الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنحن في الحديث التاسع عشر من احاديث الاربعين نووية حديث عبد الله بن عباس - 00:00:00
رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم قال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اه اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله - 00:00:14
تقدم الكلام على هذه الجمل الاربع هذي الكلمات الاربع ما تقدم ثم قالها بعد هذه الاوامر في قوله احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وفي الجمل الشرطية التي تقتضي طلبا واذا استعنت واذا سألت فاسأل الله - 00:00:32
واذا استعنت فاستعن بالله. ثم بعد ذلك انتقل الحديث من الانشاء الى الاخبار ذكرنا في اول الحديث في اول الكلام عن الحديث انه مقسوم الى قسمين انشاء وهو الامر واخبار - 00:00:59
وهو ما تضمنه في ما يتعلق اخبار متصلة بتلك الاوامر الاوامر اربعة احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله اما الاخبار وقد جاء الخبر في قوله صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو - 00:01:17
على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك قوله واعلم اي يا ابن عباس فالحديث والخطاب لهذا الغلام وهو خطاب لكل من بلغه القول - 00:01:44
ان الامة الامة هنا المراد بها الناس جميعا ويمكن ان يقال الجماعة من الناس فان الامة تطلق ردها الجماعة من الناس كما قال الله تعالى ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة - 00:02:03
من الناس امة من الناس يسقون وقوله واذا اجتمعوا واذا اجتمعن واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء قليل او كثير لان شيء نكرة في سياق الشرط فتعم كل شيء - 00:02:20
في امر الدين وفي امر الدنيا الخاص وفي العام في الظاهر وفي الباطن باي شيء لم ينفعوك اي لم يوصلوا اليك النفع وهو المصلحة ما يلائم الطبع وما تحب الا بشيء - 00:02:40
قد كتبه الله لك اي لن ينفعوك الا بما قدره الله ان يكون لك ان يصلك ان يكون من نصيبك ولو اجتمعوا هذا في الحالة المقابلة للنفع والضمير يعود الى الامة - 00:03:03
وهم الناس ولو اجتمعوا على ان يضروك ان يوصلوا اليك ضررا بشيء قليل او كثير او باطن معلن او خفي في دينك او في دنياك في نفسك او في اهلك او في مالك - 00:03:26
او في من تحب لم يضروك اي لن يوصل اليك ضرا الا بشيء قد كتبه الله لك وهذا استثناء اي الا بما قدر الله ان يصيبك من الضرر ثم بعد ان بين النبي صلى الله عليه وسلم عجز الخلق - 00:03:51
جميعا عن ايصال نفع لم يقدره او ايصال ضر لم يكتب قال صلى الله عليه وسلم رفعت الاقلام وجفت الصحف رفعت الاقلام هو تأكيد الجملتين السابقتين انذاك الامتناع من ايصال النفع الا فيما قدر الله - 00:04:19
والامتناع من ايصال الضر الا فيما كتب الله لانه قد فرغ منه قدر قد فرغ منه فرفعت الاقلام الاقلام جمع قلم وهي ما يكتب الله تعالى به الاقدار ورفعها اذان - 00:04:50
فراغ الامر وانتهائه وحسمه وانه قد قضي وكان وقوله وجفت الصحف اي ثبت ما كتب وقدر جفاف الصحف يوحي بثبات ما رقي ما فيها وقدر وهذا لتأكيد المعنى السابق المتقدم - 00:05:13
وهو انه ما من شيء الا بقضاء وقدر. ما من نفع يصل العبد ولا ضر يندفع عنه الا بقضاء الا بقضاء الله تعالى وقدره اذا كان الامر كذلك فان العبد - 00:05:45
