التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال علامة السفرني رحمه الله تعالى ويفسق المذنب بالكبيرة كذا اذا اصر بالصغيرة لا لا يخرج المرء من الايمان بموبقات الذنب والعصيان - 00:00:00ضَ
وواجب عليه ان يتوب من كل ما جر عليه حوبا ويقبل المولى بمحض الفضل من غير عبد كافر منفصل ما لم يتب من كفره بضده فيرتجع عن شركه وصده. ومن يمت ولم يتب من الخطأ فامره مفوض لذي العطاء - 00:00:22ضَ
فان يشاء يعفو وان يشاء انتقم احسن الله اليك فان يشاء يعفو وان شاء انتقم وان يشاء اعطى واجزل النعم. نسأل الله من فضله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:00:45ضَ
وعلى اله واصحابه اجمعين يقول كفارين رحمه الله في منظومته ويفسق المذنب بالكبيرة كذا اذا اصر بالصغيرة ولا يخرج المرء من الايمان بموبقات الذنب والعصيان. هذان البيتان يتصلان ببابين من ابواب العقائد - 00:01:00ضَ
وهما باب الاسماء والاحكام باب الاسماء والاحكام المقصود بالاسماء ما يوصف به الناس من ايمان وكفر وفسق والاحكام ما ينتهي اليهم مصير الناس من دخول الجنة او النار وهما غير مرتبطين - 00:01:22ضَ
فقد يحكم في الدنيا باسم لشخص يكون حاله في الاخرة مختلف عما يقتضيه الاسم في الدنيا فقد يوصف الانسان بانه مسلم في الدنيا ويكون منافقا حكمه في الاخرة في الدرك الاسفل من النار - 00:01:51ضَ
وبالتالي ليس ثمة تلازم بما يتعلق بالواقع وفيما يتصل بما في قلوب الناس لكن احكام الظاهر هي التي يجري عليها آآ يجري يجري عليها البحث وهي التي يتكلم بها الناس - 00:02:09ضَ
ولا يلزمهم الا ما ظهر فمن اظهر خيرا آآ حكم له به ومن اظهر غير ذلك حكم له به واما السرائر والقلوب فان علمها فان علمها عند الله عز وجل. اذا البيت الاول مما يتصل بالاسماء - 00:02:29ضَ
والبيت الثاني في هذا المقطع من كلام المصنف رحمه الله يتصل بالاحكام يقول في البيت الاول ويفسق المذنب بالكبيرة يفسق ان يخرج عن وصف الايمان ها نعم يفسق اي يخرج عن وصف الايمان - 00:02:45ضَ
قوله بالكبيرة اي بسببها وتكلمنا عن المقصود بالكبيرة وقلنا ما كان فيه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة ويلتحق به ما فيه لعن او طرأ او براءة او نفي ايمان - 00:03:04ضَ
قال كذا اي ومثل الكبيرة في خروج مرتكبها عن وصف الايمان الى الفسق قال كذا اذا اصر بالصغيرة اي ومثل حكمه في ما اذا اتى كبيرة اذا اصر للصغيرة والاصرار - 00:03:26ضَ
هو لزوم الشيء والثبات عليه والدوام عليه الاصرار لزوم وثبوت ودوام وقوله بالصغيرة اي بسببها والمقصود بالصغيرة هنا ما كان دون الكبائر من الذنوب وهو ما لم يرد فيه حد في الدنيا - 00:03:49ضَ
وما لم يرد فيه وعيد معين في الاخرة طبعا كل الذنوب جاء انها مهلكة وجاء انها آآ يعاقب اهلها بعقوبات لكن الكلام على اعمال بعينها الصغائر بعينها او الذنوب بعينها فما لم يرد فيه وعيد خاص - 00:04:11ضَ
في الاخرة ولم وليس في حد في الدنيا ولم يتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله ولا آآ نفى الايمان عنه ولا لعن صاحبه فانه من الصغائر وهذا مبني على - 00:04:38ضَ
ما جرى عليه العلماء في عامة قولهم من قسمة الذنوب الى قسمين صغائر كبائر واصل القسمة في كلام الله عز وجل في قوله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. وفي ايضا قوله في سورة الكهف - 00:04:55ضَ
ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصى وهذا اصلح اية في القسمة حيث ذكر الكبائر والصغائر الكبيرة والصغيرة - 00:05:18ضَ
يا ويلتينا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وذهب بعض اهل العلم الى ان كل الذنوب كبير وليس فيها صغير وهذا صحيح بالنظر الى ايش بالنظر الى - 00:05:34ضَ
من من خالف امره من عصي امره فان الذنوب صغيرها وكبيرها على حد سواء بالنظر الى المخالفة لكن بالنظر الى عظم ما يحصل من الفساد والشر فان ذلك يتفاوت وعلى هذا جرى تقسيم الذنوب الى صغير - 00:05:55ضَ
