نعم الاصل الخامس قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الاصل الخامس بيان الله سبحانه لاولياءه الله وتفريطه بينهم وبين المتشبهين بهم من اعداء الله المنافقين والفجار. ويكفي في هذا اية في سورة ال عمران - 00:00:00
وهي قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. الاية واية في سورة المائدة وهي قول يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. الاية واية في سورة - 00:00:20
يونس وهي قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. ثم صار الامر عند اكثر من يدعي العلم وانه من هداة الخلق وحفاظ الشرع الى ان الاولياء لابد فيهم من ترك اتباع الرسل - 00:00:40
ومن تبعهم فليس منهم ولا بد من ترك الجهاد. فمن جاهد فليس منهم ولابد من ترك الايمان والتقوى فمن تعهد بالايمان والتقوى فليس منهم يا ربنا نسألك العفو والعافية انك سميع الدعاء. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب - 00:01:00
واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فهذا هو الاصل الخامس من هذه الاصول الستة العظيمة المفيدة. قال شيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في هذا الاصل بيان الله سبحانه لاولياءه لاولياء الله وتفريقه بينهم - 00:01:20
وبين المتشبهين بهم من اعداء الله المنافقين والفجار. هذا كالعنوان لهذا الاصل فان الشيخ رحمه الله يريد ان يقرر في هذا الاصل ان ان القرآن الكريم قد بين بيانا واضحا لا لبس فيه ولا اشتباه ولا شك الفرق بين اولياء الله وبين - 00:01:40
اولياء الشيطان فان اولياء الله اولياء الرحمن لهم اوصاف ميزهم الله سبحانه وتعالى بها في كتابه ذلك لان لا يشتبه حال اولياء الله باولياء الشيطان. لان من اولياء الشيطان من يلبس - 00:02:00
على الناس في ظهر ولايته للرحمن. وانه من عباد الله الصالحين. ومن الاتقياء الانقياء والامر على خلاف ذلك. فلما كان مدعو الولاية كثر بين الله سبحانه وتعالى الفصل بين وبين غيره. وقد الف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة لطيفة في الفرقان - 00:02:20
بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. ذكر فيها ما وصف الله سبحانه وتعالى به اولياءه وما ميزهم به عن اولياء الشيطان. وذكر فيها اشياء كثيرة مفيدة لعل الله ييسر قراءتها. قال رحمه الله بيان الله سبحانه - 00:02:50
لاولياء الله اولياء جمع ولي. والولي مأخوذ من الولاية. والولاية مصدر من ولي. وهي بمعنى القرب. تقول ولي كذا كذا اي قرب منه. وعلى هذا فان الولاية تدور على امرين. على المحبة - 00:03:10
نصرة وقد اثبت الله جل وعلا في كتابه ولايته لبعض خلقه. فقال سبحانه وتعالى الله ولي الذين فاثبت سبحانه وتعالى ولايته للمؤمنين. كما ان الله سبحانه وتعالى نفى ان له ولي لكن الولي المنفي غير الولي المثبت. فالولي المنفي مقيد. فقال حيث قال سبحانه وتعالى لم - 00:03:30
يكن له ولي ها من الذل. اي لم يكن له ولي يستنصر به. ويعتز به ويتقوى به فولاية الله عز وجل لمن يتولاهم ليست عن حاجة ولا عن افتقار بل هو الغني الحميد جل وعلا - 00:04:00
وانما ولايته سبحانه وتعالى لمن يتولاه هي ولاية رحمة ومنة وفضيلة ومنحة منه جل وعلا واكرام لمن يتولاه نسأل الله ان نكون منهم. اذا عرفنا ان الولاية المثبتة لله عز وجل غير الولاية المنفية. وان الولاية تدور - 00:04:20
