اعوذ بالله من الشيطان الرجيم افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت فذكر انما انت مذكر. لست عليهم بمسيطر. الا - 00:00:00
فمن تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الاكبر انا الينا اياه يقول تعالى امرا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته. افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت فانها خلق عجيب وتركيبها غريب. فانها في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل - 00:00:28
وتنقاد للقائد الضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها. ونبهوا بذلك لان العرب غالب ودوابهم كانت الابل وكان شريح القاضي يقول اخرجوا بنا حتى ننظر الى الابل كيف خلقت والى السماء - 00:01:06
كيف رفعت اي كيف رفع الله عز وجل عن الارض هذا الرفع العظيم. كما قال تعالى افلم ينظروا الى فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:26
فقد ذكر الله جل وعلا في اول سورة الغاشية ما هو من اخبار يوم القيامة وانقسام الناس الى فريقين وجوه يومئذ ناظرة وجوهنا يومئذ عليها غبرة قال الله تعالى في قسمة الوجوه وجوه يومئذ خاشعة - 00:01:50
ووجوه يومئذ ناعمة هذه القسمة للوجوه هو بيان احوال الناس في ذلك اليوم يوم المعاد يوم الحشر ثم بعد ان فرغ من ذكر احوال الناس اقام الدليل عليه وهذه طريقة القرآن - 00:02:11
في اثبات الميعاد فان الله يستدل على خبره وصدق ما جاءت به رسله يستدل على ذلك بالايات والايات التي ذكرها الله تعالى هنا ايات مشاهدة لا يحصرها زمان ولا مكان ولا - 00:02:30
يختص بها نوعا من الانسان بل يشاهدها القريب والبعيد زمن النبوة وبعد ذلك كل ذلك لتقرير صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا من رحمة الله ان بث - 00:02:49
الايات في الافاق وفي الانفس ليقيم دليل صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق انه الحق في كل ما جاء به - 00:03:08
انه الحق في كل ما اخبر به انه الحق في كل ما حكم به ولهذا جاءت الايات بعد ذكر اليوم الاخر يوم الغاشية ذاكرة دلائل ذلك والله تعالى يخاطب ليس قريش فقط او العرب بل يخاطب العالم كله - 00:03:26
في زمن النبوة وبعده فالخطاب في هذه الايات نوع الله فيه الدلائل ولذلك لم يحصرها بنوع قال افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت ما عندهم ابل والى السماء كيف رفعت؟ وهل في الدنيا مكان لا سماء فيه - 00:03:49
والى الجبال كيف نصبت قد يكون في بلد ليس فيها جبال لكن والى الارض كيف سطحت؟ وهل يمشي احد على غير ارض فالايات شاملة لكل احد من رحمة الله بالعبد - 00:04:10
ان يريه الايات بانواعها فان ذلك من اقامة الحجج عليه لكن حال الناس مع الايات ما ذكر الله تعالى في كتابه وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون - 00:04:23
والا فالايات لا تقتصر فقط على المحيط بل في النفس يقول ربنا وفي انفسكم افلا تبصرون في مأكلك ومشربك وتفكيرك وحواسك سمعك بصرك نطقك جريان النفس في صدرك توزيع الطعام على بدنك جريان الدم في عروقك - 00:04:42
كل هذه ايات ايات حسية بالخلق وايات معنوية في الفكر وما من الله به عليك من ذاكرة والروح شاء لا حصر لها وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد سبحانه وبحمده - 00:05:07
فقوله تعالى هنا في هذه الاية افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت الى اخر ما ذكر من الايات التي اقامها شواهد لصدق خبر يوم القيامة وانقسام الناس الى قسمين وبدأ بالاية القريبة من العرب - 00:05:25
لأنهم اول من خوطب بالقرآن فقال افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت وهذا ليس لان الابل هو الحيوان الموجود عند العرب فقط بل لان فيه من العبر والايات ما ليس في كثير من الحيوانات سواء مما عند العرب او - 00:05:45
عند غيرهم يقول الله تعالى افلا ينظرون هل استفهام هنا استفهام انكار وتوبيخ وتقريع كيف يكذبون باليوم الاخر ولا يصدقون ما جاءت به الرسل ولا يصدقون خبر الله فيما يتعلق بالميعاد وغيره وقد اقام الله لهم الشواهد - 00:06:06
افلا ينظرون نظر بصر وفكر الى الابل الابل هي البهائم المعروفة من بهيمة الانعام وقد امتن الله تعالى بها على الناس وفيها من الايات والعجائب ما يوجب الاعتبار وادكار عظيم خلق الله طبعا اللي ما يعرف الابل - 00:06:30
لا يرى هذه الايات وحتى الذي يعرفها معرفة ظاهرية لا يعرف ما فيها من الايات التي جعلها الله تعالى دالة على عظيم قدرته هذا الحيوان الذي يتكيف مع كل الاجواء - 00:06:54
و اه وهبه الله من القدرة على تحمل اعظم الاعباء لكنه يقوده الطفل الصغير ويميته ادنى ما يكون من العوافر على عظيم خلقه وقوته وما منحه الله فيه من الايات والعجائب ما لا يقف على - 00:07:12
حد ولا حصر ومن عجائبه التي وقفت عليها في البحث في بعض مراكز الابحاث انه الحيوان الوحيد الذي له ثلاثة اجفان ثلاثة اجفان جفناني علوي وسفلي وجفن حرظي وهذا لا يعرفه كثير من الناس لكن - 00:07:36
