بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم على اله وصحبه ومن والاه. نواصل ان شاء الله تعالى القراءة في بعض احاديث ومن كان عنده سؤال فليكتبه لنجيب عليه ان شاء الله تعالى بعد الفراغ من قراءة بعض الاحاديث - 00:00:00
نعم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا واجعله مباركا اين هذا مباركا يا رب العالمين. قال المصنف رحمه - 00:00:27
تعالى وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم وترجله وظهوره وفي شأنه كله منتقب عليه الذي بعده الذي بعده وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال - 00:01:07
رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم فابدأوا بميامنكم. اخرجه الأرض الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:37
هذا الحديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها يبين هديا نبويا عظيما ينبغي للمؤمن ان يحرص عليه وهو الحرص على التيامن في كل شعره وفي كل احواله. الا ما كان - 00:02:00
مما لا يستطاع فيه التيامن حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ام المؤمنين اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف رحمه الله وهو من طريق اشعث ابن سليم عن ابيه عن مسروق - 00:02:22
عن ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن كان في الخبر عن حال النبي صلى الله عليه وسلم كثير كلام الصحابة يخبرون عن احواله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كذا يقرأ كذا يفعل كذا - 00:02:42
يحب كذا وهذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم يفيد استمرار ذلك ودوامه وانه امر كان النبي صلى الله عليه وسلم يلازمه ويحرص عليه فهو خبر عن فعل مستمر - 00:03:14
مستصحب وليس فعلا حدث مرة وانقضى ومثله ما جاء فيه الخبر عن الله عز وجل كان الله سميعا بصيرا. وكان الله بكل شيء عليما. فهذه الايات الكريمات خبرا عن شيء انقضى بل هو خبر عن وصف مستمر - 00:03:35
دائر وفيما يتعلق بالخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم هو خبر عن شيء ادامه وعمل به صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:56
يحب التيمن وفي رواية كان يعجبه التيمن يحب ويعجب معنيان متقاربان فالحب و الاعجاب معناهما متقارب فان الانسان يعجب بما يحب غالبا فقولها رضي الله تعالى عنه كان يعجبه التيمن - 00:04:14
اي يسر به وهي تنجذب نفسه اليه ويأخذ به وهو معنى الرواية الثانية كان يحب التيمم وقولها رضي الله تعالى عنها في وصف حاله صلى الله عليه وسلم التيمن المراد به الاخذ باليمين - 00:04:46
فالتيمن هو الاخذ باليمين في الاشياء ويطلق التيمن على التفاؤل ولذلك قال بعض اهل العلم يحتمل ان قولها كان يعجبه التيمن اي يعجبه التفاؤل. وهذا لا غرابة فيه ففي الصحيحين من حديث انس رضي الله تعالى عنه - 00:05:08
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل اي يعجبه توقع الخير ظنه فقوله كان يعجبه التيمل يشمل المعنيين لكن الظاهر في هذا السياق ان التيمم هنا هو الاخذ باليمين - 00:05:33
وان كان اللفظ مشتركا لكن يرجح الاول ما في سياق الاحاديث من انه صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ولذلك جاءت رواية اخرى لهذا الحديث عند احمد واصحاب السنن - 00:06:04
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التيامن والتيامن هو الاخذ باليمين فبين فبينت هذه الرواية المراد بقولها رضي الله تعالى عنها كان صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن - 00:06:27
فالتيمن هنا هو الاخذ باليمين وذكرت في ذلك صورا وهذه الصور ليست حصرا بل انما هي على وجه التمثيل وذكر الصورة التي تدخل فيما اخبر اخبرت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حبه للتيامن - 00:06:47
او التيمم قالت في تنعله وترجله وطهوره. ذكرت ثلاثة امور بتنعله وترجله وطهوره ذكرت ثلاثة امور على وجه التعيين ثم قالت وفي شأنه كله وهذا من عطف العام على الخاص ليشمل كل الاحوال وان ما ذكر ليس على وجه الحصر انما هو - 00:07:12
تمثيل انما هو تمثيل ذكر لصور كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص فيها على الاخذ باليمين فقولها رضي الله تعالى عنها في تنعله اي في لبسه لنعاله هذا معنى - 00:07:41
قولها في تنعله اي في لبسه لنعاله فالتنعل هو الاحتباء سواء كان ذلك النعال او كان ذلك بغيره من مما تستر به القدم مما هو في حكم النعال كالخف وما اشبه ذلك مما يلبسه الناس - 00:08:04
فكان يبدأ باليمين في تنعله صلوات الله وسلامه عليه وقد جاء تأكيد ذلك بالامر. ففي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة ففي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انتعل احدكم فليبدأ - 00:08:32
اليمين. يعني اذا اراد ان يلبس النعال فليبدأ بلبس اليمين واذا نزع اي اراد ان يخلع نعاله فليبدأ بالشمال ولتكن اليمنى اولاهما تنعلا واخراهما نزعل اواخرهما نزعا اي اخر القدمين نزعا وهذا معنى قولها رظي الله تعالى عنها في تنعله اي في لبسه للنعال اي للنعال - 00:08:51
وكما ذكرت لا يختص هذا نعالا معينة بل كل النعال على هذا الحكم لان المعنى هو البداءة باليمين سواء كانت في معهود من جلد او من غيره او كانت خفا - 00:09:25
او كانت جوربا او كانت ما كانت مما تستر به القدر كما ذكرت رضي الله تعالى عنها هو تصوير وتمثيل لمعنى قوله لمعنى قولها كان يعجبه التيمن والتيامن وقولها رضي الله تعالى عنها في ترجله اي في - 00:09:45