على معنيين على اختلاف مواردها. المحبة والنصرة. ويقابل الولاية ايش؟ العداوة. وهدائرة البغظاء والكره. هذا معنى العداوة. فاعداء الله هم من ابغظهم سبحانه وتعالى وابعدهم وكرههم جل وعلا. فالعداوة مبنية على الابعاد والكره والبغض. والولاية مبنية على المحبة - 00:04:40
والنصرة والله سبحانه وتعالى قد بين اوصاف اوليائه وقد لخص الشيخ رحمه الله هذه الاوصاف المذكورة في في كتابه في هذا المقطع القصير من كلامه رحمه الله. لكن من المهم ان نفرق بين اولياء الله وغيره - 00:05:10
حتى لا يشتبه الامر. فاولياء الله عز وجل لا يتميزون عن غيرهم مظهر. هم كغيرهم من اهل الاسلام لا يتميزون عنهم بلباس ولا بهيئة لكنهم يتميزون عن غيرهم بعمل. فالمظاهر لا تمييز فيها - 00:05:29
المخابر والاعمال هي التي يدور عليها التمييز بين اولياء الله واولياء الشيطان وبين غيرهم من الناس فما هو العمل الذي يميز اولياء الله عن غيره؟ قال رحمه الله في بيان ذلك قال ويكفي في هذا اي في - 00:05:49
الفرقان بين اولياء الله واولياء الشيطان في هذا اية في سورة ال عمران. وهي قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فاتبعوني يحببكم الله. وهذا هو المعيار - 00:06:09
والميزان الدقيق لبيان حقيقة الولاية. فالولاية التي يثبت بها للمؤمن الانتساب الى الله بالولاية هي ان يكون متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:06:29
فعلى قدر ما يكون مع الانسان من اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما يكون عنده من الولاية وبقدر ما يكون معه من تقصير بقدر ما يحصل من قصور في الولاية. والناس في هذا درجات متفاوتة. لا يحدها - 00:06:49
وصف. اذا السمة الاولى لاولياء الله التي يتميزون بها عن غيرهم ايش؟ اتباع النبي صلى الله وسلم. واتباع النبي صلى الله عليه وسلم يكون في امرين. فيما فرض وهذا اول ما يكون. وفيما ندب اليه من الاعمال - 00:07:10
وهذا من الدرجة الثانية. ولذلك كان في حديث الولاية قول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. ثم قال بعد ان ذكر جزاء الاولياء وانتصار الله لهم قال ولا يزال - 00:07:30
يتقرب الي بالنوافل وهذا طريق تحصيل الولاية. وما تقرب الي عبدي باحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فذكر الطريقين اللذين يحصل بهما ولاية الله عز وجل. وهذا تفصيل لاجمال - 00:07:50
ايه اللي ما اجملته هذه الاية في قوله فاتبعوني. فالاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم يكون في الفرائض اولا لانها احب ما تقرب به الى الله عز وجل ثم بالنوافل ثانيا وهذا في الدرجة الثانية. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:08:10
واذا احب الله عبدا فقد تولاه. ثم قال واية في سورة المائدة وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وهذا فيه الاشارة الى معنى الولاية وانها دائرة على المحبة. هناك قال - 00:08:30
الله وهنا قال يحبهم ويحبونه. ثم ذكر اوصافهم فقال اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. فذكر ثلاثة اوصاف اذلة على المؤمنين فلا علو عندهم ولا - 00:08:50
والارتفاع. اعزة على الكافرين لا يذلون لهم. لان معهم سبب العزة وهو الايمان بالله ورسوله. الثالث الجهاد في سبيل الله. وهو شامل للجهاد لجهاد النفس ولجميع انواع الجهاد واعلاها جهاد الكفار المعاندين لله ورسله. هذا من اوصافهم. والجهاد لا يأخذ صورة واحدة. ليس فقط الجهاد السيف والسناد - 00:09:10
