التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف غفر الله له قال الناظم غفر الله له ولشيخنا وللحاضرين وجميع المسلمين فصل في الذنوب ومتعلقاتها ويفسق المذنب بالكبيرة كذا اذا اصر بالصغيرة لا يخرج المرء من الايمان بموبقات الذنب والعصيان - 00:00:00ضَ
وواجب عليه ان يتوب من كل ما جرى عليه حوبا ادخل لما شاء الله. من كل ما جر عليه حوبا ويقبل المولى بمحض الفضل من غير عبد كافر منفصل. ما لم يتب من كفره بضده - 00:00:29ضَ
فيرتجع عن شركه وصده ومن يمت ولم يتب من الخطأ فامره مفوض لذي العطاء فان يشاء يعفو وان شاء انتقم وان يشاء اعطى واجزل النعم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد - 00:00:49ضَ
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فما تقدم من الابيات كان في بيان الاحكام الشرعية والقدرية ما تقابل به الاحكام الشرعية والاحكام القدرية من قوله رحمه الله وواجب على العباد اضطرا - 00:01:12ضَ
ان يعبدوه طاعة وبرا ويفعل الفعل الذي به امر حتما ويترك الذي عنه زجر هذا فيما يتعلق بالحكم الشرعي ما الذي يجب بالحكم الشرعي القبول والامتثال ثم ذكر الحكم القدري في قوله وكل ما قدر او قضاه - 00:01:32ضَ
فواقع حتما كما قضاه وليس واجب على العبد الرضا بكل مقضي ولكن بالقضاء لانه من فعله تعالى وذاك من فعل الذي فقال وذاك من فعل الذي تقال فبين المصنف رحمه الله ما يتعلق بالاحكام - 00:01:55ضَ
الاحكام الشرعية والاحكام القدرية ثم انتقل رحمه الله الى ما يتصل اه الاسماء والاحكام الاخروية الاسماء في الدنيا والاحكام في الاخرة وهذا المبحث يتناوله العلماء في مسائل الايمان لان الاسماء - 00:02:18ضَ
هي الاوصاف المقصود بالاسماء الاوصاف التي تطلق على الخلق بالنظر الى تحقيقهم الغاية من الخلق مؤمن وكافر وفاسق ومنافق هذه الاسماء هي ما يطلق على الخلق في الدنيا بالنظر الى - 00:02:55ضَ
تحقيقهم ما امر الله تعالى به ورسوله تحقيقهم غاية الخلق ومقصود الوجود كما قال تعالى هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن بالنظر الى تحقيق غاية الخلق هي قسم الناس الى قسمين. هذه الاسماء - 00:03:20ضَ
اما الاحكام فهي ما يترتب على هذه الاسماء من احكام في الاخرة فالكافر مخلد في النار والمؤمن مآله الى الجنة والمنافق اذا كان نفاقا اعتقاديا فهو في الدرك الاسفل من النار. والفاسق - 00:03:42ضَ
مندرجة في المؤمن بانه ان اصابه ما اصابه من مما يشاء الله تعالى ان يجريه عليه من العقوبة فمآله الى الجنة هذا ما يتصل بالاحكام. اذا الاسماء هي الاوصاف التي - 00:04:07ضَ
تطلق على العاملين في الدنيا وتترتب عليها احكام الدنيا من حقوق في الحياة وحقوق بعد الموت واما الاحكام فهي ما يثبت لهؤلاء في الاخرة من احكام الجزائية التي ينجيها الله تعالى على عباده في الاخرة - 00:04:28ضَ
فبحثه في هذه الابيات رحمه الله هو في ما يتعلق بالاسماء والاحكام عرفت ما هي الاسماء؟ الاسماء مؤمن وكافر وفاسق ومنافق واما الاحكام فهي ما يتعلق المآل في الجنة الحكم بالجنة - 00:04:57ضَ
او بالنار يقول رحمه الله ويفسق ويفسق المذنب بالكبيرة كذا كذا اذا اصر بالصغيرة هذا يتعلق بايش بالاسماء او بالاحكام ها بالاسماء اي يثبت وصف الفسق لمن ذكر المصنف رحمه الله في قوله ويفسق المذنب بالكبيرة - 00:05:20ضَ
اي بسببها يفسق اي يثبت له وصف الفسق يثبت للمذنب وهو العاصي وهو الواقع في الذنب بالكبيرة اي بسبب الكبيرة اذا كان الذنب من الكبائر كذا اي ومثله بثبوت وسط الفسق - 00:05:51ضَ
للمذنب اذا اصر بالصغيرة يعني اذا حصل منه الاصرار على الصغيرة. هذا البيت افادنا عدة فوائد الفائدة الاولى بماذا يثبت وصف الفسق ونحتاج هنا الى معرفة ما معنى الفسق؟ الفسق في اللغة - 00:06:16ضَ
