بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله واعلم انه لا يدخل الجنة احد الا برحمة الله - 00:00:00
ولا يعذب الله احدا الا بذنوبه بقدر ذنوبه ولو عذب الله اهل السماوات واهل الارضين ذرهم وفاجرهم وفاجرهم عذبهم غير ظالم غير ظالم لهم. لا يجوز ان يقال لله تبارك وتعالى - 00:00:13
انه يظلم وانما يظلم من يأخذ ما ليس له والله جل ثناؤه له الخلق والامر الخلق القهوة والدار داره لا يسأل عما يفعل بخلقه ولا يقال لم؟ وكيف لا يدخل احد بين الله وبين خلقه؟ طيب الحمد لله رب - 00:00:32
انا من واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. تقدم الكلام على ما ذكره في قوله واعلم انه لا يدخل الجنة احد الا برحمة الله - 00:00:54
ثم قال رحمه الله ولا ولا يعذب الله احدا الا بذنوبه اي لا يظلم الله تعالى احدا ايقاع عذاب عليه دون موجب من كسبه بل لابد في عقوبة آآ العاصين - 00:01:10
من موجب ذلك وهو ما كان من سيء عملهم الذي استوجبوا به عقوبة الله تعالى ولهذا يذكر الله جل وعلا في سائر ما ذكر من انواع العقوبات ان ما اجراه - 00:01:33
عليهم من العذاب انما هو بما كسبت ايديهم اه بما كسبوا ولذلك ليس في النار الا من استحقها وليس في اه العذاب اه الا من كان اهلا له كما قال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم - 00:01:54
ان الله سريع الحساب كل نفس بما كسبت رهينة اي محبوسة والايات في في هذا عديدة وكثيرة وقوله رحمه الله بقدر ذنوبه اي قدر ما كان من عمله فكل يعاقب بقدر - 00:02:23
ذنبه وهذا بين واضح فان الله تعالى عندما ذكر عقوبات الامم ذكر الاخذ بالذنب ونوع العقوبة. ففي ما ذكره الله تعالى من عقوبة الامم السابقة كعقوبة قوم لوط وعقوبة قوم ثمود وعاد - 00:02:53
وما ذكره من عقوبة قوم شعيب ومن عقوبة فرعون وقارون وهامان قال تعالى فكلا اخذنا بذنبه فكلا اخذنا بذنبه اي عاقبناه بسبب ذنبه. ثم نوع في سورة العقوبة بناء على اختلاف - 00:03:19
اه ما كانوا عليه من من ذنوب فمنه كما قال تعالى فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا فهذا التنويع هو لتنوع ما كانوا فيه من الذنوب - 00:03:36
ولم يذكي عقوبات الامم السابقة عقوبة آآ اعظم من عقوبة قوم لوط فان الله جمع عليهم من انواع العقوبات ما لم تناله امة من الامم بعد ان ذكر ذلك بين ان هذا ما تقتضيه حكمته جل وعلا فقال وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون - 00:03:54
فهذا كله بسبب ذنوبهم وبقدر ذنوبهم وجزاء سيئة سيئة مثلها فالله تعالى لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون لتأكيد هذا المعنى قال ولو عذب الله اهل السماوات واهل - 00:04:18
الارض لعذبهم وهو غير ظالم لهم وهذا كما تقدم وما اجاب به جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم عبد الله بن فيروز الديلمي لما جاء يسأل عن القدر وان في نفسه شيئا مما يتعلق بالقدر طلب - 00:04:38
ازالته وكشفه فقال فقال له ابي رضي الله تعالى عنه لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولكن رحمته اوسع لهم. قال المؤلف رحمه الله ولو عذب الله اهل السماء السماوات واهل الارض ضرهم وفاجرهم وهذا هو العموم المستفاد من قول ابي رضي - 00:05:01
الله تعالى عنه لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه. جميعا البر والفاجر العاقل وغير العاقل عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم - 00:05:26
لان رحمته هي التي بلغت بهما ادركوا به فظله وبره ثم قال رحمه الله لا يجوز ان يقال الله لا يجوز ان يقال لله تبارك وتعالى انه ظالم. هذا بلا شك ولا ريب فقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه - 00:05:42
وجعله بيننا محرما. ونفى الظلم عن نفسه في ايات عديدة في كتابه وما ربك بظلام للعبيد. ان الله لا يظلم الناس شيئا وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون وانما آآ - 00:06:03
وانما يظلم هذا تفسير وبيان في رد شبهة من يزعم انه آآ قد ظلمه الله عز وجل بما قدره عليه من من عمل فقال وانما يظلم من يأخذ ما ليس له والله جل ثناؤه له الخلق والامر - 00:06:17