بل هناك جهاد اخر قد يكون اعظم منه وهو جهاد العلم والبيان. فالذي يبلغ شريعة الله عز وجل وينصح الناس ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المجاهدين. الذين يدخلون في قوله في هذه الاية في اية المائدة اذلة - 00:09:40
على المؤمنين عزة الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. فهذا يشمل جميع انواع الجهاد. اذا الان زاد عندنا وصف او هذا تفصيل تفصيل لان قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله هذا فيه بيان مجمل هدي النبي صلى الله عليه - 00:10:00
في كل شأن وهنا فيه ذكر صفات خاصة وتخصيصها لعظيم اثرها في تحقيق وتحصيل الولاية ثم قال واية في يونس وهي قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هذا فيه البشارة لهم - 00:10:20
بانتفاء المخاوف والاحزان عنه. لا خوف عليهم هذا فيما يستقبلون. ولا يحزنون هذا فيما مضى والانسان ان ما يلحقه الاذى من خوف المستقبل او فوات الخير في الماضي. فاذا حصل له الامن من هذين الامرين - 00:10:40
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فهو في غاية الطمأنينة والسعادة. ثم بين سبحانه وتعالى من هم اولياء الله؟ فقال الذين امنوا وكانوا يتقون الذين امنوا بقلوبهم فصلحت قلوبهم واستقامت افئدتهم. وكانوا يتقون في اعمالهم وجوارحهم والتقوى - 00:11:00
هنا هي فعل ما امر الله سبحانه وتعالى به وترك ما نهى عنه سبحانه وتعالى. وهذا وصف شامل يتميز به اولياء الله عن غيره. وبه نعلم مما تقدم ان الولاية ليست مكتسبة بالنسب. ولا مكتسبة - 00:11:22
ولا مكتسبة بالوراثة ولا مكتسبة بملبس معين او بانتساب الى جهة معينة مذهب او غيره انما تكتسب بالعمل الذي دائرته الكبرى هي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وتفصيله الذين امنوا وكانوا يتقون. ثم قال رحمه الله ثم صار الامر عند اكثر من يدعي العلم وانه من هداة الخلق وحفاظ - 00:11:42
الشريعة الى ان الاولياء لابد فيهم من ترك اتباع الرسل. وهذا في وقته رحمه الله. حيث هجرت السنة وتعصب الناس لما كانوا عليه من مذاهب واقوال واراء. واصبح المتبع للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:12
غريبا بينهم ثم قال ومن تبعهم فليس منهم هكذا الى ان الاولياء لابد فيهم من ترك اتباع الرسل ومن تبعهم اي من تبع هؤلاء الذين يصفون ومن تبع هؤلاء الذين استقاموا على الكتاب والسنة - 00:12:32
فليس منهم اي ليس من ايش؟ ليس من اولياء الله. لانه اذا كان الداعي الى الكتاب والسنة عند هؤلاء الذين الشيخ عنهم ليسوا من اولياء الله فما هي حال غيرهم؟ ها ممن هو تابع لهم؟ ما هي حاله؟ ان لا يكون من اولياء الله - 00:12:52
من باب اولى ثم ذكر رحمه الله قال ولابد من ترك الجهاد. هذا انتقال الى تفصيل ما عليه اولئك الذين وصفهم رحمه الله ممن ادعى ولاية الرحمن وهم على خلاف ذلك. قال لابد من ترك الجهاد. لماذا ذكر - 00:13:12
جهاد رحمه الله لان الله سبحانه وتعالى جعل المجاهدين اولياءه في قوله يحبهم ويحبون اذلة على المؤمنين اعزة على يجاهدون في سبيل الله فخالفوا النص القرآني الدال على ان الجهاد في سبيل الله من اسباب تحصيل الولاية. ومن اوصاف اولياء الرحمن - 00:13:32
