يقول المؤلف رحمه الله ولا سيما ان كانت من الشبهات او الحرام قال بشر ابن الحارث خصلتان لتقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الاكل. ذكره ابو نعيم. وذكر المروذي في كتاب الوراء. قال قلت لابي عبد الله - 00:00:00
جاني احمد ابن حنبل يجد الرجل من قلبه رقة وهو شبع قال ما ارى. ومنها كثرة الذنوب قال تعالى لا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. وفي المسند والترمذي عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال - 00:00:20
ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء في قلبك فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وان زاد زادت حتى يعلو قلبه فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. قال الترمذي صحيح - 00:00:40
قال بعض السلف البدن اذا عري رق. وكذلك القلب اذا قلت خطاياه اسرعت دمعته. وفي هذا المعنى يقول ابن المبارك رحمه الله رأيت الذنوب تميت القلوب ويورثك الذل ادمانها وترك الذنوب حياة القلوب - 00:01:00
وخير لنفسك عصيانها. اللهم احي قلوبنا بمحبتك وذكرك يا رب العالمين. اي نعم. ذكر المؤلف رحمه الله في سياق اسباب قسوة قوة القلب كثرة الكلام نقظ العهد كثرة الظحك قال كثرة الاكل. والمقصود بالاكل هنا المباح كما تقدم في ما مظى من - 00:01:20
الكلام والضحك فان كثرة الضحك المقصود به الضحك في المباحات اما الضحك على المحرم او آآ الاستهزاء بالشرع هذا لو كان قليلا فانه محرم انما الكلام في المباحات. وعلى هذا فان الجامع في هذه الامور هو الاسراف في المباحات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كلوا - 00:01:40
اشربوا بل وتصدقوا. الصدقة طاعة وعبادة. ذكر الاكل والشرب. ثم ذكر طاعة وتصدقوا من غير سرف ولا سرف يعني زيادة وخروج عن الحد في البذل والعطاء والاكل والشرب ومخيلة اي - 00:02:00
قوة علوها كبر فقوله رحمه الله ومنها كثرة الاكل اي التوسع في المأكولات وكثرة الاكل اما من جنس واحد او من تنويع المأكولات فالكثرة هنا قد تكون باعتبار الكمية وقد تكون باعتبار الكيفية فان الاقبال على كثرة على المطاعم والاعتناء بها - 00:02:20
الاسراف في الاهتمام بها يخرج الانسان عن حد آآ الاشتغال بما ينفعه من غذاء قلبه و استقامته على الجادة. يقول ولا سيما بعد ان ذكر قال ولا سيما ان كان من الشبهات يعني من الامور المشتبهة. وهي الامور التي لم يتبين فيها - 00:02:40
الحرام من الحلال بل هي امور مشتبهة تحتمل الحلال والحرام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عن الشعب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات. فمن - 00:03:00
وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام. وذلك ان توالي الوقوع في الشبهات يفضي الى الوقوع في الحرام. فالذي يكثر من من الاكل من الشبهات او من الحرام لا سيما ان ذلك سيثمر في قلبه تأثيرا رديئا وهو ما يكون من قسوة القلب وغفلته. قال به بشر ابن الحارث - 00:03:20
خصلتان تقسيان القلب. كثرة الكلام وكثرة الاكل. ذكره ابو نعيم ثم قال وذكر المروذي في كتاب الورع قال قلت لابي عبد الله يعني احمد ابن حنبل يجد الرجل من قلبه رقة يعني لينا خشوعا وحضورا واقبالا - 00:03:40
وهو شبع يعني وقد ملأ بطنه من من من مأكل او مشرب قال رحمه الله ما ارى يعني ما اظن ان هذا يحصل ما اظن ان هذا يحصل فان امتلاء البطن يحصل به من فتور البدن واشتغال الذهن وكلال القوى - 00:04:00
