الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله - 00:00:00
تخيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان مما تتشوف اليه نفوس بني ادم وتشتغل به كثيرا - 00:00:19
معرفة ما يكون في قادم الايام وهذا الهم هم مستمر مع الناس منذ سالف الزمان فان النفوس ترنو وتهفو الى معرفة ما يكون في مستقبل الوقائع والحوادث وقد اغلق الله تعالى - 00:00:49
على الناس الطرق التي يعرفون بها ما يكون في مستقبل الايام والحوادث رحمة بهم واختبارا لهم فهذا سيد ولد ادم يقول جل يقول عنه جل في علاه امرا اياه بالبلاغ - 00:01:19
قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء فليس ثمة قدرة لاحد من الناس ان يعرف ما يكون في قادم الايام وما يجري من حوادث من من حوادث الزمان في المستقبل - 00:01:40
الا من طريق الوحي الذي هو الطريق الاوثق والطريق الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه لمعرفة ما يكون في مستقبل الايام و ما يأتي من حوادث الزمان - 00:02:00
ولذلك اغلق الله تعالى ما يتصل بمعرفة الغيب الا من طريق ما يوحيه جل في علاه لرسله. ومن شاء الله تعالى ان يعلمهم بما يكونوا من الحوادث. فيما تستقبل من الزمان - 00:02:20
عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا - 00:02:43
ونفى علم الغيب عن كل من في السماء والارض سواه جل في علاه قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون. فكل من رام معرفة ما يأتي به الزمان من الحوادث والحدثان. والوقائع - 00:02:59
ما يكون من احوال الزمان كل من طلب ذلك من غير الوحي فانما يطلبه من طريق موهوب قد يكون مبنيا على حدس او توقع او غير ذلك لكنه لا يوثق به ولا يجزم به اذ كل من جزم - 00:03:19
بما يكون في المستقبل من غير وحي فانما يجزم بما هو وهم ويتبعوا ما هو ظن ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولذلك طرق عدة وسبل متعددة من طرق ذلك ووسائل معرفة ما يكون في المستقبل - 00:03:42
التخمين المستند الى حركات الحيوانات وهذا ما يعرف في لسان العرب بالطيرة بالطيرة هي محاولة معرفة ما يكون في مستقبل الزمان استنادا الى حركة الطيور والظباء ونحوها من الحيوان فيجعلون حركة هذه الحيوانات - 00:04:08
محلا التوقعات سواء كان ذلك فيما يحبون من مما يتفاعلون به ويتيامنون او كان ذلك مما يكرهون من التشاؤم وتوقع السوء والشر بناء على تلك الحركة ولهذا جاءت الشريعة بابطال هذا السبيل - 00:04:37
ونفيه والنهي عن اعتماده فيما يتعلق بوقائع الزمان وما يتصل بفعل الانسان المضي فيما يريد او في الانكفاف عما اراد فان الطيرة لا يستند اليها في شيء من ذلك وقد ذكر الامام محمد بن وهاب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله جملة من النصوص - 00:05:03
الوالدة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الامة في شأن الطيراء فجاءنا في هذا الباب جملة من النصوص في الكتاب والسنة والاثار لبيان بطلان الاستناد الى الطيرة فنقف على ذلك - 00:05:36
من خلال قراءتنا لهذا الباب ونبين ما جاء فيه نجيب ان شاء الله تعالى على ما يكون من الاسئلة في نهاية المجلس فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وان يسلك بنا سبيل الهدى والرشاد. وان - 00:05:55
يجنبنا الخطأ والزلل تم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء في التطير - 00:06:15
قول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقوله تعالى قالوا طائركم معكم ام عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:06:54
لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. زاد مسلم ولا نوء ولا غول ولهما عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة - 00:07:22
ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما. فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل - 00:07:52
اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت. ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا. الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا هو - 00:08:21
ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود والترمذي وصححه وبين ان اخره من قول ابن مسعود رضي الله عنه ولاحمد من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما من ردت الطيرة من حاجته - 00:08:48
قد اشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وله من حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنهما انما الطيرة ما امضى - 00:09:15
قول المؤلف رحمه الله باب ما جاء في الطيرة اي باب بيان ما جاء من النصوص في الكتاب والسنة واثار سلف الامة في شأن الطيرة وهي التطير فالطيرة اسم مصدر من التطير - 00:09:43
وهو التشاؤم بمرئي او مسموع او معلوم الطيرة هي تشاؤم اما بشيء يسمعه الانسان من الاصوات او بشيء يراه من الاحوال والاعمال او بشيء يعلمه فكل هذا بجميع صوره هو - 00:10:05
