التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فكنا قد اه تكلمنا على حديث النية انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى - 00:00:00ضَ
وتقدم في الدرس السابق ما يتعلق مكانة هذا الحديث منزلته وايضا ان هذا الحديث ممن آآ انفرد بروايته عمر رظي الله عنه فهو شيخ المسلمين في هذا الحديث وكل الاحاديث التي جاءت - 00:00:18ضَ
من آآ طريق غيره ليس لها ثبات ولا ولا تصح كما ذكر ذلك الترمذي وغيره بل آآ ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اتفاق الائمة من اهل الحديث على ان الحديث - 00:00:38ضَ
لا يثبت الا من طريق عمر رضي الله عنه اه تكلمنا على قول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال النيات اه وقفنا اه على قوله بالنيات تكلمنا عن الاعمال وقلنا الاعمال اه تشمل اه كل اعمال - 00:00:58ضَ
بني ادم كل ما يصدر عن الانسان من عمل فهذا يشمل عمل الجوارح بالاتفاق ويشمل عمل اللسان آآ وهو القول في اصح قولي العلماء ويشمل ويخرج عمل القلب اه لان عمل القلب اه ادخاله في في قوله انما الاعمال بالنيات - 00:01:18ضَ
يكون ذلك موجبا للتسلسل الدور اللي ما يعرف بالدور وهو من دلائل البطلان فلا يدخل في ذلك اعمال القلوب اذا قول انما الاعمال بالنيات المقصود بالاعمال اعمال الجوارح بالاتفاق قول اللسان في قوله عامة - 00:01:46ضَ
اهل العلم واما اعمال القلوب فهي خارجة وذكروا ذلك في النية وهو في النية واضح لان النية اذا قلنا النية داخلة انما النيات بالنيات اه يستلزم هذا الدور فيكون لكل نية نية ويكون هذا من اه الفساد اما ما - 00:02:10ضَ
يتعلق باعمال القلوب الاخرى هذه محل تأمل التوكل الصدق الاخبات الخشية المحبة الخوف الرجاء هذه لم ارى من تكلم من ذكرها الاسم اه اه هي في الحقيقة عمل قلبي المحبة لا تحتاج ان ينوي ان يحب - 00:02:33ضَ
ولا يحتاج ان ينوي ان يتوكل ولا يحتاج ان ينوي ان يخاف بقلبه لانها اعماله القلبية لا تظهر اعمال القلوب وان لم ينصوا عليها بالافراد مقصودهم اعمال القلوب في الجملة لا حاجة فيها الى النيات لان ذلك يستلزم الدور - 00:03:04ضَ
هذا ما يتعلق بقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال انما الاعمال مسألة اخرى يذكرها العلماء في الاعمال المقصود بالاعمال هنا الاعمال الاختيارية الاعمال الاختيارية ليخرج بذلك الاعمال غير الاختيارية - 00:03:22ضَ
حركة النائم مثلا وحركة ما يصدر عن المجنون من اعمال واقوال ومثلها ايضا الحركات غير الارادية التي اه لا يختارها الانسان هذه اصلا لا يمكن ان يكون لها نية لانها تصدر من غير اختيار - 00:03:43ضَ
من غير ارادة من غير قصد هذي خارجة عن قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات اخر ما نذكره في قوله انما الاعمال آآ مسألة هل المراد بالاعمال هنا الاعمال الشرعية العبادية؟ هكذا قال جماعة من اهل العلم - 00:04:04ضَ
وهذا مرتبط تتمة الجملة بالنيات قالوا ان النيات اه التي اه تقصد وتطلب لسان الشارع هي النيات في الاعمال العبادية ولكن هذا اه محل تأمل الصواب في قوله انما الاعمال انه يشمل - 00:04:25ضَ
الاعمال العبادية والاعمال العادية ان الاعمال العادية اه بنياتها ويشهد لهذا المعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم في التمثيل لم يقتصر على ذكر عمل عبادي بل ذكر عملا عباديا وعملا عاديا - 00:04:48ضَ
