دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب
الدرس (35) من دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - سورة المائدة
التفريغ
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. فان جاؤوك فاحكم بينهما واعرض عنهم الاية. هذه الاية الكريمة تدل على ان النبي صلى الله الله عليه وسلم اذا تحاكم اليه اهل الكتاب مخير بين الحكم بينهم. والاعراض عنهم. وقد جاءت اية اخرى - 00:00:01ضَ
دلوا على خلاف ذلك وهي قوله تعالى وان يحكم بينهم بما انزل الله والجواب ان قوله تعالى وان احكم بينهم ناسخ لقوله او اعرض عنهم وهذا قول ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن - 00:00:21ضَ
وقتادة والسد وزيد بن استم وعطاء الخرساني وغير واحد قاله ابن كثير وقيل معنى وان احكم بينهم اي اذا حكمت نعم وقيل معنى قوله وان احكم بينهم اي اذا حكمت بينهم فاحكم بينهم بما انزل الله لا باتباع الهوى وعليه فالاولى محكمة - 00:00:36ضَ
والعلم عند الله تعالى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذه الاية وهي قوله تعالى فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم وان تعرض عنهم فليضروك - 00:00:57ضَ
هيئة وان حكمت فاحكم بينهم بما انزل الله هذه الاية الكريمة المؤلف الشيخ الشنقيطي رحمه الله يقول تدل على ان النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا تحاكم اليه اهل الكتاب - 00:01:15ضَ
يخير بين الحكم بينهم والاعراب عنهم وجاء آآ في السورة نفسها قوله تعالى وان يحكم بينهم بما انزل الله في اية اخرى ظاهر الايتين قد يوهم نوعا من تعارب حيث - 00:01:30ضَ
انه في اية خير بين الحكم بينهم وفي اية امره بالحكم فذكر الشيخ رحمه الله في الجواب ان قوله ان يحكم بينهم ناسخ لقوله او اعرض عنهم وهذا هو الجواب الاول ان الاية وان يحكم بينهم بما انزل الله ناسخة لقوله تعالى - 00:01:57ضَ
في الاية المتقدمة فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم وهذا القول قال به ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والسدي وعد من قال بذلك وقيل قول اخر وهو ان قوله ان قوله وان احكم - 00:02:19ضَ
بينهم بما انزل الله هي بيان ما الذي يجب على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يحكم به اذا حكم بينهم فهذا بيان لما يحكم به وليست ناسخة على هذا المعنى انما هي بيانية - 00:02:41ضَ
السبيل الذي يحكم به النبي صلى الله عليه وسلم بينهم اي بين اهل الكتاب بين اهل الكتاب اذا تحاكموا اليه وهذا القول يؤيده تتمة الاية السابقة فان الله تعالى ذكر - 00:02:59ضَ
في الاية السابقة تنجؤك فاحكم بينهم او اعرض عنهم ثم قال وان تعرض عنهم فلا يضرك شيئا وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين - 00:03:21ضَ
وفي الاية نفسها بين ما الذي يحكم به النبي صلى الله عليه وسلم في الاية التي اشار اليها وهي متراخية في الذكر قال جل وعلا وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم من بعض ذنوبهم وان كثيرا - 00:03:39ضَ
من الناس الى فاسقون. هذه الاية هي في معنى ما ختمت به الاية السابقة من ان الله تعالى امر رسوله بان يحكم بينهم بالقسط لان هناك قال وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين - 00:04:05ضَ
وهنا اكد هذا المعنى بذكر ما ينبغي ان يتوقى ليتحقق القسط وهو الا يتبع اهواءهم. ولذلك قال جل وعلا وان يحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتروك عن بعض ما انزل الله اليك - 00:04:20ضَ
وهذا القول فيما يظهر اقرب لانه اذا دار ترجيح بين ان يكون نسخ او جمع فالمقدم ايش؟ النسخ او الجمع الجمع وبالتالي هذا ارجح من السابق والله تعالى اعلم وعليه يقول فالاولى محكمة والعلم عند الله نعم - 00:04:39ضَ
ثم قال رحمه الله وقوله تعالى او اخرون من غيركم او اخران من غيركم هذه الاية تدل على قبول شهادة الكفار على الوصية في السفر وقد جاءت ايات اخر تدل على خلاف ذلك. كقوله انما - 00:05:07ضَ
يفتري الكذب الذين انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون وقوله ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك اولئك هم الفاسقون اي فالكافرون احرى برد شهادتهم وقوله واشهدوا ذوي عدل منكم وقوله واستشهدوا - 00:05:26ضَ
شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء والجواب عن هذا طيب الاية في سياق ما امر الله تعالى به المؤمنين في شأن الوصية يا ايها الذين امنوا - 00:05:46ضَ
شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية ثم فصل الله جل وعلا فيما يتصل احكام الوصية فقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم موته حين الوصية اثنان - 00:06:04ضَ
ذوى عدل منكم يعني ممن من المسلمين او اخران من غيركم يعني من غير المسلمين وهم الكفار فقوله جل وعلا او اخران من غيركم جاءت بعد قوله حين الوصية اثنان ذوى عدل منكم او اخران - 00:06:24ضَ
من غيركم ثم في الاخرين من من من غيرنا ذكر حال ان انتم ضربتم في الارض فاصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة. فذكر القيد وهو وان هذه الشهادة تكون معتبرة - 00:06:45ضَ
من غيرنا في هذه الحال وهي ان انتم ضربتم في الارض فاصابتكم مصيبة الموت يعني ولم يحضره الا هذان الكافران وهنا آآ آآ يأتي ما يتعلق بشهادة الكافر على المسلم - 00:07:03ضَ
لا خلاف بين العلماء انه لا تقبل شهادة كافر على مسلم هذا هو الاصل لان الكافر ليسوا من ذوي العدل وهو مظنة التهمة واذا كان قد جار في حق الله وظلم - 00:07:21ضَ
فجور وظلمه في حق الخلق قريب لكن بقوله تعالى واخران من غيركم ان انتم ضربتم في الارض اذن الله تعالى بقبول شهادة الكافرين في هذه الحال هنا اختلف العلماء ولهم في هذا ثلاثة طرق الطريق الاول عدم قبول شهادة الكافر مطلقا - 00:07:40ضَ
الطريق الثاني قبول شهادة الكفار بعضهم على بعض مطلقا يعني لا شهادة على المسلم ولا لا تقبل شهادته على المسلم ولا تقبل شهادته على الكافر وهذا مذهب الجمهور القول الثاني لا تقبل شهادته على - 00:08:05ضَ
آآ المسلم ولكن تقبل على الكافر وهذا مذهب الحنفية. القول الثالث تقبل شهادته على المسلم في السفر اذا لم يحضره غيره هذا اصل الخلاف في المسألة في قوله تعالى واخران من غيركم ان انتم ضربتم في الارض - 00:08:22ضَ
استدل اه نعم وبناء عليه نحتاج الى ان نفهم ما وجه الخلاف بين الايتين اية او اخران من غيركم وقوله انما انما يفتل واشهدوا ذو عدل منكم وهذا لا ينطبق على الكافر - 00:08:45ضَ
واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان من ترضونهم الشهداء. يقول الجواب اتضح الاشكال الان ان الكافر ليس ليسوا من ذوي العدل من ذوي العدل ولا هو ايضا - 00:09:04ضَ
من رجالنا اي من اهل الاسلام فكيف تقبل شهادته؟ فما الجمع بين هذا وذاك؟ يقول والجواب على هذا على قول من لا يقبل شهادة الكافرين على الايصاء في السفر وهو قول الجمهور انه يقول - 00:09:18ضَ
نعم انه يقول ان قوله او اخران من غيركم منسوخ بايات اشراط العدالة منسوخ بايات اشتراط العدالة والذي يقول بقبول شهادته ما يقول هي محكمة مخصصة لعموم غيرها. واضح اذا طريقان - 00:09:33ضَ
للتوفيق بين قوله واخران من غيركم والايات التي تشترط الشهادة في اهل الاسلام العدالة في في الشاهد تشترط وصف الاسلام في شاهد ان ان تلك الايات ناسخة لهذه الاية والقول الثاني - 00:09:54ضَ
انه لا نسخ وانما هو تخصيص. فيقبل في هذه الحال دون غيرها. يقول وهذا الخلاف معروف ووجه الجواب على كلا القولين ظاهر يعني بينة. واما على قول من يقول او من قال - 00:10:12ضَ
واما على قول من قال ان معنى قوله ذوى عدل منكم اي من قبيلة الموصي وقوله اواخران من غيركم اي من غير قبيلة الموصي من سائر المسلمين فلا اشكال في الاية. واضح - 00:10:26ضَ
فيكون قوله تعالى يا ايها الذين امنوا الشهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت اذا حضر احدكم موته حين الوصية اثنان ذوا عدل من منكم اي من اهلي الميت وقبيلته وخاصته او غيركم - 00:10:42ضَ
من غير اهله وقبيلته وخاصته وعلى هذا لا اشكال في الاية لان لانه هو وفي هذه الحالة يتكلم عن آآ عن اهل الاسلام في في كلا الحالين طيب قال ولكن جمهور العلماء ولكن جمهور العلماء على ان قوله من غيركم اي من غير المسلمين وان قوله منكم اي من - 00:11:00ضَ