وكبير بالنظر الى شرها وفسادها وما يكون فيها من الفحش والقبح قوله رحمه الله وكذا كذا اذا اصر بالصغيرة بالصغيرة اي بالذنب الصغير فهل المقصود بالصغيرة اي جنس الصغائر او المقصود صغيرة بعينها - 00:06:17ضَ
الذي يظهر ان الاصرار على جنس الصغائر كالاصرار على صغيرة بعينها فان الاصرار دوام فعل الذنب والاقامة عليه ودوامك فعل الذنب والاقامة عليه اصرار سواء كان بالجنس كان يبيت في نفسه انه لن يترك الصغائر - 00:06:48ضَ
في الجملة لا يتوب منها لان الاصرار يتنافى مع مع ايش مع التوبة ضد الاصرار التوبة دليل ذلك قوله تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة وظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم - 00:07:18ضَ
ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا الاستغفار مظمونه طلب المغفرة بالتوبة والاوبة الى الله عز وجل والترك للاساءة والخطأ المقصود بالاصرار هنا الاصرار على جنس الذنوب يعني يبيت في قلبه انه لن يتوب من كل الذنوب - 00:07:36ضَ
بعظ اسرار ويدخل في قوله كذا اذا اصر بالصغيرة ويحتمل قول المصنف رحمه الله انه يريد بذلك صغيرة بعينها اي ان يصر على صغيرة بعينها من الذنوب التي في حد الصغائر - 00:07:57ضَ
وسواء هذا او هذا كلاهما يدخل في قوله رحمه الله كذا اذا اصر بالصغيرة وما الدليل على ان الاصرار على الصغائر يصيرها كبيرة استدلوا لذلك بما رواه الشهاب في مسنده - 00:08:15ضَ
من طريق ابن ابي مليكة عن عبد الله ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار الا ان هذا لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم لا صغيرة - 00:08:37ضَ
مع الاصرار يعني ينتفي وصف الصغيرة مع اسرار الانسان على الذنب ولا كبيرة مع استغفار لان الاستغفار يهدم كل كبيرة ويزيل كل خطيئة وتتلاشى معه كل الخطايا لكن هذا الحديث - 00:08:53ضَ
لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وغايته ان يكون ثابتا عن عبد الله ابن عباس وقد جاء عن عبد الله ابن عمر نظيره فهذا من كلام الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:09:19ضَ
وليس فيه شيء مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال جماعة من العلماء ان الاصرار على الصغيرة لا يصيرها كبيرة بل تبقى صغيرة ان الرصاع الصغيرة لا يسيرها كبيرة بل تبقى - 00:09:35ضَ
صغيرة لعدم الدليل ان ان الاسراع الصغيرة يسيرها كبيرة ومثل هذا لابد فيه من مستند ولابد فيه من آآ دليل والذي يظهر والله تعالى اعلم ان دليل ذلك هو قول الصحابي - 00:09:54ضَ
قول الصحابي اذا اشتهر ولم يعلم خلافه كان حجة على الراجح من قولي الاصوليين فيكون دليل ما ذكره المصنف رحمه الله هنا كذا اذا اصر بالصغيرة هو ما جاء عن الصحابة رضي الله تعالى - 00:10:14ضَ
عنهم ومما يدل على ذلك ما جاء في حديث عائشة وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما في قوله صلى الله عليه وسلم اياكم ومحقرات الذنوب فانهن يجتمعن على الرجل فيهلكن - 00:10:37ضَ
فقوله اياكم ومحقرات الذنوب تحذير وقال يجتمعن على الرجل فيهلكنه ولا يوصف الهلاك الا بما يكون من الموبقات والعظائم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم اجتماع الصغائر على الرجل بمنزلة الكبيرة فيما يتعلق باثرها وهو حصول الهلاك - 00:11:04ضَ
ولهذا يستدل العلماء على عظم اتيان الرجل امرأته في نهار رمضان وانه من كبائر الذنوب باقرار النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي جاء اليه فقال يا رسول الله هلكت؟ قال ما اهلكك؟ قال اتيت اهلي في نهاري وقعت على اهلي في نهار رمضان - 00:11:33ضَ
فاقره النبي صلى الله عليه وسلم على وصف الهلاك المقصود ان هذا يشير حديث عبد الله بن مسعود وعائشة وهو رسالة جيد يدل على هذا الاصل وهو ان الصغائر مهلكة - 00:11:56ضَ
اذا اجتمعت ولا تجتمع في الغالب الا لمن ادام فعلها ولم يتب منها ادام فعلها ولم يتب منها قوله رحمه الله ويفسق المذنب بالكبيرة كذا اذا اصر بالصغيرة اي يوصف بالفسق - 00:12:10ضَ
