يقول بعد ذلك ولنشرح ولنشرح الان في شرح حديث ابي الدرداء رضي الله عنه الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فقوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة. وفي رواية اخرى - 00:00:00
سهل الله له به طريقا الى الجنة. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. سلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك الحقيقي وهو - 00:00:23
والمشي بالاقدام الى مجالس العلم. ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك. من سلوك الطريق المعنوية المؤدية الى العلم مثل حفظه ودراسته ومطالعته ومذاكرته. والتفهم له والتفكر فيه. ونحو ذلك من الطرق - 00:00:43
التي يتوصل بها الى العلم. شرع رحمه الله في شرح حديث ابي الدرداء الذي افتتح به هذه الرسالة المباركة اول ما فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة - 00:01:03
ذكر المؤلف رحمه الله ان في بعض روايات الحديث سهل الله له به طريقا الى الجنة. وهذه الرواية يشهد لها ما في صحيح مسلم ولذلك قال وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة - 00:01:22
هريرة من حديث الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. بين لنا ما معنى سلوك الطريق؟ فقال سلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك - 00:01:32
كل حقيقي اي السير على الاقدام الى حيث العلم اما الى مجالس العلم او الى اهل العلم بسؤالهم والاخذ عنهم او غير ذلك من السلوك الحقيقي فالذي يسافر من بلده الى بلد فيها علم هذا سلك طريقا يلتمس فيه علما سلوكا حقيقيا سار بقدمه او بدابته او - 00:01:52
راحلته او بسيارته هذا سلوك حقيقي. ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك وهو السلوك بجميع صوره. السلوك الحقيقي والسلوك كالمعنوي فجلوسك في بلدك واشتغالك بحفظ القرآن بمطالعة الكتب بمراجعة المسائل بسماع الاشرطة - 00:02:15
غير ذلك من وسائل التحصيل هو من السلوك فالذين يستمعون الى درسنا الان عبر وسائل الاتصال كالشبكة العنكبوتية مثلا انترنت هؤلاء سلكوا طريقا يلتمسون فيه علما مع انهم في بيوتهم او في مكاتبهم او في بلدانهم لكنهم سلكوا طريقا حسيا نوعا ما ومعنويا في - 00:02:35
تحصيل حيث انهم لم يسيروا على اقدامهم. واما الذين جاؤوا وحضروا هذا المجلس فهم قد سلكوا طريقا حقيقيا. ساروا باقدامهم لادراك العلم يقول ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك من سلوك الطرق المعنوية المؤدية الى حصول العلم. ومثل ذلك بامثلة قال مثل حفظه اي حفظ العلم - 00:02:57
ودراسته ومطالعته ومذاكرته والتفهم له والتفكر فيه ونحو ذلك من الطرق التي يتوصل بها الى العلم. اي المعنيين اقرب في مقصود قوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما الذي يظهر المعنى الثاني وان الحديث يشمل - 00:03:17
كل سلوك يسلكه الانسان لتحصيل العلم. لان الطرق تنقسم الى قسمين. طرق حقيقية وطرق معنوية والمقصود هو بذل الجهد في تحصيل العلم. وقد جاء الحديث بصيغة الشرط وذكر الطريق هنا منكرا وهذا يفيد العموم فقول من سلك طريقا يعني اي - 00:03:37
يشمل الطريق الحسي والطريق المعنوي يشمل السير على الاقدام والمطالعة في الكتب وازالة النظر في مؤلفات العلماء كل ذلك يدخل في قوله صلى الله عليه وعلى اله من سلك طريقا يلتمس فيه علما. وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم علما يشمل كل - 00:04:03
علوم الشريعة منين اخذنا هذا العموم من انه نكرة في سياق الشرط فافادت ايش؟ العموم لان النكرة في سياق الشرط تفيد العموم وهذه بشارة لكل من اشتغل بعلم من علوم الشريعة سواء كان ذلك في علم التفسير او علم الفقه او علم الحديث او علوم الالة التي يستعان بها على - 00:04:24
كلام الله وكلام رسوله فان كل ذلك يدخل في هذه البشارة النبوية من سلك طريقا يلتمس اي يطلب يسعى في من خلاله لادراك علم سلك الله له به طريقا الى الجنة. قال واما قوله سهل الله له - 00:04:48
به طريقا الى الجنة واما قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة فانه يحتمل امورا منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه وسلك طريقه ويسره عليه. فان العلم طريق موصل الى - 00:05:08