الطيرة التي جاءت النصوص بما فيها والتحذير منها فالتطير الذي نهى عنه الله ورسوله او ذمه الله ورسوله هو ما كان من التشاؤم الذي يقع في نفس الانسان استنادا الى - 00:10:31
سماع كان يسمع صوتا يكرهه فيقول سيقع لي سوء او سيقع لي شر او يرى شيئا يكرهه فيقول سيكون اليوم يوم سوء او او يوم شر او ستكون السفرة سفرة سوء او شر بناء - 00:10:53
على رؤية واقع او حدث وكذلك فيما يتعلق بالمعلوم بان يعلم علم لا يستند اليه فيبني عليه توقع يكون من شؤم ويمن ما ما يكون من خير ومن شر واصل الطيارة مأخوذ من حركة الطيور ولذلك سميت طيرا. لكن هذا لا يستقل بالطير بل العرب - 00:11:13
تتشاءم وتتيامن بحركات الطيور وبحركات امثالها من الحيوان كالظباع ونحوه وتتشائم ايضا باصوات الطيور واصوات الظباء لكن غلب ذلك في الطير ولذلك سمي التشاؤم تطيرا ويقابل التطير الفال. وهو طلب اليمن واليسر. وهو الاستبشار بما يكون من - 00:11:46
المبشرات واليمن اما ان يستند الى معنى صحيح فتقره الشريعة واما ان لا يستند الى معنى صحيح كان يستند مثلا الى حركة الطير او صوته او الحيوان هذا غير صحيح كما سيأتي بيانه وايظاحه وهو من جملة الطيران. فالطيرة في الجملة - 00:12:16
في اصل الاستعمال تطلق على التيامن والتشاؤم. ولهذا كان العرب يهيجون الطيور. فاذا طارت من اليمين الى اليسار استبشروا ومضوا في اعمالهم وقالوا سيكون خير من هذا العمل او من هذا السفرة او من هذا هذه التجارة ونحو ذلك - 00:12:41
واذا طارت من جهة اليسار من جهة اليمين الى اليسار تشاءموا وقالوا سيقع سوء او شر في هذا عمله في هذه السفرة او في هذه الحال وكلاهما مما نهت عنه الشريعة اذ ان حركة الطيور واصواتها وحركة الحيوانات واصواتها لا تدل على ما سيكون في - 00:13:01
من الايام وفي مستقبل الزمان من خير او شر. وسبب ذكر التطير في كتاب التوحيد ان الطيرة من الشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهي من كيد الشيطان الذي يلقيه في قلوب الناس ويخوفهم ويعدهم - 00:13:27
السوء والشر كما قال تعالى الشيطان يوعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا. وقد ذكر المؤلف رحمه الله ان الطير من عمل الناس منذ سالف الزمان فذكر ما - 00:13:47
حكاه الله تعالى من خبر قوم موسى عليه السلام معه حيث قال جل وعلا في رده على اليهود وعلى من تشاءم بموسى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. هذه الاية الكريمة ذكرها الله تعالى في قصة موسى عليه السلام مع فرعون وقومه حيث - 00:14:07
قال فرعون وقومه لموسى ومن من من معه قالوا ما يصيبنا من شر ما ينزل بنا من مكروه هو بسببكم. كما قال الله جل وعلا فاذا جاءتم فاذا جاءتهم الحسنة قالوا - 00:14:32
انا هذا يعني ان نزلت بهم النعمة وحل بهم ما يسرهم قالوا لنا هذا يعني نحن اصبنا بهذا وجاءنا هذا لاننا مستحقون له ونحن اهله. لكن ان اصابهم ما يكرهون قال جل وعلا وان تصبهم سيئة. يعني مصيبة او كارثة - 00:14:52
او نازلة او ما يسوؤهم يتطير بموسى ومن معه. اي يتشائمون بموسى ومن معه فبالنعم يضيفونها لانفسهم وفي المحبوبات في في المال والاهل والبلد ينسبونها لانفسهم ويقولون انما جاءتنا هذه النعم لاننا مستحق المستحقون لها ولان الله يحبنا ولاننا اصحاب منزلة ومكانة عنده - 00:15:12
واما اذا نزل بهم ما يكرهون من المصائب والبلايا تشاءموا بمن يتشائمون بهم من الخلق كما فعل في تشاؤمهم بموسى ومن معه عليه السلام. فيظيفون تلك المصائب والبلاء اليهم فيقولون هذه منكم وهي بسببكم - 00:15:42
فانكر الله تعالى عليهم وابطل كذبهم فقال جل في علاه مبطلا ذلك الا انما طائرهم اي الا انما شؤمهم ومصابهم وما نزل بهم من البلايا الا انما طائرهم عند الله اي بسبب من الله عز وجل وهو ما كانوا عليه من كفر وتكذيب. فما نزل بهم من المصائب - 00:16:04
ليس الا ما جنته ايديهم وما كسبته انفسهم. كما قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في نفس الدعوة لما زعم المشركون ما ينزل بهم من المصائب والحسنات قالوا قال تعالى ان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يعني مصيبة - 00:16:33
ومكروه يقول هذه من عندك هكذا قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم في ما ينزل به من الحوادث المحبوبة او الحوادث المكروهة. فكان اذا نزل بهم حادث يكرهونه اظافوه الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقالوا هذا بسببكم - 00:17:00
بسببك يا محمد وبسبب من امن بك فيتشاءمون به صلى الله عليه وسلم ومن معه. واذا نزل بهم ما يسرهم قالوا هذه من عند الله. فرد الله تعالى عليهم وابطل زعمهم وكذبهم واضافتهم المكروه الى النبي صلى الله عليه وسلم ومن امن به - 00:17:22
فقال قل كل من عند الله المصائب والنعم البلايا والعطايا كلاها من الله عز وجل. فقوله جل وعلا قل كل من عند الله هو معنى قوله في ردي على فرعون وقومه لما تشاءموا بموسى - 00:17:42
