قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات - 00:00:00
احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعوا لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك - 00:00:15
وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجدها امامك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك. فما اصابك - 00:00:32
واعلم ان النصر مع الصبر. وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الحديث التاسع عشر - 00:00:53
الاحاديث الاربعين النووية وهو ما نقل المصنف رحمه الله عن عبد الله بن عباس عبد الله ابن وعبدالله ابن عباس من خيار الصحابة رضي الله عنهم ومن فقهائهم وعلمائهم ولد قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين - 00:01:11
توفي سنة ثمان وستين وقد بلغ مبلغا عظيما في العلم حتى سمي حبر الامة معنى القرآن قد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل - 00:01:29
عبدالله بن عباس رضي الله عنه يقول كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما وفي رواية احمد قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم يوما هذا الحديث قبل ان نخوض في شرح معانيه - 00:01:53
اصل عظيم يتضمن قواعد كلية في مهمات الدين و صحة اليقين وسلامة الايمان وصدق التوكل على الله عز وجل الحديث دائر على تحقيق اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد واياك نستعين - 00:02:09
من حقق هذا الحديث حقق معنى قوله اياك نعبد واياك نستعين انه دائر على تحقيق العبودية لله عز وجل تحقيق استعانة به جل في علاه يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله ابن لعبدالله ابن عباس - 00:02:33
يا غلام دعاه بوصفه تأنيسا له وتلطيفا وتلطفا تأنيسا له وتلطفا معه يا غلام والغلام والمترعرع هكذا قال اهل اللغة وقيل هو ما بين الفطام الى سبع سنين وقيل الغلام هو الصغير الى حد الالتحاء يعني ان تظهر له لحية - 00:02:55
اذا سمي غلاما بعد ظهور لحيته فداك على وجه التجوز والذي يظهر ان الغلام هو من كان دون البلوغ يطلق على من كان دون البلوغ لانه اذا بلغ كان رجلا - 00:03:28
وقد يطلق على ما بعد الفطام الى سبع سنين وما يداك والذي يظهر ان ابن عباس رضي الله عنه كان قريبا من العشر في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم مما زاد قليلا او نقص - 00:03:44
لان ابن عباس توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثلاثة وله ثلاثة عشرة عاما ثلاثة عشر عاما حيث انه ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات يقول النبي صلى الله عليه وسلم مات في السنة العاشرة فيكون له ما دون البلوغ. يقول يا غلام - 00:04:01
اني اعلمك كلمات وهذا فيه التهيئة للتعليم حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفجأه التعليم بل استرعى انتباهه وطلب حضور ذهنه في قوله اني اعلمك كلمات كلمات الجمل - 00:04:22
والجملة في كلام العرب تطلق وتسمى كلمة ذلك ان هذا الحديث تضمن جملة من الكلمات العظيمة والتعليم هنا ليس تعليما لنطقها ولفظها قال لي نطقها ومضمونها اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك. هذا اول ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم التعليم - 00:04:45
احفظ الله يحفظك وهذه الجملة العظيمة نجمع القيام بالدين وتبين الثواب والاجر وهي من ابلغ الاختصارات في بيان المطلوب والثمرة المطلوب احفظ الله والثمرة يحفظك وليس هناك ايجاز يختصر المطلوب من العبد وما يناله عليه من الاجر والثواب - 00:05:13
مثل هذا اللفظ الموجز الذي يصدق وصفه صلى الله عليه وسلم بانه قد اوتي جوامع الكلم احفظ الله يحفظك الحفظ يقوم على الحراسة صيانة والظبط والوعي والعلم كل هذه مما - 00:05:45
يطلق عليه الحفظ احفظ الله قوله احفظ الله يتضمن حراسة الشريعة دراسة الامر والنهي حراسة الله تعالى وحفظه الغيب والشهادة كل ذلك مما يندرج في قوله صلى الله عليه وسلم احفظ الله - 00:06:10
احفظ الله بفعل ما امر به احفظ الله بترك ما نهاك عنه احفظ الله بالذب عن شريعته احفظ الله بالقيام بامره احفظ الله في الغيب والخلوة احفظ الله في الشهادة - 00:06:34
احفظ الله في الظاهر احفظ الله في الباطن كل هذا مما امر به في قوله احفظ الله لانه لم يبين في ماذا يحفظ الله؟ فيشمل كل ما يجب صيانته ويجب حفظه - 00:06:52
