بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال رحمه الله تعالى في سورة الانعام في قوله تعالى ثم ردوا الى الله مولاهم الحق - 00:00:00
هذه الاية الكريمة تدل على ان الله مولى الكافرين ونظيرها قوله تعالى هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون. وقد جاء في اية اخرى ما يدل على خلاف ذلك. وهي قوله تعالى - 00:00:17
ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم والجواب عن هذا ان معنى كونه مولى الكافرين انه مالكهم المتصرف فيهم بما شاء ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين اي ولاية - 00:00:38
المحبة والتوفيق والنصر والعلم عند الله تعالى واما على قول من قال ان الضمير في قوله وردوا وقوله مولاهم عائد الى الملائكة فلا اشكال في الاية اصلا ولكن الاول اظهر - 00:00:55
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله سورة الانعام وذكر ديما يتصل بموضوع الكتاب من الايات التي قد يتوهم - 00:01:14
اه فيها التعارض قول الله عز وجل ثم ردوا الى الله مولاهم الحق وهذه الاية جاءت في سياق ما ذكره الله تعالى من محاجة المشركين. حيث ذكر الله عز وجل قبلها بايات - 00:01:38
قل اني نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله قل لاتبع اهوائكم قد ظللت اذا وما انا من المهتدين قل اني على بينات من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين قل لو ان عندي - 00:01:54
ما تستعجلون به لقضي الامر بيني وبينكم والله اعلم بالظالمين. وعنده مفاتيح الغيب ثم ذكر بعد ذلك جملة من صفاته جل على وآآ جميل افعاله منها قوله تعالى بعد وعنده المفاتيح الغيب قال وهو الذي يتوفاكم بالليل - 00:02:11
الخطاب كله لهؤلاء الذين يحاجهم والنبي صلى الله عليه وسلم ثم قال جل وعلا ثم ردوا الى الله مولاهم الحق بعد ان ذكر اه ما ذكر من اه اه قدرته عليهم وانه الذي يتوفاهم بالليل ويعلموا ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى اجرا مسمى. قال جل وعلا ثم ردوا - 00:02:30
اي هؤلاء الذين يحاجونك يعاند هناك ردوا الى الله مولاهم الحق مولاهم الحق الضمير في قوله مولاهم فيه احتمالات الاحتمال الاول ان يكون عائدا الى المشركين والاحتمال الثاني ان يكون عائدا الى من يعبدهم المشركون من الملائكة - 00:02:52
فعلى الاحتمال الثاني ثم ردوا الى الله مولاهم الحق ليس فيها اشكال لانها متفقة مع الايات التي فيها ان الله مولى المؤمنين فالملائكة من اهل الايمان واضح اما اذا قيل ان الظمير في قوله مولاهم الحق عائد الى - 00:03:20
المشركين فثمة اشكال مع قول الله عز وجل في سورة محمد ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم لا مولى له فنفى ان تكون لهم ولاية. هذا موطن ما يمكن ان يتوهم فيه التعارض - 00:03:39
بين الايتين ان الله اثبت لهم ولاية وانه نفى عنهم الولاية في قوله تعالى آآ وان الكافرين لا مولى لهم المصنف رحمه الله عشان كده ايه في جوابه ذكر جوابين وهو وهي التي دار عليها - 00:04:00
اه دارت عليها كلمات المفسرين قال رحمه الله بهذا؟ والجواب عن هذا ان معنى كونه مولى الكافرين انه ملكهم المتصرف فيهم بما شاء فهي ولاية ملك وولاية القهر وولاية قدرة وهذه لا يخرج عنها احد من الخلق - 00:04:21
ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. الحمدلله رب العالمين. خالقهم ومالكهم ورازقهم فلا يخرج عنها احد من الخلق فهذه الولاية المثبتة في قوله ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الولاية المثبتة للكافرين هي ولاية - 00:04:50
الملك والقهر ومقتضى الربوبية اما الولاية الاخرى قال ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين يعني المولى الولاية المنتفي عنهم انها آآ اي ولاية المحبة والتوفيق والنصر وهذه لا تكون الا لاولياءه المتقين. وقد اثبتها الله تعالى في مواضع عديدة - 00:05:09
فاثبت انه ولي المتقين انه ولي المؤمنين انه ولي الصالحين ولم يأتي فيها ولاية عامة لكل احد بل هي لا تكون الا للخلص من عباد الله فتكون هذه الولاية خاصة - 00:05:36
قال والعلم عند الله واما على قول من قال اذا ذكر جوابا واحدا قلت ذكر جوابين هو ذكر جوابا واحدا والحقيقة ان المفسرين ذكروا جوابين هذا الذي كرهوا اكثرهم وهو التفريق بين الولاية المثبتة والولاية المنفية. الولاية المثبتة هي ولاية ايش - 00:05:56