موسى وقومه الا انما طائرهم عند الله. يعني ذلك بسبب ما كان منهم من كفر. كما قال جل وعلا كل من عند الله اي كله من الله عز وجل بسبب ما كان منكم من كفر. هذا احد المعاني والمعنى الثاني ان الكل - 00:18:02
بتقدير الله عز وجل. فقوله الا انما طائرهم عند الله يعني شؤمهم الذي نزل بهم ومصابهم الذي حل بهم هو لله جل وعلا فالله عز وجل يجري على العباد من اقداره ما يصلح به احوالهم فيبتليهم بالسراء والضراء - 00:18:22
كما قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة فابطل الله تعالى اعتقادهم الفاسد ان المصائب بسبب النبي صلى الله عليه وسلم او بسبب موسى عليه السلام في قصة فرعون وقومه مع موسى عليه السلام. ومن المعاني في قوله تعالى الا انما طائرهم عند الله اي ان - 00:18:42
الكامل الحقيقي ليس ما نزل بهم من المصائب. فما نزل بهم من المصائب انما هو بعظ عقوبتهم العاجلة في الدنيا. واما التام الكامل في الاخرة عندما ينزل بهم العذاب الاليم ويحل بهم سخط رب العالمين. فهذا معنى قوله الا - 00:19:07
انما طائرهم اي شؤمهم التام الكامل عند الله عندما يرجعون اليه جل وعلا. والله عز وجل يجري على عباده من العقوبات في الدنيا ما ينبههم بها الى وجوب الرجوع الى الله عز وجل والانتفاف عن الخطأ - 00:19:27
مراجعة الصواب كما قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس لماذا؟ ليذيقهم بعض الذي عملوا فهو جزاء بعض اعمالهم. وما الفائدة من هذه الاذاقة؟ لعلهم يرجعون. اي الرجاء ان تفيق قلوبهم - 00:19:47
وان يستيقنوا ان هذه المصائب عقوبات معجلة لاجل ان يفيق هؤلاء ويرجعوا الى الجادة والهدى. فليس في شيء من اقدار الله الجارية على الخلق ظلم بل الله عز وجل لا يظلم الناس شيئا كما قال تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا وكما قال - 00:20:07
سبحانه وما ربك بظلام للعبيد؟ وكما قال جل وعلا وما وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. اما الحسنات التي تأتي العباد فهي محظوظ الله فهي محض فضل الله عز وجل. فكل نعمة يسوقها الله تعالى لعبده في سر او علن في خاصة او عامة - 00:20:31
انما هي انما هي انما هي محض فضله وامتناء وهي محض امتنانه جل في علاه لعباده ولذلك ينبغي المؤمن ان يرد كل ما يجري اليه من كل ما يجري عليه من الهبات والمصائب الى الله جل وعلا كما قال سبحانه قل كل من عند الله - 00:20:54
ولما كان نسبة الحسنات الى النفس والسيئات الى من يتشائم بهم من الخلق على خلاف سنن العلم وعلى خلاف طريق اهل البصيرة. قال الله تعالى في هؤلاء الذين اظافوا الى موسى وقومه ولكن اكثرهم لا يعلمون. فهذا عمل وصنيع الجاهلين. الذين لا يعلمون الحقائق ولا - 00:21:18
يدركون ولا يدركون الامور على ما هي عليه. من ان الله تعالى يجري على العبد الخير والشر النعمة والبلاء الحسنة والسيئة وهو في ذلك جل في علاه ينوع على عباده البلاء بالخير والشر ليتبين - 00:21:48
المؤمن من غيره والعباد كلهم في كل احوالهم في الدنيا وفي الاخرة بين امرين في شأن فعل الله عز وجل فضله جل في علاه واما عدله فلا ظلم في ما يكون من فعله جل في علاه. وما من شيء يقع الا بعلمه - 00:22:08
فكل شيء بقضاء وقدر كما قال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. الاية الثانية التي ذكرها الله التي ذكرها المؤلف رحمه الله في شأن الطيرة قوله جل وعلا قالوا طائركم عند الله. وذلك في خبر اصحاب - 00:22:28
قرية الذين ارسل الله تعالى اليهم جماعة من الرسل فجاءوا اليهم يدعونهم الى عبادة الله وحده لا شريك له فكان ان قال هؤلاء المجرمون برسلهم انا تطيرنا بكم. ما معنى انا تطيرنا بكم؟ يعني تشاءمنا بمجيئكم. وان مجيئكم - 00:22:48
بهذه الرسالة شؤم وشر وسبب للفساد والضر. هذا معنى قولهم لرسلهم انا تطيرنا بكم فبماذا اجابهم الله تعالى؟ ماذا بماذا؟ اجابت الرسل هؤلاء الذين تشاءموا هؤلاء المرسلين قال الله جل وعلا قالوا اي قالت الرسل لقومهم الذين ردوا رسالتهم بسبب هذه الطيرة وهذا التشاؤم - 00:23:08
قالوا طائركم معكم. طائركم معكم وانتبه ساق المؤلف هذه الاية ليمايز بينها وبين الاية السابقة. الاية الاية السابقة في الرد على فرعون وقومه لما تطيروا بموسى قال الله تعالى الا انما طائرهم عند الله. وهنا قال قال الرسل في رد في - 00:23:38
على قومهم قالوا طائركم معكم. هذا جواب الرسل لاصحاب القرية الذين خص الله تعالى نبأهم حيث قالوا لقوم المتطيرين المتشائمين بهم طائركم معكم. اي ان شؤمكم وما اصابكم من البلاء وما ينزل بكم - 00:24:04
مما تكرهون هو بسبب عملكم السيء ولا دخل لنا ولا لمجيئنا ولا لبعثتنا بشيء من السوء الذي يعرض وهذا لا يعارضنا مرت به الاية ما ما ذكره الله تعالى من نسبة من من جعل الطيرة عنده جل في علاه الا انما طائرهم عند الله اي - 00:24:24