الخلق خلقه والدار داره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فلا يمكن ان يتطرق الى فعله شيء من الظلم تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا. وبالتالي لا الظلم الى - 00:06:43
الى فعله جل في علاه وقد اشار المؤلف رحمه الله في في هذا المقطع الى اه ما جاء عن علي رضي الله تعالى عنه ان رجلا قال له يا امير المؤمنين - 00:07:05
ايحب ربنا ان يعصى قال اجا قال رضي الله تعالى عنه افيعصى ربنا قهرا؟ اي لا يعصى الا بما شاء فقد شاء جل وعلا كل ما يكون من الخلق ثم قال له الرجل - 00:07:25
يا امير المؤمنين ارأيت ان منعني الهدى ومنحني الردى ااحسن الي ما اساء قال ان منعك حقك فقد اساء ان منعك حقك فقد اساء وتعالى الله ان يمنع احدا ما يستحقه - 00:07:45
قال ان منعك حقك فقد اساء وان منعك فظله فهو فضله يؤتيه من يشاء ويمنعه ممن يشاء ثم تلا قوله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون هذا ما جاء - 00:08:06
عنه رضي الله تعالى عنه مما استفاده المؤلف هنا في قوله رحمه الله وانما يظلم من يأخذ ما ليس له. والله جل والله جل ثناؤه له الخلق والامر وقد جاء عن عبد الله ابن عباس انه قال لما بعث الله تعالى موسى وكلمه - 00:08:25
انزل عليه التوراة فقال اللهم انك رب عظيم لو شئت تطاع لا لاطعت ولو شئت آآ الا تعصى ما عصيت وانت تحب ان تطاع وانت في ذلك تعصى. فكيف هذا يا رب - 00:08:50
هذا من اخبار بني اسرائيل فاوحى الله اليه اني لا اسأل عما افعل وهم يسألون وهذا بيان لما ختم به المؤلف رحمه الله قوله في هذا المقطع قال الخلق خلقه والدار داره فله الخلق والارض جل وعلا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون - 00:09:10
ولا يقال لم بطلب التعليم ولا كيف في طلب صورة ما يكون ولا يدخل احد بين الله وبين خلقه والله تعالى يفعل بهم ما يشاء وهم يتقلبون بين عدله وفضله - 00:09:36
بين عدله سبحانه وبحمده فيجريه عليهم ما تقتضيه اعمالهم وبين فظله الذي يقتضي انعامه عليهم واحسانه اليهم جل في علاه قال رحمه الله قال رحمه الله واذا سمعت الرجل يطعن على الاثار ولا يقبلها او ينكر شيئا من اخبار رسول الله صلى الله عليه - 00:09:57
وسلم فاتهمه على الاسلام فانه رجل رديء القول والمذهب وانما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. لانه انما عرفنا الله وعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:20
وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والاخرة بلا اثار فان القرآن الى السنة احوج من السنة قرآن. هذا بيان منزلة السنة من القرآن يقول رحمه الله واذا سمعت الرجل يطعن في الاثار يعني فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاقوال والاعمال والسنن - 00:10:38
ولا يقبلها اذا سمعت الرجل يطعن في الاثار برأيه لا من جهة عدم ثبوتها واسنادها فان الطعن في الاسناد هو مما يميز به صحيح ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من ضعيفه - 00:11:07
انما المقصود بالطعن هنا الطعن في مضمونها برد ذلك والاعتراض عليه وما اشبه ذلك مما آآ يلقيه الشيطان في قلوب هؤلاء الذين لا يعظمون السنة ولا يقدرونها قدرها يقول اذا سمعت الرجل يطعن في الاثر ولا يقبلها - 00:11:26
اي لا ينقاد لها ولا يؤمن بها ولا يعمل بما تظمنته او ينكر شيئا من اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه وصح فاتهمه على الاسلام اي ففي اسلامه - 00:11:51
نقص يوجب تهمته اذ لو كان مسلما حقا لكان منقادا لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان الاسلام يقتضي الاستسلام والانقياد والقبول لما جاء عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:08
فاذا واجه ذلك بشيء من الاعتراظ والرد فان ذلك نقص في الاسلام. واذا قال فاتهمه فانه رجل رديء القول والمذهب رديء القول يعني بما اظهره من الطعن والمذهب بما اعتقده - 00:12:31
