الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله في ما ساقه من النصوص في الدلالة على وجوب الاسلام وقول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:00:00
وفي الاخرة من الخاسرين دلالة الاية على وجوب الاسلام من جهتين الجهة الاولى ان الله تعالى لا يقبل دينا سوى دين الاسلام الدلالة الثانية وجه الدلالة الثانية ان الله تعالى اثبت الخسار لمن ابتغى غير دين الاسلام وهذا وعيد - 00:00:15
والخسار هنا ذكره في الاخرة لانه الذي يثبت به الخسارة. ولا ربح بعده فمن خسر الاخرة فلا ربح يدركه بالكلية ثم الاية الثانية التي استدل بها على وجوب دين الاسلام - 00:00:37
والدخول فيه وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وهذا خبر من الله عز وجل بالدين الذي يرتضيه. فالدين هنا المقصود به الاعتقاد والعمل عمل القلوب وعمل الجوارح. ان الدين عند الله الذي - 00:00:59
شرعه والذي رضي والذي فرض الاسلام وهو الاستسلام له بالتوحيد والانقياد له بالطاعة الدليل الثالث قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ووجه الدلالة في الاية على وجوب الاسلام ان الله تعالى - 00:01:21
اخبر ان الاسلام هو صراطه المستقيم الذي يوصل الى النجاة والفلاح والفوز وان هذا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم صراط مستقيما الثاني امره باتباعه قوله فاتبعوه ايسلكوه والزموه - 00:01:49
الثالث نهيه عن كل ما يضاده ولا تتبعوا السبل فالسبل اسم لكل ما خرج به الانسان عن الصراط المستقيم. عقيدة وعملا فالاية دالة على وجوب الاسلام من هذه الاوجه الثلاثة - 00:02:20
اخبار الله بان الاسلام هو الصراط المستقيم واذا كان كذلك فانه لا طريق يوصل الى الله سواه وكل طريق غيره يوقع في مهلكة. الثاني امره بالاتباع. فاتبعوه. الثالث نهيه عن اتباع ما يضاده - 00:02:44
او يخرج عنه عقيدة وعمل ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وقال مجاهد السبل البدع والشبهات وهذا تفسير بالمثال وليس قصرا فالسبل معناه العام هو كل ما خرج به الانسان عن الصراط المستقيم. عقيدة وعملا سواء بشبهة - 00:03:07
او بدعة او شهوة او معصية كل هذا مما يخرج به عن الصراط المستقيم واما الاحاديث الدالة على وجوب الاسلام فما جاء في فذكر المؤلف رحمه الله ما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد - 00:03:33
وجه الدلالة في الحديث على وجوب الاسلام هو التحذير من الاحداث فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على وجوب لزومه حيث اخبر بان من احدث في ما جاء به من الهدى ودين الحق ما ليس منه فهو رد ومعنى رد اي مردود - 00:04:01
ومعنى المردود انه غير مقبول وهذا معنى قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه اي هو مردود غير مقبول بدلت الحديث واضحة في وجوب لزوم الاسلام. اذ الاحداث فيه مردود فكيف بتركه بالكلية؟ اذا كان الاحداث - 00:04:24
فيه مردود تركه بالكلية اعظم خطرا واكبر ردا وفي لفظ من عمل عملا ليس عليه امرنا اي شأننا وديننا فهو رد وهو دال على ما تقدم من معناه وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة - 00:04:47
الا من ابى كل امتي الامة هنا المراد بها امة الدعوة وهم كل من وجد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هؤلاء كلهم من امته صلى الله عليه وسلم. وهم ينقسمون الى قسمين من امن به - 00:05:21
نجا وفاز ومن لم يؤمن به هلك وخسر فقوله كل امتي اي كل من وجد بعد بعثته الى ان يرث الله الارض ومن عليها. كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى - 00:05:44
