الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. هذا فيه جملة - 00:00:00
من الفوائد من ابرزها اثبات وصفة الطيب لله عز وجل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيبون والطيب تقدم معناه انه السلامة من كل عيب ونقص - 00:00:10
ومن مماثلة المخلوقين وفيه اثبات اثار الصفات فان للصفات اثارا ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا يقبل الا طيبا هذا اثر من اثار صفة الطيب التي اثبتها لله عز وجل في صدر الحديث - 00:00:28
وفيه من الفوائد ان الله لا يقبل الا طيبا والمقصود في الطيب هنا ما كان موافقا ليه امره وشرعه ومحققا للتقوى لان الله تعالى قد قال انما يتقبل الله من المتقين انما تقبل الله - 00:00:54
من المتقين وفي من الفوائد التسوية بين المؤمنين والمرسلين الاوامر انما خص الله تعالى به الرسل او خص به المؤمنين. الاصل استواء المؤمنين مع المرسلين وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:24
هذا الاستواء في ما امر به الرسل من اكل الطيب في قوله يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وفي المؤمنين قال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم - 00:01:58
اشتركوا في الامر بالاكل من الطيب والعمل الصالح وفيه ان المرسلين مكلفون مأمورون منهيون كسائر المؤمنين وانه مهما بلغت درجة الانسان بالعبودية فاعلى درجات البشر الرسالة مهما بلغت منزلة الانسان فانه - 00:02:13
لا يخرج عن العبودية لله عز وجل بل هو مأمور من هي وهذا يرد على المبطلين ممن يرون سقوط التكاليف فالرسل وهم اشرف الناس مقاما عند الله عز وجل وهم اعظم الناس جاها عند الله عز وجل - 00:02:40
لم يسقط عنهم التكليف وفيه ضرب الامثال لبيان المعاني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان قرر ما تقدم من من ان الله طيب لا يقبل الا طيبا واثر ذلك - 00:03:08
للقبول والعمل حيث قال ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين كلوا من الطيبات وهو قال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ذرب مثلا لاثر تخلف ما تقدم - 00:03:31
المثل المضروب هو بيان اثر مخالفة الطيب الذي امر الله تعالى به خلقه ثم ذكر الرجل هذا على وجه التمثيل كما قلنا وقلت وهذا فيه ضرب الامثال لتقريب المعاني وفي هذا الحديث من فوائد - 00:03:48
بعض اسباب اجابة الدعاء قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في وصف هذا الرجل ما يوجب اجابة دعائه من طول السفر ومد اليد واظهار الافتقار في الحال والمقال. هذا الافتقار في الحال والمقال - 00:04:13
يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب يقول يا رب يا رب كل هذه من موجبات الاجابة. احوال واقوال السفر من مواطن الاجابة لماذا لشدة الحاجة والفاقة - 00:04:32
الاشعث الاغبر يظهر فيها الافتقار اكثر من غيرها ولذلك ذكر العلماء في دعاء الاستفتاح ان السنة ان يخرج متخشعا متبذلا اظهارا للافتقار الى الله عز وجل لانه دعاء رغبة رغبة في الغيث ورهبة من امتداد ما هم فيه من جذب وقحط - 00:04:57
وفي من ايضا من موجبات الدعاء مد اليدين الى السماء. ان الله حيي كريم يستحي ان يرفع عبده اليه يديه فيردهما صفرا خاليتين من عطا ثم قال يا رب يا رب هذا فيه التوسل الى الله تعالى بربوبيته المقتضية اجابة الدعاء والرزق - 00:05:29
وحسن التدبير بعد ان ذكر موجبات الاجابة ذكر موجبات المنع وقال مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام وهذا فيه ان كل هذه المحرمات المباشرة للانسان في جوفه او - 00:05:51
في بدنه او في معاشه هي من اسباب الحرمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فانه يستجاب اليك يعني يستبعد كما تقدم وفيه انه قد يقوم في الشخص ما يوجب الاجابة - 00:06:21
وما يوجب المنع سيكون ما يوجب الاجابة مقابلة بما يوجب المنع عند ذلك يتخلف الموعود ويتأخر الحكم لانه لا بد في تحقق المطلوب من توافر الشروط وانتفاء الموانع فهذا توافرت فيه الاوصاف الموجبة للاجابة - 00:06:44