جنة. الله اكبر. وهذا كقوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ وقالت طائفة من السلف في هذه الاية هل من طالب علم فيعان عليه؟ ومنها ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم. اذا قصد - 00:05:26
تعلمه وجه الله فيجعله الله سببا لهدايته والانتفاع به والعمل به. وذلك من طريق الجنة الموصلة اليها ومنها ان الله تعالى ييسر لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به علوما اخر ينتفع بها فيكون - 00:05:46
طريقا موصلا الى الجنة وهذا كما قيل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم وكما يقال ابو الحسنة الحسنة بعدها والى هذا اشارة بقوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وقوله والذين - 00:06:06
اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. فمن التمس العلم ليهتدي به زاده الله هدى وعلوما نافعة. توجب له اعمالا صالحة وكل هذه طرق موصلة الى الجنة. ومنها ان الله تعالى قد ييسر لطالب العلم الانتفاع به في الاخرة - 00:06:26
ملوك الطريق الحسنى المفضي الى الجنة وهو الصراط وما بعده. وما قبله من الاهوال العظيمة والعقبات الشديدة الشاقة. الله اكبر الله اكبر ونرجو الله تعالى العظيم الكريم المنان ان يجعل جميع هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله حاصلا لكل من سلك طريق - 00:06:46
يلتمس فيه علمه ففضل الله تعالى واسع. المؤلف رحمه الله ذكر في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم سهل الله له به طريقا الى الجنة كلها يمكن ان تدخل في معنى هذا الخبر. فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل - 00:07:06
الله له به طريقا الى الجنة. فما معنى هذا؟ المعنى الاول الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله ان الله تعالى ييسر له تحصيل ما قصده من العلم ولذلك قال منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه. وسلك طريقه ويسره عليه. وهذا لا شك انه - 00:07:26
هو حاصل سواء دخل في معنى الحديث او لم يدخل سواء قلنا ان معنى قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة انه بشارة بتيسير وتسهيل ما قصده من العلم او قلنا انه لا يدل عليه هذا امر محقق - 00:07:46
فكل من سلك طريقا يلتمس فيه علما فله بشارة. من النبي صلى الله عليه وسلم بل من رب العالمين انه سيدرك ما قصد. دليل ذلك قول الله الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. والجهاد يكون في تحصيل العلوم الشرعية فان من الجهاد ان يكون - 00:07:59
المرء مشتغلا بتحصيل العلم كما دل عليه قول الله تعالى في سورة التوبة وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم. هذا النفير في احد قولي اهل العلم هو النفير - 00:08:20
طلب العلم فجعله عدلا للنفير في قتال الكفار وقتال من يستحق القتال. المقصود ان من سلك طريقا يلتمس فيه علما فان الله سييسر له العلم. اذا جد في تحصيل مطلوبه وقد قال الله تعالى ولقد يسرنا القرآن - 00:08:40
ذكري فهل من مدكر؟ والتيسير هنا ليس فقط تيسير التلاوة انما هو تيسير التلاوة وتيسير فهم المعاني وادراك المقاصد لمن اهتم بها. طيب يقول قائل الان كثير من الناس يحسنون القراءة ويجودونها على اكمل الوجوه - 00:08:59
لكنهم لا يفهمون المعاني. الجواب نعم لانهم لم يوفروا هممهم لادراك المعاني انما وفروا هممهم لاقامة احرف وتجويد القراءة دون اتقان المعاني وفهمها. ولا شك ان الهم الذي يقوم في قلب - 00:09:19
العبد سيوجهه الى العناية فاذا قام في قلبه الاهتمام بفهم كلام الله تعالى فسييسر الله تعالى له ذلك. بخلاف ذلك الذي جعل غاية هامة ومنتهى غايته وطلبه ان يقيم لسانه بقراءة القرآن. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر - 00:09:39
يسر الله تعالى تلاوته ويسر الله تعالى فهمه ويسر الله تعالى العمل به فكل هذه المعاني الثلاثة من الايات ما هي المعاني الثلاثة ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ هناك ثلاث تيسيرات يسر تلاوته وحفظه - 00:09:59
الثاني يسر فهم معانيه ثالث يسر الله تعالى العمل به كل هذه المعاني تدخل في قوله ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ قال طائفة من السلف في هذه الاية هل من طالب علم - 00:10:18