من حقوق الله تعالى الظاهرة والباطنة فيما يتعلق بحقه او فيما يتعلق بالحق ثم قال صلى الله عليه وسلم يحفظك هذا جواب الطلب. احفظ الله هذا طلب جوابه يحفظك اي ثمرة ذلك - 00:07:07
ونتاجه ان يحفظك الله تعالى والله تعالى يحفظ عباده سبحانه وبحمده الطائع والعاصي احفظ الجميع فلولا حفظ الله هلك الخلق قال تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه هذا لكل انسان - 00:07:25
له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله اي يحفظونه بامر الله بسبب امر الله يحفظ وهذا حفظ لكل احد المسلم والكافر اذا ما هو الحفظ المذكور هنا - 00:07:48
الحفظ المذكور هنا هو حفظ زائد حفظ ولاية حفظ خاص حفظ رعاية تأييد كل ذلك لمن حفظ الله تعالى فانه سيجزى على ذلك بحفظ زائد على الحفظ الذي يشترك فيه كل الخلق - 00:08:03
ان ذاك من مقتضيات الربوبية العامة لكن هذا الحفظ هو من مقتضيات المحبة والربوبية الخاصة احفظ الله يحفظك ولم يبين الحفظ من ماذا؟ فيحفظك من كل مكروه ومن كل سوء - 00:08:24
حاضر او غائب خافوا او تعلمه او لا تعلمه. تخافه او تغفل عنه يحفظك وهذا اذا تدبره الانسان وجد انه في صيانة وحرز وحماية عظيمة اعظم الحفظ هو حفظ الله تعالى - 00:08:43
يقيك مما تخاف مما لا تخف يقيك مما تدرك ومما لا تدرك كم من الافات يسأل عنها غافل فيدفعه الله تعالى عنه. بحفظه الخاص وحفظه العام لذلك هذه هذا حصن - 00:09:02
من دخله امن وهو ان تحفظ الله فيحفظك الله حسن حفظ الله جل في علاه الزمن ليس محددا لم يأمر لم يكن هذا الحفظ مؤقتا بوقت او محددا بزمن بل هو - 00:09:20
نتاج حفظ حفظ الله. فما دمت حافظا لله فالله يحفظك ويمكن ان يتجزأ الامر فتحفظ الله في امر يحفظك الله في نظيره تخل في امر فيرتفع عنك من الحفظ بقدر ما - 00:09:37
رفعت من ايش من حق الله في الحفظ وهو في الدنيا وفي الاخرة احفظ الله يحفظك. اذا مت حافظا لله حفظك الله في قبرك. حفظك الله الاخرة من اهوال يوم القيامة. حفظك الله من النار بقدر حفظك له. فتجتاز الصراط على احسن حال - 00:09:54
كل هذا من حفظ الله تعالى الذي يتوقى به الانسان الشرور ويبلغ به الامال والاماني ثم قال بعد ذلك الجملة الثانية احفظ الله تجده تجاهك احفظ الله تجده تجاهك وهذا معنى ما جاء في رواية في رواية غير الترمذي رواية الامام احمد احفظ الله - 00:10:20
تجده امامك لا تجده امامك وتجده تجاهك هو بمعنى تجده امامك وهذه الجملة الثانية تكرار ام هناك مزيد اخبار هذا فيه مزيد اخبار امره بالحفظ يعني فقال احفظ الله وهذا كقوله احفظ الله يحفظك - 00:10:44
لكنه ذكر له اجرا لم يذكره في الاول هل هناك احفظ الله يحفظك وهنا قال احفظ الله تجده تجاهك. الانسان في الدنيا وفي الاخرة يسعى لامرين الامر الاول التوقي من الشرور والاضرار - 00:11:06
والنجاة من المكروهات والمخوفات وهذا يتحقق بقوله احفظ الله يحفظك الامر الثاني الذي يسعى له الانسان في دنياه وهو هم كل بني ادم على اختلاف اجناسهم وعلى اختلاف اديانهم على اختلاف ازمنتهم وعلى اختلاف مراتبهم انه يسعى لادراك ما يحب يسعى لادراك ما - 00:11:25
يلائم آآ طبيعته وما يشتهي من الملذات وهذا يدركه بقوله احفظ الله تجده تجاهك تجده امامك يبلغك ما تأمل ويصل بك الى ما تريد ويسهل لك ما تقصد لا يمكن ان تكون الجملة الاولى احفظ الله يحفظك. هذه لبيان ان حفظ الله من ثمرته - 00:11:50
زيادة العبد ووقايته من المخاوف والشرور والجملة الثانية احفظ الله تجده تجاهك. بيان ان حفظ الله تعالى يبلغ الانسان من الخير ما لا يرد له على بال فيصنع الله له - 00:12:18
ويسر له من الخير ما ليس له على بال والله تعالى ولي الذين امنوا ان الله لطيف بالعباد الله لطيف بعباده ان ربي لطيف لما يشاء كل هذا مما يندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم احفظ الله تجده تجاهك. اي تجده امامك - 00:12:37
ويمكن ان يقال ان هذا من باب عطف العام على الخاص تجده امامك او تجاهك يشمل التأمين من المكروهات والتبليغ للمرغوبات والمحبوبات وكلها مندرجة في قوله تجده امامك تجده امامك في المضايق - 00:13:03
يخلصك منها ونجيك من الكروب ويجعل لك فرجا ومخرجا وينجيك وتجده تجاهك في المطلوبات والمرغوبات. فييسرها لك ويبلغك الانتفاع بها ويجعلها عونا لك على خير الدنيا والاخرة هذا معناه المعنى الاخر في قوله احفظ الله تجده - 00:13:22