مشطه لشعره وعنايته بشعر رأسه. فالترجل هو مشط الرأس وتسريحه وتطييبه ولو كان ذلك بالدهن او بغيره مما يطيب به الرأس ويعتنى به فقولها رضي الله تعالى عنها في ترجله اي في عنايته برأسه - 00:10:10
بل حتى في الحلق فان السنة البداءة باليمين فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حجة الوداع دعا بالحلاق فحلق شقه الايمن ثم حلق شق رأسه الايسر وكل هذا من تيمنه صلى الله عليه وسلم الذي كان يحرص عليه وكان يحبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:10:41
اما ثالث ما ذكرت من الامور فقولها وطهوره وطهوره اي وتطهره سواء كان ذلك في الوضوء او كان ذلك في الغسل او كان ذلك في ازالة الاخباث والانجاس لان الطهور يشمل هذا كله. الطهور يشمل كل هذا يشمل رفع الحدث - 00:11:14
بالوضوء او الغسل وازالة الخبث النجاسة سواء كانت في البدن او في الثوب او في البقعة فكل ذلك يدخل في قولها رضي الله تعالى عنها وطهوره اي وتطهره وعلى هذا - 00:11:43
اذا اصاب الانسان نجاسة في بدنه فانه يستحب له بازالته ان يبدأ بازالة ما كان في الشق الايمن ثم ينتقل الى الشق الايسر فيزيل ما اصاب بدنه او ثوبه او مكان صلاته او فراشه يبدأ بالشق الايمن ثم - 00:12:04
ينتقل الى الشق الايسر لقولها رظي الله تعالى عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وطهوره بالظن اي وتطهره ولذلك سيأتينا الحديث في بيان معنى هذا في الطهارة في الوضوء في قوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم فابدأوا - 00:12:27
بميامنكم اذا توظأتم فابدأوا بميامنكم اي بجهة اليمين منكم وهذا فيما يأتي فيه التيامن كما سيأتي تفصيله وبيانه ان شاء الله تعالى في ما نستقبل من احاديث اما قوله في شأنه - 00:12:54
الشأن هو الامر والحال وهذا ذكر معنى عام لحال النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه انه كان يعجبه التيمم في شأنه كله يعني لا يقتصر فقط على هذه الامور الثلاثة - 00:13:13
لا يقتصر على التنعل والترجل والطهور بل في شأنه كله. في كل احواله. وهذا واظح وجلي فقوله في شأنه اي في حاله وفي خطبه وفي امره كان صلى الله عليه وسلم - 00:13:32
يؤثر التيمن في شأنه كله. فكان اذا نام نام على شقه الايمن وكان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يحرص على ذلك بينه عمله وقوله وهذا من تيامله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:13:49
القاعدة المستمرة التي يتبين بها معنى قولها رضي الله تعالى عنها وفي شأنه كله ان التيامن يكون في كل ما هو من المحبوبات وفي كل ما هو من المطلوبات ولذلك عند دخول المسجد يدخل برجله اليمنى - 00:14:14
وعند نومه ينام على جانبه الايمن وفي تنعله يبدأ باليمين وفي عنايته بشعره تنظيفا وتسليحا وتطييبا يبدأ باليمين وفي غسله كان يبدأ بشقه الايمن فيفيض عليه الماء ثم يفيض على شقه الايسر - 00:14:41
كل هذا من مما يتبين به قولها وفي شأنه كله فكل ما هو من المستحبات كل ما هو من الطيبات فان البداءة فيه باليمين حتى في الاخذ والعطاء فان النبي صلى الله عليه وسلم امر الرجل ان ان يأخذ بيده وان يعطي بيده وان يأكل بيمينه وان يشرب بيمينه كل هذا - 00:15:02
مما يتبين به قوله صلى الله قولها رضي الله تعالى عنها في توصيف حاله صلوات الله وسلامه عليه وفي شأنه كله الا ان ثمة احوال يكون فيها التقديم لليسار ويكون التياسر فيها هو المطلوب - 00:15:30
وقاعدة ذلك ان كل ما هو من المستقذرات فان المستعمل فيه اليسار ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يمسك الرجل ذكره بيمينه وهو يبول لان اليمين مكرمة عن هذا - 00:15:52
فدل ذلك على ان اليمين لا التيامن لا يكون في مثل هذه الامور المستكرة المستخبثة وانما يكون في المطلوبات والكرائم من الافعال والاحوال واما اليسار فتكون لما يقابل ذلك ولهذا - 00:16:12
جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شأنه كله الا في خلائه اي في ما يكون من الخلاء فانه صلى الله عليه وسلم كانت يده اليسرى لخلائه - 00:16:35
فقد جاء في سنن ابي داوود من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من الاذى - 00:16:53
اليمين مخصوصة بالطيب من الفعل واليسار مخصوصة بالخلاء اي ازالة الخبث وازالة الاذى ولذلك قالت وكانت اليسرى لخلائه وما كان من اذى اي غير ذلك غير الخلاء هذا الحديث فيه جملة من الفوائد - 00:17:10
من فوائده حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على بيان احوال النبي صلى الله عليه وسلم فعائشة تخبرنا تقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله - 00:17:39
والسبب في هذا الحرص في اخبارهم رظي الله تعالى عنهم عن احوال النبي صلى الله عليه وسلم ما هو السبب؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الاسوة هو القدوة - 00:17:57
هو محل الاهتداء بهديه والاقتداء بسنته. ولذلك حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على نقل الدقيق والجليل والصغير والكبير والعام والخاص من شأنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم على نحو لم يترك شيئا من خاصة امره او عامته الا بين. لم يأتي في الدنيا احد - 00:18:10
ينقل دقيق فعله كما نقل دقيق فعل النبي صلى الله عليه وسلم قلبوا في كتب التاريخ وفي سير الناس في القديم والحديث. ليس ثمة احد يعتنى بتفاصيل حياته ودقائق شأنه حتى كيف يقضي - 00:18:38
