التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد - 00:00:00ضَ
يقول المصنف رحمه الله بعد ان قرر اثبات صفات الله تعالى على لوجه اللائق به من غير تكييف ومن غير تعطيل قال رحمه الله فمرها كما اتت في الذكر مرهى اي - 00:00:17ضَ
امر ما جاء به الخبر في كتاب الله عز وجل وفي بيانه وهو سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من غير تأويل اي دون ان تتسلط على النصوص بتأويل - 00:00:38ضَ
والتأويل هو في الاصل يطلق على التفسير وبيان معنى الشيء ويطلق على حقيقته وكونها هذان المعنيان معنيان صحيح ان فتأويل القرآن هو تفسيره وتأويل القرآن هو العمل به فالتأويل يطلق على التفسير والبيان للمعاني - 00:00:55ضَ
وهذا معنى صحيح ومنه قول الطبري في تفسيره في مواضع كثيرة وتأويل الاية اي تفسيرها وبيانها وقول اهل التأويل اي التفسير وما اشبه ذلك من الالفاظ التي استعملها في بيان اقوال المفسرين - 00:01:43ضَ
اما النوع الثاني من اطلاقات هذه اللفظة يطلق التأويل على حقيقة الشيء ومعناه والعمل به حقيقة الشيء والعمل به كن هالشيء وحقيقي قاطع ومنه قول الله تعالى وما يعلم تأويله الا الله - 00:02:07ضَ
وما يعلم تأويله اي حقيقته وكنهه الا الله وهو ذا فيما يتعلق بما اخبر الله تعالى به من اسمائه وصفاته ومن الغيبيات لانه لا يعلم حقائق ذلك الا الله جل في علاه - 00:02:35ضَ
ومنه قول يوسف عليه السلام هذا تأويل رؤياي قد جعلها ربي حقا تأويل رؤياي هنا يمكن ان يكون بمعنى التفسير وبه قال جماعة من المفسرين ويمكن ان يقول هذا حقيقة رؤياي هذا ما انتهت اليه رؤياي - 00:02:55ضَ
فهو التفسير العملي لما رآه ومنه قول عائشة رضي الله تعالى عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي قالت - 00:03:25ضَ
يتأول القرآن يتأول القرآن ان يترجمه ويعمل به فان قوله ذلك في ركوعه وسجوده وامتثال لما امر الله تعالى به في قوله اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا - 00:03:40ضَ
فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا فكان يقول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي اقولها في ركوعه وسجوده وكل هذه المعاني للتاويل صحيحة مستقيمة وهو غير ما ذكره المصنف في قوله من غير تأويل - 00:03:58ضَ
وقول من غير تأويل ليس المقصود من غير تفسير لكن المقصود بالتأويل هنا اي من غير طلب الحقائق والكي والكيفيات هذا معنى صحيح في نفي رحمه الله لان ذلك لا علم للعباد به - 00:04:18ضَ
ولا طريق لهم بلوغه والوصول اليه والمعنى الثاني في قول من غير تأويل اي من غير تحريف وذلك ان جماعة من اهل الكلام الذين حرفوا الكلمة عن مواضعه وصرفوا الالفاظ عن ظواهرها المتبادرة - 00:04:39ضَ
الى معان مرجوحة من غير ما دليل سموا صنيعهم تأويلا هذا في الحقيقة تحريف وليس تأويلا لان التأويل هو التفسير والبيان وصرف اللفظ عن معناه المتبادر الظاهر الى معنى لا يدل عليه دليل ليس تفسيرا بل هو - 00:05:16ضَ
تحريف ووضع للكلم في غير مواضعه فقوله هنا من غير تأويل اي من غير صرف للالفاظ عن معانيها المتبادرة التي تدركها الافهام وقوله وغير فكري اي وغير فكر في حقائق ذلك - 00:05:41ضَ
وكيفياته واجود منه النسخة الاخرى التي فيها قوله وغير نكر اي وغير انكار وقوله رحمه الله من غير تأويل وغير نكر اي من غير انكار لان من الناس من ينكر ما اخبر الله تعالى به عن نفسه وان - 00:06:12ضَ
كان انكاره لذلك بالتأويل فالمحصلة انه انكر ذلك وان سلك في انكاره مسلك التحريف الذي سماه تأويلا قال رحمه الله ويستحيل الجهل والعجز كما قد استحال الموت حقا والعمى بعد ان ذكر المصنف رحمه الله جملة من الصفات - 00:06:38ضَ
الثابتة لله بدلالة الكتاب والسنة رجع الى ذكر ما ينزه عنه الله جل وعلا قد تقدم فيما يتصل بالاثبات الاصل في الاثبات في كلام الله عز وجل ان يأتي مفصلا وقد يأتي - 00:07:11ضَ
مجملا التفصيل كقوله هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن كل هذا اثبات مفصل - 00:07:29ضَ