الملك والقهر وهي المثبتة للكافرين هي ولاية الملك والقهر والولاية المنفية هي ولاية ايش هي المحبة والنصرة والتأييد والحفظ الجواب الثاني في الاية ان قوله تعالى ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم ناسخة - 00:06:14
للاية التي في سورة الانعام ثم ردوا الى الله مولاهم الحق وهذا ذكره السدي الا انه ليس بسديد ولذلك قال الالوسي بعد ذكره هذا الوجه قال ولا يخفى ما فيه - 00:06:36
يعني لا يخفى ما فيه من مما يرد عليه ما الذي يمكن ان يرد عليه؟ اسألكم الان ليش؟ قال ولا اخفى ما فيه فما ارتضى هذا الجواب وهو كما قال. نعم - 00:07:00
تم لا لا بكية لماذا؟ اللي يجيب الجواب له جائزة عاد يوم ما اجبته ها ها ايه متأخرة هو يقول انها ناسخة الجواب على هذا ان الاخبار لا يدخلها نسخ - 00:07:27
وهذا خبر الله يخبر بهذا انه وليهم في قوله ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الاية الاخرى يقول ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم وكلاهما خبر - 00:07:55
والاخبار لا تدخلها لا يدخلها نسخ ابدا لا يمكن ان يخبر الله بشيء ثم ينسخه لان الخبر هو اخبار عن واقع عن شيء لابد ان يكون سواء كان فيما يتعلق بالماضي او في الحاضر او في المستقبل. انما انما النسخ يدخل ايش - 00:08:14
الاحكام ولذلك النسخ تعريفه رفع حكم متقدم بحكم متأخر فالنسخ مداره على الاحكام هي التي ترفع وتغير اه اما الاخبار فلا يدخلها نسخ طيب ثم قال رحمه الله واما على قول من قال ان التفسير في قوله ردوا - 00:08:34
آآ وقوله آآ آآ مولاهم عائد من الملائكة فلا اشكال في الاية كما تقدم بيانه في اول الحديث ولكن الاول اظهر نعم طيب هل في فرق بين ولي ومولى؟ الله عز وجل يقول الله ولي الذين امنوا - 00:08:57
يخرجهم من الظلمات الى النور قل ان ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين الولاية هنا ولي ان ولي الله هل هي كما لو قال ان مولاي الله ام بينهما فرق - 00:09:19
عامة العلماء على انه لا فرق بين ولي ومولى من حيث الدلالة على المحبة والنصرة والقرب فيما اذا اظيفت للمؤمنين لكن بينهما فرق لغوي ان الولي يطلق على المعين والمعان - 00:09:38
يطلق على المعين الذي هو الله. والمعان الذي هو المؤمن فتقول هذا ولي الله وتقول الله ولي المؤمنين لكن مولى ما تأتي على هذا النحو هذا الفرق بينهما. ايضا ثمة فرق اخر بينهما ان ولي لم تأتي في القرآن عامة - 00:10:01
انما جاءت خاصة بالمتقين بالمؤمنين بالصالحين فلم تأتي ولاية للخلق عامة واما مولى فقد جاءت عامة وخاصة نعم داخل الآية التي تليها ثم قال رحمه الله قوله تعالى وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون - 00:10:24
هذه الاية الكريمة يفهم منها انه لا اثم على من جالس الخائضين في ايات الله بالاستهزاء والتكذيب وقد جاءت اية تدل على ان من جالسهم كان مثلهم في الاثم. وهي قوله تعالى وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم اية - 00:10:51
الله يكفر بها الى قوله انكم اذا مثلهم اعلم اولا ان في معنى قوله واضح الاشكال في الايتين يعني لن يتضح الاشكال الا اذا فهمت ان قوله تعالى وما على الذين يتقون من حساب من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون - 00:11:10
انها جاءت بعد قوله واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فاما نسيانك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين. ثم قال وما على الذين يتقون من حسابهم. الظمير يعود الى - 00:11:31
الخائضين في الاية السابقة حتى يتضح وجه الاشكال ومع الذين تقولون من حسابهم اي من حساب الخائضين من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون هذه الاية ظاهرها كما يقول المؤلف قد يفهم منها - 00:11:49
ان ان انه لا اثم على من جالس الخائضين في ايات الله بالاستهزاء والتكذيب في حين انه في سورة النساء قال وقد نزل عليكم في الكتاب نزل عليكم فين باية الانعام - 00:12:09
يخبر عن تنزيل سابق وقد نزل عليكم الكتاب يعني ما تقدم وهي قوله تعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا. قوله قد نزل عليكم في الكتاب بان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها او يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ثم قال انكم اذا - 00:12:31
مثلهم يعني فيما اذا بقيتم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا فالجواب اعلم اولا ان في معنى قوله وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء وجهين للعلماء. والاول ان المعنى وما على الذين يتقون مجالسة الكفار - 00:12:51
