الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنواصل القراءة في احاديث الاعتكاف وقيام رمضان من بلوغ المرام نسأل الله الاعانة والتسديد - 00:00:17
ونجيب ان شاء الله تعالى في اخر المجلس على اسئلتكم فمن كان عنده سؤال فليكتبه لعل الله ييسر الاجاب عليه ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:00:38
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ بن حجر رحمه الله وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله - 00:00:58
صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر اي العشر الاخير من رمضان شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله. متفق عليه هذا الحديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ببيان حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:01:23
اذا دخل العشر رسولنا صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان اعبد الناس في كل احيانه واحواله فلم يكن صلى الله عليه وسلم في حال من الاحوال الا وهو قائم لله تعالى - 00:01:54
بما يحب ويرضى جل في علاه قد بلغه الله تعالى من المنزلة في العبادة رتبة عالية حتى قال اما والله اما والله اني لاتقاكم لله واخشاكم له وفي رواية اما والله اني لاعلمكم بالله واتقاكم له - 00:02:14
فهو صلى الله عليه وسلم اتقى الناس اتقى البشر لربه وهو اقومهم بطاعته وعبادته فلم يكن صلى الله عليه وعلى اله وسلم على حال من الفتور في عبادة الله في حين من الاحيان او حال من الاحوال - 00:02:39
بل كان صلى الله عليه وسلم عابدا قائما بامر ربه منذ ان بعثه الله تعالى واوحى اليه وقد قال له ربه جل في علاه يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجس فاهجر - 00:02:59
فلم ينفك صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن هذه العبادة منذ ان اوحي اليه صلى الله عليه وسلم الى ان توفاه الله وهو على هذه الحال من العبادة والطاعة - 00:03:21
ولقد بشره الله تعالى بحق خطاياه مغفرة ذنوبه كما قال تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما - 00:03:36
فبشره الله تعالى بالمغفرة التامة لكل ذنب ما تقدم منه وما تأخر على هذه الحال لم يفتر صلى الله عليه وسلم بل كان زائدا في طاعته وعبادته لربه جاء في الصحيح - 00:04:00
من حديث الاسود عن عروة من حديث ابي الاسود عن عروة ابن الزبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. وهذا ليس في رمظان. هذا حاله صلى الله عليه وسلم - 00:04:18
بسائر الزمان يقوم حتى تتفطر قدماه اي من طول القيام وفي بعض الروايات كان يقوم حتى كرم قدماه من طول قيامه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقالت له عائشة - 00:04:43
لم تصنع هذا يا رسول الله ما الذي يحملك على ان تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فاجابها صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:05:02
افلا اكون عبدا شكورا فان المغفرة التي بشر بها صلى الله عليه وعلى اله وسلم كانت حاملة له على مزيد اقبال وعلى مزيد بدر وجد واجتهاد في تحقيق رضا الله جل وعلا - 00:05:16
فكان على هذه الحال من قيامه في الليل صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم وقد قال ذلك لغيرها عندما سألوه عن قيامه فهذا المغيرة ابن شعبة قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:37
لا يقوم ليصلي حتى ترم قدماه او ساقاه وكان يقول اذا قيل له في ذلك يعني من عائشة او غيرها. افلا اكون عبدا شكورا هذه حاله صلى الله عليه وسلم - 00:05:59
الا ان هذه الحال كانت تزيد في مواسم البر والخير وقد قال عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه في وصف حال النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس - 00:06:16
هذا حاله صلى الله عليه وسلم في سائر الزمان وفي كل الاحوال كان اجود الناس والجود هنا يشمل كل جود يكون جود الاقوال وجود الاعمال وجود النفس وجود المال وجود كل حال من احوال الانسان. فكان صلى الله عليه وسلم اجود الناس - 00:06:37
لكن اذا جاءت مواسم البر زاده جوده صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس وكان اجود ما يكون صلى الله عليه وسلم في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة - 00:07:04
من ليالي رمضان فيدارسه القرآن ثم يقول في اثر هذه المدارسة قال فلرسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة فكان صلى الله عليه وسلم يزيد جوده - 00:07:19
في مواسم البر والخير والطاعة وجوده في معاملة ربه وفي معاملة الخلق وهذا ما يبين لنا معنى هذا الحديث الذي تخبر فيه عائشة رضي الله تعالى عنها عن مظهر من مظاهر جوده عن مظهر - 00:07:36
من مظاهر عبوديته وشكره لربه حيث قالت رضي الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر والمقصود بالعشر العشر الاواخر من رمضان لذلك قال الشيخ - 00:07:57
المترجم رحمه الله او الشراح اي العشر الاواخر من رمظان وهي تبدأ بغروب شمس يوم العشرين من شهر رمضان فالعشر الاواخر تبتدأ بغروب شمس يوم العشرين فليلة الواحد والعشرين هي من ليالي العشر - 00:08:15
وبها يد تدخل العشر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حاله اذا دخل العشر شد مئزره شد مئزره اي احكم ربطه على وسطه فالمئزر هو ما يستر به اسفل البدن - 00:08:40
المئزر هو الازار الذي يصدر به اسفل البدن وشد المأزر يفيد معنيين عند العلماء. المعنى الاول التشمير في العمل الذي يقبل عليه سواء كان عبادة او كان شغلا او كان - 00:09:01
فلاحة او كان ما كان فجد المأزر تشمير له واحكام في ربطه لما يقبل عليه من عمل ويطلق ايضا شد المئزر على اعتزال النساء اي اجتناب اي اجتناب التمتع اجتناب التمتع بهن - 00:09:20
اجتناب التمتع بالنساء ولهذا قال العلماء رحمه الله في قوله شد المأزر هنا في قوله اذا دخل العشر شد مأزره اي اعتزل النساء وقال اخرون اي شمر في العبادة والطاعة وفيما يقبل عليه من - 00:09:41
طلب الخير في هذه العشر وشد المئزر لم يخص وقتا دون وقت بل ليلا ونهارا وذلك ان هذا الزمان زمان مبارك في ليله ونهاره شد مئزره والصواب فيما يظهر والله تعالى اعلم ان شد المأزر هنا المقصود به التشمير - 00:10:04
والجد والاجتهاد في الوان الطاعات والقربات التي تكون في هذا الموسم المبارك والذي والتي تكون في هذا الزمان الفاضل هذا معنى شد المأزر على الراجح من قوله العلماء والذي جعلنا نرجح هذا على اعتزال النساء لان غالب حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الاواخر الاعتكاف - 00:10:28
والمعتكف بطبيعة عبادته واعتكافه ممنوع من مباشرة النساء فتفسيره بشد المئزر اعتزال النساء مع انه مع كونه معتكفا هذا من تحصيل الحاصل حتى لو لم يجد في الطاعة المعتكف يشد لا يحل له مباشرة النساء كما قال الله تعالى ولا تباشروهن وانتم على - 00:10:57
