يقول رحمه الله وهذا المقام يثمر التوكل وهذا المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. واذا عرفت ذلك فاعلم ام ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه. كما ان الرحمة هي الوصلة بينهم وبينه عز وجل - 00:00:00
واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله تعالى. غير ان التوحيد له قشران القشر الاول قبل هذا بعد ان فرغ رحمه الله من ذكر ما تقدم قال وهذا المقام - 00:00:26
اي افراد الله تعالى بالعبادة وقطع النظر الى الخلق والى الاسباب والى الوسائل بل تعليق القلب بالله محبة وخوفا ورجاء ويقينا بانه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع. فاذا كمل العبد توحيد الربوبية. وكمل توحيد الالهية - 00:00:42
قطع نظره عن الخلق فكان عظيم التوكل على الله عز وجل ولذلك يقول وهذا المقام وهو افراد الله بالربوبية وافراده بالالهية يثمر التوكل ان ينتج عنه صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار هذا معنى التوكل التوكل هو صدق الاعتماد على الله - 00:01:11
في جلب ما تحب ودفع ما تكره بجلب نافع ودفع الضار فمن صدق الله عز وجل اثمر في قلبه هذا الاعتماد وهذا التفويض وهذه العبادة الجليلة وهي التوكل عليه سبحانه وبحمده - 00:01:38
واذا تم توكل العبد على الله عز وجل قطع عنه النظر الى ما يكون من الخلق من قصور او تقصير ولذلك قال يثمر التوكل وترك شكاية الخلق اي يثمر ان تترك - 00:02:07
شكاية الخلق ولومهم فلا تلتفت الى ما يكون منهم ولا تلوم ولا تلومهم على ما يكون من قصورهم او تقصيرهم ليقينك ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن - 00:02:29
وهذا امر في غاية الذروة من كمال التوحيد والتفويض لله عز وجل وافراده جل في علاه بالربوبية والالهية وهي من المقامات السامية التي يبلغها الانسان بعظيم توكله على الرحمن جل في علاه - 00:02:50
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجم ذلك في عمله وهو صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن وهو خلق وهو الذي كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال خدمت رسول - 00:03:12
صلى الله عليه وعلى اله وسلم عشر سنين وهذه مدة طويلة فلم يقل لي في شيء فعلته لم فعلته ولا في شيء لم افعله لم لم تفعل اي انه ترك - 00:03:32
لومه على الفعل والترك وهذا لا يعني الا يصوب الانسان من يحتاج الى تصويب فان تصويب المخطئ من النصيحة له لكن فرق بين ان تصوب وتقوم وبين ان تلوم وتشتكي وتذم فبين مقامين فرق بين يدركه - 00:03:51
عالم بالفرق بين النصح والشكاية بين الدلالة على الخير والسعي في التكميل وبين من يذم ويتنقص يقول رحمه الله والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. اي ويثمر ايضا الرضا عن الله والرضا عن الله جنة الدنيا - 00:04:17
وفوز الاخرة فان الرضا عن الله عز وجل ثمرة الايمان به ولذلك يفوز الانسان بالسعادة والانشراح بقدر ما يتحقق في قلبه من الرضا. جاء في الصحيح من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:43
قال ذاق طعم الايمان اي وجد لذته وهذا الطعم لا يذاق باللسان انما يذاق بايش بالقلب طعم الايمان لا يذوقه اللسان انما يذوقه القلب ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد - 00:05:01
الله عليه وسلم نبيا والرضا بالله ربا اي خالقا ومالكا ورازقا ومدبرا فانه من رضي بالله في خلقه وملكه ورزقه وتدبيره ولم يكن في قلبه حب لسواه انقطع عنه كل ما يكره - 00:05:19
في الدنيا وتنعم نعيما عظيما ولذلك قال في ثمرات تحقيق التوحيد بنوعيه. توحيد الربوبية وتوحيد الالهية. قال والرضا عن الله والتسليم لحكمه ان يثمروا التسليم لحكمه وهو ان تقابل اقضية الله واقداره - 00:05:40
بالطمأنينة وهذا لا يعني الا تدفع قدر الله المكروه بقدره المحبوب فان تمام العقل في ان ترضى بما قدر الله عز وجل وان تدفع ما تكره من اقضيته واقداره بما امرك - 00:06:04
باخذه من اسباب السعادة والفلاح والنجاح ولهذا قال عمر رضي الله تعالى عنه لابي عبيدة لما عاب عليه ان رد الصحابة ولم يدخل الشاب وقد انتشر فيها الطاعون قال له ابو عبيدة افرارا من قدر الله يا امير المؤمنين؟ قال - 00:06:24
الا نفر من قدر الله الى قدر الله نفر من قدر المرظ بقدر بطلب ما يسره الله تعالى من قدر السلامة والا لو كان كذلك لتعطل الانسان عن كل ما - 00:06:49
ينفعه ولتورط في كل ما يهلكه فالتسليم لحكمه هو ان ينشرح صدرك بما يقضيه الله تعالى ويقدره لكن لا يعني هذا الا تفعل ما امرك الله تعالى به من اخذ اسباب النجاة ودفع ما يكون من اسباب المكروه - 00:07:05
وانما ترضى بقضاء الله فاذا عجزت عن دفعه لم يكن في قلبك سخط ولا ضجر فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن بعد هذا قال رحمه الله واذا عرفت ذلك - 00:07:25