ولابد من ترك الجهاد فمن جاهد فليس منه. والقرآن ماذا يدل عليه؟ على ماذا يدل القرآن؟ يدل على عكس هذا. وان الجهاد من اوصاف اولياءه لله. اولياء الرحمن ثم قال ولابد من ترك الايمان. ايضا هذا لكون الايمان قد جاء في - 00:13:52
القرآن انه من اوصاف اولياء الله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. قال فمن تعهد بالايمان والتقوى فليس منهم. اي من اتصف وحافظ على هذين الوصفين فليس منهم اي ليس من اولياء الله عند من؟ عند - 00:14:12
هؤلاء الاولياء المزعومين وهؤلاء هم في الحقيقة اولياء الشيطان لا اولياء الرحمن. لان اولياء الرحمن هم ان وصفهم الله في كتابه. واما هؤلاء فهم معاندون معارضون. وكل من ادعى الولاية. فلا بد من عرظه على الكتاب والسنة - 00:14:32
فان كان من ادعى الولاية او ادعيت فيه الولاية. قد لا يدعي هو الولاية قد لا يقول اني ولي. لكن قد يزعم انه ولي. لابد ان نعرض حال هذا الرجل على هذه الموازين الدقيقة والمعايير الناطقة المميزة لاولياء الرحمن عن غيرهم. هل هو من المتبعين للكتاب - 00:14:52
والسنة؟ هل هو من المجاهدين في سبيل الله جهاد السيف والسنان؟ او جهاد العلم والبيان؟ هل هو من الذين امنوا وكانوا يتقون؟ اذا كان كذلك فهو من اولياء الله واما اذا تخلفت فيه هذه الاوصاف فانه يتخلف فيه من وصف الولاية بقدر ما يتخلف فيه من هذه الاوصاف. ولذلك - 00:15:12
كان من كلام السلف اذا رأيت الرجل يطير في السماء او يمشي على الماء فلا تقل انه ولي. حتى ايش؟ تعرضه على الكتاب والسنة. ثم قال رحمه الله يا ربنا نسألك العفو والعافية انك سميع الدعاء. نعم اي والله نسأل الله العفو والعافية. من هذا القلب ما دل عليه الكتاب والسنة - 00:15:33
عارضه المعاندة لما دل عليه كلام الله سبحانه وتعالى - 00:15:53
التفريغ
نعم الاصل الخامس قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الاصل الخامس بيان الله سبحانه لاولياءه الله وتفريطه بينهم وبين المتشبهين بهم من اعداء الله المنافقين والفجار. ويكفي في هذا اية في سورة ال عمران - 00:00:00
وهي قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. الاية واية في سورة المائدة وهي قول يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. الاية واية في سورة - 00:00:20
يونس وهي قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. ثم صار الامر عند اكثر من يدعي العلم وانه من هداة الخلق وحفاظ الشرع الى ان الاولياء لابد فيهم من ترك اتباع الرسل - 00:00:40
ومن تبعهم فليس منهم ولا بد من ترك الجهاد. فمن جاهد فليس منهم ولابد من ترك الايمان والتقوى فمن تعهد بالايمان والتقوى فليس منهم يا ربنا نسألك العفو والعافية انك سميع الدعاء. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب - 00:01:00
واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فهذا هو الاصل الخامس من هذه الاصول الستة العظيمة المفيدة. قال شيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في هذا الاصل بيان الله سبحانه لاولياءه لاولياء الله وتفريقه بينهم - 00:01:20
وبين المتشبهين بهم من اعداء الله المنافقين والفجار. هذا كالعنوان لهذا الاصل فان الشيخ رحمه الله يريد ان يقرر في هذا الاصل ان ان القرآن الكريم قد بين بيانا واضحا لا لبس فيه ولا اشتباه ولا شك الفرق بين اولياء الله وبين - 00:01:40
اولياء الشيطان فان اولياء الله اولياء الرحمن لهم اوصاف ميزهم الله سبحانه وتعالى بها في كتابه ذلك لان لا يشتبه حال اولياء الله باولياء الشيطان. لان من اولياء الشيطان من يلبس - 00:02:00
