العقيدة السفارينية

الدرس (39) من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال المؤلف رحمه الله تعالى وامر يأجوج ومأجوج اثبتي فانه حق كهدم الكعبة. وان منها اية الدخان وانه يذهب بالقرآن - 00:00:00ضَ

طلوع شمس الافق من دبور كذات اجياد على المشهور واخر الايات حشر النار كما اتى في محكم الاخبار كلها صحت بها الاخبار وسطرت اثارها الاخيار الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد - 00:00:22ضَ

وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هذه الابيات في سياق ما ذكره المصنف رحمه الله من من العلامات التي ذكرها بين يدي الساعة في فصل في اشراط الساعة وعلاماتها الدالة على اقترابها - 00:00:42ضَ

ومن الايات في قوله وان منها اي من الايات التي تكون بين يدي الساعة آآ الدخان والمقصود بالدخان ما ينبعث من النار وذلك ان الايات ان النصوص دلت على ان من الايات التي تكون بين يدي الساعة - 00:01:06ضَ

الدخان حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث حذيفة الغفار لا تقوم الساعة حتى تروا عشر ايات وذكر منها صلى الله عليه وسلم - 00:01:38ضَ

الدخان وقد اختلف فيه ما حقيقته وما آآ يتصل به من اه موضع خروجه ووقت خروجه لكن ليس في اه آآ اثباته خلاف انما الخلاف في تفاصيل هل هو اول الايات - 00:01:59ضَ

او اخرها فقد جاء في بعض الاحاديث ان انه يقترن بالنار التي قال فيها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انها اخر الايات انها اخر الايات ظهورا لكن فيما يظهر الله تعالى اعلم - 00:02:29ضَ

انه لا يلزم الاقتران فهو دخان عظيم خارج عن المعتاد وليس كسائر ما يدركه الناس من الدخان يدل على قرب الساعة قد يقترن بالنار التي تحشر الناس الى المغرب وسيأتي الكلام عنها - 00:02:53ضَ

وقد لا يقترن يعني ليس لازما ان يكون مقترنا بالنار التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها تخرج تحشر الناس من المشرق الى المغرب و قوله اية الدخان اي - 00:03:14ضَ

العلامة التي جاءت في النصوص انها تكون بين يدي الساعة وقوله بعد ذلك وانه يذهب بالقرآن اي من علامات الساعة الكبرى ذهاب القرآن والمقصود بذهابه رفعه وقد جاء ذلك مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وموقوفا على عبد الله بن مسعود - 00:03:39ضَ

والموقوف في حكم المرفوع لانه مما لا يقال بالرأي فقد جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه انه قال اقرأوا القرآن قبل ان يسرع عليه وقيل له كيف يصرى عليه - 00:04:13ضَ

فقال رضي الله تعالى عنه يسرا على القرآن في ليلة فلا يبقى في المصاحف منه شيء ولا في صدور الناس منه شيء فيصبح الناس منه فقراء اي ليس عندهم شيء من القرآن - 00:04:32ضَ

وهذا في اخر الزمان عندما لا يكون في الارض من يقول الله الله. فبقاء المصحف عند ذلك ليس له حاجة اذ ان الناس معرضون عنه غافلون عن الانتفاع به وهو تمهيد - 00:04:52ضَ

الحالة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم من ان الساعة لا تقوم الا على شرار الخلق وايضا هو نظير ما اخبر به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من هدم الكعبة وقد تقدم - 00:05:17ضَ

ذلك في قول المصنف رحمه الله فانه حق كهدم الكعبة وذلك عندما لا يبقى للبيت نفع فلا يستقبل في صلاة ولا يقصد في بزيارة في حج او عمرة وهذا في اخر الزمان - 00:05:37ضَ

في زمن وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا تقوم الساعة على من يقول الله الله وقول عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يسر على القرآن في ليلة فلا يبقى في الصدور منه في صدور الناس منه شيء - 00:05:58ضَ