آآ اكتشفوه تحمل الابل الغبار والحرارة الشديدة وكثرة الاحوال المناخية التي تحيط به به التي قد تعيق نظره فجعل الله له هذا المساحة ارضي لا يغلق من اعلى واسفل غير الغلق العلوي والسفلي غلق عرظي - 00:08:00
اذ احتاج اليه خرج ليمحو ما يمكن ان يؤثر على الرؤية هذا من يعني مما يندرج في قوله تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت كيف خلقت؟ اي عجيب خلق الله لها - 00:08:24
في هيئتها وصورتها وفي تحملها وقوتها وفي ذلها وتسخيرها لبني ادم وسائر ما آآ يتعلق بهذا الخلق. المصنف رحمه الله يقول يقول الله تعالى امرا عباده بالنظر الى مخلوقاته الدالة على قدرته - 00:08:39
وعظمته افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت فانها خلق عجيب وتركيبها غريب فان في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل وتنقاد للقائد الظعيف الصغير وتؤكل وينتفع بوبرها وشرب لبنها ونبهوا بذلك لان العرب غالب دوابهم كانت الابل - 00:08:58
هذا ما ذكره في الاية الاولى يقول رحمه الله وكان شريح القاضي يقول اخرجوا بنا الى يخرجوا بنا حتى ننظر الى الابل كيف خلقت نعم من جبال كيف نصيب. نعم قوله والى السماء كيف رفعت - 00:09:22
الى السماء كيف رفعت السماء هي العلو ورفعها هو علوها والعرب لا تدرك هذا العلو لكن تدركه بالنظر الى النجوم التي في السماء ولا هذا هذا الرفع ليس فقط التأمل ليس في بعدها - 00:09:40
بل في رفعها بدون عمد وفي رفعها وبقاء هذا الرفع على امتداد خلق الله الى ان يأذن الله تعالى بخراب العالم يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار - 00:10:00
كل ذلك من الايات والعجائب وهذا هو الكتاب المنظور فالله تعالى قد جعل كتابا مستورا يدل عليه وهو القرآن العظيم وما انزله على المرسلين وجعل في الكون كتابا منظورا يدركه كل ناظر - 00:10:15
ولذلك حتى الذين لم تبلغهم الرسالات يعرفون من مما يشاهدون من ايات الله ما يدل ان للكون صانعا يدبره جل في علاه على احسن تدبير يقول المصنف رحمه الله اي كيف رفعها الله عز وجل عن الارض هذا الرفع العظيم. هذا من حيث المسافة والبعد - 00:10:30
وايضا بلا عمل قال تعالى فلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها؟ وزيناها جعل فيها من الزينة ما يبهر العقول ما وما لها من فروج اي شقوق او انخرام في خلقها - 00:10:53
ثم قال والى الجبال كيف نصبت نعم والى الجبال كيف نصبت اي كيف جعلت منصوبة قائمة ثابتة راسية لئلا تميد لئلا تميد الارض باهلها وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن - 00:11:07
والى الارض كيف سطحت اي كيف بسطت ومدة مهدت. فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه والسماء التي فوق رأسه والجبل الذي تجاهه والارض التي تحته على قدرة خالق ذلك وصانعه. وانه الرب - 00:11:27
عظيم الخالق المتصرف المالك وانه الاله الذي لا يستحق العبادة سواه. وهكذا اقسم وهكذا قسم ضمام في سؤاله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي يظهر ان هذا التنبيه ليس للبدوي - 00:11:47
الابل هي انفس اموال العرب في ذلك اليوم. هي وسيلة النقل التي يستعملونها فهذا ليس خاصا بالبدوي. الان مع التطور الذي حصل يعني اصبحت مراكب حتى البدو لا يركبون لا يركبون الابل الا ما ندر - 00:12:05
وانما يركبون مراكب اخرى مما جد في حياة الناس من وسائل النقل فالتنبيه هنا لكل احد ممن يركب الابل وممن يشاهدها وممن آآ يسمع بها والسماء والارض والجبال هذه ليست آآ في الفضاء الذي لا يكون فيه الا البدو بل يكون فيه تكون في البدو في الحظر وفي كل مكان - 00:12:23
الذكر البدوي هنا يعني محل تأمل قال رحمه الله وانه الاله الذي لا يستحق العبادة سواه قال وهكذا اقسم ظمام في سؤاله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه قال كما روى الامام احمد حيث قال - 00:12:48
حيث قال حدثنا هشام ابن القاسم قال حدثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن انس قال كنا نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا ان يجيء الرجل من اهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من اهل البادية - 00:13:03
فقال يا محمد انه اتانا رسولك فزعم لنا انك تزعم ان الله ارسلك. قال صدق. قال فمن خلق السماء؟ قال الله قال فمن خلق الارض؟ قال الله. قال فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال الله - 00:13:23
قال فبالذي خلق السماء. قال فبالذي خلق السماء والارض ونصب هذه الجبال؟ الله ارسلك؟ قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدقت قال فبالذي ارسلك االله امرك بها - 00:13:43
هذا؟ قال نعم. قال وزعم رسولك ان علينا زكاة في اموالنا؟ قال صدق. قال فبالذي ارسلك وامرك بهذا؟ قال نعم. قال وزعم رسولك ان علينا حج البيت من استطاع اليه سبيلا. قال صدق قال - 00:14:03