عليه هذا حث وان كل من طلب العلم فانه سيعان عليه. المعنى الثاني الذي يدخل في قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم وذلك ان العلم يدعو الى العمل فاذا صدق العبد في تعلمه اثمر عملا وقد قال سفيان ابن - 00:10:33
طلبنا العلم لغير الله فابى العلم الا ان يكون لله. فكلما ازداد الانسان علما اصلح ذلك من قلبه واقامه على الجادة واذا صلح القلب صلحت الاعمال. المعنى الثالث الذي اشار اليه ان الله تعالى ييسر لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به لا للمراءات ولا - 00:10:53
المجادلة ييسر له علوما اخر ينتفع بها. اي انه ببركة قصده ان يتعلم ليعمل يفتح الله تعالى له من العلوم ما ليس له على بال. وهذا مشاهد ملموس مدرك في حياة كثير من اهل العلم. الذين صدقوا في تعلمهم - 00:11:13
ففتح الله لهم من العلوم في كلام الله تعالى وكلام رسوله ما لم يسبقوا اليه. ذلك بصدق نيتهم عملهم بما تعلموا. المعنى الاخير الذي اشار اليه انه يسهل الله تعالى عليه اهوال يوم القيامة - 00:11:33
فيخفف عليه كربات المحشر ويخفف اهواله وييسر له سلوك الطريق الصراط المستقيم الصراط المضروب على متن جهنم لاستقامته على الصراط في الدنيا. كل هذه المعاني كم هي اربع معاني ذكرها المؤلف رحمه الله كلها يمكن ان تستفاد من قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله - 00:11:52
له به طريقا الى الجنة فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يسلك بنا سبل الهدى والرشاد. يقول رحمه الله وسبب تيسير طريق الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجه الله عز وجل وطلب مرضاته ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها - 00:12:21
فمن سلك طريقه ولم يعوج عنه وصل الى الله والى الجنة من اقرب الطرق واسهلها. فتسهلت عليه الطرق الى الجنة كلها في الدنيا وفي الاخرة. ومن سلك طريقا يظنه طريق الجنة بغير علم فقد سلك اعسر - 00:12:41
الطرق واشقها ولا يوصل الى المقصود مع عسرة شديدة. فالمؤلف رحمه الله ذكر في هذا المقطع من كلامه قال رحمه الله وسبب تيسير طريق الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجه الله عز وجل وطلب مرضاته ان العلم يدل على الله هذا فيه بيان - 00:13:01
معنى او العلة من قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة وفي الرواية التي في الصحيح من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. في بيان وتوضيح ما الحكمة؟ ما الغاية - 00:13:21
السر ما العلة في ارتباط هذين الامرين في بناء تسهيل طريق الجنة على سلوك طريق يلتمس فيه علما. قال رحمه الله ان العلم يدل على الله. السبب ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها - 00:13:44
وذلك ان الوصول الى الله تعالى يكون بطرق كثيرة اقربها وايسرها واسهلها وانجعها في اصابة المقصود ونيل المراد ان يطلبه الانسان من طريق العلم الذي جاءت به الرسل. قال فمن سلك طريقه ولم يعوج. سلك طريق العلم. ولم يعوج يعني لم يمل - 00:14:04
ويسرة بل قصد ويمم الغاية والغرظ وصل الى الله والى الجنة. فمن وصل الى الله وصل الى الجنة. لان الجنة هي هي موعود الله تعالى لمن قصده وصدق في رغبته وطلبه. يقول رحمه الله - 00:14:27
وصل الى الله والى الجنة من اقرب الطرق واسهلها. فتسهلت عليه الطرق الموصلة الى الجنة كلها. تتسهل له جميع الطرق وذلك ان الطرق الموصلة الى الجنة هي طريق واحد وهو الصراط المستقيم لكن هذا الصراط المستقيم فيه ابواب من ابواب الخير - 00:14:45
واعمال متنوعة ووسائل شتى توصل الى الله تعالى فباب اعمال القلوب وباب اعمال الجوارح اعمال الجوارح ابواب الصلاة الزكاة الصوم الحج الجهاد وسائل انواع العمل الصالح كلها توصل الى الله تعالى. يقول ومن سلك طريقا يظنه طريق الجنة بغير علم - 00:15:07
ما الذي يصيب؟ وما الذي يحصل له؟ يقول فقد سلك اعسر الطرق واشقها لانه يتعب نفسه ولا يدرك مقصوده. يتعب نفسه في السير والطرق لهذه الطرق ولا يصيب مقصوده لان الطرق الموصلة الى الله تعالى كلها قد سدت. لان الطرق الموصلة الى الله تعالى كلها قد سدت الا - 00:15:31