على الناس في ظهر ولايته للرحمن. وانه من عباد الله الصالحين. ومن الاتقياء الانقياء والامر على خلاف ذلك. فلما كان مدعو الولاية كثر بين الله سبحانه وتعالى الفصل بين وبين غيره. وقد الف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة لطيفة في الفرقان - 00:02:20
بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. ذكر فيها ما وصف الله سبحانه وتعالى به اولياءه وما ميزهم به عن اولياء الشيطان. وذكر فيها اشياء كثيرة مفيدة لعل الله ييسر قراءتها. قال رحمه الله بيان الله سبحانه - 00:02:50
لاولياء الله اولياء جمع ولي. والولي مأخوذ من الولاية. والولاية مصدر من ولي. وهي بمعنى القرب. تقول ولي كذا كذا اي قرب منه. وعلى هذا فان الولاية تدور على امرين. على المحبة - 00:03:10
نصرة وقد اثبت الله جل وعلا في كتابه ولايته لبعض خلقه. فقال سبحانه وتعالى الله ولي الذين فاثبت سبحانه وتعالى ولايته للمؤمنين. كما ان الله سبحانه وتعالى نفى ان له ولي لكن الولي المنفي غير الولي المثبت. فالولي المنفي مقيد. فقال حيث قال سبحانه وتعالى لم - 00:03:30
يكن له ولي ها من الذل. اي لم يكن له ولي يستنصر به. ويعتز به ويتقوى به فولاية الله عز وجل لمن يتولاهم ليست عن حاجة ولا عن افتقار بل هو الغني الحميد جل وعلا - 00:04:00
وانما ولايته سبحانه وتعالى لمن يتولاه هي ولاية رحمة ومنة وفضيلة ومنحة منه جل وعلا واكرام لمن يتولاه نسأل الله ان نكون منهم. اذا عرفنا ان الولاية المثبتة لله عز وجل غير الولاية المنفية. وان الولاية تدور - 00:04:20
على معنيين على اختلاف مواردها. المحبة والنصرة. ويقابل الولاية ايش؟ العداوة. وهدائرة البغظاء والكره. هذا معنى العداوة. فاعداء الله هم من ابغظهم سبحانه وتعالى وابعدهم وكرههم جل وعلا. فالعداوة مبنية على الابعاد والكره والبغض. والولاية مبنية على المحبة - 00:04:40
والنصرة والله سبحانه وتعالى قد بين اوصاف اوليائه وقد لخص الشيخ رحمه الله هذه الاوصاف المذكورة في في كتابه في هذا المقطع القصير من كلامه رحمه الله. لكن من المهم ان نفرق بين اولياء الله وغيره - 00:05:10
حتى لا يشتبه الامر. فاولياء الله عز وجل لا يتميزون عن غيرهم مظهر. هم كغيرهم من اهل الاسلام لا يتميزون عنهم بلباس ولا بهيئة لكنهم يتميزون عن غيرهم بعمل. فالمظاهر لا تمييز فيها - 00:05:29
المخابر والاعمال هي التي يدور عليها التمييز بين اولياء الله واولياء الشيطان وبين غيرهم من الناس فما هو العمل الذي يميز اولياء الله عن غيره؟ قال رحمه الله في بيان ذلك قال ويكفي في هذا اي في - 00:05:49
الفرقان بين اولياء الله واولياء الشيطان في هذا اية في سورة ال عمران. وهي قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فاتبعوني يحببكم الله. وهذا هو المعيار - 00:06:09
والميزان الدقيق لبيان حقيقة الولاية. فالولاية التي يثبت بها للمؤمن الانتساب الى الله بالولاية هي ان يكون متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:06:29
فعلى قدر ما يكون مع الانسان من اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما يكون عنده من الولاية وبقدر ما يكون معه من تقصير بقدر ما يحصل من قصور في الولاية. والناس في هذا درجات متفاوتة. لا يحدها - 00:06:49
