التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. اما بعد يقول المصنف رحمه الله - 00:00:00ضَ
سفاريني في منظومته يقول وكل ما يطلب فيه الجزم فمنع تقليد بذاك حتم ما ذكر علة ذلك قال لانه لا يكتفى بالظن لذي الحجاب في قول اهل الفن هذا قول - 00:00:16ضَ
وتعليله ثم حكى قولا اخر فقال وقيل يكفي الجزم اجماعا بما يطلب فيه عند بعض العلماء هذا القول الثاني الذي يترتب على هذا القول قال فالجازمون من عوام البشر فمسلمون عند اهل الاثري - 00:00:37ضَ
وهذا فيه بيان ما يترتب على القول وبيان القائل به وهو اشارة الى انه القول الراجح حيث اظافه الى اهل الاثر هذه الابيات الاربعة تتعلق بمسألة من مسائل العلم وهي - 00:01:03ضَ
هل يصح التقليد في مسائل الاعتقاد ام لابد فيها من الاجتهاد ما ذكره المصنف رحمه الله هو حكاية لاقوال اهل العلم في هذه المسألة نعلق على هذه الابيات ثم نرجع الى المسألة بالتقرير والبيان يقول وكل ما يطلب فيه الجزم. كل اي جميع - 00:01:25ضَ
فهو من الفاظ العموم ما اسم موصول بمعنى الذي كل الذي يطلب فيه اي يتطلب ويشترط له الجزم وهو اليقين الذي لا شك فيه فمنع تقليد بذاك حتم اي يمتنع فيه التقليد - 00:01:56ضَ
ما الذي يطلب فيه الجزم اي لا يكفي فيه غلبة الظن هو الاعتقاد هكذا قال اهل العلم في بيان هذا النظم الذي يطلب فيه الجزم هو مسائل الاعتقاد لانها لان العقائد لا تبنى الا على يقين - 00:02:20ضَ
ولا تبنى الا على جزم قالوا بناء على هذا انها مسائل الاعتقاد لا مدخل فيها للظنون بل جميعها لابد فيه من يقين والحق ان مسائل الاعتقاد ليست على درجة واحدة - 00:02:43ضَ
بل منها ما يطلب فيه اليقين ومنها ما يدخل فيه الترجيح وغلبة الظن ولا تصل الى اليقين وهذا امر اه قرره جماعة من اهل العلم وذكروا له شواهد فمن شواهد - 00:03:08ضَ
انه لا يجب اليقين في جميع مسائل الاعتقاد ان من مسائل الاعتقاد ما هو من مسائل الخلاف وبالتالي اذا كانت مسألة خلاف فهي من مسائل الترجيح والترجيح مبني على يقين او على غالب الظن - 00:03:38ضَ
الترجيح بين امرين انما يكون على غلبة ظن ميل الى احد القولين بناء على غالب الظن وانما يكون الاجماع في واليقين فيما لا خلاف فيه بين العلماء ومثلوا لذلك في جملة من الامثلة منه على سبيل المثال - 00:03:55ضَ
الاختلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة اسري به هل رآه بعينه صلوات الله وسلامه عليه او لا هل رآه في اليقظة او لا مع اتفاقهم على انه رآه مناما - 00:04:17ضَ
وهذا من مسائل الاعتقاد و ثمة جملة من المسائل ايضا ائتلاف فيها العلماء كاطفال المشركين هل هم في الجنة ام هم في النار ام انهم موقوفون يوم القيامة للامتحان والاختبار - 00:04:37ضَ
فالمقصود ان ثمة مسائل هي من مسائل الخلاف وان كانت مصنفة ضمن مسائل الاعتقاد واذا كانت كذلك في هذه الحال لا يقال انه يطلب اليقين في كل مسائل الاعتقاد لكن غالب مسائل الاعتقاد - 00:05:02ضَ
من المسائل المتفق عليها فالايمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره والنبيين فهذه اصول متفق عليها ولا يتطرق اليها شك فالايمان بها هو من مما يطلب فيه الجزم - 00:05:24ضَ
فهي مما يطلب به فهي مما يطلب فيه الجزم فلا يصح فيها التقليد والمقصود لا يصح فيها التقليد. التقليد هو اخذ القول من غير دليل ولا برهان قبول قول الغير من غير - 00:05:49ضَ
حجة ولا برهان هكذا عرفوا التقليد لا يرد على هذا ان العوام آآ يقبلون مسائل الاعتقاد دون النظر الى الادلة فالعوام جارون في ذلك على ما تلقوه عن الامة وعلمائها واجمعوا عليه والاجماع يعتبر - 00:06:06ضَ
احد الادلة التي تثبت بها الاقوال وبالتالي ليس في ايماني العوام على هذا القول اشكال لانهم لم يبنوه على تقليد محض وبعضهم قال بل ثمة اشكال فان الواجب على العامي ان يطلب - 00:06:32ضَ
الدليل في كل ما يعتقده وهذا في الحقيقة تهمنا المشقة والعسر والعناء ما لا تأتي الشريعة بمثله والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يسأل كل من اسلم وامن هل قام عندك دليل - 00:06:59ضَ
صحتي ما ادعوك اليه او ما تكلمت به من شهادة بل كان يقبل ذلك من كل من تكلم به فدل هذا على ان الدليل الذي يقيم الحق لا يلزم ان يكون معينا - 00:07:22ضَ
بل كل ما حصل به الجزم كل ما حصل به اليقين ولو لم يكن بدليل معين فانه يصلح ان يكون يقينا فالايات التي في الافاق وفي الانفس دالة على الوهية رب العالمين. فاذا استند اليها - 00:07:43ضَ
احد في اثبات لا اله الا الله فانه قد استند في ذلك الى دليل الفطرة التي تجعل القلب ينجذب الى الله وحده لا شريك له هذا هذا من الادلة الدالة عليه جل في علاه - 00:08:09ضَ