ما يحول بينه وبين الخيرات وما يصرفه عن حضور القلب وانتباهه ويقظته فيصاب بالغفلة. وقد ذكرت ان كثرة الكلام وكثرة الضحك وكثرة الاكل كل هذا يصيب الانسان بالغفلة فاذا اصيب بالغفلة - 00:04:20
قسى قلبه لان اعظم ما يغلف القلب من الصواد ويقسيه ويجعله بعيدا عن الاهتداء التي تصيب القلوب وتعكرها. ثم ذكر رحمه الله خامس الاثار او الاسباب التي من خلالها تحصل قسوة القلب - 00:04:40
وهي الذنوب. فقال كثرة الذنوب. والحقيقة ان الذنب ولو لم يكثر سبب لقسوة القلب. لكن اذا عالج الانسان هذا الذنب يزيل اثره ويمحو تأثيره على القلب نجا من اثر الذنوب. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة - 00:05:00
تمحوها وقال الله تعالى واقموا الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. فاذا اتبع السيئة حسنة اتبع الخطيئة طاعة واستعتب من من هفوته وكبوته كان هذا من اسباب صلاح قلبه لانه يزيل ويمسح - 00:05:20
ما وقع في قلبه من المعصية. على كل كثرة الذنوب يا اخواني لها اثر بالغ على القلب. والذنوب نوعان الذنوب نوعان. ذنوب ظاهرة وذنوب باطنة الذنوب الباطنة هي في التأثير على القلب قسوة وفتكا اعظم من الذنوب الظاهرة - 00:05:40
وهذا بالنظر الى جنس الذنوب. يعني الكذب ذنب. السرقة ذنب. الزنا ذنب. كل هذه ذنوب تتعلق بالجواب هناك ذنوب في الباطن لا تقل عن هذه الذنوب خطورة مع كثرة الغفلة عنها. وهي ما يتعلق بذنوب القلوب - 00:06:00
الرياء ذنب الكبر ذنب الغفلة ذنب الحسد ذنب كل هذه افات تفسد القلوب وتذهب ما فيها من الخير وتلحقها بالقلوب القاسية ما ينبغي للمؤمن ان يفطن. فاذا قرأنا يعني نحن يا اخوان اذا قرأنا في الغالب مثل هذا الكلام كثرة الذنوب تنصرف اذهاننا الى اي شيء تنصرف اذهاننا الى السرقة الى الزنا الى الكذب الى النميمة الى الغيبة - 00:06:20
وهذا صحيح لكن ينبغي ان نصرف الذهن ايضا الى ذنوب القلوب التي لا تقل خطرا بل هي من حيث الجنس اعظم فتكا من بالجوارح. ولذلك يقول ابن القيم جنس ذنوب القلوب اعظم خطرا واكبر اثما من ذنوب الجوارح. من ذنوب الجوارح - 00:06:50
والموازنة ليس في افراد الذنوب وانتبه الى الكلام انما الموازنة في جنس الذنوب تجنس ذنوب القلوب اعظم ولذلك ينبغي للمؤمن ان يحترز منها. وان يعتني بتطهير قلبه من ان يدب اليه شيء منها - 00:07:10
وهذا يحتاج الى دوام مراقبة ودوام نظر للقلب والذنوب صغيرها وكبيرها يؤثر على القلب كما تقدم في حديث حذيفة رضي الله عنه في اثر الذنوب على القلوب كما ان اثر التوبة على القلوب لها وضوح بين كما دلت على ذلك النصوص وقد سبق التنبيه الى ذلك - 00:07:26
يقول رحمه الله ومنها كثرة الذنوب قال تعالى كلا كلمة ردع وزجر بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ران اي غطى القلب والراء طبقة تغشو القلب وتعلو. وهي طبقة تحول بين القلب وبين الهداية. والقلب يعلوه طبقة - 00:07:46
عديدة متنوعة اعلاها الران وارقها الغين الغين ارق الطبقات التي تغلف القلوب الغير واسمكها واغلبها واشدها اثرا على القلب في منع الخير الران. والنبي صلى الله عليه وسلم قد شكى الغيم فقال - 00:08:06
انه ليغان على قلبه كما في صحيح الامام مسلم يغام ان يغلف قلبه صلى الله عليه وسلم يصيب قلبه هذه الغشاوة وهي طبقة رقيقة كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحساسية لقلبه وصلاحه واستقامته - 00:08:26
كان يتأثر ويدرك هذه الطبقة الخفيفة التي تؤثر في طلب زواله واني لاستغفر الله اكثر من سبعين مرة في طلب ازالة هذا الاثر وكشف هذا الغير. فقوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. اي ما تتابع من العمل - 00:08:39