عند خوضهم في ايات الله من حساب الكفار من شيء. وعلى هذا الوجه فلا اشكال في الاية اصلا هذا واظح وما على الذين يتقون الظمير يعد على ايش على المجالسة واتقاء مجالستهم بمعنى ايش - 00:13:11
انه يفارقه فعلى هذا ما في اشكال في الاية. وما على الذين يتقون اي يتقون مجالسة الخائضين حال خوضهم من حسابهم من شيء فليسوا موكلين بمحاسبتهم انما حسابهم على الله - 00:13:30
انا الينا ايابهم ثم انا علينا حسابهم. فهذه لا اشكال فيها. على هذا الوجه ليس في الاية اشكال مع اية انكم اذا مثلهم الوجه الثاني ان معنى الاية وما على الذين يتقون ما يقع من الكفار - 00:13:46
من الخوض في ايات الله في مجالستهم لهم من شيء. وعلى هذا القول فهذا الترخيص في مجالسة الكفار للمتقين من المؤمنين كان في في اول الاسلام بالضرورة ثم نسخ لقوله تعالى انكم اذا مثلهم. وممن قال بالنسخ فيه مجاهد والسدي - 00:14:03
ابن جرير وغيرهم كما نقله عنهم ابن كثير فظهر ان لا ان لا اشكال في فظهر ان لا اشكال على كلا القولين ومعنى قوله تعالى ولكن واضح هذا الوجه الثاني - 00:14:23
الوجه الثاني يقول وما على الذين يتقون ما يقع من الكفار من الخوظ في ايات الله في مجالستهم لهم من شيء يعني ليس عليهم اثم فيما اذا جالسوهم واتقوا ان يقعوا في مثل ما وقعوا فيه - 00:14:38
واضح طيب هذي فيها اشكال مع قوله انكم اذا مثلهم لان هناك رتب المثلية على المشاركة في المجلس. الجلوس حال الخوظ في ايات الله فاجاب عن هذا بان اية النساء ناسخة لاية - 00:14:56
الانعام ولذلك قال وعلى هذا القول فهذا الترخيص في مجالسة الكفار للمتقين من المؤمنين كان في اول الاسلام للظرورة ثم نسخ بقوله انكم اذا مثلهم وعلى هذا فلا اشكال ايضا في الاية - 00:15:16
ثمة وجه يمكن ان يقال في معنى الاية لم يذكره المصنف رحمه الله ان قوله تعالى وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء يتقون ماذا فيما اذا جاءت يتقون ولم يذكر المتقى المفعول فان القاعدة ان هذا يفيد ايش - 00:15:40
يفيد العموم في كل ما يجب ان يتقى تمام والتقوى هنا في مجالسة في مجالساتهم مندرجة فيما جاء في الصحيح من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه من رأى منكم منكرا - 00:16:08
فليغيره بيده فان لم يستطع فباللسان فان لم يستطع فبقلبه ومعلوم ان مشاركة الخائضين في ايات الله في مجالسهم قد يعجز الانسان عن الانكار بيده فيجب عليه ان ينكر بلسانه لكن قد يعجز عن - 00:16:22
الانكار بلسانه فيجب عليه ان يفارق للاية لان الله عز وجل قال فلا تقودوا معهم لكن قد يعجز عن المفارقة التقوى هنا في مثل هذا في حق من عجز عن المفارقة - 00:16:43
بان يكره ما يكون منه وهذا ادنى المراتب فبقلبه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك اظعف الايمان فاقل مراتب الانكار الذي لا يعذر احد بتركه هو انكار القلب وانكار القلب مقتضاه كراهية المنكر - 00:17:01
والثاني مفارقته اذا امكن فان لم يمكن تنكر المفارقة فهنا يكفي ما يتعلق بالقلب من الكراهية وعلى هذا فالاية لا تعارض لان الله عز وجل قال وما على الذين يتقون من حسابهم شيء - 00:17:21
وما على الذين يتقون اي في مراتب الانكار سواء فارقوا او بقوا واكتفوا بالانكار بالقلب ما عليهم شيء من شيء. فتكون هذه الاية آآ محكمة وليست منسوخة على هذا الوجه - 00:17:39
وهذا وجه لم يذكره المؤلف رحمه الله وهو وجه قريب نعم ومعنى قوله تعالى ولكن ذكرى لعلهم يتقون على الوجه الاول انهم اذا اجتنبوا اذا اجتنبوا مجالسهم سلموا من الاثم - 00:17:54
ولكن الامر باتقاء مجالستهم عند الخوض في الايات لا يسقط وجوب تذكيرهم ووعظهم وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لعلهم يتقون الله بسبب ذلك وعلى الوجه الثاني فالمعنى ان الترخيص في المجالس. واضح الوجه الاول؟ انهم اذا اجتنبوا مجالستهم سلموا من الاثم - 00:18:09
لكن هذا لا يسقط حقهم في ايش بالانكار فيكون الانكار عليهم من حقهم ايضا ولعلهم ان ينتفعوا به نعم وعلى الوجه الثاني فالمعنى ان الترخيص في المجالسة لا يسقط التذكير لعلهم يتقون الخوض في ايات الله بالباطل اذا وقعت - 00:18:31
اذا وقعت منكم الذكرى لهم هذا على القول في الحالة الاولى التي لم تنسخ فيها الاية كما ذكر المصنف. انه رخص لهم بالبقاء لكن هذا البقاء ليس متضمن الاقرار بل - 00:18:52