في المساجد اي حال كونكم عاكفين في المساجد فقوله شد مأزره اي شمر في الطاعة ولو قيل شمر في الطاعة واعتزل النساء هذا الامر في هذا قليل والمقصود ان النبي صلى الله عليه - 00:11:25
عليه وعلى اله وسلم. كان يجد في طاعة الله عز وجل اذا دخل العشر اكثر من غيره في سائر الزمان على ان حاله في الطاعة كما تقدم من عظيم العبودية لله عز وجل والجد في ما يحب ويرضى سبحانه وبحمده - 00:11:41
وقولها واحيا ليله اي لم ينم من ليله اشتغالا بالطاعة والعبادة. فاحياء الليل اعماره واشغاله بالطاعة والعبادة ولم تذكر بماذا احيا الليل فيحتمل ان يحيا الليل بالصلاة ويحتمل انه احيا الليل بالقراءة - 00:12:00
ويحتمل انه احيا الليل بالدعاء والذكر وكل ذلك وارد وكل ذلك منه حاصل. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن يدارس جبريل كل ليلة من ليالي رمضان والعشر الاواخر منها. وكان صلى الله عليه وسلم - 00:12:25
قد ندب الى الدعاء في هذه الليالي كما في حديث عائشة حيث قالت يا رسول الله ارأيت ان علمت اي ليلة ليلة ليلة القدر اي ليلة ليلة ليلة القدر ما اقول؟ قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني - 00:12:46
فهو من مواطن الدعاء واما الصلاة فالصلاة بلا شك انها من اجل ما يتقرب به الى الله عز وجل في ليالي رمضان وفي وفي العشر على وجه الخصوص بقول النبي صلى الله عليه وسلم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه - 00:13:06
وقد قدم المؤلف الحديث الاول حديث ابي هريرة الذي فيه قوله صلى الله عليه وسلم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي هذا بيان ان احياء الليل يكون بالقيام - 00:13:28
قيامه صلى الله عليه وسلم كان متفاوتا في العشر الاواخر ليس على حال واحدة بل كان يزيد وينقص على حسب ما يفتح الله تعالى عليه من الوان الطاعات لكن في كل الاحوال كان مشتغلا في زمانه في ليل رمضان والعهد في ليل العشر الاواخر وفي نهارها - 00:13:48
طاعة الله عز وجل واحياء الليل عمارته بطاعة الله عز وجل قوله وقولها رضي الله تعالى عنها وايقظ اهله اي نبههم للاستيقاظ والقيام من النوم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:16
يحرص على ايقاظ اهله في غالب الزمان لكن في رمضان على وجه الخصوص كان صلى الله عليه وسلم يتعاهد نساءه ويوقظهن واما الايقاظ العام فقد جاء في الصحيحين من حديث هندي بنت هند بنت الحارث - 00:14:41
هندل بنت الحارث الحديث هند بنت الحارث ان ام سلمة قالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال سبحان الله ماذا انزل الليلة ماذا انزل ماذا انزل الليلة - 00:15:04
من الفتن وماذا انزل من الخزائن ثم قال صلى الله عليه وسلم من يوقظ صواحب الحجرات اي من يوقظ زوجاته لماذا للطاعة والعبادة في الليل فرب كاسية في الدنيا عارية في عارية في الاخرة. رب كاسية في الدنيا عارية في الاخرة. وهذا ندب الى - 00:15:25
الصلاة في الليل وانها من موجبات دفع الفتن ومن اسباب حصول الخير وجلبه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبحان الله ماذا انزل الليلة من الفتن وماذا انزل الليلة من الخزائن - 00:15:52
او ماذا انزل من الخزائن ثم ذكر الطريق الذي تتوقى به الفتن النازلة وتدرك به الخيرات النازلة فطريق ذلك قيام الليل والصلاة في الليل فان الصلاة في الليل من اسباب تحصيل ذلك كله من اسباب دفع ما يكره وجلب ما يحب - 00:16:11
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يوقظ اهله ولا عجب ولا غرو فقد قال الله تعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى والامر بالصلاة يشمل الامر بالصلاة الواجبة - 00:16:37
ويشمل الامر بالصلاة المستحبة. فيأمر الانسان اهله بالفرائض ويأمرهم بالوان النوافل والطاعات والقربات من التطوعات والصلوات المندوبة كذلك قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة - 00:16:52
وذلك بامرهم بالطاعات ونهيهم عن المعاصي والسيئات. هذا ما ما تضمنه الحديث من المعاني واما ما فيه من مسائل الفقه ومسائل الاحكام ففيه عدة مسائل يستدل بهذا الحديث في عدة مسائل المسألة الاولى - 00:17:23
الاجتهاد في العبادة في العشر الاواخر من رمضان في هذا الحديث دليل لما ذهب اليه عامة اهل العلم من استحباب الاجتهاد في العشر الاواخر من رمضان بالوان الطاعات وصنوف العبادات - 00:17:43
من القيام وتلاوة القرآن والذكر والدعاء وما الى ذلك من صالح العمل وكذلك الصدقة والاحسان كل ذلك مما يدخل بي هذه الاعمال المندوب اليها في العشر الاواخر من رمضان ووجه ذلك ظاهر حيث ان عائشة اخبرت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر - 00:18:00
شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله ولكن ينبغي ان يتنبه الى ان العمل الصالح في العشر ليس مقصورا فقط على الليل بل هو في الليل والنهار ومن الناس من يقصر في النهار ويقتصر على الصيام - 00:18:32
ولا شك ان الصيام من اجل الاعمال وهو فرض من فرائض الاسلام وقد رتب عليه الله عز وجل الاجر العظيم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه لكن - 00:18:52
بقية الاعمال الصالحة يندب اليها ومنها الاعتكاف وهو لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل وسيأتي الحديث عنه وهو عبادة ليلا ونهارا هذي المسألة الاولى المسألة الثانية تحري ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان - 00:19:07
في هذا الحديث دليل لما لما ذهب اليه جماهير العلماء من استحباب تحري ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان مطلقا يعني في جميع العشر فان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر - 00:19:28
شد مئزره لم يخص في ذلك الوتر دون غيره ولم يخص في ذلك ليلة بعينها بل في العشر كلها كان صلى الله عليه وسلم يشد المئزر ويجد في طاعة الله عز وجل والوان الطاعات والقربات. وهذا لا يعني ان لا يكون له نشاط في بعض الليالي عن بعض - 00:19:45
فان الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر اولى بالجد وزيادة النشاط من الليالي الاخرى. وان كان الجامع لكل الليالي انه ينبغي ان تكون العشر كلها على هذا النحو من الاجتهاد - 00:20:11
والجد والاحياء بالطاعة والعمل الصالح ولكن لو جد في ليلة دون ليلة بمعنى زاد في جده في ليلة من الليالي التي يتحرى فيها ليلة القدر اكثر من غيرها فان ذلك - 00:20:31
لا بأس به وقد فعل وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم جده في الصلاة ليالي فقد روى اصحاب السنن من حديث ابي ذر ان النبي ان النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم في رمضان - 00:20:50
قال رضي الله تعالى عنه صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصلي بنا حتى بقي من الشهر سبع ليال فقام بنا لسابعة تبقى ثلث الليل ثم لم يقم الليلة التي تليها - 00:21:08
