بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله. نعم فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه. اللهم اجعلنا وكان ميتا فاحياه الله. وجعل له - 00:00:00
كونوا ري يمشي به في الناس لابد ان يلاحظ احوال الجاهلية وطريق الامتين المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى فيرى ان قد ابتلي ببعض ذلك فانفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخلص النفوس من هذه الورطة - 00:00:20
وهو الاتباع السيئات الحسنات. يقول رحمه الله واذا كان الامر كذلك اي على ما وصفنا من ان هذه الامة يبتلى عمومها وخصوصها باتباع سنن من تقدم. لا العباد ولا العلماء كلهم معرض - 00:00:44
بلاء باتباع سنن من تقدم من الامم اذا كان الامر كذلك فما الذي يجب؟ يقول رحمه الله فمن شرح الله صدره للاسلام اللهم اجعلنا منهم. فهو على نور من ربه - 00:01:04
على هدى من ربه النور الذي من الله هو القرآن نور القرآن الذي يحرق كل ضلالة ويبدد كل شبهة ولذلك قال الله في وصف القرآن بل هو ايات بينات اي واضحات الدلالات. في صدور الذين اوتوا العلم - 00:01:16
فبقدر ما مع الانسان من فهم كلام الله من ادراك معاني كلام الرب جل وعلا بقدر ما يكون معه من القوة والنفاذ لانه كما قال الله عز وجل بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق - 00:01:33
فالحفل فالقرآن فيه من القوة والنفاذ. وتبديد الشبهات واضمحلال الشهوات وقتلها ما ليس في غيره من الادوية. فهو على نور من ربه. وكان ميتا فاحياه الله. احياه الله بالقرآن وبالايمان - 00:01:47
وبالهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وجعل له نورا يمشي به في الناس. الله اكبر. يمشي به في الناس فيميز به بين الحق والباطل بين الضلال والهدى بين الغي والرشاد. كل هذا ببركة كلام الله عز وجل واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:03
لابد اذا كانت هذه حاله لابد ان يكون رقيبا على نفسه ولذلك قال لابد ان يلاحظ احوال الجاهلية يعني يعرف ويدرك احوال اهل الجاهلية وهي اما عدم العلم واما ايش؟ عدم العمل بالعلم - 00:02:23
الاولى خصلت وخلت النصارى وعدم العمل بالعلم خلت من؟ اليهود. لا بد ان يلاحظ احوال الجاهلية. وطريق الامتين اللتين تعوذ بالله من سبيلهما في كل صلاة ونسأل الله ان يبعدنا عن سبيلهما في كل ركعة. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم. اليهود ولا الضالين النصارى - 00:02:39
وطريق الامتين المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى فيرى ان قد ابتلي ببعض ذلك. يعني يفتش في نفسه يفتش في عمله في قلبه. حتى لو لم يدرك الناس ذلك الانسان رقيب على نفسه يراقب اعماله واحواله ويدرك من عيوب نفسه ما لا يدركه غيره. الناس قد لا يظهر لهم منك الا الجميل - 00:03:02
ولا يقع في نظرهم الا ما يسرك ان ينظر اليه لكن الله جل وعلا يعلم السر واخفى. ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم - 00:03:23
فالواجب على المؤمن ان يلاحظ نفسه وان يلاحظ قلبه. والا يغتر بثناء الناس عليه مهما رفعوه الصديق رضي الله عنه كان اذا اثني عليه يقول اللهم اغفر لي ما لا يعلمون - 00:03:37
واجعلني خيرا مما يظنون واسترني مما لا يعلمون كما جاء عنه وصح عنه رضي الله عنه وهو صديق الامة الذي بلغ من التقوى والايمان والخير ما لم يبلغه احد في هذه الامة - 00:03:50
اذ هو اعظم المؤمنين ايمانا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد الانبياء فينبغي لنا ايها الاخوة ان نراقب انفسنا وان يكون الواحد منا طبيب نفسه. لا يغنيك عند الله عز وجل ان تأتي بذكر حسن - 00:04:05
قد تخلى عنه العمل الصالح وقد اخفى وراءه سوءا وشرا. والغالب ان سنة الله جارية في هؤلاء ان يفضحوا. اسأل الله ان يسترنا بستره. وان يعاملنا بعفو وان يعيذنا واياكم من شر انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:04:20
يقول فيرى ان قد ابتلي ببعض ذلك طيب ماذا ينفع؟ ماذا يحصل؟ يقول فانفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخلص النفوس من هذه الورطات شف سبحان الله العظيم وصف البلايا التي يبلى بها الانسان في علمه او في عمله في عدم العلم او في عدم العمل بانه ورطة وهو ورطة في الحقيقة - 00:04:36
المعصية ورطة لان لها من الله طالبا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام احمد من حديث عائشة قال صلى الله عليه وسلم اياك ومحقرات الذنوب فان لهن من الله طالبا - 00:05:00
فهي ورطة لانه لا بد ان يطلبها الله منك. لا سيما اذا وقعت على وجه الاستهتار والاستخفاف والاصرار فانه لا بد لها من الله طالبة الا ان يغفر الله جل وعلا ذلك بما يغفره من المكفرات او بما يتفضل به من الستر. لكنها ورطة يحتاج ان ينقذ - 00:05:14
تنوي نفسه منها وهو اتباع السيئات الحسنات هذا هو المنقذ ان يتبع الانسان السيئة الحسنة فيكثر من العمل الصالح. يكثر من ذكر الله جل وعلا قائما قاعدا. يكثر من الاحسان الى الخلق. يستحضر النية - 00:05:34
والعزيمة الطيبة في جميع احواله وجميع شؤونه. ولذلك كان الامام احمد رحمه الله يوصي ابنيه بان ينوي العمل الصالح. فان الانسان لا بخير ما نوى صالحا ولذلك تكفي النية الصالحة في كثير من الاحيان في اسقاط السيئات - 00:05:51
