الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنصل ما كنا قد شرعنا فيه من القراءة في كتاب فضل الاسلام - 00:00:00
ليه الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب طيب الله ثراه وعلى في الجنان منزلته اللهم امين كنا قد وقفنا في القراءة على باب تفسير الاسلام وقرأنا اول الباب اقرأ ما ما وقفنا عليه - 00:00:16
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. وبعد فقال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه فضل الاسلام - 00:00:43
في باب تفسير الاسلام قال وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وعن بهزي بن حكيم عن ابيه عن جده انه سأل - 00:00:56
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المكتوبة تؤدي الزكاة المفروضة. رواه احمد وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله - 00:01:08
ويسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان. قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت تقدم قول المصنف رحمه الله باب تفسير الاسلام اي بيانه وكشف معناه - 00:01:32
قلنا ان الاسلام في الجملة ينقسم الى قسمين اسلام كوني قدري واسلام شرعي ديني اما الاول فهذا الذي ذكره الله تعالى لجميع من في السماوات والارض. في قوله وله اسلم من في السماوات والارض - 00:01:54
واما الاسلام الشرعي فله معنيان معنى عام تتفق فيه جميع الرسالات ومعنى خاص وهو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. خاتم النبيين وسيد المرسلين المعنى العام هو افراد الله بالعبادة التوحيد - 00:02:17
واما المعنى الخاص في الاسلام الشرعي فهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة وعملا. المؤلف فسر الاسلام الخاص ابتداء ذكر معناه العام في قوله فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله - 00:02:40
واسلام الوجه لله هو باخلاص القصد له وصدق التوجه اليه والانقياد لامره فالاسلام اسلام الوجه يتضمن الاخلاص والانقياد. الاخلاص لله بالعبادة والانقياد له بالطاعة ثم ذكر جملة من الاحاديث في تفسير الاسلام وهي احاديث متنوعة اولها حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه الذي - 00:03:02
قال فيه صلى الله عليه واله وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وهذا قال فيه المؤلف متفق عليه وهو في الحقيقة في صحيح الامام مسلم في قصة مجيء جبريل - 00:03:33
وسؤاله عن الاسلام والايمان والاحسان. قال في الاسلام اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت - 00:03:46
ان استطعت اليه سبيلا وهو معنى الحديث الذي في الصحيحين من حديث ابن عمر قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان - 00:04:04
هذا بيان للاسلام بذكر اركانه التي لا يقوم الا بها ولا يصح الا بها ثم ساق حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده قال وفيه يعني في الصحيحين عن ابي هريرة مرفوعا وهو فيهما من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه. واما حديث ابي هريرة فانه في غير الصحيحين في المسند والسنن - 00:04:25
قال صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا تفسير للاسلام بانه كفوا اذى كف الاذى عن الناس قولا وعملا. كف الاذى عن الناس قولا وعملا. لذلك قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه - 00:05:03
في وادي سالم فلم يصلهم منه اذى بان كف اذاه عنهم قولا من لسانه وعملا من يده وهذا بيان ان الاسلام لا يقتصر على ما تقدم بيانه في حديث عبد الله ابن عمر - 00:05:29
بل هو اوسع من ذلك فكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الاوامر والنواهي والشرائع والفرائض هو من دين الاسلام ويفسر النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام في موضع بشيء ويبينه في موضع اخر بشيء - 00:05:50
اخر والجميع يستفاد منه معنى الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله المسلم المسلم هنا الالف واللام لبيان الكمال في استحقاق هذا الوصف فالكمال في استحقاق هذا الوصف هو لمن اتصف بهذا الوصف المذكور من سلم المسلمون من لسانه ويده يعني المسلم الكامل هو من سلم - 00:06:11
من لسانه ويده ثم قال والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه والمهاجر وهي منزلة رفيعة في الشريعة الاسلامية وهي الهجرة لله ولرسوله يدركها من هجر ما نهى الله تعالى عنه. اي من ترك ما حرمه الله تعالى عليه - 00:06:41
وغادر ما نهي عنه. قال وعن بهزي بن حكيم عن ابيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الاسلام ان تسلم قلبك وان تولي وجهك وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة - 00:07:04
فذكر في هذا الحديث الاسلام ظاهرا وباطنا. فالاسلام يطلق على الظاهر على عمل الظاهر وعلى عمل الباطن الاسلام يطلق ويصدق على عمل الظاهر وعمل الباطن واذا اقترن معه الايمان كان الاسلام مختصا باعمال الجوارح - 00:07:26