اي الا من لم يقبل ولم يذكر ما الاباء الا بعد السؤال قيل ومن ابى؟ يعني من الذي يرفض؟ دخول الجنة؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى - 00:06:07
من اطاعني فيما جئت به من التوحيد والعمل فقد فقد فاز بدخول الجنة وسلم من الايبا ومن عصاني فرد التوحيد الذي جاء به ولم يقبل ما جاء به من شرع - 00:06:25
فقد ابى وكان ذلك موجبا لحرمان الجنة بيان وجوب الاسلام في هذا الحديث ان رده موجب للعقوبة بالنار وحرمان الجنة ان رد الاسلام موجب للحرمان من الجنة والحمام من الجنة يثبت النار نعوذ بالله من الخذلان - 00:06:45
الحديث الثالث الذي ذكره المؤلف رحمه الله قال وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة ابغض الناس الى الله يعني اشدهم بغضا وكرها - 00:07:11
والله يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب الصابرين ويحب المتطهرين ويبغض اعداءه من الفجرة والكفرة والظالمين والمعتدين فابغض الخلق اليه من الناس ثلاثة ملحد في الحرم وهو من امتهن ما واوجب الله تعالى تعظيمه - 00:07:33
من الحرم اي مكة البلد الحرام قال ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وهذا موضع الشاهد طالب في الاسلام سنة الجاهلية اي الذي يسلك عقيدة او عملا في دين الاسلام ما هو من طريقة - 00:08:09
غير اهله من طريقة غير ما جاء به. فالجاهلية اسم لكل ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مما تورط فيه الناس سواء في الاعتقاد او في العمل - 00:08:40
من المشركين وغيرهم من الناس فالجاهلية اسم لكل ما خالف ما ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. عقيدة وعملا. ولا يقتصر هذا على على الحالة التي كان عليها العرب قبل الاسلام فهذا اصطلاح خاص للجاهلية - 00:08:57
والاعم منه هو الخروج عن الصراط المستقيم اعتقادا او عملا الخروج عن الصراط المستقيم اعتقادا او عملا هو الجاهلية ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية. وقوله صلى الله عليه وسلم اربع في الناس - 00:09:15
من امر الجاهلية لا يتركونهن فالمقصود بالجاهلية هنا ما خالف ما جاء به صلى الله عليه وسلم اعتقادا او عملا فقوله ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية اي طالب في الاسلام - 00:09:37
ما لا يكون الا من عمل المخالفين للاسلام في الاعتقاد او العمل ووجه الدلالة على وجوب الاسلام هو هو وعيد من خالفه بطلب سنة وطريقة غيره حيث ان ذلك من ابغض - 00:09:53
الناس الى الله عز وجل. واضح واظح وجه الدلالة وهادشي الدلالة في الحديث على وجوب الاسلام اثبات البغظ لمن خرج عن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اعتقادا او عملا بسلوك سبيل الجاهلية - 00:10:17
قال ومطلب ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه اي من طلب دما شخص بغير حق فقتله قال شيخ الاسلام قول سنة الجاهلية بين ما المقصود بسنة الجاهلية يندرج فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة يعني خاصة او - 00:10:38
اما فما كان عليه اهل الجاهلية من المشركين يدخل في الحديث وكل ما خالف ما عليه هدي سيد المرسلين يدخل في في الحديث. قال اي في شخص دون شخص كتابية او وثنية - 00:11:02
او غيرهما من كل مخالفة لما جاءت به المرسلون. صلوات الله وسلامه عليهم بعد ما ذكر المؤلف ما ذكر من الاحاديث انتقل الى المنقول من الاثار فذكر في ذلك اثرين. اثر حذيفة واثر عبد الله بن مسعود - 00:11:20
اما اثر حذيفة قال يا معشر القراء والقراء المقصود بهم العلماء بالكتاب والسنة ومن يشتغل بطلب العلم علم الكتاب والسنة. فالقراء في كلام المتقدمين يطلق على اهل العلم بالكتاب والسنة - 00:11:38