في اعانة الانسان على العمل الصالح لان القلب اذا كان مشغولا في همومه وتفكيره وسائر شأنه بالعمل الصالح كان ذلك حافزا له على من الصالحات حافزا له على التقلل من السيئات حافزا له على الاستعتاب والرجوع اذهاب اثار السيئات بالتوبة - 00:06:11
الاستغفار وغير ذلك من الاعمال الصالحة يقول رحمه الله والحسنات ما ندب الله اليه على لسان خاتم النبيين من الاعمال والاخلاق والصفات طيب يقول رحمه الله والحسنات الحسنات حسنة وهي ما حسن - 00:06:31
وسمي حسنة لانه حسن في ذاته وحسن في عاقبته ومآله فالحسنة سميت بهذا لحسنها في الحال وحسنها في المآل حسنها في الحال انها طاعة الله عز وجل. تثمر نورا في الوجه وسعة في الصدر وحبا في الخلق وسعة في الرزق كما قال ابن عباس رضي - 00:06:50
الله عنه ان للحسنة سعة في الرزق وانشراحا في الصدر ونورا في الوجه وقبولا عند الخلق فهذه كلها مكاسب يحصلها الانسان في الدنيا. اما في الاخرة فالله عز وجل يعطي العطاء الواسع الكبير لمن اشتغل بالحسنات - 00:07:11
وهو سبحانه وتعالى يعامل عباده معاملة في غاية الحسن والكرم اذ انه جل وعلا يعطي على العمل القليل الاجر الكثير فيجزي على القلائل الاجور العظيمة الكثيرة يقول رحمه الله في تعريف الحسنات قال ما ندب الله اليه اي ما حث والندب هنا يشمل ما ندب اليه على وجه الوجوب - 00:07:29
او على وجه الاستحباب يعني ما حث عليه وجوبا واستحبابا على لسان خاتم النبي من الاعمال والاخلاق والصفات اذا الحسنات هي ما امر الله به ورسوله على وجه الوجوب او على وجه الاستحباب. يعني كل ما جاءت به الشريعة - 00:07:54
امرا او استحبابا ايجابا او ندبا فانه من الحسنات التي اذا اشتغل بها العبد كان مشتغلا باتباع السيئات الحسنات ومشتغلا بطاعة الله عز وجل. قال رحمه الله. ومما يزيل موجب الذنوب المصائب المكفرة - 00:08:10
وهي كل ما يؤلم من هم او حزن او اذى في مال او عرض او جسد او غير ذلك. لكن ليس اذى من فعل العبد. فلما قضى بهاتين الكلمتين حق الله من عمل الصالح واصلاح الفاسد. قال - 00:08:29
خالق الناس بخلق حسن وهو حق الناس يقول رحمه الله واما يزيل موجب الذنوب يعني اثارها وعواقبها ونتائجها موجب الشي يعني ما يترتب عليه ومما يزيل موجب الذنوب المصائب المكفرة - 00:08:49
المصائب جمع مصيبة وعرفها الشيخ رحمه الله بتعريف جيد دقيق قال وهي كل ما يؤلم يعني كل ما ينافر الطبيعة كل ما يكرهه الانسان وما يكره الانسان هل هو الالم الحسي؟ لا. قد يكون الما حسيا وقد يكون الما معنويا. وقد يكون الالم المعنوي اعظم اثرا - 00:09:06
وامضى في اصابة الانسان من الالم الحسي يقول رحمه الله وهي كل ما يؤلم من هم او حزن او اذى في مال او عرض او جسد او غير ذلك. كل هذه مما يكفر الله بها - 00:09:27
الذنوب ويحط بها الخطايا كما في حديث عائشة في الصحيحين. قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا غم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. اي ستر وتجاوز بها من الخطايا التي تناله وتصيبه - 00:09:44
يقول رحمه الله لكن ليس هذا من فعل العبد يعني هذا من فعل الرب ليس من فعل العبد. الانسان لا يعرض نفسه للبلى وليس مطلوبا منه ان ينزل المصائب بنفسه - 00:10:04
لكنها اذا نزلت فليتذكر فضل الله عليه بالمصيبة وانها سبب لتكفير الذنوب وحط الخطايا. وهذا مما يعينها على الصبر ومن مما يعينه على الرضا بقضاء الله عز وجل فقول الشيخ رحمه الله لكن هذا من فعل العبد ليس من فعل العبد يعني ليس مما يطلب من العبد بخلاف ما تقدم من التوبة والاستغفار - 00:10:17
المكفرات فانها من الاعمال التي تطلب من الانسان وتكون بفعل منه. قال رحمه الله فلما قظى بهاتين الكلمتين يشير بذلك الى حديث المتقدم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها قال لما قظى بهاتين الكلمتين - 00:10:40
حق الله من عمل الصالح واصلاح الفساد عمل الصالح في اي شيء في قوله ايش اتق الله حيثما كنت. اصلاح الفساد في اي شيء واتبع السيئة الحسنة تمحها. قال وخالق الناس بخلق حسن وهو حق الناس. وبتكميل هذين الحقين يكمل - 00:11:00
الانسان السلامة ويكمل له الفوز اذا كمل حق الله عز وجل وحق الناس فانه بذلك قد حصل سعادة الدنيا وسعادة الاخرة نعم وجماع الخلق الحسن مع الناس ان تصل من قطعك بالسلام والاكرام والدعاء له. والاستغفار والثناء - 00:11:21
والزيارة له. وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال. وتعفو عن من ظلمك في من او مال او عرض وبعض هذا واجب وبعضه مستحب. يقول رحمه الله في جماع ما يحصل به مخالقة الناس في خلق حسن. يقول رحمه الله وجماع الخلق الحسن يعني الذي يجمع لك - 00:11:45
محاسن الاخلاق ويتحقق لك به ما امر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وخلق الناس بخلق حسن ان تصل من قطعك سبحان الله العظيم ان تصل من قطعك فتقابل الاساءة بالاحسان - 00:12:12
تصله باي شيء؟ قال بالسلام والاكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له. هذا لا يأتي به الا اصحاب النفوس العالية. الغالب ان الانسان اذا قطع وان جاد جاد بما وجب كالسلام - 00:12:26
اما ان يقابل ذلك بالاكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له فان هذا نادر وعزيز كعزة وندرة الكبريت الاحمر. لا يوجد الا في افراد من الناس لكن المعيار الذي يعين الانسان على تحقيق هذا ان يعامل الله جل وعلا - 00:12:44
