارادته قال يحيى ابن معاذ اذا المعصية يقع فيها الانسان اما عن سوء ظن بالله عز وجل واما عن ضعف في الارادة - 00:19:44
والعزم. نعم قال فصل قال يحيى ابن معاذ من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده. الله اكبر هذه بشرى بشرى عظيمة ان اي دعاء تجد قلبك حاضرا فيه - 00:20:02
تعظيما لربك والحاحا عليه في مطلوبك وليس باثم ولا قطيعة رحم فلن يرده الله سيجيبك الله تعالى الى سؤلك نعم فهو جل وعلا نعم المجيبون كما قال تعالى ولقد نادانا نوح - 00:20:23
فلنعم المجيبون سبحانه وبحمده فاي دعاء تجد هذا في اثناءه فابشر فهذه بشارة بالاجابة من جمع الله عليه قلبه اي احضر قلبه عند الدعاء في الدعاء. لم يرده لان حضور القلب من اعظم - 00:20:44
اسباب الاجابة نعم قلت قلت اذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوي رجاؤه الا يكاد يرد دعاؤه؟ الله اكبر. هذا من اسباب اجابة الدعاء حضور القلب الاضطرار والفاقة واظهار ذلك - 00:21:08
قوة الرجاء فيما عند الله وانه سيجيبك هذه ثلاثة اصول اضاف ابن القيم هنا على كلام يحيى بن معاذ امرين صدق الظرورة وقوة الرجع يقول فلا يكاد يرد دعاؤه فالله تعالى اكرم من ان يخيب من قصده - 00:21:32
وهذه حاله سبحانه وبحمده نعم قال فصل لما رأى المتيقظون سطوة الدنيا باهلها وخداع الامل لاربابه وتملك الشيطان قياد النفوس ورأوا الدولة للنفس الامارة لجأوا الى حصن التضرع والالتجاء. كما يأوي العبد كما يأوي العبد - 00:21:56
الى حرم سيده ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بالفتن اذا ظهرت وانتشرت قال الفتنة اي قال صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة الي العبادة زمن سطوة الدنيا او ظهور الفتن - 00:22:23
من اعظم ما يقي الانسان التورط في حبائل تلك الفتن لجأوا الى حسن التضرع والالتجاء تضرع الدعاء والالتجاء بالطاعة والعبادة. كما يأوي العبد المذعور الى حرم سيده فيجد امنا نسأل الله ان - 00:22:46
يؤمن يؤمننا واياكم مما نخاف وان يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن نعم قال شهوات الدنيا كلعب الخيال. ونظر الجاهل مقصور على الظاهر فاما ذو العقل فيرى ما وراء الستر - 00:23:05
وذلك بان يرى العواقب وما تؤول اليه الامور والخواتيم وقد قال جل في علاه في امتداح ابراهيم واسحاق ويعقوب ما ميزهم به؟ قال واخلصناهم بخالصة ذكر الدار وجعل ذكر الدار وهو الاخرة والعاقبة - 00:23:25
حاضرة في قلوبهم فاعانهم ذلك على طاعة ربهم واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار قوة ونفوذ بصر انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار اللهم اجعلنا منهم - 00:23:52
طيب نقف على هذا - 00:24:14