لكن عندما ينفرد الاسلام بالذكر فانه يشمل الاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة وهو ما في هذا الحديث حديث بهز بن حكيم عن ابيه عن جده لما لما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام قال ان تسلم قلبك وان تولي وجهك الى الله - 00:07:52
ان تسلم قلبك بان يخلص لله عز وجل محبة وتعظيما. فلا يكون فيه سواه وان تولي وجهك الى الله تولية الوجه لله تطلق على الاخلاص له. وهذا ثمرة تسليم القلب - 00:08:18
وهذا ثمرة تسليم القلب فهذان العملان كلاهما عمل قلبي. وان كان تولية الوجه قد يظهر منها انها عمل في الظاهر لكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان تولية الوجه المقصود به هنا القصد - 00:08:41
والارادة فاينما تولوا فثم وجه الله اي قصده و ما يرضيه وما يطلب لاجله سبحانه وبحمده فقوله وانت وان تولي وجهك الى الله اي فلا تقصد سواه ولا تلتفت الى غيره - 00:08:59
وهذا ثمرة سلامة القلب الذي افاده قوله ان تسلم قلبك. ثم ذكر عملين من اعمال الجوارح وهما الصلاة والزكاة وقد دل عليهما الاحاديث الاخرى التي فيها بيان الاسلام. فقوله صلى الله عليه وسلم بعد ذكر هاتين الخصلتين ان تسلم قلبك لله - 00:09:21
وان تولي وجهك الى الله؟ قال وان تصلي الصلاة المكتوبة وهي الفرائض الخمس والجمعة وتؤدي الزكاة المفروضة التي فرضها الله تعالى في اه في الاموال الحق الذي فرضه الله تعالى في الاموال - 00:09:46
قد تكلم بعض اهل العلم في هذا الحديث لكن معناه ثابت من نصوص كثيرة فلا يظر ان يكون الحديث في فيه شيء من المقال فيصح في مثل هذا ان يستدل بالحديث لانه لا يستقل بالدلالة على المعنى - 00:10:03
لا يستقر اذا كان الحديث لا يستقل بالدلالة على المعنى الذي تظمنه فان عمل اهل العلم جار على الاستدلال به وان كان ضعيفا لانه مما تشهد له النصوص قال رحمه الله بعد ذلك - 00:10:21
آآ في الحديث الدليل الخامس الذي استدل به لتفسير الاسلام قال وعن ابي وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله وهذا - 00:10:38
لحديث بهز ابن حكيم وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك. وهذا موافق لحديث عبد الله بن عمرو وابي هريرة قال بعد ذلك اي الاسلام افضل؟ شف انظر هنا عرف الاسلام بعمل قلبي - 00:10:58
وعمل في الجوارح اما العمل القلبي فهو الاخلاص واما عمل الجوارح فهو الامساك عن الشر. وهذا اقل مراتب الاسلام اقل مراتب الاسلام ان تكف شرك عن الناس. ان ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك - 00:11:21
قال اي الاسلام افضل؟ لما سأله لما لما اجابه عن الاسلام سأله عن افضل الاسلام قال الايمان بالله وهنا ايمان اخص من الاسلام اذ انه فسره لما قال له وما الايمان بالله؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والبعث بعد الموت. فهنا الايمان - 00:11:42
قص الاعمال القلبية. الاعمال الباطنة وهذا نظير حديث عبد الله ابن عمر في قصة مجيء جبريل قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان - 00:12:09
حج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره تعريفه صلى الله عليه وسلم للاسلام بالخصال الخمس بالاركان الخمس هو - 00:12:24
بيان لاعمال الظاهر اعمال الجوارح قولا وعملا فعلا وتركا وتعريفه للايمان بانه الايمان بالله وملائكته الى اخره بيان ان الايمان هو عمل القلب عمل الباطل لان الايمان هو اقرار القلب المستلزم للاذعان والقبول - 00:12:44
وهنا بين ان الاسلام بمفهومه العام يشتمل على الايمان حيث قال وما افظل الايمان؟ قال ان تؤمن بالله الى اخره وبه يعلم ان اعمال القلوب افضل من اعمال الجوارح عمل القلب لا يجوز تخلفه بالكلية - 00:13:12
بخلاف اعمال الجوارح قد تتخلف لعذر اما اكراه او عجز او غير ذلك لكن عمل قد لا يمكن ان يتخلف ولذلك كانت اعمال القلوب اهم وهي من الاسلام وبه يعلم ان الاسلام - 00:13:31
اركان وواجبات ومستحبات ظاهر وباطن هذا تعريف الاسلام وتفسيره بمعناه الذي دلت عليه هذه النصوص نعم قال رحمه الله باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:13:49
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب ربي انا الصلاة فيقول انك على خير. ثم تجيء الصدقة فتقول يا رب انا الصدقة - 00:14:11
فيقول انك على خير. ثم يجيء الصيام فيقول يا ربي انا الصيام. فيقول انك على خير ثم تجيء الاعمال على ذلك فيقول انك على خير. ثم يجيء الاسلام فيقول يا رب انت السلام وانا الاسلام - 00:14:29
فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. رواه احمد وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد - 00:14:48
رواه احمد قوله رحمه الله في ترجمة هذا الباب باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلا يقبل منه. فترجم للباب بالاية ومقصوده بيان بطلان ما سوى دين الاسلام الذي تقدم - 00:15:13
ايضاحه بيان فضله وحقيقته ووجوبه والوجوب قرر هذا المعنى لكن مزيد ايضاح انه لا يتم الاسلام الا باعتقاد بطلان ما سواه مقصود هذا الباب بيان انه لا يتم اسلام احد حتى - 00:15:33
يعتقد بطلان ما سواه كما قال الله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فلا يتم ايمان فلا يتم اسلام احد الا بان يجمع بين هذا هذان الامرين. بين هذين الامرين ان يعتقد - 00:15:59