ولذلك يقول شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الاول من الفتاوى ومعيار السعادة في معاملة الخلق ان تعاملهم في الله لا تعامل الله فيهم ان تعامل الله فيهم لا تعاملهم في الله - 00:13:06
وان ترجو الله فيهم لا ترجوهم في الله وان تخاف الله فيهم لا تخافهم في الله. يعني ان يكون معاملتك مع من؟ مع الله جل وعلا فانت اذا وصلت انما ترجو الثواب من الله لا ترجو منهم جزاء ولا شكورا. اذا احسنت اليهم بالاستغفار والثناء والدعاء وما الى ذلك مما ذكر انما - 00:13:22
ترجو العقبة من الله عز وجل هم ان جادوا فذاك خير. وان لم يحصل منهم جود فالله عز وجل عنده الخلف ولن يخلف الله الميعاد قال الله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وجرب هذه الاية تجدها - 00:13:41
لا يمكن ان تعامل انسان بمعاملة حسنة وهو يسيء اليك الا وتجد ان اساءته اما ان تخف او تنقطع لان الله جل وعلا قد اخبر بانه اذا دفعت الاساءة بالاحسان حصل لك انقلاب صاحب السوء الى الولاية. فقال الله سبحانه وتعالى ادفع بالتي هي احسن. فاذا الذي بينك - 00:14:01
وبينه عداوة كانه ولي حميم اي قريب في غاية الود والمحبة. يقول رحمه الله وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال تعطي من حرمك وبدأ باعظم اوجه الحرمان وهو الحرمان والعلم - 00:14:23
فقال تعطي من حرمك التعليم الانسان قد يبخل اذا اراد التعلم من شخص فمنعه التعلم ثم فاقه هذا او كان عنده ما ليس عند غيره من العلم قد يمنعه منه جزاء منعه السابق - 00:14:41
وهذا من البخل الذي قد يأثم به وقد لا يلحقه اثم بناء على العلم الذي حجزه ومنعه هل هو من الذي يجب تبليغه او مما الا يجب تبليغه. يقول وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال وتعفو عمن ظلمك في دم او مال او عرض - 00:14:56
يقول رحمه الله في تصنيف هذه الاخلاق من حيث الحكم الشرعي التكليفي قال وبعض هذا واجب وبعضه يعني بعض ما تقدم من الاخلاق ما هو واجب لا يجوز الاخلال به اثم - 00:15:15
ومنه ما هو مستحب القيام به فضيلة وندب قال رحمه الله واما الخلق العظيم الذي وصف الله به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع لجميع ما امر الله به مطلقا. هكذا قال مجاهد وغيره - 00:15:32
وهو تأويل القرآن كما قال عائشة كان خلقه القرآن. وحقيقته المبادرة الى امتثال ما يحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر. يقول رحمه الله واما الخلق العظيم يعني البالغ في الحسن منتهاه الذي وصف الله به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع - 00:15:53
لجميع ما امر الله به مطلقا يعني يشمل كل ما امر الله به. هكذا قال مجاهد وغيره من ائمة السلف واهل التفسير. وذلك في قول الله تعالى بوصف رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:16:22
وانك لعلى خلق عظيم الخلق العظيم الذي وصف به صلى الله عليه وسلم هو الدين الجامع لجميع ما امر به صلى الله عليه وسلم فترجمة هذه الاية ما كان عليه في الواجبات - 00:16:36
ما كان عليه في المستحبات ما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو تأويل القرآن اي ترجمته وبيان حقيقة معناه وهو تأويل القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن اي كان عمله - 00:16:49
وهديك وسيرته صلى الله عليه وسلم القرآن. يقول رحمه الله في بيان الخلق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه الله به في قوله وانك لعلى خلق عظيم. وحقيقته المبادرة الى امتثال ما يحبه الله - 00:17:09
الا فقط؟ لا بطيب نفس وانشراح صدر. وانظر الى هذا المعنى الاخير. فكم هم الذين يبادرون الى طاعة الله عز وجل؟ لكن مع انقباض نفس او مع عمل روتيني لا يدرك معناه ولا يحرص على الالتذاذ به - 00:17:25
ولا يفرح به كثيرون ولذلك ينبغي لنا ان نلاحظ هذا الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمام الانقياد لله عز وجل مع انشراح الصدر بطاعة الله عز وجل ولذلك كانت قرة عينه ايش؟ يقول وجعلت قرة عيني في الصلاة يعني - 00:17:43
تكون عيني وطمأنينة نفسي وسكون فؤادي وراحته في الصلاة اي في عبادة الله عز وجل وطاعته. هكذا ينبغي ان يكون المؤمن مبادرا الى طاعة الله عز وجل منشرح الصدر بالطاعة والتوفيق لها - 00:18:02
ثم قال رحمه الله. نعم. واما بيان ان هذا كله في وصية الله. فهو طيب اخواني اسأل سؤال. الشيخ رحمه الله لما سئل الوصية بماذا اوصى صدر الوصية بايش بتقوى الله عز وجل - 00:18:17
فقال خير وصية اوصيك بها ما اوصى الله به الاولين والاخرين. التقوى. ولذلك تكلم عن الحديث اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحى وخالق الناس بخلق حسن الان يأتي الى بيان هذه الوصية يقول رحمه الله - 00:18:33
واما بيان ان هذا كله في وصية الله فهو ان اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما امر الله به ايجابا او استحبابا وما نهى عنه تحريما او تنزيها وهذا يجمع هذا تعريف التقوى وهو تعريف جيد - 00:18:50
بتقوى الله جل وعلا تقوى الله تطرق اسماع الناس كثيرا في الخطب والمواعظ والايات والاحاديث لكنهم لا يدركون ما معناها ادراكا حقيقيا. التقوى كما قال الشيخ رحمه الله فعل كل ما امر الله به ايجابا واستحبابا - 00:19:10