الهجرة قد تكون عبادة وقد تكون عادة تكون عبادة اذا كانت لله والى الى الله ورسوله وتكون عادة اذا كانت لمصالح دنيوية فان قوله صلى الله عليه وسلم ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة - 00:05:14ضَ
ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. ليس هذا على وجه الذم المطلق بل هذا بيان انه له من خروجه ما نوى فان نوى مباحا فهو مباح وان نوى محرما فهو محرم - 00:05:33ضَ
وانما مكروها فهو مكروه اذا اه قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال النيات يشمل الاعمال العبادية والاعمال العادية وبهذا نكون قد انتهينا من الجملة من الكلمة الاولى في الجملة الاولى انما الاعمال - 00:05:48ضَ
قوله صلى الله عليه وسلم بالنيات النيات جمعونية وهذا هو الجمع الصحيح الشهير وتجمع النية النية على نوايا لكن هذا ظعيف وقليل وبعضهم قال انه شاذ ولكنه تجوز فيه لوروده في الاستعمال - 00:06:10ضَ
وجريانه على اللسان قال صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وفي بعض الروايات انما الاعمال بالنية ولا فرق بين النيات والنية النية اه يراد بها العموم لان الالف واللام هنا للاستغراق - 00:06:32ضَ
لتشمل كل ما يكون من مقاصد الناس والنية في اللغة هي القصد والعزم وقيل انها انبعاث القلب الى موافق اما جا البند لنفع او دفعا لضر القلب نحو ما يراه موافقا - 00:06:52ضَ
اما لجلب نفع او دفع ضر وهذا في التفسير والبيان كلمة النية والاكثر يطلقون على النية العزم والارادة والهم والقصد وما اشبه ذلك من الكلمات. هذه الكلمات كغيرها من الكلمات التي - 00:07:24ضَ
اذا استقلت وانفردت دلت على غيرها وعندما تجتمع يفيد كل منها معنى مشتركا ومعنى خاصا تلك الكلمات اما ما يتعلق بالنية في الشرع فالنية في الشرع هي الارادة المتوجهة الى فعل ابتغاء مرضات الله تعالى وامتثال امره - 00:07:46ضَ
هكذا عرفها جماعة من اهل العلم من آآ المهتمين آآ الحدود قال قالوا النية الارادة المتوجهة نحو فعل ابتغاء مرضات الله وامتثالا لامره والذي يظهر والله اعلم ان المراد بقوله انما الاعمال بالنيات - 00:08:14ضَ
المقاصد سواء كانت عبادية او كانت غير عبادية. لعموم الاعمال لما كانت الاعمال تشمل كل الاعمال العبادية والعادية فكذلك النيات هنا تشمل كل المقاصد سواء كان مما يبتغى به وجه الله او مما يبتغى به مصلحة من مصالح الدنيا - 00:08:45ضَ
وقوله صلى الله عليه وسلم بالنيات او بالنية هذا في رسالة للعرب لابد له من متعلق لان الجار والمشهور لا بد ان يتعلق بشيء ولذلك اختلف العلماء في متعلق بالنيات او بالنية على قولين - 00:09:14ضَ
القول الاول من قال ان قوله صلى الله عليه وسلم بالنيات انما الاعمال بالنيات متعلق تقبل وتصح تعتبر تنفع وتحصل وتنبثق كلها هذه الكلمات ذكروها في معنى اه في متعلق النيات - 00:09:36ضَ
فيكون المعنى انما تصح الاعمال او تقبل الاعمال او تعتبر الاعمال بالنيات وهذا الذي عليه اكثر المتأخرين من الشراح واهل العلم وعلى هذا فيكون المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات الاعمال ايش - 00:10:10ضَ
الشرعية لان هي التي توصف الصحة والاعتبار والقبول واما العادية فلا يوصف بانها لا توصف بانها صحيحة او معتبرة او مقبولة هذا الوجه الاول في متعلق الجار والمجرور والوجه الثاني - 00:10:31ضَ