ولا في المصاحف منه شيء اي يذهب به يزول من المصاحف وممحى من الصدور ومحوه من الصدور لان الذين حوته صدورهم لم يعملوا به ولم يفهموا معانيه ولم يقيموا له وزنا - 00:06:17ضَ

يسلبون هذا النور لانها لانه لم يعمل به بل عارضوه بانواع من المعارضات التي ابطلت انتفاعهم به فلذلك يسرى عليه في ليلة فلا يبقى في الصدور منه شيء ولا يبقى في المصاحف منه شيء. كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه - 00:06:36ضَ

ثم قال رحمه الله طلوع الشمس طلوع شمس الافق من دبوري كبات اجياد على المشهورين اي من علامات الساعة هاتان العلامتان العلامة الاولى التي ذكرها في هذا البيت طلوع الشمس - 00:07:02ضَ

من دبور اي من جهة ادبارها فالشمس تقبل من المشرق وتدبر الى المغرب فطلوع الشمس من دبور اي من جهة غروبها وهذا هو المشار اليه في قوله تعالى هل ينظرون الى ان تأتي يوم الساعة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم يأتي - 00:07:19ضَ

بعض ايات ربك لا ينفع نفسا اي مالها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا فهذه علامة من علامات القيامة دلت عليها هذه الاية في سورة الانعام هل ينظرون الا ان تأتيهم الساعة او يأتي ربك - 00:07:48ضَ

او يأتي بعض ايات ربك اي بعض علاماته التي تدل على قرب الساعة يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانا ودل على ان هذه الايات تكون في الدنيا. لانه في الاخرة لا ينفع الايمان - 00:08:06ضَ

اذ ان الغيب يكون شهادة واذا كان الغيب شهادة انقطع الايمان مرتكز الايمان على الايمان بالغيب لذلك ذكره الله تعالى باول صفات المتقين هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب فقوام التوحيد والايمان على الايمان بالغيب. فعندما يكون الغيب شهادة - 00:08:23ضَ

يزول نفعه ولا يبقى له اثر ولذلك يوم القيامة يوقن الكفار بصدق ما جاءت به الرسل لكن هذا اليقين لا ينفعهم شيئا ولا ينتفعون به في لقاء الله عز وجل لانهم - 00:08:52ضَ

امنوا عن الشهادة لا عن غيب فكذلك في طلوع الشمس من مغربها ينقطع عن الانتفاع بالايمان لانه يظهر صدق ما جاءت به الرسل ولذلك قال يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا - 00:09:12ضَ

وينتظر انا منتظرون فهذه الاية اية عظمى ينقطع بها نفع الايمان لمن لم يؤمنوا ينقطع ايضا نفع اصلاح العمل لمن لم يصلح ولذلك في اغلاق باب التوبة جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:09:37ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان باب التوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها السبب في ذلك هو ان طلوع الشمس من مغربها اية يشهد الناس بها - 00:10:07ضَ

صدق ما اخبرت به الرسل. فتنقطع عنهم الفرصة او تذهب عنهم تذهب عليهم الفرصة. وينقطع عنهم الانتفاع توبة لانه اصبح الغيب شهادة. وهذا اوان وقرب القيامة ولذلك جاء ببعض الاحاديث التي عد فيها النبي صلى الله عليه وسلم اشراط الساعة بان اول اشراط الساعة - 00:10:21ضَ

خروج الشمس من مغربها فقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول الايات طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة فايما سبق كان الاخر تبعا له ولهذا قرنهم المؤلف رحمه الله - 00:10:49ضَ

في هذا البيت لانهما متقاربان او لانهما متقاربتان فهاتان الايتان مقترنتان اذا اطلعت الشمس من مغربها اخرج الله تعالى الدابة التي تكلم الناس هذه الاية اعظم الايات الدالة على اختلال نظام الكون - 00:11:10ضَ

لان خروج الشمس من مغربها اذا بانتهاء العالم وان نظام الكون الدنيوي قد اختل وعندها يحصل ما ذكر الله عز وجل من آآ الاختلال في نظام الكون يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات - 00:11:36ضَ