اي عرفت ما تقدم من وجوب افراد الله بالعبادة وافراده بالالهية وافرادي بالخلق والملك والتدبير وان ذلك يثمر تلك الثمار الجليلة من التوكل عليه وترك الشكاية وترك شكاية الخلق ولومهم والرضا - 00:07:43
عن الله والتسليم لحكمه وهذه ثمار جليلة عظيمة وهي اربعة ثمار ذاكرها رحمه الله قال واذا عرفت ذلك فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه وهذا معنى اياك نعبد - 00:08:06
واياك نستعين فالتعبد حق الله على عباده والعون والعطاء والتوفيق والتسديد هو من عطائه وبره ومن مقتضيات ربوبيته سبحانه وبحمده. ولهذا يقول حتى يفرق بين هذين النوعين من التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد الالهية قال فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده فهو الذي يخلق - 00:08:27
وهو الذي يرزق وهو الذي يملك وهو الذي يدبر سبحانه وبحمده. واما الالهية فانها من عباده له وهو ما يقوم في قلوبهم من اليقين بانه لا معبود حق الا الله - 00:08:55
وذلك بافراده بالمحبة فلا يحب سواه وبالخوف فلا يخاف من غيره. وبالرجاء فلا يطمع الا فيما عنده سبحانه وبحمده. قال رحمه الله بعد ان ذكر الصلة فيما بين العبد وربه وان الربوبية اعتقاد العبد في ربه انه - 00:09:13
الذي يرزقه وانه الذي يخلقه وان الذي يملكه وانه الذي يدبره وان الالهية هي حقه عليه ذكر الصلة والوصلة بينه وبين عباده. قال رحمه الله كما ان الرحمة هي الوصلة - 00:09:33
بينهما الوصل بينهما يعني بين العبد وربه. فالذي يصلك الذي يصلك منه جل في علاه هو رحمته سبحانه وبحمده لا يصل شيء من الخير اليك الا برحمته. كما لا يندفع عنك شيء من الشر الا برحمته. فالرحمة مقتضاها - 00:09:49
ايصال الخير ودفع الشر. هذا مقتضى الرحمة وهو جل وعلا الرحمن الرحيم سبحانه وبحمده وقد اشتق لنفسه من هذه الصفة اسمين دالين على عظمة ما له من الرحمة جل وعلا - 00:10:10
فهو الرحمن سبحانه وبحمده وهو الرحيم جل في علاه الذي يوصل الرحمة لعباده فلا يخلو عبد من عباده من لون من الوان رحمته جل في علاه هذا ما يتصل بيان - 00:10:29
حقيقة توحيد الربوبية وحقيقة توحيد الالهية. حقيقة توحيد الربوبية افراد الله تعالى بالخلق والرزق والتدبير فلا خالق الا الله ولا رازق الا الله ولا مالك الا الله ولا مدبر الا الله. قد يقول الانسان هذا الكلام بلسانه على ايسر ما يكون. لكن - 00:10:50
في ان يمتلئ قلبه بمعاني هذا الكلام الشعر كله الشأن في ان يمتلئ قلب العبد يقينا انه لا خالق الا الله وانه لا مالك الا الله وانه لا مدبر الا الله وانه لا رازق الا الله هذا - 00:11:13
هو الذي يجب على العبد ان يفتش عنه في قلبه ليكمل توحيده ولينال الثمار التي تقدم ذكرها واما الالهية فهي الا يكون في القلب محبوب سوى الله. فالله اعلى المحبوبات - 00:11:29
ولا يكون في القلب مخوف سواه ولا يكون في القلب مرجو غيره جل في علاه فتفرده بالحب والخوف والرجاء كما قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب - 00:11:47
رحمته ويخافون عذابه. فحقق هذه المعاني الثلاثة في قلبك تنل ما ذكر المؤلف من المقامات الجليلة العظيمة من التوكل على الله عز وجل قطع النظر عن الخلق ما ذكره من عدم وعدم نومهم وشكايتهم - 00:12:06
والرضا عن الله عز وجل والتسليم لحكمه. نعم بعد ذلك قال واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله تعالى. غير ان التوحيد له قشران القشر ان تقول بلسانك لا اله الا الله ويسمى هذا القول توحيدا وهو مناقض للتثليث الذي تعتقده النصارى - 00:12:31
وهذا التوحيد يصدر ايضا من المنافق الذي يخالف سره جهره القشر الثاني الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك والتصديق به - 00:12:57
وهذا هو توحيد عامة الناس. طيب يقول رحمه الله اعلم بعد ان فرغ من بيان توحيد الالهية و توحيد الربوبية قال واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله تعالى هو اجل الاعمال واعظمها عند الله عز وجل - 00:13:12
فليس ثمة عمل اجل ولا ارفع مقاما ولا اجزل ثوابا ولا اعظم اجرا من توحيد الله عز وجل فبه ينال العبد سعادة الدنيا وفوز الاخرة وبه يكمل للعبد ما يكون سببا لنجاته وفوزه - 00:13:34
وخروجه من المهلكات ودخوله الى رياح وافنية السعادات يتحقق ذلك بكمال التوحيد لله في في ربوبيته وكمال التوحيد لله في الهيته سبحانه وبحمده ولهذا كان انفس الاعمال ومما يدل على انه انفس الاعمال ان الله امر به رسوله صلى الله عليه وسلم في اول - 00:14:00
البعثة بل بعثته ورسالته كانت لدعوة الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له. يا ايها المدثر قم فانذر وربك كبر وثيابك فطهر. قول وربك فكبر اي عظمه فلا يكون في قلبك اعظم منه والتعظيم لا يكون الا - 00:14:30