ان الجار المجرور قوله بالنيات متعلق الكون المطلق العام فيكون المعنى انما تكون الاعمال بالنيات انما توجد الاعمال بالنيات يكون المعنى انما الاعمال الاختيارية او عادية لا تكون الا بالنيات. فكل عمل لا بد له من نية سواء كان عباديا - 00:10:56ضَ
او كان عاديا وعلى ضوء هذه النية تترتب الاثار وهذا المعنى الثاني هو قول جمهور المتقدمين من اهل العلم واختاره ابن رجب رحمه الله ونصره ابن تيمية اكثر من الكلام على من قيد ذلك بتصح وتعتبر - 00:11:26ضَ
حتى قال ان هذا ينافي ما اطلقه النبي صلى الله عليه وسلم الذي اوتي جوامع الكلم. فلو كان المقصود الاعمال العبادية لبين ذلك صلى الله عليه وعلى اله والخلاصة ان قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات - 00:11:55ضَ
هو بيان ارتباط الاعمال العبادية والعادية بنياتها ومقاصد اصحابها ومراداتهم الاعمال مصاحبة للنيات لا يكون عمل الا بنية هذا القسم الاول الجملة او الجملة الاولى الجملة الثانية قال صلى الله عليه وسلم وانما لكل امرئ ما نوى. اي ان لكل عامل - 00:12:16ضَ
من عمله الذي نواه والذي قصده والذي اراده فليس لك من عملك الا ما قصدت منه واردت منه والمقصود ان ما يترتب على العمل من اثار واحكام وثمار مربوط بما قام في قلب العبد من المقصد والنية - 00:12:51ضَ
هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم وانما لكل امرئ ما نوى وهذا هو الاصل في كل الاعمال الا ما جاء في الشرع استثناؤه فان الله تعالى قد يجري بفظله واحسانه - 00:13:25ضَ
ما يعطي به العبد فضلا واجرا ما لم ينوه كما قال الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ثم قال ومن يفعل ذلك ابتغاء - 00:13:47ضَ
مرضاة الله فسوف يؤتيه اجرا عظيما جعل النية موجبا لمزيد عطاء وعظيم اجر وما قبل النية مثبت للخيرية والفضل دل ذلك على انه ليس كل عمل يعمله الانسان اه لابد فيهم النية - 00:14:08ضَ
ليحصل ما يترتب على النية من اجور وعطا ومثله ايضا ما في الصحيحين حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يغرس - 00:14:34ضَ
غرسة او يزرع زرعا فيأكل منه خير او انسان او بهيمة الا كان له به صدقة وقد يكون صاحب الزرع وصاحب الغرس كاره لاكل الطير كما هو مشاهد تجده يضع - 00:14:50ضَ
ما يهرب الطيور من تماثيل ما يشبه اه بني ادم ومع هذا يؤجر اذا اكل الطير مع انه مكره على الاكل من اكل الطير لكن يؤجر عليه وهذا من فضل الله تعالى ولم هو - 00:15:12ضَ
لم يغب عنه لم تغب عنه النية فقط انما نوى خلاف ما وقع ومع هذا يؤجر على ذلك فظلا من الله تعالى واحسانه وهذا مما يستثنى من قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال - 00:15:32ضَ
بالنيات وايضا مما يستثنى ان النية قد تكون كافية في حصول الاجر بدون عمل ليس العمل شرطا لادراك الاجر النبي صلى الله عليه وسلم يقول وانما لكل امرئ ما نوى المقصود لكل امرئ عمل عملا - 00:15:51ضَ
ولكن لما قال انما لكل امرئ ما نوى ما نوى ولو لم يوجد العمل سواء وجد العمل او لم يوجد وهذا من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم ليشمل هذا لا يستثنى انما هذا توسيع لدلالة الحديث انه يشمل كل من نوى صالحا ولو لم - 00:16:18ضَ
وهو على حالين اما ان يؤجر على نية العمل الصالح دون العمل الصالح. وذلك اذا هم بالحسنة فلم يعملها هذا واحد واما ان يؤجر على نية العمل الصالح والعمل الصالح - 00:16:37ضَ