ما جاء به الاسلام وان يعتقد بطلان ما سواه من الاديان و دليل ذلك قوله ومن يبتغي ان يطلب اعتقادا او عملا غير الاسلام دينا اي يتعبد به في الاعتقاد او في العمل فلن يقبل منه. وعدم القبول دليل على عدم الرضا - 00:16:20
كما قال الله تعالى ان الله لا يرضى لعباده الكفر فالله تعالى لا يرضى لعباده الكفر الكفر فلا يقبله. وهذا معنى عدم القبول فلا يجزي عليه ولا ينجي اصحابه و - 00:16:47
ساق المؤلف في هذا الباب حديثين بعد الاية لكن قبل ان نمضي في ما ذكر من النصوص قوله قوله قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه يشمل كل دين - 00:17:08
من سوى دين الاسلام والاديان سوى دين الاسلام نوعان النوع الاول دين اهل الشرك والكفر دين دين اهل الشرك وهم عباد الاوثان وهؤلاء دينهم باطل بدلالة الكتاب والسنة واجماع علماء الامة وبطلان وبطلان دينهم في جميع الشرائع والمدن - 00:17:31
فان جميع ما من بعث الله من الرسل كانوا يدعون الى التوحيد وينهون عن الشرك ويبينون بطلانه هذا النوع الاول من الدين الذي يدخل في قوله ومن يبتغي الاسلام دينا - 00:18:14
دين اهل الشرك دين المشركين. الثاني ما سوى الشرك وهو دين الامم السابقة دين الامم السابقة من اتباع الانبياء فهؤلاء دينهم في وقت رسالات انبيائهم مقبول لكنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:30
لا يقبل منهم غير الاسلام لقول الله عز وجل لقول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه والاسلام هنا هو الاسلام الخاص الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا - 00:18:59
ويدل له ايضا ما في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا كان من اصحاب النار - 00:19:23
فهذا دليل ان ما سوى دين الاسلام من الاديان السابقة التي كانت تتبع الانبياء لا يقبلها الله عز وجل بعد دين الاسلام بعد بعثة سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه - 00:19:39
ذكر المؤلف بعد ذلك حديثين الحديث الاول حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب انا الصلاة فيقول انك على خير ثم تجيء الصدقة فتقول يا ربي انا الصدقة فيقول انك على خير ثم يجيء - 00:20:01
قيام فيقول فيقول يا ربي انا الصيام فيقول انك على خير ثم تأتي الاعمال على ذلك يعني بقية الاعمال الصالحة فيقول انك على خير ثم يجيء الاسلام فيقول يا ربي - 00:20:19
فانت السلام وانا الاسلام فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي قال الله تعالى ومن يبتغي الاسلام دينا فلن يقبل من وهو في الاخرة من الخاسرين وجه الدلالة في هذا الحديث - 00:20:33
قوله بك اليوم اخذ وبك اعطي الاخذ عقوبة والعطاء اثابة ثم قرأ قوله تعالى سامدين فلا يقبل منه الحديث في اسناده مقال فقد ظعفه جماعات من اهل العلم و معناه - 00:20:50
فيما يظهر والله اعلم بيان منزلة التوحيد عند الله عز وجل فالاسلام هنا المقصود به التوحيد اخلاص العمل لله افراد الله بالعبادة فهذا اعلى ما يكون من العمل وليس المقصود بالاسلام هنا - 00:21:26
ما يشمل الاعمال لان الصلاة من الاسلام والصدقة من الاسلام والصوم من الاسلام وسائر الاعمال الصالحة من الاسلام لكن لما جاء ذكر الاسلام مع هذه الاعمال علم ان المراد بالاسلام هنا - 00:21:51
التوحيد اخلاص العمل لله ويشهد لهذا حديث عبد الله بن عمرو في قصة صاحب البطاقة الذي يأتي يوم القيامة بتسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر سيئات يؤتى ببطاقة توضع السجلات في في كفة والبطاقة في كفة فتطيش تلك السجلات البطاقة ليس فيها الا لا اله الا الله التوحيد - 00:22:12
سيكون معنى قوله انك فيقول بك اليوم اخذ وبك اعطي اي بتمام الاخلاص لله وكماله وافراده بالعبادة جل في علاه. ثم قال وفي الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا - 00:22:49
اي شأننا والامر هنا هو امره الديني وهو ما جاء به من العبادة فهو رد مردود. هذا اذا كان في مفردات الاعمال فكيف في اصله من جاء بشيء من الاعمال - 00:23:12
ليس عليه عمله صلى الله عليه وسلم يتعبد به لله فهو رد اي غير مقبول. فكيف بمن ترك كل ما جاء به وجاء بدين اخر غير دينه واولى بايش بالرد يستدل بهذا على رد المحدثات - 00:23:33
ودلالته على رد ما سوى دين الاسلام من باب او لا نعم ننتقل للذي يليه في نهاية المجلس ان شاء الله قال رحمه الله باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه وقول الله - 00:23:52
الا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. الاية روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من - 00:24:11
التوراة فقال امتهوقون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا واتبعتموه تركتموني ضللتم. وفي رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. فقال عمر رضيت بالله ربا وبالاسلام - 00:24:26
وبمحمد نبيا هذي الترجمة بيان الاكتفاء بما جاء في دين الاسلام بما جاء به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عما سواه. وان الكتاب والسنة يكفيان كل احد في تحقيق تمام العبودية لله عز وجل - 00:24:46
