التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولاهل العلم والمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث الثامن عشر - 00:00:00ضَ
عن ابي ذر جندب ابن جنادة ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن - 00:00:17ضَ
صحيح الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الحديث الثامن عشر من احاديث الاربعين النووية وهو ما نقله المصنف رحمه الله قائلا عن ابي ذر - 00:00:40ضَ
دب ابن جنادة وعن ابي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما قد اخرج الحديث الترمذي من حديث ابي ذر وكذلك من حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنهما - 00:01:00ضَ
من طريق الثوري الحبيب ابن ابي ثابت عن ميمون ابن بنفس الاسناد مرة قال عن ابي ذر ومرة قال عن معاذ الطريق واحد لكن الاختلاف في صحابي مرة قال ميمون ابن شبيب - 00:01:16ضَ
عن ابي ذر ومرة قال عن معاذ الاسناد واحد ولذلك رجح الترمذي رحمه الله فيما نقل عن شيخه محمود ابن تصحيح رواية ابي ذر وان الثابت المحفوظ من هذا الحديث - 00:01:42ضَ
وما كان عن ابي ذر جند ابن من جنادة رضي الله عنه جندب آآ ابن جنادة ابو ذر رضي الله عنه من خير الصحابة قد تقدم اسلامه رضي الله عنه وتأخرت هجرته - 00:02:00ضَ
شهد بدرا توفي سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان لما كان هذا اول موضع يذكر فيه حديثا عن ابي ذر ذكر اسمه على ما جرى به عمله من التعريف الصحابي عند اول ذكر له - 00:02:19ضَ
وكذلك معاذ بن جبل رضي الله عنه ومن الانصار من الخزرج وهو من اعيان الصحابة شهد بدرا وما بعدها وقد بلغ من العلم مبلغا عاليا رضي الله عنه بالشام سنة ثماني عشرة - 00:02:46ضَ
على صغر في عمر سنه رضي الله عنه والحديث موضوعه بيان اهمية التقوى وطريق السلامة في معاملة الرب جل وعلا ومعاملة الخلق حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث - 00:03:09ضَ
وصية مكونة من ثلاث جمل قال اتق الله حيثما كنت هذه الجملة الاولى والثانية واتبع السيئة الحسنة تمحها والثالثة وخالق الناس بخلق حسن اذا نظرت الى هذه الوصية وجدت ان هذه الوصية ترجع الى - 00:03:39ضَ
امرين الامر الاول اصلاح الصلة بالله عز وجل والثاني اصلاح الصلة بالخلق اصلاح الصلة بالله يقوم على ركيزتين التقوى التوبة وساحل الصلة بالخلق يقوم على حسن المعاملة حسن المعاملة وطيب الاخلاق - 00:04:05ضَ
هذا من اجمع الوصايا الحديث هذا من اجمع الوصايا التي تحصل بها للمرء صلاح ما بينه وبين الله ويحصل له به صلاح ما بينه وبين الخلق ما بينك وبين الله - 00:04:34ضَ
يتحقق بالتقوى وكثرة التوبة والاستغفار وصلاح ما بينك وبين الخلق يتحقق بحسن الخلق يقول صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت صدر هذه الوصية بالامر بالتقوى قال اتق الله - 00:04:50ضَ
واتق الله اجعل بينك وبين الله وقاية اجعل بينك وبين الله وقاية والتقوى انما تستعمل فيما يخشى ويحذر ويخاف يتوقع منه الظرر وهي تأتي مضافة الى الله عز وجل في نحو قوله تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم - 00:05:13ضَ
في مثل قوله يا ايها النبي اتق الله وتأتي مضافة الى غيره اتقاء عذابه ومنه اتقاء النار قوله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة وقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:54ضَ
اتقوا النار ولو بشق تمرة المقصود من هذا وذاك هو جعل بينك وبين ما تخاف وتحذر وقاية والوقاية هي ما يصونك ويحفظك عن ان ينالك ما تخاف من المتقى ما تخشى من المتقى - 00:06:15ضَ
والامر بالتقوى هو من شريف الاوامر وقد عم الله تعالى به وخص عم به الخلق فقال ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وخص امر بالتقوى - 00:06:39ضَ
اعلم الناس بربه واخشاهم له وهو النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بوصفه يا ايها النبي اتق الله التقوى امر الله لكل خلقه وهي امر لا يتقيد بقيد ولا يتحدد بحد - 00:06:59ضَ