ظاهر والباطن سبب هذه الطبقة التي عانت القلب حتى اصابته بالقسوة والغفلة. وفي المسند والترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء اي احتوجدت كان هنا الظاهر انها تامة اي بمعنى وجد نكتة سوداء في قلبه - 00:08:59
فاذا تاب ونزع واستغفر صقر قلبه اي طهر ونقي والصقل نوع من التطهير للقلب يزيل ما يعلق به من السيء وان زاد اي في السوء والشر زادت حتى يعلو قلبه. كذلك الران الذي ذكر الله في كتابه كلا بل - 00:09:19
قال على قلوبهم ما كانوا يكسبون. قال بعض السلف البدن اذا عري رق. اذا عري ولم يكن مكسيا رق ولان ثمان القلب كذلك. قال وكذلك القلب اذا قلت خطاياه اسرعت دمعته. وهذا ملاحظ. فكلما كان الانسان - 00:09:39
لين القلب قريب التأثر بكلام الله تعالى وكلام رسوله قربت دمعته وانهملت. ولذلك يقول الشاعر ولكن انها عن قسوة القلب قحطها يشكو عينه ويقول ولكنها عن قسوة القلب قحطها فيا ضيعة الاعمار تمشي سبهللا - 00:09:59
ينبغي للانسان ان يربط بين هذا الجفاف في عينه وبين هذا الغلظ واليبس في قلبه. فالقلوب تنعكس اثارها في الالسن وفي الاعين وفي المسلك والعمل. فكلما رق القلب سهل الانسان وتيسر له من الخير والتأثر ما ليس لغيره. حتى ان - 00:10:19
يعني يا اخواني اذا رقق الانسان سمعت منه من الكلمات ولو كان عاميا ولو لم يكن عنده من المعرفة والبصيرة ما يبلغ وبه شعوا كبيرا في العلم. الجمعة الماضية اتصل علي واحد بعد صلاة الجمعة يقول يا شيخ انا نذرت موب نذرت قال انا انسان اصرفت على نفسي. اسرافا - 00:10:39
ما في ذنب لاتيته ويعني ايقظ الله تعالى قلبي واردت النزوع ومن شدة ما اجد من اثر الذنوب يعني في قلبي اني ما اخرج من هذا الا بان امشي من بلدته الى المدينة توبة لله تعالى منها قلت له انت وش اللي حملت على هذا؟ قال والله ما حملني الا اجلال الله وتعظيمه - 00:10:59
اني يعني اجد في قلبي من الالم اني اذنبت هذه الذنوب اذا ذكرت جلال الله تعالى وتعظيمه هذا عامي يمكن انه لا درس ثلاثة اصول درست واسطية ولا مر على لا يحفظ الا قليلا من القرآن لكن في قلبه معنى من تعظيم الله تعالى هو المقصود من دراسة هذه المتون ولذلك - 00:11:19
لما قيل الامام احمد رحمه الله عن معروف وكان الامام احمد يكثر من الثناء عليه ومدحه واجلاله وهو معروف في الكرخي رحمه الله قال له بعض طلابه ولكنه قصير العلم يعني علمه ما هو يعني واسع قصير العلم باعه في العلم ليس بالكبير قال معروف ادرك ما من اجله يطلب - 00:11:39
معروف ادرك ما من اجله يطلب العلم يطلب العلم لاجل ايش؟ لاجل خشية الله تعالى وخوفه ومحبته والاقبال عليه وتعظيمه جل وعلا وهذا لقد اختصر الطريق ادرك ما من اجله يطلب العلم. فينبغي ان ندرك هذه المعاني وان القلوب قسوتها يعني بسبب غفلتها - 00:11:59
وعدم ترددها بالعلم بالله تعالى. احد الاخوان سأل قبل ايام قليلة قال يقولون العلم يلين القلب. كيف العلم يلين القلب؟ ما العلم يلين القلب. قلت اشكالك في فهمك ما هو العلم الذي يلين القلب؟ هل العلم الذي يلين القلب؟ هو علم اقسام الطهارة واقسام النجاسة - 00:12:19
والتقسيمات والتفريعات التي يذكرها الفقهاء هذا لا شك ان الخير والبر ومن تبليغ الشريعة وحفظها لكن المقصود في كلام العلماء العلم الذي يرقق القلب هو العلم بالله باسمائه وصفاته وما له من كمالات هذا العلم الذي يرقق القلب ويحمله على الخير ويحمله على المسابقة في الخيرات - 00:12:39
