ثم قال بعد ذلك وقول الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء - 00:00:00
ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون قوله انني معكما اسمع وارى وقوله الم يعلم بان الله يرى وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. انه هو السميع العليم. وقوله - 00:00:22
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. في هذه الآيات الكريمات اثبات السمع والرؤية لله تعالى. وقد تقدم ذلك في اول سياق الايات. وقد ذكر في هذه الايات حكم هاتين الصفتين وفيها ان الله جل شأنه قد يخص بالنظر والاستماع بعض المخلوقات - 00:00:52
وهذا التخصيص ثابت بالكتاب والسنة وهو تخصيص بمعنى يقوم بذاته بمشيئته وقدرته وفيها ايضا ان الله تبارك وتعالى يسمع الاقوال ويبصر الاعمال بعد ان ووجدت وهذا قطعي لا حيلة فيه. فاذا وجدت الاقوال والاعمال سمعها ورآها - 00:01:22
وعلى ذلك يدل الكتاب والسنة مع الكتب المتقدمة. التوراة والانجيل والزبور قد اتفق عليها نصوص الانبياء واقوال السلف وائمة العلماء. ودلت عليها شرائح المقولات فان السمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم. فاذا خلق الاشياء رآها واذا دعاه عباده - 00:01:52
سمع دعاءهم وسمع نجواهم. وما ذكره الله تبارك وتعالى من رؤيته الاعمال وعلمه بها واحصائه لها يتضمن الوعيد بالجزاء عليها. فذكر الله سبحانه سمعه ورؤيته في هذه الآيات ونظائرها يراد منه اثبات علمه بذلك. وانه يعلم - 00:02:22
وهل ذلك خير او شر؟ فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات. فمدلول اللفظ مراد منه وقد اريد وقد اريد ايضا لازم ذلك المعنى هذه الايات الكريمات التي فيها اخبار الله جل وعلا عن نفسه - 00:02:52
بسمعه جل وعلا قول بعض عباده وبرؤيته جل وعلا بعض عباده وبعض اعمالهم دليل على اثبات السمع والبصر والرؤية لله عز وجل وهذا مما دل عليه الكتاب والسنة واجمع عليه سلف الامة - 00:03:15
وهو مما دل عليه العقل فان السمع والبصر صفات وكمال وكل كمال في المخلوق لا نقص فيه ولا عيب فالله تعالى اولى به واحق. فيكون هذا قد دل عليه الكتاب والسنة والاجماع - 00:03:35
عليه العقل والنظر. وقد ذكر الله جل وعلا سمعه وعلمه فالسمع والرؤية مختلفان عن العلم اذ ان السمع والرؤيا شيء زائد على مجرد العلم. فالعلم يحصل بالسمع ويحصل بالبصر. ويحصل بغير ذلك من وسائل - 00:03:55
ادراك المعلومات فالله عز وجل يسمع ويبصر ويعلم جل في علاه ولذلك جاءت الايات في ذكر السمع مع العلم في مواضع عديدة من كتابه تعالى من ذلك قوله فاستعذ بالله انه هو السميع العليم. وفي موضع اخر قال فاستعذ بالله انه سميع عليم - 00:04:18
وما الى ذلك من المواضع التي فيها اثبات السمع والعلم له جل في علاه. ولكن ينبغي ان يعلم ان خبر الله تعالى بسمعه او رؤيته في بعض المواضع يدل على العلم لكن ذلك من دلالة اللازم ومعلوم - 00:04:40
ان دلالة اللازم لا تنفي الاصل ولهذا ينبغي ان يثبت الاصل وهو اثبات صفة السمع والبصر لله عز وجل والرؤية له جل في علاه وانه سبحانه يعلم ما يكون من احوال عباده سمعا وبصرا ورؤية جل في علاه. قال الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك - 00:05:00
في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير. فاخبر الله تعالى عن سمع خاص في هذه المجادلة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين هذه المرأة التي جاءت تشتكي من - 00:05:26
الصلاة في زوجها وسوء عشرته. وقال تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء اخبر الله تعالى عن سمعه لهذه المقولة القبيحة التي قالها اليهود في حق الله عز وجل زعموا ان الله فقير وهو الغني - 00:05:47