يوقن بان ما قضاه الله وقدره لابد ان يكون من خير يصيبه او من شر ينزل به ثم بعد ذلك قال المصنف رحمه الله وفي رواية غير الترمذي اشارة الى ان هذا الحديث - 00:06:07
قد رواه غير الترمذي والرواية المسبوقة هنا رواية احمد وقد اه رواه ايضا الحاكم غيره قال احفظ الله تجده امامك. هذا التفسير لقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية السابقة احفظ الله تجده تجاهك - 00:06:25
امامك اي تجاهك ان الله تعالى يكون للعبد اذا حفظه وهذا جزاء حفظ العبد لله ان يكون الله معه من كان الله معه سدده في سمعه وفي بصره وفي بطش يده وحركة قدمه - 00:06:50
وفي كل ما يأتيه وفي كل ما يتركه كما جاء في الحديث ما تقرب الي شيء الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه - 00:07:17
فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. هذه معية جمعية حفظ جمعية تأييد جمعية نصر جمعية تسديد توفيق - 00:07:34
صيانة بداية كل هذا مما تفيد هذه الكلمات ولا يستغفرني لانصرنه ولاستعاذني لاعيذنه. قال تعرف على الله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة نتعرف الى الله اي بطاعته - 00:07:49
العلم به فالتعرف على الله هو العلم به جل في علاه والعلم بالطريق الموصل اليه قوله تعرف الى الله في الرخاء ايحفظه في الرخاء علما به وعملا بشرعه وتحقيقا للعبودية للعبودية له جل وعلا - 00:08:16
وتقربني بانواع القربات كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله وقوله في الرخاء يعني في السعة حالة الصحة حال الغنى الامن على الطمأنينة - 00:08:43
لكل ما يكون من من الموافق لما يحب الانسان في نفسه لما يحب الانسان في نفسه وفي ماله وفي بلده وفي اهله نتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة - 00:09:03
يجازيك في الشدة بان بانه يعرفك جل في علاه ومعنى يعرفك في الشدة لانه لا يضيعك سبحانه وبحمده فليحفظك هذا معنى قوله احفظ الله يحفظك احفظ الله تجاهك هذا تفسير له - 00:09:27
وانه من نفع العبد في طاعته وقيامه بحق الله في وقت العسر وقت الظيق ووقت الرخاء وقت السعة ان يحفظه في وقت الشدة والعسر وانما ذكر التعرف عليه في حال الرخاء لان حال الرخاء حال يطغى فيها الانسان عادة كما قال الله تعالى كلا ان الانسان - 00:09:51
يطغى من رآه استغنى والرخاء حال استغناء يستغنى العبد بما اوتي من اموال بما اوتي من ارزاق منح عطايا كان ذلك مطيا له كما قال تعالى كلا ان الانسان ليطغى الا من رحم الله - 00:10:21
وقليل من عبادي الشكور فلذلك قال تعرف على الله في الرخاء مع ان المطلوب ان يحقق المؤمن العبودية لله في الرخاء والشدة في العسر واليسر في المنشط والمكره الضيق والعسر - 00:10:44
الغنى والفقر في كل احواله انت عبد لله في كل احوالك واذا استشعرت العبودية لله في كل احوالك كنت على اكمل ما يكون من العبودية. وهذه عبودية النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:01
انه لم يخرج عن تحقيق العبودية في حال من احواله في غناء في فقره في نصره في هزيمته في صحته في مرضه في فرحه وسروره وفي حزنه كل ذلك العبد لله عز وجل العبودية - 00:11:13
كما قال ونبلوكم بالشر والخير فتنة ثم قال بعد ذلك واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك هذي اضافة لكنها في معنى ما تقدم في الحديث السابق واعلم ان ما اخطأك - 00:11:31
اي ما تجاوزك ذهب الى غيرك ولم ينزل بك. هذا معنى ما اخطأك لم يكن ليصيبك. لا يمكن ان يتحول فينزل بك ما دام انه تعداك فثق تماما انه لا يمكن لقوة - 00:11:50