قال ثم ولى فقال والذي بعثك بالحق لا ازيد عليهن شيئا ولا انقص منهن شيئا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان صدق ليدخلن الجنة وقد رواه مسلم عن عمرو الناقض عن ابي النظرة عن ابي النظر هاشم ابن القاسم به وعلقه البخاري ورواه الترمذي - 00:14:23
والنسائي من حديث سليمان ابن المغيرة به ورواه الامام احمد والبخاري وابو داوود والنسائي وابن ماجه من حديث الليث ابن سعد عن سعد عن شريك بن عبدالله بن ابي نمر عن انس به بطوله وقال في اخره وانا وانا ظمام ابن ثعلبة. على - 00:14:49
الرواية انه اعلى اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمن هو بعد ان سأله قال وانا ظمام ابن ثعلبة ثعلبة اخو بني سعد ابن بكر نعم قال الحافظ ابو يعلى - 00:15:09
الطيبة في حديث انس في قصة ظمام ابن ثعلبة رظي الله عنه قوله للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان سأله عن خلق السماء والارض والجبال قال فبالذي خلق السماء والارض ونصب الجبال - 00:15:23
االله ارسلك؟ الله ارسلك استفهام هل الله ارسلك؟ الله معناها هل الله ارسلك قال نعم ثم توالى الاسئلة على بقية اصول الاسلام واركانه بعد بعد الرسالة وبعد بعدها الصلاة ثم - 00:15:40
بعدها الزكاة ثم بعدها الحج ولم يذكر الصوم. ذكر الصوم لم يذكر الصوم وذاك لانه لم يكن قد فرض فقال لها ظمام بعد ان ولى والذي بعثك بالحق لا ازيد عليهن شيئا ولا انقص منهن شيئا - 00:16:03
قال صلى الله عليه وسلم ان صدقا لا يدخلن الجنة نعم وهذا جاء نظيره في قصة ما رواه الشيخان من حديث طلحة بن عبيد الله بقصة الذي جاء وسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام وشرائعه - 00:16:24
اه بعد ذلك قال والله لا ازيد على هذه ولا انقص قال افلح ان صدق نعم وقال الحافظ ابويا على حدثنا اسحاق قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثني عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال كان رسول الله - 00:16:41
صلى الله عليه وسلم كثيرا ما كان يحدث عن امرأة في الجاهلية على رأس جبل معها ابن لها ترعى غنما. فقال ابنها يا اماه من خلقك؟ قالت الله. قال فمن خلق ابي؟ قالت الله. قال فمن خلقني؟ قالت - 00:16:59
الله قال فمن خلق السماء؟ قالت الله. قال فمن خلق الارض؟ قالت الله. قال فمن خلق الجبل قالت الله قال فمن خلق هذه الغنم؟ قالت الله. قال اني لاسمع لله شأنا. والقى نفسه من الجبل - 00:17:19
تقطع قال ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يحدثنا هذا؟ قال ابن دينار كان ابن عمر كان ابن كان ابن عمر كثيرا ما يحدثنا بهذا في اسناده ضعف. وعبدالله بن جعفر هذا هو المديني ظعفه ولده - 00:17:39
الامام علي ضعفه ولده والامام علي ابن المديني وغيره وقوله فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر. اي فذكر يا محمد. المقصود ان هذه هذه الرواية التي ذكرها قصة ابن عمر عن هذه المرأة - 00:17:59
اه بيان انها دلائل خلق الله تعالى قائمة بالافاق والانفس ويهدي الله تعالى اليها من شاء من عباده فهذه المرأة في الجاهلية ترعى غنما مع ابن لها صغير سألها ما سألها فاستدل فكلما سألها عن شيء قالت الله. وهذا مصداق ما - 00:18:22
اخبر الله تعالى عنه في كتابه عن مشركي مكة الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولان سألت من خلق السماوات والارض ليقولهن خلقهن العزيز العليم - 00:18:46
فالجواب مستقر في فطرهم قل من يرزقكم من السماء والارض. امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت. ومن يدبر له فسيقولون الله هذا مما ركزه الله في الفطر - 00:19:01
وهو انه خالق كل شيء ورب كل شيء سبحانه وبحمده نعم بعد ذلك قال وقوله وقوله فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر اي فذكر يا محمد يا محمد الناس بما ارسلت به اليهم - 00:19:15
بما ارسلت به اليهم فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب. ولهذا قال لست عليهم بمسيطر. قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما لست عليهم بجبار. قال ابن زيد لست بالذي تكرهه تكرههم على الايمان - 00:19:35
قال الامام احمد حدثنا وكيع عن سفيان عن ابي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل فالناس حتى يقولوا لا اله الا الله. فاذا قالواها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها. وحسابهم على - 00:19:54
الله عز وجل ثم قرأ فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر. وهكذا رواه مسلم في كتاب الايمان والترمذي والترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما. من حديث سفيان بن سعيد الثوري به بهذه الزيارة - 00:20:14
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية ابي هريرة بدون ذكر هذه الاية قوله جل وعلا فذكر التذكير هو بعد ان اقام الله تعالى الايات وذكرها وعددها في ما تقدم في قولها افلا ينظرون اليه كيف خلقت - 00:20:34
قال فذكر انما انت مذكر. ذكر التذكير والتنبيه الى مغفور عنه ولذلك الرسل مهمتها التعريف بالله والتذكير به جل في علاه لما فطر الله النفوس والقلوب عليه يقول فذكر اي ذكر بالله عز وجل - 00:21:02