مع ان العلم الاخر هو هو الوسيلة الذي التي من خلالها تصل الى الله تعالى. عندنا علمان العلم بالله تعالى هو الدافع للسعي ثم بعد وجود هذا تحتاج الى الطريق الموصل الطريق الموصل هو علم الشريعة باحكامها وما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من تفاصيل قال وفي هذا المعنى - 00:12:59
يقول ابن المبارك عبد الله رحمه الله رأيت الذنوب تميت القلوب. ويورثك الذل ادمانها. والذل يكون في القلب ثم يعلو الوجه الذل ليس بان تكون محتاجا الى غيرك. لا. الذل هو القطرة والسواد الذي يعلو وجه العاصي - 00:13:19
وهذه المذلة ليست ناشئة عن فقر قد يكون اغنى الاغنياء. واكثر الناس فذة لكن في قلبه فاقة وفقر وذل تسده الا ان يتوب الى الله تعالى ويرجع اليه. قال وترك الذنوب حياة القلوب اي والله. ترك الذنوب حياة القلوب. فمن ترك الذنب حيا قلبه بقدر ما تبعد - 00:13:39
عن الذنب وتنأى بنفسك عنه بقدر ما تفوز بحياة القلب وصلاحه واستقامته. واذا حيا قلبك حييت والله تحيا. اذا حيا قلبك استقامت امورك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. ثم بعد ذلك قال - 00:13:59
خير لنفسك عصيانها صح؟ خير لنفسك وعصيانها. الانسان اذا عصى نفسه والمقصود بالنفس هنا ما تمليه عليه رغبات وشهواته كان ذلك خيرا له ويشهد لهذا ما في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حفت النار بالشهوات وحفت الجنة - 00:14:19
بالمكاره نعم حفت الجنة المكاره وحفت النار بالشهوات. فالمكاره هي ما تنفر منه النفس في المأكل والمشرب وسائر شؤون الحياة ما هو الذي اذا اتيت اليه طاعة لله ورغبة فيما عنده انقلب لذة وطعما لا تجده في غير الطاعة - 00:14:39
التفريغ
يقول المؤلف رحمه الله ولا سيما ان كانت من الشبهات او الحرام قال بشر ابن الحارث خصلتان لتقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الاكل. ذكره ابو نعيم. وذكر المروذي في كتاب الوراء. قال قلت لابي عبد الله - 00:00:00
جاني احمد ابن حنبل يجد الرجل من قلبه رقة وهو شبع قال ما ارى. ومنها كثرة الذنوب قال تعالى لا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. وفي المسند والترمذي عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال - 00:00:20
ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء في قلبك فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وان زاد زادت حتى يعلو قلبه فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. قال الترمذي صحيح - 00:00:40
قال بعض السلف البدن اذا عري رق. وكذلك القلب اذا قلت خطاياه اسرعت دمعته. وفي هذا المعنى يقول ابن المبارك رحمه الله رأيت الذنوب تميت القلوب ويورثك الذل ادمانها وترك الذنوب حياة القلوب - 00:01:00
وخير لنفسك عصيانها. اللهم احي قلوبنا بمحبتك وذكرك يا رب العالمين. اي نعم. ذكر المؤلف رحمه الله في سياق اسباب قسوة قوة القلب كثرة الكلام نقظ العهد كثرة الظحك قال كثرة الاكل. والمقصود بالاكل هنا المباح كما تقدم في ما مظى من - 00:01:20
الكلام والضحك فان كثرة الضحك المقصود به الضحك في المباحات اما الضحك على المحرم او آآ الاستهزاء بالشرع هذا لو كان قليلا فانه محرم انما الكلام في المباحات. وعلى هذا فان الجامع في هذه الامور هو الاسراف في المباحات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كلوا - 00:01:40