وبرزوا لله الواحد القهار وهو الذي اشارت اليه الايات اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت واذا الجبال سيرت واذا العشار عطلت اذا استمعوا فطرت واذا الكواكب انتثرت واذا البحار فجرت كل هذا خبر عما سيكون عند اختلال النظام - 00:11:59ضَ

ايذانا بتبديل السماوات غير السماوات والارض غير الارض الذي يحصل به يحصل فيه قيام الناس من قبورهم حفاة عراة غرلا غير مختونين طلوع الشمس من مغربها هو المؤذن بدنو قيام القيامة - 00:12:17ضَ

ومع هذا يبقى من الناس من لا ينتفع بهذا ولا يعتبر ومن امن لا ينفعه ايمانه لما ذكرنا من انه قد قال الله تعالى يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا - 00:12:44ضَ

ثم قال كذات اجياد على المشهور كذات ذات مؤنث ذو واشير بذلك الى الدابة التي تخرج قد جاء بها القرآن في قوله واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا - 00:13:06ضَ

لا يوقنون وهذا ثابت بالقرآن ان دابة تخرج وتكلم الناس بما يفهمونه من لسان وتشهد عليهم بما هم عليه من حال من ايمان او كفران وهذا الذي اشار اليه قوله تعالى تكلم الناس - 00:13:33ضَ

ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون قوله رحمه الله ذات اجياد اشارة الى مكان خروجها وبه قال بعض اهل العلم انها تخرج من اجياد واجياد جبل في جنوب مكة ولكن ليس ثمة - 00:14:01ضَ

ما يستمسك به من ثابت النصوص احاديث الذي التي تدل على ان خروج هذه الدابة يكون من هذه الجهة وانما جاءت به اثار لم يثبت منها شيء واليقين ان دابة تخرج - 00:14:30ضَ

تكلم الناس بما اخبر الله عز وجل وهي اية عظمى ايضا لا ينتفع الناس بعدها بايمان لانه يختم عليهم فهذه الدابة تخبر بالمؤمن من الكافر مسلم من غيره فهي تشهد عليهم - 00:14:50ضَ

فلو امنوا ما انتفعوا لانها قد اغلق الباب ظاهر الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزم بتقدم خروج الشمس من مغربها على خروج الدابة حيث قال صلى الله عليه وسلم فايما سبق كان الاخر تبعا له اي اي ما سبق من هاتين الايتين يكون - 00:15:16ضَ

اخر تبعا له او تابعا له والذي يظهر والله تعالى اعلم ان خروج الدابة مقترن ب طلوع الشمس من مغربها ولذلك لا ينتفع الناس وبه يتبين حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:15:43ضَ

ان باب التوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها فاناطة هذا بطلوع الشمس لانه الاية الظاهرة التي يدركها كل احد بخلاف الدابة فالدابة تكلم الناس لكن لا يشعر بها الناس جميعا في وقت واحد - 00:16:08ضَ

كما هو في خروج الشمس من مغربها يدركه كل احد فلذلك علق بها آآ اغلاق باب التوبة لانها اية ظاهرة غير خفية وعامة لا ترتبط بمكان بل تعم الارجاء بخلاف خروج الدابة فانه فيما يظهر الله تعالى اعلم ان انه لا يشعر بها في اول خروجها الا من كان في مكان خروجها - 00:16:27ضَ

وعلى كل حال هاتان الايتان مقترنتان وهما من الايات الكبرى التي يغلق بها الباب على العاملين. فلا يقبل من مسيء احسان ولا يقبل من كافر ايمان كما دلت عليه الاية - 00:17:00ضَ

واما ذكر مكان خروجها فهذا ليس عليه دليل بين يشار اليه وانما جاء به جاءت به بعض حديث وليس في ذلك ما يعول عليه بعد هذا ذكر المؤلف رحمه الله - 00:17:19ضَ