لكمالات الله عز وجل وجلل صفاته سبحانه وبحمده وقد يأتي مجملا كقوله ولله الاسماء الحسنى وكقوله ولله المثل الاعلى فهذا اثبات للكمال مجملا واما النفي فالنفي الاصل فيه الاجمال وعلى هذا جرى - 00:07:44ضَ
كقول رب العالمين فيما يخبر به عن نفسه ان النفي في كلامه مجمل ان النفي في كلامه مجمل قال الله تعالى لم يكن له كفوا احد. هل تعلم له سميا؟ ليس كمثله شيء - 00:08:14ضَ
فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وما اشبه ذلك من الايات التي فيها نفي النقص والعيب والمثل على وجه الاجمال دون تفصيل وقد يأتي النفي مفصل لكنه قليل ولابد له من سبب - 00:08:30ضَ
واسباب النفي المفصل اما لاثبات كمال الضد واما لنفي ما يعتقده الجاهلون والمحرفون في رب العالمين اه وهذه مقاصد النفي المفصل اما ان يكون ذلك لاثبات كمال الظد واما نفي ما يعتقده الجاهلون - 00:08:54ضَ
في رب العالمين. المثال الاول قوله جل وعلا وما مسنا من لغوب فنفى الله تعالى مس التعب لان اليهود قالت ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام واستراحة في اليوم السابع - 00:09:20ضَ
وهو يوم السبت فافى الله تعالى ذلك في كتابه وهو نفي لما كان يعتقده الجاهلون في رب العالمين و قد يأتي النفي مفصلا لاثبات كمال الضد اي كمال ضد الصفات - 00:09:42ضَ
المخبر بها عن الله عز وجل ومنه ما ذكر المصنف رحمه الله هنا في قوله ويستحيل ان يمتنع بكماله جل وعلا وجليل ما له من الصفات والاسماء يستحيل الجهل والعجز - 00:10:03ضَ
الجهل عدم العلم والله تعالى منزه عن ذلك فهو جل وعلا بكل شيء عليم وقد نفى الله تعالى ما ينقص به العلم فقال وما كان ربك نسيا لا يضل ربي - 00:10:28ضَ
ولا ينسى لكمال علمه وتمام حفظه جل في علاه ونفى العجز في مواضع عديدة لاثبات كمال قدرته نفى الموت لاثبات كمال حياته كما قال جل وعلا وتوكل على الحي الذي لا يموت. والعمى منفي عن الله عز وجل كما قال تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا - 00:10:54ضَ
ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون هذا فيه نفي الجهل عما كانوا اه يفعلونه وكذلك قوله جل وعلا يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى - 00:11:23ضَ
من القول وقوله رحمه الله قد استحال الجهل حقا والعمى ذكر العمى لم يأت به النص بهذا اللفظ نفي العمى عن الله عز وجل لم يأت به النص بالتصريح لكنه مستفاد من اثبات - 00:11:43ضَ
علمه وبصره جل وعلا ادراكه بما يكون من المرئيات كما قال تعالى الم يعلم بان الله يرى ونحو ذلك من الايات التي فيها اثبات بصر الله عز وجل واحاطته بما يكون من خلقه - 00:12:07ضَ
قوله رحمه الله فكل نقص قد تعالى الله عنه فيا بشرى لمن والاه بعد ان قرر وجملة من النقائص التي تنزه الله تعالى عنها وقد ذكر اربعة قد ذكر اربعة امور - 00:12:35ضَ
الجهل والعجز والموت والعمى. قال فكل نقص يعني التنزيه ليس مقصورا على هذا بل يشمل كل نقص وهذا من النفي المطلق الذي يشمل كل شيء فكل نقص قد تعالى الله عنه اي تنزه - 00:12:54ضَ
وتقدس عن ان يكون في صفاته او يكون في شأنه جل وعلا فيبوء ثم بعد ذلك قال فيا بشرى لمن والاه يا بشرى هذا تبشير لمن سار على هذا السبيل - 00:13:17ضَ
اين يفوز بالبشرى والبشرى هي ادراك ما يسر به في معاشه من العلم بالله ومعرفته وما يسر في معاده من معرفة كمالات رب العالمين جل في علاه واذا قال فيا بشرى - 00:13:41ضَ
لمن والاه اي من والى الله جل وعلا وموالاة الله تعالى تكون بمحبته وتعظيمه واجلاله وتقواه الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. فقوله لمن والاه اي لمن والا الله - 00:13:59ضَ
ويمكن ان يكون لمن والاه الله فيحتمل لفظ هذا وهذا وكلاهما معنى صحيح فان من والى الله مبشر ومن والاه الله مبشر فكلا المعنيين صحيح سواء قيل ان الضمير يعود - 00:14:23ضَ