فيكون هذا من باب عطف ايش العام على الخاص يحتمل هذا ويحتمل هذا ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الجملة الثالثة اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله - 00:13:44
اذا سألت في اي شيء من المسائل والسؤال هو الطلب سواء كان الطلب باللسان والمقال وكان الطلب بالحال والعمل اذا سألت اسأل الله اذا سألت في شيء من الاشياء اقصد الله بقلبك - 00:14:00
وهذا لا علاقة له بمسألة الخلق فيما يجوز سؤالهم عنه لانه حتى اذا سأل الانسان الخلق فيما يجوز سؤالهم عن فانه لا يتم له مقصوده ولا يدرك مطلوبه الا اذا يسره الله تعالى له. فاذا لم يعلق قلبه بالله - 00:14:24
فانه لا يدرك ما يؤمل فمثلا عندما تسير في طريق وتضل وتجد احد هل يجوز ان تسأله اين الطريق يجوز هل يتعارض هذا معقول اذا سألت فاسأل الله لأ لا يتعارض - 00:14:46
لانه مما يجوز سؤاله وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله لما اخذ الدليل معه وفعله اصحابه ولا اشكال فيها بل ابى لله وامر به في قوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم - 00:15:04
لا تعلمون السؤال الذي يحصل به السؤال المأذون فيه لا حرج في توجيهه للمخلوق ولا يتنافى معقول اذا اذا سألت لكن حتى عندما تسأل المخلوق يجب ان يكون قلبك معلقا بالخالق وان تعلم انه اذا لم ييسر له لك الجواب - 00:15:20
وييسر لك الهداية من جواب السائلين فانه لا ينفعك جوابهم ولن ولن تبلغ المطلوب في سؤالين المقصود بالسؤال هنا السؤال على وجه العموم ما كان مما لا يسأل عنه الا الله كالجنة. لا تسأل الجنة الا من الله. فالمغفرة لا تسألها الا من الله. كالتوفيق لا تسأله الا من الله - 00:15:41
كل المسائل التي لا يسأل آآ غير الله لا يجوز توجيهها الى غيره فالسؤال منه فالسؤال اه حق له جل وعلا ومنه تطلب الحاجات وتقضى الطلبات فلا يتوجه الى غير نسوان - 00:16:04
وما يجوز سؤال الخلق فيه فانه ينبغي ان يعلق قلبه بالله ويعلم ان الخلق اسباب حتى ما يسأل يسأله الخلق ايقن بقلبك ان هؤلاء اسباب ان شاء الله يسر لك من خلاله ما تؤمن وان شاء الله منعك ذلك فعلق قلبك به - 00:16:23
هذا معنى قوله اذا سألت اسأل الله نوحد مسألتك له لا تسأل سواه جل في علاه واذا استعنت فاستعن بالله السؤال مجمل الطلب كل ما يطلبه العبد في كل احواله في العسر واليسر والمنشط والمكره والصحة والمرض والغنى والفقر - 00:16:44
كل طلب يتوجه به الى الله فهو سؤال لكن قال بعد ذلك واذا استعنت فاستعن بالله ذكر صورة من صور المسائل وهي الاستعاذة وهي طلب العون اذا استعنت اذا طلبت عونا - 00:17:09
فاستعن بالله هذا قد يقول قائل ان هذا من باب عطف الخاص على العام لان الاستعانة من جملة السؤال فالذي يستعين يسأل يسأل العون لانه قوله استعن بالله اي اسأل العون منه وهذا نوع من - 00:17:28
لكن الذي يظهر الله تعالى اعلم ان ثمة فرقا في هذا السياق يكون السؤال اما يكون من مطالب التي لا تحتاج الى عمل واما الاستعانة فهي مطالب تحتاج الى فعل من الانسان يسأل الله تعالى ان - 00:17:50
ييسر له ذلك الفعل فمثلا تعلم العلم يتعلم الانسان العلم وقد لا يكون منه عمل يتعلم باب الزكاة وهو ما معه ولا ريال هذا سؤال لكن لما يأتي ليسأل عن مسألة سيعمل بها يسأل عن حكم عن صفة الصلاة مثلا لانه سيصلي او كيف يصلي صلاة الاستخارة - 00:18:20
هذا سؤال يتضمن يترتب عليه ايش عمل هناك فرق بين ما كان من السؤال فيه عمل فهذا سؤاله طلب عون وما كان من السؤال لا عمل فيه انما هو مما - 00:18:45
يسأله مما لا يترتب عليه فعل منه فهذا يسمى سؤالا هذا يمكن ان يقال في التفريق على اني على عجل راجعت الشروط الوقوف على فرق بين قوله اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله في مواد طالعت لم اقف على احد تكلم عن فرق لكن فيما - 00:19:04
اما ان يقال هذا من باب عطف الخاص على العام وهذا سهل ويسير وواضح لان الاستعانة من جملة السؤال. والثاني ان يقال ايش ان السؤال تكون فيما لا حاجة فيه الى فعل من الانسان وعمل. واما الاستعانة فما فيه - 00:19:24
عمل ويحتاج الى عون في تحقيقه قال بعد ذلك واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعت على ان يضروك بشيء لم - 00:19:45
يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك الحديث قسمان القسم الاول مطالب انشاء واجور او اثار وما يترتب عليه وهو فيما تقدم اذا سألته فاسأل الله احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فسأل الله - 00:20:06
واذا استعنت فاستعن بالله القسم الاخير القسم الثاني من الحديث هو خبر لتعزيز معنى ما تقدم من امر هناك امر بحفظ الله وبين ثوابه وامر بسؤال الله وبين ثمرته ثم هنا بين ما يعزز المعاني المتقدمة - 00:20:28
فان الانسان يخرج عن حفظ الله لرغبة او رهبة ويتوجه الى غير الله لرغبة او رهبة تبين النبي صلى الله عليه وسلم في ختم الحديث انه لا يسوغ الخروج عن امر الله - 00:20:50
بحفظه وعن سؤاله في توحيده في الطلب رغبة ولا رهبة لا يسوغ الخروج عن ما امر به في اول الحديث وجود رغبة او رهبة. يعني الناس يتركون حفظ الله لخوف - 00:21:08
شيء او لاجل ادراك شيء يسألون غير الله ويتوجهون الى غيره لادراك مطالب او لخوف من ايقاع مراهب ومخاوف جاء الحديث لبيان ان العمل يكمل بتمام الاعتقاد حيث قال صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعت - 00:21:27
على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك اعلم التوجيه الخطاب موجه للغلام اللي هو ابن عباس رضي الله عنه وهو للامة جميعا ان الامة الامة هنا - 00:21:53
المقصود بها الجماعة من الناس قلت او كثرت الامة تطلق ويراد بها الجماعة من الناس سواء كانوا جماعة محدودة معلومة معينة مقصودة او جماعة عامة تشمل كل الناس ومنه قول الله تعالى ولما ورد ماء مدينة وجد عليه امة من الناس اي جماعة من الناس يسقون. فقوله واعلم ان الامة اي - 00:22:09
الجماعة من الناس ويمكن ان يقال الامة هنا الالف واللام للاستغراق لتشمل كل الناس لو ان كل الناس اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء اي على ان يوصلوا لك نفعا في امر من الامور. دقيق او جليل خاص او عام صغير او كبير - 00:22:39
لم ينفعك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. يعني لا يمكن ان يصل اليك شيء من نفع الله الناس الا ويكون قد كتبه الله تعالى لك واذا كان كذلك تعلق القلب بمن - 00:23:01
الاسباب ولا بمسببها بالتأكيد ان تعليق القلوب بالله الذي بيده ملكوت كل شيء والاسباب مهما كانت في نظرك عظيمة فهي مأمورة فهي تحت امر الله ناصيتها بيد الله مهما عظم من تطلب منه الحاجة تيقن ان قلبه بيد مقلب القلوب وان ناصيته بيد الله - 00:23:18
فان شاء سخره لك من غير سبب وان شاء منعه من ان يبلغك ما تريد ولو فعلت ما فعلت وهذا اذا امتلأ به قلب المؤمن صدقة في توكله واصبحت الاسباب - 00:23:46
بحجمها الطبيعي الذي ينبغي ان تكون انها اسباب تؤدي لكنها ليست فاعلة ولا توجد بذاتها انما هي بامر الله تعالى ان شاء امضى ثمارها وان شاء عطلها ويجتمع هذا هذا فيما يتعلق بالنفع يقابله ما يتعلق بالضر قال وان اجتمعوا على ان يضروك - 00:24:05
ان يوصلوا اليك ضررا بشيء في اي شيء من الاشياء في نفسك في مالك في اهلك في بلدك في اه دنياك في اخراك في ظاهر في باطن لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك - 00:24:29
وعليه الاعتصام والخوف منه واللجاء اليه واما الخلق فمهما عظمت قدرتهم ما فيه انسان شوفوا ما في انسان اعطاه الله قدرة مثل الدجال ومع هذا يسلطه الله على شاب في اخر الزمان فيقتله يشقه نصفين - 00:24:46
ويمشي بينهما ثم يقول له قم فيقوم هذا الشاب باذن الله وهذا من الفتن من البلايا التي يعطيها الدجال ليفتن الناس ثم ان هذا الرجل يقول له يقول الدجال له اتؤمن بي؟ فيقول ما ازددت فيك الا بصيرة. انت الدجال الذي اخبرنا عنه رسول الله - 00:25:10
ثم يريد ان يقتله فلا يتمكن اذا شاء الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا اذا امتلأ قلب العبد توكلا على الله ويقينا قدرته وقوته وقهره - 00:25:33
تلاشت امامه كل القوى وصمد امام كل التحديات لكن متى يتحقق هذا اعلم واعلم ان الامة اذا لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء الا قد كتبه الله لك. واذا اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء - 00:25:53
كتبه الله عليك لتحقيق هذا المعنى وان الامر قد فرغ. رفعت الاقلام وجفت الصحف ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم والله تعالى اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:26:10
- 00:26:22