من الفاقة والافتقار لكن وجد فيه ما يمنع وهو احاطة الحرام له مأكلا ومشربا وملبسا ومغذى كان مانعا من الاجابة وفيه من الفوائد ان الاستبعاد لا يمنع ان وجود ما يمنع الدعاء - 00:07:17
قد يزول اثره لوجود موجب اقوى بوجود موجب اقوى بمعنى انه عندما توجد موجبات الاجابة وموانع الاجابة الغلبة فيها للاقوى فان غلبت الموانع لم يستجب له وان غلبت الموجبات استجيب له - 00:07:39
وقد اخبر الله في كتابه عن اجابة دعاء الكافر في حال الاضطرار وقال تعالى من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء جعل الاضطرار وهو عظيم الفاقة والافتقار موجبا لاجابة الدعاء - 00:08:08
هذي بعض اهم مع آآ في هذا الحديث من فوائد وبالتأمل يقف الانسان على شيء اكثر من هذا والله تعالى اعلم طيب نقرأ الحديث بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولاهل - 00:08:28
وللمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى حديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال - 00:08:57
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الحديث - 00:09:11
الحادي عشر من احاديث الاربعين النووية قال فيه المؤلف رحمه الله عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ريحانته - 00:09:29
والحسن بن علي رضي الله عنه من خيار الصحابة وهو سيد شباب اهل الجنة وله من الفضائل والمقامات ما هو معروف في رضي الله عنه وقد توفي رضي الله عنه - 00:09:52
سنة تسع واربعين او سبع واربعين وقيل بل سنة خمسين وقيل غير ذلك وقد اجرى الله تعالى على يديه صلحا بين اهل الاسلام ولذلك ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقول ان ابني هذا سيد - 00:10:15
وان الله سيصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين فانه بعد ان قتل علي رضي الله عنه وهو اخر الخلفاء الراشدين صارت الخلافة اليه وكان الخلاف قد حصل بين اهل الشام واهل العراق - 00:10:31
فتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه سمي ذلك العام بعام الجماعة الذي التأم فيه الجمع اصطلح فيه اهل الاسلام ووصفه بسبط رسول الله ذاك انه ابن ابنته والسبت يطلق على ابن البنت - 00:10:56
واما الحفيد فيطلق على ابن الابل وقد قال بعض اهل العلم انه لا فرق بين السبط والحفيد فالسبت يطلق على ابن الولد سواء كان ابن ابن ابن لو كان ابن بنت - 00:11:23
والامر في هذا قريب اللغة واس يعني هذا وهذا وقد سمى الله تعالى اولاد يعقوب اسباطا بالنسبة لاسحاق وهم ابناء ابن واما وصفه بريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:38
وذلك لعظيم محبة النبي صلى الله عليه وسلم له كان يقبله ويشمه يدنيه لذلك وصف بهذا الوصف رضي الله عنه والحديث رواه الترمذي والنسائي وغيرهما من طريق شعبة عن بريد - 00:11:57
الى ابي مريم بالحوراء وقيل بالجوزاء السعدي عن الحسن ابن علي رضي الله عنه وقد اختلف العلماء في هذا الحديث صحة وظعفا اختلف العلماء في هذا الحديث تصحيحا وتظعيفا بناء على - 00:12:24
اختلافهم في حال ابي الحوراء هل هو ربيع بن شيبة المعروف الثقة هو غيره من المشاهير فلا يكون معروفا فقد قال احمد رحمه الله ان ابا الحوراء ليس ربيعة ابن شيبة بل هو رجل اخر - 00:12:43
كما قال الجورجاني ابو الحوراء مجهول لا يعرف فبناء على هذا اختلف العلماء في صحة هذا الحديث فمن قال انه ربيعة بن شيبة صحح الحديث ومن قال انه غيره الحديث - 00:13:10
والحديث له شواهد له شواهد تعبده وقد جاء عن عمر رضي الله عنه وابنه وابن مسعود لذلك صحح الحديث جماعة من المحققين بصحة طرقه وهذا هو الاقرب والله اعلم ان الحديث - 00:13:25
اسناده لا بأس به وقد اعتضد بتعدد مخارجه اما موضوع الحديث موضوع حديث قاعدة الورع اصل عظيم في الورع فان الورع امر سهل كما قال حسان ابن ابي سنان ما رأيت شيئا - 00:13:45
