التفريغ
سم الله يا اخي بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولأهل العلم وللمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصى - 00:00:00ضَ
قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب. رواه البخاري الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الحديث السادس عشر - 00:00:26ضَ
من احاديث الاربعين النووية نقل فيه المصنف رحمه الله عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل اوصني قال لا تغضب ردد مرارا قال لا تغضب - 00:00:40ضَ
رواه البخاري هذا الحديث انفرد برواية البخاري رحمه الله عن اه مسلم ومن افراد البخاري قد رواه من طريق ابي الحسين الاسدي عن ابي صالح عن ابي هريرة هو من افراد البخاري - 00:00:55ضَ
رواه من طريق ابي الحسين الاسدي عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ليس في رواية البخاري هذا الرجل او تعيين له او وصف طلبه الوصية لكن جاء في بعض الروايات - 00:01:16ضَ
تسمية ذلك الرجل وانه جارية ابن قدامة وفي كل الاحوال ليس للتسمية كبير اثر في ذلك انما هو من ملح العلم وفظوله اما القصة فقد اخرج البخاري رحمه الله اه في الادب المفرد وكذلك - 00:01:43ضَ
احمد ان رجلا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرني بامر لم يقل اوصني بالقلب مرني بامر فقال لا تغضب قال فذهب الرجل او مر ذلك الرجل ثم عاد ثانية يعني ليس في مجلس واحد - 00:02:12ضَ
عاد اليه ثانية فقال مرني بامر قال لا تغضب ثم ذهب او مر ذلك الرجل ثم جاء ثالثة فقال له اومرني بامر فقال لا تغضب وهذا في بيان ان هذا الذي جاء في الحديث - 00:02:34ضَ
لم يكن في مجلس واحد بل كان في مجالس متعددة مظاهر حديث البخاري ان ذلك كان في مجلس واحد. حيث قال فردد مرارا قال لا تغواب اي ردد طلب الوصية - 00:03:00ضَ
وقد جاء طلب الوصية وابن عمر وسفيان ابن عبد الله الثقفي وعثمان ابن ابي العاص لم اقف على من جمع وصايا النبي صلى الله عليه وسلم فليت من ينتدب الى الى جمع ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:20ضَ
من استوصاه فان في ذلك علما نافعا وصايا النبي صلى الله عليه وسلم نور يهدي الله بها القلوب ويخرج به من الظلمات الى النور والوصية في العادة من المنزلة ما ليس لغيرها من سائر الكلام - 00:03:44ضَ
فان الرجل استوصى النبي صلى الله عليه وسلم. حيث قال اوصني ايعهد الي بعهد التزمه اخذ به ولم يحدد ذلك في في شأن من الشؤون او في امر من الامور - 00:04:06ضَ
ولم يحدده في حال اقامة او سفر انما هي وصية عامة تنفعه في كل احواله الوصية هي خلاصة ما يعلمه الانسان من خير لغيره وهي غاية النصح مندرجة في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق المسلم على المسلم - 00:04:31ضَ
واذا استنصحك انصح له ان من استوصاك استنصحك وحق ذلك ان يبذل له الغاية والمقدور في دلالته على ما ينفعه فيما طلب الوصية فيه وهذا يبرز اهمية هذه الوصايا النبوية - 00:05:02ضَ
لانها من انصح الخلق هذا واحد ومن اعلمهم اثنين ومن افصحهم هذا ثلاثة الجماعات وصاياه العلم والنصح والبيان وهذه مقومات للنصيحة متى توفرت كانت في غاية النفع لمن اخذ بها - 00:05:28ضَ
لان الخلل انما ياتي الكلام وفي الوصايا وفي النصائح عن نقص في واحد من هذه الجهات اما نقص في علم انصح لك العلم الناقص الا يدلك على الخير او يكون العلم وافي لكن - 00:06:13ضَ
هناك قصور في النصح وهي ارادة والنصح هو ارادة الخير للاخر تقديم النفع ودفع الضر هذا يتعلق بالقصد والنية اذا كان من انصح الخلق وكمل هذا الوصف في الناصح كان ذلك - 00:06:40ضَ
ان يكون دالا على الخير الذي يسلم به الانسان من الشر وينال به مات ما يأمل من فلاح الثالث من اوجه نقص النصيحة او الوصية ان تكون ممن لا يحسن البيان. لانه قد يكون عالما وناصحا لكن لا يبين ليس عنده قدرة يبين ما في قلبه من علم - 00:07:03ضَ
علم وارادة خير فإذا جمعت الوصية هذه الأوصاف الثلاثة العلم ايش النصح الثالث البيان فقد كمل فيها الدلالة على الخير وهذي ميزة وصايا النبي صلى الله عليه وسلم ونصائح فان وصاياه جمعت هذه الخصال - 00:07:29ضَ