ايها الحميد وزعموا ان انهم اغنياء وهم البخلاء كما قال تعالى غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا غلت ايديهم اي اصابهم البخل واصابهم الامساك الذي يمسكون به عن العطاء والبذل واضيف الى هذا - 00:06:06
انهم مطرودون عن رحمة الله عز وجل سماع الله اتباع اخبار الله تعالى فاخبار الله تعالى بسماعه لقول هؤلاء دليل على انه يعاقبهم وان ما قالوه لن يذهب سدى. كما ان - 00:06:30
دلالته في الاية السابقة قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سينصفها وان الله سيبين مما يشرعه من الاحكام ما يكون مخرجا لها مما نزل بها من البلاء والشر فاستمع - 00:06:49
في الموظعين اثبات لصفة السمع ولكن ولكن له من الدلالات والمعاني ما قد يفيده السياق في الاغاثة والاعانة والنصرة او او المؤاخذة والمعاقبة. فالاول كان فيه فرج كان السمع فرجا واعانة ونصرة وفي الثاني كان عقوبة ومؤاخذة ومجازاة على - 00:07:10
القول وقوله وقوله تعالى ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى اي نسمع آآ نعلم نسمع سرهم ونجواهم بلى نسمع سرهم ونجواهم وليس فقط سماعا انما ورسلنا لديهم يكتبون اي يقيدون ما يكون من اعمالهم - 00:07:43
وهذا في غاية التوثيق لما يكون من عمل الانسان قال الله تعالى ان كل نفس لم عليها حافظ ان يحفظ ما يكون من عملها فيسجله ويقيده ويوم القيامة يأتي هذا الكتاب بينا واضحا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا - 00:08:12
وقد قال الله تعالى في محكم كتابه وكل انسان الزم له طائره في عنقه. الطائر هو الكتاب وهو ديوان العمل الذي كان يعمله الانسان فان هذا كتابة لما كان من عمله. قال الله تعالى - 00:08:34
هذا كتابنا ينطق بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فكل هذه الايات الدالة على ان الله جل وعلا محيط بما يكون من الخلق سمعا وبصرا وعلما وان ذلك مكتوب موثق. قال جل وعلا - 00:08:52
في تعني موسى وهارون انني معكما اسمع وارى فاثبت سمعه ورؤيته جل وعلا لموسى وهارون وما يكون من حال فرعون معهما وهذا يدل على عظمة الله عز وجل بنصرته لاولياءه - 00:09:13
واحاطته باعدائه واظهاره لحزبه على من خالفهم وعاندهم فان اثبات السمع والبصر في هذا المقام غايته وغرضه ان الله تعالى سيحفظهما وسينجيهما وسيجعل العاقبة لهما. الم يعلم بان الله يرى؟ الذي يراك حين تقوم - 00:09:36
وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم وقال اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون كل هذه الايات فيها اخبار عن سمع الله ورؤيته. وكما ذكرت دلالات هذه الايات من حيث لازم السمع والبصر - 00:10:02
يختلف باختلاف السياق الذي وردت فيه. فقد يكون تأييدا قد يكون نصرة. قد يكون تهديدا ووعيدا. قد يكون ايذانا عقوبة وحلول العذاب قد يكون اثباتا الاحاطة وسعة العلم وكل هذه الدلالات ثابتة لا تعود على الاصل بالالغاء بل نثبت - 00:10:23
الله سمعا ورؤية وبصرا ونثبت دلالات ذلك في سياقاته على النحو الذي افادته ودلت عليه تلك النصوص وقول الله تعالى وهو شديد المحال وقوله ومكر ومكر ومكروا ومكر الله والله - 00:10:50
الماكرين وقول ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. وقوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. في هذه الايات الكريمات اثبات المحال والمكر والكيد لله تعالى لكن لما كان غالب استعمال هذه الالفاظ في المعاني المذمومة ظن العاطلون ان ذلك هو - 00:11:14