وما نهى عنه اي ترك ما نهى عنه تحريما وتنزيها. هذه هي التقوى التي امر الله بها وامر بها رسوله صلى الله عليه وسلم. وجاء اليها وهي وصية الله للاولين والاخرين وهي التي اوصى بها الشيخ رحمه الله من سأله الوصية. قال رحمه الله وهذا يجمع اي هذا المعنى للتقوى - 00:19:29
يجمع حقوق الله وحقوق العباد فالتقوى تكون في حقوق الله وتكون في حقوق العباد كونها في حقوق الله تعالى مثاله مثال التقوى التي في حقوق الله التي امر الله بها في حقوقه - 00:19:49
يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. دخول التقوى في حقوق الخلق اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان احق ما اوفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج. وقد صدر الامر بالتقوى والوصية بالنساء خير اتقوا الله في النساء - 00:20:06
فالتقوى تكون في حقوق الله وتكون في حقوق الخلق ثم قال رحمه الله نعم وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد. لكن لما كان تارة يعني بالتقوى خشية العذاب للانكفاف عن المحارم. جاء مفسرا في حديث معاذ. وكذلك في حديث ابي هريرة رضي - 00:20:28
الله عنهما الذي رواه الترمذي وصححه. قيل يا رسول الله ما اكثر ما يدخل الناس قال تقوى الله وحسن الخلق. وقيل وما اكثر ما يدخل الناس النار. قال الاجوفان الفم والفرج - 00:20:54
طيب يقول المؤلف رحمه الله واما بيان ان هذا كله في وصية الله فهو ان اسم التقوى الله يجمع فعل كل ما امر الله به ايجابا او استحبابا نهي عنه تحريما وتنزيها. سؤال - 00:21:16
المشار اليه بقوله في وصية الله ما المراد به ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم الان اتقوا الله التي افتتح بها الشيخ رحمه الله وصيته. يقول اما بيان ان هذا ما ذكره من التفصيل - 00:21:35
والشرح المتقدم ان هذا كله في وصية الله فهو ان اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما امر الله به ايجابا او استحبابا وما نهي عنه يعني وترك ما نهي عنه - 00:21:52
تحريما وتنزيها وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد. حقوق الله في فرائضه التي فرضها مما يتقرب بها العباد اليه. وحقوق الخلق هي ما يصلح به الله جل وعلا ما يكون بين الناس من الحقوق التي فرضها الله عليهم. يقول لكن لما كان تارة يعنى بالتقوى خشية الله او خشية - 00:22:05
العذاب المقتضية للانكفاف عن المحارم جاء مفسرا في حديث معاذ جاء مفسرا يعني مبينا ما المتقى حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت فامره بتقوى الله عز وجل. فبين المتقى - 00:22:30
وهو ان تجعل بينك وبين الله وقاية بفعل ما امر الله وترك ما نهى عنه رغبة ورهبة والتقوى تضاف الى الله عز وجل وتضاف الى غيره يعني امر الله بتقواه وامر بتقوى بعض خلقه - 00:22:47
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة فتقوى النار ان تجعل بينك وبينها وقاية بترك ما نهاك الله عنه وفعل ما امرك الله به وكذلك في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الترمذي وصححه قيل يا رسول الله ما اكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال تقوى الله وحسن الخلق - 00:23:04
وهو معنى ما اوصى به معاذ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. وقيل ما اكثر ما يدخل الناس النار قال الاجوفان الفم والفرج والمقصود بالفم والفرج اي ما يوقعه الانسان من المعاصي - 00:23:27
مما يكون الباعث عليه فمه او فرجه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة. وهذا يدل على ان اكثر ما يولج النار هذان - 00:23:47
نعم وفي الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. فجعل كمال الايمان في كمال حسن الخلق. ومعلوم - 00:24:04
من ان الايمان كله تقوى الله وتفصيل اصول التقوى وفروعها لا يحتمله هذا الموضع فانها الدين كله لكن ينبوع الخير واصله اخلاص العبد لربه عبادة واستعانة كما في قوله. طيب يقول - 00:24:25
رحمه الله وفي الصحيح عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. العلماء رحمهم الله يقولون صحيح - 00:24:48
يقصدون بذلك الحديث الثابت سواء كان في الصحيحين او في غيرهما وقد يقولون في الصحيح ويريدون به صحيح البخاري او صحيح مسلم فلا يلزم من قول العالم في الصحيح ان يكون في الصحيحين او في احدهما بل المقصود في الحديث الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:59
عن عبد الله ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وهذا يبين لنا عظيم فضل حسن الخلق وحسن الخلق هنا ليس هو - 00:25:21
بشاشة الوجه فحسب او طيب المعشر فحسب بل هو اوسع من ذلك وهو ان يكون الانسان على كمال الحال بصلته بربه وكمال الحال في علاقته بالخلق. يعني ان يكون الانسان قائما بحقوق الله عز وجل - 00:25:36
قائما بحقوق الخلق. فاذا كمل هذين كمل ايمانه وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وهذا يحث الانسان على مزيد حسن خلق طيبي معاملة مع الله عز وجل باداء الفرائض والانتهاء عما نهى جل وعلا وايضا يحثه على معاشرة الناس - 00:25:57
بخلق حسن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن. لان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:26:24