والوصف بالفسق لا يخرج صاحبه عن دائرة الايمان. واعلم ان الفسق في القرآن نوعان فسق اكبر يخرج به الانسان عن الايمان والاسلام وفسق اصغر هو دون ذلك في المرتبة والاثر - 00:12:33ضَ
فقوله رحم الله هنا يفسق المقصود به الفسق الاصغر لا الفسق الاكبر الذي يخرج به صاحبه من النار وبه يعلم ان قوله رحمه الله ويفسق المذنب بالكبيرة ان يخرج عن حد - 00:13:00ضَ
الطاعة الى الفسق لكن هذا فسق لا يترتب عليه كفره ومما يدل على ما ذكرنا من ان الفسق يطلق على على الكفر ايات عديدة منها قوله تعالى والله لا يهدي القوم الفاسقين - 00:13:31ضَ
ومنها قوله جل وعلا ساريكم دار الفاسقين ومنها قوله تعالى وما وجدنا لاكثر من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين وجاء اطلاق الفسق على العصيان في مواضع عديدة وان لم يخرج الى حد الكفر ومن ذلك - 00:14:06ضَ
قول موسى عليه السلام لما عصى قومه ان يدخلوا معه المدينة حيث قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون. قال ربياني لا املك الا نفسي واخي - 00:14:33ضَ
تفرق بيننا وبين القوم الفاسقين ولم يكفروا بذلك بل كانوا من اتباع موسى الا انهم فسقوا بعدم طاعتهم والمقصود ان الفسق المذكور هنا هو فسق لا يخرج به صاحبه من الايمان - 00:14:55ضَ
ولذلك المراتب والاسماء مسلم مؤمن وفاسق وكافر فالفسق هنا خرج به صاحبه عن كمال الايمان عن الايمان المطلق لكنه لم يخرج عن مطلق الايمان وهذا مما ينبغي ان يفهم ان - 00:15:22ضَ
الفسق يخرج به الانسان عن الايمان المطلق ما هو الايمان المطلق؟ يعني الكامل التام وذلك لكونه وذلك لكونه خالف مقتضى الايمان من الطاعة والاحسان لكن هذا لا يستلزم ان ينتفي عنه - 00:15:56ضَ
وصف الايمان بالكلية دليل ذلك قول الله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ايش فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقالت التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فوصفها الله تعالى الطائفتين المقتتلتين - 00:16:14ضَ
باش بالايمان ثم قال انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم فاثبت لهم وصف الايمان مع انه قال صلى الله عليه وسلم قتال مسلم تباب المسلم فسوق وقتاله كفر والمقصود بالكفر هنا كفر دون كفر - 00:16:39ضَ
فقوله رحمه الله ويفسق المذنب بالكبيرة ان يخرج عن الايمان المطلق الى مطلق الايمان الى مطلق الايمان لكن لا يوصف بالكفر حتى يأتي بناقض من نواقض الاسلام وهذا مما ظل فيه - 00:17:02ضَ
طوائف من اهل القبلة وابرز ما من ظل فيه طائفتان هما الخوارج والمعتزلة ويسمون عند العلماء الوعيدية وسموا بهذا لانهم غلبوا نصوص الوعد على نصوص الوعيد. هؤلاء عندهم ان الايمان - 00:17:29ضَ
لا يتبعظ ولا يتجزأ اما ان يثبت كله واما ان يزول كله اما ان يثبت اصله وتذهب بعض خصاله فهذا لا يمكن ان يكون ولهذا عندهم ان مرتكب الكبيرة خارج عن وصف الايمان بالكلية - 00:17:56ضَ
فلا يثبت له مطلق الايمان ولا الايمان المطلق ونحن نتفق معهم انه لا يثبت له الايمان المطلق لانه لم يأتي بخصاله لكن نخالفهم في انهم نفوا عنه مطلق الايمان ومطلقا من اثبتته النصوص كما ذكرنا في قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا - 00:18:21ضَ
وكذلك في قوله تعالى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان فلم ينفي الله عز وجل الايمان عنه بالكلية انما انتفع عنه الايمان الكامل التام هؤلاء نفوا عنهم عنه الايمان لكنهم اختلفوا فيما يوصف به او فيما يطلق عليه من اسم - 00:18:43ضَ
فقالت الخوارج انه كافر وقالت المعتزلة انه في منزلة بين بين منزلتين بين الايمان والكفر فلا يوصف بانه مؤمن ولا يوصف بانه كافر. لكن هذا الاختلاف المتعلق بالاسماء في الدنيا - 00:19:10ضَ
يزول بينهما فيما يتعلق الحكم في الاخرة فانهم يرون ان مرتكب الكبيرة في النار فيما يتعلق بالاخرة في الحكم فهم اختلفوا فيما يتعلق بما يوصف به من اسم او ما يطلق عليه من اسم لكنهم اتفقوا فيما يتصل بايش - 00:19:30ضَ
فيما يتعلق بالحكم الاخروي نقف على هذا ونكون ان شاء الله يوم غد - 00:19:55ضَ