حقيقتها فاذا اطلقت لغير الذنب كانت مجازا. وزعموا انه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز وليس كذلك. بل مسميات هذه الاسماء اذا فعلت بمن لا يستحق العقوبتك كانت ظلما له. واذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلا - 00:11:44
ولذلك فان الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع الا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك ذلك بغير حق. وقد علم ان وقد علم ان المجازاة على ذلك حسنة من - 00:12:14
فكيف من الخالق سبحانه. والمحال المذكور في الآية فسر بالكيد والمكر وهذا يدل على ان اطلاق هذه الالفاظ عليه سبحانه لا يتوقف على اطلاقها على المخلوق ومن ذلك قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون - 00:12:34
ومنه ايضا قوله تعالى ان كيدي متين. اما من حيث الافعال والاسماء فلا يجوز اطلاق افعالها على الله مطلقا. فلا يقال انه تعالى يمكر ويخادع ويستهزأ ويكيد ذلك بطريق الأولى لا يشتق له منها اسماء يسمى بها فإن اسمائه كلها حسنى - 00:13:04
قال الله جل وعلا وهو شديد المحال اي شديد المكر والكيد جل في علاه سبحانه وبحمده والمكر والكيد اخبر الله تعالى بهما عن نفسه لكن عدل الله عز وجل تمام - 00:13:34
انتفاء الظلم عنه يوقن به المؤمن ان الله تعالى لا يفعل ذلك بغير من يستحق ولهذا لما ذكر الله تعالى هذه الصفات ذكرها في مقابلة من يستحقها ممن كاد ومكر - 00:13:57
سار على هذا مسار القبيح في الصد عن سبيل الله وفي اذى عباد الله والنيل منهم. يقول الله جل وعلا ومكروا فاخبر عن مكرهم وهو التوصل الى الى الاظرار من طريق خفي. هذا المكر والكيد - 00:14:18
المكر والكيد هو ايصال الضر الى الغير من طريق خفي لا يتنبه اليه قال الله تعالى ومكروا ومكر الله اي مكر بهم جل في علاه فاوصل لهم الضر من حيث لا يحتسبون - 00:14:44
من حيث لا يشعرون. جاءهم الهلاك وجاءتهم العقوبة على وجه ظنوا انهم سالمون فيها من المؤاخذة فاملى لهم الله تعالى كما قال تعالى واملي لهم واملي لهم ان كيدي متين امليلهم فيظنون انهم على امن - 00:15:05
من عقوبات الله عز وجل وهذا من كيده جل وعلا ان كيدي يعني هذا الذي جرى من من اصابتهم بالعقوبات على نحو لم يتوقعوه وعلى نحو خفي عليهم هذا الذي جرى من كيد الله عز وجل من يستحق الكيد من اعدائه واعداء عباده واولياءه. يقول الله جل وعلا - 00:15:24
ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين سبحانه وبحمده. ومكروا مكرا ومكرنا مكرا. وهم لا يشعرون. اي وهم لا يعلمون ولا يدركون ان ذلك الذي جرى منهم في علمه وانه قد احاط بهم جل في علاه فلا يخفى عليه من شأنهم شيء. انهم يكيدون كيدا - 00:15:49
واكيد كيدا فهذه الايات الكريمات اثبتت لله تعالى المحال وهو شدة المكر والكيد والمكر والكيد له سبحانه وتعالى ولكن ذلك على وجه من العدل والانصاف والميزان والقصد ما ينتفي به عن الله الظلم فالله جل وعلا منزه عنان يظلم الناس شيئا. كما قال جل وعلا - 00:16:14
ربك بظلام للعبيد وكما قال سبحانه وتعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون وكما قال سبحانه في الحديث الالهي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فكيده ومكره - 00:16:45
محاله سبحانه وبحمده هو في حق من يستحق ذلك. لما كانت هذه الالفاظ الكيد والمكر والمحال يتبادر الى الاذهان انها معاني لا تأتي الا في القبيح فان بعضا الناس اول هذه المعاني بان ذلك على وجه المشاكلة والمقابلة من غير ارادة المعنى - 00:17:04
تنفى ان يضاف اليه كيد او مكر او محان. وهذا تنزيه لله في غير محله. اذ التنزيه الواجب وان ينزه الله تعالى عما لا يليق به سبحانه وبحمده. لا ان - 00:17:30