الى العبد او يعود الى الرب فاذا كان عائدا للعبد كان تقدير الكلام فهي بشرى لمن وعلى الله واذا كان يعود الى العبد فيا بشرى لمن والاه الله وكلاهما معنى صحيح - 00:14:41ضَ
يمكن ان يفسر به قول المصنف رحمه الله فبشرى لمن والاه وموالاة الله تعالى تكون بمحبته ومحبته لا تكون الا بالعلم به فانه على قدر علم العبد بالله يكون محبا له - 00:15:04ضَ
واذا علم العبد ما لله من الكمالات اقبل عليه تحقق العبودية له. ولذلك جاء فيما رواه البخاري من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى من اذى لي وليا - 00:15:24ضَ
فقد اذنته بالحرب ثم قال بعد ان بين فضل الولاية وهذا اشرف حديث في الولاية في بيان ولاية الله تعالى لعبده قال طريق ذلك وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه - 00:15:46ضَ
فالولاية محبة الله تقتضي ولا يوصل اليها الا من طريق تحقيق العبودية لله وهو التقرب اليه بما فرض. قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ثم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل - 00:16:04ضَ
حتى احبه يعني الى ان احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولا ولان استنصرني لانصرنه لاعيذنه - 00:16:25ضَ
طريق الولاية هي العلم به والعبادة له جل في علاه يدرك بها العبد ولاية الله له كما قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون نسأل الله ان يجعلنا منهم. بعد ذلك قال المصنف رحمه الله - 00:16:43ضَ
والله نعم وكل ما يطلب في الجزم فمن قال المصنف رحمه الله تعالى وكل ما يطلب فيه الجزم فمنع تقليد بذاك حتم لانه لا يكتفى ظني لذي الحجة في قول اهل الفن وقيل يكفي الجزم اجماعا بما يطلاب فيه عند بعض العلماء فالجازمون - 00:17:01ضَ
من عوام البشر فمسلمون عند اهل الاثر وسائر الاشياء غير الذات هذا مقطع من كلام المؤلف رحمه الله هو في بيان حكم التقليد في مسائل الاصول وهل يكفي في مسائل الاصول - 00:17:31ضَ
التقليد ام لابد فيه من الجزم ولذلك جعل ما يقابل ما يقابل الاجتهاد التقليد قال رحمه الله وكل ما يطلب فيه الجزم كل ما يشترط فيه الجزم يعني اليقين الذي لا يتسرب اليه شك - 00:17:54ضَ
الاعتقاد السالم من الريب. هذا معنى قوله ما يطلب فيه الجزم اي كل ما يجب فيه اعتقاد جازم سالم من الشك فانه يمتنع فيه التقليد. ومعنى يمتنع فيه التقليد يعني يجب ان يكون ثابتا - 00:18:23ضَ
عن علم وادراك ومعرفة وليس عن موافقة للغير دون بصيرة التقليد المذكور هنا هو اتباع الغير على قوله دون معرفة حجته هذا المقصود بالتقليد اتباع اتباع الغير بقوله دون معرفة حجته - 00:18:46ضَ
فان اخذ ذلك بالحجة لم يكن مقلدا بل كان متبعا هذه المسألة من المسائل التي يتناولها بعض اهل العلم في مسائل الاعتقاد التقليد في مسائل الفروع والاحكام لا خلاف في جوازه - 00:19:14ضَ
اذا احتاج اليه الانسان قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون والخلاف انما هو في ما اذا كان يمكن الانسان الاجتهاد هل يسعه التقليد في مسائل الفروع - 00:19:49ضَ
وكذلك بمسائل الاصول هل يسعه هل يسعه التقليد في مسائل الاصول؟ ام لابد له من العلم بالحجة والبرهان الذي بنيت عليه الاقوال في العقائد ما قرره المصنف هنا انه لابد - 00:20:12ضَ
في مسائل الاعتقاد من العلم ولا يكفي فيه التقليد فقال رحمه الله وكل ما يطلب فيه الجزم اي كل ما يجب ان يعقد الانسان قلبه عليه ويجزم فيه من غير ريب ولا شك يجب ان يتوصل اليه بالدليل والنظر - 00:20:40ضَ
والحجة والبرهان دون تقليد لاحد استدل القائلون بهذا بجملة من الادلة من ابرزها ان التقليد لا يفيد يقينا ان التقليد لا يفيد يقينا وان الله تعالى ارسل الرسل واقام لهم من الدلائل ما يدل على صدق ما جاءوا به من - 00:21:07ضَ
عبادة الله عز وجل وتوحيده ولو كان يكفي في ذلك التقليد لكان الامر مقتصرا على دعوة الرسل دون اقامة الحجة نقتصر على هذا وان شاء الله نبدأ الفصل هذا في - 00:22:01ضَ
الدرس القادم من اوله تقريبا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا - 00:22:25ضَ