اهون من الورع ثم قال دع ما يريبك الى ما لا يريبك فيه شك الى ما لا شك فيه الحديث وصف الطريق الذي يحقق الورع ويوصل اليه اسهل عبارة واوضح في طريق - 00:14:12
ما يريبك الى ما لا يريبك وهو نظير في الترمذي من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به - 00:14:35
حذرا مما به بأس وقوله رضي الله عنه حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان لاتقانه ما ينقله وان ما ينقله قد وعاه وظبط هذي عبارة تدل على الظبط والحفظ والحضور - 00:14:47
قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك هذا اول الحديث اترك ما يريبك اي ما تشك فيه وتتردد ولا تطمئن اليه ولا تتيقن من اباحته وحله هذا ما يريؤك - 00:15:16
كما يغيب هو ما فيه شك ما فيه ريب قلق ما فيه تهمة فيه اضطراب لان الريب يدور على هذه المعاني على الشك والقلق والاضطراب والحيرة عدم السكون والتهمة كل هذه معاني تذكر في معنى الريب - 00:15:43
ومن هنا نعرف ان الريب لا يقتصر فقط على الشك فتعريف الريب بالشك هو قصر له على بعض معناه والا فالريب اعم من الشك لانه شك يكون معه حيرة يكون معه قلق يكون معه - 00:16:10
تهمة يكون معه عدم سكون وهذا ليس في كل شك وقوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك فيها وجهان قريبك ويريبك بالظم والفتح والاشهر والافصح الفتح دع ما يريبك - 00:16:29
وقوله صلى الله عليه وسلم الى ما لا يريبك يعني الى ما لا تشك فيه ما لا تجد فيه حرجا ما لا تجد فيه اضطرابا وقلقا معنى الحديث اترك ما فيه - 00:16:52
اضطراب وقلق وشك وعدم اطمئنان الى ما فيه طمأنينة الى ما لا تشك فيه الى ما لا ترتاب فيه الى ما لا تقلق فيه وتقلق منه وهذا يشبه ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم مما يأتي في قوله - 00:17:15
في حديث ابن معبد استفتي قلبك ولو افتاك الناس وافتوك هذا التوجيه النبوي يبين انه اذا وقع الانسان في ريبة من امر اشتبه عليه شيء لانه يترك الشبهة يترك القلق - 00:17:35
الى ما لا قلق فيه ولا شبهة ولا اضطراب اتركوه مخرج خروجا من الاشتباه وليس هذا دليلا من ادلة الشرع يعني ليست الطمأنينة واستفتاء القلب دليلا من ادلة الشرع. انما ذاك مخرج في حال الاشتباه - 00:18:01
لتحقيق ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات فهذا الحديث يوصف كيف تتقى الشبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. كيف يكون ذلك؟ بان يدع ما يريبه - 00:18:27
الى ما لا يريبه تجدر الاشارة اليه ان الريب الاحكام يكون لاسباب عدة فمنه فمنها ما يكون بسبب خفاء الدليل ومنه ما يكون بسبب خفاء الدلالة ومنه ما يكون بسبب - 00:18:49
خفاء تحقيق المناط الوقائع والنوازل والحوادث وكل هذه من موجبات الاشتباه اذا خفي الدليل او خفيت الدلالة او لم يتبين تحقيق المناطق في النوازل والحوادث كان ذلك من موجبات الاشتباه - 00:19:18
ينبغي ان يعلم ان قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك هذا ليس فقط الترك حتى في الفعل فاذا اشتبه الانسان في اهل الساني في شيء - 00:19:44
ارتاب في شيء هل يترك او يفعل اذا كان يريبه الترك الفعل لا يريبه وهنا تنبيه مهم الى قضية الورع وانها لا تقتصر كما هو في فهم كثير من الناس على اجتناب المحرمات - 00:20:04
يعني فقط في جانب الترك الورع يكون في جانب الترك كما يكون في جانب الفعل فاذا اشتبه على الانسان هل يجب عليه هذا او لا يجب فقد يكون الورع ان يفعل ويغلب جانب الوجوب - 00:20:25
تركا لما يريبه الى ما لا يريبه قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك ليس مقصورا على ترك المحرم بل يشمل ترك المحرم وفعل الواجب فان الجميع من من الورع - 00:20:43
الترك والفعل كلاهما وراء لكن في غالب استعمال الناس يذكر الورع في في الترك فقط دون الفعل. وهذا ليس حديثا نبه الى هذا المعنى ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى وذكر ثلاثة اغلاط يقع الناس فيها في باب الورع منها - 00:21:06