بلا اي لم يصلي بهم ثم صلى بنا لخامسة تبقى ليلة ثلاثة وعشرين الاولى والثانية ليلة خمسة وعشرين شطر الليل اي نصفه الاولى كانت الثلث والثانية التي صلى بهم كانت النصف - 00:21:32
فقالوا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا يعني كملت بنا الصلاة بقية الليل فقال صلى الله عليه وسلم من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ولم يصلي الليلة التي تلي حتى - 00:21:52
بقي ثلاث فقام بنا لثالثة تبقى وهي ليلة سبعة وعشرين فجمع اهله ونساءه وولده وصلى بنا حتى خشينا الفلاح. يعني خشوا ان يفوتهم السحور من طول قيامه صلى الله عليه وسلم - 00:22:11
وهذا معنى من معاني احياءه الليل صلى الله عليه وسلم ولا يعني انه لما صلى الثلث اهمل بقية الليل ولا انه لما صلى النصف اهمل بقية الليل اذ ان بقية الليل يمكن ان يعمر - 00:22:32
بسائر الوان الطاعات وصنوف القربات مما يتقرب به الى الله جل وعلا هذه المسألة الثانية المسألة الثالثة تعاهد الرجل اهله في فعل الخير ففي هذا الحديث دليل لما ذهب اليه عامة اهل العلم - 00:22:48
من انه يستحب حث الاهل على فعل الخير ونوافل البر فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ اهله هذا مما ينبغي ان يحرص عليه والا يشغل الانسان اشتغاله بالطاعة - 00:23:10
عن ان يتعاهد اهله في ما يكون صالحا لهم وخيرا لهم. بعض الناس في هذه المواسم قد ينقطع عن اهله اما لكونه مثلا مسافرا بعيدا عنهم او لكونه معتكفا او لغير ذلك من الاسباب - 00:23:35
فتجده يشتغل بالطاعة والاحسان ويجد لكن يغفل عن اهله لا يتصل بهم ولا يراسلهم فيما يتعلق حثهم على الطاعة والاحسان وهذا من الغفلة جدير بنا ان نكون حال رسول الله صلى الله عليه وسلم انت اذا اتصلت على اهلك - 00:23:53
وسألتهم عن او اتصلوا بك على شيء من الامور او تقصد الاتصال للسلام وحثهم على القيام. صليتوا التراويح وش سووا العيال طل فلان قرأت قرآن هذا من حقهم علينا وبه تصلح احوالهم والنفوس يا اخوان تحتاج الى تحفيز - 00:24:16
هؤلاء خيار الخلق سادات الدنيا بعد الانبياء النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدهم ويوقظهم ويقول من يوقظ صواحب الحجرات فاهلونا واولادنا بحاجة الى تذكير ووعظ وتنبيه وتشجيع صغارا وكبارا ذكورا واناثا - 00:24:39
ولا تقول لا ينفع او لا يسمعون. الكلمة الطيبة صدقة صدقة امرك بالمعروف صدقة ولو لم يمتثل المأمور لا تبخس نفسك الخير ومن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فانما يضل عليها - 00:25:03
ومن المسائل التي في هذا الحديث قيام جميع الليل في العشر الاواخر في هذا الحديث دليل لما ذكره بعض اهل العلم من عدم كراهية احياء جميع الليل في بعض الليالي - 00:25:23
جميع الليل في بعض الليالي ومنه العشر الاواخر ووجهه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل العشر احيا ليلة واحياء الليل عمارته بالوان الطاعات ومن الطاعات المشروعة في ليالي العشر القيام. وقد احيا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة حتى خشي الصحابة ان يفوتهم الفلاح. السحور - 00:25:44
فدل ذلك على مشروعية ان عدم كراهة فدل ذلك على عدم كراهية ان يقيم الانسان الليل كله. وانما ذكرنا هذا لانه قد جاء في صحيح الامام مسلم ان عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح - 00:26:11
فهي تخبر عن عمله صلى الله عليه وسلم وانه وانها لم ترى النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة من الليالي حتى اصبح بل كان صلى الله عليه وسلم يقصر عن استيعاب الليل كله في القيام لكن هذا خبر عن مجمل حاله وعامة عمله - 00:26:35
اما في العشر الاواخر فقد ثبت انه قام ليلة حتى خشي الصحابة الفلاح فهذا يبين هديه صلى الله عليه وسلم وانه لو اقام بعض الليل يكون بذلك قد احيا الليل لكن - 00:26:53
احياؤه كاملا ورد ذلك عنه صلى الله عليه وسلم فيكون قولها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح محمول على اكثر حاله او في غير مواسم البر التي - 00:27:12
يشتغل فيها الناس بالطاعة فقد جاء في السنن من حديث ابي ذر كما قال قل ناس قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلم يصلي بنا - 00:27:30
حتى بقي سبع من الشهر سبع ليالي فقام بناء حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل نصفه ثم لم يقم بنا في الرابعة - 00:27:42
نعم في الرابعة نعم حتى قام بنا في الثالث يعني في الليلة الثالثة الباقية على من الشهر فقام بهم حتى قال تخوفنا الفلاح اي خفنا الا ندرك السحور هذه جملة من المسائل في هذا الحديث - 00:28:10
نقرأ الحديث الذي يليه وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله. ثم اعتكف ازواجه من بعده. متفق عليه - 00:28:32
حديث عائشة رضي الله تعالى عنها الاول اخبرت فيه عن اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في العشر وانه كان صلى الله عليه وسلم يشد المئزر وقد ذكرت قبل قليل ان شد المأزر ايذان بالاشتغال بالطاعات والعبادات - 00:28:53
في كل العشر ليلا ونهارا وانما اختص الليل بمزيد عناية وطاعة وجهد عمل تحريا لليلة القدر والا فالليل والنهار في العشر الاواخر كله محل اجتهاد وجد في طاعة الله رمظان كله ليله ونهاره زمن للطاعة والقربى - 00:29:12
فمن صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام ومن قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فالليل والنهار كلاهما عامر بطاعة الله عامر بما يحب ويرضى مما شرعه من الصيام والقيام وسائر صالح الاعمال - 00:29:44
وسائر صالح الاعمال فينبغي للانسان ان يعمر الوقت كله بالطاعة ومن العبادة التي تستوعب الزمان كله الاعتكاف فان الاعتكاف عبادة تستوعب العشر الاواخر جميعا ليلا ونهارا في كل لحظات هذا الزمان المبارك ولهذا - 00:30:06
ذكر المؤلف رحمه الله بعد ذكر احيائة لليل وجده واجتهاده وشده المأزر ذكر ما كان عليه من الاعتكاف صلوات الله وسلامه عليه فعن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان - 00:30:31
الاعتكاف في اللغة هو اللبس والمكث في المكان ولزومه سواء مكان او شيء كل من لزم شيئا ولبث فيه ومكث فيه فانه عكف عنده. ولهذا قال ابراهيم لقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها - 00:30:52
عاكفون اي ملازمون على عبادتها قائمون على تعظيمها والتقرب اليها بالوان القربات فالاعتكاف في اللغة هو لزوم الشيء واما الشرع فالاعتكاف هو التعبد لله تعالى بلزوم المسجد طاعة لله هذا هو الاعتكاف في الشرع - 00:31:18
لزوم مسجد لطاعة الله تعالى وبه يتبين ان الاعتكاف يقوم على امرين الامر الاول النية وهي مفتاح التعبد والثاني اللزوم للمساجد فلا يكون اعتكاف بدون هذين المعنيين فمن كان لزم المسجد - 00:31:48