وصف. اذا السمة الاولى لاولياء الله التي يتميزون بها عن غيرهم ايش؟ اتباع النبي صلى الله وسلم. واتباع النبي صلى الله عليه وسلم يكون في امرين. فيما فرض وهذا اول ما يكون. وفيما ندب اليه من الاعمال - 00:07:10
وهذا من الدرجة الثانية. ولذلك كان في حديث الولاية قول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. ثم قال بعد ان ذكر جزاء الاولياء وانتصار الله لهم قال ولا يزال - 00:07:30
يتقرب الي بالنوافل وهذا طريق تحصيل الولاية. وما تقرب الي عبدي باحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فذكر الطريقين اللذين يحصل بهما ولاية الله عز وجل. وهذا تفصيل لاجمال - 00:07:50
ايه اللي ما اجملته هذه الاية في قوله فاتبعوني. فالاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم يكون في الفرائض اولا لانها احب ما تقرب به الى الله عز وجل ثم بالنوافل ثانيا وهذا في الدرجة الثانية. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:08:10
واذا احب الله عبدا فقد تولاه. ثم قال واية في سورة المائدة وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وهذا فيه الاشارة الى معنى الولاية وانها دائرة على المحبة. هناك قال - 00:08:30
الله وهنا قال يحبهم ويحبونه. ثم ذكر اوصافهم فقال اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. فذكر ثلاثة اوصاف اذلة على المؤمنين فلا علو عندهم ولا - 00:08:50
والارتفاع. اعزة على الكافرين لا يذلون لهم. لان معهم سبب العزة وهو الايمان بالله ورسوله. الثالث الجهاد في سبيل الله. وهو شامل للجهاد لجهاد النفس ولجميع انواع الجهاد واعلاها جهاد الكفار المعاندين لله ورسله. هذا من اوصافهم. والجهاد لا يأخذ صورة واحدة. ليس فقط الجهاد السيف والسناد - 00:09:10
بل هناك جهاد اخر قد يكون اعظم منه وهو جهاد العلم والبيان. فالذي يبلغ شريعة الله عز وجل وينصح الناس ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المجاهدين. الذين يدخلون في قوله في هذه الاية في اية المائدة اذلة - 00:09:40
على المؤمنين عزة الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. فهذا يشمل جميع انواع الجهاد. اذا الان زاد عندنا وصف او هذا تفصيل تفصيل لان قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله هذا فيه بيان مجمل هدي النبي صلى الله عليه - 00:10:00
في كل شأن وهنا فيه ذكر صفات خاصة وتخصيصها لعظيم اثرها في تحقيق وتحصيل الولاية ثم قال واية في يونس وهي قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هذا فيه البشارة لهم - 00:10:20
بانتفاء المخاوف والاحزان عنه. لا خوف عليهم هذا فيما يستقبلون. ولا يحزنون هذا فيما مضى والانسان ان ما يلحقه الاذى من خوف المستقبل او فوات الخير في الماضي. فاذا حصل له الامن من هذين الامرين - 00:10:40
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فهو في غاية الطمأنينة والسعادة. ثم بين سبحانه وتعالى من هم اولياء الله؟ فقال الذين امنوا وكانوا يتقون الذين امنوا بقلوبهم فصلحت قلوبهم واستقامت افئدتهم. وكانوا يتقون في اعمالهم وجوارحهم والتقوى - 00:11:00
هنا هي فعل ما امر الله سبحانه وتعالى به وترك ما نهى عنه سبحانه وتعالى. وهذا وصف شامل يتميز به اولياء الله عن غيره. وبه نعلم مما تقدم ان الولاية ليست مكتسبة بالنسب. ولا مكتسبة - 00:11:22