طريقا واحدا هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فمن سلك طريقا يلتمس فيه هداية غير الطريق الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم او من غير طريقه فانه لن يصل. قال ولا يوصل الى المقصود مع اسرة شديدة اي مع مشقة وعناء. الان يبين لنا - 00:15:58
الموصل الى الله تعالى فيقول رحمه الله فلا طريق الى معرفة الله والى الوصول الى رضوانه والفوز بقربه ثورته في الاخرة الا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه فهو الدليل عليه - 00:16:18
وبه يهتدى به في ظلمات الجهل والشبه والشكوك. وقد سمى الله كتابه نورا يهتدى به في الظلمات كما قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام - 00:16:38
ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل من حمل العلم مثل من حمل العلم الذي جاء به بالنجوم التي يهتدى بها في الظلمات. كما في - 00:16:58
عن انس رضي الله عنه عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. فاذا طمست النجوم اوشك ان تظل الهدى - 00:17:18
وهذا مثل في غاية المطابقة لان طريق التوحيد والعلم بالله تعالى واحكامه وثوابه لا يدرك بالحس انما يعرف بالدليل. وقد بين ذلك كله في كتابه وعلى لسان رسوله فالعلماء بما انزل الله على رسوله هم الادلاء الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهل والشبه والظلال - 00:17:38
فاذا فقدوا ظل السالك وقد شبه العلماء بالنجوم والنجوم في السماء فيها ثلاث فوائد يهتدى بها في الظلمات وهي زينة للسماء ورجوم للشياطين الذين يسترقون السمع منها. والعلماء وفي الارض تجتمع فيهم هذه الاوصاف الثلاثة بهم يهتدى في الظلمات وهم زينة الارض وهم رجوم - 00:18:08
الذين يخلطون الحق بالباطل ويدخلون في الدين ما ليس منه من اهل الاهواء. وما دام العلم باقي في الارض فالناس في هدى. طيب المؤلف رحمه الله يقول فلا طريق الى معرفة الله ولا الى الوصول الى رضوانه - 00:18:38
والفوز بقربه ومجاورته في الاخرة الا بالعلم النافع. قال الله جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. فالله تعالى ارسل الرسل بامرين بالهدى - 00:18:58
الحق والهدى هو العلم هو العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح بالهدى ودين الحق اي بالعلم النافع وبالعمل الصالح الذي يوصل الى الله تعالى. فان اقرب الطرق التي توصل الى الله - 00:19:18
جل وعلا هي الاعمال الصالحة التي بناؤها على العلم والاخلاص. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وابتغاء الوسيلة هو ابتغاء الطريق والقربة اليه سبحانه وبحمده بما يتقرب به اليه مما شرعه - 00:19:38
قولوا رحمه الله في بيان العلم النافع ليميزه عن غيره وسيأتي مزيد تفصيل وتوظيح للعلم النافع يقول الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه حتى لا يكون الانسان في عمى. ما هو العلم النافع؟ فبينه رحمه الله انه ما كان مأخوذا - 00:19:58
من الرسل الذين لا ينطقون عن الهوى. الذي بعث به رسله وانزل به كتبه فهو الدليل عليه. يعني هو الذي يدل الخلق على الله جل وعلا وبه يهتدى في ظلمات الجهل والشبه والشكوك وظلمات الجهل والشبه والشكوك تحيط بالانسان منذ - 00:20:18
نشأته قال الله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. وهذا معناه ان العلم منفي عن الانسان وانه تعلم بالتعليم وان كان قد يسر الله تعالى له فطرة تدله عليه لكن هذه الفطرة قد يغشاها ما يعكر - 00:20:38
بيانها وما يذهب اثرها كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة من طرق عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي قال كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. هذه - 00:20:58
اذا لم ترعى وتحفظ تزيغ وتضل. فالانسان يولد على الجهل. واذا سلم من الجهل حمل دينه وعلمه ولذلك ذكر الله تعالى في عوائق حمل الامانة ما ذكره من وصف الانسان في قوله - 00:21:18
انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. فذكر الانسان بوصفين. هما من اعظم ما يعيقه عن حمل هذه الامانة التي تحملها - 00:21:38
وهما الظلم والجهل والجهل العلم يهتدى به في ظلمات الجهل والشبه والشكوك الجهل هو عدم والعلم والشبه هو عدم وضوح العلم والشكوك هو عارظ يعرظ على العلم يجعله ملتبسا على الانسان. فالشبه والشبوك - 00:21:56
يقول رحمه الله - 00:22:18