يبذل فيه الجهد بالانكار عليهم ليقفوا لكن لو لم يقفوا مع انكاره ما يجب عليه المفارقة هذا في الاول قبل النسخ نعم واما جعل الضمير للمتقين فلا يخفى بعده والعلم عند الله تعالى - 00:19:06
واما جعل الظمير الظمير فايش قوله لعلهم ولكن ذكرى لعلهم يعني لعل المتقين ان يتقوا بعيد نعم ثم قال قوله تعالى وهذا يمكن ان يقالن لكن ذكرى لعلهم يتقون اه انا ما وقفت عليه في التفسير اه - 00:19:22
لكن تحتمله الاية فيما يظهر والله تعالى اعلم انها بيان لعلة الحكم ان الامر بالمفارقة لا العفو اشار اليها بعض المفسرين تذكرت الان. اشار اليها بعض المفسرين ان الامر بالمفارقة لردعهم عما هم عليه - 00:19:51
وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجالس المشركين وكانوا يقعون ويخوضون في ايات الله بغير حق. فكان فكانت مفارقة النبي لهم تشق عليهم فكان هذا تعليل للحكم واضح - 00:20:12
فيكون هذا معنى قوله لكن لكن ذكرى لعلهم يتقون هذه علة الحكم ان الامر بالمفارقة هي لاجل ان يتقون الخوظ في ايات الله بغير حق وذكر القرآن تأتي وتأتي ذكر. الذكر والذكرى شيء واحد - 00:20:31
ذكر بمعنى ذكرى بمعنى ذكر. والمقصود التذكير لعلهم يتذكرون آآ ولكن ذكرى اي ولكن تذكير او ذكر ليحصل منهم التذكر لعلهم يتقون. المقصود ان ذكرى وذكر بمعنى واحد نعم قوله تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها - 00:20:54
يتوهم منه الجاهل ان انذاره صلى الله عليه وسلم مخصوص بام القرى وما يقرب منها دون الاقطار النائية انا لقوله تعالى ومن حولها ونظيره قوله تعالى في سورة الشورى وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام - 00:21:19
قرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه وقد جاءت ايات الاخر تصرح بعموم انذاره صلى الله عليه وسلم لجميع الناس كقوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا - 00:21:39
وقوله تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. وقوله قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم وقوله وما ارسلناك الا كافة وجواب والجواب من وجهين. واضح؟ قوله جل وعلا هذا كتاب انزلناه - 00:21:57
مبارك مصدق الذي بين يديه لتنذر ام القرى ومن حولها قد يتوهم ان رسالة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لام القرى مكة ومن حولها وهي الجزيرة العربية لكن هذا المعنى - 00:22:17
يشكل عليه ما جاء من عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء الاخبار بعموم رسالته في مواضع عديدة عديدة منها قول الله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا ومنها قوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا - 00:22:37
وما ذكرنا الايات. الجواب من وجهين الاول ان المراد بقوله ومن حولها شامل لجميع الارض كما رواه ابن جرير وغيره عن ابن عباس. هذا الوجه الاول ما حول كل الدنيا - 00:22:54
الوجه الثاني انا لو سلمنا تسليما جدليا ان قوله ومن حولها لا يتناول الا القريب من مكة المكرمة حرسها الله كجزيرة العرب مثلا فان ايات الاخرى نصت على العموم كقوله ليكون للعالمين نذيرا. وذكر بعض افراد العام بحكم العام لا يخصصه عند عامة - 00:23:08
ولم يخالف فيه الا ابو ثور وقد قدمنا ذلك واضحا بادلته في سورة المائدة فالاية على هذا القول كقوله وانذر عشيرتك الاقربين فانه لا يدل على عدم انذار غيرهم كما هو واضح والعلم عند الله تعالى - 00:23:30
هذا الوجه يعني يقول الذكر الخاص بعد العام لا يفيد التخصيص. فذكر مكة وما حولها مع وجود الايات التي تدل على عموم الرسالة هو من ذكر الخاص بعد العام وهذا لا يفيده تخصيصا في وجه اخر وهو مهم ايضا - 00:23:47
ان ذلك بناء على الزمن اول ما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم النذارة بعشيرته الاقربين وانذر عشيرتك الاقربين وانذر او انذر مكة ومن حولها لكن هذا لا يعني عدم نذارته لبقية الامة فان نذارته نذرته للبقية ثابتة بدلالة القرآن. فيمكن ان يقال هذا كان في - 00:24:05
اول الرسالة ليس تخصيصا للرسالة ولكن بمقتضى البداءة التي وجه الله تعالى نبيه بها ثم بعد ذلك آآ تبين العموم او جاء العموم آآ مصرحا به في ايات اخرى وهذا وجه اخر من اوجه - 00:24:27
آآ توجيه الاية فلا تعارض بينها وبين الايات التي تفيد عموم الرسالة لجميع البشر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:46