من الانكار وعدم القبول وانما وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم آآ بحال هذا وحذر منه كما جاء ذلك في حديث ابي رافع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:12:48
لا الفين احدكم متكئا على اريكته اي جالسا جلسة الاستكبار في الاتكاء هي جلسة الغافل المستكبر يأتيه الامر من امري من قول او فعل يأتيه امر من امره مما امرت به - 00:13:07
او نهيت عنه فيقول لا ندري تشكيك وطعن وعدم قبول لا ندري هذا تشكيك وطعن وعدم قبول وانكار ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه اي ما جاء في القرآن اتبعناه واما ما جاء من هذه الاخبار فهو مردود - 00:13:32
وهذا سوء مذهب فقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقد ظهرت هذه الحالة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فان اولئك الذين يردون السنة ولا يعملون بها - 00:13:58
يكذبون البيان الذي جاء به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه فان الله عز وجل انزل القرآن على نبيه ليبينه للناس كما قال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم - 00:14:20
لتبين للناس ما نزل اليهم وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس اي توضح لهم ما نزل اليهم وانما ذلك بما جاء من قوله ثم قال ولعلهم يتفكرون اي يتذكرون ويعتبرون وهذا لا يمكن ان يكون بمجرد القرآن - 00:14:43
والذكر الذي انزله على سيد الانام بل به وبما جاء من بيانه في قوله صلى الله عليه وسلم وفعله فهو ترجمان القرآن صلى الله عليه وسلم قال قال رحمه الله وانما - 00:15:05
طعن على رسول الله واصحابه لانه انما عرف انما عرفنا الله وعرفنا رسول الله وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والاخرة بالاثار الا واني اوتيت القرآن ومثله معه فالقرآن فالسنة بيان القرآن. ولهذا يقول وان القرآن الى السنة احوج من السنة الى القرآن - 00:15:17
وهذا المقال مأثور عن جماعة من المتقدمين من سلف الامة وقد قال يحيى ابن ابي كثير وهو من العلماء السنة قاضية على القرآن وليس القرآن بقادر على السنة لان السنة بيان القرآن - 00:15:42
فمن رد السنة فقد ترك القرآن من غير بيان من رد السنة فقد ترك القرآن من غير بيان ولهذا قال وان القرآن احوج الى السنة او ان القرآن الى السنة احوج من السنة الى القرآن في البيان والايضاح - 00:16:02
ثم قال رحمه الله قال رحمه الله والكلام والجدال والخصومة في القدر خاصة منهي عنه عند جميع الفرق لان القدر سر سر الله. ونهى الرب تبارك وتعالى الانبياء عن الكلام في القدر. ونهى رسول الله صلى الله عليه - 00:16:25
سلم عن الخصومة في القدر وكرهه العلماء واهل الورع ونهوا عن الجدال في القدر فعليك بالتسليم والاقرار والايمان واعتقاد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة الاشياء وتسكت عما سوى ذلك. قوله رحمه الله - 00:16:47
والكلام والجدال والخصومة في القدر خاصة منهي عنها الكلام والجدال منهي عنه في كل الاحوال فانه قد قال صلى الله عليه وسلم انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا اي ترك الجدال - 00:17:09
وقد جعل الله تعالى ترك الجدال مما يتقرب به اليه في الحج فقال الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وقد عاب الله تعالى قريشا - 00:17:32
في انكارهم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقال بل هم قوم خصمون فاخبر عن خصومتهم وشدة آآ وشدة ردهم للحق وعنفهم في عدم الانقيادي لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فالجدال - 00:17:48
مذموم في كل الاحوال الجدال بالباطل واما الجدال بالتي هي احسن لتقرير الحق وايظاحه وتجليته فهذا مما امر الله تعالى به في قوله وجادلهم بالتي هي احسن فالجدال الذي يرد الحق - 00:18:14
او يتعمق في ما طلب الكف عنه من الجدال المذموم ومن ذلك الجدال فيما يتعلق بمسألة القدر فان القدر سر الله في خلقه كما قال المصنف رحمه الله والخصومة في القدر خاصة - 00:18:32
منهي عنه عند جميع الفرق يعني عندي جميع اهل الاسلام لان القدر سر الله اي مما اخفاه الله تعالى ولم يظهره ولان الولوج فيه تعجز العقول عن ادراكه وفهمه فهو غيب - 00:18:53