حاجته وكيف يأتي اهله؟ وكيف يفعل وماذا يقول كما اعتدي هديه صلى الله عليه وسلم والسبب ما هو السبب انه محل قدوة واسوة لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وهذا ليس في شأن دون شأن. ولا في عمل دون عمل - 00:18:56
ولا في معاملة الخالق دون معاملة الخلق. بل في كل شأن في دقيق وجليل في معاملة الخالق وفي معاملة الخلق ولهذا ينبغي للمؤمن ان يعتني بما يخبر به من هديه صلى الله عليه وسلم فان خبر الصحابة عن هديه مما يزيدك حبا له - 00:19:20
ويكون حاضرا في ذهنك عندما تشرب بيمينك عندما تأخذ بيمينك وتكون مستحظرا ان النبي كان يفعل ذلك يكون لك في ذلك اجر ويجذب قلبك لمحبته صلى الله عليه وسلم ونصرته والذب عن سنته والاخذ - 00:19:43
صلى الله عليه وعلى اله وسلم من فوائد هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل على احد معني قولها كان يعجبه التيمم وهذا من حسن ظنه بالله فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل ويكره التشاؤم - 00:20:04
وذلك ان التشاؤم سوء ظن بالله واما الفأل فهو حسن ظن بالله وبالتأكيد ان من احسن الظن بالله كان الله تعالى عند ظنه به فقد جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:20:28
في الحديث يقول الله تعالى في الحديث الالهي انا عند ظن عبدي بي انا عند ظن عبدي بي طبعا الظن الصحيح اذا ظن العبد بالله خيرا انه سيرزقه انه سيهديه انه سيعينه على سلوك الطريق المستقيم. انه سينجيه من الكربات انه سيدخله - 00:20:50
الجنة فالله تعالى عند ظنك به فاحسن الظن به لكن شتان بين حسن الظن به وبين الاغترار يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك باي صورة ما شعرك كبكي - 00:21:13
فلا يغتر الانسان فرق بين حسن الظن حسن الظن مبني على العلم بالله وعلى الثقة به. اما الاغترار فهو جهل به جل وعلا. افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون - 00:21:34
فالفأل الذي كان يحبه هو توقع الخير من قبل ربه. هذا الذي كان يحبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم واما الاغترار والاعتماد على حسن الظن بترك ما يجب من الاعمال فهذا - 00:21:49
جهل بالله عز وجل عابه الله تعالى على اهله بل جعله من موجبات الخسار كما قال افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم والخاسعون من فوائد الحديث استحباب التيمن - 00:22:08
في الشأن كله في كل شأنك ما استطعت الى ذلك سبيلا. في اخذك في في عطائك في آآ تنعلك ترجلك طهورك في بدائتك باي امر من امورك اليمين هو الافضل - 00:22:24
ما دام هذا الشيء مما من المستحسنات وليس من المستخبثات وهذا معنى قوله كان يحب التيمن ما استطاع. اي ما كان ذلك ممكنا اما اذا كان من المستقظرات والمستخبثات كاماطة الاذى - 00:22:46
وازالة الخلا وما اشبه ذلك فهذا يكون باليسار لا باليمين وبعض الناس يتساهل في هذه الاداب ويظن انه لا تؤثر يقول ما الفرق بين ان اشرب بيميني او اشرب بيساري - 00:23:06
يقول ما الفرق بين ان امد يدي اليمنى للاخذ او العطاء او امد يدي اليسرى ما الفرق بين مد اليد اليمنى وبين مد اليد اليسرى؟ ويهون من هذه الامور وهذه اداب يا اخوة من تأدب بها - 00:23:24
انطبعت فيه المعاني الحميدة وطابت سيرته وزكت اعماله فالنبي صلى الله عليه وسلم انما نال ما نال من المنزلة العليا عند رب العالمين بعمله. ولهذا كان اسوة حسنة صلوات الله وسلامه عليه - 00:23:39
فينبغي للمؤمن الا يستصغر شيئا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ان يحرص عليها في دقيق الامر وفي جليله. ومن فوائد الحديث سنية البداءة بالرجل اليمنى في الانتعال وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما تقدم في حديث ابي هريرة اذا انتعل احدكم - 00:23:58
فليبدأ باليمين واذا نزع فليبدأ باليسار وهذا اخذ منه بعض اهل العلم وجوب ذلك وجوب البداءة باليمين في النعل والصواب انه لا يجب البداءة باليمين في النعل لكن ذلك من المستحبات ومن السنن - 00:24:25
وبه يعلم انه ليس كل ما جاء على صيغة الامر يفيد الوجوب بل ينظر في ذلك الى السياق والى السباق والى المقصود فان ثمة قواعد جرى عليها اهل العلم بحملة ما جاء من الاوامر على الاستحباب. ومن ذلك ان كل ما كان من الاداب - 00:24:48
فيما يتعلق بحسن سيرتي وطيب السيرة كل ذلك مما يكون فيه الامر على وجه الاستحباب والنهي فيه على وجه الكراهة من الفوائد استحباب البداءة باليمين في ترتيب الشعر وتطييبه وتنظيفه وتسريحه - 00:25:15
بل وحلقه كما دل على ذلك صريح فعله صلى الله عليه وسلم في حلاقة في حجة الوداع وفيه من الفوائد استحباب البداءة باليمين في الطهارة والوضوء والغسل وازالة النجاسة لقولها رضي الله تعالى عنها في وصف حاله - 00:25:43
وطهوره وطهوره. في قولها رضي الله تعالى عنها وطهوره وهذا يشمل كل الطهارة سواء كانت طهارة ازالة خبث او رفع حدث كما تقدم بيانه وفيه من الفوائد ان الاصل بالاشياء ان تقدم اليمين. الا ما كان من المستقبحات المستقذرات. فعند ذلك يكون ذلك باليسار - 00:26:11
واما ما يتعلق بالبداءة باليمين في اعضاء الطهارة سيأتي مزيد بيان لها وايضاح. في الحديث الاخر وهو حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. وفيه قال المصنف رحمه الله عن ابي هريرة هذا الحديث حديث ابي هريرة - 00:26:47
وهو قوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم فابدأوا بما بما بميامنكم هو بيان وايظاح وشرح للحديث السابق فالحديث السابق خبر عام مجمل عن هديه صلى الله عليه وسلم في الطهارة وفي غيرها - 00:27:04