كما لو كان اوجده وهذا في حق من اراد خيرا وقصده لكن حيل بينه وبينه بمانع وكل من قصد الى عمل صالح ومنع منه في امر خارج لا يستطيعه فانه يكتب له - 00:17:03ضَ
كما لو عمل العمل كاملا وهذا له شواهد في السنة كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم ان اقواما بالمدينة ما سرتم مسيرا ولا نزلتم واديا الا شاركوكم في الاجر - 00:17:27ضَ
قال وهم في المدينة يا رسول الله؟ قال وهم في المدينة حبسهم العذر وفي رواية حبسهم المرض ومثله ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري من حديث ابي موسى - 00:17:43ضَ
ان العبد اذا مرض او سافر كتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما بنيته انه لما كان ناويا في حال صح العمل يكتب قد يقال انه في هذه الحال حتى لو لم ينوي - 00:18:01ضَ
مجرد وجود مانع يخرج على الاختيار حتى لو لم ينوي يكتب له العمل. فيكون هذا من المستأذن من المستثنيات ومنه ايضا حديث احمد واصحاب السنن ابي كبشة الانماري رضي الله عنه الذي فيه قال الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم انما الدنيا لاربعة - 00:18:20ضَ
رجل اتاه الله مالا وعلما فهو يعرف في حق الله تعالى ويقوم فيه بما يجب ورجل اتاه الله تعالى علما ولم يؤته مالا فقال لو ان لي مثل مال فلان - 00:18:44ضَ
لعملت فيه مثل ما عمل قال هو بنيته وهما في الاثر سواء الاجر سواء ليس فقط في النية بل في النية وثواب العمل المقصود ان قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات - 00:19:03ضَ
وانما لكل امرئ ما نوى اي له ما نواه سواء وجد العمل او لم يوجد ما دام انه نوى. ان وجد العمل فله آآ اجره ونيته. وان لم واجره على قدر نيته ان لم يوجد العمل - 00:19:21ضَ
فله حالان اما ان ينوي دون عمل فهذا له اجر النية واما ان ينوي ويبذل المستطاع لادراك العمل ولا يستطيع هذا ايش هذا يدرك اجر النية والعمل. يكون كمن لو عمل ذلك العمل - 00:19:38ضَ
طيب آآ قوله صلى الله عليه وسلم وانما لكل امرئ ما نوى من خلال ما ذكرت في الشرح قبل قليل هل هي جملة تأكيدية او جملة تأسيسية هل اسست افادت معنا جديدا غير الجملة الاولى - 00:20:00ضَ
ام انها قررت واكدت المعنى الاول في قوله انما الاعمال بالنيات لاهل العلم والصحيح بناء على ما ذكرنا انها اسست معنى جديدا واكدته و ليست آآ تأكيدية بل هي تقريرية تأسيسية لمعنى جديد - 00:20:19ضَ
بعد ذلك قال صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه - 00:20:41ضَ
هذا البيان النبوي تمثيل وتصوير لما تقدم من القاعدة فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدتين النية والعمل القاعدة الاولى ارتباط انه لابد في الاعمال من نيات لابد ان يصاحبها نيات - 00:20:59ضَ
والقهوة والقاعدة الثانية ان للانسان مما يترتب على العمل بقدر ما يكون معه من نية لك من اثار العمل بقدر ما يكون معك من نية سواء في الاجر في الصحة في الاعتبار في القبول - 00:21:19ضَ
في الثواب طيب لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من مما تقدم بين صلى الله عليه وسلم ذلك بالمثال فذكر الهجرة فقال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله هذا المثال الاول - 00:21:39ضَ
وهو وهو من هاجر الى الله ورسوله قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته. الهجرة في اللغة ترك شيء لشيء ترك شيء لشيء ومنه ترك المكان الى مكان اخر - 00:22:01ضَ
