التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن قيم الله تعالى في كتابه الفوائد فائدة قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا - 00:00:00ضَ
علق سبحانه الهداية بالجهاد فاكمل الناس هداية اعظمهم جهادا وافراد الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الاربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة الى جنته - 00:00:20ضَ
ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد قال الجنيد رحمه الله والذين جاهدوا اهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الاخلاص ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر الا من جاهد هذه الاعداء باطلا - 00:00:41ضَ
فمن نصر عليها نصر على عدوه. ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذه الفائدة في التعليق على قول الله عز وجل والذين جاهدوا فينا - 00:01:03ضَ
لنهدينهم سبلنا وهذه الاية هي اخر اية ذكرها الله تعالى في سورة العنكبوت والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين هذه الاية الكريمة بشر الله تعالى فيها كل من - 00:01:24ضَ
اخلص في عمله ان يوفق الى ما يحب الله تعالى ويرضاه والذين جاهدوا فينا بناء لاجلنا وهذا اشارة الى الجمع بين امرين النية الصالحة و العمل الصالح فلم تذكر النية مستقلة - 00:01:47ضَ
ولم يذكر العمل مجرد عن نية بل قرنهما الله تعالى في هذه الاية في بيان اعظم اسباب الهداية فان اعظم الاسباب اسباب الهداية ان يشتغل الانسان بصالح العمل مستصحبا حسن القصد - 00:02:17ضَ
وطيب النية فاذا وفق الى هذا اي للعمل الصالح معنية الصادقة الخالصة فتح الله له ابواب الهدايات وفقه الى سبل الخير وصرف عنه الشر واعانه مدده وهدايته وتوفيقه وما ذكره المؤلف رحمه الله هنا - 00:02:41ضَ
من انواع الجهاد هي شاملة لجميع الاعمال الصالحة قال رحمه الله علق سبحانه الهداية بالجهاد فاكمل الناس هداية اعظمهم جهادا ثم بين ما المقصود بالجهاد وانه لا يقتصر على صورة منه - 00:03:21ضَ
او نوع منه بل هو شامل لكل صور الجهاد وانواعه التي تنتظم جميع العمل الصالح قال وافرض الجهاد جهاد النفس اوجبه جهاد النفس افرض الجهاد واوجبه جهاد النفس جهاد النفس عن ايش - 00:03:42ضَ
عن مخالفة امر الله عز وجل اجتهاد النفس بحملها على الطاعة و مجافاة المعصية قال وجهاد الهوى جهاد الهوى وجهاد النفس متقاربان وانما نصت على جهاد الهوى لان اعظم ما يخرج به الانسان عن الهدى الهوى - 00:04:06ضَ
اعظم ما يخرج الانسان عن الهدى الهوى وبقدر ما يكون متبعا لهواه وهي مشتهيات نفسه وملذاتها ومحبوباتها بقدر ما يفارق طريق الهدى فالنفس والهوى قد يقترنان النفس ما تدعو اليه بجبلتها والهوى - 00:04:34ضَ
ما تميل اليه سواء مقتضى الجبلة او زخرفة شياطين الانس والجن لان الهوى قد يكون الباعث عليه تطرة وجبلة وقد يكون الباعث عليه تزين شياطين الانس او شياطين الجن فتميل النفس الى - 00:05:12ضَ
مشتهياتها وتخرج الى ما تحب وتلتذ به او يصور لها انه حسن جميل وهو على خلاف ذلك قال رحمه الله وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا هذا التفصيل للمجاهدة لان كل واحد من هذه الامور المذكورة موجب - 00:05:43ضَ
لترك طريق الهدى فالنفس تدعو الى القعود والميل الى الدعاة والكسل والهوى يدعو الى ما تحب النفس وتشتهيه والشيطان يزين ذلك والدنيا حلوة خظرة تغر الناظر اليها بما فيها من - 00:06:14ضَ