لا سبيل الى ادراكه وفهمه ولهذا ذكر الطحاوي رحمه الله في عقيدته قوله واصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع على ذلك ما لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل - 00:19:22
والدخول فيه يفتح على الانسان ابوابا من الشر والفساد ولذلك قال والتعمق والنظر والتعمق والنذر في ذلك ذريعة الخذلان اي الوسيلة التي يصل بها الى الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة - 00:19:42
ويؤكد هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله بقوله فان الله طوى علم القدر عن انامه طوى علم القدر عن انامه اي عن علم الناس ثم قال ونهاهم عن مرامة اي - 00:20:09
منعهم من طلب لمكنونه وحقيقته لعجزهم عن ادراكه كما قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. والقدر فعله فلا يسوغ لاحد ان يلج في القدر برأي او خصومة بل الواجب في القدر الايمان والتسليم - 00:20:25
والايمان بالقدر هو ان تؤمن بان الله علم الاشياء قبل وقوعها وكتب ذلك العلم وانه ما شاء كان فما من شيء الا بمشيئته جل وعلا وانه خالق كل شيء هذه الاربعة مراتب هي مراتب الايمان بالقدر الذي هو اصل من اصول الامام ما زاد على هذا - 00:20:46
مما يتعلق بالقدر انما هو ظرب من الخبال والتعرض للخطر والتورط في الخطل والخطأ قال رحمه الله ونهى الله تعالى ونهى الله ونهى ونهى الرب تبارك وتعالى الانبياء عن الكلام في القدر - 00:21:06
كما تقدم في ما ذكرنا عن آآ موسى فيما قصه آآ ابن عباس كشاهد قال رحمه الله ونهى رسول ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القدر وكره اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون - 00:21:28
وكره العلماء واهل الورع ونهوا عن الجدال في القدر فعليك بالتسليم والاقرار والايمان واعتقاد واعتقاد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة الاشياء وتسكت عما سوى ذلك - 00:21:46
التفريغ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله واعلم انه لا يدخل الجنة احد الا برحمة الله - 00:00:00
ولا يعذب الله احدا الا بذنوبه بقدر ذنوبه ولو عذب الله اهل السماوات واهل الارضين ذرهم وفاجرهم وفاجرهم عذبهم غير ظالم غير ظالم لهم. لا يجوز ان يقال لله تبارك وتعالى - 00:00:13
انه يظلم وانما يظلم من يأخذ ما ليس له والله جل ثناؤه له الخلق والامر الخلق القهوة والدار داره لا يسأل عما يفعل بخلقه ولا يقال لم؟ وكيف لا يدخل احد بين الله وبين خلقه؟ طيب الحمد لله رب - 00:00:32
انا من واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. تقدم الكلام على ما ذكره في قوله واعلم انه لا يدخل الجنة احد الا برحمة الله - 00:00:54
ثم قال رحمه الله ولا ولا يعذب الله احدا الا بذنوبه اي لا يظلم الله تعالى احدا ايقاع عذاب عليه دون موجب من كسبه بل لابد في عقوبة آآ العاصين - 00:01:10
من موجب ذلك وهو ما كان من سيء عملهم الذي استوجبوا به عقوبة الله تعالى ولهذا يذكر الله جل وعلا في سائر ما ذكر من انواع العقوبات ان ما اجراه - 00:01:33
عليهم من العذاب انما هو بما كسبت ايديهم اه بما كسبوا ولذلك ليس في النار الا من استحقها وليس في اه العذاب اه الا من كان اهلا له كما قال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم - 00:01:54
ان الله سريع الحساب كل نفس بما كسبت رهينة اي محبوسة والايات في في هذا عديدة وكثيرة وقوله رحمه الله بقدر ذنوبه اي قدر ما كان من عمله فكل يعاقب بقدر - 00:02:23
ذنبه وهذا بين واضح فان الله تعالى عندما ذكر عقوبات الامم ذكر الاخذ بالذنب ونوع العقوبة. ففي ما ذكره الله تعالى من عقوبة الامم السابقة كعقوبة قوم لوط وعقوبة قوم ثمود وعاد - 00:02:53
وما ذكره من عقوبة قوم شعيب ومن عقوبة فرعون وقارون وهامان قال تعالى فكلا اخذنا بذنبه فكلا اخذنا بذنبه اي عاقبناه بسبب ذنبه. ثم نوع في سورة العقوبة بناء على اختلاف - 00:03:19