بل هي امر بل هي امر الله تعالى لبني ادم في كل زمان وفي كل مكان وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم هنا الى المكان بقوله حيثما كنت اي اينما كنت - 00:07:29ضَ
في اي مكان صرت في سر او في اعلان في سفر او في حظر كما امر الله تعالى بالتقوى في كل زمان وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون - 00:07:47ضَ
امر الله تعالى بتقواه مد ذلك الى الوفاة دل ذلك على انه مأمور بالتقوى في كل زمان ومأمور بالتقوى في كل مكان وفي كل حين وحال السر والاعلان المنشط والمكره - 00:08:12ضَ
الغنى والفقر في كل احوال بني ادم هم مأمورون بالتقوى. هذا معنى هذه الوصية الاولى اتق الله حيثما كنت كيف يحقق المؤمن الوقاية من الله والوقاية مما يخاف من النار والعذاب - 00:08:36ضَ
نحقق ذلك بطاعة الله تقوم على امرين فعل ما امر وترك ما نهى فعل ما امر به جل في علاه وترك ما نهى عنه فانه لا يتحقق للمرء التقوى الا بهذا. ولهذا عندما تسمع - 00:08:57ضَ
قول الله تعالى امرا بالتقوى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته اعلم ان المأمور به هو ان تفعل ما امرك الله به ان تطيعه في الامر امتثالا وفي النهي تركا وانزجارا - 00:09:18ضَ
هذا معنى التقوى وما تتحقق به اتق الله حيثما كنت ثم قال صلى الله عليه وسلم في الوصية والحديث في التقوى يتشعب لكن نقتصر على هذا القدر الذي بيناه ثم قال رحمه الله ثم قال صلى الله عليه وسلم واتبع واتبع السيئة الحسنة - 00:09:37ضَ
هذا ثاني ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف. واتبع السيئة الحسنة تمحها اتبع الحق وهي الالحاق القريب وليس الالحاق المطلق بل الحاق القريب لان الاتباع - 00:09:58ضَ
هو الاقتفاء والسير في اثر الشيء قوله صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة اي الحق السيئة حسنتان والسيئة المراد بها هنا هي المعصية والمعصية تتحقق بواحد من امرين اما - 00:10:21ضَ
ترك واجب واما فعل محرم كل المعاصي على اختلافها وتنوعها تدور على واحد من هذين الامرين اما ترك واجب واما فعل محرم كذلك الحسنة يقابلها يا اما فعل واجب او مستحب - 00:10:52ضَ
او محرم فترك المحرم احتسابا مما يؤجر عليه الانسان اذا قوله صلى الله عليه وسلم اتبع السيئة يعني الخطيئة سميت المعصية سيئة لانها يسيء الى من اقترفها في الحال وفي المآل. فلذلك سميت سيئة - 00:11:14ضَ
لانها تسوء حاله يلحقه بها ضيق صدر في الدنيا وعقوبة اذا كان مما يرتب عليه عقوبات دنيوية فضلا عما يكون من العقوبات الاخروية ان لم يتب منها اتبع السيئة يعني الحق السيئة - 00:11:45ضَ
هنا اسم لكل معصية ظاهرة او باطنة صغيرة او كبيرة في حق الله او في حق الخلق لان الالف واللام هنا للاستغراق وتشمل كل السيئات اتبع السيئة الحسنة هاي الطاعة - 00:12:09ضَ
والقربى الصالح من العمل تمحها ما المراد الحسنة هنا قال جماعة من المفسرين المراد بالحسنة التوبة اتبع السيئة توبة سمى التوبة حسنة لانها هي التي تمحو الذنوب على وجه محقق - 00:12:30ضَ
قال الله تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض روايات حديث مسلم وان كانت غير محفوظة في النسخ التي بين ايدينا - 00:12:55ضَ
والتوبة تهدم ما كان قبلها ذكر ذلك اه في رواية مسلم عبد الاله بن عامر في قصة اسلام عمرو بن العاص والتوبة تهدم ما كان قبلها لكن النسخ الموجودة من صحيح مسلم - 00:13:09ضَ
ليس فيها هذا ويدل لذلك ايضا قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة وغيره من حديث ابن مسعود التائب من الذنب كمن لا ذنب له تائب من الذنب كمن لا ذنب له - 00:13:26ضَ
معنى هذا انها هدمت بنا السيئات وقيل المراد بالحسنة هنا التوبة والعمل الصالح ليست توبة فقط لان التوبة تمحو هذا اقل ما يكون من الحسنات ولكن المأمور به اضافة الى التوبة ان يحدث عملا صالحا - 00:13:48ضَ