مع المحبة تعظيم الله عز وجل لا يكون الا مع محبته. لان التعظيم الخالي عن المحبة لا يوصل العبد الى تمام العبودية لله عز وجل قال الله جل وعلا لرسوله بعد ان امره بتوحيده في قوله وربك فكبر قال وثيابك فطهر اي من الشرك وادناسه - 00:14:51
وارجاسه ومما يدل على عظيم مقام التوحيد وانه اجل الاعمال انه اول ما امر الله تعالى به الناس في كتابه فاول الاوامر في القرآن العظيم يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. هذي اول - 00:15:16
اية جاء فيها امر صريح في القرآن العظيم والخطاب فيها لكافة الناس يا ايها الناس اعبدوا ربكم والذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وما من نبي بعثه الله عز وجل الا وامره بان يدعو الناس الى عبادة الله وحده كما قال جل في علاه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين - 00:15:37
كما قال تعالى وما ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وكما قال تعالى ولقد ارسلنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا طاغوت - 00:16:04
التوحيد ولا اله الا الله هي موظوع دعوة الرسل جميعا من لدن نوح عليه السلام الى خاتمهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين والمرسلين وهي اعظم ما يخرج الانسان به من الدنيا فمن فمن كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة كما في السنن من حديث - 00:16:17
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح لقنوا موتاكم لا اله الا الله والمقصود بتلقين الموتى اي ذكر هذه الكلمة في السياق وعند الموت. ثم بعد ذلك قال رحمه الله - 00:16:48
غير ان التوحيد له نشران هذا نوع من البسط ومزيد توضيح للتوحيد الذي به سعادة الدنيا والاخرة والعلماء رحمهم الله جدوا واجتهدوا في تقريب العلوم وتيسيرها واعانة المتعلمين على ادراك ما ينفعهم في دينهم وما يبين لهم - 00:17:04
معالم الصراط معالم الصراط المستقيم الذي اذا سلكوه نجوا فقال رحمه الله من ذلك تقريب التوحيد بهذا التقسيم حيث قال غير ان التوحيد له قشران ومقصوده بالقشر هنا هو الغلاف - 00:17:38
والغطاء الذي يغطي الشيء فالقشر هو الجلد هو بالنسبة يشبه الجلد بالنسبة للبدن يشبه الجلد بالنسبة للبدن. وبه يعلم ان القشرة هنا ليس شيئا يستغنى عنه او شيئا يمكن التخلي عنه بل القشر هنا هو المقصود اي يقصد به الغلاف - 00:17:56
وما هو ظاهر من العمل فالتوحيد له قشران اي له ما يظهر مما لا بد من مما لا بد ان ان ان يؤتى به ولا قوام للتوحيد الا به تماما كالجلد بالنسبة لبدن الانسان فانه لا غنى للانسان عن جلد - 00:18:26
فلو انه لم يكن له جلد لكان ذلك موجبا لهلاكه وتلفه وعطبه. فكذلك هذه هذا التقسيم لا يتطرق اليه ما يتوهم من ان القشرة هامشي لا يحتاج اليه وقد يستغنى عنه فان ذلك - 00:18:49
غير مقصود في كلام المؤلف. قال رحمه الله غير ان التوحيد له قشران الاول ان تقول بلسانك لا اله الا الله والمقصود بذلك ان ينطق اللسان بكلمة التوحيد فان كلمة التوحيد - 00:19:12
وهي قول لا اله الا الله لابد منها لدخول الاسلام ولذلك جاء قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وذلك بيانه وايظاحه في قول الحق جل في علاه وما ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا - 00:19:36
تعبدون وقد جاء قوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله خبر بعث معاذ الى اليمن قال صلى الله عليه وسلم انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه - 00:19:58
ان يوحدوا الله هكذا في رواية وفي رواية اخرى قال حتى يشهد ان لا اله الا الله وان واني رسول الله وهذا يدل على ان المقصود بالقشر ما ظهر من حقوق التوحيد. والا فان الاجماع منعقد - 00:20:25
على انه من لم يقل هذه الكلمة فانه كافر ظاهرا وباطنا لا خلاف بين العلماء على العلماء ان الكافر اذا لم يقل هذه الكلمة فانه لا يكون بذلك مسلما ولو اقر بمعناها. بل لا بد من قولها والتلفظ بها وبه - 00:20:48
يعلم ان وصفه هذا بالقشر لا يقصد به انه هامشي او انه غير ظروري او انه ان يستغنى عنه؟ لا. انما المقصود بذلك انه من الامر الظاهر والغطاء الذي يرى - 00:21:11
فيبصر هذا معنى قوله رحمه الله بي ما ذكر من القشر الاول قال رحمه الله الاول ان تقول بلسانك لا اله الا الله ثم قال ويسمى هذا القول توحيد نعم يسمى هذا القول توحيدا. دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم - 00:21:33
ان يوحدوا الله وقد جاءت الرواية الاخرى ببيان معنى التوحيد وهو قوله ان يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وفي بعض الروايات فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:22:02