التفريغ
قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات - 00:00:00
احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعوا لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك - 00:00:15
وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجدها امامك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك. فما اصابك - 00:00:32
واعلم ان النصر مع الصبر. وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الحديث التاسع عشر - 00:00:53
الاحاديث الاربعين النووية وهو ما نقل المصنف رحمه الله عن عبد الله بن عباس عبد الله ابن وعبدالله ابن عباس من خيار الصحابة رضي الله عنهم ومن فقهائهم وعلمائهم ولد قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين - 00:01:11
توفي سنة ثمان وستين وقد بلغ مبلغا عظيما في العلم حتى سمي حبر الامة معنى القرآن قد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل - 00:01:29
عبدالله بن عباس رضي الله عنه يقول كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما وفي رواية احمد قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم يوما هذا الحديث قبل ان نخوض في شرح معانيه - 00:01:53
اصل عظيم يتضمن قواعد كلية في مهمات الدين و صحة اليقين وسلامة الايمان وصدق التوكل على الله عز وجل الحديث دائر على تحقيق اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد واياك نستعين - 00:02:09
من حقق هذا الحديث حقق معنى قوله اياك نعبد واياك نستعين انه دائر على تحقيق العبودية لله عز وجل تحقيق استعانة به جل في علاه يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله ابن لعبدالله ابن عباس - 00:02:33
يا غلام دعاه بوصفه تأنيسا له وتلطيفا وتلطفا تأنيسا له وتلطفا معه يا غلام والغلام والمترعرع هكذا قال اهل اللغة وقيل هو ما بين الفطام الى سبع سنين وقيل الغلام هو الصغير الى حد الالتحاء يعني ان تظهر له لحية - 00:02:55
اذا سمي غلاما بعد ظهور لحيته فداك على وجه التجوز والذي يظهر ان الغلام هو من كان دون البلوغ يطلق على من كان دون البلوغ لانه اذا بلغ كان رجلا - 00:03:28
وقد يطلق على ما بعد الفطام الى سبع سنين وما يداك والذي يظهر ان ابن عباس رضي الله عنه كان قريبا من العشر في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم مما زاد قليلا او نقص - 00:03:44
لان ابن عباس توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثلاثة وله ثلاثة عشرة عاما ثلاثة عشر عاما حيث انه ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات يقول النبي صلى الله عليه وسلم مات في السنة العاشرة فيكون له ما دون البلوغ. يقول يا غلام - 00:04:01
اني اعلمك كلمات وهذا فيه التهيئة للتعليم حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفجأه التعليم بل استرعى انتباهه وطلب حضور ذهنه في قوله اني اعلمك كلمات كلمات الجمل - 00:04:22
والجملة في كلام العرب تطلق وتسمى كلمة ذلك ان هذا الحديث تضمن جملة من الكلمات العظيمة والتعليم هنا ليس تعليما لنطقها ولفظها قال لي نطقها ومضمونها اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك. هذا اول ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم التعليم - 00:04:45
احفظ الله يحفظك وهذه الجملة العظيمة نجمع القيام بالدين وتبين الثواب والاجر وهي من ابلغ الاختصارات في بيان المطلوب والثمرة المطلوب احفظ الله والثمرة يحفظك وليس هناك ايجاز يختصر المطلوب من العبد وما يناله عليه من الاجر والثواب - 00:05:13
مثل هذا اللفظ الموجز الذي يصدق وصفه صلى الله عليه وسلم بانه قد اوتي جوامع الكلم احفظ الله يحفظك الحفظ يقوم على الحراسة صيانة والظبط والوعي والعلم كل هذه مما - 00:05:45
يطلق عليه الحفظ احفظ الله قوله احفظ الله يتضمن حراسة الشريعة دراسة الامر والنهي حراسة الله تعالى وحفظه الغيب والشهادة كل ذلك مما يندرج في قوله صلى الله عليه وسلم احفظ الله - 00:06:10
احفظ الله بفعل ما امر به احفظ الله بترك ما نهاك عنه احفظ الله بالذب عن شريعته احفظ الله بالقيام بامره احفظ الله في الغيب والخلوة احفظ الله في الشهادة - 00:06:34
احفظ الله في الظاهر احفظ الله في الباطن كل هذا مما امر به في قوله احفظ الله لانه لم يبين في ماذا يحفظ الله؟ فيشمل كل ما يجب صيانته ويجب حفظه - 00:06:52