هو الخروج عن الشيء فتقول فسقت التمرة اي خرج نواها او خرجت عن امثالها ونظائرها الفسوق بالاصل هو الخروج عن الشيء ويطلق في الغالب على الخروج عن حال الاستقامة في كل شأن وفي كل شيء - 00:06:40ضَ
ويوصف به الجماد والانسان والحيوان ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والعقرب الحدأة و الغراب والكلب العقور فهؤلاء وصفهن النبي والفأرة في رواية - 00:07:16ضَ
فهؤلاء حيوانات دارجة وطائرة وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالفسوق. لماذا وصفت بالفسوق لانها تخرج عن حل حد الاعتدال والاستقامة فتعتدي وتتلف وتفسد في اموال الناس واحوالهم فالفسق هو الخروج عن حال الاستقامة - 00:07:51ضَ
والاعتدال الى الفساد ومنه سمي الخارج عن طاعة الله فاسقا لكن لما كان هذا ليس في كل خروج عن طاعة الله احتاج المصنف الى ان يقيده ببيان متى يثبت وصف الفسق للانسان - 00:08:16ضَ
هل هو في كل خروج؟ كل معصية اذا كان كذلك فليس في الدنيا تعلم من الفسق لان كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه - 00:08:47ضَ
اه الترمذي باسناده من حديث قتادة عن انس كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. فالخطأ وهو مخالفة بترك واجب او فعل محرم حاصلة من كل الناس لا يسلم منها احد - 00:09:06ضَ
لكن يتفاوت الناس في التوبة والاوبة والرجوع والنزوع على الخطأ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وخير الخطائين التوابون تبين المصنف رحمه الله هنا ان الفسق لا يثبت بمجرد الخطأ - 00:09:21ضَ
الذي يتوب منه صاحبه انما الفسق يثبت امرين بالكبيرة اي بمواقعة الكبيرة كذا اي وكذلك اذا اصر بالصغيرة اذا اصر اي ادام العمل بالصغيرة ثبت على الصغيرة لم ينزع عنها - 00:09:40ضَ
توبة ولا باوبة قوله رحمه الله بالكبيرة وكذلك قوله بالصغيرة في البيت افاد ان الذنوب تنقسم الى قسمين صغائر وكبائر وهذا التقسيم جاء به القرآن في مواضع عديدة منها قول الله جل وعلا - 00:10:11ضَ
ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فذكر الله جل وعلا في سياق هذه الاية في عرض العمل على الناس ان الكتاب وهو صحائف الاعمال لا تغادر صغيرة ولا كبيرة - 00:10:40ضَ
فالكل فيها مقيد وكذلك في قوله جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فذكر الكبائر وذكر السيئات فدل ذلك على ان اجتناب الكبائر سبب لتكفير ما - 00:11:02ضَ
هو دونها من الصغائر وكذلك قوله تعالى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم فكل هذه الايات افادت ان الذنوب ليست على حد واحد بل هي على قسمين كبائر وصغائر - 00:11:34ضَ
وهذا التقسيم جرى عليه اكثر العلماء وذهب طائفة من اهل العلم الى ان الذنوب جميعها كبائر لا صغيرة لا صغير فيها وذلك بالنظر الى انها تشترك في انها مخالفة العظيم - 00:12:06ضَ
جل في علاه فيما امر فيستوي فيها الكبير والصغير ولا ريب انها بالنظر الى هذا المعنى على حد واحد ولهذا الصغيرة تكبر بالنظر الى ما يقوم في قلب العبد من امتهان حق الرب - 00:12:31ضَ
والكبيرة تصغر بالنظر الى ما يقوم في قلب العبد من اجلال الرب عز وجل وخشيته والندم على الاشتراك على حدوده وتعدي شرعه هذا بالنظر الى من قال انه ليس في الذنوب صغير ولا كبير بل الذنوب سواء بالنظر الى مخالفة - 00:13:01ضَ
العظيم امر العظيم جل في علاه لكن الشريعة ميزت في المخالفات لا بالنظر الى مخالفة الله عز وجل انما بالنظر الى الفساد المرتب على الفعل على المخالفة فليست الذنوب على حد سواء بالنظر الى ما يترتب عليها من الفساد - 00:13:34ضَ
بل هي على درجات ومراتب ولذلك جاء وصف بعض الاعمال بالموبقات كما في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبعة الموبقات الشرك بالله والسحر - 00:14:04ضَ
وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات فهذه وصفت بانها موبقة اي مهلكة لعظيم ما يترتب عليها من الفساد - 00:14:25ضَ