كان يعجبه التيمن او التيامن في تنعله وترجله وطهوره وشأنه كله. هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي ساقه المصنف رحمه الله هنا هو تفصيل وبيان لقولها وطهوره - 00:27:22
كيف كان يعجبه التيمم في طهوره؟ انه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ في طهوره باليمين هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة واسناده جيد من طريق الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:27:43
وقد صححه جماعة من اهل العلم قال صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم اذا توظأتم اي اذا فعلتم الوضوء والوضوء هو احدى الطهارتين وهي الطهارة التي لا يقبل الله تعالى الصلاة الا بها - 00:28:07
وهنا انبه الى ما نشاهده من بعظ اخواننا اما عن جهل او تقصير تجد احدهم ينام الوقت الطويل ثم اذا اذن المؤذن قام وصلى ولم يتطهروا هذا مشاهد وهذا على خطر عظيم وغلط كبير. فان الواجب على المؤمن ان يحافظ - 00:28:30
على صلاته على النحو الذي يرظى به الله جل وعلا. والله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم للمرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين فامر بالغسل والطهارة عند القيام الى الصلاة وهذا الذي نام قد انتقض وضوءه بنومه اذا كان - 00:28:58
نوما يغيب فيه الاحساس كما هو المشاهد بعض الناس ينام واضح انه نام نوما مستغرقا فقد فيه الاحساس ومثل هذا ينتقض به الوضوء. بالاجماع لا خلاف بين اهل العلم ان هذا النوع من النوم الذي يغيب فيه الانسان عن احساسه انه ينتقض به الوضوء ثم تجده اذا اذن قام - 00:29:20
وقال الله اكبر وصلى هذا غلط وهو نوع من الجهل او التقصير الكبير فان هذه الصلاة غير مقبولة مردودة عليه كما لو لم يفعلها قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:29:45
كما في الصحيح ان الله لا يقبل صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ. فيجب على المؤمن ان يحرص على هذا. قوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم اي اذا فعلتم الوضوء - 00:30:07
تبدأ بما يملكه تبدأ اي قدموا ميامنكم في التطهير وفي الوضوء وقوله صلى الله عليه وسلم فابدأوا بميامنكم الاجماع منعقد على ان الميامن هنا يقصد بها اليدان والرجلان فان غسل اليدين - 00:30:26
يقدر تقدم فيه اليد اليمنى على اليد اليسرى وغسل الرجلين تقدم فيه اليد الرجل اليمنى عن الرجل اليسرى كما فعله صلى الله عليه وسلم ففي حديث عثمان اعظم حديث في وصف - 00:31:04
وضوء النبي صلى الله عليه وسلم دعا بوضوء فافرغ على فغسل يديه ثلاثا ثم مظمظة واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يده اليمنى الى المرفق ثلاثا ثم غسل يده اليسرى الى المرفق مثل ذلك - 00:31:23
ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى الى الكعبين ثلاثا ثم اليسرى مثل ذلك. ثم قال هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توظأ ثم قال من توظأ نحو وظوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه - 00:31:48
الا غفر الله تعالى ما تقدم من ذنبه هذا يبين لنا ان التيامن في الوضوء انما يكون في هذين العضوين في غسل اليدين الى المرفقين وفي غسل القدمين الرجلين الى الكعبين - 00:32:10
واما غسل اليدين في اول الوضوء فانه لم يذكر تيمن بل كان الماء جاريا عليهما وكذلك في غسل الوجه ليس فيه تيامل وكذلك في مسح الرأس ليس فيه تيأمل بل غسل النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ويديه ومسح رأسه دفعة واحدة دون تحري يمين - 00:32:30
من يسار ولهذا من تحرى في الغسل اليمين غسل الوجه مثلا او مسح الرأس اليمين يقال له هذا محدث فان قوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم تبدأ باليمين يفسره فعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:32:57
وفعله واضح جلي بان التيامن والبداءة بالميامن وهي جهة اليمين انما كان ذلك في الاعضاء التي لها يمين ويسار وهما اليدان الى المرفقين والقدمان الى والرجلين وهما اليدان الى المرفقين - 00:33:20
والرجلين الى الكعبين واما ما عدا ذلك فانه لا تيابنا فيه هذا فيما يتعلق بالوضوء واما الغسل فسيأتي ان النبي صلى الله عليه وسلم غسل رأسه حتى ظن انه قد اروى ثم افاض الماء على شقه الايمن ثم افاض الماء على شقه الايسر فثمة تيامن في - 00:33:48
لكل البدن واما فيما يتعلق بالوضوء فالتيامن موضعه هو ما ذكرت لكم من اليدين اذا غسلهما الى المرفقين والرجلين اذا غسلهما الى الكعبين وقد حكى جماعة من اهل العلم ان هذا الترتيب - 00:34:18
انما هو على وجه الاستحباب فقوله اذا توظأتم فابدأوا بميامنكم وفي رواية بايمانكم هذا على وجه الاستحباب فلو انه بدأ باليسار فغسل يده اليسرى قبل يده اليمنى وضوءه صحيح بالاتفاق - 00:34:44
لا خلاف بين العلماء ان وضوءه صحيح ولا تجب عليه الاعادة لكن السنة ان يبدأ باليمين كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وما جاء عن عبد الله بن مسعود وعن علي رضي الله تعالى عنهما ما ابالي بشمالي بدأت ام بيميني اذا - 00:35:02
الوضوء فلم يثبت عنهما رضي الله تعالى عنهما ولو ثبت عنهما يقال المراد انه لا يضر ذلك في صحة الوضوء لا ان ذلك جائز لا ان ذلك لا يخالف به السنة فالسنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ان غسل اليدين - 00:35:24
السنة فيه ان يبدأ باليمين باليد اليمنى الى المرفقين ثم اليسرى مثل ذلك. وكذلك في غسل الرجلين يبدأ باليمين الى الكعبين ثم القدمين ثم اليسرى مثل ذلك هذا ما يتصل بهذا الحديث تكمل الحديث ان شاء الله تعالى بعد صلاة المغرب - 00:35:47