اعتقادا وعملا قال باب وجوب الاستغناء اي ثبوت الاستغناء واقعا وتكليفا ومعنى الاستغناء اي الاكتفاء والمقصود به حصول الغنى والغنى مرتبة من المنازل يكون فيها الانسان لا حاجة به لغيره - 00:25:14
فالغني هو الذي لا يحتاج لمن سواه لحصوله على مطلوبه ومراده اصولا يغني يكفي وهذا يكون في الامور المادية الحسية وفي الامور المعنوية. وهنا الاكتفاء بالاسلام وبما جاء في به سيد الانام - 00:25:55
هسا من الاكتفاء المعنوي الغناء المعنوي والغنى الحقيقي هو الغنى المعنوي لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرب وانما الغنى غنى النفس فاغتناء المسلم بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو اكتفاءه عن كل ما سواه - 00:26:20
من الاديان والكتب وسائر ما في ايدي الناس مما يتدينون به والاستغناء هنا بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه بمتابعة الكتاب اي ب لزوم الكتاب والسير عليه اعتقادا وعملا. فالمتابعة تكون في الاعتقاد وتكون في العمل. والكتاب المقصود به القرآن. وقوله عن كل ما سواه يعني - 00:26:42
عن كل ما في ايدي الناس من الكتب سواء كانت من كتب المرسلين والوحي السابق او كان ذلك من مما في ايدي الناس مما يتعبدون به واستدل لذلك اية وحديث. اما الاية قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء - 00:27:20
فامتن الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المنة العظيمة وهو انزال الكتاب عليه والكتاب هو القرآن وبين ان هذا الكتاب لم يترك شيئا الا بينه تبيانا لكل شيء. تبيانا لكل شيء اي توضيحا - 00:27:47
واظهارا تجرية لكل شيء وقوله لكل شيء الشيء هنا يقصد به كل ما يحتاجه الناس في معرفة ربهم وطريق الوصول اليه لا يقال لم يأتي بيان كثير من الامور الدنيوية في القرآن بالنص - 00:28:08
فلم يأتي مثلا ما يتعلق بالمناخ ما يتعلق اه التاريخ تاريخ الامم السابقة بالتفصيل قوله تعالى تبيانا لكل شيء اي مما يتعلق بمعرفة الله والعلم به وبما يتعلق بالطريق الموصل اليه - 00:28:38
من من الشرائع والعبادات وبيانه لذلك اما بيانا مفصلا واما بيانا مجملا وكلاهما يصدق عليه ان القرآن تبيال لكل شيء فمثلا الصلاة جاء بيانها في القرآن مجملا واما تفصيل صفتها - 00:29:01
فجاءت في السنة وهي في القرآن. لان القرآن قد قال ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فالقرآن تبيان لكل شيء - 00:29:34
لكن منه ما جاء بيانه الاجمال وتكفل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم تكميل بيانه وايضاحه. وقد جعل الله تعالى لرسوله تبيان الذكر كما قال تعالى وانزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم - 00:29:47
فهو تبيان والنبي صلى الله عليه وسلم مبين لما اجمل بيانه في القرآن وبهذا يستغني الانسان عما سواه فالقرآن بيان كل شيء وما بين فيه اجمالا جاء بسطه وبيانه في القرآن في السنة تفصيلا - 00:30:10
ثم ذكر حديث آآ عمر رضي الله عنه الحديث الذي فيه خبر عمر رضي الله تعالى عنه قال روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ورقة وهذا من حديث جابر - 00:30:34
لكن آآ ليس في النسائي في النسخ الموجودة بايدي الناس انما في المسند وغيره في يد عمر ورقة من التوراة. والتوراة اجل الكتب المنزلة على المرسلين بعد القرآن ولذلك يقرن الله تعالى ذكر التوراة بالقرآن كثيرا - 00:30:53
فهو اجل الكتب المنزلة على المرسلين بعد القرآن فكان في يده ورقة من التوراة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم امتهوكون يا ابن الخطاب وهذا استفهام وانكار فقال له امتهوكون - 00:31:16
والتهوك والتحير وعدم الاهتداء والتردد فقولها متهوكون اي امتحيرون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية. والمقصود التحير في طلب الهداية من غير ما جاء به صلى الله عليه وسلم. ولهذا - 00:31:42
انكر عليه ثم قال لقد جئتكم بها اي بالهداية ودين الحق بيضاء نقية بيضاء في هدايتها نقية من كل الشوائب فلا يشوبها شيء ثم لتقرير تمام وكمال ما جاء به وانه مغن عن كل شيء - 00:32:05
في ايدي الناس من كتب المرسلين السابقين قال لو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ظللتم وفي الرواية الاخرى لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي فدل هذا على ان ما جاء به - 00:32:36
ناسخ لكل ما تقدم من الوحي وانه كاف عن كل ما تقدم وانه لا حاجة باحد الى غير ما جاء به صلى الله عليه وسلم وهذا مقرر للترجمة التي ذكرها المؤلف رحمه الله في قوله - 00:32:59
باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه وما جاء من الاذن بالتحديث عن بني اسرائيل ليس لاجل طلب الهداية انما لمعرفة ما عندهم في قوله صلى الله عليه وسلم - 00:33:24
حدثوا بلغوا عني ولو اية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج فامر بالبلاغ عنه لانه الكافي الهادي الدال على العلم النافع والعمل الصالح واذن بالحديث عن غيره من احاديث بني اسرائيل - 00:33:42
لكنه قال لا حرج اي لا مؤاخذة ولم يأمر بذلك لانه ما جاء لان ما جاء به كاف عما سواه نستكمل ان شاء الله تعالى في يوم غد - 00:34:05