انهم يظنون ان الورع فقط في الترك دون الفعل وذكر ايضا من الاخطاء ان الورع لا ينظر فيه الى ما يحيط به من مصالح ومفاسد الا ينظر الى الورع تركا وفعلا الى ما يحيط به من المفاسد والمصالح - 00:21:28
والثالثة الغلو في الورع الذي قد يوقع الانسان في ترك ما هو واجب بناء على مشتبه وذكر ذلك بتفصيل مهم مفيد فيما يتعلق بجانب الورع السلامة في تحقيقه بعد ذلك قال المصنف رحمه الله وفي رواية الترمذي - 00:21:55
ولفظ الترمذي اي لهذا الحديث دع ما يريبك الى ما لا يريبك وقد تقدم الحديث عليه فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة قوله صلى الله عليه وسلم فان الصدق طمأنينة - 00:22:22
هذا انتقال من الانشاء الى الاخبار وفي المقدمة امر ونهي ما يريبك الى ما لا الى ما لا يريبك وامر بالترك وهو انشاء. ثم جاء الخبر في قوله فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة - 00:22:36
شعر الصدق مقابل الكذب وهو كذلك الصدق مطابقة الواقع قولا او فعلا طبقة الواقع قولا او فعلا الصدق ضد الكذب والصدق في اصل اللغة مأخوذ من الشيء القوي الصلب المتين - 00:23:00
وخلافه الكذب وهو الشيء المتهاوي المتهالك الضعيف وهذا تعبير عن حقيقة الصدق بامر التعبير عن حقيقة الصدق بامر حسي. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فان الصدق طمأنينة الطمأنينة مأخوذة من الاطمئنان وهو السكون - 00:23:29
والقرار والانشراح واما الريبة التي وصف بها الكذب فهي القلق والاضطراب والخوف والتهمة وبه يتبين الفرق بين الصدق والكذب الصدق في القول والحال يفضي الى طمأنينة صاحبه والكذب في القول او الحال - 00:23:53
يؤدي الى اضطرابه وتناقضه وهذا مصداق ما قال الله تعالى بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج نقف على هذا وتناول بعض الفوائد ان شاء الله في اول الدرس القادم. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا - 00:24:26
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. هذا فيه جملة - 00:00:00
من الفوائد من ابرزها اثبات وصفة الطيب لله عز وجل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيبون والطيب تقدم معناه انه السلامة من كل عيب ونقص - 00:00:10
ومن مماثلة المخلوقين وفيه اثبات اثار الصفات فان للصفات اثارا ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا يقبل الا طيبا هذا اثر من اثار صفة الطيب التي اثبتها لله عز وجل في صدر الحديث - 00:00:28
وفيه من الفوائد ان الله لا يقبل الا طيبا والمقصود في الطيب هنا ما كان موافقا ليه امره وشرعه ومحققا للتقوى لان الله تعالى قد قال انما يتقبل الله من المتقين انما تقبل الله - 00:00:54
من المتقين وفي من الفوائد التسوية بين المؤمنين والمرسلين الاوامر انما خص الله تعالى به الرسل او خص به المؤمنين. الاصل استواء المؤمنين مع المرسلين وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:24
هذا الاستواء في ما امر به الرسل من اكل الطيب في قوله يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وفي المؤمنين قال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم - 00:01:58
اشتركوا في الامر بالاكل من الطيب والعمل الصالح وفيه ان المرسلين مكلفون مأمورون منهيون كسائر المؤمنين وانه مهما بلغت درجة الانسان بالعبودية فاعلى درجات البشر الرسالة مهما بلغت منزلة الانسان فانه - 00:02:13
لا يخرج عن العبودية لله عز وجل بل هو مأمور من هي وهذا يرد على المبطلين ممن يرون سقوط التكاليف فالرسل وهم اشرف الناس مقاما عند الله عز وجل وهم اعظم الناس جاها عند الله عز وجل - 00:02:40
لم يسقط عنهم التكليف وفيه ضرب الامثال لبيان المعاني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان قرر ما تقدم من من ان الله طيب لا يقبل الا طيبا واثر ذلك - 00:03:08