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال رحمه الله تعالى في سورة الانعام في قوله تعالى ثم ردوا الى الله مولاهم الحق - 00:00:00
هذه الاية الكريمة تدل على ان الله مولى الكافرين ونظيرها قوله تعالى هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون. وقد جاء في اية اخرى ما يدل على خلاف ذلك. وهي قوله تعالى - 00:00:17
ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم والجواب عن هذا ان معنى كونه مولى الكافرين انه مالكهم المتصرف فيهم بما شاء ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين اي ولاية - 00:00:38
المحبة والتوفيق والنصر والعلم عند الله تعالى واما على قول من قال ان الضمير في قوله وردوا وقوله مولاهم عائد الى الملائكة فلا اشكال في الاية اصلا ولكن الاول اظهر - 00:00:55
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله سورة الانعام وذكر ديما يتصل بموضوع الكتاب من الايات التي قد يتوهم - 00:01:14
اه فيها التعارض قول الله عز وجل ثم ردوا الى الله مولاهم الحق وهذه الاية جاءت في سياق ما ذكره الله تعالى من محاجة المشركين. حيث ذكر الله عز وجل قبلها بايات - 00:01:38
قل اني نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله قل لاتبع اهوائكم قد ظللت اذا وما انا من المهتدين قل اني على بينات من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين قل لو ان عندي - 00:01:54
ما تستعجلون به لقضي الامر بيني وبينكم والله اعلم بالظالمين. وعنده مفاتيح الغيب ثم ذكر بعد ذلك جملة من صفاته جل على وآآ جميل افعاله منها قوله تعالى بعد وعنده المفاتيح الغيب قال وهو الذي يتوفاكم بالليل - 00:02:11
الخطاب كله لهؤلاء الذين يحاجهم والنبي صلى الله عليه وسلم ثم قال جل وعلا ثم ردوا الى الله مولاهم الحق بعد ان ذكر اه ما ذكر من اه اه قدرته عليهم وانه الذي يتوفاهم بالليل ويعلموا ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى اجرا مسمى. قال جل وعلا ثم ردوا - 00:02:30
اي هؤلاء الذين يحاجونك يعاند هناك ردوا الى الله مولاهم الحق مولاهم الحق الضمير في قوله مولاهم فيه احتمالات الاحتمال الاول ان يكون عائدا الى المشركين والاحتمال الثاني ان يكون عائدا الى من يعبدهم المشركون من الملائكة - 00:02:52
فعلى الاحتمال الثاني ثم ردوا الى الله مولاهم الحق ليس فيها اشكال لانها متفقة مع الايات التي فيها ان الله مولى المؤمنين فالملائكة من اهل الايمان واضح اما اذا قيل ان الظمير في قوله مولاهم الحق عائد الى - 00:03:20
المشركين فثمة اشكال مع قول الله عز وجل في سورة محمد ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم لا مولى له فنفى ان تكون لهم ولاية. هذا موطن ما يمكن ان يتوهم فيه التعارض - 00:03:39
بين الايتين ان الله اثبت لهم ولاية وانه نفى عنهم الولاية في قوله تعالى آآ وان الكافرين لا مولى لهم المصنف رحمه الله عشان كده ايه في جوابه ذكر جوابين وهو وهي التي دار عليها - 00:04:00
اه دارت عليها كلمات المفسرين قال رحمه الله بهذا؟ والجواب عن هذا ان معنى كونه مولى الكافرين انه ملكهم المتصرف فيهم بما شاء فهي ولاية ملك وولاية القهر وولاية قدرة وهذه لا يخرج عنها احد من الخلق - 00:04:21
ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. الحمدلله رب العالمين. خالقهم ومالكهم ورازقهم فلا يخرج عنها احد من الخلق فهذه الولاية المثبتة في قوله ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الولاية المثبتة للكافرين هي ولاية - 00:04:50
الملك والقهر ومقتضى الربوبية اما الولاية الاخرى قال ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين يعني المولى الولاية المنتفي عنهم انها آآ اي ولاية المحبة والتوفيق والنصر وهذه لا تكون الا لاولياءه المتقين. وقد اثبتها الله تعالى في مواضع عديدة - 00:05:09
فاثبت انه ولي المتقين انه ولي المؤمنين انه ولي الصالحين ولم يأتي فيها ولاية عامة لكل احد بل هي لا تكون الا للخلص من عباد الله فتكون هذه الولاية خاصة - 00:05:36
قال والعلم عند الله واما على قول من قال اذا ذكر جوابا واحدا قلت ذكر جوابين هو ذكر جوابا واحدا والحقيقة ان المفسرين ذكروا جوابين هذا الذي كرهوا اكثرهم وهو التفريق بين الولاية المثبتة والولاية المنفية. الولاية المثبتة هي ولاية ايش - 00:05:56