اشربوا بل وتصدقوا. الصدقة طاعة وعبادة. ذكر الاكل والشرب. ثم ذكر طاعة وتصدقوا من غير سرف ولا سرف يعني زيادة وخروج عن الحد في البذل والعطاء والاكل والشرب ومخيلة اي - 00:02:00
قوة علوها كبر فقوله رحمه الله ومنها كثرة الاكل اي التوسع في المأكولات وكثرة الاكل اما من جنس واحد او من تنويع المأكولات فالكثرة هنا قد تكون باعتبار الكمية وقد تكون باعتبار الكيفية فان الاقبال على كثرة على المطاعم والاعتناء بها - 00:02:20
الاسراف في الاهتمام بها يخرج الانسان عن حد آآ الاشتغال بما ينفعه من غذاء قلبه و استقامته على الجادة. يقول ولا سيما بعد ان ذكر قال ولا سيما ان كان من الشبهات يعني من الامور المشتبهة. وهي الامور التي لم يتبين فيها - 00:02:40
الحرام من الحلال بل هي امور مشتبهة تحتمل الحلال والحرام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عن الشعب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات. فمن - 00:03:00
وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام. وذلك ان توالي الوقوع في الشبهات يفضي الى الوقوع في الحرام. فالذي يكثر من من الاكل من الشبهات او من الحرام لا سيما ان ذلك سيثمر في قلبه تأثيرا رديئا وهو ما يكون من قسوة القلب وغفلته. قال به بشر ابن الحارث - 00:03:20
خصلتان تقسيان القلب. كثرة الكلام وكثرة الاكل. ذكره ابو نعيم ثم قال وذكر المروذي في كتاب الورع قال قلت لابي عبد الله يعني احمد ابن حنبل يجد الرجل من قلبه رقة يعني لينا خشوعا وحضورا واقبالا - 00:03:40
وهو شبع يعني وقد ملأ بطنه من من من مأكل او مشرب قال رحمه الله ما ارى يعني ما اظن ان هذا يحصل ما اظن ان هذا يحصل فان امتلاء البطن يحصل به من فتور البدن واشتغال الذهن وكلال القوى - 00:04:00
ما يحول بينه وبين الخيرات وما يصرفه عن حضور القلب وانتباهه ويقظته فيصاب بالغفلة. وقد ذكرت ان كثرة الكلام وكثرة الضحك وكثرة الاكل كل هذا يصيب الانسان بالغفلة فاذا اصيب بالغفلة - 00:04:20
قسى قلبه لان اعظم ما يغلف القلب من الصواد ويقسيه ويجعله بعيدا عن الاهتداء التي تصيب القلوب وتعكرها. ثم ذكر رحمه الله خامس الاثار او الاسباب التي من خلالها تحصل قسوة القلب - 00:04:40
وهي الذنوب. فقال كثرة الذنوب. والحقيقة ان الذنب ولو لم يكثر سبب لقسوة القلب. لكن اذا عالج الانسان هذا الذنب يزيل اثره ويمحو تأثيره على القلب نجا من اثر الذنوب. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة - 00:05:00
تمحوها وقال الله تعالى واقموا الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. فاذا اتبع السيئة حسنة اتبع الخطيئة طاعة واستعتب من من هفوته وكبوته كان هذا من اسباب صلاح قلبه لانه يزيل ويمسح - 00:05:20
ما وقع في قلبه من المعصية. على كل كثرة الذنوب يا اخواني لها اثر بالغ على القلب. والذنوب نوعان الذنوب نوعان. ذنوب ظاهرة وذنوب باطنة الذنوب الباطنة هي في التأثير على القلب قسوة وفتكا اعظم من الذنوب الظاهرة - 00:05:40
وهذا بالنظر الى جنس الذنوب. يعني الكذب ذنب. السرقة ذنب. الزنا ذنب. كل هذه ذنوب تتعلق بالجواب هناك ذنوب في الباطن لا تقل عن هذه الذنوب خطورة مع كثرة الغفلة عنها. وهي ما يتعلق بذنوب القلوب - 00:06:00
الرياء ذنب الكبر ذنب الغفلة ذنب الحسد ذنب كل هذه افات تفسد القلوب وتذهب ما فيها من الخير وتلحقها بالقلوب القاسية ما ينبغي للمؤمن ان يفطن. فاذا قرأنا يعني نحن يا اخوان اذا قرأنا في الغالب مثل هذا الكلام كثرة الذنوب تنصرف اذهاننا الى اي شيء تنصرف اذهاننا الى السرقة الى الزنا الى الكذب الى النميمة الى الغيبة - 00:06:20