ومن اشتغل في طلب ذلك يا معشر القراء يعني العلماء وطلبة العلم استقيموا اي سيروا على الطريق القويم الزموا الصراط المستقيم. فان استقمتم فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. وان اخذتم يمينا وشمالا فقد ظللتم ضلالا بعيدا - 00:12:01
وجه الدلالة فيه على وجوب الاسلام ترتيب الضلال على ترك الاستقامة. وسلوك الصراط المستقيم فدل ذلك على ان الخروج عن الصراط المستقيم لا يجوز اذ انه ظلال ثم ذكر عن محمد بن وضاح انه كان يدخل المسجد فيقف على الحلق يعني حلق العلم فيقول لهم هذا الذي ذكره حذيفة - 00:12:27
رضي الله تعالى عنه تذكيرا ثم ذكر باسناده عن عبد الله ابن مسعود ليس عام الا والذي بعده شر منه اي لا يأتي عام لا يكون عام الا والذي بعده شر منه. ثم بين وجه الشر في قوله لا اقول عام اخصب من عام - 00:12:57
ولا امير خير من امير لكن ذهاب علمائكم وخياركم. ثم يحدث اقوام يقيسون الامور يعني لا يرجعون الى الكتاب والسنة. وانما يعتمدون الاراء فيما يتعلق بدين رب العالمين. ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فينهدموا الاسلام فينهدم - 00:13:17
ويسلم لان الاسلام مبني على الوحي لا على الرأي فاصله كما قال الله تعالى وما ينطق عن الفقهاء وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فاذا اعرض الناس عن الكتاب والسنة واقبلوا على - 00:13:45
عقولهم وارائهم كان ذلك موجبا لزوال الاسلام. لان اصله قد زال وهو ما جاء في الكتاب والسنة من الهدى ودين الحق وجه دلالة الاثر على وجوب لزوم الاسلام هو ترتب - 00:14:02
الشر على ترك ما جاء به من من الهدى ودين الحق بانهدامه وانفلامه. فدل ذلك على على وجوب لزومه لان تركه بالاراء المخالفة والاقيسه المنحرفة هو هدم له هذا ثاني ما ذكره المؤلف من الاثار وبه ينتظم ما قصده رحمه الله في هذه الترجمة في قوله - 00:14:22
بوجوب الاسلام الباب الثالث قال رحمه الله باب تفسير الاسلام وقول الله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني. الاية وفي الصحيح عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا - 00:14:56
رسول الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيل وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وعن بهز ابن حكيم عن ابيه عن - 00:15:22
جده انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة. رواه احمد. وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه - 00:15:42
انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام قال ان تسلم قلبك لله ويسلم المسلمون من لسانك ويدك قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان. قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث - 00:16:02
بعد الموت باب تفسير الاسلام تفسير الشيء هو كشفه وايضاحه وهو من الفسر وهو الكشف. فسر الشيء كشفه والمقصود بتفسير الاسلام بيان حقيقته التي جاءت في الكتاب والسنة وقد احسن المؤلف رحمه الله فيما ذكره من نصوص اذ - 00:16:24
ما ذكره من النصوص يستوعب التفسير الجلي المكتمل للاسلام بدأ ذلك بذكر اية من الكتاب الحكيم وعطفه بذكر جملة من الاحاديث عن سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه اما الاية فهي - 00:16:52
قوله رحمه الله وقول الله تعالى فان حاجوك اي جادلوك ونظروك فقد فقل فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني. اجبهم فيما يحاجونك به في بيان ما انت عليه عليه وهو اسلام الوجه لله. اسلمت وجهي لله - 00:17:17
ومن اتبعني هو هذا عمله فهذا الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي عليه اتباعه اسلام الوجه لله. وهذه الخصلة الاولى من خصال الاسلام وهو تمام الاخلاص لله عز وجل - 00:17:42