قال رحمه الله وهو مناقض وهو مناقض التثليث الذي تعتقده النصارى. يعني هذا العقد معنى لا اله الا الله ينفي كل عقد من العقائد التي تجعل مع الله الها اخر - 00:22:20
وانما ذكر التثليث على وجه التمثيل وليس الحصر الذين يعتقدون ان ثمة الهة تعبد من دون الله ولو لم يعتقدوا تثليثا فانهم واقعون في نقض معنى هذه الكلمة. اذ ان معنى لا اله الا الله لا معبود حق - 00:22:38
الا الله لا معبود حق الا الله ولذلك كانت الرسل تدعو اقوامها الى عبادة الله وحده ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وبالتأكيد لان لا اله الا الله تناقض - 00:23:02
ما يعتقده الذين يقولون بالتثليث وقد حكم الله تعالى على هذا العقد بقوله لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. ثم قال رحمه الله في هذا القسم الاول قال وهذا التوحيد يصدر ايظا - 00:23:21
من المنافق اي هذا القول وهو قول لا اله الا الله يصدر ممن لم يصدق بمعناه واكتفى بان قاله بلسانه هذا معنى قوله رحمه الله وهذا التوحيد اي قول لا اله الا الله - 00:23:42
يصدر ايضا من المنافق وذلك ان المنافق يقول هذه الكلمة بلسانه ولا يعتقد معناها فيكون بذلك بعيدا عن اليقين الذي ينجيه من النار وبين المؤلف من المقصود بالمنافق هنا؟ فقال الذي يخالف سره جهرا - 00:24:05
يعني الذي يخالف ما في قلبه ما تكلم به. فالجهر هو ما نطق به والسر هو ما اخفاه في قلبه وهذا تعريف للنفاق الاعتقادي الذي قال الله تعالى في اصحابه ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار فهذا - 00:24:30
في نفاق الاعتقاد وهو ان يقول بلسانه ما يعصم دمه وماله وهو غير موقن به ولا مقر وهو غير موقن به ولا مقر بمعناه وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:48
عن هذا الصنف في خبره في سؤال الملكين اذا جاء الى الانسان في قبره. فقال صلى الله عليه وسلم فاما المنافق او المرتاب اذا قيل له ما علمك بهذا الرجل؟ قال - 00:25:05
لا لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فهو قد قال ما يقوله الناس من التوحيد لكن قلبه غير مقر به فلا ينتفع من هذه الكلمة. هذا هو القشر الاول وهو قول لا اله الا الله. اما القشوة الثاني وهو - 00:25:23
وما يكون من اعمال القلوب قال والقشر الثاني الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك والتصديق به وهذا هو توحيد عامة الناس - 00:25:43
هذا هو القشر الثاني والحقيقة ان تسمية هذا قشرا محل نظر فانه قد قد تقدم قبل قليل في ذكر معنى القشر انه ما غطى الشيء وما ستره وما ظهر منه - 00:26:03
و ما ذكره رحمه الله مما مما يتعلق بالقلب ليس شيئا ظاهرا بل هو شيء خفي لا يطلع عليه الا الله جل وعلا. وهو العالم بالسرائر. يعلم السر واخفى يعلم خائنة يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وهو عليم بذات الصدور جل في علاه. فلا سبيل الى - 00:26:24
علمي هذا الشيء بل هو مما لا يطلع عليه الا الله جل في علاه. فتسميته قشرا محل نظر. ولعله ذكر ذلك تغليبا والا فان ذلك لا يسمى قشرا بل هو في الحقيقة لب - 00:26:50
وجوهر ومعنى قال رحمه الله الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول والمقصود ان الكلمة كلمة لا اله الا الله انما تنفع قائلها اذا اعتقد معناها فيكون قلبه مقرا بانه لا معبود حق الا الله. وانه لا يستحق العبادة سواه. هذا هو التوحيد - 00:27:12
الذي تحصل به النجاة وهو ان يجتمع قول اللسان وعقد القلب ولهذا اجمع علماء الامة على اختلاف ازمنتهم واطباقهم ان الايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح وقول القلب هو تصديقه واقراره ومعرفته - 00:27:41
وعمل القلب هو سائر ما يكون من اعمال القلوب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والانابة والخشية وغير ذلك فلا يمكن ان يقر في قلب عبد ايمان ولا اسلام ولا صلاح ولا تقى ولا هدى ولا احسان الا - 00:28:10
بان يجمع معه القول ويكتمل بذلك عقد الايمان قولا وعقدا نية وقصد قول وعمل واصابة وموافقة للسنة هذا معنى قوله رحمه الله الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول - 00:28:31
يخلو القلب من اعتقاد ما يناقض هذه الكلمة بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك يعني اليقين وتمام التصديق والاقرار بمعنى لا اله الا الله وهذا هو توحيد عامة الناس. يعني وهذا التوحيد هو المطلوب من جميع المكلفين - 00:28:59
ان يقروا بانه لا اله الا الله بقلوبهم وان يتكلموا بها بالسنتهم فيقول لا اله الا الله بالسنتهم ما اعتقاد انه لا معبود الا الله لا معبود حق الا الله لا يستحق العبادة سوى الله جل وعلا وهذا معنى قوله - 00:29:23
هذا هو توحيد عامة الناس يعني هذا هذا التوحيد في مرتبة الدنيا التي تطلب من كل احد ليحقق بذلك الايمان والاسلام ينضم الى الموحدين اهل الصراط المستقيم - 00:29:40