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنصل ما كنا قد شرعنا فيه من القراءة في كتاب فضل الاسلام - 00:00:00
ليه الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب طيب الله ثراه وعلى في الجنان منزلته اللهم امين كنا قد وقفنا في القراءة على باب تفسير الاسلام وقرأنا اول الباب اقرأ ما ما وقفنا عليه - 00:00:16
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. وبعد فقال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه فضل الاسلام - 00:00:43
في باب تفسير الاسلام قال وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وعن بهزي بن حكيم عن ابيه عن جده انه سأل - 00:00:56
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المكتوبة تؤدي الزكاة المفروضة. رواه احمد وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله - 00:01:08
ويسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان. قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت تقدم قول المصنف رحمه الله باب تفسير الاسلام اي بيانه وكشف معناه - 00:01:32
قلنا ان الاسلام في الجملة ينقسم الى قسمين اسلام كوني قدري واسلام شرعي ديني اما الاول فهذا الذي ذكره الله تعالى لجميع من في السماوات والارض. في قوله وله اسلم من في السماوات والارض - 00:01:54
واما الاسلام الشرعي فله معنيان معنى عام تتفق فيه جميع الرسالات ومعنى خاص وهو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. خاتم النبيين وسيد المرسلين المعنى العام هو افراد الله بالعبادة التوحيد - 00:02:17
واما المعنى الخاص في الاسلام الشرعي فهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة وعملا. المؤلف فسر الاسلام الخاص ابتداء ذكر معناه العام في قوله فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله - 00:02:40
واسلام الوجه لله هو باخلاص القصد له وصدق التوجه اليه والانقياد لامره فالاسلام اسلام الوجه يتضمن الاخلاص والانقياد. الاخلاص لله بالعبادة والانقياد له بالطاعة ثم ذكر جملة من الاحاديث في تفسير الاسلام وهي احاديث متنوعة اولها حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه الذي - 00:03:02
قال فيه صلى الله عليه واله وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وهذا قال فيه المؤلف متفق عليه وهو في الحقيقة في صحيح الامام مسلم في قصة مجيء جبريل - 00:03:33
وسؤاله عن الاسلام والايمان والاحسان. قال في الاسلام اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت - 00:03:46
ان استطعت اليه سبيلا وهو معنى الحديث الذي في الصحيحين من حديث ابن عمر قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان - 00:04:04
هذا بيان للاسلام بذكر اركانه التي لا يقوم الا بها ولا يصح الا بها ثم ساق حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده قال وفيه يعني في الصحيحين عن ابي هريرة مرفوعا وهو فيهما من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه. واما حديث ابي هريرة فانه في غير الصحيحين في المسند والسنن - 00:04:25
قال صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا تفسير للاسلام بانه كفوا اذى كف الاذى عن الناس قولا وعملا. كف الاذى عن الناس قولا وعملا. لذلك قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه - 00:05:03
في وادي سالم فلم يصلهم منه اذى بان كف اذاه عنهم قولا من لسانه وعملا من يده وهذا بيان ان الاسلام لا يقتصر على ما تقدم بيانه في حديث عبد الله ابن عمر - 00:05:29
بل هو اوسع من ذلك فكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الاوامر والنواهي والشرائع والفرائض هو من دين الاسلام ويفسر النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام في موضع بشيء ويبينه في موضع اخر بشيء - 00:05:50
اخر والجميع يستفاد منه معنى الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله المسلم المسلم هنا الالف واللام لبيان الكمال في استحقاق هذا الوصف فالكمال في استحقاق هذا الوصف هو لمن اتصف بهذا الوصف المذكور من سلم المسلمون من لسانه ويده يعني المسلم الكامل هو من سلم - 00:06:11
من لسانه ويده ثم قال والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه والمهاجر وهي منزلة رفيعة في الشريعة الاسلامية وهي الهجرة لله ولرسوله يدركها من هجر ما نهى الله تعالى عنه. اي من ترك ما حرمه الله تعالى عليه - 00:06:41
وغادر ما نهي عنه. قال وعن بهزي بن حكيم عن ابيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الاسلام ان تسلم قلبك وان تولي وجهك وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروظة - 00:07:04
فذكر في هذا الحديث الاسلام ظاهرا وباطنا. فالاسلام يطلق على الظاهر على عمل الظاهر وعلى عمل الباطن الاسلام يطلق ويصدق على عمل الظاهر وعمل الباطن واذا اقترن معه الايمان كان الاسلام مختصا باعمال الجوارح - 00:07:26