المسلمين وعليه فالجواب ما تقدم والعلم عند الله تعالى. يعني ما تكون محكمة منسوخة اما ان تكون محكمة مخصصة واما ان تكون منسوخة بالايات التي اشترطت الاسلام في الشاهد. نعم - 00:11:22ضَ
ثم قال رحمه الله وقوله تعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم؟ قالوا لا علم لنا انك انت علام الغيوب هذه الاية يفهم منها ان الرسل لا يشهدون يوم القيامة على اممهم. وقد جاء في ايات اخرى ما يدل على ان - 00:11:37ضَ
انهم يشهدون على اممهم كقوله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا تعالى ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء - 00:11:57ضَ
والجواب من ثلاثة اوجه الاول واضح وش الاشكال واظح يقول الله تعالى في اية المائدة يوم يجمع يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم. يعني ماذا اجابكم من بعثتم اليهم - 00:12:15ضَ
قالوا لا علم لنا. من القائل الرسل قالوا لا علم لنا انك انت علام الغيوب واذا قالوا لا علم لنا فلا يمكن ان يشهدوا. لماذا؟ لان الشهادة بناؤها على العلم - 00:12:36ضَ
فعندما نفوا العلم فلا يمكن ان يكونوا شهداء لانهم يفتقدون ما تبنى عليه الشهادة وهو العلم وجاء في القرآن الخبر بانهم يشهدون من ذلك قوله فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد من كل امة بشهيد وهو نبيها - 00:12:51ضَ
وجنابك على هؤلاء شهيدا. وقوله ويوم نبعث في كل امة شهيدا. ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء وذكر في ذلك ثلاثة اجوبة - 00:13:14ضَ
الجواب الاول وهو اختيار ابن جرير وقال فيه ابن كثير لا شك انه حسن ان المعنى لا علم لنا الا علم انت اعلم به منا فلا علم لنا بالنسبة الى علمك المحيط بكل شيء. فنحن وان عرفنا من اجابنا فانما نعرف الظواهر. ولا علم لنا بالبواطن وانت - 00:13:31ضَ
اطلعوا على السرائر وما تخفي الضمائر. فعلمنا بالنسبة الى علمك كلا كلا علم. فعلمنا بالنسبة الى علمك كلا علم الثاني وبه قال مجاهد والسدي والحسن البصري كما نقله عنه ابن كثير وغيره انهم قالوا لا علم لنا لما - 00:13:55ضَ
من شدة هول يوم القيامة ثم زال ذلك عنهم فشهدوا على اممهم. والثالث وهو اضعفها ان معنى قوله ماذا اجبتم؟ ماذا عملوا بعدكم؟ وما احدثوا بعد كم؟ قالوا لا علم لنا. ذكر ابن كثير ذكر ابن كثير - 00:14:15ضَ
غيره هذا القول ولا يخفى بعده عن ظاهر القرآن اذا هذه الاوجه الثلاثة التي اجاب بها المصنف رحمه الله على ما ظهر من تعارض بين الايات فحمل قوله تعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم؟ قالوا لا علم لنا ان العلم المنفي هو العلم - 00:14:35ضَ
بباطن الاستجابة لا بظاهرها فالظاهر انهم استجابوا لكن حقائق ذلك وبواطنه لا يعلمه الا الله. يوم تبلى السرائر هذا المعنى الاول فيكون المنفي هنا هو ما في قلوبهم من الايمان - 00:14:58ضَ
والتصديق وضد ذلك القول الثاني ان هذا في حال دون حال. القيامة لها احوال عديدة واهوال متنوعة ومواقف متفرقة فيقال لهم في موقف ماذا اجبتم؟ قالوا لا علم لنا ويقال لهم في موقف - 00:15:18ضَ
ماذا اجبتم؟ فيجيبون بالشهادة على اقوامهم بما يشهدون هذا القول هو القول الثاني الذي ذكره المصنف رحمه الله المجاهد والسدي والحسن البصري وغيرهم القول الثالث وهو اضعفها ان ما نفاه الرسل - 00:15:48ضَ
انما هو عما كان بعد موتهم فانه فانه لا علم لهم بما اجابه بما اجابهم به الناس بعد موتهم ولكن هذا ابعدهم لان ذلك لا يسألون عنه انما يسألون عما يمكن علمه وهذا - 00:16:15ضَ
لا علم لهم به بعد موتهم اذ انقطع اتصالهم بالدنيا وما يتصل باجابة اقوامهم من بعدهم ودليل هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ يذاد عن الحوض اقوام فيقول - 00:16:39ضَ
وصيحابي وصيحابي فيقال له انك لا تدري ماذا احدثوا بعدك هذا ما يتصل بي الاوجه الثلاثة اقربها والله تعالى اعلم هو الوجه الثاني ان هذا في حال دون حال ويمكن ان يقال - 00:16:56ضَ
ان هذا عند السؤال وهذا لا يتعارض مع الشهادة التي تكون دون سؤال فلعل هذا عندما سئلوا هابوا الموقف وفي الشهادة كانت الشهادة مبذولة دون سؤال فيمكن ان يحمل هذا على اختلاف الاحوال - 00:17:22ضَ