التفريغ
يقول رحمه الله وهذا المقام يثمر التوكل وهذا المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. واذا عرفت ذلك فاعلم ام ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه. كما ان الرحمة هي الوصلة بينهم وبينه عز وجل - 00:00:00
واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله تعالى. غير ان التوحيد له قشران القشر الاول قبل هذا بعد ان فرغ رحمه الله من ذكر ما تقدم قال وهذا المقام - 00:00:26
اي افراد الله تعالى بالعبادة وقطع النظر الى الخلق والى الاسباب والى الوسائل بل تعليق القلب بالله محبة وخوفا ورجاء ويقينا بانه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع. فاذا كمل العبد توحيد الربوبية. وكمل توحيد الالهية - 00:00:42
قطع نظره عن الخلق فكان عظيم التوكل على الله عز وجل ولذلك يقول وهذا المقام وهو افراد الله بالربوبية وافراده بالالهية يثمر التوكل ان ينتج عنه صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار هذا معنى التوكل التوكل هو صدق الاعتماد على الله - 00:01:11
في جلب ما تحب ودفع ما تكره بجلب نافع ودفع الضار فمن صدق الله عز وجل اثمر في قلبه هذا الاعتماد وهذا التفويض وهذه العبادة الجليلة وهي التوكل عليه سبحانه وبحمده - 00:01:38
واذا تم توكل العبد على الله عز وجل قطع عنه النظر الى ما يكون من الخلق من قصور او تقصير ولذلك قال يثمر التوكل وترك شكاية الخلق اي يثمر ان تترك - 00:02:07
شكاية الخلق ولومهم فلا تلتفت الى ما يكون منهم ولا تلوم ولا تلومهم على ما يكون من قصورهم او تقصيرهم ليقينك ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن - 00:02:29
وهذا امر في غاية الذروة من كمال التوحيد والتفويض لله عز وجل وافراده جل في علاه بالربوبية والالهية وهي من المقامات السامية التي يبلغها الانسان بعظيم توكله على الرحمن جل في علاه - 00:02:50
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجم ذلك في عمله وهو صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن وهو خلق وهو الذي كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال خدمت رسول - 00:03:12
صلى الله عليه وعلى اله وسلم عشر سنين وهذه مدة طويلة فلم يقل لي في شيء فعلته لم فعلته ولا في شيء لم افعله لم لم تفعل اي انه ترك - 00:03:32
لومه على الفعل والترك وهذا لا يعني الا يصوب الانسان من يحتاج الى تصويب فان تصويب المخطئ من النصيحة له لكن فرق بين ان تصوب وتقوم وبين ان تلوم وتشتكي وتذم فبين مقامين فرق بين يدركه - 00:03:51
عالم بالفرق بين النصح والشكاية بين الدلالة على الخير والسعي في التكميل وبين من يذم ويتنقص يقول رحمه الله والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. اي ويثمر ايضا الرضا عن الله والرضا عن الله جنة الدنيا - 00:04:17
وفوز الاخرة فان الرضا عن الله عز وجل ثمرة الايمان به ولذلك يفوز الانسان بالسعادة والانشراح بقدر ما يتحقق في قلبه من الرضا. جاء في الصحيح من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:43
قال ذاق طعم الايمان اي وجد لذته وهذا الطعم لا يذاق باللسان انما يذاق بايش بالقلب طعم الايمان لا يذوقه اللسان انما يذوقه القلب ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد - 00:05:01
الله عليه وسلم نبيا والرضا بالله ربا اي خالقا ومالكا ورازقا ومدبرا فانه من رضي بالله في خلقه وملكه ورزقه وتدبيره ولم يكن في قلبه حب لسواه انقطع عنه كل ما يكره - 00:05:19
في الدنيا وتنعم نعيما عظيما ولذلك قال في ثمرات تحقيق التوحيد بنوعيه. توحيد الربوبية وتوحيد الالهية. قال والرضا عن الله والتسليم لحكمه ان يثمروا التسليم لحكمه وهو ان تقابل اقضية الله واقداره - 00:05:40
بالطمأنينة وهذا لا يعني الا تدفع قدر الله المكروه بقدره المحبوب فان تمام العقل في ان ترضى بما قدر الله عز وجل وان تدفع ما تكره من اقضيته واقداره بما امرك - 00:06:04
باخذه من اسباب السعادة والفلاح والنجاح ولهذا قال عمر رضي الله تعالى عنه لابي عبيدة لما عاب عليه ان رد الصحابة ولم يدخل الشاب وقد انتشر فيها الطاعون قال له ابو عبيدة افرارا من قدر الله يا امير المؤمنين؟ قال - 00:06:24
الا نفر من قدر الله الى قدر الله نفر من قدر المرظ بقدر بطلب ما يسره الله تعالى من قدر السلامة والا لو كان كذلك لتعطل الانسان عن كل ما - 00:06:49
ينفعه ولتورط في كل ما يهلكه فالتسليم لحكمه هو ان ينشرح صدرك بما يقضيه الله تعالى ويقدره لكن لا يعني هذا الا تفعل ما امرك الله تعالى به من اخذ اسباب النجاة ودفع ما يكون من اسباب المكروه - 00:07:05
وانما ترضى بقضاء الله فاذا عجزت عن دفعه لم يكن في قلبك سخط ولا ضجر فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن بعد هذا قال رحمه الله واذا عرفت ذلك - 00:07:25