بسببه جل وعلا وبتقديره سبحانه وتعالى عقوبة لهم يعلم وجه الجمع بين الايتين انه اذا اظيفت الطيرة الى الانسان فهي بسبب عمله. واذا اظيفت الى الرحمن فهي جزاء عمل الانسان - 00:24:44
فالطيرة تطلق على العمل وعلى جزائه. فقوله تعالى الا انما طائرهم عند الله هذه الاية اثبت الله تعالى الطيرة التي اظافها اليه واخبر بها انها عنده. والمقصود بها جزاء العمل. واما قوله جل وعلا طائركم - 00:25:05
وقالوا طائركم معكم اي شؤمكم بسببكم وهو ما يكون من سيء عملكم. الطيرة تطلق على العمل وجزاءه ودليل ان العمل يسمى طيرة او يسمى طائر ان العمل يسمى طائر قول الله تعالى وكل - 00:25:32
انسان الزمناه طائره في عنقه. هذا خبر من الله جل وعلا ان كل انسان يلزمه طائره يوم القيامة في عنقه وما معنى الطائر هنا؟ قال المفسرون العمل. يعني كل انسان يلزمه يوم القيامة ما يكون من عمله الذي تقدم - 00:25:52
عليه ورهن به كل نفس بما كسبت رهينة. وايضا كل انسان يوم القيامة ازى بعمله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. فقوله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اي عمله - 00:26:15
وجزاء عمله. فالطائر هنا يطلق على العمل ويطلق على الجزاء. فقولهم هنا في رد هؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام على هؤلاء المكذبين الذين تشاءموا رسالة هؤلاء ومجيئهم قالوا طائركم معكم اي شؤم - 00:26:37
عملكم هو بسببكم شؤم عملكم هو بسببكم فلا شؤم في ما يتعلق بالحوادث الا ما يكون من عمل الانسان فهو الذي به يحمد وهو الذي يذم هو الذي يجلب الخير للانسان بقدر الله عز وجل وهو الذي يدفع عنه الشر. خلاصة الامر انه لا - 00:26:57
لا يجوز لاحد ان يتشاءم ما يتشاءم به من الوقائع المسموعة او المرئية او المعلومة لان الشؤم الحقيقي هو في سوء عمل الانسان او ما يقدره الله تعالى له من الاقضية والاقدار التي لا علاقة - 00:27:19
لها بهذه المسموعات ولا بهذه المرئيات ولا بهذه المعلومات لما كان الامر على هذا النحو ذكر المؤلف رحمه الله جملة من النصوص الدالة على نفي هذا المعنى الباطل للطيران وهو ان الحوادث - 00:27:43
مرتبطة باصوات او مرتبطة بمرئيات او مرتبطة بمعلومات من اليمن والشؤم ومن الفأل والطيران ففي ما نقله المؤلف رحمه الله من الاحاديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله - 00:28:02
عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا سفر هكذا في الصحيحين وزاد مسلم ولا نوأى ولا غول هذا الحديث برواياته تضمن ستة منفيات تضمن ستة امور منفية. الامر الاول الذي نفته الذي الذي نفاه هذا الحديث في رواياته العدوى. قال لا - 00:28:22
عدوى والثاني الطيرة والثالث الهامة والرابع سفر والخامس النوم والسادس الغول قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا طيرة نفي قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة الى اخره نفي لهذه الامور. وقيل بل نهي عنها وليس نفيا. والصحيح انه نفي - 00:28:50
يتضمن معنى النهي عن اعتماد هذه الامور او الاستناد اليها ونقف على وجه الاختصار عند هذه المذكورات الستة لنبين معانيها فما المقصود مما جاء به النفي في الامور التي تضمنها حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى. العدوى ايها الاخوة هي انتقال المرض - 00:29:19
والداء من المريض الى الصحيح هذا هو معنى العدوى في كلام العرب. انتقال الداء او المرض من مريض الى صحيح من ممرظ الى مصح رسول الله صلى الله عليه وسلم نفى الطيرة. فقال لا نفى العدوى. فقال صلى الله عليه وسلم لا عدوى. وهذا نفي - 00:29:46
الداء بنفسه من مريظ الى مريظ اخر من مريظ الى مريظ اخر هذا النفي هل هو نفي له بالكلية؟ عن كل انتقال على اي وجه كان ام انه له معنى خاص - 00:30:13
الذي ذكرته في معنى قولي لا طيرة بالاتفاق انه نفي عنا عن ان ينتقل المرض من المريض الى الصحيح نفسه يعني دون تقدير الله عز وجل. وهذا لا يتنافى مع اثبات النبي صلى الله عليه وسلم لاثر لاثر العدوى - 00:30:32
في انتقال الامراض ففي الصحيحين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يورد ممرض على مصح فقال صلى الله عليه وسلم لا يوردن ممرض يعني صاحب مرض على مصح اي على صحيح في بدنه وذلك ان - 00:30:52
ورود المريض على الصحيح او العكس هو سبب للتأثر وانتقال المرض. فقوله لا يريدن لا يريدن ممرض على اي لا يأتي ممرظ على صحيح فيكون ذلك سببا لانتقال المرظ هذا لا يتعارظ مع ما تقدم من قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:31:10
لا لا عدوى ومثله ايضا ما في صحيح الامام البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فر من المجذوب فرار من الاسد وهذا يدل على ان الفرار من المجذوب وقاية لانتقال المرظ مما اقره النبي - 00:31:35
الله عليه وسلم بل امر به ولما كان من المحال ان يكون بين كلام سيد الورى تناقض وتعارض فان العلماء طلبوا الجمع بين ما نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اثبته. فلا يمكن ان ينفي ويثبت شيئا على - 00:31:55