لكن عندما ينفرد الاسلام بالذكر فانه يشمل الاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة وهو ما في هذا الحديث حديث بهز بن حكيم عن ابيه عن جده لما لما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام قال ان تسلم قلبك وان تولي وجهك الى الله - 00:07:52
ان تسلم قلبك بان يخلص لله عز وجل محبة وتعظيما. فلا يكون فيه سواه وان تولي وجهك الى الله تولية الوجه لله تطلق على الاخلاص له. وهذا ثمرة تسليم القلب - 00:08:18
وهذا ثمرة تسليم القلب فهذان العملان كلاهما عمل قلبي. وان كان تولية الوجه قد يظهر منها انها عمل في الظاهر لكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان تولية الوجه المقصود به هنا القصد - 00:08:41
والارادة فاينما تولوا فثم وجه الله اي قصده و ما يرضيه وما يطلب لاجله سبحانه وبحمده فقوله وانت وان تولي وجهك الى الله اي فلا تقصد سواه ولا تلتفت الى غيره - 00:08:59
وهذا ثمرة سلامة القلب الذي افاده قوله ان تسلم قلبك. ثم ذكر عملين من اعمال الجوارح وهما الصلاة والزكاة وقد دل عليهما الاحاديث الاخرى التي فيها بيان الاسلام. فقوله صلى الله عليه وسلم بعد ذكر هاتين الخصلتين ان تسلم قلبك لله - 00:09:21
وان تولي وجهك الى الله؟ قال وان تصلي الصلاة المكتوبة وهي الفرائض الخمس والجمعة وتؤدي الزكاة المفروضة التي فرضها الله تعالى في اه في الاموال الحق الذي فرضه الله تعالى في الاموال - 00:09:46
قد تكلم بعض اهل العلم في هذا الحديث لكن معناه ثابت من نصوص كثيرة فلا يظر ان يكون الحديث في فيه شيء من المقال فيصح في مثل هذا ان يستدل بالحديث لانه لا يستقل بالدلالة على المعنى - 00:10:03
لا يستقر اذا كان الحديث لا يستقل بالدلالة على المعنى الذي تظمنه فان عمل اهل العلم جار على الاستدلال به وان كان ضعيفا لانه مما تشهد له النصوص قال رحمه الله بعد ذلك - 00:10:21
آآ في الحديث الدليل الخامس الذي استدل به لتفسير الاسلام قال وعن ابي وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله وهذا - 00:10:38
لحديث بهز ابن حكيم وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك. وهذا موافق لحديث عبد الله بن عمرو وابي هريرة قال بعد ذلك اي الاسلام افضل؟ شف انظر هنا عرف الاسلام بعمل قلبي - 00:10:58
وعمل في الجوارح اما العمل القلبي فهو الاخلاص واما عمل الجوارح فهو الامساك عن الشر. وهذا اقل مراتب الاسلام اقل مراتب الاسلام ان تكف شرك عن الناس. ان ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك - 00:11:21
قال اي الاسلام افضل؟ لما سأله لما لما اجابه عن الاسلام سأله عن افضل الاسلام قال الايمان بالله وهنا ايمان اخص من الاسلام اذ انه فسره لما قال له وما الايمان بالله؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والبعث بعد الموت. فهنا الايمان - 00:11:42
قص الاعمال القلبية. الاعمال الباطنة وهذا نظير حديث عبد الله ابن عمر في قصة مجيء جبريل قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان - 00:12:09
حج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره تعريفه صلى الله عليه وسلم للاسلام بالخصال الخمس بالاركان الخمس هو - 00:12:24
بيان لاعمال الظاهر اعمال الجوارح قولا وعملا فعلا وتركا وتعريفه للايمان بانه الايمان بالله وملائكته الى اخره بيان ان الايمان هو عمل القلب عمل الباطل لان الايمان هو اقرار القلب المستلزم للاذعان والقبول - 00:12:44
وهنا بين ان الاسلام بمفهومه العام يشتمل على الايمان حيث قال وما افظل الايمان؟ قال ان تؤمن بالله الى اخره وبه يعلم ان اعمال القلوب افضل من اعمال الجوارح عمل القلب لا يجوز تخلفه بالكلية - 00:13:12
بخلاف اعمال الجوارح قد تتخلف لعذر اما اكراه او عجز او غير ذلك لكن عمل قد لا يمكن ان يتخلف ولذلك كانت اعمال القلوب اهم وهي من الاسلام وبه يعلم ان الاسلام - 00:13:31
اركان وواجبات ومستحبات ظاهر وباطن هذا تعريف الاسلام وتفسيره بمعناه الذي دلت عليه هذه النصوص نعم قال رحمه الله باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:13:49
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب ربي انا الصلاة فيقول انك على خير. ثم تجيء الصدقة فتقول يا رب انا الصدقة - 00:14:11
فيقول انك على خير. ثم يجيء الصيام فيقول يا ربي انا الصيام. فيقول انك على خير ثم تجيء الاعمال على ذلك فيقول انك على خير. ثم يجيء الاسلام فيقول يا رب انت السلام وانا الاسلام - 00:14:29
فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. رواه احمد وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد - 00:14:48
رواه احمد قوله رحمه الله في ترجمة هذا الباب باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلا يقبل منه. فترجم للباب بالاية ومقصوده بيان بطلان ما سوى دين الاسلام الذي تقدم - 00:15:13
ايضاحه بيان فضله وحقيقته ووجوبه والوجوب قرر هذا المعنى لكن مزيد ايضاح انه لا يتم الاسلام الا باعتقاد بطلان ما سواه مقصود هذا الباب بيان انه لا يتم اسلام احد حتى - 00:15:33
يعتقد بطلان ما سواه كما قال الله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فلا يتم ايمان فلا يتم اسلام احد الا بان يجمع بين هذا هذان الامرين. بين هذين الامرين ان يعتقد - 00:15:59