اي عرفت ما تقدم من وجوب افراد الله بالعبادة وافراده بالالهية وافرادي بالخلق والملك والتدبير وان ذلك يثمر تلك الثمار الجليلة من التوكل عليه وترك الشكاية وترك شكاية الخلق ولومهم والرضا - 00:07:43
عن الله والتسليم لحكمه وهذه ثمار جليلة عظيمة وهي اربعة ثمار ذاكرها رحمه الله قال واذا عرفت ذلك فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه وهذا معنى اياك نعبد - 00:08:06
واياك نستعين فالتعبد حق الله على عباده والعون والعطاء والتوفيق والتسديد هو من عطائه وبره ومن مقتضيات ربوبيته سبحانه وبحمده. ولهذا يقول حتى يفرق بين هذين النوعين من التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد الالهية قال فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده فهو الذي يخلق - 00:08:27
وهو الذي يرزق وهو الذي يملك وهو الذي يدبر سبحانه وبحمده. واما الالهية فانها من عباده له وهو ما يقوم في قلوبهم من اليقين بانه لا معبود حق الا الله - 00:08:55
وذلك بافراده بالمحبة فلا يحب سواه وبالخوف فلا يخاف من غيره. وبالرجاء فلا يطمع الا فيما عنده سبحانه وبحمده. قال رحمه الله بعد ان ذكر الصلة فيما بين العبد وربه وان الربوبية اعتقاد العبد في ربه انه - 00:09:13
الذي يرزقه وانه الذي يخلقه وان الذي يملكه وانه الذي يدبره وان الالهية هي حقه عليه ذكر الصلة والوصلة بينه وبين عباده. قال رحمه الله كما ان الرحمة هي الوصلة - 00:09:33
بينهما الوصل بينهما يعني بين العبد وربه. فالذي يصلك الذي يصلك منه جل في علاه هو رحمته سبحانه وبحمده لا يصل شيء من الخير اليك الا برحمته. كما لا يندفع عنك شيء من الشر الا برحمته. فالرحمة مقتضاها - 00:09:49
ايصال الخير ودفع الشر. هذا مقتضى الرحمة وهو جل وعلا الرحمن الرحيم سبحانه وبحمده وقد اشتق لنفسه من هذه الصفة اسمين دالين على عظمة ما له من الرحمة جل وعلا - 00:10:10
فهو الرحمن سبحانه وبحمده وهو الرحيم جل في علاه الذي يوصل الرحمة لعباده فلا يخلو عبد من عباده من لون من الوان رحمته جل في علاه هذا ما يتصل بيان - 00:10:29
حقيقة توحيد الربوبية وحقيقة توحيد الالهية. حقيقة توحيد الربوبية افراد الله تعالى بالخلق والرزق والتدبير فلا خالق الا الله ولا رازق الا الله ولا مالك الا الله ولا مدبر الا الله. قد يقول الانسان هذا الكلام بلسانه على ايسر ما يكون. لكن - 00:10:50
في ان يمتلئ قلبه بمعاني هذا الكلام الشعر كله الشأن في ان يمتلئ قلب العبد يقينا انه لا خالق الا الله وانه لا مالك الا الله وانه لا مدبر الا الله وانه لا رازق الا الله هذا - 00:11:13
هو الذي يجب على العبد ان يفتش عنه في قلبه ليكمل توحيده ولينال الثمار التي تقدم ذكرها واما الالهية فهي الا يكون في القلب محبوب سوى الله. فالله اعلى المحبوبات - 00:11:29
ولا يكون في القلب مخوف سواه ولا يكون في القلب مرجو غيره جل في علاه فتفرده بالحب والخوف والرجاء كما قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب - 00:11:47
رحمته ويخافون عذابه. فحقق هذه المعاني الثلاثة في قلبك تنل ما ذكر المؤلف من المقامات الجليلة العظيمة من التوكل على الله عز وجل قطع النظر عن الخلق ما ذكره من عدم وعدم نومهم وشكايتهم - 00:12:06
والرضا عن الله عز وجل والتسليم لحكمه. نعم بعد ذلك قال واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله تعالى. غير ان التوحيد له قشران القشر ان تقول بلسانك لا اله الا الله ويسمى هذا القول توحيدا وهو مناقض للتثليث الذي تعتقده النصارى - 00:12:31
وهذا التوحيد يصدر ايضا من المنافق الذي يخالف سره جهره القشر الثاني الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك والتصديق به - 00:12:57
وهذا هو توحيد عامة الناس. طيب يقول رحمه الله اعلم بعد ان فرغ من بيان توحيد الالهية و توحيد الربوبية قال واعلم ان انفس الاعمال واجلها قدرا توحيد الله تعالى هو اجل الاعمال واعظمها عند الله عز وجل - 00:13:12
فليس ثمة عمل اجل ولا ارفع مقاما ولا اجزل ثوابا ولا اعظم اجرا من توحيد الله عز وجل فبه ينال العبد سعادة الدنيا وفوز الاخرة وبه يكمل للعبد ما يكون سببا لنجاته وفوزه - 00:13:34
وخروجه من المهلكات ودخوله الى رياح وافنية السعادات يتحقق ذلك بكمال التوحيد لله في في ربوبيته وكمال التوحيد لله في الهيته سبحانه وبحمده ولهذا كان انفس الاعمال ومما يدل على انه انفس الاعمال ان الله امر به رسوله صلى الله عليه وسلم في اول - 00:14:00
البعثة بل بعثته ورسالته كانت لدعوة الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له. يا ايها المدثر قم فانذر وربك كبر وثيابك فطهر. قول وربك فكبر اي عظمه فلا يكون في قلبك اعظم منه والتعظيم لا يكون الا - 00:14:30