وبالتالي اذا استند اليه الانسان في توحيده فانه كاف ولا يلزم ان يقيم الادلة من الكتاب والسنة على الهيته وانه لا اله غيره جل في علاه وقوله رحمه الله فمنع تقليد بذاك حتمه اي لازم منع تقليد - 00:08:29ضَ
بذاك حتم لازم وعلل لذلك بقوله لانه لا يكتفى بالظن لذي الحجاب بقول اهل الفن اي لانه لا يكفي في اثبات مسائل الاعتقاد الظن وقوله لذي الحجاء اي صاحب العقل - 00:08:55ضَ
وقوله في قول اهل الفن اي في قول اهلي العلم بالعقائد فالفن المقصود به الاعتقاد واهلهم علماء هذا الفن علماء هذا الباب من ابواب العلم ثم عاد وقرر قولا اخر خلاف القول - 00:09:14ضَ
السابق فقال وقيل يكفي الجزم اجماعا بما يطلب فيه عند بعض العلماء وقيل اي غير ما تقدم يكفي الجزم اجماعا وهو ما اشرت اليه قبل قليل اي اجماع بصحة الاعتقاد ولو كان اخذه - 00:09:37ضَ
اه السؤال والاتباع لقول احد من اهل العلم دون معرفة دليله ما دام انه جازم بصحتي ما يعتقد فانه كاف في المطلوب من المكلف ولو لم يأتي بذلك على وجه - 00:10:07ضَ
التفصيل لو لم يأتي بذلك على وجه آآ اليقين والاستدلال لكل ما اعتقده ومما استدل به على ذلك ان الفقهاء استدلوا على صحة التقليد في مسائل العمل بقوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم - 00:10:29ضَ
لا تعلمون ومعلوم ان هذا هذه الاية جاءت في سياق مسائل الاعتقاد قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فجعل الله تعالى دليل صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:52ضَ
سؤال اهل الكتاب اهل الذكر هنا هم العلماء بالكتاب يعني فان كنتم تكذبون ان احدا احدا يأتيه وحي من السماء او ان احدا يوحى اليه فاسألوا اهل الذكر الذين عندهم علبة الرسل المتقدمين وما وما جاءوا به من - 00:11:14ضَ
الهدايات وكذلك في قوله سبحانه في سورة آآ الانبياء وما ارسلنا قبلك الا رجال النوح اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ايضا هذا السؤال في اصل صحة الرسالة - 00:11:36ضَ
لان الله تعالى ذكر قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ذكر اقترابه الساعة وانشق اقتربت اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون - 00:12:03ضَ
لهية قلوبهم الى اخر ما ذكر من تكذيبهم بل قالوا اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية كما ارسل الاولون ما عملت قبله قبلهم من قرية اهلك افهم يؤمنون وما ارسلنا - 00:12:17ضَ
قبلك الا رجال النوح اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون واذا كان كذلك فان ارجاع الانسان في مسائل الاعتقاد الى قول اهل العلم دليل على صحة قبوله لذلك وصحة اعتقادي لذلك بناء - 00:12:35ضَ
على قول هؤلاء والله جل وعلا ذكر فيما ساق في ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولقد بوأنا بني اسرائيل صدق ورزقناهم من الطيبات فيما اختلفوا حتى جاءهم العلم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. ثم قال جل وعلا فان كنت في شك - 00:13:01ضَ
وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. فامر الله تعالى رسوله - 00:13:29ضَ
في حال ورود الشك مع انه سالم صلوات الله وسلامه عليه من ان يرد على قلبه شك لكن هذا في بيان الطريق لازالة الشكوك التي يمكن ان تتطرق للقلب فقال فان كنت في شك مما انزلنا اليك وما انزل اليه عقائد واحكام فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك - 00:13:45ضَ
لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين اذا قوله رحمه الله يكفي الجزم اجماعا بما يطلب فيه على الجزم عند بعض العلماء هذا القول اه هو القول الذي دلت عليه الادلة - 00:14:07ضَ
وهو الراجح من هذين القولين ولا يسع الناس الا هو ولذلك قال فالجازمون من عوام البشر اي الذين لا قدرة لهم على الاجتهاد ولا قدرة لهم على تتبع الادلة فالجازمون من عوام البشر فمسلمون عند اهل الاثر ان يحكموا باسلامهم - 00:14:26ضَ
عند اهل الاثر اي عند علماء المنقول فالاثر هنا المقصود به المنقول من قول النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله تعالى عنهم وعلى وبهذا يتبين ان المطلوب من كل احد هو ان يجتهد في موافقة - 00:14:49ضَ
الحق واذا تمكن من معرفة الحق بدليله فهذا هو المطلوب اولا واذا لم يتمكن فانه يكفيه في ذلك ان يأخذ بقول من آآ يغلب على ظنه آآ انه انه الحق - 00:15:12ضَ
وانه آآ الاقرب الى الصواب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:15:34ضَ