وذكر بالطريق الموصل اليه اخراج الناس من الغفلة ودلالتهم على الحق. انما انت مذكر هذا حصل اضافي لان انما من ادوات الحصر وقولوا انما انت مذكر يعني هذا هو المطلوب منك - 00:21:26
في مقام التبليغ هو التذكير فهذا حسن اضافي وليس حصى مطلقا لان الله تعالى ذكر في حال النبي صلى الله عليه وسلم احوال كثيرة والحصر هنا حصر اضافي اضافي ليس - 00:21:47
مطلقا بعد ان بين مهمته انما انت مذكر نفى عنه القدرة على نقلهم من الكفر الى الايمان على ان تؤتي الذكرى المقصود من الاستقامة فان ذلك ليس اليه انما هو الى الله. لذلك قل لست عليهم يعني على هؤلاء الذين امرت بتذكيرهم لست عليهم بمسيطر - 00:22:00
هي بمسلط وغالب تحملهم من الضلال الى الهدى تنقل قلوبهم من العمى الى البصر فذاك ليس اليك انما الهداية الى الله تعالى يهدي من يشاء فيضل من يشاء ويهدي من يشاء - 00:22:30
وقد قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء اه بعد ذلك قال فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب هذا نعم هذا ذكره المؤلف تصديقا لقوله انما انت مذكر - 00:22:49
قال لست عليهم بمسيطر. قال ابن عباس لست عليهم بجبار الست لست تخلق الايمان في قلوبهم. لست بالذي تكرههم على الايمان وقال بعض اهل العلم ان هذا قبل فرض الجهاد - 00:23:08
والصواب انه قبله وبعده لان المعنى في قوله لست عليهم بمسيطر اي بقادر على نقلهم من الكفر الى الايمان ان انما ذلك الى الله وهو ومهمتك البلاغ. واما قتالهم فهذا القتال ليس اكراها لهم - 00:23:22
انما هو لازالة كل ما يمكن ان يكون مانعا من بلوغ الرسالة ووصول الهدى الى الناس وليس اكراها لهم بل الله تعالى قال في اواخر آآ السور نزولا سورة البقرة قال جل وعلا لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب - 00:23:41
فمن يكفل بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ومهمة القتال الذي امر به هو دعوة الناس الى الهدى ازالة كل ما يعيق عن الاستمساك بالهدى واما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكره امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوا عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقه وحسابهم على الله - 00:23:58
هذا بيان غاية القتال ومقصوده واما ما الذي يطلب عند قتال الكفار فهو ان يؤمنوا بالله ان يدفع الجزية فان لم يقبلوا هذين قتلوا قال اه بعد ذلك آآ الا من قوله تعالى الا من تولى فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر وقوله الا من تولى وكفر - 00:24:23
نعم وقوله الا من تولى وكفر اي تولى عن العمل باركانه وكفر بالحق بجنانه ولسانه. وهذا كقوله فلا صدق لا صلى ولكن كذب وتولى. ولهذا قال فيعذبه الله العذاب الاكبر. قال الامام احمد حدثنا قتيبة قال - 00:24:54
حدثنا ليث عن سعيد بن ابي هلال عن علي بن خالد ان ابا امامة الباهلي مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن الين في كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا كلكم - 00:25:14
يدخل الجنة الا من شرد على الله شراد البعير على اهله. تفرد باخراجه الامام احمد وعلي بن خالد هذا ذكره ابن ابي حاتم عن ابيه ولم يزد على ما ها هنا روى عن ابيه روى روى عن ابي امامة وعنه سعيد ابن ابي - 00:25:34
في هلال وهذا نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة كلكم يدخل الجنة الا من ابى. قال ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد - 00:25:55
فقد ابى نعم وقوله انا الينا ايابهم اي مرجعهم ومنقلبهم ثمان علينا حسابهم اي نحن نحاسبهم على ونجازيهم بها ان خيرا فخير وان شرا فشر. اخر تفسير سورة الغاشية ولله الحمد والمنة - 00:26:12
قولوا الا من تولى الا الذي اعرض فالتولي هنا الاعراض والانصراف ثم قال وكفر هذا هو ثمرة الاعراض والانصراف الكفر فالتولي والاعراظ هو كفر لكن قد يكون التولي والاعراض لسبب فبين - 00:26:35
انه تول واعراظ مقترن بكفر قال انا الينا ايابهم الينا اي اليه جل وعلا ايابهم اي الناس رجوعهم ومنقلبهم كما قال تعالى الا الى الله تصير الامور والايات في عود الناس الى الله عز وجل - 00:26:57
عديدة وكثيرة اه هذا منها ومنها قوله تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين ومنها ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم قال ثم ان علينا حسابهم - 00:27:18
هذا بيان الغاية من المرجع والمعاد والمعاب انه الحساب والحساب هو عد الاعمال و سمي الحساب حسابا لانه لانه تعد الحسنات والسيئات فيعد الله تعالى حسنات الخلق وسيئاتهم ويجازيهم على ذلك. اما الكفار - 00:27:34
فلا حسنة لهم ولذلك لا يحاسبون محاسبة الوزن اذ لا وزن لهم لانه ليس له عمل يوزن انما سيئات ظلمات بعظها فوق بعظ قال نحن نحاسبهم على اعمالهم ونجازهم بها - 00:27:53
ان خيرا فخير وان شرا فشهر اخر تفسير سورة الغاشية ولله الحمد والمنة - 00:28:11