تعطل دلالات نصوصه ودلالات اياته واخباره الدالة على عظمته فان الاشكال ليس في النص انما كانوا في الفهم وفي الذهن وفي الفكر الذي مثل الله بخلقه ولم ينزه جل وعلا عن مماثلة - 00:17:47
الخلق فوقع منه ما وقع من التحريف والتعطيل الناشئ عن التكييف والتمثيل فينبغي للمؤمن ان يعتقد ان الله ليس كمثله شيء. واذا اعتقد ذلك سلم قلبه من ان يعتقد ان ان كيد الله عز وجل ككيد - 00:18:07
في خلقه او ان الكيد في هذا المساق لا يكون الا ذما فالله منزه عن العيب والنقص سبحانه وتعالى قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى وقال وله الاسماء الحسنى وقال ولله المثل الاعلى وقال - 00:18:26
وله المثل الاعلى سبحانه وبحمده اي له الصفة العليا فليس ذمة نقص في في صفاته وما يضاف اليه جل في علاه سبحانه وبحمده وانما يمكر جل وعلا ويكيد بمن يستحق الكيد والمكر - 00:18:43
ومما يدل على ثبوت هذا المعنى وروده من غير ان يكون مقيدا بما يقابله من فعل الخلق لكن هذا الاطلاق مقيد بما جاء في الايات الدالة على ان كيده ومكره لا يكون الا بمن يستحق الكيد والمكر. فقوله جل وعلا - 00:18:59
امنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. لم يذكروا الله عز وجل مقابل هذا المكر مكرا. لكن نوقن ان الله لا يمكر الا بمن يستحق المكر ولذلك قال فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وخسروا لانهم ظنوا انهم يعصون الله - 00:19:21
ويحادون رسله ويخالفون شرعه ويصدون عن سبيله ثم لا تأتيهم عقوبات ولا ينالهم ما ينالهم من وعيد الله عز وجل فكانوا خاسرين فمكن الله تعالى بهم. اذ انه املى لهم - 00:19:41
واعطاهم وفتح عليهم مما يظنون انه عطاء برضا وانه عطاء عن عدم مؤاخذة ولا يعقبه عقاب فجاءهم فجاءهم العذاب من حيث لا يحتسبون - 00:19:58
التفريغ
ثم قال بعد ذلك وقول الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء - 00:00:00
ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون قوله انني معكما اسمع وارى وقوله الم يعلم بان الله يرى وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. انه هو السميع العليم. وقوله - 00:00:22
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. في هذه الآيات الكريمات اثبات السمع والرؤية لله تعالى. وقد تقدم ذلك في اول سياق الايات. وقد ذكر في هذه الايات حكم هاتين الصفتين وفيها ان الله جل شأنه قد يخص بالنظر والاستماع بعض المخلوقات - 00:00:52
وهذا التخصيص ثابت بالكتاب والسنة وهو تخصيص بمعنى يقوم بذاته بمشيئته وقدرته وفيها ايضا ان الله تبارك وتعالى يسمع الاقوال ويبصر الاعمال بعد ان ووجدت وهذا قطعي لا حيلة فيه. فاذا وجدت الاقوال والاعمال سمعها ورآها - 00:01:22
وعلى ذلك يدل الكتاب والسنة مع الكتب المتقدمة. التوراة والانجيل والزبور قد اتفق عليها نصوص الانبياء واقوال السلف وائمة العلماء. ودلت عليها شرائح المقولات فان السمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم. فاذا خلق الاشياء رآها واذا دعاه عباده - 00:01:52
سمع دعاءهم وسمع نجواهم. وما ذكره الله تبارك وتعالى من رؤيته الاعمال وعلمه بها واحصائه لها يتضمن الوعيد بالجزاء عليها. فذكر الله سبحانه سمعه ورؤيته في هذه الآيات ونظائرها يراد منه اثبات علمه بذلك. وانه يعلم - 00:02:22
وهل ذلك خير او شر؟ فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات. فمدلول اللفظ مراد منه وقد اريد وقد اريد ايضا لازم ذلك المعنى هذه الايات الكريمات التي فيها اخبار الله جل وعلا عن نفسه - 00:02:52