لكن من غير نية اعتكاف لم يكن معتكفا ومن نوى الاعتكاف في غير المساجد ليس بمعتكف فلا بد من اجتماع هاتين الحقيقتين ليكون العمل اعتكافا الاول النية والثاني ايش لزوم مسجد - 00:32:24
لطاعة الله عز وجل ودون هذين الامرين دون هذين الركنين لا يكون الانسان معتكفا فمن اقام في المسجد لانه لا مكان له بغيره فهذا ليس معتكفا وقد نص العلماء رحمهم الله على ان من اقام في المسجد - 00:32:49
لانه لا لا سكن له فاتخذه سكنا كالفنادق والمساكن فانه غير معتكف انما الاعتكاف لا بد فيه من قصد التعبد لله لو كان عنده قصر يتركه يأتي للاقامة في المسجد لطاعة الله. اما من يأتي - 00:33:11
يعني ويجلس في يسكن المسجد يتخذه سكنا فانه ليس بمعتكف ولو اقام الليل والنهار في لانه لا بد من ان يستحضر المعنى وهو التقرب الى الله بالمكث في المسجد التعبد لله - 00:33:33
بالمكث في المسجد وليس لقضاء حاجته او تحصيل مأوى له فهذا لا يكون معتكفا فلابد من تحرير القصب والنية انه يلزم المسجد لطاعة الله قد ذكر الله تعالى الاعتكاف في كتابه الحكيم في مواضع عديدة - 00:33:53
فذكره عاما وذكره خاصا ذكروا خاصا بالمسجد الحرام في قوله تعالى وطهر بيته للطائفين والعاكفين والركع السجود وفي سورة الحج قال وطهر بيت للطائفين والقائمين والركع السجود والقائمون هنا يشمل - 00:34:20
والقائمون هنا يشمل المعتكفين وغيرهم ممن يقومون للطاعة هذا الاعتكاف الخاص وهو الاعتكاف في المسجد الحرام وهو افضل مواقع الدنيا للاعتكاف فافضل الاعتكاف ما كان في المسجد الحرام بلا خلاف بين اهل العلم - 00:34:49
هذا النوع الاول من ذكر الاعتكاف في القرآن واما النوع الثاني من ذكر الاعتكاف في القرآن فذكره خاصا فذكره عاما بالمساجد. قال الله تعالى في ايات الصيام ولا تباشروهن اي النساء وانتم عاكفون في المساجد - 00:35:15
اي وانتم ملازمون للمساجد لطاعة الله قال المساجد والمساجد ما هي جمع مسجد وما هو المسجد؟ المسجد هو الذي ذكره الله تعالى في قوله في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال - 00:35:35
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار هذا هو المسجد هي بيوت عمرت لطاعة الله عز وجل هذا غرظها ومقصودها - 00:35:58
والا فان الارض كلها مسجد اي موضع للسجود كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي ومنها قال وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فكل فكل الارض مسجد باعتبار انها تصلح موضع للسجود - 00:36:19
لكن المقصود بالمساجد في قوله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه في قوله تعالى وانتم عاكفون في المساجد هي هي ما ذكره الله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه وهي المساجد - 00:36:40
ده لطاعة الله عز وجل والاعتكاف عبادة تكون في كل الزمان فليس لها زمن خاص لكن الاعتكاف المسنون ما كان في العشر الاواخر من رمضان اما ما عداه فانه عمل صالح - 00:36:57
يكون في رمظان وفي غيره ويكون في الليل وفي النهار ويكون بنذر وغير نذر عائشة رضي الله تعالى عنها في هذا الحديث اخبرت عن عمله صلى الله عليه وسلم في العشر الاواخر فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:37:22
وقالت رضي الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الاواخر من رمضان يعتكف العشر الاواخر من رمضان ثم اخبرت عن ديمومة هذه السنة في فعله حتى توفاه الله - 00:37:49
وهذا يدل على انه اعتكف في كل السنوات التي اقام فيها بالمدينة لانه في السنة الثامنة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بل خرج فاتحا لمكة ولم يذكر انه اعتكف صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام - 00:38:09
فالذي يظهر والله تعالى اعلم ان قولها حتى توفاه الله اي في كل المدة التي كان فيها في المدينة صلى الله عليه وسلم وقد تخلف اعتكافه في عام من الاعوام لعارظ - 00:38:32
وهو في المدينة عندما خرج فرأى بيوت فرأى اخبية ازواجه قد ضربت في المسجد كل زوجة من زوجاته ضربت لها خباء لتعتكف فقال النبي صلى الله عليه وسلم البر فترك الاعتكاف تلك السنة - 00:38:49
صلى الله عليه وسلم وقضاه في العشر الاول من شوال اعتكف في العشر الاول من شوال صلى الله عليه وسلم وهذا مما يدل على ان الاعتكاف يكون في شواء يكون في رمظان وفي غيره - 00:39:13
تقول رضي الله تعالى عنها كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله وهذا يدل على انها سنة داوم عليها صلى الله عليه وسلم ومثل هذا يدل على تأكد سنية العمل فما واظب عليه وداوم عليه - 00:39:28
صلى الله عليه وسلم فانه من السنن المؤكدة و قولها ثم اعتكف ازواجه من بعده دلالة على ان الاعتكاف مستمر بعده ان اصحابه رضي الله تعالى عنهم عملوا به واداموا - 00:39:46
العمل به بعده صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا ما يتصل بمعنى الحديث اما المسائل التي تستفاد من الحديث فالمسائل التي تستفاد المسائل الفقهية التي تستفاد من الحديث المسألة الاولى مشروعية الاعتكاف - 00:40:08
في هذا الحديث دليل لما اجمع عليه اهل العلم من من ان الاعتكاف سنة ان اعتكاف العشر الاواخر سنة ووجهه مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى توفاه الله - 00:40:31
واما كونه سنة فلان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على من لم يعتكف ولم يأمر بالاعتكاف بل اقتصر على فعله فدل ذلك على انه سنة لان الاصل في افعاله صلى الله عليه وسلم الاستحباب - 00:40:50
والسنية للوجوب اما المسألة الثانية فهي سنية الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان وهذا ما ذهب اليه جماهير العلماء من انه يسن اعتكاف العشر الاواخر من رمضان تحريا لليلة القدر - 00:41:06
واشتغالا بالطاعة المسألة الثالثة التي افادها الحديث مشروعية اعتكاف النساء وان الاعتكاف عبادة يستوي فيها الرجل والمرأة ففي الحديث دليل لما ذهب اليه الجمهور من ان المرأة تعتكف بل ماذا ما اجمع عليه اهل العلم من ان المرأة يسن له يسن لها الاعتكاف - 00:41:26
وفيه دليل لما ذهب اليه الجمهور من ان المرأة لا يصلح اعتكافها الا في المسجد كالرجل لان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كنا اعتكفنا في المسجد ولو كان الاعتكاف في البيوت - 00:41:53
بالنسبة للنساء مشروعا لامرهن به صلى الله عليه وسلم خلافا لما ذهب اليه الامام ابو حنيفة فان الامام ابا حنيفة رحمه الله يرى ان المرأة تعتكف في مسجد بيتها يعني في مصلاها الذي في البيت - 00:42:12
واذا اعتكفت المسجد فهو افضل. والصواب انه لا اعتكاف الا في مسجد تقام فيه الصلوات واما مساجد البيوت فانها ليست مساجد يصلح فيها الاعتكاف هذه بعض المسائل المتعلقة الحديث وتأتي بقية احكام - 00:42:34
هذا الباب ان شاء الله تعالى في الليالي القادمة - 00:42:57