اه ما كانوا عليه من من ذنوب فمنه كما قال تعالى فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا فهذا التنويع هو لتنوع ما كانوا فيه من الذنوب - 00:03:36
ولم يذكي عقوبات الامم السابقة عقوبة آآ اعظم من عقوبة قوم لوط فان الله جمع عليهم من انواع العقوبات ما لم تناله امة من الامم بعد ان ذكر ذلك بين ان هذا ما تقتضيه حكمته جل وعلا فقال وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون - 00:03:54
فهذا كله بسبب ذنوبهم وبقدر ذنوبهم وجزاء سيئة سيئة مثلها فالله تعالى لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون لتأكيد هذا المعنى قال ولو عذب الله اهل السماوات واهل - 00:04:18
الارض لعذبهم وهو غير ظالم لهم وهذا كما تقدم وما اجاب به جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم عبد الله بن فيروز الديلمي لما جاء يسأل عن القدر وان في نفسه شيئا مما يتعلق بالقدر طلب - 00:04:38
ازالته وكشفه فقال فقال له ابي رضي الله تعالى عنه لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولكن رحمته اوسع لهم. قال المؤلف رحمه الله ولو عذب الله اهل السماء السماوات واهل الارض ضرهم وفاجرهم وهذا هو العموم المستفاد من قول ابي رضي - 00:05:01
الله تعالى عنه لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه. جميعا البر والفاجر العاقل وغير العاقل عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم - 00:05:26
لان رحمته هي التي بلغت بهما ادركوا به فظله وبره ثم قال رحمه الله لا يجوز ان يقال الله لا يجوز ان يقال لله تبارك وتعالى انه ظالم. هذا بلا شك ولا ريب فقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه - 00:05:42
وجعله بيننا محرما. ونفى الظلم عن نفسه في ايات عديدة في كتابه وما ربك بظلام للعبيد. ان الله لا يظلم الناس شيئا وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون وانما آآ - 00:06:03
وانما يظلم هذا تفسير وبيان في رد شبهة من يزعم انه آآ قد ظلمه الله عز وجل بما قدره عليه من من عمل فقال وانما يظلم من يأخذ ما ليس له والله جل ثناؤه له الخلق والامر - 00:06:17
الخلق خلقه والدار داره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فلا يمكن ان يتطرق الى فعله شيء من الظلم تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا. وبالتالي لا الظلم الى - 00:06:43
الى فعله جل في علاه وقد اشار المؤلف رحمه الله في في هذا المقطع الى اه ما جاء عن علي رضي الله تعالى عنه ان رجلا قال له يا امير المؤمنين - 00:07:05
ايحب ربنا ان يعصى قال اجا قال رضي الله تعالى عنه افيعصى ربنا قهرا؟ اي لا يعصى الا بما شاء فقد شاء جل وعلا كل ما يكون من الخلق ثم قال له الرجل - 00:07:25
يا امير المؤمنين ارأيت ان منعني الهدى ومنحني الردى ااحسن الي ما اساء قال ان منعك حقك فقد اساء ان منعك حقك فقد اساء وتعالى الله ان يمنع احدا ما يستحقه - 00:07:45
قال ان منعك حقك فقد اساء وان منعك فظله فهو فضله يؤتيه من يشاء ويمنعه ممن يشاء ثم تلا قوله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون هذا ما جاء - 00:08:06
عنه رضي الله تعالى عنه مما استفاده المؤلف هنا في قوله رحمه الله وانما يظلم من يأخذ ما ليس له. والله جل والله جل ثناؤه له الخلق والامر وقد جاء عن عبد الله ابن عباس انه قال لما بعث الله تعالى موسى وكلمه - 00:08:25
انزل عليه التوراة فقال اللهم انك رب عظيم لو شئت تطاع لا لاطعت ولو شئت آآ الا تعصى ما عصيت وانت تحب ان تطاع وانت في ذلك تعصى. فكيف هذا يا رب - 00:08:50
هذا من اخبار بني اسرائيل فاوحى الله اليه اني لا اسأل عما افعل وهم يسألون وهذا بيان لما ختم به المؤلف رحمه الله قوله في هذا المقطع قال الخلق خلقه والدار داره فله الخلق والارض جل وعلا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون - 00:09:10
ولا يقال لم بطلب التعليم ولا كيف في طلب صورة ما يكون ولا يدخل احد بين الله وبين خلقه والله تعالى يفعل بهم ما يشاء وهم يتقلبون بين عدله وفضله - 00:09:36