التفريغ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم على اله وصحبه ومن والاه. نواصل ان شاء الله تعالى القراءة في بعض احاديث ومن كان عنده سؤال فليكتبه لنجيب عليه ان شاء الله تعالى بعد الفراغ من قراءة بعض الاحاديث - 00:00:00
نعم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا واجعله مباركا اين هذا مباركا يا رب العالمين. قال المصنف رحمه - 00:00:27
تعالى وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم وترجله وظهوره وفي شأنه كله منتقب عليه الذي بعده الذي بعده وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال - 00:01:07
رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم فابدأوا بميامنكم. اخرجه الأرض الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:37
هذا الحديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها يبين هديا نبويا عظيما ينبغي للمؤمن ان يحرص عليه وهو الحرص على التيامن في كل شعره وفي كل احواله. الا ما كان - 00:02:00
مما لا يستطاع فيه التيامن حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ام المؤمنين اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف رحمه الله وهو من طريق اشعث ابن سليم عن ابيه عن مسروق - 00:02:22
عن ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن كان في الخبر عن حال النبي صلى الله عليه وسلم كثير كلام الصحابة يخبرون عن احواله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كذا يقرأ كذا يفعل كذا - 00:02:42
يحب كذا وهذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم يفيد استمرار ذلك ودوامه وانه امر كان النبي صلى الله عليه وسلم يلازمه ويحرص عليه فهو خبر عن فعل مستمر - 00:03:14
مستصحب وليس فعلا حدث مرة وانقضى ومثله ما جاء فيه الخبر عن الله عز وجل كان الله سميعا بصيرا. وكان الله بكل شيء عليما. فهذه الايات الكريمات خبرا عن شيء انقضى بل هو خبر عن وصف مستمر - 00:03:35
دائر وفيما يتعلق بالخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم هو خبر عن شيء ادامه وعمل به صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:56
يحب التيمن وفي رواية كان يعجبه التيمن يحب ويعجب معنيان متقاربان فالحب و الاعجاب معناهما متقارب فان الانسان يعجب بما يحب غالبا فقولها رضي الله تعالى عنه كان يعجبه التيمن - 00:04:14
اي يسر به وهي تنجذب نفسه اليه ويأخذ به وهو معنى الرواية الثانية كان يحب التيمم وقولها رضي الله تعالى عنها في وصف حاله صلى الله عليه وسلم التيمن المراد به الاخذ باليمين - 00:04:46
فالتيمن هو الاخذ باليمين في الاشياء ويطلق التيمن على التفاؤل ولذلك قال بعض اهل العلم يحتمل ان قولها كان يعجبه التيمن اي يعجبه التفاؤل. وهذا لا غرابة فيه ففي الصحيحين من حديث انس رضي الله تعالى عنه - 00:05:08
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل اي يعجبه توقع الخير ظنه فقوله كان يعجبه التيمل يشمل المعنيين لكن الظاهر في هذا السياق ان التيمم هنا هو الاخذ باليمين - 00:05:33
وان كان اللفظ مشتركا لكن يرجح الاول ما في سياق الاحاديث من انه صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ولذلك جاءت رواية اخرى لهذا الحديث عند احمد واصحاب السنن - 00:06:04
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التيامن والتيامن هو الاخذ باليمين فبين فبينت هذه الرواية المراد بقولها رضي الله تعالى عنها كان صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن - 00:06:27
فالتيمن هنا هو الاخذ باليمين وذكرت في ذلك صورا وهذه الصور ليست حصرا بل انما هي على وجه التمثيل وذكر الصورة التي تدخل فيما اخبر اخبرت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حبه للتيامن - 00:06:47
او التيمم قالت في تنعله وترجله وطهوره. ذكرت ثلاثة امور بتنعله وترجله وطهوره ذكرت ثلاثة امور على وجه التعيين ثم قالت وفي شأنه كله وهذا من عطف العام على الخاص ليشمل كل الاحوال وان ما ذكر ليس على وجه الحصر انما هو - 00:07:12
تمثيل انما هو تمثيل ذكر لصور كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص فيها على الاخذ باليمين فقولها رضي الله تعالى عنها في تنعله اي في لبسه لنعاله هذا معنى - 00:07:41
قولها في تنعله اي في لبسه لنعاله فالتنعل هو الاحتباء سواء كان ذلك النعال او كان ذلك بغيره من مما تستر به القدم مما هو في حكم النعال كالخف وما اشبه ذلك مما يلبسه الناس - 00:08:04
فكان يبدأ باليمين في تنعله صلوات الله وسلامه عليه وقد جاء تأكيد ذلك بالامر. ففي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة ففي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انتعل احدكم فليبدأ - 00:08:32
اليمين. يعني اذا اراد ان يلبس النعال فليبدأ بلبس اليمين واذا نزع اي اراد ان يخلع نعاله فليبدأ بالشمال ولتكن اليمنى اولاهما تنعلا واخراهما نزعل اواخرهما نزعا اي اخر القدمين نزعا وهذا معنى قولها رظي الله تعالى عنها في تنعله اي في لبسه للنعال اي للنعال - 00:08:51
وكما ذكرت لا يختص هذا نعالا معينة بل كل النعال على هذا الحكم لان المعنى هو البداءة باليمين سواء كانت في معهود من جلد او من غيره او كانت خفا - 00:09:25
او كانت جوربا او كانت ما كانت مما تستر به القدر كما ذكرت رضي الله تعالى عنها هو تصوير وتمثيل لمعنى قوله لمعنى قولها كان يعجبه التيمن والتيامن وقولها رضي الله تعالى عنها في ترجله اي في - 00:09:45