التفريغ
يقول بعد ذلك ولنشرح ولنشرح الان في شرح حديث ابي الدرداء رضي الله عنه الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فقوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة. وفي رواية اخرى - 00:00:00
سهل الله له به طريقا الى الجنة. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. سلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك الحقيقي وهو - 00:00:23
والمشي بالاقدام الى مجالس العلم. ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك. من سلوك الطريق المعنوية المؤدية الى العلم مثل حفظه ودراسته ومطالعته ومذاكرته. والتفهم له والتفكر فيه. ونحو ذلك من الطرق - 00:00:43
التي يتوصل بها الى العلم. شرع رحمه الله في شرح حديث ابي الدرداء الذي افتتح به هذه الرسالة المباركة اول ما فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة - 00:01:03
ذكر المؤلف رحمه الله ان في بعض روايات الحديث سهل الله له به طريقا الى الجنة. وهذه الرواية يشهد لها ما في صحيح مسلم ولذلك قال وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة - 00:01:22
هريرة من حديث الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. بين لنا ما معنى سلوك الطريق؟ فقال سلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك - 00:01:32
كل حقيقي اي السير على الاقدام الى حيث العلم اما الى مجالس العلم او الى اهل العلم بسؤالهم والاخذ عنهم او غير ذلك من السلوك الحقيقي فالذي يسافر من بلده الى بلد فيها علم هذا سلك طريقا يلتمس فيه علما سلوكا حقيقيا سار بقدمه او بدابته او - 00:01:52
راحلته او بسيارته هذا سلوك حقيقي. ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك وهو السلوك بجميع صوره. السلوك الحقيقي والسلوك كالمعنوي فجلوسك في بلدك واشتغالك بحفظ القرآن بمطالعة الكتب بمراجعة المسائل بسماع الاشرطة - 00:02:15
غير ذلك من وسائل التحصيل هو من السلوك فالذين يستمعون الى درسنا الان عبر وسائل الاتصال كالشبكة العنكبوتية مثلا انترنت هؤلاء سلكوا طريقا يلتمسون فيه علما مع انهم في بيوتهم او في مكاتبهم او في بلدانهم لكنهم سلكوا طريقا حسيا نوعا ما ومعنويا في - 00:02:35
تحصيل حيث انهم لم يسيروا على اقدامهم. واما الذين جاؤوا وحضروا هذا المجلس فهم قد سلكوا طريقا حقيقيا. ساروا باقدامهم لادراك العلم يقول ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك من سلوك الطرق المعنوية المؤدية الى حصول العلم. ومثل ذلك بامثلة قال مثل حفظه اي حفظ العلم - 00:02:57
ودراسته ومطالعته ومذاكرته والتفهم له والتفكر فيه ونحو ذلك من الطرق التي يتوصل بها الى العلم. اي المعنيين اقرب في مقصود قوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما الذي يظهر المعنى الثاني وان الحديث يشمل - 00:03:17
كل سلوك يسلكه الانسان لتحصيل العلم. لان الطرق تنقسم الى قسمين. طرق حقيقية وطرق معنوية والمقصود هو بذل الجهد في تحصيل العلم. وقد جاء الحديث بصيغة الشرط وذكر الطريق هنا منكرا وهذا يفيد العموم فقول من سلك طريقا يعني اي - 00:03:37
يشمل الطريق الحسي والطريق المعنوي يشمل السير على الاقدام والمطالعة في الكتب وازالة النظر في مؤلفات العلماء كل ذلك يدخل في قوله صلى الله عليه وعلى اله من سلك طريقا يلتمس فيه علما. وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم علما يشمل كل - 00:04:03
علوم الشريعة منين اخذنا هذا العموم من انه نكرة في سياق الشرط فافادت ايش؟ العموم لان النكرة في سياق الشرط تفيد العموم وهذه بشارة لكل من اشتغل بعلم من علوم الشريعة سواء كان ذلك في علم التفسير او علم الفقه او علم الحديث او علوم الالة التي يستعان بها على - 00:04:24
كلام الله وكلام رسوله فان كل ذلك يدخل في هذه البشارة النبوية من سلك طريقا يلتمس اي يطلب يسعى في من خلاله لادراك علم سلك الله له به طريقا الى الجنة. قال واما قوله سهل الله له - 00:04:48
به طريقا الى الجنة واما قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة فانه يحتمل امورا منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه وسلك طريقه ويسره عليه. فان العلم طريق موصل الى - 00:05:08