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنواصل القراءة في احاديث الاعتكاف وقيام رمضان من بلوغ المرام نسأل الله الاعانة والتسديد - 00:00:17
ونجيب ان شاء الله تعالى في اخر المجلس على اسئلتكم فمن كان عنده سؤال فليكتبه لعل الله ييسر الاجاب عليه ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:00:38
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ بن حجر رحمه الله وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله - 00:00:58
صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر اي العشر الاخير من رمضان شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله. متفق عليه هذا الحديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ببيان حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:01:23
اذا دخل العشر رسولنا صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان اعبد الناس في كل احيانه واحواله فلم يكن صلى الله عليه وسلم في حال من الاحوال الا وهو قائم لله تعالى - 00:01:54
بما يحب ويرضى جل في علاه قد بلغه الله تعالى من المنزلة في العبادة رتبة عالية حتى قال اما والله اما والله اني لاتقاكم لله واخشاكم له وفي رواية اما والله اني لاعلمكم بالله واتقاكم له - 00:02:14
فهو صلى الله عليه وسلم اتقى الناس اتقى البشر لربه وهو اقومهم بطاعته وعبادته فلم يكن صلى الله عليه وعلى اله وسلم على حال من الفتور في عبادة الله في حين من الاحيان او حال من الاحوال - 00:02:39
بل كان صلى الله عليه وسلم عابدا قائما بامر ربه منذ ان بعثه الله تعالى واوحى اليه وقد قال له ربه جل في علاه يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجس فاهجر - 00:02:59
فلم ينفك صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن هذه العبادة منذ ان اوحي اليه صلى الله عليه وسلم الى ان توفاه الله وهو على هذه الحال من العبادة والطاعة - 00:03:21
ولقد بشره الله تعالى بحق خطاياه مغفرة ذنوبه كما قال تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما - 00:03:36
فبشره الله تعالى بالمغفرة التامة لكل ذنب ما تقدم منه وما تأخر على هذه الحال لم يفتر صلى الله عليه وسلم بل كان زائدا في طاعته وعبادته لربه جاء في الصحيح - 00:04:00
من حديث الاسود عن عروة من حديث ابي الاسود عن عروة ابن الزبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. وهذا ليس في رمظان. هذا حاله صلى الله عليه وسلم - 00:04:18
بسائر الزمان يقوم حتى تتفطر قدماه اي من طول القيام وفي بعض الروايات كان يقوم حتى كرم قدماه من طول قيامه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقالت له عائشة - 00:04:43
لم تصنع هذا يا رسول الله ما الذي يحملك على ان تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فاجابها صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:05:02
افلا اكون عبدا شكورا فان المغفرة التي بشر بها صلى الله عليه وعلى اله وسلم كانت حاملة له على مزيد اقبال وعلى مزيد بدر وجد واجتهاد في تحقيق رضا الله جل وعلا - 00:05:16
فكان على هذه الحال من قيامه في الليل صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم وقد قال ذلك لغيرها عندما سألوه عن قيامه فهذا المغيرة ابن شعبة قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:37
لا يقوم ليصلي حتى ترم قدماه او ساقاه وكان يقول اذا قيل له في ذلك يعني من عائشة او غيرها. افلا اكون عبدا شكورا هذه حاله صلى الله عليه وسلم - 00:05:59
الا ان هذه الحال كانت تزيد في مواسم البر والخير وقد قال عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه في وصف حال النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس - 00:06:16
هذا حاله صلى الله عليه وسلم في سائر الزمان وفي كل الاحوال كان اجود الناس والجود هنا يشمل كل جود يكون جود الاقوال وجود الاعمال وجود النفس وجود المال وجود كل حال من احوال الانسان. فكان صلى الله عليه وسلم اجود الناس - 00:06:37
لكن اذا جاءت مواسم البر زاده جوده صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس وكان اجود ما يكون صلى الله عليه وسلم في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة - 00:07:04
من ليالي رمضان فيدارسه القرآن ثم يقول في اثر هذه المدارسة قال فلرسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة فكان صلى الله عليه وسلم يزيد جوده - 00:07:19
في مواسم البر والخير والطاعة وجوده في معاملة ربه وفي معاملة الخلق وهذا ما يبين لنا معنى هذا الحديث الذي تخبر فيه عائشة رضي الله تعالى عنها عن مظهر من مظاهر جوده عن مظهر - 00:07:36
من مظاهر عبوديته وشكره لربه حيث قالت رضي الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر والمقصود بالعشر العشر الاواخر من رمضان لذلك قال الشيخ - 00:07:57
المترجم رحمه الله او الشراح اي العشر الاواخر من رمظان وهي تبدأ بغروب شمس يوم العشرين من شهر رمضان فالعشر الاواخر تبتدأ بغروب شمس يوم العشرين فليلة الواحد والعشرين هي من ليالي العشر - 00:08:15
وبها يد تدخل العشر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حاله اذا دخل العشر شد مئزره شد مئزره اي احكم ربطه على وسطه فالمئزر هو ما يستر به اسفل البدن - 00:08:40
المئزر هو الازار الذي يصدر به اسفل البدن وشد المأزر يفيد معنيين عند العلماء. المعنى الاول التشمير في العمل الذي يقبل عليه سواء كان عبادة او كان شغلا او كان - 00:09:01
فلاحة او كان ما كان فجد المأزر تشمير له واحكام في ربطه لما يقبل عليه من عمل ويطلق ايضا شد المئزر على اعتزال النساء اي اجتناب اي اجتناب التمتع اجتناب التمتع بهن - 00:09:20
اجتناب التمتع بالنساء ولهذا قال العلماء رحمه الله في قوله شد المأزر هنا في قوله اذا دخل العشر شد مأزره اي اعتزل النساء وقال اخرون اي شمر في العبادة والطاعة وفيما يقبل عليه من - 00:09:41
طلب الخير في هذه العشر وشد المئزر لم يخص وقتا دون وقت بل ليلا ونهارا وذلك ان هذا الزمان زمان مبارك في ليله ونهاره شد مئزره والصواب فيما يظهر والله تعالى اعلم ان شد المأزر هنا المقصود به التشمير - 00:10:04
والجد والاجتهاد في الوان الطاعات والقربات التي تكون في هذا الموسم المبارك والذي والتي تكون في هذا الزمان الفاضل هذا معنى شد المأزر على الراجح من قوله العلماء والذي جعلنا نرجح هذا على اعتزال النساء لان غالب حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الاواخر الاعتكاف - 00:10:28
والمعتكف بطبيعة عبادته واعتكافه ممنوع من مباشرة النساء فتفسيره بشد المئزر اعتزال النساء مع انه مع كونه معتكفا هذا من تحصيل الحاصل حتى لو لم يجد في الطاعة المعتكف يشد لا يحل له مباشرة النساء كما قال الله تعالى ولا تباشروهن وانتم على - 00:10:57