بين عدله سبحانه وبحمده فيجريه عليهم ما تقتضيه اعمالهم وبين فظله الذي يقتضي انعامه عليهم واحسانه اليهم جل في علاه قال رحمه الله قال رحمه الله واذا سمعت الرجل يطعن على الاثار ولا يقبلها او ينكر شيئا من اخبار رسول الله صلى الله عليه - 00:09:57
وسلم فاتهمه على الاسلام فانه رجل رديء القول والمذهب وانما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. لانه انما عرفنا الله وعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:20
وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والاخرة بلا اثار فان القرآن الى السنة احوج من السنة قرآن. هذا بيان منزلة السنة من القرآن يقول رحمه الله واذا سمعت الرجل يطعن في الاثار يعني فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاقوال والاعمال والسنن - 00:10:38
ولا يقبلها اذا سمعت الرجل يطعن في الاثار برأيه لا من جهة عدم ثبوتها واسنادها فان الطعن في الاسناد هو مما يميز به صحيح ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من ضعيفه - 00:11:07
انما المقصود بالطعن هنا الطعن في مضمونها برد ذلك والاعتراض عليه وما اشبه ذلك مما آآ يلقيه الشيطان في قلوب هؤلاء الذين لا يعظمون السنة ولا يقدرونها قدرها يقول اذا سمعت الرجل يطعن في الاثر ولا يقبلها - 00:11:26
اي لا ينقاد لها ولا يؤمن بها ولا يعمل بما تظمنته او ينكر شيئا من اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه وصح فاتهمه على الاسلام اي ففي اسلامه - 00:11:51
نقص يوجب تهمته اذ لو كان مسلما حقا لكان منقادا لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان الاسلام يقتضي الاستسلام والانقياد والقبول لما جاء عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:08
فاذا واجه ذلك بشيء من الاعتراظ والرد فان ذلك نقص في الاسلام. واذا قال فاتهمه فانه رجل رديء القول والمذهب رديء القول يعني بما اظهره من الطعن والمذهب بما اعتقده - 00:12:31
من الانكار وعدم القبول وانما وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم آآ بحال هذا وحذر منه كما جاء ذلك في حديث ابي رافع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:12:48
لا الفين احدكم متكئا على اريكته اي جالسا جلسة الاستكبار في الاتكاء هي جلسة الغافل المستكبر يأتيه الامر من امري من قول او فعل يأتيه امر من امره مما امرت به - 00:13:07
او نهيت عنه فيقول لا ندري تشكيك وطعن وعدم قبول لا ندري هذا تشكيك وطعن وعدم قبول وانكار ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه اي ما جاء في القرآن اتبعناه واما ما جاء من هذه الاخبار فهو مردود - 00:13:32
وهذا سوء مذهب فقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقد ظهرت هذه الحالة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فان اولئك الذين يردون السنة ولا يعملون بها - 00:13:58
يكذبون البيان الذي جاء به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه فان الله عز وجل انزل القرآن على نبيه ليبينه للناس كما قال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم - 00:14:20
لتبين للناس ما نزل اليهم وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس اي توضح لهم ما نزل اليهم وانما ذلك بما جاء من قوله ثم قال ولعلهم يتفكرون اي يتذكرون ويعتبرون وهذا لا يمكن ان يكون بمجرد القرآن - 00:14:43
والذكر الذي انزله على سيد الانام بل به وبما جاء من بيانه في قوله صلى الله عليه وسلم وفعله فهو ترجمان القرآن صلى الله عليه وسلم قال قال رحمه الله وانما - 00:15:05
طعن على رسول الله واصحابه لانه انما عرف انما عرفنا الله وعرفنا رسول الله وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والاخرة بالاثار الا واني اوتيت القرآن ومثله معه فالقرآن فالسنة بيان القرآن. ولهذا يقول وان القرآن الى السنة احوج من السنة الى القرآن - 00:15:17
وهذا المقال مأثور عن جماعة من المتقدمين من سلف الامة وقد قال يحيى ابن ابي كثير وهو من العلماء السنة قاضية على القرآن وليس القرآن بقادر على السنة لان السنة بيان القرآن - 00:15:42