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله. نعم فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه. اللهم اجعلنا وكان ميتا فاحياه الله. وجعل له - 00:00:00
كونوا ري يمشي به في الناس لابد ان يلاحظ احوال الجاهلية وطريق الامتين المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى فيرى ان قد ابتلي ببعض ذلك فانفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخلص النفوس من هذه الورطة - 00:00:20
وهو الاتباع السيئات الحسنات. يقول رحمه الله واذا كان الامر كذلك اي على ما وصفنا من ان هذه الامة يبتلى عمومها وخصوصها باتباع سنن من تقدم. لا العباد ولا العلماء كلهم معرض - 00:00:44
بلاء باتباع سنن من تقدم من الامم اذا كان الامر كذلك فما الذي يجب؟ يقول رحمه الله فمن شرح الله صدره للاسلام اللهم اجعلنا منهم. فهو على نور من ربه - 00:01:04
على هدى من ربه النور الذي من الله هو القرآن نور القرآن الذي يحرق كل ضلالة ويبدد كل شبهة ولذلك قال الله في وصف القرآن بل هو ايات بينات اي واضحات الدلالات. في صدور الذين اوتوا العلم - 00:01:16
فبقدر ما مع الانسان من فهم كلام الله من ادراك معاني كلام الرب جل وعلا بقدر ما يكون معه من القوة والنفاذ لانه كما قال الله عز وجل بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق - 00:01:33
فالحفل فالقرآن فيه من القوة والنفاذ. وتبديد الشبهات واضمحلال الشهوات وقتلها ما ليس في غيره من الادوية. فهو على نور من ربه. وكان ميتا فاحياه الله. احياه الله بالقرآن وبالايمان - 00:01:47
وبالهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وجعل له نورا يمشي به في الناس. الله اكبر. يمشي به في الناس فيميز به بين الحق والباطل بين الضلال والهدى بين الغي والرشاد. كل هذا ببركة كلام الله عز وجل واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:03
لابد اذا كانت هذه حاله لابد ان يكون رقيبا على نفسه ولذلك قال لابد ان يلاحظ احوال الجاهلية يعني يعرف ويدرك احوال اهل الجاهلية وهي اما عدم العلم واما ايش؟ عدم العمل بالعلم - 00:02:23
الاولى خصلت وخلت النصارى وعدم العمل بالعلم خلت من؟ اليهود. لا بد ان يلاحظ احوال الجاهلية. وطريق الامتين اللتين تعوذ بالله من سبيلهما في كل صلاة ونسأل الله ان يبعدنا عن سبيلهما في كل ركعة. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم. اليهود ولا الضالين النصارى - 00:02:39
وطريق الامتين المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى فيرى ان قد ابتلي ببعض ذلك. يعني يفتش في نفسه يفتش في عمله في قلبه. حتى لو لم يدرك الناس ذلك الانسان رقيب على نفسه يراقب اعماله واحواله ويدرك من عيوب نفسه ما لا يدركه غيره. الناس قد لا يظهر لهم منك الا الجميل - 00:03:02
ولا يقع في نظرهم الا ما يسرك ان ينظر اليه لكن الله جل وعلا يعلم السر واخفى. ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم - 00:03:23
فالواجب على المؤمن ان يلاحظ نفسه وان يلاحظ قلبه. والا يغتر بثناء الناس عليه مهما رفعوه الصديق رضي الله عنه كان اذا اثني عليه يقول اللهم اغفر لي ما لا يعلمون - 00:03:37
واجعلني خيرا مما يظنون واسترني مما لا يعلمون كما جاء عنه وصح عنه رضي الله عنه وهو صديق الامة الذي بلغ من التقوى والايمان والخير ما لم يبلغه احد في هذه الامة - 00:03:50
اذ هو اعظم المؤمنين ايمانا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد الانبياء فينبغي لنا ايها الاخوة ان نراقب انفسنا وان يكون الواحد منا طبيب نفسه. لا يغنيك عند الله عز وجل ان تأتي بذكر حسن - 00:04:05
قد تخلى عنه العمل الصالح وقد اخفى وراءه سوءا وشرا. والغالب ان سنة الله جارية في هؤلاء ان يفضحوا. اسأل الله ان يسترنا بستره. وان يعاملنا بعفو وان يعيذنا واياكم من شر انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:04:20
يقول فيرى ان قد ابتلي ببعض ذلك طيب ماذا ينفع؟ ماذا يحصل؟ يقول فانفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخلص النفوس من هذه الورطات شف سبحان الله العظيم وصف البلايا التي يبلى بها الانسان في علمه او في عمله في عدم العلم او في عدم العمل بانه ورطة وهو ورطة في الحقيقة - 00:04:36
المعصية ورطة لان لها من الله طالبا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام احمد من حديث عائشة قال صلى الله عليه وسلم اياك ومحقرات الذنوب فان لهن من الله طالبا - 00:05:00
فهي ورطة لانه لا بد ان يطلبها الله منك. لا سيما اذا وقعت على وجه الاستهتار والاستخفاف والاصرار فانه لا بد لها من الله طالبة الا ان يغفر الله جل وعلا ذلك بما يغفره من المكفرات او بما يتفضل به من الستر. لكنها ورطة يحتاج ان ينقذ - 00:05:14
تنوي نفسه منها وهو اتباع السيئات الحسنات هذا هو المنقذ ان يتبع الانسان السيئة الحسنة فيكثر من العمل الصالح. يكثر من ذكر الله جل وعلا قائما قاعدا. يكثر من الاحسان الى الخلق. يستحضر النية - 00:05:34
والعزيمة الطيبة في جميع احواله وجميع شؤونه. ولذلك كان الامام احمد رحمه الله يوصي ابنيه بان ينوي العمل الصالح. فان الانسان لا بخير ما نوى صالحا ولذلك تكفي النية الصالحة في كثير من الاحيان في اسقاط السيئات - 00:05:51