اما الاية التي تليها قوله تعالى قال الله اني منزلها عليكم. فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا. طب الذي جعل ابن جرير وابن كثير وغيرهما يرجحان القول الاول انه فيما يتعلق - 00:17:50ضَ
ان العلم المنفي هو فيما يتعلق باعمال الباطن الايمان الباطن اه ايمان القلوب ما ختمت به الاية في قوله تعالى انك انت علام الغيوب فهم سئلوا عما لم يعلموا وهذا يقوي القول الاول ايضا - 00:18:13ضَ
لانهم برروا عدم العلم بانه شيء غاب عنهم لم يدركوه نعم قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين هذه الاية الكريمة تدل على ان اشد الناس عذابا يوم القيامة من كفر من اصحاب المائدة - 00:18:34ضَ
وقد جاء في بعض الايات ما يوهم خلاف ذلك كقوله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وقوله ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب والجواب ان اية واضح - 00:19:02ضَ
بين الايتين بين وجدت ما يوهم التعارض بين الايتين انه في اصحاب المائدة قال جل وعلا قال الله اني منزله عليكم فمن يكفر. بعد منكم فاني اعذب عذابا لا اعذبه احدا من العالمين - 00:19:19ضَ
واما في الايات الاخر ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار والدرك الاسفل هو اشده وكذلك قوله ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب وايضا قوله فلا يوثق وثاقه احد - 00:19:36ضَ
فلا يعذب ولا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد في سورة الفجر كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجاء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان انى له ذكرى - 00:19:56ضَ
يقول يا ليتني قدمت الى حياتي فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد دل ذلك على انه بمعنى في احد القولين في تفسير الاية انه لا يعذب عذابه لا يعذب عذابه - 00:20:17ضَ
احد مثل مثله اي كعذابه لا يعذب عذابه احد من الناس نعم والجواب ان اية ادخلوا ال فرعون واية ان المنافقين لا منافاة بينهما لان كلا من ال فرعون والمنافقين - 00:20:38ضَ
اتقينا في اسفل دركات النار في اشد العذاب وليس في الايتين ما يدل على ان بعضهم اشد عذابا من الاخر واضح يعني انهم يشتركون في الشدة فتخصيص هؤلاء بالذكر انهم انه يعذبهم اشد العذاب لا ينفي ذلك عن غيرهم. فقوله - 00:21:01ضَ
فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذب احدا من العالمين لا يعني انه لا يشاركهم فيه احد هكذا قالوا لانهم كلهم يشتركون في الشدة. يقول ان الاية ادخلوا ال فرعون واية لا منافاة بينهما. لان كل - 00:21:21ضَ
من ال فرعون والمنافقين في اسفل دركات النار في اشد العذاب وليس في الايتين ما يدل على ان بعضهم اشد من بعض. هذا بالنسبة للتعارض بين الايتين اية ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار واية ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب - 00:21:42ضَ
الجميع يشترك في شدة العذاب هذا هؤلاء واولئك لكن كيف يجمعها مع قوله تعالى فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين. يقول في ذلك واما قوله فاني اعذبه الاية فيجاب عنه من وجهين - 00:22:05ضَ
الاول وهو ما قاله ابن كثير ان المراد بالعالمين عالموا زمانهم وعليه فلا اشكال ونظيره قوله تعالى واني فضلتكم على العالمين كما تقدم. الثاني ما قاله البعض نعم ما قاله البعض من ان المراد به العذاب الدنيوي الذي هو مسخهم خنازير - 00:22:25ضَ
ولكن يدل لانه عذاب الاخرة ما رواه ابن جرير عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال اشد الناس عذابا يوم القيامة ثلاثة المنافقون ومن كفر من اصحاب المائدة وال فرعون - 00:22:50ضَ
وهذا الاشكال في اصحاب المائدة لا يتوجه الا على القول بنزول المائدة. وان بعضهم كفر بعد نزولها. اما على قول الحسن ومجاهد انهم خافوا من الوعيد فقالوا لا حاجة لنا في نزولها فلم تنزل فلا اشكال ولكن ظاهر قوله تعالى اني منزلها يخالف ذلك وعلى القول - 00:23:04ضَ
نزولها لا يتوجه الاشكال الا اذا ثبت كفر بعضهم كما لا يخفى واضح ذا فعلى القول بنزولها يكون لم يقع من اولئك كفر واضح بارك الله فيه نقف على سورة الانعام ان شاء الله - 00:23:24ضَ