بالعبادة والقصد والطلب والتوجه فاسلام الوجه يتضمن اخلاص العمل له وتمام الانقياد له. الاخلاص توحيدا والانقياد له طاعة وهذا المعنى العام للاسلام الذي يتضمن كل ما فيه من العقائد وكل ما فيه من العمل - 00:17:59
فالاسلام هو اخلاص العمل لله توحيد الله افراد الله بالعبادة اخلاص القصد له والانقياد له بالطاعة فلا يطاع سواه جل في علاه ثم بعد ان ذكر المعنى الاجمالي للاسلام الشامل للاعتقاد والعمل في ما دلت عليه الاية ذكر جملة من الاحاديث وبدأ - 00:18:35
ببيان الاسلام الذي دعا اليه خير الانام وذلك ببيان اركانه ودعائمه يقول وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:19:03
وهذا هو الاصل الاول والركن الاول والدعامة الاولى التي يبنى عليها الاسلام. وتقيم الصلاة ثاني وتؤتي الزكاة الثالث وتصوم رمضان الرابع وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا الخامس وهذه خمس دعائم تكشف الاسلام. لقول بني الاسلام على خمس. ثم بينها صلى الله عليه وسلم - 00:19:27
والملاحظ في هذه الخمس انها تجمع الاعتقاد والعمل الاعتقاد والعمل. الاعتقاد في الشهادتين فان الشهادتين عقد القلب وقول اللسان اذ قول اللسان مجردا عن قول القلب لا يثبت به الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بل يعصم به الدم والمال لكن لا يكون هو الاسلام المنجي في الاخرة - 00:19:56
فالشهادة هي اقرار القلب مع نطق اللسان وبيانه بما وقر في القلب والشهادة تتضمن البيان الاجمالي للأصول التي يبنى عليها الاسلام فالاسلام يبنى على اصلين الاصل الاول الا يعبد الا الله - 00:20:30
والاصل الثاني الا يعبد الا بما شرع دليل الاصل الاول شهادة ان لا اله الا الله ودليل الاصل الثاني شهادة ان محمدا رسول الله ثم ذكر بعد ذلك جملة من الاعمال - 00:20:55
نكمل ان شاء الله تعالى غدا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:15
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله في ما ساقه من النصوص في الدلالة على وجوب الاسلام وقول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:00:00
وفي الاخرة من الخاسرين دلالة الاية على وجوب الاسلام من جهتين الجهة الاولى ان الله تعالى لا يقبل دينا سوى دين الاسلام الدلالة الثانية وجه الدلالة الثانية ان الله تعالى اثبت الخسار لمن ابتغى غير دين الاسلام وهذا وعيد - 00:00:15
والخسار هنا ذكره في الاخرة لانه الذي يثبت به الخسارة. ولا ربح بعده فمن خسر الاخرة فلا ربح يدركه بالكلية ثم الاية الثانية التي استدل بها على وجوب دين الاسلام - 00:00:37
والدخول فيه وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وهذا خبر من الله عز وجل بالدين الذي يرتضيه. فالدين هنا المقصود به الاعتقاد والعمل عمل القلوب وعمل الجوارح. ان الدين عند الله الذي - 00:00:59
شرعه والذي رضي والذي فرض الاسلام وهو الاستسلام له بالتوحيد والانقياد له بالطاعة الدليل الثالث قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ووجه الدلالة في الاية على وجوب الاسلام ان الله تعالى - 00:01:21
اخبر ان الاسلام هو صراطه المستقيم الذي يوصل الى النجاة والفلاح والفوز وان هذا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم صراط مستقيما الثاني امره باتباعه قوله فاتبعوه ايسلكوه والزموه - 00:01:49
الثالث نهيه عن كل ما يضاده ولا تتبعوا السبل فالسبل اسم لكل ما خرج به الانسان عن الصراط المستقيم. عقيدة وعملا فالاية دالة على وجوب الاسلام من هذه الاوجه الثلاثة - 00:02:20
اخبار الله بان الاسلام هو الصراط المستقيم واذا كان كذلك فانه لا طريق يوصل الى الله سواه وكل طريق غيره يوقع في مهلكة. الثاني امره بالاتباع. فاتبعوه. الثالث نهيه عن اتباع ما يضاده - 00:02:44