وفي حديث حديث اخر في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم اكبر الكبائر الشرك بالله قتل النفس والعقوق عقوق الوالدين وشهادة الزور فوصف النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاعمال بانها اكبر الكبائر - 00:14:49ضَ
ومعنى هذا ان الذنوب ليست على درجة واحدة بل هي على درجة بل الذنب الواحد يعظم بالنظر الى ما يحتف به فالزنى فاحشة كما قال الله تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة - 00:15:19ضَ
وساعة سبيلا لكن في نكاح زوجة الاب قال ولا تنكحوا ما نكح ابائكم من النساء الا ما قد سلف. انه كان فاحشة ومقتا وسعى سبيله فنكاح المحارم الزنا بالمحارم اعظم - 00:15:37ضَ
ذنبا من مجرد الزنا ولذلك الذنوب تتفاوت بالنظر الى عظيم المفسدة المرتبة على هذا الفعل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك - 00:15:56ضَ
قلت ثم اي قال ان تزاني حليلة جارك وجعل هذا في مرتبة عالية الزنا بحريرة الجار اعظم من مجرد الزنا مع ان الزنا فاحشة وساء سبيلا. لكنه يعظم ذلك الفحش ويكبر عندما يكون هناك معنى اخر - 00:16:16ضَ
يعظم به الفساد ويزيد به الشر فالمقصود ان تصنيف الذنوب الى كبائر وصغائر ليس بالنظر الى مخالفة الباري جل في علاه مخالفة العظيم فهي في هذا سواء الصغير والكبير واحد - 00:16:37ضَ
لكن في حجم المفسدة المترتبة على الفعل جرى التقسيم الى صغير وكبير ثمان العلماء رحمهم الله اختلفوا في ضوابط الكبيرة والصغيرة يعني ما الذي يوصف من الذنوب بانه كبيرة وما الذي يوصف بانه - 00:16:55ضَ
صغيرة اقرب ما يقال فيما يتعلق بظابط الكبيرة ان ما فيه عقوبة في الدنيا او عقوبة في الاخرة فهو كبيرة ما جاء فيه عقوبة محددة في الدنيا او في الاخرة - 00:17:14ضَ
فهو كبيرة طبعا لقاء لقائلا يقول كل الذنوب عليها عقوبات نعم لكن المقصود ما جاءت تسمية عقوبته في الدنيا او في الاخرة فهو كبير ولهذا يقول العلماء في الصغيرة هي ما دون الحدين - 00:17:37ضَ
يعني ما ليس في حد في الدنيا وما ليس في حد في الاخرة ما دون الحدين يعني لم يأتي فيه تحديد عقوبة مسماة في الدنيا او في الاخرة وهذا اقرب ما - 00:17:56ضَ
قيل في تعريف الكبيرة جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وجماعة من التابعين وذكره الامام احمد رحمه الله وجرى عليه كثير من المحققين ان الكبيرة هي ما فيه حد في الدنيا - 00:18:18ضَ
وعقوبة في الاخرة مسماة ويلحق بهما فيه لعن او طرد او براءة او آآ نفي ايمان كل هذا مما يلحق بالكبيرة فكل ما جاء فيه تحديد عقوبة بحد في الدنيا - 00:18:34ضَ
او بعقوبة اخروية مسماة او نفي فيه الايمان عن فاعله او تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله وما اشبه ذلك فانه يكون من الكبائر. مثاله لا يزن زاني حين يزني وهو مؤمن - 00:19:02ضَ
نفى ايش الان الايمان فدل ذلك على ان الزنا من الكبائر ومثله ليس منا البراءة هنا ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية. ليس منا من من شق الجيوب ولطم الخدود. ودعا دعوى الجاهلية - 00:19:23ضَ
هذا يدل على ان هذا الفعل هذه الافعال في من الكبائر لان النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من فعلها من غش فليس منا يدل على ان الغش من الكبائر وهلم جر - 00:19:46ضَ
بكل ما جرى فيه السرقة اه والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا. هذا فيه حد في الدنيا فهو من الكبائر فكل ما في حد في الدنيا او عقوبة في الاخرة او نفى او نفي ايمان او براءة من صاحبه - 00:20:03ضَ
ها او لعن فانه من الكبائر وما عداه من الصغائر لكن الصغيرة اذا اصر عليها فاعلها هنا تنتقل الى كونها من الكبائر سيأتي الحديث في هذا ان شاء الله اللقاء القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:27ضَ