التفريغ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت فذكر انما انت مذكر. لست عليهم بمسيطر. الا - 00:00:00
فمن تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الاكبر انا الينا اياه يقول تعالى امرا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته. افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت فانها خلق عجيب وتركيبها غريب. فانها في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل - 00:00:28
وتنقاد للقائد الضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها. ونبهوا بذلك لان العرب غالب ودوابهم كانت الابل وكان شريح القاضي يقول اخرجوا بنا حتى ننظر الى الابل كيف خلقت والى السماء - 00:01:06
كيف رفعت اي كيف رفع الله عز وجل عن الارض هذا الرفع العظيم. كما قال تعالى افلم ينظروا الى فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:26
فقد ذكر الله جل وعلا في اول سورة الغاشية ما هو من اخبار يوم القيامة وانقسام الناس الى فريقين وجوه يومئذ ناظرة وجوهنا يومئذ عليها غبرة قال الله تعالى في قسمة الوجوه وجوه يومئذ خاشعة - 00:01:50
ووجوه يومئذ ناعمة هذه القسمة للوجوه هو بيان احوال الناس في ذلك اليوم يوم المعاد يوم الحشر ثم بعد ان فرغ من ذكر احوال الناس اقام الدليل عليه وهذه طريقة القرآن - 00:02:11
في اثبات الميعاد فان الله يستدل على خبره وصدق ما جاءت به رسله يستدل على ذلك بالايات والايات التي ذكرها الله تعالى هنا ايات مشاهدة لا يحصرها زمان ولا مكان ولا - 00:02:30
يختص بها نوعا من الانسان بل يشاهدها القريب والبعيد زمن النبوة وبعد ذلك كل ذلك لتقرير صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا من رحمة الله ان بث - 00:02:49
الايات في الافاق وفي الانفس ليقيم دليل صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق انه الحق في كل ما جاء به - 00:03:08
انه الحق في كل ما اخبر به انه الحق في كل ما حكم به ولهذا جاءت الايات بعد ذكر اليوم الاخر يوم الغاشية ذاكرة دلائل ذلك والله تعالى يخاطب ليس قريش فقط او العرب بل يخاطب العالم كله - 00:03:26
في زمن النبوة وبعده فالخطاب في هذه الايات نوع الله فيه الدلائل ولذلك لم يحصرها بنوع قال افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت ما عندهم ابل والى السماء كيف رفعت؟ وهل في الدنيا مكان لا سماء فيه - 00:03:49
والى الجبال كيف نصبت قد يكون في بلد ليس فيها جبال لكن والى الارض كيف سطحت؟ وهل يمشي احد على غير ارض فالايات شاملة لكل احد من رحمة الله بالعبد - 00:04:10
ان يريه الايات بانواعها فان ذلك من اقامة الحجج عليه لكن حال الناس مع الايات ما ذكر الله تعالى في كتابه وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون - 00:04:23
والا فالايات لا تقتصر فقط على المحيط بل في النفس يقول ربنا وفي انفسكم افلا تبصرون في مأكلك ومشربك وتفكيرك وحواسك سمعك بصرك نطقك جريان النفس في صدرك توزيع الطعام على بدنك جريان الدم في عروقك - 00:04:42
كل هذه ايات ايات حسية بالخلق وايات معنوية في الفكر وما من الله به عليك من ذاكرة والروح شاء لا حصر لها وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد سبحانه وبحمده - 00:05:07
فقوله تعالى هنا في هذه الاية افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت الى اخر ما ذكر من الايات التي اقامها شواهد لصدق خبر يوم القيامة وانقسام الناس الى قسمين وبدأ بالاية القريبة من العرب - 00:05:25
لأنهم اول من خوطب بالقرآن فقال افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت وهذا ليس لان الابل هو الحيوان الموجود عند العرب فقط بل لان فيه من العبر والايات ما ليس في كثير من الحيوانات سواء مما عند العرب او - 00:05:45
عند غيرهم يقول الله تعالى افلا ينظرون هل استفهام هنا استفهام انكار وتوبيخ وتقريع كيف يكذبون باليوم الاخر ولا يصدقون ما جاءت به الرسل ولا يصدقون خبر الله فيما يتعلق بالميعاد وغيره وقد اقام الله لهم الشواهد - 00:06:06
افلا ينظرون نظر بصر وفكر الى الابل الابل هي البهائم المعروفة من بهيمة الانعام وقد امتن الله تعالى بها على الناس وفيها من الايات والعجائب ما يوجب الاعتبار وادكار عظيم خلق الله طبعا اللي ما يعرف الابل - 00:06:30
لا يرى هذه الايات وحتى الذي يعرفها معرفة ظاهرية لا يعرف ما فيها من الايات التي جعلها الله تعالى دالة على عظيم قدرته هذا الحيوان الذي يتكيف مع كل الاجواء - 00:06:54
و اه وهبه الله من القدرة على تحمل اعظم الاعباء لكنه يقوده الطفل الصغير ويميته ادنى ما يكون من العوافر على عظيم خلقه وقوته وما منحه الله فيه من الايات والعجائب ما لا يقف على - 00:07:12
حد ولا حصر ومن عجائبه التي وقفت عليها في البحث في بعض مراكز الابحاث انه الحيوان الوحيد الذي له ثلاثة اجفان ثلاثة اجفان جفناني علوي وسفلي وجفن حرظي وهذا لا يعرفه كثير من الناس لكن - 00:07:36