لذلك حري بالمؤمن ان يحتفي بها وان يعتني بها غاية العناية لانها صدرت عن علم وعن نصح وقد جمعت بيانا لا يلتبس رجل يقول للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني - 00:07:53ضَ
قال صلى الله عليه وسلم لا تغضب لا تغضب لا ناهية وتغضب فعل نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مأخوذ من الغضب فنهاه عن الغضب لا تغضب هذا نهي عن الغضب - 00:08:15ضَ
والغضب يعرفه اهل اللغة بانه غليان دم القلب طلبا للانتقام وهذا تعريفه بما يحسه الانسان وما يقصده هذا التعريف جمع وصفا حسيا ووصفا معنويا وصل حسي فين لأ الحسي لا يندم القلب - 00:08:36ضَ
ما يشعره الغاضب من فوره وهيجان نتيجة سرعة تحرك الدم في عروقه هذا هو الغليان الثاني الوصف المعنوي طلب الانتقام ان هذا الغليان سببه الرغبة في الانتقام والانتقام المقصود به انزال - 00:09:09ضَ
السوق بمن اغضبه السوء والشر بمن اغضبه هكذا عرف اهل اللغة الغضب ولكن هذا تعريف له بصورة من صوره فيما يظهر والله اعلم لان الغضب قد يصاحبه طلب انتقام وقد يكون - 00:09:40ضَ
للتوقي من الشر وليس فيه طلب انتقام يغضب الانسان ليدفع عن نفسه سوءا او مكروها او اذى ولا يكون ذلك طلب انتقام او ايصال ضر يقع على من اغضبه او - 00:10:13ضَ
اثاره وفي الجملة الغضب قوة من القوى الرئيسة التي تحكم تصرفات الانسان فان القوى التي تصدر عنها التصرفات البشرية ثلاثة والاولى القوى الغضبية والثانية قوة الشهوة الثالثة القوة العقلية القوة الغضبية - 00:10:39ضَ
يحمل الانسان على ان يدفع عن نفسه ما يكره ما يؤلم والقوة الشهوية تحمله على جلب ما يحب وتحصيل ما يلائم الطبيعة والعقلية هي التي تكفل الموازنة بين هاتين القوتين ليصلح مسيره - 00:11:14ضَ
متى فرط في واحد من هاتين القوتين اختل سيره ولذلك بقدر اكتمال هذه القوة العقلية التي تحكم تصرف الانسان في غضبه وفي رغبته يكون سالما من الانحراف في تصرفاته واقواله - 00:11:44ضَ
هذا الحديث لضبط هذه القوة المؤثرة في مسيرة الانسان قال صلى الله عليه وسلم لا تغضب وهنا سؤال ما هو المنهي عنه الغضب هنا هل هو نهي عن كل صور الغضب - 00:12:12ضَ
بناء على ان الفعل في سياق النهي يفيد العموم ام ان الغضب انواع ومراتب ودرجات منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم ثم سؤال اخر اليس الغضب جبلة؟ فهل هو نهي عن الغضب ذاته - 00:12:34ضَ
ام هو نهي عن اثاره وما ينتج عنه قوله صلى الله عليه وسلم لا تغضب هل هو معناه انه لا ولا تفور ولا تنفعل عند وجود ما تكره هو نهي عن - 00:13:02ضَ
ان يستجيب الانسان لما ينتج عن هذه الثورة وهذا الاستفزاز من تصرفات كل هذا مما يسأل عنه في معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا تغضب بخصوص السؤال الاخير هل هو نهي عما تقتضيه الجبلة من الغضب؟ الجواب - 00:13:24ضَ
انه ليس نهيا عن الوصف طبيعي او الطبع الذي فطر عليه الانسان وجبر عليه وانما هو تهذيب لهذه الخصلة بان لا يستفز الانسان ان قدر على عدم الاستفزاز ثم اذا استفز - 00:13:50ضَ
فينبغي له ان يحكم تصرفاته بالحق في قوله وعمله لهذا غاية المنى واعلى درجات الكمال البشري ان يوفق الانسان الى قول الحق وفعله في الغضب والرضا لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل - 00:14:15ضَ
اسأل الله تعالى فيقول واسألك كلمة الحق الغظب والرظا لان هالحالات التي يشط فيها الانسان عن الحق من دواعي الخروج عن الحق الغضب والرضا اللي هو القوة الغضبية والقوة الشهوية - 00:14:42ضَ
قوة الغضب وقوة الشهوة وقوله صلى الله عليه وسلم لا تغضب ونهي عن الغضب ذاته فان عجز عنه الانسان ونهي عن اثاره التي يخرج بها عن الحق لكن هذا ليس نهيا عن هذا الوصف الجبلي مطلقا. لان من الغضب ما هو مأمور به - 00:15:04ضَ
او ما هو محمود وهو الغضب لله عز وجل ان الغضب لله مما يؤجر عليه الانسان وهو دليل صدق الايمان كما جاء في الصحيح من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:32ضَ
كان على هدي قوي في معاملة الخلق تقول ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بيده ولا امرأة ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله ثم قالت وما نيلا - 00:15:48ضَ
منه شيء قط سينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل والانتقام فرع الغضب اذا الغضب ليس وصف دم بالكلية ولذلك الله تعالى وصف نفسه بالغضب - 00:16:07ضَ