بسمعه جل وعلا قول بعض عباده وبرؤيته جل وعلا بعض عباده وبعض اعمالهم دليل على اثبات السمع والبصر والرؤية لله عز وجل وهذا مما دل عليه الكتاب والسنة واجمع عليه سلف الامة - 00:03:15
وهو مما دل عليه العقل فان السمع والبصر صفات وكمال وكل كمال في المخلوق لا نقص فيه ولا عيب فالله تعالى اولى به واحق. فيكون هذا قد دل عليه الكتاب والسنة والاجماع - 00:03:35
عليه العقل والنظر. وقد ذكر الله جل وعلا سمعه وعلمه فالسمع والرؤية مختلفان عن العلم اذ ان السمع والرؤيا شيء زائد على مجرد العلم. فالعلم يحصل بالسمع ويحصل بالبصر. ويحصل بغير ذلك من وسائل - 00:03:55
ادراك المعلومات فالله عز وجل يسمع ويبصر ويعلم جل في علاه ولذلك جاءت الايات في ذكر السمع مع العلم في مواضع عديدة من كتابه تعالى من ذلك قوله فاستعذ بالله انه هو السميع العليم. وفي موضع اخر قال فاستعذ بالله انه سميع عليم - 00:04:18
وما الى ذلك من المواضع التي فيها اثبات السمع والعلم له جل في علاه. ولكن ينبغي ان يعلم ان خبر الله تعالى بسمعه او رؤيته في بعض المواضع يدل على العلم لكن ذلك من دلالة اللازم ومعلوم - 00:04:40
ان دلالة اللازم لا تنفي الاصل ولهذا ينبغي ان يثبت الاصل وهو اثبات صفة السمع والبصر لله عز وجل والرؤية له جل في علاه وانه سبحانه يعلم ما يكون من احوال عباده سمعا وبصرا ورؤية جل في علاه. قال الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك - 00:05:00
في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير. فاخبر الله تعالى عن سمع خاص في هذه المجادلة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين هذه المرأة التي جاءت تشتكي من - 00:05:26
الصلاة في زوجها وسوء عشرته. وقال تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء اخبر الله تعالى عن سمعه لهذه المقولة القبيحة التي قالها اليهود في حق الله عز وجل زعموا ان الله فقير وهو الغني - 00:05:47
ايها الحميد وزعموا ان انهم اغنياء وهم البخلاء كما قال تعالى غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا غلت ايديهم اي اصابهم البخل واصابهم الامساك الذي يمسكون به عن العطاء والبذل واضيف الى هذا - 00:06:06
انهم مطرودون عن رحمة الله عز وجل سماع الله اتباع اخبار الله تعالى فاخبار الله تعالى بسماعه لقول هؤلاء دليل على انه يعاقبهم وان ما قالوه لن يذهب سدى. كما ان - 00:06:30
دلالته في الاية السابقة قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سينصفها وان الله سيبين مما يشرعه من الاحكام ما يكون مخرجا لها مما نزل بها من البلاء والشر فاستمع - 00:06:49
في الموظعين اثبات لصفة السمع ولكن ولكن له من الدلالات والمعاني ما قد يفيده السياق في الاغاثة والاعانة والنصرة او او المؤاخذة والمعاقبة. فالاول كان فيه فرج كان السمع فرجا واعانة ونصرة وفي الثاني كان عقوبة ومؤاخذة ومجازاة على - 00:07:10
القول وقوله وقوله تعالى ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى اي نسمع آآ نعلم نسمع سرهم ونجواهم بلى نسمع سرهم ونجواهم وليس فقط سماعا انما ورسلنا لديهم يكتبون اي يقيدون ما يكون من اعمالهم - 00:07:43
وهذا في غاية التوثيق لما يكون من عمل الانسان قال الله تعالى ان كل نفس لم عليها حافظ ان يحفظ ما يكون من عملها فيسجله ويقيده ويوم القيامة يأتي هذا الكتاب بينا واضحا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا - 00:08:12
وقد قال الله تعالى في محكم كتابه وكل انسان الزم له طائره في عنقه. الطائر هو الكتاب وهو ديوان العمل الذي كان يعمله الانسان فان هذا كتابة لما كان من عمله. قال الله تعالى - 00:08:34