ومنه الهجرة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية الهجرة هي الانتقال ترك شيء لشيء انتقال عن الشيء الى غيره وقوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته - 00:22:21ضَ
الى الله ورسوله الهجرة الى الله ورسوله هل هي هجرة الى مكان الجواب لا ليست هجرة الى مكان لم يذكر مكانا في المثلين لم يذكر مكانا انما ذكر مقصودا ومرادا - 00:22:44ضَ
ولهذا قوله من كانت هجرته الى الله اي الى ما يحبه الله ورسوله وليس الى مكان يذهب فيه الى الله ورسوله انما الى ما يحبه الله ورسوله ويرضاه الهجرة هنا لم يذكر فيها الغاية والمنتهى والمكان الذي يقصد - 00:23:11ضَ
انما ذكر فيها الباعث والمطلوب من هذه الهجرة قال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله اي قاصدا الله متجها الى الله تعالى كما قال عن إبراهيم امن له لوط وقال اني مهاجر الى ربي - 00:23:34ضَ
وين مهاجر الى ربي هل هو مهاجر الى مكان تعالى الله عن ذلك والله تعالى على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده انما المقصود اني متوجه الى ربي - 00:23:58ضَ
سائر اليه الى ما يحب والى ما يرظى وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله والهجرة الى الله هي الاقبال عليه بالتوحيد والمحبة والتعظيم - 00:24:17ضَ
والاخلاص هذي الهجرة الى الله الاقبال بالقلب على الله بالتوحيد والمحبة والاخلاص والطاعة له جل في علاه اما الهجرة الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:40ضَ
الاقبال عليه بالايمان به وبمتابعته وبالانقياد له وبتصديقه فيما اخبر وبتعظيم سنته كل هذا من الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم وهاتان الهجرتان عليهما مناط السعادة في الدنيا والاخرة - 00:25:00ضَ
فمن حققهما ولذلك هي جماع كل خير لعظيم مكانتها وما يحصله الانسان بها قال في جواب الشرط فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله عادت العرب في الجملة الشرطية - 00:25:27ضَ
انهم ما يوافقون بين الجزاء والشرط لما اقول ان جئتني جئتني. ما هذا كلام غير مقبول عند العرب. ان جئتني جئتني خلاص ان جئتني جئتني هذا ما في افادة ان اعطيتك اعطيتك هذا ما في افادة - 00:25:52ضَ
ولذلك احتاجوا الى توجيه مثل هذا الكلام فقالوا ان قول النبي صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله كيف له من الثواب والقبول - 00:26:14ضَ
والاجر ما يتحقق بهجرته الى الله ورسوله وقيل فليأتي هذا في كلام العرب على وجه الندرة لاثبات الكمال الحاصل لصاحب الفعل العلو مكانة الهجرة الى الله ورسوله وكبير ما يحصله - 00:26:33ضَ
المهاجر الى الله ورسوله لم يذكر اجرا بل ذكر العمل للدلالة على عظيم الاجر الحاصل به وهذا اقرب في ما يظهر من المعنيين. اذا قوله فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله اي انه يدرك اجرا عظيما وفضلا - 00:26:58ضَ
وعطاء جزيلا لا يمكن ان يبين وان يفصح عنه الا حجم العمل الذي قام به واضح العمل عظيم واجره كبير لكن لا يحيط الواصف بهذا الاجر فيعيد فيكون العمل جزاء - 00:27:19ضَ
يكون العمل جزاء هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت الهجرة الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله نستكمل ان شاء الله تعالى الباقي في الدرس القادم الله تعالى وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:27:42ضَ