الملك والقهر وهي المثبتة للكافرين هي ولاية الملك والقهر والولاية المنفية هي ولاية ايش هي المحبة والنصرة والتأييد والحفظ الجواب الثاني في الاية ان قوله تعالى ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم ناسخة - 00:06:14
للاية التي في سورة الانعام ثم ردوا الى الله مولاهم الحق وهذا ذكره السدي الا انه ليس بسديد ولذلك قال الالوسي بعد ذكره هذا الوجه قال ولا يخفى ما فيه - 00:06:36
يعني لا يخفى ما فيه من مما يرد عليه ما الذي يمكن ان يرد عليه؟ اسألكم الان ليش؟ قال ولا اخفى ما فيه فما ارتضى هذا الجواب وهو كما قال. نعم - 00:07:00
تم لا لا بكية لماذا؟ اللي يجيب الجواب له جائزة عاد يوم ما اجبته ها ها ايه متأخرة هو يقول انها ناسخة الجواب على هذا ان الاخبار لا يدخلها نسخ - 00:07:27
وهذا خبر الله يخبر بهذا انه وليهم في قوله ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الاية الاخرى يقول ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم وكلاهما خبر - 00:07:55
والاخبار لا تدخلها لا يدخلها نسخ ابدا لا يمكن ان يخبر الله بشيء ثم ينسخه لان الخبر هو اخبار عن واقع عن شيء لابد ان يكون سواء كان فيما يتعلق بالماضي او في الحاضر او في المستقبل. انما انما النسخ يدخل ايش - 00:08:14
الاحكام ولذلك النسخ تعريفه رفع حكم متقدم بحكم متأخر فالنسخ مداره على الاحكام هي التي ترفع وتغير اه اما الاخبار فلا يدخلها نسخ طيب ثم قال رحمه الله واما على قول من قال ان التفسير في قوله ردوا - 00:08:34
آآ وقوله آآ آآ مولاهم عائد من الملائكة فلا اشكال في الاية كما تقدم بيانه في اول الحديث ولكن الاول اظهر نعم طيب هل في فرق بين ولي ومولى؟ الله عز وجل يقول الله ولي الذين امنوا - 00:08:57
يخرجهم من الظلمات الى النور قل ان ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين الولاية هنا ولي ان ولي الله هل هي كما لو قال ان مولاي الله ام بينهما فرق - 00:09:19
عامة العلماء على انه لا فرق بين ولي ومولى من حيث الدلالة على المحبة والنصرة والقرب فيما اذا اظيفت للمؤمنين لكن بينهما فرق لغوي ان الولي يطلق على المعين والمعان - 00:09:38
يطلق على المعين الذي هو الله. والمعان الذي هو المؤمن فتقول هذا ولي الله وتقول الله ولي المؤمنين لكن مولى ما تأتي على هذا النحو هذا الفرق بينهما. ايضا ثمة فرق اخر بينهما ان ولي لم تأتي في القرآن عامة - 00:10:01
انما جاءت خاصة بالمتقين بالمؤمنين بالصالحين فلم تأتي ولاية للخلق عامة واما مولى فقد جاءت عامة وخاصة نعم داخل الآية التي تليها ثم قال رحمه الله قوله تعالى وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون - 00:10:24
هذه الاية الكريمة يفهم منها انه لا اثم على من جالس الخائضين في ايات الله بالاستهزاء والتكذيب وقد جاءت اية تدل على ان من جالسهم كان مثلهم في الاثم. وهي قوله تعالى وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم اية - 00:10:51
الله يكفر بها الى قوله انكم اذا مثلهم اعلم اولا ان في معنى قوله واضح الاشكال في الايتين يعني لن يتضح الاشكال الا اذا فهمت ان قوله تعالى وما على الذين يتقون من حساب من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون - 00:11:10
انها جاءت بعد قوله واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فاما نسيانك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين. ثم قال وما على الذين يتقون من حسابهم. الظمير يعود الى - 00:11:31
الخائضين في الاية السابقة حتى يتضح وجه الاشكال ومع الذين تقولون من حسابهم اي من حساب الخائضين من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون هذه الاية ظاهرها كما يقول المؤلف قد يفهم منها - 00:11:49
ان ان انه لا اثم على من جالس الخائضين في ايات الله بالاستهزاء والتكذيب في حين انه في سورة النساء قال وقد نزل عليكم في الكتاب نزل عليكم فين باية الانعام - 00:12:09
يخبر عن تنزيل سابق وقد نزل عليكم الكتاب يعني ما تقدم وهي قوله تعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا. قوله قد نزل عليكم في الكتاب بان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها او يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ثم قال انكم اذا - 00:12:31
مثلهم يعني فيما اذا بقيتم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا فالجواب اعلم اولا ان في معنى قوله وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء وجهين للعلماء. والاول ان المعنى وما على الذين يتقون مجالسة الكفار - 00:12:51