قال واخر قال واخر الايات حشر النار وقد جاء في حديث حذيفة الغفاري الذي عد فيه النبي صلى الله عليه وسلم الايات ان اول الايات نار تخرج تحشر الناس من المشرق الى المغرب - 00:17:40ضَ

فاشكل هذا على قول المؤلف رحمه الله هنا ان اخر الايات حشر الناس وقوله رحمه الله واخر الايات حشر النار كما اتى من محكم الاخبار جاء ذلك في ما رواه في الصحيح ان من علامات السعة - 00:17:59ضَ

نار تخرج تحشر الناس الى ارض الميعاد قد جاء ذلك في عدد عدد من الاحاديث الجواب عن هذا مع حديث حذيفة ان انهما ناران او ان الاولية والاخرية نسبية فالنار التي - 00:18:24ضَ

تحشر الناس الى محشرهم هي اخر الايات التي تأتي متتابعة من خروج الشمس من مغربها وخروج الدابة وغير ذلك من الايات العظمى وهي اول الايات التي يكون بها قيام الساعة - 00:18:51ضَ

فالاولية والاخرية في الاحاديث نسبية وليست مطلقة وبهذا لا يكون ثمة تعارض بين الاحاديث التي فيها ان النار التي تحشر الناس الى محشرهم او تحشرهم من المشرق الى المغرب ليس بين هذه النصوص تعارض - 00:19:12ضَ

بل هي متفقة وما ذكر من الاولية والاخرية هي بالنسبة امرين مختلفين فهي اخرية بالنسبة للايات وعلى اشراط الساعة واولية بالنسبة للقيام الحقيقي وحصول الساعة ونزولها ثم قال رحمه الله واخر الايات حشر النار والنار نار عظيمة وهي غير النار التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه آآ تضيء لها اعناق الابل - 00:19:37ضَ

فهذه آآ من الايات الصغرى التي سبقت وجرت في آآ الازمة الازمنة السابقة وانما هي نار عظيمة تحشر الناس اي تسوقهم الى ارض الميعاد او الى ارض المحشر كما يقول فكلها صحت به بها الاخبار - 00:20:07ضَ

وسطرت اثارها الاخيار هذا تعقيب ان جميع ما تقدم ذكره من الايات والعلامات جاءت بها الاخبار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وسطرت اثارها اي الاحاديث والمنقولات الواردة - 00:20:31ضَ

بشأنها الاخيار العلماء الامة من حفظة السنة في الصحاح والسنن مجاميع والجوامع ودواوين السنة. على شتى درجاتها ومراتبها وانواعها فهذا دليل لمجموع ما تقدم وان مجموع ما تقدم يستند الى اثار وقد ذكر رحمه الله في شرحه لهذه الابيات - 00:20:58ضَ

الكثير من النصوص الدالة على ما ما تقدم بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله من ذكر اشراط الساعة انتقل الى ذكر ما يتصل اليوم الاخر وما يكون في القيامة. فقال رحمه الله واجزم بامر البعث والنشور - 00:21:31ضَ

والحشر جزما بعد نفخ الروح عندي نسخة الروح ولكن الصورة اقرب وكلاهما له معنى ووجه القيامة واليوم الاخر الايمان به اصل من اصول الايمان لا يتم ايمان احد الا به ولذلك - 00:21:53ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الامام قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشرعه وفي بعض الروايات قال صلى الله عليه وسلم ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت - 00:22:15ضَ

والقدر خيره وشره فاليوم الاخر يشمل كل ما يكون بعد موت الانسان من البرزخ والبعث والنشور وما الى ذلك الى ما اخبر الله تعالى به من نعيم اهل الجنة وعذاب اهل النار - 00:22:30ضَ

لكن فيما يتصل آآ الفصل الذي عقده المؤلف هنا هو فيما يتعلق بالبعث والنشور وما يكون بعدهما من احوال واهوال. نقف على هذا ونأتي عليه ان شاء الله تعالى يوم غد نسأل الله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:22:48ضَ