من حقوق الله تعالى الظاهرة والباطنة فيما يتعلق بحقه او فيما يتعلق بالحق ثم قال صلى الله عليه وسلم يحفظك هذا جواب الطلب. احفظ الله هذا طلب جوابه يحفظك اي ثمرة ذلك - 00:07:07
ونتاجه ان يحفظك الله تعالى والله تعالى يحفظ عباده سبحانه وبحمده الطائع والعاصي احفظ الجميع فلولا حفظ الله هلك الخلق قال تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه هذا لكل انسان - 00:07:25
له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله اي يحفظونه بامر الله بسبب امر الله يحفظ وهذا حفظ لكل احد المسلم والكافر اذا ما هو الحفظ المذكور هنا - 00:07:48
الحفظ المذكور هنا هو حفظ زائد حفظ ولاية حفظ خاص حفظ رعاية تأييد كل ذلك لمن حفظ الله تعالى فانه سيجزى على ذلك بحفظ زائد على الحفظ الذي يشترك فيه كل الخلق - 00:08:03
ان ذاك من مقتضيات الربوبية العامة لكن هذا الحفظ هو من مقتضيات المحبة والربوبية الخاصة احفظ الله يحفظك ولم يبين الحفظ من ماذا؟ فيحفظك من كل مكروه ومن كل سوء - 00:08:24
حاضر او غائب خافوا او تعلمه او لا تعلمه. تخافه او تغفل عنه يحفظك وهذا اذا تدبره الانسان وجد انه في صيانة وحرز وحماية عظيمة اعظم الحفظ هو حفظ الله تعالى - 00:08:43
يقيك مما تخاف مما لا تخف يقيك مما تدرك ومما لا تدرك كم من الافات يسأل عنها غافل فيدفعه الله تعالى عنه. بحفظه الخاص وحفظه العام لذلك هذه هذا حصن - 00:09:02
من دخله امن وهو ان تحفظ الله فيحفظك الله حسن حفظ الله جل في علاه الزمن ليس محددا لم يأمر لم يكن هذا الحفظ مؤقتا بوقت او محددا بزمن بل هو - 00:09:20
نتاج حفظ حفظ الله. فما دمت حافظا لله فالله يحفظك ويمكن ان يتجزأ الامر فتحفظ الله في امر يحفظك الله في نظيره تخل في امر فيرتفع عنك من الحفظ بقدر ما - 00:09:37
رفعت من ايش من حق الله في الحفظ وهو في الدنيا وفي الاخرة احفظ الله يحفظك. اذا مت حافظا لله حفظك الله في قبرك. حفظك الله الاخرة من اهوال يوم القيامة. حفظك الله من النار بقدر حفظك له. فتجتاز الصراط على احسن حال - 00:09:54
كل هذا من حفظ الله تعالى الذي يتوقى به الانسان الشرور ويبلغ به الامال والاماني ثم قال بعد ذلك الجملة الثانية احفظ الله تجده تجاهك احفظ الله تجده تجاهك وهذا معنى ما جاء في رواية في رواية غير الترمذي رواية الامام احمد احفظ الله - 00:10:20
تجده امامك لا تجده امامك وتجده تجاهك هو بمعنى تجده امامك وهذه الجملة الثانية تكرار ام هناك مزيد اخبار هذا فيه مزيد اخبار امره بالحفظ يعني فقال احفظ الله وهذا كقوله احفظ الله يحفظك - 00:10:44
لكنه ذكر له اجرا لم يذكره في الاول هل هناك احفظ الله يحفظك وهنا قال احفظ الله تجده تجاهك. الانسان في الدنيا وفي الاخرة يسعى لامرين الامر الاول التوقي من الشرور والاضرار - 00:11:06
والنجاة من المكروهات والمخوفات وهذا يتحقق بقوله احفظ الله يحفظك الامر الثاني الذي يسعى له الانسان في دنياه وهو هم كل بني ادم على اختلاف اجناسهم وعلى اختلاف اديانهم على اختلاف ازمنتهم وعلى اختلاف مراتبهم انه يسعى لادراك ما يحب يسعى لادراك ما - 00:11:25
يلائم آآ طبيعته وما يشتهي من الملذات وهذا يدركه بقوله احفظ الله تجده تجاهك تجده امامك يبلغك ما تأمل ويصل بك الى ما تريد ويسهل لك ما تقصد لا يمكن ان تكون الجملة الاولى احفظ الله يحفظك. هذه لبيان ان حفظ الله من ثمرته - 00:11:50
زيادة العبد ووقايته من المخاوف والشرور والجملة الثانية احفظ الله تجده تجاهك. بيان ان حفظ الله تعالى يبلغ الانسان من الخير ما لا يرد له على بال فيصنع الله له - 00:12:18
ويسر له من الخير ما ليس له على بال والله تعالى ولي الذين امنوا ان الله لطيف بالعباد الله لطيف بعباده ان ربي لطيف لما يشاء كل هذا مما يندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم احفظ الله تجده تجاهك. اي تجده امامك - 00:12:37
ويمكن ان يقال ان هذا من باب عطف العام على الخاص تجده امامك او تجاهك يشمل التأمين من المكروهات والتبليغ للمرغوبات والمحبوبات وكلها مندرجة في قوله تجده امامك تجده امامك في المضايق - 00:13:03
يخلصك منها ونجيك من الكروب ويجعل لك فرجا ومخرجا وينجيك وتجده تجاهك في المطلوبات والمرغوبات. فييسرها لك ويبلغك الانتفاع بها ويجعلها عونا لك على خير الدنيا والاخرة هذا معناه المعنى الاخر في قوله احفظ الله تجده - 00:13:22