ملذات وبما فيها من طول الامل فاذا سلم من هذه الاربعة نجا ولهذا قال فمن جاهد هذه الاربعة في الله اي مخلصا لله هداه الله سبل رضاه الموصل الى جنته - 00:06:45ضَ
ومن ترك الجهاد اي بالكلية او ترك شيئا منه فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد. اي من جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا قال الجنيد نعم والذي والذين جاهدوا اهواء في بيان معنى الاية والذين جاهدوا اهواءهم فينا اي لاجلنا - 00:07:05ضَ
بالتوبة لنهدينهم سبل الاخلاص وذكر التوبة لانه لابد للانسان من خطأ ما يخلو الانسان من انحراف كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر الا من شهد هذه الاعداء باطنا. فمن نصر عليها اي على هذه الامور - 00:07:33ضَ
نصر على عدوه ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه ولهذا لما هزم الصحابة رضي الله تعالى عنهم في احد قالوا انى هذا ما سبب هذه الهزيمة وبين يديه وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ جاء الجواب مباشرة - 00:07:56ضَ
قل هو من عند انفسكم فمتى وهل انسان وضعف في شهاد نفسه في جهاد هواه في جهاد الشيطان بجهاد الدنيا دب اليه من موجبات الخذلان ما ينتصر به عليه اعداؤه - 00:08:17ضَ
نعم قال رحمه الله فصل القى الله سبحانه العداوة بين الشيطان وبين الملك والعداوة بين العقل وبين الهوى والعداوة بين النفس الامارة وبين القلب وابتلى العبد بذلك وجمع له بين هؤلاء - 00:08:43ضَ
وامد كل حزب بجنود واعوان فلا تزال الحرب سجالا ودولا ودولا بين الفريقين الى ان يستولي احدهما على الاخر ويكون اخر مقهورا معه فاذا كانت النوبة للقلب والعقل والملك فهنالك السرور والنعيم واللذة والبهجة والفرح وقرة العين - 00:09:04ضَ
وقرة العين وطيب الحياة وانشراح الصدر والفوز بالغنائم واذا كانت النوبة للنفس والهوى والشيطان فهنالك الغموم والهموم والاحزان وانواع المكاره. وضيق بالصدر وحبس الملك فما ظنك بملك استولى عليه عدوه؟ فما ظنك بملك استولى عليه عدوه؟ فانزله عن سرير ملك - 00:09:31ضَ
قول وضيق الصدر وحبس الملك لا لا او الكلام على القلب وحبس القلب ولذلك قال فما ظنك بملك اي قلب استولى عليه عدوه انا اللي هو الملك يكتب الحسن الله اعلم ما في - 00:10:00ضَ
لا لا ما هو الوجه؟ حبس الملك وش كيف يحبس الملك يبحث لا لا ما هو بالظاهر الظاهر انه والذي يبين المعنى هو ما ما تلاه اما ظنك بملك استولى عليه عدو حبسه استولى عليه يعني حبسه - 00:10:30ضَ
وهذا لا يكون الا للقلب قلب ملك والجوارح جنوده. كما جاء في حديث ابي هريرة نعم قال فما ظنك بملك استولى عليه عدوه فانزله عن سرير ملكه واسره وحبسه وحال بينه وبين خزائنه وذخائره وخدمه - 00:10:56ضَ
وسيرها له ومع هذا فلا يتحرك الملك لطلب ثأره. ولا يستغيث بمن يغيثه ولا يستنجد بمن ينجده وفوق هذا الملك ملك قاهر لا يقهر وغالب لا يغلب وعزيز لا يذل. فارسل اليه ان استنصرتني ان استنصرت ان استنصرتني نصرتك - 00:11:21ضَ
وان استغث بي اغثتك وان التجأت الي اخذت بثأرك. وان هربت الي واويت الي سلطتك على عدوك وجعلته تحت اسرك فان قال هذا الملك المأسور قد شد عدوي وثاقي واحكم رباطي واستوثق مني بالقيود - 00:11:46ضَ
ومنعني من النهوض اليك والفرار اليك والمسير الى بابك. فان ارسلت جندا من عندك يحل وثاقي ويفك قيودي ويخرجني من حبسه امكنني ان اوافي بابك. والا لم يمكنني لم انني مفارقة محبسي ولا كسر قيودي - 00:12:09ضَ