جنة. الله اكبر. وهذا كقوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ وقالت طائفة من السلف في هذه الاية هل من طالب علم فيعان عليه؟ ومنها ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم. اذا قصد - 00:05:26
تعلمه وجه الله فيجعله الله سببا لهدايته والانتفاع به والعمل به. وذلك من طريق الجنة الموصلة اليها ومنها ان الله تعالى ييسر لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به علوما اخر ينتفع بها فيكون - 00:05:46
طريقا موصلا الى الجنة وهذا كما قيل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم وكما يقال ابو الحسنة الحسنة بعدها والى هذا اشارة بقوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وقوله والذين - 00:06:06
اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. فمن التمس العلم ليهتدي به زاده الله هدى وعلوما نافعة. توجب له اعمالا صالحة وكل هذه طرق موصلة الى الجنة. ومنها ان الله تعالى قد ييسر لطالب العلم الانتفاع به في الاخرة - 00:06:26
ملوك الطريق الحسنى المفضي الى الجنة وهو الصراط وما بعده. وما قبله من الاهوال العظيمة والعقبات الشديدة الشاقة. الله اكبر الله اكبر ونرجو الله تعالى العظيم الكريم المنان ان يجعل جميع هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله حاصلا لكل من سلك طريق - 00:06:46
يلتمس فيه علمه ففضل الله تعالى واسع. المؤلف رحمه الله ذكر في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم سهل الله له به طريقا الى الجنة كلها يمكن ان تدخل في معنى هذا الخبر. فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل - 00:07:06
الله له به طريقا الى الجنة. فما معنى هذا؟ المعنى الاول الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله ان الله تعالى ييسر له تحصيل ما قصده من العلم ولذلك قال منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه. وسلك طريقه ويسره عليه. وهذا لا شك انه - 00:07:26
هو حاصل سواء دخل في معنى الحديث او لم يدخل سواء قلنا ان معنى قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة انه بشارة بتيسير وتسهيل ما قصده من العلم او قلنا انه لا يدل عليه هذا امر محقق - 00:07:46
فكل من سلك طريقا يلتمس فيه علما فله بشارة. من النبي صلى الله عليه وسلم بل من رب العالمين انه سيدرك ما قصد. دليل ذلك قول الله الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. والجهاد يكون في تحصيل العلوم الشرعية فان من الجهاد ان يكون - 00:07:59
المرء مشتغلا بتحصيل العلم كما دل عليه قول الله تعالى في سورة التوبة وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم. هذا النفير في احد قولي اهل العلم هو النفير - 00:08:20
طلب العلم فجعله عدلا للنفير في قتال الكفار وقتال من يستحق القتال. المقصود ان من سلك طريقا يلتمس فيه علما فان الله سييسر له العلم. اذا جد في تحصيل مطلوبه وقد قال الله تعالى ولقد يسرنا القرآن - 00:08:40
ذكري فهل من مدكر؟ والتيسير هنا ليس فقط تيسير التلاوة انما هو تيسير التلاوة وتيسير فهم المعاني وادراك المقاصد لمن اهتم بها. طيب يقول قائل الان كثير من الناس يحسنون القراءة ويجودونها على اكمل الوجوه - 00:08:59
لكنهم لا يفهمون المعاني. الجواب نعم لانهم لم يوفروا هممهم لادراك المعاني انما وفروا هممهم لاقامة احرف وتجويد القراءة دون اتقان المعاني وفهمها. ولا شك ان الهم الذي يقوم في قلب - 00:09:19
العبد سيوجهه الى العناية فاذا قام في قلبه الاهتمام بفهم كلام الله تعالى فسييسر الله تعالى له ذلك. بخلاف ذلك الذي جعل غاية هامة ومنتهى غايته وطلبه ان يقيم لسانه بقراءة القرآن. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر - 00:09:39
يسر الله تعالى تلاوته ويسر الله تعالى فهمه ويسر الله تعالى العمل به فكل هذه المعاني الثلاثة من الايات ما هي المعاني الثلاثة ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ هناك ثلاث تيسيرات يسر تلاوته وحفظه - 00:09:59
الثاني يسر فهم معانيه ثالث يسر الله تعالى العمل به كل هذه المعاني تدخل في قوله ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ قال طائفة من السلف في هذه الاية هل من طالب علم - 00:10:18