ولا مكتسبة بالوراثة ولا مكتسبة بملبس معين او بانتساب الى جهة معينة مذهب او غيره انما تكتسب بالعمل الذي دائرته الكبرى هي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وتفصيله الذين امنوا وكانوا يتقون. ثم قال رحمه الله ثم صار الامر عند اكثر من يدعي العلم وانه من هداة الخلق وحفاظ - 00:11:42
الشريعة الى ان الاولياء لابد فيهم من ترك اتباع الرسل. وهذا في وقته رحمه الله. حيث هجرت السنة وتعصب الناس لما كانوا عليه من مذاهب واقوال واراء. واصبح المتبع للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:12
غريبا بينهم ثم قال ومن تبعهم فليس منهم هكذا الى ان الاولياء لابد فيهم من ترك اتباع الرسل ومن تبعهم اي من تبع هؤلاء الذين يصفون ومن تبع هؤلاء الذين استقاموا على الكتاب والسنة - 00:12:32
فليس منهم اي ليس من ايش؟ ليس من اولياء الله. لانه اذا كان الداعي الى الكتاب والسنة عند هؤلاء الذين الشيخ عنهم ليسوا من اولياء الله فما هي حال غيرهم؟ ها ممن هو تابع لهم؟ ما هي حاله؟ ان لا يكون من اولياء الله - 00:12:52
من باب اولى ثم ذكر رحمه الله قال ولابد من ترك الجهاد. هذا انتقال الى تفصيل ما عليه اولئك الذين وصفهم رحمه الله ممن ادعى ولاية الرحمن وهم على خلاف ذلك. قال لابد من ترك الجهاد. لماذا ذكر - 00:13:12
جهاد رحمه الله لان الله سبحانه وتعالى جعل المجاهدين اولياءه في قوله يحبهم ويحبون اذلة على المؤمنين اعزة على يجاهدون في سبيل الله فخالفوا النص القرآني الدال على ان الجهاد في سبيل الله من اسباب تحصيل الولاية. ومن اوصاف اولياء الرحمن - 00:13:32
ولابد من ترك الجهاد فمن جاهد فليس منه. والقرآن ماذا يدل عليه؟ على ماذا يدل القرآن؟ يدل على عكس هذا. وان الجهاد من اوصاف اولياءه لله. اولياء الرحمن ثم قال ولابد من ترك الايمان. ايضا هذا لكون الايمان قد جاء في - 00:13:52
القرآن انه من اوصاف اولياء الله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. قال فمن تعهد بالايمان والتقوى فليس منهم. اي من اتصف وحافظ على هذين الوصفين فليس منهم اي ليس من اولياء الله عند من؟ عند - 00:14:12
هؤلاء الاولياء المزعومين وهؤلاء هم في الحقيقة اولياء الشيطان لا اولياء الرحمن. لان اولياء الرحمن هم ان وصفهم الله في كتابه. واما هؤلاء فهم معاندون معارضون. وكل من ادعى الولاية. فلا بد من عرظه على الكتاب والسنة - 00:14:32
فان كان من ادعى الولاية او ادعيت فيه الولاية. قد لا يدعي هو الولاية قد لا يقول اني ولي. لكن قد يزعم انه ولي. لابد ان نعرض حال هذا الرجل على هذه الموازين الدقيقة والمعايير الناطقة المميزة لاولياء الرحمن عن غيرهم. هل هو من المتبعين للكتاب - 00:14:52
والسنة؟ هل هو من المجاهدين في سبيل الله جهاد السيف والسنان؟ او جهاد العلم والبيان؟ هل هو من الذين امنوا وكانوا يتقون؟ اذا كان كذلك فهو من اولياء الله واما اذا تخلفت فيه هذه الاوصاف فانه يتخلف فيه من وصف الولاية بقدر ما يتخلف فيه من هذه الاوصاف. ولذلك - 00:15:12
كان من كلام السلف اذا رأيت الرجل يطير في السماء او يمشي على الماء فلا تقل انه ولي. حتى ايش؟ تعرضه على الكتاب والسنة. ثم قال رحمه الله يا ربنا نسألك العفو والعافية انك سميع الدعاء. نعم اي والله نسأل الله العفو والعافية. من هذا القلب ما دل عليه الكتاب والسنة - 00:15:33
عارضه المعاندة لما دل عليه كلام الله سبحانه وتعالى - 00:15:53