مشطه لشعره وعنايته بشعر رأسه. فالترجل هو مشط الرأس وتسريحه وتطييبه ولو كان ذلك بالدهن او بغيره مما يطيب به الرأس ويعتنى به فقولها رضي الله تعالى عنها في ترجله اي في عنايته برأسه - 00:10:10
بل حتى في الحلق فان السنة البداءة باليمين فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حجة الوداع دعا بالحلاق فحلق شقه الايمن ثم حلق شق رأسه الايسر وكل هذا من تيمنه صلى الله عليه وسلم الذي كان يحرص عليه وكان يحبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:10:41
اما ثالث ما ذكرت من الامور فقولها وطهوره وطهوره اي وتطهره سواء كان ذلك في الوضوء او كان ذلك في الغسل او كان ذلك في ازالة الاخباث والانجاس لان الطهور يشمل هذا كله. الطهور يشمل كل هذا يشمل رفع الحدث - 00:11:14
بالوضوء او الغسل وازالة الخبث النجاسة سواء كانت في البدن او في الثوب او في البقعة فكل ذلك يدخل في قولها رضي الله تعالى عنها وطهوره اي وتطهره وعلى هذا - 00:11:43
اذا اصاب الانسان نجاسة في بدنه فانه يستحب له بازالته ان يبدأ بازالة ما كان في الشق الايمن ثم ينتقل الى الشق الايسر فيزيل ما اصاب بدنه او ثوبه او مكان صلاته او فراشه يبدأ بالشق الايمن ثم - 00:12:04
ينتقل الى الشق الايسر لقولها رظي الله تعالى عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وطهوره بالظن اي وتطهره ولذلك سيأتينا الحديث في بيان معنى هذا في الطهارة في الوضوء في قوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم فابدأوا - 00:12:27
بميامنكم اذا توظأتم فابدأوا بميامنكم اي بجهة اليمين منكم وهذا فيما يأتي فيه التيامن كما سيأتي تفصيله وبيانه ان شاء الله تعالى في ما نستقبل من احاديث اما قوله في شأنه - 00:12:54
الشأن هو الامر والحال وهذا ذكر معنى عام لحال النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه انه كان يعجبه التيمم في شأنه كله يعني لا يقتصر فقط على هذه الامور الثلاثة - 00:13:13
لا يقتصر على التنعل والترجل والطهور بل في شأنه كله. في كل احواله. وهذا واظح وجلي فقوله في شأنه اي في حاله وفي خطبه وفي امره كان صلى الله عليه وسلم - 00:13:32
يؤثر التيمن في شأنه كله. فكان اذا نام نام على شقه الايمن وكان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يحرص على ذلك بينه عمله وقوله وهذا من تيامله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:13:49
القاعدة المستمرة التي يتبين بها معنى قولها رضي الله تعالى عنها وفي شأنه كله ان التيامن يكون في كل ما هو من المحبوبات وفي كل ما هو من المطلوبات ولذلك عند دخول المسجد يدخل برجله اليمنى - 00:14:14
وعند نومه ينام على جانبه الايمن وفي تنعله يبدأ باليمين وفي عنايته بشعره تنظيفا وتسليحا وتطييبا يبدأ باليمين وفي غسله كان يبدأ بشقه الايمن فيفيض عليه الماء ثم يفيض على شقه الايسر - 00:14:41
كل هذا من مما يتبين به قولها وفي شأنه كله فكل ما هو من المستحبات كل ما هو من الطيبات فان البداءة فيه باليمين حتى في الاخذ والعطاء فان النبي صلى الله عليه وسلم امر الرجل ان ان يأخذ بيده وان يعطي بيده وان يأكل بيمينه وان يشرب بيمينه كل هذا - 00:15:02
مما يتبين به قوله صلى الله قولها رضي الله تعالى عنها في توصيف حاله صلوات الله وسلامه عليه وفي شأنه كله الا ان ثمة احوال يكون فيها التقديم لليسار ويكون التياسر فيها هو المطلوب - 00:15:30
وقاعدة ذلك ان كل ما هو من المستقذرات فان المستعمل فيه اليسار ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يمسك الرجل ذكره بيمينه وهو يبول لان اليمين مكرمة عن هذا - 00:15:52
فدل ذلك على ان اليمين لا التيامن لا يكون في مثل هذه الامور المستكرة المستخبثة وانما يكون في المطلوبات والكرائم من الافعال والاحوال واما اليسار فتكون لما يقابل ذلك ولهذا - 00:16:12
جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شأنه كله الا في خلائه اي في ما يكون من الخلاء فانه صلى الله عليه وسلم كانت يده اليسرى لخلائه - 00:16:35
فقد جاء في سنن ابي داوود من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من الاذى - 00:16:53
اليمين مخصوصة بالطيب من الفعل واليسار مخصوصة بالخلاء اي ازالة الخبث وازالة الاذى ولذلك قالت وكانت اليسرى لخلائه وما كان من اذى اي غير ذلك غير الخلاء هذا الحديث فيه جملة من الفوائد - 00:17:10
من فوائده حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على بيان احوال النبي صلى الله عليه وسلم فعائشة تخبرنا تقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله - 00:17:39
والسبب في هذا الحرص في اخبارهم رظي الله تعالى عنهم عن احوال النبي صلى الله عليه وسلم ما هو السبب؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الاسوة هو القدوة - 00:17:57
هو محل الاهتداء بهديه والاقتداء بسنته. ولذلك حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على نقل الدقيق والجليل والصغير والكبير والعام والخاص من شأنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم على نحو لم يترك شيئا من خاصة امره او عامته الا بين. لم يأتي في الدنيا احد - 00:18:10
ينقل دقيق فعله كما نقل دقيق فعل النبي صلى الله عليه وسلم قلبوا في كتب التاريخ وفي سير الناس في القديم والحديث. ليس ثمة احد يعتنى بتفاصيل حياته ودقائق شأنه حتى كيف يقضي - 00:18:38