للقبول والعمل حيث قال ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين كلوا من الطيبات وهو قال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ذرب مثلا لاثر تخلف ما تقدم - 00:03:31
المثل المضروب هو بيان اثر مخالفة الطيب الذي امر الله تعالى به خلقه ثم ذكر الرجل هذا على وجه التمثيل كما قلنا وقلت وهذا فيه ضرب الامثال لتقريب المعاني وفي هذا الحديث من فوائد - 00:03:48
بعض اسباب اجابة الدعاء قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في وصف هذا الرجل ما يوجب اجابة دعائه من طول السفر ومد اليد واظهار الافتقار في الحال والمقال. هذا الافتقار في الحال والمقال - 00:04:13
يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب يقول يا رب يا رب كل هذه من موجبات الاجابة. احوال واقوال السفر من مواطن الاجابة لماذا لشدة الحاجة والفاقة - 00:04:32
الاشعث الاغبر يظهر فيها الافتقار اكثر من غيرها ولذلك ذكر العلماء في دعاء الاستفتاح ان السنة ان يخرج متخشعا متبذلا اظهارا للافتقار الى الله عز وجل لانه دعاء رغبة رغبة في الغيث ورهبة من امتداد ما هم فيه من جذب وقحط - 00:04:57
وفي من ايضا من موجبات الدعاء مد اليدين الى السماء. ان الله حيي كريم يستحي ان يرفع عبده اليه يديه فيردهما صفرا خاليتين من عطا ثم قال يا رب يا رب هذا فيه التوسل الى الله تعالى بربوبيته المقتضية اجابة الدعاء والرزق - 00:05:29
وحسن التدبير بعد ان ذكر موجبات الاجابة ذكر موجبات المنع وقال مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام وهذا فيه ان كل هذه المحرمات المباشرة للانسان في جوفه او - 00:05:51
في بدنه او في معاشه هي من اسباب الحرمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فانه يستجاب اليك يعني يستبعد كما تقدم وفيه انه قد يقوم في الشخص ما يوجب الاجابة - 00:06:21
وما يوجب المنع سيكون ما يوجب الاجابة مقابلة بما يوجب المنع عند ذلك يتخلف الموعود ويتأخر الحكم لانه لا بد في تحقق المطلوب من توافر الشروط وانتفاء الموانع فهذا توافرت فيه الاوصاف الموجبة للاجابة - 00:06:44
من الفاقة والافتقار لكن وجد فيه ما يمنع وهو احاطة الحرام له مأكلا ومشربا وملبسا ومغذى كان مانعا من الاجابة وفيه من الفوائد ان الاستبعاد لا يمنع ان وجود ما يمنع الدعاء - 00:07:17
قد يزول اثره لوجود موجب اقوى بوجود موجب اقوى بمعنى انه عندما توجد موجبات الاجابة وموانع الاجابة الغلبة فيها للاقوى فان غلبت الموانع لم يستجب له وان غلبت الموجبات استجيب له - 00:07:39
وقد اخبر الله في كتابه عن اجابة دعاء الكافر في حال الاضطرار وقال تعالى من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء جعل الاضطرار وهو عظيم الفاقة والافتقار موجبا لاجابة الدعاء - 00:08:08
هذي بعض اهم مع آآ في هذا الحديث من فوائد وبالتأمل يقف الانسان على شيء اكثر من هذا والله تعالى اعلم طيب نقرأ الحديث بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولاهل - 00:08:28
وللمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى حديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال - 00:08:57
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الحديث - 00:09:11
الحادي عشر من احاديث الاربعين النووية قال فيه المؤلف رحمه الله عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ريحانته - 00:09:29
والحسن بن علي رضي الله عنه من خيار الصحابة وهو سيد شباب اهل الجنة وله من الفضائل والمقامات ما هو معروف في رضي الله عنه وقد توفي رضي الله عنه - 00:09:52
سنة تسع واربعين او سبع واربعين وقيل بل سنة خمسين وقيل غير ذلك وقد اجرى الله تعالى على يديه صلحا بين اهل الاسلام ولذلك ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقول ان ابني هذا سيد - 00:10:15
وان الله سيصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين فانه بعد ان قتل علي رضي الله عنه وهو اخر الخلفاء الراشدين صارت الخلافة اليه وكان الخلاف قد حصل بين اهل الشام واهل العراق - 00:10:31
فتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه سمي ذلك العام بعام الجماعة الذي التأم فيه الجمع اصطلح فيه اهل الاسلام ووصفه بسبط رسول الله ذاك انه ابن ابنته والسبت يطلق على ابن البنت - 00:10:56
واما الحفيد فيطلق على ابن الابل وقد قال بعض اهل العلم انه لا فرق بين السبط والحفيد فالسبت يطلق على ابن الولد سواء كان ابن ابن ابن لو كان ابن بنت - 00:11:23
والامر في هذا قريب اللغة واس يعني هذا وهذا وقد سمى الله تعالى اولاد يعقوب اسباطا بالنسبة لاسحاق وهم ابناء ابن واما وصفه بريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:38
وذلك لعظيم محبة النبي صلى الله عليه وسلم له كان يقبله ويشمه يدنيه لذلك وصف بهذا الوصف رضي الله عنه والحديث رواه الترمذي والنسائي وغيرهما من طريق شعبة عن بريد - 00:11:57
الى ابي مريم بالحوراء وقيل بالجوزاء السعدي عن الحسن ابن علي رضي الله عنه وقد اختلف العلماء في هذا الحديث صحة وظعفا اختلف العلماء في هذا الحديث تصحيحا وتظعيفا بناء على - 00:12:24
اختلافهم في حال ابي الحوراء هل هو ربيع بن شيبة المعروف الثقة هو غيره من المشاهير فلا يكون معروفا فقد قال احمد رحمه الله ان ابا الحوراء ليس ربيعة ابن شيبة بل هو رجل اخر - 00:12:43
كما قال الجورجاني ابو الحوراء مجهول لا يعرف فبناء على هذا اختلف العلماء في صحة هذا الحديث فمن قال انه ربيعة بن شيبة صحح الحديث ومن قال انه غيره الحديث - 00:13:10
والحديث له شواهد له شواهد تعبده وقد جاء عن عمر رضي الله عنه وابنه وابن مسعود لذلك صحح الحديث جماعة من المحققين بصحة طرقه وهذا هو الاقرب والله اعلم ان الحديث - 00:13:25
اسناده لا بأس به وقد اعتضد بتعدد مخارجه اما موضوع الحديث موضوع حديث قاعدة الورع اصل عظيم في الورع فان الورع امر سهل كما قال حسان ابن ابي سنان ما رأيت شيئا - 00:13:45
اهون من الورع ثم قال دع ما يريبك الى ما لا يريبك فيه شك الى ما لا شك فيه الحديث وصف الطريق الذي يحقق الورع ويوصل اليه اسهل عبارة واوضح في طريق - 00:14:12
ما يريبك الى ما لا يريبك وهو نظير في الترمذي من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به - 00:14:35
حذرا مما به بأس وقوله رضي الله عنه حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان لاتقانه ما ينقله وان ما ينقله قد وعاه وظبط هذي عبارة تدل على الظبط والحفظ والحضور - 00:14:47
قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك هذا اول الحديث اترك ما يريبك اي ما تشك فيه وتتردد ولا تطمئن اليه ولا تتيقن من اباحته وحله هذا ما يريؤك - 00:15:16
كما يغيب هو ما فيه شك ما فيه ريب قلق ما فيه تهمة فيه اضطراب لان الريب يدور على هذه المعاني على الشك والقلق والاضطراب والحيرة عدم السكون والتهمة كل هذه معاني تذكر في معنى الريب - 00:15:43
ومن هنا نعرف ان الريب لا يقتصر فقط على الشك فتعريف الريب بالشك هو قصر له على بعض معناه والا فالريب اعم من الشك لانه شك يكون معه حيرة يكون معه قلق يكون معه - 00:16:10
تهمة يكون معه عدم سكون وهذا ليس في كل شك وقوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك فيها وجهان قريبك ويريبك بالظم والفتح والاشهر والافصح الفتح دع ما يريبك - 00:16:29
وقوله صلى الله عليه وسلم الى ما لا يريبك يعني الى ما لا تشك فيه ما لا تجد فيه حرجا ما لا تجد فيه اضطرابا وقلقا معنى الحديث اترك ما فيه - 00:16:52
اضطراب وقلق وشك وعدم اطمئنان الى ما فيه طمأنينة الى ما لا تشك فيه الى ما لا ترتاب فيه الى ما لا تقلق فيه وتقلق منه وهذا يشبه ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم مما يأتي في قوله - 00:17:15
في حديث ابن معبد استفتي قلبك ولو افتاك الناس وافتوك هذا التوجيه النبوي يبين انه اذا وقع الانسان في ريبة من امر اشتبه عليه شيء لانه يترك الشبهة يترك القلق - 00:17:35