في اعانة الانسان على العمل الصالح لان القلب اذا كان مشغولا في همومه وتفكيره وسائر شأنه بالعمل الصالح كان ذلك حافزا له على من الصالحات حافزا له على التقلل من السيئات حافزا له على الاستعتاب والرجوع اذهاب اثار السيئات بالتوبة - 00:06:11
الاستغفار وغير ذلك من الاعمال الصالحة يقول رحمه الله والحسنات ما ندب الله اليه على لسان خاتم النبيين من الاعمال والاخلاق والصفات طيب يقول رحمه الله والحسنات الحسنات حسنة وهي ما حسن - 00:06:31
وسمي حسنة لانه حسن في ذاته وحسن في عاقبته ومآله فالحسنة سميت بهذا لحسنها في الحال وحسنها في المآل حسنها في الحال انها طاعة الله عز وجل. تثمر نورا في الوجه وسعة في الصدر وحبا في الخلق وسعة في الرزق كما قال ابن عباس رضي - 00:06:50
الله عنه ان للحسنة سعة في الرزق وانشراحا في الصدر ونورا في الوجه وقبولا عند الخلق فهذه كلها مكاسب يحصلها الانسان في الدنيا. اما في الاخرة فالله عز وجل يعطي العطاء الواسع الكبير لمن اشتغل بالحسنات - 00:07:11
وهو سبحانه وتعالى يعامل عباده معاملة في غاية الحسن والكرم اذ انه جل وعلا يعطي على العمل القليل الاجر الكثير فيجزي على القلائل الاجور العظيمة الكثيرة يقول رحمه الله في تعريف الحسنات قال ما ندب الله اليه اي ما حث والندب هنا يشمل ما ندب اليه على وجه الوجوب - 00:07:29
او على وجه الاستحباب يعني ما حث عليه وجوبا واستحبابا على لسان خاتم النبي من الاعمال والاخلاق والصفات اذا الحسنات هي ما امر الله به ورسوله على وجه الوجوب او على وجه الاستحباب. يعني كل ما جاءت به الشريعة - 00:07:54
امرا او استحبابا ايجابا او ندبا فانه من الحسنات التي اذا اشتغل بها العبد كان مشتغلا باتباع السيئات الحسنات ومشتغلا بطاعة الله عز وجل. قال رحمه الله. ومما يزيل موجب الذنوب المصائب المكفرة - 00:08:10
وهي كل ما يؤلم من هم او حزن او اذى في مال او عرض او جسد او غير ذلك. لكن ليس اذى من فعل العبد. فلما قضى بهاتين الكلمتين حق الله من عمل الصالح واصلاح الفاسد. قال - 00:08:29
خالق الناس بخلق حسن وهو حق الناس يقول رحمه الله واما يزيل موجب الذنوب يعني اثارها وعواقبها ونتائجها موجب الشي يعني ما يترتب عليه ومما يزيل موجب الذنوب المصائب المكفرة - 00:08:49
المصائب جمع مصيبة وعرفها الشيخ رحمه الله بتعريف جيد دقيق قال وهي كل ما يؤلم يعني كل ما ينافر الطبيعة كل ما يكرهه الانسان وما يكره الانسان هل هو الالم الحسي؟ لا. قد يكون الما حسيا وقد يكون الما معنويا. وقد يكون الالم المعنوي اعظم اثرا - 00:09:06
وامضى في اصابة الانسان من الالم الحسي يقول رحمه الله وهي كل ما يؤلم من هم او حزن او اذى في مال او عرض او جسد او غير ذلك. كل هذه مما يكفر الله بها - 00:09:27
الذنوب ويحط بها الخطايا كما في حديث عائشة في الصحيحين. قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا غم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. اي ستر وتجاوز بها من الخطايا التي تناله وتصيبه - 00:09:44
يقول رحمه الله لكن ليس هذا من فعل العبد يعني هذا من فعل الرب ليس من فعل العبد. الانسان لا يعرض نفسه للبلى وليس مطلوبا منه ان ينزل المصائب بنفسه - 00:10:04
لكنها اذا نزلت فليتذكر فضل الله عليه بالمصيبة وانها سبب لتكفير الذنوب وحط الخطايا. وهذا مما يعينها على الصبر ومن مما يعينه على الرضا بقضاء الله عز وجل فقول الشيخ رحمه الله لكن هذا من فعل العبد ليس من فعل العبد يعني ليس مما يطلب من العبد بخلاف ما تقدم من التوبة والاستغفار - 00:10:17
المكفرات فانها من الاعمال التي تطلب من الانسان وتكون بفعل منه. قال رحمه الله فلما قظى بهاتين الكلمتين يشير بذلك الى حديث المتقدم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها قال لما قظى بهاتين الكلمتين - 00:10:40
حق الله من عمل الصالح واصلاح الفساد عمل الصالح في اي شيء في قوله ايش اتق الله حيثما كنت. اصلاح الفساد في اي شيء واتبع السيئة الحسنة تمحها. قال وخالق الناس بخلق حسن وهو حق الناس. وبتكميل هذين الحقين يكمل - 00:11:00
الانسان السلامة ويكمل له الفوز اذا كمل حق الله عز وجل وحق الناس فانه بذلك قد حصل سعادة الدنيا وسعادة الاخرة نعم وجماع الخلق الحسن مع الناس ان تصل من قطعك بالسلام والاكرام والدعاء له. والاستغفار والثناء - 00:11:21
والزيارة له. وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال. وتعفو عن من ظلمك في من او مال او عرض وبعض هذا واجب وبعضه مستحب. يقول رحمه الله في جماع ما يحصل به مخالقة الناس في خلق حسن. يقول رحمه الله وجماع الخلق الحسن يعني الذي يجمع لك - 00:11:45
محاسن الاخلاق ويتحقق لك به ما امر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وخلق الناس بخلق حسن ان تصل من قطعك سبحان الله العظيم ان تصل من قطعك فتقابل الاساءة بالاحسان - 00:12:12
تصله باي شيء؟ قال بالسلام والاكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له. هذا لا يأتي به الا اصحاب النفوس العالية. الغالب ان الانسان اذا قطع وان جاد جاد بما وجب كالسلام - 00:12:26
اما ان يقابل ذلك بالاكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له فان هذا نادر وعزيز كعزة وندرة الكبريت الاحمر. لا يوجد الا في افراد من الناس لكن المعيار الذي يعين الانسان على تحقيق هذا ان يعامل الله جل وعلا - 00:12:44