ما جاء به الاسلام وان يعتقد بطلان ما سواه من الاديان و دليل ذلك قوله ومن يبتغي ان يطلب اعتقادا او عملا غير الاسلام دينا اي يتعبد به في الاعتقاد او في العمل فلن يقبل منه. وعدم القبول دليل على عدم الرضا - 00:16:20
كما قال الله تعالى ان الله لا يرضى لعباده الكفر فالله تعالى لا يرضى لعباده الكفر الكفر فلا يقبله. وهذا معنى عدم القبول فلا يجزي عليه ولا ينجي اصحابه و - 00:16:47
ساق المؤلف في هذا الباب حديثين بعد الاية لكن قبل ان نمضي في ما ذكر من النصوص قوله قوله قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه يشمل كل دين - 00:17:08
من سوى دين الاسلام والاديان سوى دين الاسلام نوعان النوع الاول دين اهل الشرك والكفر دين دين اهل الشرك وهم عباد الاوثان وهؤلاء دينهم باطل بدلالة الكتاب والسنة واجماع علماء الامة وبطلان وبطلان دينهم في جميع الشرائع والمدن - 00:17:31
فان جميع ما من بعث الله من الرسل كانوا يدعون الى التوحيد وينهون عن الشرك ويبينون بطلانه هذا النوع الاول من الدين الذي يدخل في قوله ومن يبتغي الاسلام دينا - 00:18:14
دين اهل الشرك دين المشركين. الثاني ما سوى الشرك وهو دين الامم السابقة دين الامم السابقة من اتباع الانبياء فهؤلاء دينهم في وقت رسالات انبيائهم مقبول لكنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:30
لا يقبل منهم غير الاسلام لقول الله عز وجل لقول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه والاسلام هنا هو الاسلام الخاص الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا - 00:18:59
ويدل له ايضا ما في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا كان من اصحاب النار - 00:19:23
فهذا دليل ان ما سوى دين الاسلام من الاديان السابقة التي كانت تتبع الانبياء لا يقبلها الله عز وجل بعد دين الاسلام بعد بعثة سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه - 00:19:39
ذكر المؤلف بعد ذلك حديثين الحديث الاول حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب انا الصلاة فيقول انك على خير ثم تجيء الصدقة فتقول يا ربي انا الصدقة فيقول انك على خير ثم يجيء - 00:20:01
قيام فيقول فيقول يا ربي انا الصيام فيقول انك على خير ثم تأتي الاعمال على ذلك يعني بقية الاعمال الصالحة فيقول انك على خير ثم يجيء الاسلام فيقول يا ربي - 00:20:19
فانت السلام وانا الاسلام فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي قال الله تعالى ومن يبتغي الاسلام دينا فلن يقبل من وهو في الاخرة من الخاسرين وجه الدلالة في هذا الحديث - 00:20:33
قوله بك اليوم اخذ وبك اعطي الاخذ عقوبة والعطاء اثابة ثم قرأ قوله تعالى سامدين فلا يقبل منه الحديث في اسناده مقال فقد ظعفه جماعات من اهل العلم و معناه - 00:20:50
فيما يظهر والله اعلم بيان منزلة التوحيد عند الله عز وجل فالاسلام هنا المقصود به التوحيد اخلاص العمل لله افراد الله بالعبادة فهذا اعلى ما يكون من العمل وليس المقصود بالاسلام هنا - 00:21:26
ما يشمل الاعمال لان الصلاة من الاسلام والصدقة من الاسلام والصوم من الاسلام وسائر الاعمال الصالحة من الاسلام لكن لما جاء ذكر الاسلام مع هذه الاعمال علم ان المراد بالاسلام هنا - 00:21:51
التوحيد اخلاص العمل لله ويشهد لهذا حديث عبد الله بن عمرو في قصة صاحب البطاقة الذي يأتي يوم القيامة بتسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر سيئات يؤتى ببطاقة توضع السجلات في في كفة والبطاقة في كفة فتطيش تلك السجلات البطاقة ليس فيها الا لا اله الا الله التوحيد - 00:22:12
سيكون معنى قوله انك فيقول بك اليوم اخذ وبك اعطي اي بتمام الاخلاص لله وكماله وافراده بالعبادة جل في علاه. ثم قال وفي الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا - 00:22:49
اي شأننا والامر هنا هو امره الديني وهو ما جاء به من العبادة فهو رد مردود. هذا اذا كان في مفردات الاعمال فكيف في اصله من جاء بشيء من الاعمال - 00:23:12
ليس عليه عمله صلى الله عليه وسلم يتعبد به لله فهو رد اي غير مقبول. فكيف بمن ترك كل ما جاء به وجاء بدين اخر غير دينه واولى بايش بالرد يستدل بهذا على رد المحدثات - 00:23:33
ودلالته على رد ما سوى دين الاسلام من باب او لا نعم ننتقل للذي يليه في نهاية المجلس ان شاء الله قال رحمه الله باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه وقول الله - 00:23:52
الا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. الاية روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من - 00:24:11
التوراة فقال امتهوقون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا واتبعتموه تركتموني ضللتم. وفي رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. فقال عمر رضيت بالله ربا وبالاسلام - 00:24:26
وبمحمد نبيا هذي الترجمة بيان الاكتفاء بما جاء في دين الاسلام بما جاء به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عما سواه. وان الكتاب والسنة يكفيان كل احد في تحقيق تمام العبودية لله عز وجل - 00:24:46