الى ما لا قلق فيه ولا شبهة ولا اضطراب اتركوه مخرج خروجا من الاشتباه وليس هذا دليلا من ادلة الشرع يعني ليست الطمأنينة واستفتاء القلب دليلا من ادلة الشرع. انما ذاك مخرج في حال الاشتباه - 00:18:01
لتحقيق ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات فهذا الحديث يوصف كيف تتقى الشبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. كيف يكون ذلك؟ بان يدع ما يريبه - 00:18:27
الى ما لا يريبه تجدر الاشارة اليه ان الريب الاحكام يكون لاسباب عدة فمنه فمنها ما يكون بسبب خفاء الدليل ومنه ما يكون بسبب خفاء الدلالة ومنه ما يكون بسبب - 00:18:49
خفاء تحقيق المناط الوقائع والنوازل والحوادث وكل هذه من موجبات الاشتباه اذا خفي الدليل او خفيت الدلالة او لم يتبين تحقيق المناطق في النوازل والحوادث كان ذلك من موجبات الاشتباه - 00:19:18
ينبغي ان يعلم ان قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك هذا ليس فقط الترك حتى في الفعل فاذا اشتبه الانسان في اهل الساني في شيء - 00:19:44
ارتاب في شيء هل يترك او يفعل اذا كان يريبه الترك الفعل لا يريبه وهنا تنبيه مهم الى قضية الورع وانها لا تقتصر كما هو في فهم كثير من الناس على اجتناب المحرمات - 00:20:04
يعني فقط في جانب الترك الورع يكون في جانب الترك كما يكون في جانب الفعل فاذا اشتبه على الانسان هل يجب عليه هذا او لا يجب فقد يكون الورع ان يفعل ويغلب جانب الوجوب - 00:20:25
تركا لما يريبه الى ما لا يريبه قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك ليس مقصورا على ترك المحرم بل يشمل ترك المحرم وفعل الواجب فان الجميع من من الورع - 00:20:43
الترك والفعل كلاهما وراء لكن في غالب استعمال الناس يذكر الورع في في الترك فقط دون الفعل. وهذا ليس حديثا نبه الى هذا المعنى ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى وذكر ثلاثة اغلاط يقع الناس فيها في باب الورع منها - 00:21:06
انهم يظنون ان الورع فقط في الترك دون الفعل وذكر ايضا من الاخطاء ان الورع لا ينظر فيه الى ما يحيط به من مصالح ومفاسد الا ينظر الى الورع تركا وفعلا الى ما يحيط به من المفاسد والمصالح - 00:21:28
والثالثة الغلو في الورع الذي قد يوقع الانسان في ترك ما هو واجب بناء على مشتبه وذكر ذلك بتفصيل مهم مفيد فيما يتعلق بجانب الورع السلامة في تحقيقه بعد ذلك قال المصنف رحمه الله وفي رواية الترمذي - 00:21:55
ولفظ الترمذي اي لهذا الحديث دع ما يريبك الى ما لا يريبك وقد تقدم الحديث عليه فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة قوله صلى الله عليه وسلم فان الصدق طمأنينة - 00:22:22
هذا انتقال من الانشاء الى الاخبار وفي المقدمة امر ونهي ما يريبك الى ما لا الى ما لا يريبك وامر بالترك وهو انشاء. ثم جاء الخبر في قوله فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة - 00:22:36
شعر الصدق مقابل الكذب وهو كذلك الصدق مطابقة الواقع قولا او فعلا طبقة الواقع قولا او فعلا الصدق ضد الكذب والصدق في اصل اللغة مأخوذ من الشيء القوي الصلب المتين - 00:23:00
وخلافه الكذب وهو الشيء المتهاوي المتهالك الضعيف وهذا تعبير عن حقيقة الصدق بامر التعبير عن حقيقة الصدق بامر حسي. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فان الصدق طمأنينة الطمأنينة مأخوذة من الاطمئنان وهو السكون - 00:23:29
والقرار والانشراح واما الريبة التي وصف بها الكذب فهي القلق والاضطراب والخوف والتهمة وبه يتبين الفرق بين الصدق والكذب الصدق في القول والحال يفضي الى طمأنينة صاحبه والكذب في القول او الحال - 00:23:53
يؤدي الى اضطرابه وتناقضه وهذا مصداق ما قال الله تعالى بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج نقف على هذا وتناول بعض الفوائد ان شاء الله في اول الدرس القادم. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا - 00:24:26