عليه هذا حث وان كل من طلب العلم فانه سيعان عليه. المعنى الثاني الذي يدخل في قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم وذلك ان العلم يدعو الى العمل فاذا صدق العبد في تعلمه اثمر عملا وقد قال سفيان ابن - 00:10:33
طلبنا العلم لغير الله فابى العلم الا ان يكون لله. فكلما ازداد الانسان علما اصلح ذلك من قلبه واقامه على الجادة واذا صلح القلب صلحت الاعمال. المعنى الثالث الذي اشار اليه ان الله تعالى ييسر لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به لا للمراءات ولا - 00:10:53
المجادلة ييسر له علوما اخر ينتفع بها. اي انه ببركة قصده ان يتعلم ليعمل يفتح الله تعالى له من العلوم ما ليس له على بال. وهذا مشاهد ملموس مدرك في حياة كثير من اهل العلم. الذين صدقوا في تعلمهم - 00:11:13
ففتح الله لهم من العلوم في كلام الله تعالى وكلام رسوله ما لم يسبقوا اليه. ذلك بصدق نيتهم عملهم بما تعلموا. المعنى الاخير الذي اشار اليه انه يسهل الله تعالى عليه اهوال يوم القيامة - 00:11:33
فيخفف عليه كربات المحشر ويخفف اهواله وييسر له سلوك الطريق الصراط المستقيم الصراط المضروب على متن جهنم لاستقامته على الصراط في الدنيا. كل هذه المعاني كم هي اربع معاني ذكرها المؤلف رحمه الله كلها يمكن ان تستفاد من قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله - 00:11:52
له به طريقا الى الجنة فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يسلك بنا سبل الهدى والرشاد. يقول رحمه الله وسبب تيسير طريق الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجه الله عز وجل وطلب مرضاته ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها - 00:12:21
فمن سلك طريقه ولم يعوج عنه وصل الى الله والى الجنة من اقرب الطرق واسهلها. فتسهلت عليه الطرق الى الجنة كلها في الدنيا وفي الاخرة. ومن سلك طريقا يظنه طريق الجنة بغير علم فقد سلك اعسر - 00:12:41
الطرق واشقها ولا يوصل الى المقصود مع عسرة شديدة. فالمؤلف رحمه الله ذكر في هذا المقطع من كلامه قال رحمه الله وسبب تيسير طريق الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجه الله عز وجل وطلب مرضاته ان العلم يدل على الله هذا فيه بيان - 00:13:01
معنى او العلة من قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة وفي الرواية التي في الصحيح من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. في بيان وتوضيح ما الحكمة؟ ما الغاية - 00:13:21
السر ما العلة في ارتباط هذين الامرين في بناء تسهيل طريق الجنة على سلوك طريق يلتمس فيه علما. قال رحمه الله ان العلم يدل على الله. السبب ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها - 00:13:44
وذلك ان الوصول الى الله تعالى يكون بطرق كثيرة اقربها وايسرها واسهلها وانجعها في اصابة المقصود ونيل المراد ان يطلبه الانسان من طريق العلم الذي جاءت به الرسل. قال فمن سلك طريقه ولم يعوج. سلك طريق العلم. ولم يعوج يعني لم يمل - 00:14:04
ويسرة بل قصد ويمم الغاية والغرظ وصل الى الله والى الجنة. فمن وصل الى الله وصل الى الجنة. لان الجنة هي هي موعود الله تعالى لمن قصده وصدق في رغبته وطلبه. يقول رحمه الله - 00:14:27
وصل الى الله والى الجنة من اقرب الطرق واسهلها. فتسهلت عليه الطرق الموصلة الى الجنة كلها. تتسهل له جميع الطرق وذلك ان الطرق الموصلة الى الجنة هي طريق واحد وهو الصراط المستقيم لكن هذا الصراط المستقيم فيه ابواب من ابواب الخير - 00:14:45
واعمال متنوعة ووسائل شتى توصل الى الله تعالى فباب اعمال القلوب وباب اعمال الجوارح اعمال الجوارح ابواب الصلاة الزكاة الصوم الحج الجهاد وسائل انواع العمل الصالح كلها توصل الى الله تعالى. يقول ومن سلك طريقا يظنه طريق الجنة بغير علم - 00:15:07
ما الذي يصيب؟ وما الذي يحصل له؟ يقول فقد سلك اعسر الطرق واشقها لانه يتعب نفسه ولا يدرك مقصوده. يتعب نفسه في السير والطرق لهذه الطرق ولا يصيب مقصوده لان الطرق الموصلة الى الله تعالى كلها قد سدت. لان الطرق الموصلة الى الله تعالى كلها قد سدت الا - 00:15:31