او يخرج عنه عقيدة وعمل ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وقال مجاهد السبل البدع والشبهات وهذا تفسير بالمثال وليس قصرا فالسبل معناه العام هو كل ما خرج به الانسان عن الصراط المستقيم. عقيدة وعملا سواء بشبهة - 00:03:07
او بدعة او شهوة او معصية كل هذا مما يخرج به عن الصراط المستقيم واما الاحاديث الدالة على وجوب الاسلام فما جاء في فذكر المؤلف رحمه الله ما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد - 00:03:33
وجه الدلالة في الحديث على وجوب الاسلام هو التحذير من الاحداث فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على وجوب لزومه حيث اخبر بان من احدث في ما جاء به من الهدى ودين الحق ما ليس منه فهو رد ومعنى رد اي مردود - 00:04:01
ومعنى المردود انه غير مقبول وهذا معنى قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه اي هو مردود غير مقبول بدلت الحديث واضحة في وجوب لزوم الاسلام. اذ الاحداث فيه مردود فكيف بتركه بالكلية؟ اذا كان الاحداث - 00:04:24
فيه مردود تركه بالكلية اعظم خطرا واكبر ردا وفي لفظ من عمل عملا ليس عليه امرنا اي شأننا وديننا فهو رد وهو دال على ما تقدم من معناه وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة - 00:04:47
الا من ابى كل امتي الامة هنا المراد بها امة الدعوة وهم كل من وجد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هؤلاء كلهم من امته صلى الله عليه وسلم. وهم ينقسمون الى قسمين من امن به - 00:05:21
نجا وفاز ومن لم يؤمن به هلك وخسر فقوله كل امتي اي كل من وجد بعد بعثته الى ان يرث الله الارض ومن عليها. كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى - 00:05:44
اي الا من لم يقبل ولم يذكر ما الاباء الا بعد السؤال قيل ومن ابى؟ يعني من الذي يرفض؟ دخول الجنة؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى - 00:06:07
من اطاعني فيما جئت به من التوحيد والعمل فقد فقد فاز بدخول الجنة وسلم من الايبا ومن عصاني فرد التوحيد الذي جاء به ولم يقبل ما جاء به من شرع - 00:06:25
فقد ابى وكان ذلك موجبا لحرمان الجنة بيان وجوب الاسلام في هذا الحديث ان رده موجب للعقوبة بالنار وحرمان الجنة ان رد الاسلام موجب للحرمان من الجنة والحمام من الجنة يثبت النار نعوذ بالله من الخذلان - 00:06:45
الحديث الثالث الذي ذكره المؤلف رحمه الله قال وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة ابغض الناس الى الله يعني اشدهم بغضا وكرها - 00:07:11
والله يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب الصابرين ويحب المتطهرين ويبغض اعداءه من الفجرة والكفرة والظالمين والمعتدين فابغض الخلق اليه من الناس ثلاثة ملحد في الحرم وهو من امتهن ما واوجب الله تعالى تعظيمه - 00:07:33
من الحرم اي مكة البلد الحرام قال ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وهذا موضع الشاهد طالب في الاسلام سنة الجاهلية اي الذي يسلك عقيدة او عملا في دين الاسلام ما هو من طريقة - 00:08:09
غير اهله من طريقة غير ما جاء به. فالجاهلية اسم لكل ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مما تورط فيه الناس سواء في الاعتقاد او في العمل - 00:08:40
من المشركين وغيرهم من الناس فالجاهلية اسم لكل ما خالف ما ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. عقيدة وعملا. ولا يقتصر هذا على على الحالة التي كان عليها العرب قبل الاسلام فهذا اصطلاح خاص للجاهلية - 00:08:57
والاعم منه هو الخروج عن الصراط المستقيم اعتقادا او عملا الخروج عن الصراط المستقيم اعتقادا او عملا هو الجاهلية ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية. وقوله صلى الله عليه وسلم اربع في الناس - 00:09:15