حاجته وكيف يأتي اهله؟ وكيف يفعل وماذا يقول كما اعتدي هديه صلى الله عليه وسلم والسبب ما هو السبب انه محل قدوة واسوة لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وهذا ليس في شأن دون شأن. ولا في عمل دون عمل - 00:18:56
ولا في معاملة الخالق دون معاملة الخلق. بل في كل شأن في دقيق وجليل في معاملة الخالق وفي معاملة الخلق ولهذا ينبغي للمؤمن ان يعتني بما يخبر به من هديه صلى الله عليه وسلم فان خبر الصحابة عن هديه مما يزيدك حبا له - 00:19:20
ويكون حاضرا في ذهنك عندما تشرب بيمينك عندما تأخذ بيمينك وتكون مستحظرا ان النبي كان يفعل ذلك يكون لك في ذلك اجر ويجذب قلبك لمحبته صلى الله عليه وسلم ونصرته والذب عن سنته والاخذ - 00:19:43
صلى الله عليه وعلى اله وسلم من فوائد هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل على احد معني قولها كان يعجبه التيمم وهذا من حسن ظنه بالله فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل ويكره التشاؤم - 00:20:04
وذلك ان التشاؤم سوء ظن بالله واما الفأل فهو حسن ظن بالله وبالتأكيد ان من احسن الظن بالله كان الله تعالى عند ظنه به فقد جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:20:28
في الحديث يقول الله تعالى في الحديث الالهي انا عند ظن عبدي بي انا عند ظن عبدي بي طبعا الظن الصحيح اذا ظن العبد بالله خيرا انه سيرزقه انه سيهديه انه سيعينه على سلوك الطريق المستقيم. انه سينجيه من الكربات انه سيدخله - 00:20:50
الجنة فالله تعالى عند ظنك به فاحسن الظن به لكن شتان بين حسن الظن به وبين الاغترار يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك باي صورة ما شعرك كبكي - 00:21:13
فلا يغتر الانسان فرق بين حسن الظن حسن الظن مبني على العلم بالله وعلى الثقة به. اما الاغترار فهو جهل به جل وعلا. افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون - 00:21:34
فالفأل الذي كان يحبه هو توقع الخير من قبل ربه. هذا الذي كان يحبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم واما الاغترار والاعتماد على حسن الظن بترك ما يجب من الاعمال فهذا - 00:21:49
جهل بالله عز وجل عابه الله تعالى على اهله بل جعله من موجبات الخسار كما قال افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم والخاسعون من فوائد الحديث استحباب التيمن - 00:22:08
في الشأن كله في كل شأنك ما استطعت الى ذلك سبيلا. في اخذك في في عطائك في آآ تنعلك ترجلك طهورك في بدائتك باي امر من امورك اليمين هو الافضل - 00:22:24
ما دام هذا الشيء مما من المستحسنات وليس من المستخبثات وهذا معنى قوله كان يحب التيمن ما استطاع. اي ما كان ذلك ممكنا اما اذا كان من المستقظرات والمستخبثات كاماطة الاذى - 00:22:46
وازالة الخلا وما اشبه ذلك فهذا يكون باليسار لا باليمين وبعض الناس يتساهل في هذه الاداب ويظن انه لا تؤثر يقول ما الفرق بين ان اشرب بيميني او اشرب بيساري - 00:23:06
يقول ما الفرق بين ان امد يدي اليمنى للاخذ او العطاء او امد يدي اليسرى ما الفرق بين مد اليد اليمنى وبين مد اليد اليسرى؟ ويهون من هذه الامور وهذه اداب يا اخوة من تأدب بها - 00:23:24
انطبعت فيه المعاني الحميدة وطابت سيرته وزكت اعماله فالنبي صلى الله عليه وسلم انما نال ما نال من المنزلة العليا عند رب العالمين بعمله. ولهذا كان اسوة حسنة صلوات الله وسلامه عليه - 00:23:39
فينبغي للمؤمن الا يستصغر شيئا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ان يحرص عليها في دقيق الامر وفي جليله. ومن فوائد الحديث سنية البداءة بالرجل اليمنى في الانتعال وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما تقدم في حديث ابي هريرة اذا انتعل احدكم - 00:23:58
فليبدأ باليمين واذا نزع فليبدأ باليسار وهذا اخذ منه بعض اهل العلم وجوب ذلك وجوب البداءة باليمين في النعل والصواب انه لا يجب البداءة باليمين في النعل لكن ذلك من المستحبات ومن السنن - 00:24:25
وبه يعلم انه ليس كل ما جاء على صيغة الامر يفيد الوجوب بل ينظر في ذلك الى السياق والى السباق والى المقصود فان ثمة قواعد جرى عليها اهل العلم بحملة ما جاء من الاوامر على الاستحباب. ومن ذلك ان كل ما كان من الاداب - 00:24:48
فيما يتعلق بحسن سيرتي وطيب السيرة كل ذلك مما يكون فيه الامر على وجه الاستحباب والنهي فيه على وجه الكراهة من الفوائد استحباب البداءة باليمين في ترتيب الشعر وتطييبه وتنظيفه وتسريحه - 00:25:15
بل وحلقه كما دل على ذلك صريح فعله صلى الله عليه وسلم في حلاقة في حجة الوداع وفيه من الفوائد استحباب البداءة باليمين في الطهارة والوضوء والغسل وازالة النجاسة لقولها رضي الله تعالى عنها في وصف حاله - 00:25:43
وطهوره وطهوره. في قولها رضي الله تعالى عنها وطهوره وهذا يشمل كل الطهارة سواء كانت طهارة ازالة خبث او رفع حدث كما تقدم بيانه وفيه من الفوائد ان الاصل بالاشياء ان تقدم اليمين. الا ما كان من المستقبحات المستقذرات. فعند ذلك يكون ذلك باليسار - 00:26:11
واما ما يتعلق بالبداءة باليمين في اعضاء الطهارة سيأتي مزيد بيان لها وايضاح. في الحديث الاخر وهو حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. وفيه قال المصنف رحمه الله عن ابي هريرة هذا الحديث حديث ابي هريرة - 00:26:47
وهو قوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم فابدأوا بما بما بميامنكم هو بيان وايظاح وشرح للحديث السابق فالحديث السابق خبر عام مجمل عن هديه صلى الله عليه وسلم في الطهارة وفي غيرها - 00:27:04