وجه التعارض انما ما نفاه هو غير ما اثبته ما نفاه في قوله لا عدوى هو غير ما اثبته. وقد قيل في بيان ذلك عدة اقوال واقرب ما يقال في ما نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اثبت ان ما نفاه من العدوى هو ما - 00:32:15
كان يعتقد اهل الجاهلية من ان المرض ينتقل بذاته من ان المرض ينتقل بذاته فكان الجاهليون يعتقدون ان مجرد خلطة المريض كافية في انتقال المرظ دون الله وتقديره وهذا بالتأكيد - 00:32:38
اعتراض على ما يجب على ما يجب ان يعتقده المؤمن من انه ما من حركة ولا سكون في الكون الا بارادة الله وتقديره وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فما نفاه في قوله لا عدوى اي لا تنتقل العدوى كما كان يعتقد الجاهليون - 00:32:58
من ان المرض ينتقل بذاته ويصيب الانسان من غير تقدير الله عز وجل وارادته واما ما اثبت فهو ان هذه الامراض فيها من من فيها من التأثير ما يمكن ان ينتقل من مريظ الى مريظ باذن الله وتقديره. ولذلك قال - 00:33:18
الله عليه وسلم فر من المجذوب فرارك من الاسد. وقال لا يردن ممرض على مصح. فتبين بهذا ايها الاخوة ان ما نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ما اثبته. واما ثاني المذكورات في الحديث فهي ما - 00:33:42
صلى الله عليه وسلم من شأن الطيارة. حيث قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا طيرة. وهذا نفي للطيرة وهي التشاؤم بالشيء سواء كان مسموعا او كان مرئيا او كان معلوما وقد - 00:34:02
نفاه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذلك لما في الطيرة من سوء الظن بالله عز وجل واسناد اسناد القادم من الوقائع الى ما لا تأثير له وما لا - 00:34:21
ارتباط له بما يكون في المستقبل من شؤم او من يمن. ولذلك قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا طيرة اي لا تثبت الطيرة لا يتشائم بشيء مما يتشائم به الناس فانه لا خير الا من من قبل الله عز - 00:34:39
عز وجل ولا ضر الا من قبله جل في علاه. ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وسيأتي مزيد توضيح في شأن الطيرة فيما نستقبله ان شاء الله تعالى من الاحاديث التي ذكرها المصنف رحمه الله. اما قول ولا هامة فالهامة هي - 00:34:59
الطير الذي كان العرب يتشائمون به وهي البومة فالعرب كانوا اذا وقعت البومة على بيت او على محل تشاءموا بما يكون في هذا البيت او بما ينزل في ذلك اليوم على اهل هذا البيت - 00:35:17
فقول الهامة هي صورة من صور الطيرة فيكون هذا من باب ذكر الخاص بعد العام. فنفى الطيرة عموما وهي استناد الى حركات الطيور والحيوانات لمعرفة المستقبل والتشاؤم بذلك وذكر الهامة هو سورة من من الصور الشائعة المنتشرة بينهم. وقيل لا هام اي لا يصح ما كان يعتقده الجاهلية - 00:35:34
من ان روح الميت تخرج وتنتقل على صورة طير تطالب بدمه. اذا كان مقتولا هذا المعنى الثاني في معنى الهامة التي نفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ولا طيرا - 00:36:02
وفي قوله صلى الله عليه وسلم ولا هامة. اما رابع المذكورات في الحديث فهو قوله صلى الله عليه وسلم ولا صفر وسفر اما ان يكون الشهر المعروف من من شهور السنة الهجرية وهو ثاني الاشهر فقوله صلى الله عليه وسلم لا صبر نفي - 00:36:22
ما كان يفعله الجاهليون من النسيء تقديم شهر صفر على شهر محرم لاجل ان يقطعوا ما في محرم من التحريم كما قال الله تعالى انما النسيء زيادة في الكفر فكانوا يؤخرون المحرم - 00:36:43
شهرا ويقدمون سفر قبله لاجل ان يقع ما يأملونه وما يريدونه من الفساد والاعتداء والظلم الذي كانوا ينتهون عنه في الاشهر الحرم. وقيل ان سفر المنفي في قوله ولا صفر هو - 00:37:02
حية او مرض يصيب بطن الانسان فقوله لا صبر اي لا يصيب الانسان هذا المرض او تلك الحية التي يتأذى بها الا بقدر الله ومشيئته وارادته. خامس المنفيات في هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم ولا نوم والنوم - 00:37:22
وهو احد منازل القمر فان القمر ينزل منازل تسمى انواعا وهذه الانواع تسمى ابراجا وهي ثمانية وعشرون منزلا ينزلها القمر في وتنزلها الشمس في العام وهذه المنازل يجري الله تعالى في نزول القمر فيها ما يشاء مما - 00:37:42
جرت به العادة من الامطار ونحوها ولذلك لا يضاف المطر الى الانوار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه في حديث زيد ابن خالد الجهني لما مطروا في الحديبية - 00:38:06
السنة السادسة للهجرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه بعد ان فرغ من الصلاة يقول الله عز وجل اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. يعني انقسم العباد الى قسمين مؤمن بالله وكافر به. فاما من قال - 00:38:23