آآ اكتشفوه تحمل الابل الغبار والحرارة الشديدة وكثرة الاحوال المناخية التي تحيط به به التي قد تعيق نظره فجعل الله له هذا المساحة ارضي لا يغلق من اعلى واسفل غير الغلق العلوي والسفلي غلق عرظي - 00:08:00
اذ احتاج اليه خرج ليمحو ما يمكن ان يؤثر على الرؤية هذا من يعني مما يندرج في قوله تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت كيف خلقت؟ اي عجيب خلق الله لها - 00:08:24
في هيئتها وصورتها وفي تحملها وقوتها وفي ذلها وتسخيرها لبني ادم وسائر ما آآ يتعلق بهذا الخلق. المصنف رحمه الله يقول يقول الله تعالى امرا عباده بالنظر الى مخلوقاته الدالة على قدرته - 00:08:39
وعظمته افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت فانها خلق عجيب وتركيبها غريب فان في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل وتنقاد للقائد الظعيف الصغير وتؤكل وينتفع بوبرها وشرب لبنها ونبهوا بذلك لان العرب غالب دوابهم كانت الابل - 00:08:58
هذا ما ذكره في الاية الاولى يقول رحمه الله وكان شريح القاضي يقول اخرجوا بنا الى يخرجوا بنا حتى ننظر الى الابل كيف خلقت نعم من جبال كيف نصيب. نعم قوله والى السماء كيف رفعت - 00:09:22
الى السماء كيف رفعت السماء هي العلو ورفعها هو علوها والعرب لا تدرك هذا العلو لكن تدركه بالنظر الى النجوم التي في السماء ولا هذا هذا الرفع ليس فقط التأمل ليس في بعدها - 00:09:40
بل في رفعها بدون عمد وفي رفعها وبقاء هذا الرفع على امتداد خلق الله الى ان يأذن الله تعالى بخراب العالم يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار - 00:10:00
كل ذلك من الايات والعجائب وهذا هو الكتاب المنظور فالله تعالى قد جعل كتابا مستورا يدل عليه وهو القرآن العظيم وما انزله على المرسلين وجعل في الكون كتابا منظورا يدركه كل ناظر - 00:10:15
ولذلك حتى الذين لم تبلغهم الرسالات يعرفون من مما يشاهدون من ايات الله ما يدل ان للكون صانعا يدبره جل في علاه على احسن تدبير يقول المصنف رحمه الله اي كيف رفعها الله عز وجل عن الارض هذا الرفع العظيم. هذا من حيث المسافة والبعد - 00:10:30
وايضا بلا عمل قال تعالى فلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها؟ وزيناها جعل فيها من الزينة ما يبهر العقول ما وما لها من فروج اي شقوق او انخرام في خلقها - 00:10:53
ثم قال والى الجبال كيف نصبت نعم والى الجبال كيف نصبت اي كيف جعلت منصوبة قائمة ثابتة راسية لئلا تميد لئلا تميد الارض باهلها وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن - 00:11:07
والى الارض كيف سطحت اي كيف بسطت ومدة مهدت. فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه والسماء التي فوق رأسه والجبل الذي تجاهه والارض التي تحته على قدرة خالق ذلك وصانعه. وانه الرب - 00:11:27
عظيم الخالق المتصرف المالك وانه الاله الذي لا يستحق العبادة سواه. وهكذا اقسم وهكذا قسم ضمام في سؤاله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي يظهر ان هذا التنبيه ليس للبدوي - 00:11:47
الابل هي انفس اموال العرب في ذلك اليوم. هي وسيلة النقل التي يستعملونها فهذا ليس خاصا بالبدوي. الان مع التطور الذي حصل يعني اصبحت مراكب حتى البدو لا يركبون لا يركبون الابل الا ما ندر - 00:12:05
وانما يركبون مراكب اخرى مما جد في حياة الناس من وسائل النقل فالتنبيه هنا لكل احد ممن يركب الابل وممن يشاهدها وممن آآ يسمع بها والسماء والارض والجبال هذه ليست آآ في الفضاء الذي لا يكون فيه الا البدو بل يكون فيه تكون في البدو في الحظر وفي كل مكان - 00:12:23
الذكر البدوي هنا يعني محل تأمل قال رحمه الله وانه الاله الذي لا يستحق العبادة سواه قال وهكذا اقسم ظمام في سؤاله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه قال كما روى الامام احمد حيث قال - 00:12:48
حيث قال حدثنا هشام ابن القاسم قال حدثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن انس قال كنا نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا ان يجيء الرجل من اهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من اهل البادية - 00:13:03
فقال يا محمد انه اتانا رسولك فزعم لنا انك تزعم ان الله ارسلك. قال صدق. قال فمن خلق السماء؟ قال الله قال فمن خلق الارض؟ قال الله. قال فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال الله - 00:13:23
قال فبالذي خلق السماء. قال فبالذي خلق السماء والارض ونصب هذه الجبال؟ الله ارسلك؟ قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدقت قال فبالذي ارسلك االله امرك بها - 00:13:43
هذا؟ قال نعم. قال وزعم رسولك ان علينا زكاة في اموالنا؟ قال صدق. قال فبالذي ارسلك وامرك بهذا؟ قال نعم. قال وزعم رسولك ان علينا حج البيت من استطاع اليه سبيلا. قال صدق قال - 00:14:03