في حق من يستحقه قال تعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم هو شدة الغضب المراد والمقصود بالغضب الالمنهي عنه هو الغضب المذموم اصلا وقوعا ان عجز عنه الانسان كان غضوبا فلا يمضي اثر غضبه - 00:16:32ضَ
فهو لاحكام اثر الغضب. هذا فيما يتعلق في جواب هذين السؤالين. السؤال الاول هل هو نهي عن وصف الجبلي الطبع الثاني؟ هل هو نهي عن كل صور الغضب او لا؟ الجواب انه ليس - 00:17:08ضَ
عن الوصف الجبلي الطبعي. وانما هو نهي عن الغضب المذموم والغضب المذموم المنهي عنه له صورتان كما ذكرت هو الا تمضي ما قام في قلبك من رغبة الانتقام وما اشبهه من اثار - 00:17:24ضَ
من الاثار التي يقتضيها الغضب وقوله لا تغضب اي لا تمضي اثار غضبك هذا المعنى الاول والمعنى الثاني ان تأخذ باسباب الحلم وسعة الصدر بمحاسن الاخلاق التي تمنع الانفعال السريع - 00:17:45ضَ
لكم معنا قوله صلى الله عليه وسلم لا تغضب اي تجنب الغضب نفسه ومثل ما ذكرت المعنى صادق على المعنيين او النهي صادق على المعنيين. في الدرجة الاولى لا تغضب بمعنى تجنب اسباب - 00:18:07ضَ
الغضب للتحلي بجميل الخصال فإن عجزت وحصل الغضب عند ذلك انت منهي عن ان تمضي اثار الغضب وفي اه قوله صلى الله عليه وسلم لا تغضب نهي عن جماع خصال السوء والشر - 00:18:28ضَ
فان خصال هذا ممكن نقولها في الفوائد لكن النهي عن الغضب يشمل النهي عن كل خلق سيء يتعلق بمعاملة الخلق لان غالب ما يكون من الاخلاق السيئة تترافق وتنشأ عن الغضب - 00:18:59ضَ
بالنسبة مسألة ذكرها بعض اهل العلم اقسام الغضب اقسام الغضب ذكر العلماء في اقسام الغضب اربعة اقسام القسم الاول من يغضب لله القسم الثاني من يغضب لنفسه القسم الثالث من يغضب - 00:19:21ضَ
لنفسه لا لربه القسم الرابع هذا داخل في في القسمة من من يغضب اه احنا كنا من يغضب لله وحده ومن يغضب لنفسه وحدها ومن يغضب لله ولنفسه ومن لا يغضب لله ولا لنفسه - 00:19:49ضَ
هذي اربعة اقسام اشرف هذه الاقسام ومن يغضب لله وحده وانزل هذه الاقسام من لا يغضب لله ولا لنفسه وقول الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم مرني بامر في الرواية الثانية وفي الحديث هنا فردد مرارا اي - 00:20:13ضَ
قرر طلب الوصية عدة مرات تردد عليه النبي صلى الله عليه وسلم لا تغضب تأكيد لمعنى هذه الوصية وعظيم اهميتها طيب فوائد هذا الحديث هذا الحديث فيه جملة من الفوائد - 00:20:38ضَ
من ابرزها مشروعية طلب الوصية من اهل النصح والفضل فان هذا الرجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم الوصية ومن فوائد الحديث مشروعية استحباب اجابة من استوصاك ولو كرر ذلك فان الرجل كرر ذلك - 00:21:00ضَ
وفي كل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه فمن استوصاك اوصه بما تعلم من الخير المناسب له وفي الحديث من الفوائد شؤم الغضب خطورته على مسيرة الانسان ان النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر في الوصية على النهي عنه - 00:21:37ضَ
هذا واحد يعني الذي يبرز شؤم الغضب ان النبي كرر الوصية به يكون اقتصر عليه كونوا قد كرر ذلك مرارا دل ذلك على شؤم الغضب خطورة الاستجابة له في مسيرة الانسان - 00:22:07ضَ
في الحديث من الفوائد النهي عن الغضب المذموم الذي يحمل الانسان على الاعتداء وتجاوز الحق ومن فوائد الحديث ان العموم في هذا الحديث مقيد بما جاءت به السنة من الابن - 00:22:33ضَ
من مشروعية الغضب لله عز وجل وانه لا يذم صاحبه ولا يدخل في النهي بل هو من المأمور به لكن يشترط ان يكون على نحو ما امرت به الشريعة وعليه فانه اذا غضب لله على نحو يخالف فيه امر الله فانه داخل فيما جاء به النهي - 00:23:12ضَ
نقول لا تغضب ممكن نقول هذا عام لكل غظب لله وللنفس ولغير ذلك من الاسباب اذا تجاوز الحق اذا تجاوز به الحق ولذلك من عقائد اهل السنة انهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر المنكر وفق ما جاءت به الشريعة - 00:23:35ضَ
من فوائد الحديث وجازت الوصية وان كل ما كانت قليلة الالفاظ كانت اثبت في ذهن صاحبها هذا بعض ما يسر الله من فوائد الوقت جاء وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:02ضَ