ان تحول ذاك وتغيره بان يصيبك مادام انه اتحداك وتجاوزك ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اذا شاء الله الا تصاب في امر من الامور انه لن يصيبك سواء كانت الاصابة - 00:12:12
ما تحب او فيما تكره فيما تحب يعني ان ان آآ آآ ان يفوتك ربح او ان ينزل بك ما تحب من من رزق فاذا ساق الله تعالى لك رزق لا لا يمكن ان يتجاوزك - 00:12:33
ولذلك قال وما اخطأك وما اصابك لم يكن ليخطئك ما نزل بك لا يستحيل ان يتجاوزك ويزل عنك ذاك ان الله اذا قظى امرا فلا بد ان يكون. ما شاء الله كان - 00:12:49
وما لم يشأ لم يكن. اذا قول واعلم ان ما اخطأت يعني ما تجاوزك من الاقدار والاقضية والنوازل من الخير والشر مما تحب ومما تكره لم يكن ليصيبك ويقابلها الطرف الثاني وما اخطأك يعني ما تجاوزك ولم ينزل بك ولم يصبك - 00:13:04
لم يكن ليخطئك ما يمكن ان يتعداك مهما فعلت. وهذا معنى قولي واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء - 00:13:25
قد كتبه الله عليك ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ثم قال واعلم ان النصر مع الصبر اي ادرك ان النصر في كل امر النصر على الاعداء - 00:13:42
النصر بالفوز بما تحب ولو لم يكن على عدو لان النصر يكون على عدو ويكون في ادراك مطلوب يغالب في ادراكه لا يكون الا مع الصبر وان النصر مع الصبر اي قرينه - 00:14:02
فاذا اردت ان تنتصر في امر من الامور فاصبر ان الصبر فان النصر غريم الصبر اذا لم يصبر الانسان لم يدرك المطلوب ولذلك كان الصبر في غاية المنازل علوا وهو من خير العطايا وما اعطي احد عطاء خيرا ولا خيرا واوسع من الصبر. فخير عطاء يعطاه العبد الصبر لان به يدرك - 00:14:22
المطالب وبه يفوز مراغب وبه يسلم من المكروهات وضررها قال وان وان الفرج مع الكرب واعلم ان الفرج وهو انكشاف الظر وزوال المكروه مع الكرب اي قرين والشدة كما قال الله تعالى ان مع فان مع العسر يسرا - 00:14:51
ان مع العسر يسرا. وكما قال تعالى سيجعل الله بعد عسر يسرى الفرج مع الكرب فكلما اشتد الامر زوال الخطب عظم المصاب الفرج يلوح في الافق فترقبه ان الشدة لا بقاء لها - 00:15:22
ولابد ان يحقق الله تعالى ما وعد من ان العسر يزول وان اليسر يغلب كما قال فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا فلا فلن يغلب عسر يسرين ثم قال وان مع العسر يسرا - 00:15:46
هذا فيه معنى الجملة التي قبله في قوله وان الفرج مع الكرب لكن العسر اوسع من الكرب من باب عطف المعنى العام على المعنى الخاص الكرب هو شدة البلاء والعسر هو تعثر - 00:16:09
ما يطلبه الانسان سواء كان ذلك باشتداد او ان يكون دون ذلك العسر اوسع من الكرب كل كرب عسر. وليس كل عسر كربل. بعد هذا نقف مع الفوائد على وجه - 00:16:30
مختصر الحديث فيه فوائد عديدة فوائد جمة ها منها عن النبي صلى الله عليه وسلم بمرافقة الغلمان والصغار ومنها رحمته صلى الله عليه وسلم فان مرافقة الصغار اللطف معهم رحمة - 00:16:53
انما يرحم الله من من عباده الرحماء ومنها حرص النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل احد صغير او كبير هذي الوصية العظيمة الجامعة وصية نبوية لغلام لم يبلغ الحلم - 00:17:24
فان ابن عباس لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان دون الحلم. كان عمره قريب من ثلاثة عشر سنة في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ هذه الوصية العظيمة - 00:17:49
عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي من الفوائد التعليم حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم شد انتباه هذا الصغير في نداءه يا غلام والنداء ينبه النفوس يهيئها لما سيقال - 00:18:06
ثم انه من حسن تعليمه تمهد فلم يفلئه بالعلم بل قال اني اعلمك كلمات هذا من حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ايضا لانه مهد لما سيقول نبه بتنبيهين ان التنبيه الاول لفت انتباه المخاطب - 00:18:31
في وصف يستوجب ان ينتبه فقال يا غلام ثم نبهه الى ما سيلقيه عليك ويعلمه اياه وقال اني اعلمك كلمات من فوائد هذا الحديث الاختصار والوضوح النصيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى كلمات موجزات كل منها - 00:18:54
يتضمن معنى منفردا لا تشتت السامع فينسي اخر الكلام اوله بل هي جمل مختصرة موجزة ذات معاني عظيمة من فوائد الحديث عظيم فضل حفظ الله تعالى حيث رتب عليه فائدتين الفائدة الاولى - 00:19:25
حفظ الله الفائدة الثانية عون الله احفظ الله احفظ احفظ الله تجده تجاهك جعل حفظ الله تعالى سببا لحصول هاتين الفائدتين ان يحفظك الله وهذي صيانة ووقاية وان يكون معك وهذا - 00:19:55
فضل وعطاء تبليغ ما تؤمل وبهما تكتمل السعادة للانسان لان السعادة تكون في ان يحفظ. وفي ان يعطى ما يريد. احفظ الله يحفظك تكون صيانة ووقاية من المخوفات احفظ له تجده تجاهك - 00:20:21
يفيد العون المن بالعطاء وتبليغ ما يحب وقوله احفظ الله يحفظك فيه الامر بحفظ الله تعالى وان حفظ الله واجب ونكمل شأن نكمل شهر الفوائد في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:41
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنحن في الحديث التاسع عشر من احاديث الاربعين نووية حديث عبد الله بن عباس - 00:00:00
رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم قال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اه اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله - 00:00:14
تقدم الكلام على هذه الجمل الاربع هذي الكلمات الاربع ما تقدم ثم قالها بعد هذه الاوامر في قوله احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وفي الجمل الشرطية التي تقتضي طلبا واذا استعنت واذا سألت فاسأل الله - 00:00:32
واذا استعنت فاستعن بالله. ثم بعد ذلك انتقل الحديث من الانشاء الى الاخبار ذكرنا في اول الحديث في اول الكلام عن الحديث انه مقسوم الى قسمين انشاء وهو الامر واخبار - 00:00:59
وهو ما تضمنه في ما يتعلق اخبار متصلة بتلك الاوامر الاوامر اربعة احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله اما الاخبار وقد جاء الخبر في قوله صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو - 00:01:17
على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك قوله واعلم اي يا ابن عباس فالحديث والخطاب لهذا الغلام وهو خطاب لكل من بلغه القول - 00:01:44
ان الامة الامة هنا المراد بها الناس جميعا ويمكن ان يقال الجماعة من الناس فان الامة تطلق ردها الجماعة من الناس كما قال الله تعالى ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة - 00:02:03
من الناس امة من الناس يسقون وقوله واذا اجتمعوا واذا اجتمعن واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء قليل او كثير لان شيء نكرة في سياق الشرط فتعم كل شيء - 00:02:20