عند خوضهم في ايات الله من حساب الكفار من شيء. وعلى هذا الوجه فلا اشكال في الاية اصلا هذا واظح وما على الذين يتقون الظمير يعد على ايش على المجالسة واتقاء مجالستهم بمعنى ايش - 00:13:11
انه يفارقه فعلى هذا ما في اشكال في الاية. وما على الذين يتقون اي يتقون مجالسة الخائضين حال خوضهم من حسابهم من شيء فليسوا موكلين بمحاسبتهم انما حسابهم على الله - 00:13:30
انا الينا ايابهم ثم انا علينا حسابهم. فهذه لا اشكال فيها. على هذا الوجه ليس في الاية اشكال مع اية انكم اذا مثلهم الوجه الثاني ان معنى الاية وما على الذين يتقون ما يقع من الكفار - 00:13:46
من الخوض في ايات الله في مجالستهم لهم من شيء. وعلى هذا القول فهذا الترخيص في مجالسة الكفار للمتقين من المؤمنين كان في في اول الاسلام بالضرورة ثم نسخ لقوله تعالى انكم اذا مثلهم. وممن قال بالنسخ فيه مجاهد والسدي - 00:14:03
ابن جرير وغيرهم كما نقله عنهم ابن كثير فظهر ان لا ان لا اشكال في فظهر ان لا اشكال على كلا القولين ومعنى قوله تعالى ولكن واضح هذا الوجه الثاني - 00:14:23
الوجه الثاني يقول وما على الذين يتقون ما يقع من الكفار من الخوظ في ايات الله في مجالستهم لهم من شيء يعني ليس عليهم اثم فيما اذا جالسوهم واتقوا ان يقعوا في مثل ما وقعوا فيه - 00:14:38
واضح طيب هذي فيها اشكال مع قوله انكم اذا مثلهم لان هناك رتب المثلية على المشاركة في المجلس. الجلوس حال الخوظ في ايات الله فاجاب عن هذا بان اية النساء ناسخة لاية - 00:14:56
الانعام ولذلك قال وعلى هذا القول فهذا الترخيص في مجالسة الكفار للمتقين من المؤمنين كان في اول الاسلام للظرورة ثم نسخ بقوله انكم اذا مثلهم وعلى هذا فلا اشكال ايضا في الاية - 00:15:16
ثمة وجه يمكن ان يقال في معنى الاية لم يذكره المصنف رحمه الله ان قوله تعالى وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء يتقون ماذا فيما اذا جاءت يتقون ولم يذكر المتقى المفعول فان القاعدة ان هذا يفيد ايش - 00:15:40
يفيد العموم في كل ما يجب ان يتقى تمام والتقوى هنا في مجالسة في مجالساتهم مندرجة فيما جاء في الصحيح من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه من رأى منكم منكرا - 00:16:08
فليغيره بيده فان لم يستطع فباللسان فان لم يستطع فبقلبه ومعلوم ان مشاركة الخائضين في ايات الله في مجالسهم قد يعجز الانسان عن الانكار بيده فيجب عليه ان ينكر بلسانه لكن قد يعجز عن - 00:16:22
الانكار بلسانه فيجب عليه ان يفارق للاية لان الله عز وجل قال فلا تقودوا معهم لكن قد يعجز عن المفارقة التقوى هنا في مثل هذا في حق من عجز عن المفارقة - 00:16:43
بان يكره ما يكون منه وهذا ادنى المراتب فبقلبه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك اظعف الايمان فاقل مراتب الانكار الذي لا يعذر احد بتركه هو انكار القلب وانكار القلب مقتضاه كراهية المنكر - 00:17:01
والثاني مفارقته اذا امكن فان لم يمكن تنكر المفارقة فهنا يكفي ما يتعلق بالقلب من الكراهية وعلى هذا فالاية لا تعارض لان الله عز وجل قال وما على الذين يتقون من حسابهم شيء - 00:17:21
وما على الذين يتقون اي في مراتب الانكار سواء فارقوا او بقوا واكتفوا بالانكار بالقلب ما عليهم شيء من شيء. فتكون هذه الاية آآ محكمة وليست منسوخة على هذا الوجه - 00:17:39
وهذا وجه لم يذكره المؤلف رحمه الله وهو وجه قريب نعم ومعنى قوله تعالى ولكن ذكرى لعلهم يتقون على الوجه الاول انهم اذا اجتنبوا اذا اجتنبوا مجالسهم سلموا من الاثم - 00:17:54
ولكن الامر باتقاء مجالستهم عند الخوض في الايات لا يسقط وجوب تذكيرهم ووعظهم وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لعلهم يتقون الله بسبب ذلك وعلى الوجه الثاني فالمعنى ان الترخيص في المجالس. واضح الوجه الاول؟ انهم اذا اجتنبوا مجالستهم سلموا من الاثم - 00:18:09
لكن هذا لا يسقط حقهم في ايش بالانكار فيكون الانكار عليهم من حقهم ايضا ولعلهم ان ينتفعوا به نعم وعلى الوجه الثاني فالمعنى ان الترخيص في المجالسة لا يسقط التذكير لعلهم يتقون الخوض في ايات الله بالباطل اذا وقعت - 00:18:31
اذا وقعت منكم الذكرى لهم هذا على القول في الحالة الاولى التي لم تنسخ فيها الاية كما ذكر المصنف. انه رخص لهم بالبقاء لكن هذا البقاء ليس متضمن الاقرار بل - 00:18:52