مطرنا اي نزل علينا هذا المطر بفظل الله ورحمته فذاك مؤمن بكافر بالكوكب. واما من قال مطر بنوء كذا وكذا اي بسبب البرج الفلاني او بسبب النوع الفلاني فذاك كافر اي كافر بالله مؤمن بالكوكب. وهذا معنى قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:38:43
ولا نوم. اما قوله ولا بقول تاء نفي الغول في هذا الحديث هو ما كان يعتقده الجاهليون من ان الجن والشياطين تخرج على الناس وتتمثل لهم وتلحقهم الاذى والضر دون ارادة الله عز وجل. فالعرب كانوا يعتقدون ان الغول نوع من الجن يتعرض لهم - 00:39:10
في الصحاري وفي الفلوات وتتغول اي تتلون عليهم وتتشكل فتظلهم وتوقعهم في المهالك. فنفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجن قدرتهم على ذلك دون اقدار الله تعالى وهذا ليس نفيا لاصل وجود الغول بل نفي - 00:39:36
ما كان يعتقده الجاهليون في شأن الغول وان لها من القدرة ما لا يجري عليه قدر الله عز وجل وارادته هذا ما يتصل بهذه المنفيات الستة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. والمقصود الشاهد من هذه المنفيات قوله صلى الله عليه وسلم ولا - 00:39:56
ولذلك عاد المؤلف رحمه الله ذكر شيء من الاحاديث المتصلة بالطيارة دون بقية المذكورات. فقوله صلى الله فقوله رحمه الله ولا هما اي للبخاري ومسلم عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيارة لا عدوى ولا طيارة تقدم معنى العدوى - 00:40:16
ولا طير اي لا تشاؤم بما يتشائم به الناس من المسموعات والمرئيات والمعلومات ثم قال ويعجبني الفأل هكذا قال الله عليه وسلم ويعجبني الفال اي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل فهو كالاستثناء مما تقدم - 00:40:36
لان الطير يا اخوان تطلق على التفاؤل وعلى التشاؤم تطلق على التيامن وعلى توقع السوء والشر من الفعل. فالطيرة تكون في طلب الفال وفي طلب الشؤم اي في توقع الفال وفي توقع الشؤم. لكن غلب استعمال الطيرة في توقع المكروه والفال في - 00:40:56
المحبوب فاذا توقع الانسان الفال المحبوب كان ذلك مما يعجب النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل يا رسول الله؟ لما استثنى النبي صلى الله عليه وسلم الفأل وهو ما يسر به الإنسان ويأنس - 00:41:26
من مجمل ما اخبر به من الطيرة المنهي عنها المكروهة قالوا وما الفأل والطيرة تشمل الفأل ولذلك سألوا عن المعنى المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم ويعجبني الفأل. ففي الصحيحين من حديث ابي - 00:41:48
رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طيرة وخيرها الفأل فدل ذلك على ان الفأل من جملة الطيرة في المعنى العام لكنها مختلفة عنه من حيث السبب فان الطيرة تستند الى - 00:42:10
ما لا مستند فيه من حركة طير او حيوان او اصوات الحيوانات او ما اشبه ذلك التي لا دلالة فيها بخلاف فان الفأل يستند الى كلمة طيبة تسر بها النفوس وتأنس بها ولذلك كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يعجبه الفأل وجعلها - 00:42:30
خير ما يكون من التوقع فيما يجري في حوادث الزمان المستقبلية كما في حديث عقبة بن عامر ذكرت الطيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل وهذا نظير ما في الصحيحين من حديث ابن من حديث ابي هريرة حيث قال لا طيرة - 00:42:54
غيرها الفأل وليعلم ان الفأل ايها الاخوة هو نوع من الاستبشار والتوقع للحسن استنادا الى سماع ما يسر من الكلمات اذا مستند الفاء هو كلمة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل وما الفأل؟ بعد ان قال يعجبني الفأل. قالوا وما الفأل يا رسول الله - 00:43:14
قال الكلمة الطيبة فالطيرة والفعل فالطيرة والفأل يكونون في يكونان في توقع الخير وفي توقع الشر في توقع ما يسر وفي توقع ما يسوء لكن الغالب في الطيرة تطلق على التشاؤم والفعل يطلق على التيامن - 00:43:42
لكن الفرق بين ما اقره الشارع من الفأل وما نهى عنه من الطيرة التي تتعلق بالتشاؤم ايضا والتيامن ان الفأل يستند الى كلمة طيبة الى امر الى امر محسوس من كلام مسموع فان الخارج الى شغله على سبيل المثال اذا اذا سمع كلمة تسره - 00:44:02
حال خروجه كان هذا مشجعا لنفسه محفزا له على الاقبال على ما ينفعه في دينه ودنياه. ولهذا كان النبي صلى الله عليه يعجبه اذا خرج لامر من الامور ان يسمع ما يسره من الكلمات كلمة ككلمة راشد او كلمة - 00:44:26
او كلمة نجيح او ما اشبه ذلك كما جاء ذلك عنه فيما جاء في السنن من حديث انس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله اله وسلم كان يعجبه اذا خرج لحاجته اي لحاجة من حوائجه سواء في بلده او خارج بلده ان يسمع يا راشد يا نجيب - 00:44:46
ونظيره ما رواه بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان لا يتطير من شيء وكان اذا بعث عاملا سأله عن اسمه فاذا اعجب اي فاذا اعجبه اسمه فرح وسر بذلك ورؤي ورؤي البشر في وجهه صلى الله عليه وسلم. وان كره اسمه رؤيا كراهية ذلك - 00:45:06