في المساجد اي حال كونكم عاكفين في المساجد فقوله شد مأزره اي شمر في الطاعة ولو قيل شمر في الطاعة واعتزل النساء هذا الامر في هذا قليل والمقصود ان النبي صلى الله عليه - 00:11:25
عليه وعلى اله وسلم. كان يجد في طاعة الله عز وجل اذا دخل العشر اكثر من غيره في سائر الزمان على ان حاله في الطاعة كما تقدم من عظيم العبودية لله عز وجل والجد في ما يحب ويرضى سبحانه وبحمده - 00:11:41
وقولها واحيا ليله اي لم ينم من ليله اشتغالا بالطاعة والعبادة. فاحياء الليل اعماره واشغاله بالطاعة والعبادة ولم تذكر بماذا احيا الليل فيحتمل ان يحيا الليل بالصلاة ويحتمل انه احيا الليل بالقراءة - 00:12:00
ويحتمل انه احيا الليل بالدعاء والذكر وكل ذلك وارد وكل ذلك منه حاصل. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن يدارس جبريل كل ليلة من ليالي رمضان والعشر الاواخر منها. وكان صلى الله عليه وسلم - 00:12:25
قد ندب الى الدعاء في هذه الليالي كما في حديث عائشة حيث قالت يا رسول الله ارأيت ان علمت اي ليلة ليلة ليلة القدر اي ليلة ليلة ليلة القدر ما اقول؟ قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني - 00:12:46
فهو من مواطن الدعاء واما الصلاة فالصلاة بلا شك انها من اجل ما يتقرب به الى الله عز وجل في ليالي رمضان وفي وفي العشر على وجه الخصوص بقول النبي صلى الله عليه وسلم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه - 00:13:06
وقد قدم المؤلف الحديث الاول حديث ابي هريرة الذي فيه قوله صلى الله عليه وسلم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي هذا بيان ان احياء الليل يكون بالقيام - 00:13:28
قيامه صلى الله عليه وسلم كان متفاوتا في العشر الاواخر ليس على حال واحدة بل كان يزيد وينقص على حسب ما يفتح الله تعالى عليه من الوان الطاعات لكن في كل الاحوال كان مشتغلا في زمانه في ليل رمضان والعهد في ليل العشر الاواخر وفي نهارها - 00:13:48
طاعة الله عز وجل واحياء الليل عمارته بطاعة الله عز وجل قوله وقولها رضي الله تعالى عنها وايقظ اهله اي نبههم للاستيقاظ والقيام من النوم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:16
يحرص على ايقاظ اهله في غالب الزمان لكن في رمضان على وجه الخصوص كان صلى الله عليه وسلم يتعاهد نساءه ويوقظهن واما الايقاظ العام فقد جاء في الصحيحين من حديث هندي بنت هند بنت الحارث - 00:14:41
هندل بنت الحارث الحديث هند بنت الحارث ان ام سلمة قالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال سبحان الله ماذا انزل الليلة ماذا انزل ماذا انزل الليلة - 00:15:04
من الفتن وماذا انزل من الخزائن ثم قال صلى الله عليه وسلم من يوقظ صواحب الحجرات اي من يوقظ زوجاته لماذا للطاعة والعبادة في الليل فرب كاسية في الدنيا عارية في عارية في الاخرة. رب كاسية في الدنيا عارية في الاخرة. وهذا ندب الى - 00:15:25
الصلاة في الليل وانها من موجبات دفع الفتن ومن اسباب حصول الخير وجلبه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبحان الله ماذا انزل الليلة من الفتن وماذا انزل الليلة من الخزائن - 00:15:52
او ماذا انزل من الخزائن ثم ذكر الطريق الذي تتوقى به الفتن النازلة وتدرك به الخيرات النازلة فطريق ذلك قيام الليل والصلاة في الليل فان الصلاة في الليل من اسباب تحصيل ذلك كله من اسباب دفع ما يكره وجلب ما يحب - 00:16:11
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يوقظ اهله ولا عجب ولا غرو فقد قال الله تعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى والامر بالصلاة يشمل الامر بالصلاة الواجبة - 00:16:37
ويشمل الامر بالصلاة المستحبة. فيأمر الانسان اهله بالفرائض ويأمرهم بالوان النوافل والطاعات والقربات من التطوعات والصلوات المندوبة كذلك قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة - 00:16:52
وذلك بامرهم بالطاعات ونهيهم عن المعاصي والسيئات. هذا ما ما تضمنه الحديث من المعاني واما ما فيه من مسائل الفقه ومسائل الاحكام ففيه عدة مسائل يستدل بهذا الحديث في عدة مسائل المسألة الاولى - 00:17:23
الاجتهاد في العبادة في العشر الاواخر من رمضان في هذا الحديث دليل لما ذهب اليه عامة اهل العلم من استحباب الاجتهاد في العشر الاواخر من رمضان بالوان الطاعات وصنوف العبادات - 00:17:43
من القيام وتلاوة القرآن والذكر والدعاء وما الى ذلك من صالح العمل وكذلك الصدقة والاحسان كل ذلك مما يدخل بي هذه الاعمال المندوب اليها في العشر الاواخر من رمضان ووجه ذلك ظاهر حيث ان عائشة اخبرت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر - 00:18:00
شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله ولكن ينبغي ان يتنبه الى ان العمل الصالح في العشر ليس مقصورا فقط على الليل بل هو في الليل والنهار ومن الناس من يقصر في النهار ويقتصر على الصيام - 00:18:32
ولا شك ان الصيام من اجل الاعمال وهو فرض من فرائض الاسلام وقد رتب عليه الله عز وجل الاجر العظيم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه لكن - 00:18:52
بقية الاعمال الصالحة يندب اليها ومنها الاعتكاف وهو لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل وسيأتي الحديث عنه وهو عبادة ليلا ونهارا هذي المسألة الاولى المسألة الثانية تحري ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان - 00:19:07
في هذا الحديث دليل لما لما ذهب اليه جماهير العلماء من استحباب تحري ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان مطلقا يعني في جميع العشر فان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر - 00:19:28
شد مئزره لم يخص في ذلك الوتر دون غيره ولم يخص في ذلك ليلة بعينها بل في العشر كلها كان صلى الله عليه وسلم يشد المئزر ويجد في طاعة الله عز وجل والوان الطاعات والقربات. وهذا لا يعني ان لا يكون له نشاط في بعض الليالي عن بعض - 00:19:45
فان الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر اولى بالجد وزيادة النشاط من الليالي الاخرى. وان كان الجامع لكل الليالي انه ينبغي ان تكون العشر كلها على هذا النحو من الاجتهاد - 00:20:11
والجد والاحياء بالطاعة والعمل الصالح ولكن لو جد في ليلة دون ليلة بمعنى زاد في جده في ليلة من الليالي التي يتحرى فيها ليلة القدر اكثر من غيرها فان ذلك - 00:20:31
لا بأس به وقد فعل وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم جده في الصلاة ليالي فقد روى اصحاب السنن من حديث ابي ذر ان النبي ان النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم في رمضان - 00:20:50
قال رضي الله تعالى عنه صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصلي بنا حتى بقي من الشهر سبع ليال فقام بنا لسابعة تبقى ثلث الليل ثم لم يقم الليلة التي تليها - 00:21:08