فان قال ذلك احتجاجا على ذلك السلطان. ودفعا لرسالته ورضا بما هو فيه عند عدوه. خلاه لاه السلطان الاعظم وحاله وولاه ما تولى وان قال ذلك افتقارا اليه واظهارا لعجزه وذله وانه اضعف واعجز ان يسير اليه بنفسه. ويخرج من حبسه - 00:12:32ضَ
لعدوه ويتخلص منه ويتخلص منه بحوله وقوته وان من تمام نعمته ذلك عليه كما ارسل اليه هذه الرسالة ان يمده من جنده ومماليكه لمن يعينه على الخلاص ويكسر باب محبسه ويفك قيوده - 00:12:58ضَ
ويكسر باب محبسه ويفك قيوده. فان فعل به ذلك فقد اتم انعامه عليه وان تخلى عنه فلم يظلمه ولا منعه حقا هو له وان رحمته وحكمته اقتضى منعه وتخليته في محبسه - 00:13:20ضَ
ولا سيما اذا علم ان الحبس حبسه وان هذا العدو الذي حبسه مملوك من مماليكه. وعبد من عبيد ناصيته بيده لا يتصرف الا باذنه ومشيئته. فهو غير ملتفت اليه. ولا خائف منه. ولا - 00:13:39ضَ
لا معتقد ان له شيئا من الامر ولا بيده نفع ولا ضر بل هو ناظر الى مالكه ومتولي امره ومن ناصيته بيده قد افرده بالخوف والرجاء والتضرع اليه والالتجاء والرغبة والرهبة فهناك تأتيه جيوش النصر والظفر - 00:13:59ضَ
اه هذا التمثيل الذي ذكره المؤلف رحمه الله هو للتقريب في بيان اه حال من استسلم لعدوه وهو الشيطان حتى استحوذ عليه واذا استحوذ الشيطان على الانسان سد عليه ابواب الهدى - 00:14:25ضَ
كما قال الله تعالى استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله لا يغفل الانسان غفلة مطبقة. والغفلة نوم القلب التي قد توصله الى الموت فيغفل عن ذكر الله تصيبه من الموت بقدر ما يكون من الغفلة - 00:14:44ضَ
ثم المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر تمكن الشيطان من الانسان كيف له النجاة فذكر حالين. الحالة الاولى حال من برر اعراضه ب القدر كما قال المشركون وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا - 00:15:06ضَ
ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء وفي الاية الاخرى قال وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء. كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسول الا البلاغ المبين - 00:15:37ضَ
فالله تعالى اخبر عن هؤلاء انهم احتجوا بالقدر على ما هم فيه من ظلال وهؤلاء لا يزيدهم احتجاجهم الا سوءا ووبالا وشرا فانهم لا يعذرون بذلك اما اذا كان الانسان قد عرظ حاله على ربه - 00:15:55ضَ
مفتقرا اليه طالبا الافتكاك من عدوه صادقا في الاوبة والرجوع اليه فان الله لا يخيبه ولا يخذله كما ذكر الله تعالى في مواضع عديدة ومنها قوله في قصة ذي النون - 00:16:19ضَ
وذا النور اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين - 00:16:37ضَ
فالله تعالى ذكر حال هذا الذي تضرع الى ربه مفتقرا اليه بشكاية حاله والاقرار بانه ظالم لنفسه لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين على وجه الشكاية لا على وجه - 00:16:54ضَ
التبرير في الاستمرار للخطأ فجاءته النجدة وهذا حال من ذكرهم المؤلف رحمه الله فيما ضرب من مثالين. فاذا فان كان فان قال هذا المأسور الملك المأسور قد شد عدوي وثاقي واحكم رباطي واستوثق مني بالقود الى اخره - 00:17:10ضَ
محتجا بذلك على الاستمرار في الخطأ ودافعا دعوة آآ لاعانة الله عز وجل له في الخروج فانه يخلى بينه وبين ما اختار لنفسه اما اذا قال ذلك افتقارا الى ربه واظهارا لعجزه - 00:17:31ضَ
وانه لا حول له ولا قوة الا بالله وانه لولا هداية الله واعانته ما اهتدى ولا وفق الى البر فانه يسعف التوفيق والهداية من الله والاعانة نعم قال رحمه الله - 00:17:53ضَ