اعتقادا وعملا قال باب وجوب الاستغناء اي ثبوت الاستغناء واقعا وتكليفا ومعنى الاستغناء اي الاكتفاء والمقصود به حصول الغنى والغنى مرتبة من المنازل يكون فيها الانسان لا حاجة به لغيره - 00:25:14
فالغني هو الذي لا يحتاج لمن سواه لحصوله على مطلوبه ومراده اصولا يغني يكفي وهذا يكون في الامور المادية الحسية وفي الامور المعنوية. وهنا الاكتفاء بالاسلام وبما جاء في به سيد الانام - 00:25:55
هسا من الاكتفاء المعنوي الغناء المعنوي والغنى الحقيقي هو الغنى المعنوي لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرب وانما الغنى غنى النفس فاغتناء المسلم بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو اكتفاءه عن كل ما سواه - 00:26:20
من الاديان والكتب وسائر ما في ايدي الناس مما يتدينون به والاستغناء هنا بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه بمتابعة الكتاب اي ب لزوم الكتاب والسير عليه اعتقادا وعملا. فالمتابعة تكون في الاعتقاد وتكون في العمل. والكتاب المقصود به القرآن. وقوله عن كل ما سواه يعني - 00:26:42
عن كل ما في ايدي الناس من الكتب سواء كانت من كتب المرسلين والوحي السابق او كان ذلك من مما في ايدي الناس مما يتعبدون به واستدل لذلك اية وحديث. اما الاية قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء - 00:27:20
فامتن الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المنة العظيمة وهو انزال الكتاب عليه والكتاب هو القرآن وبين ان هذا الكتاب لم يترك شيئا الا بينه تبيانا لكل شيء. تبيانا لكل شيء اي توضيحا - 00:27:47
واظهارا تجرية لكل شيء وقوله لكل شيء الشيء هنا يقصد به كل ما يحتاجه الناس في معرفة ربهم وطريق الوصول اليه لا يقال لم يأتي بيان كثير من الامور الدنيوية في القرآن بالنص - 00:28:08
فلم يأتي مثلا ما يتعلق بالمناخ ما يتعلق اه التاريخ تاريخ الامم السابقة بالتفصيل قوله تعالى تبيانا لكل شيء اي مما يتعلق بمعرفة الله والعلم به وبما يتعلق بالطريق الموصل اليه - 00:28:38
من من الشرائع والعبادات وبيانه لذلك اما بيانا مفصلا واما بيانا مجملا وكلاهما يصدق عليه ان القرآن تبيال لكل شيء فمثلا الصلاة جاء بيانها في القرآن مجملا واما تفصيل صفتها - 00:29:01
فجاءت في السنة وهي في القرآن. لان القرآن قد قال ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فالقرآن تبيان لكل شيء - 00:29:34
لكن منه ما جاء بيانه الاجمال وتكفل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم تكميل بيانه وايضاحه. وقد جعل الله تعالى لرسوله تبيان الذكر كما قال تعالى وانزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم - 00:29:47
فهو تبيان والنبي صلى الله عليه وسلم مبين لما اجمل بيانه في القرآن وبهذا يستغني الانسان عما سواه فالقرآن بيان كل شيء وما بين فيه اجمالا جاء بسطه وبيانه في القرآن في السنة تفصيلا - 00:30:10
ثم ذكر حديث آآ عمر رضي الله عنه الحديث الذي فيه خبر عمر رضي الله تعالى عنه قال روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ورقة وهذا من حديث جابر - 00:30:34
لكن آآ ليس في النسائي في النسخ الموجودة بايدي الناس انما في المسند وغيره في يد عمر ورقة من التوراة. والتوراة اجل الكتب المنزلة على المرسلين بعد القرآن ولذلك يقرن الله تعالى ذكر التوراة بالقرآن كثيرا - 00:30:53
فهو اجل الكتب المنزلة على المرسلين بعد القرآن فكان في يده ورقة من التوراة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم امتهوكون يا ابن الخطاب وهذا استفهام وانكار فقال له امتهوكون - 00:31:16
والتهوك والتحير وعدم الاهتداء والتردد فقولها متهوكون اي امتحيرون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية. والمقصود التحير في طلب الهداية من غير ما جاء به صلى الله عليه وسلم. ولهذا - 00:31:42
انكر عليه ثم قال لقد جئتكم بها اي بالهداية ودين الحق بيضاء نقية بيضاء في هدايتها نقية من كل الشوائب فلا يشوبها شيء ثم لتقرير تمام وكمال ما جاء به وانه مغن عن كل شيء - 00:32:05
في ايدي الناس من كتب المرسلين السابقين قال لو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ظللتم وفي الرواية الاخرى لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي فدل هذا على ان ما جاء به - 00:32:36
ناسخ لكل ما تقدم من الوحي وانه كاف عن كل ما تقدم وانه لا حاجة باحد الى غير ما جاء به صلى الله عليه وسلم وهذا مقرر للترجمة التي ذكرها المؤلف رحمه الله في قوله - 00:32:59
باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه وما جاء من الاذن بالتحديث عن بني اسرائيل ليس لاجل طلب الهداية انما لمعرفة ما عندهم في قوله صلى الله عليه وسلم - 00:33:24
حدثوا بلغوا عني ولو اية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج فامر بالبلاغ عنه لانه الكافي الهادي الدال على العلم النافع والعمل الصالح واذن بالحديث عن غيره من احاديث بني اسرائيل - 00:33:42
لكنه قال لا حرج اي لا مؤاخذة ولم يأمر بذلك لانه ما جاء لان ما جاء به كاف عما سواه نستكمل ان شاء الله تعالى في يوم غد - 00:34:05