هذا كتابنا ينطق بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فكل هذه الايات الدالة على ان الله جل وعلا محيط بما يكون من الخلق سمعا وبصرا وعلما وان ذلك مكتوب موثق. قال جل وعلا - 00:08:52
في تعني موسى وهارون انني معكما اسمع وارى فاثبت سمعه ورؤيته جل وعلا لموسى وهارون وما يكون من حال فرعون معهما وهذا يدل على عظمة الله عز وجل بنصرته لاولياءه - 00:09:13
واحاطته باعدائه واظهاره لحزبه على من خالفهم وعاندهم فان اثبات السمع والبصر في هذا المقام غايته وغرضه ان الله تعالى سيحفظهما وسينجيهما وسيجعل العاقبة لهما. الم يعلم بان الله يرى؟ الذي يراك حين تقوم - 00:09:36
وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم وقال اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون كل هذه الايات فيها اخبار عن سمع الله ورؤيته. وكما ذكرت دلالات هذه الايات من حيث لازم السمع والبصر - 00:10:02
يختلف باختلاف السياق الذي وردت فيه. فقد يكون تأييدا قد يكون نصرة. قد يكون تهديدا ووعيدا. قد يكون ايذانا عقوبة وحلول العذاب قد يكون اثباتا الاحاطة وسعة العلم وكل هذه الدلالات ثابتة لا تعود على الاصل بالالغاء بل نثبت - 00:10:23
الله سمعا ورؤية وبصرا ونثبت دلالات ذلك في سياقاته على النحو الذي افادته ودلت عليه تلك النصوص وقول الله تعالى وهو شديد المحال وقوله ومكر ومكر ومكروا ومكر الله والله - 00:10:50
الماكرين وقول ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. وقوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. في هذه الايات الكريمات اثبات المحال والمكر والكيد لله تعالى لكن لما كان غالب استعمال هذه الالفاظ في المعاني المذمومة ظن العاطلون ان ذلك هو - 00:11:14
حقيقتها فاذا اطلقت لغير الذنب كانت مجازا. وزعموا انه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز وليس كذلك. بل مسميات هذه الاسماء اذا فعلت بمن لا يستحق العقوبتك كانت ظلما له. واذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلا - 00:11:44
ولذلك فان الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع الا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك ذلك بغير حق. وقد علم ان وقد علم ان المجازاة على ذلك حسنة من - 00:12:14
فكيف من الخالق سبحانه. والمحال المذكور في الآية فسر بالكيد والمكر وهذا يدل على ان اطلاق هذه الالفاظ عليه سبحانه لا يتوقف على اطلاقها على المخلوق ومن ذلك قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون - 00:12:34
ومنه ايضا قوله تعالى ان كيدي متين. اما من حيث الافعال والاسماء فلا يجوز اطلاق افعالها على الله مطلقا. فلا يقال انه تعالى يمكر ويخادع ويستهزأ ويكيد ذلك بطريق الأولى لا يشتق له منها اسماء يسمى بها فإن اسمائه كلها حسنى - 00:13:04
قال الله جل وعلا وهو شديد المحال اي شديد المكر والكيد جل في علاه سبحانه وبحمده والمكر والكيد اخبر الله تعالى بهما عن نفسه لكن عدل الله عز وجل تمام - 00:13:34
انتفاء الظلم عنه يوقن به المؤمن ان الله تعالى لا يفعل ذلك بغير من يستحق ولهذا لما ذكر الله تعالى هذه الصفات ذكرها في مقابلة من يستحقها ممن كاد ومكر - 00:13:57
سار على هذا مسار القبيح في الصد عن سبيل الله وفي اذى عباد الله والنيل منهم. يقول الله جل وعلا ومكروا فاخبر عن مكرهم وهو التوصل الى الى الاظرار من طريق خفي. هذا المكر والكيد - 00:14:18
المكر والكيد هو ايصال الضر الى الغير من طريق خفي لا يتنبه اليه قال الله تعالى ومكروا ومكر الله اي مكر بهم جل في علاه فاوصل لهم الضر من حيث لا يحتسبون - 00:14:44