اعلى الهمم في طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود دق على الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله - 00:18:14ضَ
ورسوله عاد نشوف يمكن النسخة اللي عندك ما اصح اعلى الهمم في طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود المنزه نفس ما في يصلح هذا وهذا - 00:18:40ضَ
فيكون هذا من باب عطف من باب البدن بدل اه او عطف البيان اعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة بدل وليس وليس خبرا ايه الخبر نفس المراد وعلم حدود الله وعلم حدود المنزل - 00:19:15ضَ
المنزل وش عندكم او المنزل يصلح هذا وهذا قال رحمه الله اعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله. نفس المراد وعلم حدود وعلم حدود المنزل او المنزل - 00:19:39ضَ
واخس همم طلاب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل. وما لم ينزل ولا هو واقع. او كان همته معرفة الاختلاف وتتبع اقوال الناس. وليس له همة الى معرفة الصحيح من تلك الاقوال. وقل - 00:20:06ضَ
ان ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه واعلى الهمم في باب الارادة ان تكون على الهمم في طلب العلم والفهم عن الله ورسوله نفس المراد اي ان يجتهد الانسان فيما اراده الله ورسوله منه - 00:20:26ضَ
هذا المعنى في قوله نفس المراد يعني الا يشتغل بغير المراد منه كمن يشتغل من ذكر ممن يشتغل الاختلاف وتتبع اقوال الناس شواذ المسائل وما لم ينزل من الوقائع ولا له اهتمام في معرفة - 00:20:49ضَ
الراجح في مواطن الاختلاف انما همه ان يجمع الاقاويل الاراء دون تمحيص ونظر وقال وعلمي نفس المراد وعلم حدود المنزل. حدود اي احكام المنزل وهو ما انزله الله تعالى من الشرائع والاحكام - 00:21:20ضَ
نعم وعلى الهمم قال نعم قال واعلى الهمم في باب الارادة ان تكون الهمة متعلقة بمحبة الله والوقوف مع مراده الديني الامري واسفلها ان تكون الهمة واقفة مع مراد صاحبها من الله - 00:21:48ضَ
فهو انما يعبده لمراده منه لا لمراد الله منه. فالاول يريد الله ويريد مراده. والثاني يريد من الله وهو فارغ عن ارادته هذا اعلى ما يكون من الهمم في باب الارادة يعني في باب القصد - 00:22:09ضَ
والطلب فان الارادة اي ما يريده الانسان بعمله جزء رئيس من العمل بل هي روح العمل الذي لا يصلح العمل الا به. انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى - 00:22:28ضَ
فاعلى الهمم في باب الارادة يعني في باب النيات والمقاصد ان تكون الهمة متعلقة بمحبة الله والوقوف مع مراده الديني الامري. يعني هذا اعلى ما يكون ان يكون قصدك ما تأتي وتذر - 00:22:45ضَ
ان توافق ما يحبه الله عز وجل ان توافق رضاه ان توافق دينه الذي شرع ان توافق امره بامتثاله في الطلب وبتركه في النهي واسفلها يعني ادناها ان تكون الهمة واقفة مع مراد صاحبها من الله - 00:23:01ضَ
يعني ما يطلبه هو من الله لا ما يطلبه الله منه وهذا شأن اهل الكفر الذين اذا ضاقت بهم امور واشتدت عليهم الخطوب اخلصوا لله دعوا الله مخلصين لا لانه يحب الاخلاص لكن لان نجاتهم بالاخلاص - 00:23:22ضَ
وهذا بخلاف من اخلص لان الله يحب الاخلاص. فهذا يدرك رضا الله ويدرك النجاة فهذا الفرق بين اعلى الهمم واسفرها اعلى الهمم ان تسعى في مرضاة الله وما يحب وادناها ان تسعى فيما تطلبه من الله لا فيما يطلبه الله منك - 00:23:46ضَ
والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:10ضَ