كان يعجبه التيمن او التيامن في تنعله وترجله وطهوره وشأنه كله. هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي ساقه المصنف رحمه الله هنا هو تفصيل وبيان لقولها وطهوره - 00:27:22
كيف كان يعجبه التيمم في طهوره؟ انه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ في طهوره باليمين هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة واسناده جيد من طريق الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:27:43
وقد صححه جماعة من اهل العلم قال صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم اذا توظأتم اي اذا فعلتم الوضوء والوضوء هو احدى الطهارتين وهي الطهارة التي لا يقبل الله تعالى الصلاة الا بها - 00:28:07
وهنا انبه الى ما نشاهده من بعظ اخواننا اما عن جهل او تقصير تجد احدهم ينام الوقت الطويل ثم اذا اذن المؤذن قام وصلى ولم يتطهروا هذا مشاهد وهذا على خطر عظيم وغلط كبير. فان الواجب على المؤمن ان يحافظ - 00:28:30
على صلاته على النحو الذي يرظى به الله جل وعلا. والله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم للمرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين فامر بالغسل والطهارة عند القيام الى الصلاة وهذا الذي نام قد انتقض وضوءه بنومه اذا كان - 00:28:58
نوما يغيب فيه الاحساس كما هو المشاهد بعض الناس ينام واضح انه نام نوما مستغرقا فقد فيه الاحساس ومثل هذا ينتقض به الوضوء. بالاجماع لا خلاف بين اهل العلم ان هذا النوع من النوم الذي يغيب فيه الانسان عن احساسه انه ينتقض به الوضوء ثم تجده اذا اذن قام - 00:29:20
وقال الله اكبر وصلى هذا غلط وهو نوع من الجهل او التقصير الكبير فان هذه الصلاة غير مقبولة مردودة عليه كما لو لم يفعلها قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:29:45
كما في الصحيح ان الله لا يقبل صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ. فيجب على المؤمن ان يحرص على هذا. قوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم اي اذا فعلتم الوضوء - 00:30:07
تبدأ بما يملكه تبدأ اي قدموا ميامنكم في التطهير وفي الوضوء وقوله صلى الله عليه وسلم فابدأوا بميامنكم الاجماع منعقد على ان الميامن هنا يقصد بها اليدان والرجلان فان غسل اليدين - 00:30:26
يقدر تقدم فيه اليد اليمنى على اليد اليسرى وغسل الرجلين تقدم فيه اليد الرجل اليمنى عن الرجل اليسرى كما فعله صلى الله عليه وسلم ففي حديث عثمان اعظم حديث في وصف - 00:31:04
وضوء النبي صلى الله عليه وسلم دعا بوضوء فافرغ على فغسل يديه ثلاثا ثم مظمظة واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يده اليمنى الى المرفق ثلاثا ثم غسل يده اليسرى الى المرفق مثل ذلك - 00:31:23
ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى الى الكعبين ثلاثا ثم اليسرى مثل ذلك. ثم قال هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توظأ ثم قال من توظأ نحو وظوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه - 00:31:48
الا غفر الله تعالى ما تقدم من ذنبه هذا يبين لنا ان التيامن في الوضوء انما يكون في هذين العضوين في غسل اليدين الى المرفقين وفي غسل القدمين الرجلين الى الكعبين - 00:32:10
واما غسل اليدين في اول الوضوء فانه لم يذكر تيمن بل كان الماء جاريا عليهما وكذلك في غسل الوجه ليس فيه تيامل وكذلك في مسح الرأس ليس فيه تيأمل بل غسل النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ويديه ومسح رأسه دفعة واحدة دون تحري يمين - 00:32:30
من يسار ولهذا من تحرى في الغسل اليمين غسل الوجه مثلا او مسح الرأس اليمين يقال له هذا محدث فان قوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم تبدأ باليمين يفسره فعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:32:57
وفعله واضح جلي بان التيامن والبداءة بالميامن وهي جهة اليمين انما كان ذلك في الاعضاء التي لها يمين ويسار وهما اليدان الى المرفقين والقدمان الى والرجلين وهما اليدان الى المرفقين - 00:33:20
والرجلين الى الكعبين واما ما عدا ذلك فانه لا تيابنا فيه هذا فيما يتعلق بالوضوء واما الغسل فسيأتي ان النبي صلى الله عليه وسلم غسل رأسه حتى ظن انه قد اروى ثم افاض الماء على شقه الايمن ثم افاض الماء على شقه الايسر فثمة تيامن في - 00:33:48
لكل البدن واما فيما يتعلق بالوضوء فالتيامن موضعه هو ما ذكرت لكم من اليدين اذا غسلهما الى المرفقين والرجلين اذا غسلهما الى الكعبين وقد حكى جماعة من اهل العلم ان هذا الترتيب - 00:34:18
انما هو على وجه الاستحباب فقوله اذا توظأتم فابدأوا بميامنكم وفي رواية بايمانكم هذا على وجه الاستحباب فلو انه بدأ باليسار فغسل يده اليسرى قبل يده اليمنى وضوءه صحيح بالاتفاق - 00:34:44
لا خلاف بين العلماء ان وضوءه صحيح ولا تجب عليه الاعادة لكن السنة ان يبدأ باليمين كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وما جاء عن عبد الله بن مسعود وعن علي رضي الله تعالى عنهما ما ابالي بشمالي بدأت ام بيميني اذا - 00:35:02
الوضوء فلم يثبت عنهما رضي الله تعالى عنهما ولو ثبت عنهما يقال المراد انه لا يضر ذلك في صحة الوضوء لا ان ذلك جائز لا ان ذلك لا يخالف به السنة فالسنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ان غسل اليدين - 00:35:24
السنة فيه ان يبدأ باليمين باليد اليمنى الى المرفقين ثم اليسرى مثل ذلك. وكذلك في غسل الرجلين يبدأ باليمين الى الكعبين ثم القدمين ثم اليسرى مثل ذلك هذا ما يتصل بهذا الحديث تكمل الحديث ان شاء الله تعالى بعد صلاة المغرب - 00:35:47