بلا اي لم يصلي بهم ثم صلى بنا لخامسة تبقى ليلة ثلاثة وعشرين الاولى والثانية ليلة خمسة وعشرين شطر الليل اي نصفه الاولى كانت الثلث والثانية التي صلى بهم كانت النصف - 00:21:32
فقالوا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا يعني كملت بنا الصلاة بقية الليل فقال صلى الله عليه وسلم من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ولم يصلي الليلة التي تلي حتى - 00:21:52
بقي ثلاث فقام بنا لثالثة تبقى وهي ليلة سبعة وعشرين فجمع اهله ونساءه وولده وصلى بنا حتى خشينا الفلاح. يعني خشوا ان يفوتهم السحور من طول قيامه صلى الله عليه وسلم - 00:22:11
وهذا معنى من معاني احياءه الليل صلى الله عليه وسلم ولا يعني انه لما صلى الثلث اهمل بقية الليل ولا انه لما صلى النصف اهمل بقية الليل اذ ان بقية الليل يمكن ان يعمر - 00:22:32
بسائر الوان الطاعات وصنوف القربات مما يتقرب به الى الله جل وعلا هذه المسألة الثانية المسألة الثالثة تعاهد الرجل اهله في فعل الخير ففي هذا الحديث دليل لما ذهب اليه عامة اهل العلم - 00:22:48
من انه يستحب حث الاهل على فعل الخير ونوافل البر فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ اهله هذا مما ينبغي ان يحرص عليه والا يشغل الانسان اشتغاله بالطاعة - 00:23:10
عن ان يتعاهد اهله في ما يكون صالحا لهم وخيرا لهم. بعض الناس في هذه المواسم قد ينقطع عن اهله اما لكونه مثلا مسافرا بعيدا عنهم او لكونه معتكفا او لغير ذلك من الاسباب - 00:23:35
فتجده يشتغل بالطاعة والاحسان ويجد لكن يغفل عن اهله لا يتصل بهم ولا يراسلهم فيما يتعلق حثهم على الطاعة والاحسان وهذا من الغفلة جدير بنا ان نكون حال رسول الله صلى الله عليه وسلم انت اذا اتصلت على اهلك - 00:23:53
وسألتهم عن او اتصلوا بك على شيء من الامور او تقصد الاتصال للسلام وحثهم على القيام. صليتوا التراويح وش سووا العيال طل فلان قرأت قرآن هذا من حقهم علينا وبه تصلح احوالهم والنفوس يا اخوان تحتاج الى تحفيز - 00:24:16
هؤلاء خيار الخلق سادات الدنيا بعد الانبياء النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدهم ويوقظهم ويقول من يوقظ صواحب الحجرات فاهلونا واولادنا بحاجة الى تذكير ووعظ وتنبيه وتشجيع صغارا وكبارا ذكورا واناثا - 00:24:39
ولا تقول لا ينفع او لا يسمعون. الكلمة الطيبة صدقة صدقة امرك بالمعروف صدقة ولو لم يمتثل المأمور لا تبخس نفسك الخير ومن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فانما يضل عليها - 00:25:03
ومن المسائل التي في هذا الحديث قيام جميع الليل في العشر الاواخر في هذا الحديث دليل لما ذكره بعض اهل العلم من عدم كراهية احياء جميع الليل في بعض الليالي - 00:25:23
جميع الليل في بعض الليالي ومنه العشر الاواخر ووجهه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل العشر احيا ليلة واحياء الليل عمارته بالوان الطاعات ومن الطاعات المشروعة في ليالي العشر القيام. وقد احيا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة حتى خشي الصحابة ان يفوتهم الفلاح. السحور - 00:25:44
فدل ذلك على مشروعية ان عدم كراهة فدل ذلك على عدم كراهية ان يقيم الانسان الليل كله. وانما ذكرنا هذا لانه قد جاء في صحيح الامام مسلم ان عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح - 00:26:11
فهي تخبر عن عمله صلى الله عليه وسلم وانه وانها لم ترى النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة من الليالي حتى اصبح بل كان صلى الله عليه وسلم يقصر عن استيعاب الليل كله في القيام لكن هذا خبر عن مجمل حاله وعامة عمله - 00:26:35
اما في العشر الاواخر فقد ثبت انه قام ليلة حتى خشي الصحابة الفلاح فهذا يبين هديه صلى الله عليه وسلم وانه لو اقام بعض الليل يكون بذلك قد احيا الليل لكن - 00:26:53
احياؤه كاملا ورد ذلك عنه صلى الله عليه وسلم فيكون قولها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح محمول على اكثر حاله او في غير مواسم البر التي - 00:27:12
يشتغل فيها الناس بالطاعة فقد جاء في السنن من حديث ابي ذر كما قال قل ناس قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلم يصلي بنا - 00:27:30
حتى بقي سبع من الشهر سبع ليالي فقام بناء حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل نصفه ثم لم يقم بنا في الرابعة - 00:27:42
نعم في الرابعة نعم حتى قام بنا في الثالث يعني في الليلة الثالثة الباقية على من الشهر فقام بهم حتى قال تخوفنا الفلاح اي خفنا الا ندرك السحور هذه جملة من المسائل في هذا الحديث - 00:28:10
نقرأ الحديث الذي يليه وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله. ثم اعتكف ازواجه من بعده. متفق عليه - 00:28:32
حديث عائشة رضي الله تعالى عنها الاول اخبرت فيه عن اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في العشر وانه كان صلى الله عليه وسلم يشد المئزر وقد ذكرت قبل قليل ان شد المأزر ايذان بالاشتغال بالطاعات والعبادات - 00:28:53
في كل العشر ليلا ونهارا وانما اختص الليل بمزيد عناية وطاعة وجهد عمل تحريا لليلة القدر والا فالليل والنهار في العشر الاواخر كله محل اجتهاد وجد في طاعة الله رمظان كله ليله ونهاره زمن للطاعة والقربى - 00:29:12
فمن صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام ومن قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فالليل والنهار كلاهما عامر بطاعة الله عامر بما يحب ويرضى مما شرعه من الصيام والقيام وسائر صالح الاعمال - 00:29:44
وسائر صالح الاعمال فينبغي للانسان ان يعمر الوقت كله بالطاعة ومن العبادة التي تستوعب الزمان كله الاعتكاف فان الاعتكاف عبادة تستوعب العشر الاواخر جميعا ليلا ونهارا في كل لحظات هذا الزمان المبارك ولهذا - 00:30:06
ذكر المؤلف رحمه الله بعد ذكر احيائة لليل وجده واجتهاده وشده المأزر ذكر ما كان عليه من الاعتكاف صلوات الله وسلامه عليه فعن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان - 00:30:31
الاعتكاف في اللغة هو اللبس والمكث في المكان ولزومه سواء مكان او شيء كل من لزم شيئا ولبث فيه ومكث فيه فانه عكف عنده. ولهذا قال ابراهيم لقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها - 00:30:52
عاكفون اي ملازمون على عبادتها قائمون على تعظيمها والتقرب اليها بالوان القربات فالاعتكاف في اللغة هو لزوم الشيء واما الشرع فالاعتكاف هو التعبد لله تعالى بلزوم المسجد طاعة لله هذا هو الاعتكاف في الشرع - 00:31:18
لزوم مسجد لطاعة الله تعالى وبه يتبين ان الاعتكاف يقوم على امرين الامر الاول النية وهي مفتاح التعبد والثاني اللزوم للمساجد فلا يكون اعتكاف بدون هذين المعنيين فمن كان لزم المسجد - 00:31:48