يبذل فيه الجهد بالانكار عليهم ليقفوا لكن لو لم يقفوا مع انكاره ما يجب عليه المفارقة هذا في الاول قبل النسخ نعم واما جعل الضمير للمتقين فلا يخفى بعده والعلم عند الله تعالى - 00:19:06
واما جعل الظمير الظمير فايش قوله لعلهم ولكن ذكرى لعلهم يعني لعل المتقين ان يتقوا بعيد نعم ثم قال قوله تعالى وهذا يمكن ان يقالن لكن ذكرى لعلهم يتقون اه انا ما وقفت عليه في التفسير اه - 00:19:22
لكن تحتمله الاية فيما يظهر والله تعالى اعلم انها بيان لعلة الحكم ان الامر بالمفارقة لا العفو اشار اليها بعض المفسرين تذكرت الان. اشار اليها بعض المفسرين ان الامر بالمفارقة لردعهم عما هم عليه - 00:19:51
وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجالس المشركين وكانوا يقعون ويخوضون في ايات الله بغير حق. فكان فكانت مفارقة النبي لهم تشق عليهم فكان هذا تعليل للحكم واضح - 00:20:12
فيكون هذا معنى قوله لكن لكن ذكرى لعلهم يتقون هذه علة الحكم ان الامر بالمفارقة هي لاجل ان يتقون الخوظ في ايات الله بغير حق وذكر القرآن تأتي وتأتي ذكر. الذكر والذكرى شيء واحد - 00:20:31
ذكر بمعنى ذكرى بمعنى ذكر. والمقصود التذكير لعلهم يتذكرون آآ ولكن ذكرى اي ولكن تذكير او ذكر ليحصل منهم التذكر لعلهم يتقون. المقصود ان ذكرى وذكر بمعنى واحد نعم قوله تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها - 00:20:54
يتوهم منه الجاهل ان انذاره صلى الله عليه وسلم مخصوص بام القرى وما يقرب منها دون الاقطار النائية انا لقوله تعالى ومن حولها ونظيره قوله تعالى في سورة الشورى وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام - 00:21:19
قرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه وقد جاءت ايات الاخر تصرح بعموم انذاره صلى الله عليه وسلم لجميع الناس كقوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا - 00:21:39
وقوله تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. وقوله قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم وقوله وما ارسلناك الا كافة وجواب والجواب من وجهين. واضح؟ قوله جل وعلا هذا كتاب انزلناه - 00:21:57
مبارك مصدق الذي بين يديه لتنذر ام القرى ومن حولها قد يتوهم ان رسالة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لام القرى مكة ومن حولها وهي الجزيرة العربية لكن هذا المعنى - 00:22:17
يشكل عليه ما جاء من عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء الاخبار بعموم رسالته في مواضع عديدة عديدة منها قول الله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا ومنها قوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا - 00:22:37
وما ذكرنا الايات. الجواب من وجهين الاول ان المراد بقوله ومن حولها شامل لجميع الارض كما رواه ابن جرير وغيره عن ابن عباس. هذا الوجه الاول ما حول كل الدنيا - 00:22:54
الوجه الثاني انا لو سلمنا تسليما جدليا ان قوله ومن حولها لا يتناول الا القريب من مكة المكرمة حرسها الله كجزيرة العرب مثلا فان ايات الاخرى نصت على العموم كقوله ليكون للعالمين نذيرا. وذكر بعض افراد العام بحكم العام لا يخصصه عند عامة - 00:23:08
ولم يخالف فيه الا ابو ثور وقد قدمنا ذلك واضحا بادلته في سورة المائدة فالاية على هذا القول كقوله وانذر عشيرتك الاقربين فانه لا يدل على عدم انذار غيرهم كما هو واضح والعلم عند الله تعالى - 00:23:30
هذا الوجه يعني يقول الذكر الخاص بعد العام لا يفيد التخصيص. فذكر مكة وما حولها مع وجود الايات التي تدل على عموم الرسالة هو من ذكر الخاص بعد العام وهذا لا يفيده تخصيصا في وجه اخر وهو مهم ايضا - 00:23:47
ان ذلك بناء على الزمن اول ما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم النذارة بعشيرته الاقربين وانذر عشيرتك الاقربين وانذر او انذر مكة ومن حولها لكن هذا لا يعني عدم نذارته لبقية الامة فان نذارته نذرته للبقية ثابتة بدلالة القرآن. فيمكن ان يقال هذا كان في - 00:24:05
اول الرسالة ليس تخصيصا للرسالة ولكن بمقتضى البداءة التي وجه الله تعالى نبيه بها ثم بعد ذلك آآ تبين العموم او جاء العموم آآ مصرحا به في ايات اخرى وهذا وجه اخر من اوجه - 00:24:27
آآ توجيه الاية فلا تعارض بينها وبين الايات التي تفيد عموم الرسالة لجميع البشر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:46