ولذلك يقول شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الاول من الفتاوى ومعيار السعادة في معاملة الخلق ان تعاملهم في الله لا تعامل الله فيهم ان تعامل الله فيهم لا تعاملهم في الله - 00:13:06
وان ترجو الله فيهم لا ترجوهم في الله وان تخاف الله فيهم لا تخافهم في الله. يعني ان يكون معاملتك مع من؟ مع الله جل وعلا فانت اذا وصلت انما ترجو الثواب من الله لا ترجو منهم جزاء ولا شكورا. اذا احسنت اليهم بالاستغفار والثناء والدعاء وما الى ذلك مما ذكر انما - 00:13:22
ترجو العقبة من الله عز وجل هم ان جادوا فذاك خير. وان لم يحصل منهم جود فالله عز وجل عنده الخلف ولن يخلف الله الميعاد قال الله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وجرب هذه الاية تجدها - 00:13:41
لا يمكن ان تعامل انسان بمعاملة حسنة وهو يسيء اليك الا وتجد ان اساءته اما ان تخف او تنقطع لان الله جل وعلا قد اخبر بانه اذا دفعت الاساءة بالاحسان حصل لك انقلاب صاحب السوء الى الولاية. فقال الله سبحانه وتعالى ادفع بالتي هي احسن. فاذا الذي بينك - 00:14:01
وبينه عداوة كانه ولي حميم اي قريب في غاية الود والمحبة. يقول رحمه الله وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال تعطي من حرمك وبدأ باعظم اوجه الحرمان وهو الحرمان والعلم - 00:14:23
فقال تعطي من حرمك التعليم الانسان قد يبخل اذا اراد التعلم من شخص فمنعه التعلم ثم فاقه هذا او كان عنده ما ليس عند غيره من العلم قد يمنعه منه جزاء منعه السابق - 00:14:41
وهذا من البخل الذي قد يأثم به وقد لا يلحقه اثم بناء على العلم الذي حجزه ومنعه هل هو من الذي يجب تبليغه او مما الا يجب تبليغه. يقول وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال وتعفو عمن ظلمك في دم او مال او عرض - 00:14:56
يقول رحمه الله في تصنيف هذه الاخلاق من حيث الحكم الشرعي التكليفي قال وبعض هذا واجب وبعضه يعني بعض ما تقدم من الاخلاق ما هو واجب لا يجوز الاخلال به اثم - 00:15:15
ومنه ما هو مستحب القيام به فضيلة وندب قال رحمه الله واما الخلق العظيم الذي وصف الله به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع لجميع ما امر الله به مطلقا. هكذا قال مجاهد وغيره - 00:15:32
وهو تأويل القرآن كما قال عائشة كان خلقه القرآن. وحقيقته المبادرة الى امتثال ما يحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر. يقول رحمه الله واما الخلق العظيم يعني البالغ في الحسن منتهاه الذي وصف الله به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع - 00:15:53
لجميع ما امر الله به مطلقا يعني يشمل كل ما امر الله به. هكذا قال مجاهد وغيره من ائمة السلف واهل التفسير. وذلك في قول الله تعالى بوصف رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:16:22
وانك لعلى خلق عظيم الخلق العظيم الذي وصف به صلى الله عليه وسلم هو الدين الجامع لجميع ما امر به صلى الله عليه وسلم فترجمة هذه الاية ما كان عليه في الواجبات - 00:16:36
ما كان عليه في المستحبات ما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو تأويل القرآن اي ترجمته وبيان حقيقة معناه وهو تأويل القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن اي كان عمله - 00:16:49
وهديك وسيرته صلى الله عليه وسلم القرآن. يقول رحمه الله في بيان الخلق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه الله به في قوله وانك لعلى خلق عظيم. وحقيقته المبادرة الى امتثال ما يحبه الله - 00:17:09
الا فقط؟ لا بطيب نفس وانشراح صدر. وانظر الى هذا المعنى الاخير. فكم هم الذين يبادرون الى طاعة الله عز وجل؟ لكن مع انقباض نفس او مع عمل روتيني لا يدرك معناه ولا يحرص على الالتذاذ به - 00:17:25
ولا يفرح به كثيرون ولذلك ينبغي لنا ان نلاحظ هذا الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمام الانقياد لله عز وجل مع انشراح الصدر بطاعة الله عز وجل ولذلك كانت قرة عينه ايش؟ يقول وجعلت قرة عيني في الصلاة يعني - 00:17:43
تكون عيني وطمأنينة نفسي وسكون فؤادي وراحته في الصلاة اي في عبادة الله عز وجل وطاعته. هكذا ينبغي ان يكون المؤمن مبادرا الى طاعة الله عز وجل منشرح الصدر بالطاعة والتوفيق لها - 00:18:02
ثم قال رحمه الله. نعم. واما بيان ان هذا كله في وصية الله. فهو طيب اخواني اسأل سؤال. الشيخ رحمه الله لما سئل الوصية بماذا اوصى صدر الوصية بايش بتقوى الله عز وجل - 00:18:17
فقال خير وصية اوصيك بها ما اوصى الله به الاولين والاخرين. التقوى. ولذلك تكلم عن الحديث اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحى وخالق الناس بخلق حسن الان يأتي الى بيان هذه الوصية يقول رحمه الله - 00:18:33
واما بيان ان هذا كله في وصية الله فهو ان اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما امر الله به ايجابا او استحبابا وما نهى عنه تحريما او تنزيها وهذا يجمع هذا تعريف التقوى وهو تعريف جيد - 00:18:50
بتقوى الله جل وعلا تقوى الله تطرق اسماع الناس كثيرا في الخطب والمواعظ والايات والاحاديث لكنهم لا يدركون ما معناها ادراكا حقيقيا. التقوى كما قال الشيخ رحمه الله فعل كل ما امر الله به ايجابا واستحبابا - 00:19:10