في امر الدين وفي امر الدنيا الخاص وفي العام في الظاهر وفي الباطن باي شيء لم ينفعوك اي لم يوصلوا اليك النفع وهو المصلحة ما يلائم الطبع وما تحب الا بشيء - 00:02:40
قد كتبه الله لك اي لن ينفعوك الا بما قدره الله ان يكون لك ان يصلك ان يكون من نصيبك ولو اجتمعوا هذا في الحالة المقابلة للنفع والضمير يعود الى الامة - 00:03:03
وهم الناس ولو اجتمعوا على ان يضروك ان يوصلوا اليك ضررا بشيء قليل او كثير او باطن معلن او خفي في دينك او في دنياك في نفسك او في اهلك او في مالك - 00:03:26
او في من تحب لم يضروك اي لن يوصل اليك ضرا الا بشيء قد كتبه الله لك وهذا استثناء اي الا بما قدر الله ان يصيبك من الضرر ثم بعد ان بين النبي صلى الله عليه وسلم عجز الخلق - 00:03:51
جميعا عن ايصال نفع لم يقدره او ايصال ضر لم يكتب قال صلى الله عليه وسلم رفعت الاقلام وجفت الصحف رفعت الاقلام هو تأكيد الجملتين السابقتين انذاك الامتناع من ايصال النفع الا فيما قدر الله - 00:04:19
والامتناع من ايصال الضر الا فيما كتب الله لانه قد فرغ منه قدر قد فرغ منه فرفعت الاقلام الاقلام جمع قلم وهي ما يكتب الله تعالى به الاقدار ورفعها اذان - 00:04:50
فراغ الامر وانتهائه وحسمه وانه قد قضي وكان وقوله وجفت الصحف اي ثبت ما كتب وقدر جفاف الصحف يوحي بثبات ما رقي ما فيها وقدر وهذا لتأكيد المعنى السابق المتقدم - 00:05:13
وهو انه ما من شيء الا بقضاء وقدر. ما من نفع يصل العبد ولا ضر يندفع عنه الا بقضاء الا بقضاء الله تعالى وقدره اذا كان الامر كذلك فان العبد - 00:05:45
يوقن بان ما قضاه الله وقدره لابد ان يكون من خير يصيبه او من شر ينزل به ثم بعد ذلك قال المصنف رحمه الله وفي رواية غير الترمذي اشارة الى ان هذا الحديث - 00:06:07
قد رواه غير الترمذي والرواية المسبوقة هنا رواية احمد وقد اه رواه ايضا الحاكم غيره قال احفظ الله تجده امامك. هذا التفسير لقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية السابقة احفظ الله تجده تجاهك - 00:06:25
امامك اي تجاهك ان الله تعالى يكون للعبد اذا حفظه وهذا جزاء حفظ العبد لله ان يكون الله معه من كان الله معه سدده في سمعه وفي بصره وفي بطش يده وحركة قدمه - 00:06:50
وفي كل ما يأتيه وفي كل ما يتركه كما جاء في الحديث ما تقرب الي شيء الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه - 00:07:17
فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. هذه معية جمعية حفظ جمعية تأييد جمعية نصر جمعية تسديد توفيق - 00:07:34
صيانة بداية كل هذا مما تفيد هذه الكلمات ولا يستغفرني لانصرنه ولاستعاذني لاعيذنه. قال تعرف على الله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة نتعرف الى الله اي بطاعته - 00:07:49
العلم به فالتعرف على الله هو العلم به جل في علاه والعلم بالطريق الموصل اليه قوله تعرف الى الله في الرخاء ايحفظه في الرخاء علما به وعملا بشرعه وتحقيقا للعبودية للعبودية له جل وعلا - 00:08:16
وتقربني بانواع القربات كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله وقوله في الرخاء يعني في السعة حالة الصحة حال الغنى الامن على الطمأنينة - 00:08:43
لكل ما يكون من من الموافق لما يحب الانسان في نفسه لما يحب الانسان في نفسه وفي ماله وفي بلده وفي اهله نتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة - 00:09:03