لكن من غير نية اعتكاف لم يكن معتكفا ومن نوى الاعتكاف في غير المساجد ليس بمعتكف فلا بد من اجتماع هاتين الحقيقتين ليكون العمل اعتكافا الاول النية والثاني ايش لزوم مسجد - 00:32:24
لطاعة الله عز وجل ودون هذين الامرين دون هذين الركنين لا يكون الانسان معتكفا فمن اقام في المسجد لانه لا مكان له بغيره فهذا ليس معتكفا وقد نص العلماء رحمهم الله على ان من اقام في المسجد - 00:32:49
لانه لا لا سكن له فاتخذه سكنا كالفنادق والمساكن فانه غير معتكف انما الاعتكاف لا بد فيه من قصد التعبد لله لو كان عنده قصر يتركه يأتي للاقامة في المسجد لطاعة الله. اما من يأتي - 00:33:11
يعني ويجلس في يسكن المسجد يتخذه سكنا فانه ليس بمعتكف ولو اقام الليل والنهار في لانه لا بد من ان يستحضر المعنى وهو التقرب الى الله بالمكث في المسجد التعبد لله - 00:33:33
بالمكث في المسجد وليس لقضاء حاجته او تحصيل مأوى له فهذا لا يكون معتكفا فلابد من تحرير القصب والنية انه يلزم المسجد لطاعة الله قد ذكر الله تعالى الاعتكاف في كتابه الحكيم في مواضع عديدة - 00:33:53
فذكره عاما وذكره خاصا ذكروا خاصا بالمسجد الحرام في قوله تعالى وطهر بيته للطائفين والعاكفين والركع السجود وفي سورة الحج قال وطهر بيت للطائفين والقائمين والركع السجود والقائمون هنا يشمل - 00:34:20
والقائمون هنا يشمل المعتكفين وغيرهم ممن يقومون للطاعة هذا الاعتكاف الخاص وهو الاعتكاف في المسجد الحرام وهو افضل مواقع الدنيا للاعتكاف فافضل الاعتكاف ما كان في المسجد الحرام بلا خلاف بين اهل العلم - 00:34:49
هذا النوع الاول من ذكر الاعتكاف في القرآن واما النوع الثاني من ذكر الاعتكاف في القرآن فذكره خاصا فذكره عاما بالمساجد. قال الله تعالى في ايات الصيام ولا تباشروهن اي النساء وانتم عاكفون في المساجد - 00:35:15
اي وانتم ملازمون للمساجد لطاعة الله قال المساجد والمساجد ما هي جمع مسجد وما هو المسجد؟ المسجد هو الذي ذكره الله تعالى في قوله في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال - 00:35:35
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار هذا هو المسجد هي بيوت عمرت لطاعة الله عز وجل هذا غرظها ومقصودها - 00:35:58
والا فان الارض كلها مسجد اي موضع للسجود كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي ومنها قال وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فكل فكل الارض مسجد باعتبار انها تصلح موضع للسجود - 00:36:19
لكن المقصود بالمساجد في قوله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه في قوله تعالى وانتم عاكفون في المساجد هي هي ما ذكره الله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه وهي المساجد - 00:36:40
ده لطاعة الله عز وجل والاعتكاف عبادة تكون في كل الزمان فليس لها زمن خاص لكن الاعتكاف المسنون ما كان في العشر الاواخر من رمضان اما ما عداه فانه عمل صالح - 00:36:57
يكون في رمظان وفي غيره ويكون في الليل وفي النهار ويكون بنذر وغير نذر عائشة رضي الله تعالى عنها في هذا الحديث اخبرت عن عمله صلى الله عليه وسلم في العشر الاواخر فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:37:22
وقالت رضي الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الاواخر من رمضان يعتكف العشر الاواخر من رمضان ثم اخبرت عن ديمومة هذه السنة في فعله حتى توفاه الله - 00:37:49
وهذا يدل على انه اعتكف في كل السنوات التي اقام فيها بالمدينة لانه في السنة الثامنة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بل خرج فاتحا لمكة ولم يذكر انه اعتكف صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام - 00:38:09
فالذي يظهر والله تعالى اعلم ان قولها حتى توفاه الله اي في كل المدة التي كان فيها في المدينة صلى الله عليه وسلم وقد تخلف اعتكافه في عام من الاعوام لعارظ - 00:38:32
وهو في المدينة عندما خرج فرأى بيوت فرأى اخبية ازواجه قد ضربت في المسجد كل زوجة من زوجاته ضربت لها خباء لتعتكف فقال النبي صلى الله عليه وسلم البر فترك الاعتكاف تلك السنة - 00:38:49
صلى الله عليه وسلم وقضاه في العشر الاول من شوال اعتكف في العشر الاول من شوال صلى الله عليه وسلم وهذا مما يدل على ان الاعتكاف يكون في شواء يكون في رمظان وفي غيره - 00:39:13
تقول رضي الله تعالى عنها كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله وهذا يدل على انها سنة داوم عليها صلى الله عليه وسلم ومثل هذا يدل على تأكد سنية العمل فما واظب عليه وداوم عليه - 00:39:28
صلى الله عليه وسلم فانه من السنن المؤكدة و قولها ثم اعتكف ازواجه من بعده دلالة على ان الاعتكاف مستمر بعده ان اصحابه رضي الله تعالى عنهم عملوا به واداموا - 00:39:46
العمل به بعده صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا ما يتصل بمعنى الحديث اما المسائل التي تستفاد من الحديث فالمسائل التي تستفاد المسائل الفقهية التي تستفاد من الحديث المسألة الاولى مشروعية الاعتكاف - 00:40:08
في هذا الحديث دليل لما اجمع عليه اهل العلم من من ان الاعتكاف سنة ان اعتكاف العشر الاواخر سنة ووجهه مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى توفاه الله - 00:40:31
واما كونه سنة فلان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على من لم يعتكف ولم يأمر بالاعتكاف بل اقتصر على فعله فدل ذلك على انه سنة لان الاصل في افعاله صلى الله عليه وسلم الاستحباب - 00:40:50
والسنية للوجوب اما المسألة الثانية فهي سنية الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان وهذا ما ذهب اليه جماهير العلماء من انه يسن اعتكاف العشر الاواخر من رمضان تحريا لليلة القدر - 00:41:06
واشتغالا بالطاعة المسألة الثالثة التي افادها الحديث مشروعية اعتكاف النساء وان الاعتكاف عبادة يستوي فيها الرجل والمرأة ففي الحديث دليل لما ذهب اليه الجمهور من ان المرأة تعتكف بل ماذا ما اجمع عليه اهل العلم من ان المرأة يسن له يسن لها الاعتكاف - 00:41:26
وفيه دليل لما ذهب اليه الجمهور من ان المرأة لا يصلح اعتكافها الا في المسجد كالرجل لان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كنا اعتكفنا في المسجد ولو كان الاعتكاف في البيوت - 00:41:53
بالنسبة للنساء مشروعا لامرهن به صلى الله عليه وسلم خلافا لما ذهب اليه الامام ابو حنيفة فان الامام ابا حنيفة رحمه الله يرى ان المرأة تعتكف في مسجد بيتها يعني في مصلاها الذي في البيت - 00:42:12
واذا اعتكفت المسجد فهو افضل. والصواب انه لا اعتكاف الا في مسجد تقام فيه الصلوات واما مساجد البيوت فانها ليست مساجد يصلح فيها الاعتكاف هذه بعض المسائل المتعلقة الحديث وتأتي بقية احكام - 00:42:34
هذا الباب ان شاء الله تعالى في الليالي القادمة - 00:42:57