مع المحبة تعظيم الله عز وجل لا يكون الا مع محبته. لان التعظيم الخالي عن المحبة لا يوصل العبد الى تمام العبودية لله عز وجل قال الله جل وعلا لرسوله بعد ان امره بتوحيده في قوله وربك فكبر قال وثيابك فطهر اي من الشرك وادناسه - 00:14:51
وارجاسه ومما يدل على عظيم مقام التوحيد وانه اجل الاعمال انه اول ما امر الله تعالى به الناس في كتابه فاول الاوامر في القرآن العظيم يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. هذي اول - 00:15:16
اية جاء فيها امر صريح في القرآن العظيم والخطاب فيها لكافة الناس يا ايها الناس اعبدوا ربكم والذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وما من نبي بعثه الله عز وجل الا وامره بان يدعو الناس الى عبادة الله وحده كما قال جل في علاه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين - 00:15:37
كما قال تعالى وما ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وكما قال تعالى ولقد ارسلنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا طاغوت - 00:16:04
التوحيد ولا اله الا الله هي موظوع دعوة الرسل جميعا من لدن نوح عليه السلام الى خاتمهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين والمرسلين وهي اعظم ما يخرج الانسان به من الدنيا فمن فمن كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة كما في السنن من حديث - 00:16:17
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح لقنوا موتاكم لا اله الا الله والمقصود بتلقين الموتى اي ذكر هذه الكلمة في السياق وعند الموت. ثم بعد ذلك قال رحمه الله - 00:16:48
غير ان التوحيد له نشران هذا نوع من البسط ومزيد توضيح للتوحيد الذي به سعادة الدنيا والاخرة والعلماء رحمهم الله جدوا واجتهدوا في تقريب العلوم وتيسيرها واعانة المتعلمين على ادراك ما ينفعهم في دينهم وما يبين لهم - 00:17:04
معالم الصراط معالم الصراط المستقيم الذي اذا سلكوه نجوا فقال رحمه الله من ذلك تقريب التوحيد بهذا التقسيم حيث قال غير ان التوحيد له قشران ومقصوده بالقشر هنا هو الغلاف - 00:17:38
والغطاء الذي يغطي الشيء فالقشر هو الجلد هو بالنسبة يشبه الجلد بالنسبة للبدن يشبه الجلد بالنسبة للبدن. وبه يعلم ان القشرة هنا ليس شيئا يستغنى عنه او شيئا يمكن التخلي عنه بل القشر هنا هو المقصود اي يقصد به الغلاف - 00:17:56
وما هو ظاهر من العمل فالتوحيد له قشران اي له ما يظهر مما لا بد من مما لا بد ان ان ان يؤتى به ولا قوام للتوحيد الا به تماما كالجلد بالنسبة لبدن الانسان فانه لا غنى للانسان عن جلد - 00:18:26
فلو انه لم يكن له جلد لكان ذلك موجبا لهلاكه وتلفه وعطبه. فكذلك هذه هذا التقسيم لا يتطرق اليه ما يتوهم من ان القشرة هامشي لا يحتاج اليه وقد يستغنى عنه فان ذلك - 00:18:49
غير مقصود في كلام المؤلف. قال رحمه الله غير ان التوحيد له قشران الاول ان تقول بلسانك لا اله الا الله والمقصود بذلك ان ينطق اللسان بكلمة التوحيد فان كلمة التوحيد - 00:19:12
وهي قول لا اله الا الله لابد منها لدخول الاسلام ولذلك جاء قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وذلك بيانه وايظاحه في قول الحق جل في علاه وما ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا - 00:19:36
تعبدون وقد جاء قوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله خبر بعث معاذ الى اليمن قال صلى الله عليه وسلم انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه - 00:19:58
ان يوحدوا الله هكذا في رواية وفي رواية اخرى قال حتى يشهد ان لا اله الا الله وان واني رسول الله وهذا يدل على ان المقصود بالقشر ما ظهر من حقوق التوحيد. والا فان الاجماع منعقد - 00:20:25
على انه من لم يقل هذه الكلمة فانه كافر ظاهرا وباطنا لا خلاف بين العلماء على العلماء ان الكافر اذا لم يقل هذه الكلمة فانه لا يكون بذلك مسلما ولو اقر بمعناها. بل لا بد من قولها والتلفظ بها وبه - 00:20:48
يعلم ان وصفه هذا بالقشر لا يقصد به انه هامشي او انه غير ظروري او انه ان يستغنى عنه؟ لا. انما المقصود بذلك انه من الامر الظاهر والغطاء الذي يرى - 00:21:11
فيبصر هذا معنى قوله رحمه الله بي ما ذكر من القشر الاول قال رحمه الله الاول ان تقول بلسانك لا اله الا الله ثم قال ويسمى هذا القول توحيد نعم يسمى هذا القول توحيدا. دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم - 00:21:33
ان يوحدوا الله وقد جاءت الرواية الاخرى ببيان معنى التوحيد وهو قوله ان يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وفي بعض الروايات فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:22:02