طريقا واحدا هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فمن سلك طريقا يلتمس فيه هداية غير الطريق الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم او من غير طريقه فانه لن يصل. قال ولا يوصل الى المقصود مع اسرة شديدة اي مع مشقة وعناء. الان يبين لنا - 00:15:58
الموصل الى الله تعالى فيقول رحمه الله فلا طريق الى معرفة الله والى الوصول الى رضوانه والفوز بقربه ثورته في الاخرة الا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه فهو الدليل عليه - 00:16:18
وبه يهتدى به في ظلمات الجهل والشبه والشكوك. وقد سمى الله كتابه نورا يهتدى به في الظلمات كما قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام - 00:16:38
ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل من حمل العلم مثل من حمل العلم الذي جاء به بالنجوم التي يهتدى بها في الظلمات. كما في - 00:16:58
عن انس رضي الله عنه عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. فاذا طمست النجوم اوشك ان تظل الهدى - 00:17:18
وهذا مثل في غاية المطابقة لان طريق التوحيد والعلم بالله تعالى واحكامه وثوابه لا يدرك بالحس انما يعرف بالدليل. وقد بين ذلك كله في كتابه وعلى لسان رسوله فالعلماء بما انزل الله على رسوله هم الادلاء الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهل والشبه والظلال - 00:17:38
فاذا فقدوا ظل السالك وقد شبه العلماء بالنجوم والنجوم في السماء فيها ثلاث فوائد يهتدى بها في الظلمات وهي زينة للسماء ورجوم للشياطين الذين يسترقون السمع منها. والعلماء وفي الارض تجتمع فيهم هذه الاوصاف الثلاثة بهم يهتدى في الظلمات وهم زينة الارض وهم رجوم - 00:18:08
الذين يخلطون الحق بالباطل ويدخلون في الدين ما ليس منه من اهل الاهواء. وما دام العلم باقي في الارض فالناس في هدى. طيب المؤلف رحمه الله يقول فلا طريق الى معرفة الله ولا الى الوصول الى رضوانه - 00:18:38
والفوز بقربه ومجاورته في الاخرة الا بالعلم النافع. قال الله جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. فالله تعالى ارسل الرسل بامرين بالهدى - 00:18:58
الحق والهدى هو العلم هو العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح بالهدى ودين الحق اي بالعلم النافع وبالعمل الصالح الذي يوصل الى الله تعالى. فان اقرب الطرق التي توصل الى الله - 00:19:18
جل وعلا هي الاعمال الصالحة التي بناؤها على العلم والاخلاص. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وابتغاء الوسيلة هو ابتغاء الطريق والقربة اليه سبحانه وبحمده بما يتقرب به اليه مما شرعه - 00:19:38
قولوا رحمه الله في بيان العلم النافع ليميزه عن غيره وسيأتي مزيد تفصيل وتوظيح للعلم النافع يقول الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه حتى لا يكون الانسان في عمى. ما هو العلم النافع؟ فبينه رحمه الله انه ما كان مأخوذا - 00:19:58
من الرسل الذين لا ينطقون عن الهوى. الذي بعث به رسله وانزل به كتبه فهو الدليل عليه. يعني هو الذي يدل الخلق على الله جل وعلا وبه يهتدى في ظلمات الجهل والشبه والشكوك وظلمات الجهل والشبه والشكوك تحيط بالانسان منذ - 00:20:18
نشأته قال الله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. وهذا معناه ان العلم منفي عن الانسان وانه تعلم بالتعليم وان كان قد يسر الله تعالى له فطرة تدله عليه لكن هذه الفطرة قد يغشاها ما يعكر - 00:20:38
بيانها وما يذهب اثرها كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة من طرق عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي قال كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. هذه - 00:20:58
اذا لم ترعى وتحفظ تزيغ وتضل. فالانسان يولد على الجهل. واذا سلم من الجهل حمل دينه وعلمه ولذلك ذكر الله تعالى في عوائق حمل الامانة ما ذكره من وصف الانسان في قوله - 00:21:18
انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. فذكر الانسان بوصفين. هما من اعظم ما يعيقه عن حمل هذه الامانة التي تحملها - 00:21:38
وهما الظلم والجهل والجهل العلم يهتدى به في ظلمات الجهل والشبه والشكوك الجهل هو عدم والعلم والشبه هو عدم وضوح العلم والشكوك هو عارظ يعرظ على العلم يجعله ملتبسا على الانسان. فالشبه والشبوك - 00:21:56
يقول رحمه الله - 00:22:18