وهذا صحيح لكن ينبغي ان نصرف الذهن ايضا الى ذنوب القلوب التي لا تقل خطرا بل هي من حيث الجنس اعظم فتكا من بالجوارح. ولذلك يقول ابن القيم جنس ذنوب القلوب اعظم خطرا واكبر اثما من ذنوب الجوارح. من ذنوب الجوارح - 00:06:50
والموازنة ليس في افراد الذنوب وانتبه الى الكلام انما الموازنة في جنس الذنوب تجنس ذنوب القلوب اعظم ولذلك ينبغي للمؤمن ان يحترز منها. وان يعتني بتطهير قلبه من ان يدب اليه شيء منها - 00:07:10
وهذا يحتاج الى دوام مراقبة ودوام نظر للقلب والذنوب صغيرها وكبيرها يؤثر على القلب كما تقدم في حديث حذيفة رضي الله عنه في اثر الذنوب على القلوب كما ان اثر التوبة على القلوب لها وضوح بين كما دلت على ذلك النصوص وقد سبق التنبيه الى ذلك - 00:07:26
يقول رحمه الله ومنها كثرة الذنوب قال تعالى كلا كلمة ردع وزجر بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ران اي غطى القلب والراء طبقة تغشو القلب وتعلو. وهي طبقة تحول بين القلب وبين الهداية. والقلب يعلوه طبقة - 00:07:46
عديدة متنوعة اعلاها الران وارقها الغين الغين ارق الطبقات التي تغلف القلوب الغير واسمكها واغلبها واشدها اثرا على القلب في منع الخير الران. والنبي صلى الله عليه وسلم قد شكى الغيم فقال - 00:08:06
انه ليغان على قلبه كما في صحيح الامام مسلم يغام ان يغلف قلبه صلى الله عليه وسلم يصيب قلبه هذه الغشاوة وهي طبقة رقيقة كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحساسية لقلبه وصلاحه واستقامته - 00:08:26
كان يتأثر ويدرك هذه الطبقة الخفيفة التي تؤثر في طلب زواله واني لاستغفر الله اكثر من سبعين مرة في طلب ازالة هذا الاثر وكشف هذا الغير. فقوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. اي ما تتابع من العمل - 00:08:39
ظاهر والباطن سبب هذه الطبقة التي عانت القلب حتى اصابته بالقسوة والغفلة. وفي المسند والترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء اي احتوجدت كان هنا الظاهر انها تامة اي بمعنى وجد نكتة سوداء في قلبه - 00:08:59
فاذا تاب ونزع واستغفر صقر قلبه اي طهر ونقي والصقل نوع من التطهير للقلب يزيل ما يعلق به من السيء وان زاد اي في السوء والشر زادت حتى يعلو قلبه. كذلك الران الذي ذكر الله في كتابه كلا بل - 00:09:19
قال على قلوبهم ما كانوا يكسبون. قال بعض السلف البدن اذا عري رق. اذا عري ولم يكن مكسيا رق ولان ثمان القلب كذلك. قال وكذلك القلب اذا قلت خطاياه اسرعت دمعته. وهذا ملاحظ. فكلما كان الانسان - 00:09:39
لين القلب قريب التأثر بكلام الله تعالى وكلام رسوله قربت دمعته وانهملت. ولذلك يقول الشاعر ولكن انها عن قسوة القلب قحطها يشكو عينه ويقول ولكنها عن قسوة القلب قحطها فيا ضيعة الاعمار تمشي سبهللا - 00:09:59
ينبغي للانسان ان يربط بين هذا الجفاف في عينه وبين هذا الغلظ واليبس في قلبه. فالقلوب تنعكس اثارها في الالسن وفي الاعين وفي المسلك والعمل. فكلما رق القلب سهل الانسان وتيسر له من الخير والتأثر ما ليس لغيره. حتى ان - 00:10:19
يعني يا اخواني اذا رقق الانسان سمعت منه من الكلمات ولو كان عاميا ولو لم يكن عنده من المعرفة والبصيرة ما يبلغ وبه شعوا كبيرا في العلم. الجمعة الماضية اتصل علي واحد بعد صلاة الجمعة يقول يا شيخ انا نذرت موب نذرت قال انا انسان اصرفت على نفسي. اسرافا - 00:10:39