قال رحمه الله وهو مناقض وهو مناقض التثليث الذي تعتقده النصارى. يعني هذا العقد معنى لا اله الا الله ينفي كل عقد من العقائد التي تجعل مع الله الها اخر - 00:22:20
وانما ذكر التثليث على وجه التمثيل وليس الحصر الذين يعتقدون ان ثمة الهة تعبد من دون الله ولو لم يعتقدوا تثليثا فانهم واقعون في نقض معنى هذه الكلمة. اذ ان معنى لا اله الا الله لا معبود حق - 00:22:38
الا الله لا معبود حق الا الله ولذلك كانت الرسل تدعو اقوامها الى عبادة الله وحده ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وبالتأكيد لان لا اله الا الله تناقض - 00:23:02
ما يعتقده الذين يقولون بالتثليث وقد حكم الله تعالى على هذا العقد بقوله لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. ثم قال رحمه الله في هذا القسم الاول قال وهذا التوحيد يصدر ايظا - 00:23:21
من المنافق اي هذا القول وهو قول لا اله الا الله يصدر ممن لم يصدق بمعناه واكتفى بان قاله بلسانه هذا معنى قوله رحمه الله وهذا التوحيد اي قول لا اله الا الله - 00:23:42
يصدر ايضا من المنافق وذلك ان المنافق يقول هذه الكلمة بلسانه ولا يعتقد معناها فيكون بذلك بعيدا عن اليقين الذي ينجيه من النار وبين المؤلف من المقصود بالمنافق هنا؟ فقال الذي يخالف سره جهرا - 00:24:05
يعني الذي يخالف ما في قلبه ما تكلم به. فالجهر هو ما نطق به والسر هو ما اخفاه في قلبه وهذا تعريف للنفاق الاعتقادي الذي قال الله تعالى في اصحابه ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار فهذا - 00:24:30
في نفاق الاعتقاد وهو ان يقول بلسانه ما يعصم دمه وماله وهو غير موقن به ولا مقر وهو غير موقن به ولا مقر بمعناه وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:48
عن هذا الصنف في خبره في سؤال الملكين اذا جاء الى الانسان في قبره. فقال صلى الله عليه وسلم فاما المنافق او المرتاب اذا قيل له ما علمك بهذا الرجل؟ قال - 00:25:05
لا لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فهو قد قال ما يقوله الناس من التوحيد لكن قلبه غير مقر به فلا ينتفع من هذه الكلمة. هذا هو القشر الاول وهو قول لا اله الا الله. اما القشوة الثاني وهو - 00:25:23
وما يكون من اعمال القلوب قال والقشر الثاني الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك والتصديق به وهذا هو توحيد عامة الناس - 00:25:43
هذا هو القشر الثاني والحقيقة ان تسمية هذا قشرا محل نظر فانه قد قد تقدم قبل قليل في ذكر معنى القشر انه ما غطى الشيء وما ستره وما ظهر منه - 00:26:03
و ما ذكره رحمه الله مما مما يتعلق بالقلب ليس شيئا ظاهرا بل هو شيء خفي لا يطلع عليه الا الله جل وعلا. وهو العالم بالسرائر. يعلم السر واخفى يعلم خائنة يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وهو عليم بذات الصدور جل في علاه. فلا سبيل الى - 00:26:24
علمي هذا الشيء بل هو مما لا يطلع عليه الا الله جل في علاه. فتسميته قشرا محل نظر. ولعله ذكر ذلك تغليبا والا فان ذلك لا يسمى قشرا بل هو في الحقيقة لب - 00:26:50
وجوهر ومعنى قال رحمه الله الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول والمقصود ان الكلمة كلمة لا اله الا الله انما تنفع قائلها اذا اعتقد معناها فيكون قلبه مقرا بانه لا معبود حق الا الله. وانه لا يستحق العبادة سواه. هذا هو التوحيد - 00:27:12
الذي تحصل به النجاة وهو ان يجتمع قول اللسان وعقد القلب ولهذا اجمع علماء الامة على اختلاف ازمنتهم واطباقهم ان الايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح وقول القلب هو تصديقه واقراره ومعرفته - 00:27:41
وعمل القلب هو سائر ما يكون من اعمال القلوب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والانابة والخشية وغير ذلك فلا يمكن ان يقر في قلب عبد ايمان ولا اسلام ولا صلاح ولا تقى ولا هدى ولا احسان الا - 00:28:10
بان يجمع معه القول ويكتمل بذلك عقد الايمان قولا وعقدا نية وقصد قول وعمل واصابة وموافقة للسنة هذا معنى قوله رحمه الله الا يكون في القلب مخالفة ولا انكار لمفهوم هذا القول - 00:28:31
يخلو القلب من اعتقاد ما يناقض هذه الكلمة بل يشتمل القلب على اعتقاد ذلك يعني اليقين وتمام التصديق والاقرار بمعنى لا اله الا الله وهذا هو توحيد عامة الناس. يعني وهذا التوحيد هو المطلوب من جميع المكلفين - 00:28:59
ان يقروا بانه لا اله الا الله بقلوبهم وان يتكلموا بها بالسنتهم فيقول لا اله الا الله بالسنتهم ما اعتقاد انه لا معبود الا الله لا معبود حق الا الله لا يستحق العبادة سوى الله جل وعلا وهذا معنى قوله - 00:29:23
هذا هو توحيد عامة الناس يعني هذا هذا التوحيد في مرتبة الدنيا التي تطلب من كل احد ليحقق بذلك الايمان والاسلام ينضم الى الموحدين اهل الصراط المستقيم - 00:29:40