يجازيك في الشدة بان بانه يعرفك جل في علاه ومعنى يعرفك في الشدة لانه لا يضيعك سبحانه وبحمده فليحفظك هذا معنى قوله احفظ الله يحفظك احفظ الله تجاهك هذا تفسير له - 00:09:27
وانه من نفع العبد في طاعته وقيامه بحق الله في وقت العسر وقت الظيق ووقت الرخاء وقت السعة ان يحفظه في وقت الشدة والعسر وانما ذكر التعرف عليه في حال الرخاء لان حال الرخاء حال يطغى فيها الانسان عادة كما قال الله تعالى كلا ان الانسان - 00:09:51
يطغى من رآه استغنى والرخاء حال استغناء يستغنى العبد بما اوتي من اموال بما اوتي من ارزاق منح عطايا كان ذلك مطيا له كما قال تعالى كلا ان الانسان ليطغى الا من رحم الله - 00:10:21
وقليل من عبادي الشكور فلذلك قال تعرف على الله في الرخاء مع ان المطلوب ان يحقق المؤمن العبودية لله في الرخاء والشدة في العسر واليسر في المنشط والمكره الضيق والعسر - 00:10:44
الغنى والفقر في كل احواله انت عبد لله في كل احوالك واذا استشعرت العبودية لله في كل احوالك كنت على اكمل ما يكون من العبودية. وهذه عبودية النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:01
انه لم يخرج عن تحقيق العبودية في حال من احواله في غناء في فقره في نصره في هزيمته في صحته في مرضه في فرحه وسروره وفي حزنه كل ذلك العبد لله عز وجل العبودية - 00:11:13
كما قال ونبلوكم بالشر والخير فتنة ثم قال بعد ذلك واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك هذي اضافة لكنها في معنى ما تقدم في الحديث السابق واعلم ان ما اخطأك - 00:11:31
اي ما تجاوزك ذهب الى غيرك ولم ينزل بك. هذا معنى ما اخطأك لم يكن ليصيبك. لا يمكن ان يتحول فينزل بك ما دام انه تعداك فثق تماما انه لا يمكن لقوة - 00:11:50
ان تحول ذاك وتغيره بان يصيبك مادام انه اتحداك وتجاوزك ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اذا شاء الله الا تصاب في امر من الامور انه لن يصيبك سواء كانت الاصابة - 00:12:12
ما تحب او فيما تكره فيما تحب يعني ان ان آآ آآ ان يفوتك ربح او ان ينزل بك ما تحب من من رزق فاذا ساق الله تعالى لك رزق لا لا يمكن ان يتجاوزك - 00:12:33
ولذلك قال وما اخطأك وما اصابك لم يكن ليخطئك ما نزل بك لا يستحيل ان يتجاوزك ويزل عنك ذاك ان الله اذا قظى امرا فلا بد ان يكون. ما شاء الله كان - 00:12:49
وما لم يشأ لم يكن. اذا قول واعلم ان ما اخطأت يعني ما تجاوزك من الاقدار والاقضية والنوازل من الخير والشر مما تحب ومما تكره لم يكن ليصيبك ويقابلها الطرف الثاني وما اخطأك يعني ما تجاوزك ولم ينزل بك ولم يصبك - 00:13:04
لم يكن ليخطئك ما يمكن ان يتعداك مهما فعلت. وهذا معنى قولي واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء - 00:13:25
قد كتبه الله عليك ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ثم قال واعلم ان النصر مع الصبر اي ادرك ان النصر في كل امر النصر على الاعداء - 00:13:42
النصر بالفوز بما تحب ولو لم يكن على عدو لان النصر يكون على عدو ويكون في ادراك مطلوب يغالب في ادراكه لا يكون الا مع الصبر وان النصر مع الصبر اي قرينه - 00:14:02
فاذا اردت ان تنتصر في امر من الامور فاصبر ان الصبر فان النصر غريم الصبر اذا لم يصبر الانسان لم يدرك المطلوب ولذلك كان الصبر في غاية المنازل علوا وهو من خير العطايا وما اعطي احد عطاء خيرا ولا خيرا واوسع من الصبر. فخير عطاء يعطاه العبد الصبر لان به يدرك - 00:14:22