من امر الجاهلية لا يتركونهن فالمقصود بالجاهلية هنا ما خالف ما جاء به صلى الله عليه وسلم اعتقادا او عملا فقوله ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية اي طالب في الاسلام - 00:09:37
ما لا يكون الا من عمل المخالفين للاسلام في الاعتقاد او العمل ووجه الدلالة على وجوب الاسلام هو هو وعيد من خالفه بطلب سنة وطريقة غيره حيث ان ذلك من ابغض - 00:09:53
الناس الى الله عز وجل. واضح واظح وجه الدلالة وهادشي الدلالة في الحديث على وجوب الاسلام اثبات البغظ لمن خرج عن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اعتقادا او عملا بسلوك سبيل الجاهلية - 00:10:17
قال ومطلب ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه اي من طلب دما شخص بغير حق فقتله قال شيخ الاسلام قول سنة الجاهلية بين ما المقصود بسنة الجاهلية يندرج فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة يعني خاصة او - 00:10:38
اما فما كان عليه اهل الجاهلية من المشركين يدخل في الحديث وكل ما خالف ما عليه هدي سيد المرسلين يدخل في في الحديث. قال اي في شخص دون شخص كتابية او وثنية - 00:11:02
او غيرهما من كل مخالفة لما جاءت به المرسلون. صلوات الله وسلامه عليهم بعد ما ذكر المؤلف ما ذكر من الاحاديث انتقل الى المنقول من الاثار فذكر في ذلك اثرين. اثر حذيفة واثر عبد الله بن مسعود - 00:11:20
اما اثر حذيفة قال يا معشر القراء والقراء المقصود بهم العلماء بالكتاب والسنة ومن يشتغل بطلب العلم علم الكتاب والسنة. فالقراء في كلام المتقدمين يطلق على اهل العلم بالكتاب والسنة - 00:11:38
ومن اشتغل في طلب ذلك يا معشر القراء يعني العلماء وطلبة العلم استقيموا اي سيروا على الطريق القويم الزموا الصراط المستقيم. فان استقمتم فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. وان اخذتم يمينا وشمالا فقد ظللتم ضلالا بعيدا - 00:12:01
وجه الدلالة فيه على وجوب الاسلام ترتيب الضلال على ترك الاستقامة. وسلوك الصراط المستقيم فدل ذلك على ان الخروج عن الصراط المستقيم لا يجوز اذ انه ظلال ثم ذكر عن محمد بن وضاح انه كان يدخل المسجد فيقف على الحلق يعني حلق العلم فيقول لهم هذا الذي ذكره حذيفة - 00:12:27
رضي الله تعالى عنه تذكيرا ثم ذكر باسناده عن عبد الله ابن مسعود ليس عام الا والذي بعده شر منه اي لا يأتي عام لا يكون عام الا والذي بعده شر منه. ثم بين وجه الشر في قوله لا اقول عام اخصب من عام - 00:12:57
ولا امير خير من امير لكن ذهاب علمائكم وخياركم. ثم يحدث اقوام يقيسون الامور يعني لا يرجعون الى الكتاب والسنة. وانما يعتمدون الاراء فيما يتعلق بدين رب العالمين. ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فينهدموا الاسلام فينهدم - 00:13:17
ويسلم لان الاسلام مبني على الوحي لا على الرأي فاصله كما قال الله تعالى وما ينطق عن الفقهاء وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فاذا اعرض الناس عن الكتاب والسنة واقبلوا على - 00:13:45
عقولهم وارائهم كان ذلك موجبا لزوال الاسلام. لان اصله قد زال وهو ما جاء في الكتاب والسنة من الهدى ودين الحق وجه دلالة الاثر على وجوب لزوم الاسلام هو ترتب - 00:14:02
الشر على ترك ما جاء به من من الهدى ودين الحق بانهدامه وانفلامه. فدل ذلك على على وجوب لزومه لان تركه بالاراء المخالفة والاقيسه المنحرفة هو هدم له هذا ثاني ما ذكره المؤلف من الاثار وبه ينتظم ما قصده رحمه الله في هذه الترجمة في قوله - 00:14:22