فيكون هذا من باب عطف ايش العام على الخاص يحتمل هذا ويحتمل هذا ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الجملة الثالثة اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله - 00:13:44
اذا سألت في اي شيء من المسائل والسؤال هو الطلب سواء كان الطلب باللسان والمقال وكان الطلب بالحال والعمل اذا سألت اسأل الله اذا سألت في شيء من الاشياء اقصد الله بقلبك - 00:14:00
وهذا لا علاقة له بمسألة الخلق فيما يجوز سؤالهم عنه لانه حتى اذا سأل الانسان الخلق فيما يجوز سؤالهم عن فانه لا يتم له مقصوده ولا يدرك مطلوبه الا اذا يسره الله تعالى له. فاذا لم يعلق قلبه بالله - 00:14:24
فانه لا يدرك ما يؤمل فمثلا عندما تسير في طريق وتضل وتجد احد هل يجوز ان تسأله اين الطريق يجوز هل يتعارض هذا معقول اذا سألت فاسأل الله لأ لا يتعارض - 00:14:46
لانه مما يجوز سؤاله وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله لما اخذ الدليل معه وفعله اصحابه ولا اشكال فيها بل ابى لله وامر به في قوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم - 00:15:04
لا تعلمون السؤال الذي يحصل به السؤال المأذون فيه لا حرج في توجيهه للمخلوق ولا يتنافى معقول اذا اذا سألت لكن حتى عندما تسأل المخلوق يجب ان يكون قلبك معلقا بالخالق وان تعلم انه اذا لم ييسر له لك الجواب - 00:15:20
وييسر لك الهداية من جواب السائلين فانه لا ينفعك جوابهم ولن ولن تبلغ المطلوب في سؤالين المقصود بالسؤال هنا السؤال على وجه العموم ما كان مما لا يسأل عنه الا الله كالجنة. لا تسأل الجنة الا من الله. فالمغفرة لا تسألها الا من الله. كالتوفيق لا تسأله الا من الله - 00:15:41
كل المسائل التي لا يسأل آآ غير الله لا يجوز توجيهها الى غيره فالسؤال منه فالسؤال اه حق له جل وعلا ومنه تطلب الحاجات وتقضى الطلبات فلا يتوجه الى غير نسوان - 00:16:04
وما يجوز سؤال الخلق فيه فانه ينبغي ان يعلق قلبه بالله ويعلم ان الخلق اسباب حتى ما يسأل يسأله الخلق ايقن بقلبك ان هؤلاء اسباب ان شاء الله يسر لك من خلاله ما تؤمن وان شاء الله منعك ذلك فعلق قلبك به - 00:16:23
هذا معنى قوله اذا سألت اسأل الله نوحد مسألتك له لا تسأل سواه جل في علاه واذا استعنت فاستعن بالله السؤال مجمل الطلب كل ما يطلبه العبد في كل احواله في العسر واليسر والمنشط والمكره والصحة والمرض والغنى والفقر - 00:16:44
كل طلب يتوجه به الى الله فهو سؤال لكن قال بعد ذلك واذا استعنت فاستعن بالله ذكر صورة من صور المسائل وهي الاستعاذة وهي طلب العون اذا استعنت اذا طلبت عونا - 00:17:09
فاستعن بالله هذا قد يقول قائل ان هذا من باب عطف الخاص على العام لان الاستعانة من جملة السؤال فالذي يستعين يسأل يسأل العون لانه قوله استعن بالله اي اسأل العون منه وهذا نوع من - 00:17:28
لكن الذي يظهر الله تعالى اعلم ان ثمة فرقا في هذا السياق يكون السؤال اما يكون من مطالب التي لا تحتاج الى عمل واما الاستعانة فهي مطالب تحتاج الى فعل من الانسان يسأل الله تعالى ان - 00:17:50
ييسر له ذلك الفعل فمثلا تعلم العلم يتعلم الانسان العلم وقد لا يكون منه عمل يتعلم باب الزكاة وهو ما معه ولا ريال هذا سؤال لكن لما يأتي ليسأل عن مسألة سيعمل بها يسأل عن حكم عن صفة الصلاة مثلا لانه سيصلي او كيف يصلي صلاة الاستخارة - 00:18:20
هذا سؤال يتضمن يترتب عليه ايش عمل هناك فرق بين ما كان من السؤال فيه عمل فهذا سؤاله طلب عون وما كان من السؤال لا عمل فيه انما هو مما - 00:18:45
يسأله مما لا يترتب عليه فعل منه فهذا يسمى سؤالا هذا يمكن ان يقال في التفريق على اني على عجل راجعت الشروط الوقوف على فرق بين قوله اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله في مواد طالعت لم اقف على احد تكلم عن فرق لكن فيما - 00:19:04
اما ان يقال هذا من باب عطف الخاص على العام وهذا سهل ويسير وواضح لان الاستعانة من جملة السؤال. والثاني ان يقال ايش ان السؤال تكون فيما لا حاجة فيه الى فعل من الانسان وعمل. واما الاستعانة فما فيه - 00:19:24
عمل ويحتاج الى عون في تحقيقه قال بعد ذلك واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعت على ان يضروك بشيء لم - 00:19:45
يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك الحديث قسمان القسم الاول مطالب انشاء واجور او اثار وما يترتب عليه وهو فيما تقدم اذا سألته فاسأل الله احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فسأل الله - 00:20:06
واذا استعنت فاستعن بالله القسم الاخير القسم الثاني من الحديث هو خبر لتعزيز معنى ما تقدم من امر هناك امر بحفظ الله وبين ثوابه وامر بسؤال الله وبين ثمرته ثم هنا بين ما يعزز المعاني المتقدمة - 00:20:28
فان الانسان يخرج عن حفظ الله لرغبة او رهبة ويتوجه الى غير الله لرغبة او رهبة تبين النبي صلى الله عليه وسلم في ختم الحديث انه لا يسوغ الخروج عن امر الله - 00:20:50
بحفظه وعن سؤاله في توحيده في الطلب رغبة ولا رهبة لا يسوغ الخروج عن ما امر به في اول الحديث وجود رغبة او رهبة. يعني الناس يتركون حفظ الله لخوف - 00:21:08
شيء او لاجل ادراك شيء يسألون غير الله ويتوجهون الى غيره لادراك مطالب او لخوف من ايقاع مراهب ومخاوف جاء الحديث لبيان ان العمل يكمل بتمام الاعتقاد حيث قال صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعت - 00:21:27
على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك اعلم التوجيه الخطاب موجه للغلام اللي هو ابن عباس رضي الله عنه وهو للامة جميعا ان الامة الامة هنا - 00:21:53
المقصود بها الجماعة من الناس قلت او كثرت الامة تطلق ويراد بها الجماعة من الناس سواء كانوا جماعة محدودة معلومة معينة مقصودة او جماعة عامة تشمل كل الناس ومنه قول الله تعالى ولما ورد ماء مدينة وجد عليه امة من الناس اي جماعة من الناس يسقون. فقوله واعلم ان الامة اي - 00:22:09
الجماعة من الناس ويمكن ان يقال الامة هنا الالف واللام للاستغراق لتشمل كل الناس لو ان كل الناس اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء اي على ان يوصلوا لك نفعا في امر من الامور. دقيق او جليل خاص او عام صغير او كبير - 00:22:39
لم ينفعك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. يعني لا يمكن ان يصل اليك شيء من نفع الله الناس الا ويكون قد كتبه الله تعالى لك واذا كان كذلك تعلق القلب بمن - 00:23:01
الاسباب ولا بمسببها بالتأكيد ان تعليق القلوب بالله الذي بيده ملكوت كل شيء والاسباب مهما كانت في نظرك عظيمة فهي مأمورة فهي تحت امر الله ناصيتها بيد الله مهما عظم من تطلب منه الحاجة تيقن ان قلبه بيد مقلب القلوب وان ناصيته بيد الله - 00:23:18
فان شاء سخره لك من غير سبب وان شاء منعه من ان يبلغك ما تريد ولو فعلت ما فعلت وهذا اذا امتلأ به قلب المؤمن صدقة في توكله واصبحت الاسباب - 00:23:46
بحجمها الطبيعي الذي ينبغي ان تكون انها اسباب تؤدي لكنها ليست فاعلة ولا توجد بذاتها انما هي بامر الله تعالى ان شاء امضى ثمارها وان شاء عطلها ويجتمع هذا هذا فيما يتعلق بالنفع يقابله ما يتعلق بالضر قال وان اجتمعوا على ان يضروك - 00:24:05
ان يوصلوا اليك ضررا بشيء في اي شيء من الاشياء في نفسك في مالك في اهلك في بلدك في اه دنياك في اخراك في ظاهر في باطن لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك - 00:24:29
وعليه الاعتصام والخوف منه واللجاء اليه واما الخلق فمهما عظمت قدرتهم ما فيه انسان شوفوا ما في انسان اعطاه الله قدرة مثل الدجال ومع هذا يسلطه الله على شاب في اخر الزمان فيقتله يشقه نصفين - 00:24:46
ويمشي بينهما ثم يقول له قم فيقوم هذا الشاب باذن الله وهذا من الفتن من البلايا التي يعطيها الدجال ليفتن الناس ثم ان هذا الرجل يقول له يقول الدجال له اتؤمن بي؟ فيقول ما ازددت فيك الا بصيرة. انت الدجال الذي اخبرنا عنه رسول الله - 00:25:10
ثم يريد ان يقتله فلا يتمكن اذا شاء الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا اذا امتلأ قلب العبد توكلا على الله ويقينا قدرته وقوته وقهره - 00:25:33
تلاشت امامه كل القوى وصمد امام كل التحديات لكن متى يتحقق هذا اعلم واعلم ان الامة اذا لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء الا قد كتبه الله لك. واذا اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء - 00:25:53
كتبه الله عليك لتحقيق هذا المعنى وان الامر قد فرغ. رفعت الاقلام وجفت الصحف ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم والله تعالى اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:26:10
- 00:26:22