قال ثم ولى فقال والذي بعثك بالحق لا ازيد عليهن شيئا ولا انقص منهن شيئا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان صدق ليدخلن الجنة وقد رواه مسلم عن عمرو الناقض عن ابي النظرة عن ابي النظر هاشم ابن القاسم به وعلقه البخاري ورواه الترمذي - 00:14:23
والنسائي من حديث سليمان ابن المغيرة به ورواه الامام احمد والبخاري وابو داوود والنسائي وابن ماجه من حديث الليث ابن سعد عن سعد عن شريك بن عبدالله بن ابي نمر عن انس به بطوله وقال في اخره وانا وانا ظمام ابن ثعلبة. على - 00:14:49
الرواية انه اعلى اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمن هو بعد ان سأله قال وانا ظمام ابن ثعلبة ثعلبة اخو بني سعد ابن بكر نعم قال الحافظ ابو يعلى - 00:15:09
الطيبة في حديث انس في قصة ظمام ابن ثعلبة رظي الله عنه قوله للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان سأله عن خلق السماء والارض والجبال قال فبالذي خلق السماء والارض ونصب الجبال - 00:15:23
االله ارسلك؟ الله ارسلك استفهام هل الله ارسلك؟ الله معناها هل الله ارسلك قال نعم ثم توالى الاسئلة على بقية اصول الاسلام واركانه بعد بعد الرسالة وبعد بعدها الصلاة ثم - 00:15:40
بعدها الزكاة ثم بعدها الحج ولم يذكر الصوم. ذكر الصوم لم يذكر الصوم وذاك لانه لم يكن قد فرض فقال لها ظمام بعد ان ولى والذي بعثك بالحق لا ازيد عليهن شيئا ولا انقص منهن شيئا - 00:16:03
قال صلى الله عليه وسلم ان صدقا لا يدخلن الجنة نعم وهذا جاء نظيره في قصة ما رواه الشيخان من حديث طلحة بن عبيد الله بقصة الذي جاء وسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام وشرائعه - 00:16:24
اه بعد ذلك قال والله لا ازيد على هذه ولا انقص قال افلح ان صدق نعم وقال الحافظ ابويا على حدثنا اسحاق قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثني عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال كان رسول الله - 00:16:41
صلى الله عليه وسلم كثيرا ما كان يحدث عن امرأة في الجاهلية على رأس جبل معها ابن لها ترعى غنما. فقال ابنها يا اماه من خلقك؟ قالت الله. قال فمن خلق ابي؟ قالت الله. قال فمن خلقني؟ قالت - 00:16:59
الله قال فمن خلق السماء؟ قالت الله. قال فمن خلق الارض؟ قالت الله. قال فمن خلق الجبل قالت الله قال فمن خلق هذه الغنم؟ قالت الله. قال اني لاسمع لله شأنا. والقى نفسه من الجبل - 00:17:19
تقطع قال ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يحدثنا هذا؟ قال ابن دينار كان ابن عمر كان ابن كان ابن عمر كثيرا ما يحدثنا بهذا في اسناده ضعف. وعبدالله بن جعفر هذا هو المديني ظعفه ولده - 00:17:39
الامام علي ضعفه ولده والامام علي ابن المديني وغيره وقوله فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر. اي فذكر يا محمد. المقصود ان هذه هذه الرواية التي ذكرها قصة ابن عمر عن هذه المرأة - 00:17:59
اه بيان انها دلائل خلق الله تعالى قائمة بالافاق والانفس ويهدي الله تعالى اليها من شاء من عباده فهذه المرأة في الجاهلية ترعى غنما مع ابن لها صغير سألها ما سألها فاستدل فكلما سألها عن شيء قالت الله. وهذا مصداق ما - 00:18:22
اخبر الله تعالى عنه في كتابه عن مشركي مكة الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولان سألت من خلق السماوات والارض ليقولهن خلقهن العزيز العليم - 00:18:46
فالجواب مستقر في فطرهم قل من يرزقكم من السماء والارض. امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت. ومن يدبر له فسيقولون الله هذا مما ركزه الله في الفطر - 00:19:01
وهو انه خالق كل شيء ورب كل شيء سبحانه وبحمده نعم بعد ذلك قال وقوله وقوله فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر اي فذكر يا محمد يا محمد الناس بما ارسلت به اليهم - 00:19:15
بما ارسلت به اليهم فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب. ولهذا قال لست عليهم بمسيطر. قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما لست عليهم بجبار. قال ابن زيد لست بالذي تكرهه تكرههم على الايمان - 00:19:35
قال الامام احمد حدثنا وكيع عن سفيان عن ابي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل فالناس حتى يقولوا لا اله الا الله. فاذا قالواها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها. وحسابهم على - 00:19:54
الله عز وجل ثم قرأ فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر. وهكذا رواه مسلم في كتاب الايمان والترمذي والترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما. من حديث سفيان بن سعيد الثوري به بهذه الزيارة - 00:20:14
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية ابي هريرة بدون ذكر هذه الاية قوله جل وعلا فذكر التذكير هو بعد ان اقام الله تعالى الايات وذكرها وعددها في ما تقدم في قولها افلا ينظرون اليه كيف خلقت - 00:20:34
قال فذكر انما انت مذكر. ذكر التذكير والتنبيه الى مغفور عنه ولذلك الرسل مهمتها التعريف بالله والتذكير به جل في علاه لما فطر الله النفوس والقلوب عليه يقول فذكر اي ذكر بالله عز وجل - 00:21:02