فمن رد السنة فقد ترك القرآن من غير بيان من رد السنة فقد ترك القرآن من غير بيان ولهذا قال وان القرآن احوج الى السنة او ان القرآن الى السنة احوج من السنة الى القرآن في البيان والايضاح - 00:16:02
ثم قال رحمه الله قال رحمه الله والكلام والجدال والخصومة في القدر خاصة منهي عنه عند جميع الفرق لان القدر سر سر الله. ونهى الرب تبارك وتعالى الانبياء عن الكلام في القدر. ونهى رسول الله صلى الله عليه - 00:16:25
سلم عن الخصومة في القدر وكرهه العلماء واهل الورع ونهوا عن الجدال في القدر فعليك بالتسليم والاقرار والايمان واعتقاد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة الاشياء وتسكت عما سوى ذلك. قوله رحمه الله - 00:16:47
والكلام والجدال والخصومة في القدر خاصة منهي عنها الكلام والجدال منهي عنه في كل الاحوال فانه قد قال صلى الله عليه وسلم انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا اي ترك الجدال - 00:17:09
وقد جعل الله تعالى ترك الجدال مما يتقرب به اليه في الحج فقال الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وقد عاب الله تعالى قريشا - 00:17:32
في انكارهم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقال بل هم قوم خصمون فاخبر عن خصومتهم وشدة آآ وشدة ردهم للحق وعنفهم في عدم الانقيادي لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فالجدال - 00:17:48
مذموم في كل الاحوال الجدال بالباطل واما الجدال بالتي هي احسن لتقرير الحق وايظاحه وتجليته فهذا مما امر الله تعالى به في قوله وجادلهم بالتي هي احسن فالجدال الذي يرد الحق - 00:18:14
او يتعمق في ما طلب الكف عنه من الجدال المذموم ومن ذلك الجدال فيما يتعلق بمسألة القدر فان القدر سر الله في خلقه كما قال المصنف رحمه الله والخصومة في القدر خاصة - 00:18:32
منهي عنه عند جميع الفرق يعني عندي جميع اهل الاسلام لان القدر سر الله اي مما اخفاه الله تعالى ولم يظهره ولان الولوج فيه تعجز العقول عن ادراكه وفهمه فهو غيب - 00:18:53
لا سبيل الى ادراكه وفهمه ولهذا ذكر الطحاوي رحمه الله في عقيدته قوله واصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع على ذلك ما لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل - 00:19:22
والدخول فيه يفتح على الانسان ابوابا من الشر والفساد ولذلك قال والتعمق والنظر والتعمق والنذر في ذلك ذريعة الخذلان اي الوسيلة التي يصل بها الى الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة - 00:19:42
ويؤكد هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله بقوله فان الله طوى علم القدر عن انامه طوى علم القدر عن انامه اي عن علم الناس ثم قال ونهاهم عن مرامة اي - 00:20:09
منعهم من طلب لمكنونه وحقيقته لعجزهم عن ادراكه كما قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. والقدر فعله فلا يسوغ لاحد ان يلج في القدر برأي او خصومة بل الواجب في القدر الايمان والتسليم - 00:20:25
والايمان بالقدر هو ان تؤمن بان الله علم الاشياء قبل وقوعها وكتب ذلك العلم وانه ما شاء كان فما من شيء الا بمشيئته جل وعلا وانه خالق كل شيء هذه الاربعة مراتب هي مراتب الايمان بالقدر الذي هو اصل من اصول الامام ما زاد على هذا - 00:20:46
مما يتعلق بالقدر انما هو ظرب من الخبال والتعرض للخطر والتورط في الخطل والخطأ قال رحمه الله ونهى الله تعالى ونهى الله ونهى ونهى الرب تبارك وتعالى الانبياء عن الكلام في القدر - 00:21:06
كما تقدم في ما ذكرنا عن آآ موسى فيما قصه آآ ابن عباس كشاهد قال رحمه الله ونهى رسول ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القدر وكره اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون - 00:21:28
وكره العلماء واهل الورع ونهوا عن الجدال في القدر فعليك بالتسليم والاقرار والايمان واعتقاد واعتقاد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة الاشياء وتسكت عما سوى ذلك - 00:21:46