المغفرة قد جعلها الله تعالى من نصيب من امن عمل صالحا ثم اهتدى. قال الله تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى اذا الحسنة هنا اقل احوالها - 00:14:16ضَ
التوبة هذا فيه سيأتي من فوائد انه الامر بالتوبة من كل سيئة في حق الله او في حق الخلق ويصدق على قوله الحسنة العمل الصالح ولو لم يتب الانسان فانه لو لم يتب - 00:14:41ضَ
عمل صالحا كان هذا العمل مكفرا لسيئته طبعا هو يعاقب على اصراره لكن من ما تحصل به مما يحصل به تكفير الخطايا الحسنات الماحية فان من الحسنات ما يمحو السيئات - 00:15:03ضَ
لقول النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قال كثرة الخطى الى المساجد واسباغ الوضوء على المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة هذي اعمال تمحو - 00:15:28ضَ
الخطايا حتى لو لم يتب منها اصحابها انه لم يقيد ذلك بالتوبة والا فالتوبة منفردة سبب محو السيئات لكن هذا فيما اذا لم يتب الانسان وقول اتبع السيئة الحسنة نقول التوبة والعمل الصالح - 00:15:46ضَ
السيئة الحسنة يشمل التوبة وهذا اكد ما تمحى به الخطايا. والسيئات ويشمل ايضا الاعمال الصالحة الماحية وقوله تمحها اي تزيلها والمحو هنا بمعنى الاذهاب مع الشيء اذا اذهبه وازاله والازالة هنا للسيئة نفسها ولاثارها المترتبة عليها. من عقوبات الدنيا وعقوبات الاخرة - 00:16:08ضَ
فان التوبة والاعمال الصالحة قد تزيل السيئة. وعقوبتها واثرها في الدنيا وفي الاخرة. ثالث ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم قوله خالق الناس بخلق حسن انتهى ما يتعلق باصلاح ما بين العبد وربه. وانه قائم على التقوى وعلى التوبة - 00:16:40ضَ
والعمل الصالح انتقل الى ما يصلح به ما بين العبد والخلق فقال وخالق الناس بخلق حسن خالق اي عامل فهو مأخوذ من المفاعلة خالق الناس اي عاملهم بخلق حسن اي بمعاملة حسنة - 00:17:01ضَ
ومعاملة الحسنة تدور على ثلاثة امور كف الاذى وهذا ادنى مراتب الاحسان الى الخلق ان تكف اذاك عنهم وبذل الندى الاحسان اليهم بكل وجه وطلقت الوجه وهذا اقل ما توصل اليهم من الاحسان - 00:17:20ضَ
طلاقة الوجه اليهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه اخيك صدقة وحسن الخلق جاءت به نصوص كثيرة في بيان فضله العظيم منزلته بل قد قال ابن القيم رحمه الله في استخلاص ما جاءت به النصوص - 00:17:44ضَ
مما يتعلق بالاخلاق انه كلما زاد كل من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين كلما زاد عليك احد في خلقه فقد زاهد عليك في الدين والخلق هنا فيما يتعلق بمعاملة الخلق - 00:18:05ضَ
ولا يمكن ان يكون الانسان حسن التعامل مع الخلق على وجه حقيقي ولا يحسن التعامل مع الخالق لذلك قال هرقل لابي سفيان لما سأله اياك آآ اكان يكذب هل عرفتم عنه كذبا - 00:18:22ضَ
قال لا. قال ما كان ليذر الكذب على الناس ما يكذب على الله حسن خلق مع خلق مع الناس هو صورة من حسن الخلق مع الله عز وجل هم مرتبطان - 00:18:37ضَ
هذي الوصايا العظيمة الثلاثة فيها خير عظيم لمن استمسك بها وهي عنوان صلاح ما بينك وبين الله تعالى وعنوان ما صلح ما بينك وبين الخلق. في اهمية التقوى في فوائد منها اهمية التقوى - 00:18:50ضَ
منها لا تنافي التقوى اذا تاب منها الانسان كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون منها ان الانسان لا بد ان يخطئ ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المخرج - 00:19:05ضَ
في حال الخطأ واتبع السيئة الحسنة تمحها منها اهتمام المؤمن بسيئاته والتخفف منها بكل وسيلة وعلى ذلك من اه اسباب صلاحه واستقامته منها ان معاملة الخلق وعمل حسنة مما يؤجر عليه الانسان اجرا عظيما - 00:19:20ضَ
يحقق به سعادة في الدنيا وفوزا في الاخرة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على هذه بعض المسائل - 00:19:49ضَ