ما في ذنب لاتيته ويعني ايقظ الله تعالى قلبي واردت النزوع ومن شدة ما اجد من اثر الذنوب يعني في قلبي اني ما اخرج من هذا الا بان امشي من بلدته الى المدينة توبة لله تعالى منها قلت له انت وش اللي حملت على هذا؟ قال والله ما حملني الا اجلال الله وتعظيمه - 00:10:59
اني يعني اجد في قلبي من الالم اني اذنبت هذه الذنوب اذا ذكرت جلال الله تعالى وتعظيمه هذا عامي يمكن انه لا درس ثلاثة اصول درست واسطية ولا مر على لا يحفظ الا قليلا من القرآن لكن في قلبه معنى من تعظيم الله تعالى هو المقصود من دراسة هذه المتون ولذلك - 00:11:19
لما قيل الامام احمد رحمه الله عن معروف وكان الامام احمد يكثر من الثناء عليه ومدحه واجلاله وهو معروف في الكرخي رحمه الله قال له بعض طلابه ولكنه قصير العلم يعني علمه ما هو يعني واسع قصير العلم باعه في العلم ليس بالكبير قال معروف ادرك ما من اجله يطلب - 00:11:39
معروف ادرك ما من اجله يطلب العلم يطلب العلم لاجل ايش؟ لاجل خشية الله تعالى وخوفه ومحبته والاقبال عليه وتعظيمه جل وعلا وهذا لقد اختصر الطريق ادرك ما من اجله يطلب العلم. فينبغي ان ندرك هذه المعاني وان القلوب قسوتها يعني بسبب غفلتها - 00:11:59
وعدم ترددها بالعلم بالله تعالى. احد الاخوان سأل قبل ايام قليلة قال يقولون العلم يلين القلب. كيف العلم يلين القلب؟ ما العلم يلين القلب. قلت اشكالك في فهمك ما هو العلم الذي يلين القلب؟ هل العلم الذي يلين القلب؟ هو علم اقسام الطهارة واقسام النجاسة - 00:12:19
والتقسيمات والتفريعات التي يذكرها الفقهاء هذا لا شك ان الخير والبر ومن تبليغ الشريعة وحفظها لكن المقصود في كلام العلماء العلم الذي يرقق القلب هو العلم بالله باسمائه وصفاته وما له من كمالات هذا العلم الذي يرقق القلب ويحمله على الخير ويحمله على المسابقة في الخيرات - 00:12:39
مع ان العلم الاخر هو هو الوسيلة الذي التي من خلالها تصل الى الله تعالى. عندنا علمان العلم بالله تعالى هو الدافع للسعي ثم بعد وجود هذا تحتاج الى الطريق الموصل الطريق الموصل هو علم الشريعة باحكامها وما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من تفاصيل قال وفي هذا المعنى - 00:12:59
يقول ابن المبارك عبد الله رحمه الله رأيت الذنوب تميت القلوب. ويورثك الذل ادمانها. والذل يكون في القلب ثم يعلو الوجه الذل ليس بان تكون محتاجا الى غيرك. لا. الذل هو القطرة والسواد الذي يعلو وجه العاصي - 00:13:19
وهذه المذلة ليست ناشئة عن فقر قد يكون اغنى الاغنياء. واكثر الناس فذة لكن في قلبه فاقة وفقر وذل تسده الا ان يتوب الى الله تعالى ويرجع اليه. قال وترك الذنوب حياة القلوب اي والله. ترك الذنوب حياة القلوب. فمن ترك الذنب حيا قلبه بقدر ما تبعد - 00:13:39
عن الذنب وتنأى بنفسك عنه بقدر ما تفوز بحياة القلب وصلاحه واستقامته. واذا حيا قلبك حييت والله تحيا. اذا حيا قلبك استقامت امورك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. ثم بعد ذلك قال - 00:13:59
خير لنفسك عصيانها صح؟ خير لنفسك وعصيانها. الانسان اذا عصى نفسه والمقصود بالنفس هنا ما تمليه عليه رغبات وشهواته كان ذلك خيرا له ويشهد لهذا ما في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حفت النار بالشهوات وحفت الجنة - 00:14:19
بالمكاره نعم حفت الجنة المكاره وحفت النار بالشهوات. فالمكاره هي ما تنفر منه النفس في المأكل والمشرب وسائر شؤون الحياة ما هو الذي اذا اتيت اليه طاعة لله ورغبة فيما عنده انقلب لذة وطعما لا تجده في غير الطاعة - 00:14:39