المطالب وبه يفوز مراغب وبه يسلم من المكروهات وضررها قال وان وان الفرج مع الكرب واعلم ان الفرج وهو انكشاف الظر وزوال المكروه مع الكرب اي قرين والشدة كما قال الله تعالى ان مع فان مع العسر يسرا - 00:14:51
ان مع العسر يسرا. وكما قال تعالى سيجعل الله بعد عسر يسرى الفرج مع الكرب فكلما اشتد الامر زوال الخطب عظم المصاب الفرج يلوح في الافق فترقبه ان الشدة لا بقاء لها - 00:15:22
ولابد ان يحقق الله تعالى ما وعد من ان العسر يزول وان اليسر يغلب كما قال فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا فلا فلن يغلب عسر يسرين ثم قال وان مع العسر يسرا - 00:15:46
هذا فيه معنى الجملة التي قبله في قوله وان الفرج مع الكرب لكن العسر اوسع من الكرب من باب عطف المعنى العام على المعنى الخاص الكرب هو شدة البلاء والعسر هو تعثر - 00:16:09
ما يطلبه الانسان سواء كان ذلك باشتداد او ان يكون دون ذلك العسر اوسع من الكرب كل كرب عسر. وليس كل عسر كربل. بعد هذا نقف مع الفوائد على وجه - 00:16:30
مختصر الحديث فيه فوائد عديدة فوائد جمة ها منها عن النبي صلى الله عليه وسلم بمرافقة الغلمان والصغار ومنها رحمته صلى الله عليه وسلم فان مرافقة الصغار اللطف معهم رحمة - 00:16:53
انما يرحم الله من من عباده الرحماء ومنها حرص النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل احد صغير او كبير هذي الوصية العظيمة الجامعة وصية نبوية لغلام لم يبلغ الحلم - 00:17:24
فان ابن عباس لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان دون الحلم. كان عمره قريب من ثلاثة عشر سنة في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ هذه الوصية العظيمة - 00:17:49
عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي من الفوائد التعليم حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم شد انتباه هذا الصغير في نداءه يا غلام والنداء ينبه النفوس يهيئها لما سيقال - 00:18:06
ثم انه من حسن تعليمه تمهد فلم يفلئه بالعلم بل قال اني اعلمك كلمات هذا من حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ايضا لانه مهد لما سيقول نبه بتنبيهين ان التنبيه الاول لفت انتباه المخاطب - 00:18:31
في وصف يستوجب ان ينتبه فقال يا غلام ثم نبهه الى ما سيلقيه عليك ويعلمه اياه وقال اني اعلمك كلمات من فوائد هذا الحديث الاختصار والوضوح النصيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى كلمات موجزات كل منها - 00:18:54
يتضمن معنى منفردا لا تشتت السامع فينسي اخر الكلام اوله بل هي جمل مختصرة موجزة ذات معاني عظيمة من فوائد الحديث عظيم فضل حفظ الله تعالى حيث رتب عليه فائدتين الفائدة الاولى - 00:19:25
حفظ الله الفائدة الثانية عون الله احفظ الله احفظ احفظ الله تجده تجاهك جعل حفظ الله تعالى سببا لحصول هاتين الفائدتين ان يحفظك الله وهذي صيانة ووقاية وان يكون معك وهذا - 00:19:55
فضل وعطاء تبليغ ما تؤمل وبهما تكتمل السعادة للانسان لان السعادة تكون في ان يحفظ. وفي ان يعطى ما يريد. احفظ الله يحفظك تكون صيانة ووقاية من المخوفات احفظ له تجده تجاهك - 00:20:21
يفيد العون المن بالعطاء وتبليغ ما يحب وقوله احفظ الله يحفظك فيه الامر بحفظ الله تعالى وان حفظ الله واجب ونكمل شأن نكمل شهر الفوائد في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:41