في وجهه ولكن لا يمنعه ذلك من المضي فيما قدره الله تعالى وشاءه من مما عزم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوقائع والحوادث. ولهذا في حديث عقبة ابن عامر لما قال لا طير وخيرها - 00:45:30
واحسنها الفال قال ولا تصدوا ولا تصدوا الطيرة ولا تصدوا مسلما اي ان الطير وهي التشاؤم لا يقوى تأثيرها على ان ترد مسلما. قال ولا ترد مسلما. يعني عندما يخرج الانسان يا اخوان لحاجة - 00:45:50
من الحوائج ثم يسمع صوتا يكرهه او يرى آآ منظرا يكرهه وقد يتوقع من هذا المنظر او من هذا المرأة والمشهد شيئا يكرهه فانه ينبغي له الا يرده ذلك عن حاجته. وترى هذا يا اخواني واقع في حياة الناس وهو - 00:46:10
تجد الشخص يذهب الى دائرة من الدوائر على سبيل المثال في قضاء معاملة من المعاملات فيجد موظفا قد يقع في نفسه كراهية هذا الموظف وانه المعاملة لن تنجح او لن تنتهي او ما اشبه ذلك هذا من الطيران - 00:46:31
هذا الذي وقع في نفسك من انك رأيت شيئا رأيت فلانا طبعا فلان ليس انه شخص معروف بالسوء وتعطيل المعاملات وما اشبه لا انما ما تعرفه بس رأيته ولا عجبك شكله او انه مثلا حصل لك تعثر في مسيرك تعطلت سيارتك او نحو ذلك قلت اوه اليوم يوم شر - 00:46:48
هذا هو الطيران التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم طيارات وهو الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم ولا ترد مسلما لا ترد مسلما هذه الامور التي تقع مما يكرهه الناس مما يتوقعون منه السوء من غير من غير ان يكون لها تأثير في السوء الذي سيقع - 00:47:08
هذي لا ترد مسلما لكن المؤمن يمضي في حاجته فاذا رأى ما يكره فعند ذلك يوكل امره الى الله ولذلك يقول فليقل المؤمن ليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت الحسنات كم حسنة وهي النعم والهبات والعطايا لا يأتي بالحسنات اي بالنعم والخيرات الا - 00:47:31
ولا يدفع السيئات السيئات جمع سيئة وهي المصائب. والنوازل المكروهة لا يدفع السيئات الا انت وهذا في تمام اليقين بانه لا يأتي الخير الا من الله جل وعلا. ولا يندفع عنك ما تكره الا بالله عز وجل - 00:47:55
اللهم لا اتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات اي المكروهات والمصائب الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. هذا ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن في وقوله عندما يبصر ويرى ما يكره من الحوادث والوقائع. فلا يستجيب لما يقع في نفسه من كراهية - 00:48:14
من كراهية شيء ان يتوقع منه سوءا او شرا بل يلزم المؤمن التوكل على الله عز وجل والثقة به والاعتماد اليه عليه وتفويض الامر اليه فالحسنات بجميع صورها وانواعها هي من الله جل وعلا وهو الذي يأتي بها. والسيئات بكل ما يمكن ان تنال الانسان في نفسه او في ما له او في اهله او في بلده - 00:48:37
انما هي بقدر الله عز وجل ولا يدفعها غيره جل في علاه فشؤمه وتشاؤمه لن يدفع عنه ما يكره واما الحديث الذي يليه فهو قوله في حديث عبد الله ابن مسعود الطيرة شرك الطيرة شرك. رسول الله صلى الله عليه - 00:49:06
يخبر بان الطيارة شرك. وهذا يحتمل ان يكون شركا اصغر او شركا اكبر باعتبار ما يقوم بقلب المتطير. فمن اعتقد ان الطير سبب للشؤم هذا شرك اصغر. ومن اعتقد ان الطير بذاتها تؤثر استقلالا عن الله عز وجل فتجلب النفع او تدفع - 00:49:25
فهذا شرك اكبر واما قوله صلى الله عليه واما قوله في الحديث وما منا الا ولكن ولكن الله يذهبه بالتوكل فهذا مدرج في كلامه في الحديث وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم على الراجح من قوله العلماء فقوله وما منا الا يعني وليس احد منا الا - 00:49:50
يقع في قلبه شيء من كراهية امر لاجل سماع شيء او لاجل رؤية شيء او لاجل العلم بشيء وهذه لمسموع او لمرء او لمعلوم ينبغي الا ترد مسلما كما تقدم قبل قليل في حديث انس - 00:50:13
رضي الله تعالى عنه ولا تردوا اي الطيرة مسلما. وكيف يسلم من هذا الواقع في نفسه من كراهية حدث من كراهية السماع صوت من من توقع السوء لاجل سماع صوت او آآ علم بشيء او رؤية شيء يرده بالتوكل ولذلك قال ولكن - 00:50:33
الله يذهبه يعني ما في نفسه من كراهية ما سمع او ما رأى او ما علم بالتوكل اي بتمام تفويض الامر الى الله عز وجل وليعلم ان التوكل اعظم ما يقابل به الانسان المكروهات. والتوكل ما هو يا اخوان؟ التوكل هو صدق - 00:50:53
الاعتماد على الله عز وجل في جلب النفع وفي دفع الضر. فاذا فوض العبد الامر الى الله عز وجل وصدق في ايمانه ويقينه انه لن يصيبه الا ما قضاه الله تعالى وقدره وانه لا يأتي بالحسنات - 00:51:15
النعم الا الله ولا يدفعها الا الله ولا يدفع السيئات الا الله عز وجل كان في تمام التفويض والركون الى الله والتعلق به في تحصيل ما يؤمل وفي دفع ما يكره. فالطيارة باب من ابواب الشرك - 00:51:35
في كونه الشيطان يلقي في قلب الانسان وساوس. ان هذه الافعال ان هذه الاحوال قد تكون سببا لما يكره او تكون موجدة لما يكره فيقع اما في شرك اصغر واما في شرك اكبر. وفي حديث عبد الله ابن عمرو - 00:51:51