وذكر بالطريق الموصل اليه اخراج الناس من الغفلة ودلالتهم على الحق. انما انت مذكر هذا حصل اضافي لان انما من ادوات الحصر وقولوا انما انت مذكر يعني هذا هو المطلوب منك - 00:21:26
في مقام التبليغ هو التذكير فهذا حسن اضافي وليس حصى مطلقا لان الله تعالى ذكر في حال النبي صلى الله عليه وسلم احوال كثيرة والحصر هنا حصر اضافي اضافي ليس - 00:21:47
مطلقا بعد ان بين مهمته انما انت مذكر نفى عنه القدرة على نقلهم من الكفر الى الايمان على ان تؤتي الذكرى المقصود من الاستقامة فان ذلك ليس اليه انما هو الى الله. لذلك قل لست عليهم يعني على هؤلاء الذين امرت بتذكيرهم لست عليهم بمسيطر - 00:22:00
هي بمسلط وغالب تحملهم من الضلال الى الهدى تنقل قلوبهم من العمى الى البصر فذاك ليس اليك انما الهداية الى الله تعالى يهدي من يشاء فيضل من يشاء ويهدي من يشاء - 00:22:30
وقد قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء اه بعد ذلك قال فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب هذا نعم هذا ذكره المؤلف تصديقا لقوله انما انت مذكر - 00:22:49
قال لست عليهم بمسيطر. قال ابن عباس لست عليهم بجبار الست لست تخلق الايمان في قلوبهم. لست بالذي تكرههم على الايمان وقال بعض اهل العلم ان هذا قبل فرض الجهاد - 00:23:08
والصواب انه قبله وبعده لان المعنى في قوله لست عليهم بمسيطر اي بقادر على نقلهم من الكفر الى الايمان ان انما ذلك الى الله وهو ومهمتك البلاغ. واما قتالهم فهذا القتال ليس اكراها لهم - 00:23:22
انما هو لازالة كل ما يمكن ان يكون مانعا من بلوغ الرسالة ووصول الهدى الى الناس وليس اكراها لهم بل الله تعالى قال في اواخر آآ السور نزولا سورة البقرة قال جل وعلا لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب - 00:23:41
فمن يكفل بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ومهمة القتال الذي امر به هو دعوة الناس الى الهدى ازالة كل ما يعيق عن الاستمساك بالهدى واما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكره امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوا عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقه وحسابهم على الله - 00:23:58
هذا بيان غاية القتال ومقصوده واما ما الذي يطلب عند قتال الكفار فهو ان يؤمنوا بالله ان يدفع الجزية فان لم يقبلوا هذين قتلوا قال اه بعد ذلك آآ الا من قوله تعالى الا من تولى فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر وقوله الا من تولى وكفر - 00:24:23
نعم وقوله الا من تولى وكفر اي تولى عن العمل باركانه وكفر بالحق بجنانه ولسانه. وهذا كقوله فلا صدق لا صلى ولكن كذب وتولى. ولهذا قال فيعذبه الله العذاب الاكبر. قال الامام احمد حدثنا قتيبة قال - 00:24:54
حدثنا ليث عن سعيد بن ابي هلال عن علي بن خالد ان ابا امامة الباهلي مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن الين في كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا كلكم - 00:25:14
يدخل الجنة الا من شرد على الله شراد البعير على اهله. تفرد باخراجه الامام احمد وعلي بن خالد هذا ذكره ابن ابي حاتم عن ابيه ولم يزد على ما ها هنا روى عن ابيه روى روى عن ابي امامة وعنه سعيد ابن ابي - 00:25:34
في هلال وهذا نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة كلكم يدخل الجنة الا من ابى. قال ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد - 00:25:55
فقد ابى نعم وقوله انا الينا ايابهم اي مرجعهم ومنقلبهم ثمان علينا حسابهم اي نحن نحاسبهم على ونجازيهم بها ان خيرا فخير وان شرا فشر. اخر تفسير سورة الغاشية ولله الحمد والمنة - 00:26:12
قولوا الا من تولى الا الذي اعرض فالتولي هنا الاعراض والانصراف ثم قال وكفر هذا هو ثمرة الاعراض والانصراف الكفر فالتولي والاعراظ هو كفر لكن قد يكون التولي والاعراض لسبب فبين - 00:26:35
انه تول واعراظ مقترن بكفر قال انا الينا ايابهم الينا اي اليه جل وعلا ايابهم اي الناس رجوعهم ومنقلبهم كما قال تعالى الا الى الله تصير الامور والايات في عود الناس الى الله عز وجل - 00:26:57
عديدة وكثيرة اه هذا منها ومنها قوله تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين ومنها ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم قال ثم ان علينا حسابهم - 00:27:18
هذا بيان الغاية من المرجع والمعاد والمعاب انه الحساب والحساب هو عد الاعمال و سمي الحساب حسابا لانه لانه تعد الحسنات والسيئات فيعد الله تعالى حسنات الخلق وسيئاتهم ويجازيهم على ذلك. اما الكفار - 00:27:34
فلا حسنة لهم ولذلك لا يحاسبون محاسبة الوزن اذ لا وزن لهم لانه ليس له عمل يوزن انما سيئات ظلمات بعظها فوق بعظ قال نحن نحاسبهم على اعمالهم ونجازهم بها - 00:27:53
ان خيرا فخير وان شرا فشهر اخر تفسير سورة الغاشية ولله الحمد والمنة - 00:28:11