بوجوب الاسلام الباب الثالث قال رحمه الله باب تفسير الاسلام وقول الله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني. الاية وفي الصحيح عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا - 00:14:56
رسول الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيل وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وعن بهز ابن حكيم عن ابيه عن - 00:15:22
جده انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة. رواه احمد. وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه - 00:15:42
انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام قال ان تسلم قلبك لله ويسلم المسلمون من لسانك ويدك قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان. قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث - 00:16:02
بعد الموت باب تفسير الاسلام تفسير الشيء هو كشفه وايضاحه وهو من الفسر وهو الكشف. فسر الشيء كشفه والمقصود بتفسير الاسلام بيان حقيقته التي جاءت في الكتاب والسنة وقد احسن المؤلف رحمه الله فيما ذكره من نصوص اذ - 00:16:24
ما ذكره من النصوص يستوعب التفسير الجلي المكتمل للاسلام بدأ ذلك بذكر اية من الكتاب الحكيم وعطفه بذكر جملة من الاحاديث عن سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه اما الاية فهي - 00:16:52
قوله رحمه الله وقول الله تعالى فان حاجوك اي جادلوك ونظروك فقد فقل فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني. اجبهم فيما يحاجونك به في بيان ما انت عليه عليه وهو اسلام الوجه لله. اسلمت وجهي لله - 00:17:17
ومن اتبعني هو هذا عمله فهذا الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي عليه اتباعه اسلام الوجه لله. وهذه الخصلة الاولى من خصال الاسلام وهو تمام الاخلاص لله عز وجل - 00:17:42
بالعبادة والقصد والطلب والتوجه فاسلام الوجه يتضمن اخلاص العمل له وتمام الانقياد له. الاخلاص توحيدا والانقياد له طاعة وهذا المعنى العام للاسلام الذي يتضمن كل ما فيه من العقائد وكل ما فيه من العمل - 00:17:59
فالاسلام هو اخلاص العمل لله توحيد الله افراد الله بالعبادة اخلاص القصد له والانقياد له بالطاعة فلا يطاع سواه جل في علاه ثم بعد ان ذكر المعنى الاجمالي للاسلام الشامل للاعتقاد والعمل في ما دلت عليه الاية ذكر جملة من الاحاديث وبدأ - 00:18:35
ببيان الاسلام الذي دعا اليه خير الانام وذلك ببيان اركانه ودعائمه يقول وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:19:03
وهذا هو الاصل الاول والركن الاول والدعامة الاولى التي يبنى عليها الاسلام. وتقيم الصلاة ثاني وتؤتي الزكاة الثالث وتصوم رمضان الرابع وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا الخامس وهذه خمس دعائم تكشف الاسلام. لقول بني الاسلام على خمس. ثم بينها صلى الله عليه وسلم - 00:19:27
والملاحظ في هذه الخمس انها تجمع الاعتقاد والعمل الاعتقاد والعمل. الاعتقاد في الشهادتين فان الشهادتين عقد القلب وقول اللسان اذ قول اللسان مجردا عن قول القلب لا يثبت به الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بل يعصم به الدم والمال لكن لا يكون هو الاسلام المنجي في الاخرة - 00:19:56
فالشهادة هي اقرار القلب مع نطق اللسان وبيانه بما وقر في القلب والشهادة تتضمن البيان الاجمالي للأصول التي يبنى عليها الاسلام فالاسلام يبنى على اصلين الاصل الاول الا يعبد الا الله - 00:20:30
والاصل الثاني الا يعبد الا بما شرع دليل الاصل الاول شهادة ان لا اله الا الله ودليل الاصل الثاني شهادة ان محمدا رسول الله ثم ذكر بعد ذلك جملة من الاعمال - 00:20:55
نكمل ان شاء الله تعالى غدا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:15