وما نهى عنه اي ترك ما نهى عنه تحريما وتنزيها. هذه هي التقوى التي امر الله بها وامر بها رسوله صلى الله عليه وسلم. وجاء اليها وهي وصية الله للاولين والاخرين وهي التي اوصى بها الشيخ رحمه الله من سأله الوصية. قال رحمه الله وهذا يجمع اي هذا المعنى للتقوى - 00:19:29
يجمع حقوق الله وحقوق العباد فالتقوى تكون في حقوق الله وتكون في حقوق العباد كونها في حقوق الله تعالى مثاله مثال التقوى التي في حقوق الله التي امر الله بها في حقوقه - 00:19:49
يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. دخول التقوى في حقوق الخلق اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان احق ما اوفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج. وقد صدر الامر بالتقوى والوصية بالنساء خير اتقوا الله في النساء - 00:20:06
فالتقوى تكون في حقوق الله وتكون في حقوق الخلق ثم قال رحمه الله نعم وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد. لكن لما كان تارة يعني بالتقوى خشية العذاب للانكفاف عن المحارم. جاء مفسرا في حديث معاذ. وكذلك في حديث ابي هريرة رضي - 00:20:28
الله عنهما الذي رواه الترمذي وصححه. قيل يا رسول الله ما اكثر ما يدخل الناس قال تقوى الله وحسن الخلق. وقيل وما اكثر ما يدخل الناس النار. قال الاجوفان الفم والفرج - 00:20:54
طيب يقول المؤلف رحمه الله واما بيان ان هذا كله في وصية الله فهو ان اسم التقوى الله يجمع فعل كل ما امر الله به ايجابا او استحبابا نهي عنه تحريما وتنزيها. سؤال - 00:21:16
المشار اليه بقوله في وصية الله ما المراد به ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم الان اتقوا الله التي افتتح بها الشيخ رحمه الله وصيته. يقول اما بيان ان هذا ما ذكره من التفصيل - 00:21:35
والشرح المتقدم ان هذا كله في وصية الله فهو ان اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما امر الله به ايجابا او استحبابا وما نهي عنه يعني وترك ما نهي عنه - 00:21:52
تحريما وتنزيها وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد. حقوق الله في فرائضه التي فرضها مما يتقرب بها العباد اليه. وحقوق الخلق هي ما يصلح به الله جل وعلا ما يكون بين الناس من الحقوق التي فرضها الله عليهم. يقول لكن لما كان تارة يعنى بالتقوى خشية الله او خشية - 00:22:05
العذاب المقتضية للانكفاف عن المحارم جاء مفسرا في حديث معاذ جاء مفسرا يعني مبينا ما المتقى حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت فامره بتقوى الله عز وجل. فبين المتقى - 00:22:30
وهو ان تجعل بينك وبين الله وقاية بفعل ما امر الله وترك ما نهى عنه رغبة ورهبة والتقوى تضاف الى الله عز وجل وتضاف الى غيره يعني امر الله بتقواه وامر بتقوى بعض خلقه - 00:22:47
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة فتقوى النار ان تجعل بينك وبينها وقاية بترك ما نهاك الله عنه وفعل ما امرك الله به وكذلك في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الترمذي وصححه قيل يا رسول الله ما اكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال تقوى الله وحسن الخلق - 00:23:04
وهو معنى ما اوصى به معاذ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. وقيل ما اكثر ما يدخل الناس النار قال الاجوفان الفم والفرج والمقصود بالفم والفرج اي ما يوقعه الانسان من المعاصي - 00:23:27
مما يكون الباعث عليه فمه او فرجه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة. وهذا يدل على ان اكثر ما يولج النار هذان - 00:23:47
نعم وفي الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. فجعل كمال الايمان في كمال حسن الخلق. ومعلوم - 00:24:04
من ان الايمان كله تقوى الله وتفصيل اصول التقوى وفروعها لا يحتمله هذا الموضع فانها الدين كله لكن ينبوع الخير واصله اخلاص العبد لربه عبادة واستعانة كما في قوله. طيب يقول - 00:24:25
رحمه الله وفي الصحيح عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. العلماء رحمهم الله يقولون صحيح - 00:24:48
يقصدون بذلك الحديث الثابت سواء كان في الصحيحين او في غيرهما وقد يقولون في الصحيح ويريدون به صحيح البخاري او صحيح مسلم فلا يلزم من قول العالم في الصحيح ان يكون في الصحيحين او في احدهما بل المقصود في الحديث الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:59
عن عبد الله ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وهذا يبين لنا عظيم فضل حسن الخلق وحسن الخلق هنا ليس هو - 00:25:21
بشاشة الوجه فحسب او طيب المعشر فحسب بل هو اوسع من ذلك وهو ان يكون الانسان على كمال الحال بصلته بربه وكمال الحال في علاقته بالخلق. يعني ان يكون الانسان قائما بحقوق الله عز وجل - 00:25:36
قائما بحقوق الخلق. فاذا كمل هذين كمل ايمانه وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وهذا يحث الانسان على مزيد حسن خلق طيبي معاملة مع الله عز وجل باداء الفرائض والانتهاء عما نهى جل وعلا وايضا يحثه على معاشرة الناس - 00:25:57
بخلق حسن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن. لان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:26:24