من حيث لا يشعرون. جاءهم الهلاك وجاءتهم العقوبة على وجه ظنوا انهم سالمون فيها من المؤاخذة فاملى لهم الله تعالى كما قال تعالى واملي لهم واملي لهم ان كيدي متين امليلهم فيظنون انهم على امن - 00:15:05
من عقوبات الله عز وجل وهذا من كيده جل وعلا ان كيدي يعني هذا الذي جرى من من اصابتهم بالعقوبات على نحو لم يتوقعوه وعلى نحو خفي عليهم هذا الذي جرى من كيد الله عز وجل من يستحق الكيد من اعدائه واعداء عباده واولياءه. يقول الله جل وعلا - 00:15:24
ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين سبحانه وبحمده. ومكروا مكرا ومكرنا مكرا. وهم لا يشعرون. اي وهم لا يعلمون ولا يدركون ان ذلك الذي جرى منهم في علمه وانه قد احاط بهم جل في علاه فلا يخفى عليه من شأنهم شيء. انهم يكيدون كيدا - 00:15:49
واكيد كيدا فهذه الايات الكريمات اثبتت لله تعالى المحال وهو شدة المكر والكيد والمكر والكيد له سبحانه وتعالى ولكن ذلك على وجه من العدل والانصاف والميزان والقصد ما ينتفي به عن الله الظلم فالله جل وعلا منزه عنان يظلم الناس شيئا. كما قال جل وعلا - 00:16:14
ربك بظلام للعبيد وكما قال سبحانه وتعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون وكما قال سبحانه في الحديث الالهي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فكيده ومكره - 00:16:45
محاله سبحانه وبحمده هو في حق من يستحق ذلك. لما كانت هذه الالفاظ الكيد والمكر والمحال يتبادر الى الاذهان انها معاني لا تأتي الا في القبيح فان بعضا الناس اول هذه المعاني بان ذلك على وجه المشاكلة والمقابلة من غير ارادة المعنى - 00:17:04
تنفى ان يضاف اليه كيد او مكر او محان. وهذا تنزيه لله في غير محله. اذ التنزيه الواجب وان ينزه الله تعالى عما لا يليق به سبحانه وبحمده. لا ان - 00:17:30
تعطل دلالات نصوصه ودلالات اياته واخباره الدالة على عظمته فان الاشكال ليس في النص انما كانوا في الفهم وفي الذهن وفي الفكر الذي مثل الله بخلقه ولم ينزه جل وعلا عن مماثلة - 00:17:47
الخلق فوقع منه ما وقع من التحريف والتعطيل الناشئ عن التكييف والتمثيل فينبغي للمؤمن ان يعتقد ان الله ليس كمثله شيء. واذا اعتقد ذلك سلم قلبه من ان يعتقد ان ان كيد الله عز وجل ككيد - 00:18:07
في خلقه او ان الكيد في هذا المساق لا يكون الا ذما فالله منزه عن العيب والنقص سبحانه وتعالى قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى وقال وله الاسماء الحسنى وقال ولله المثل الاعلى وقال - 00:18:26
وله المثل الاعلى سبحانه وبحمده اي له الصفة العليا فليس ذمة نقص في في صفاته وما يضاف اليه جل في علاه سبحانه وبحمده وانما يمكر جل وعلا ويكيد بمن يستحق الكيد والمكر - 00:18:43
ومما يدل على ثبوت هذا المعنى وروده من غير ان يكون مقيدا بما يقابله من فعل الخلق لكن هذا الاطلاق مقيد بما جاء في الايات الدالة على ان كيده ومكره لا يكون الا بمن يستحق الكيد والمكر. فقوله جل وعلا - 00:18:59
امنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. لم يذكروا الله عز وجل مقابل هذا المكر مكرا. لكن نوقن ان الله لا يمكر الا بمن يستحق المكر ولذلك قال فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وخسروا لانهم ظنوا انهم يعصون الله - 00:19:21
ويحادون رسله ويخالفون شرعه ويصدون عن سبيله ثم لا تأتيهم عقوبات ولا ينالهم ما ينالهم من وعيد الله عز وجل فكانوا خاسرين فمكن الله تعالى بهم. اذ انه املى لهم - 00:19:41
واعطاهم وفتح عليهم مما يظنون انه عطاء برضا وانه عطاء عن عدم مؤاخذة ولا يعقبه عقاب فجاءهم فجاءهم العذاب من حيث لا يحتسبون - 00:19:58