الله تعالى عنه في المسند مزيد ايضاح حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك هنا يبين متى تكون الطيارة شركا عندما تردك عن حاجتك لاعتقاد انها سبب - 00:52:11
في حصول المكروه او الاعتقاد انها هي الموجدة للمكروه وقد وقعت في الشرك. سواء كان هذا شركا اكبر او كان هذا شركا قالوا يا رسول الله فما كفارة ذلك؟ يعني ما كفارة رجوع الانسان عما يريد من الاعمال - 00:52:28
بسبب التشاؤم بمسموع او بمرئي او بمعلوم ما الذي يكفر هذا الذي وقع في نفسه واستجاب له؟ قال ان يقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك - 00:52:48
وهذا فيه تفويض الامر الى الله واعتقاد وتمام اعتقاد ان الخيرات من قبله فهذا نظير ما تقدم في حديث انس اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت - 00:53:07
ولا حول ولا قوة الا بك. اذا الفاصل فيما يتعلق بالطيرة المذمومة ولحوق الاثم للانسان بها انما هو فيما يتعلق تصرف الانسان بعد وقوع ما يكره في نفسه. يعني قد يقع في نفسك كراهية شيب بناء على مسموع او مرئي او معلوم - 00:53:21
بذلك لكن متى يكون الاثم ثابتا؟ ومتى تكون قد وقعت في المحظور عندما تستجيب لهذه الكراهية بترك ما تريد فعله او بالانصراف عما اقبلت عليه خوفا خوفا من ان يقع - 00:53:47
السوء والشر بناء على هذا المسموع او هذا المرئ او هذا المعلوم. لكن لو ان الانسان وقع في نفسه ما يكره ومضى في عمله ومضى في مراده ومضى في شأنه ولم يستجب لهذا الذي وقع في نفسه فانه في هذه الحال لا يظره ولا يؤثر عليه هذا المكروه ومما يدفع عنه - 00:54:07
المكروه ان يقول هذه الاذكار التي جاءت في حديث انس وفي حديث عبدالله بن عمرو وكذلك في حديث آآ عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فليفوظ الامر الى الله عز وجل - 00:54:27
عليه بقلبه وليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وليقل ايضا اللهم لا خير خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وقد قال عبد الله ابن ابن عباس رضي الله تعالى عنه - 00:54:45
في بيان الطيرة المؤثرة قال انما الطيرة ما امضاك او ردك. يعني الطيرة الممنوعة التي نفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عنها وجاءت النصوص في انها من الشرك وحذرت منها هي ما يحملك على الفعل او يردك عنه - 00:55:04
على الفعل بان تتفاءل بما ليس له ارتباط بالواقع والحادث ليس مستند الى امر محسوس من سماع كلمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في تعريف الفاء ويعجبني الفال قال وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة. وكذلك ما - 00:55:24
يردك بناء على ما تسمعه من الاصوات او تراه من الوقائع او الاحوال. هذا ما يتصل بما ذكره آآ المؤلف رحمه الله من النصوص والاحاديث الواردة في شأن الطيران ما جاءت النصوص في بيان - 00:55:44
ذمها والنهي عنها وما تعالج به الطيارة ومتى تكون الطيارة ومتى تكون الطيارة مؤثرة ولها تأثير على دين الانسان وعبادته هنا مسألة وهي معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر انما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار - 00:56:03
هل هذا ينافي ما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لا طيرة هل هذا ينافي ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من نفي الطيارة والنهي عنها؟ الجواب لا تعارض بينما اثبته صلى الله عليه وسلم وبينما نفاه - 00:56:28
خذوها قاعدة يا اخوان لا يمكن ان يثبت نصاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكونان متعارضين بل لا بد ان يكون لاحدهما من التوجيه ما يتبين به مراد النبي صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. والله تعالى - 00:56:48
قد قال وما ينطق عن الهوى وقال جل وعلا في بيان ما اوحاه الى رسوله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فعندما يأتيك نص وتتوهم انه معارظ لنص اخر فاطلب حله. بالتأمل والفكر - 00:57:08
ومراجعة كلام اهل العلم لمعرفة توجيه النصوص والتوفيق بينها ودفع ما يتوهب من التعارض وبين هذه النصوص قوله صلى الله عليه وسلم انما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار ليس اثباتا للطيرة التي كان يعتقدها الجاهليون من ان - 00:57:28
ان المرأة او الفرس او او الدار هي سبب للمكروه. هي سبب للمكروه هي هي سبب للمكروه او او وجد له وانما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم انما الشؤم في ثلاثة في الفرس وفي المرأة وفي الدار - 00:57:49
هو ان هذه الاشياء الثلاثة يغلب تشاؤم الناس بها. يغلب تشاؤم الناس بها. وقد يدركهم من تشاؤمهم عقوبة لهم ما توقعوه من الشر عندها. فيتشائم الانسان بمركبه يتشائم بداره. يتشائم بامرأته - 00:58:10
فيلزمه ما توقعه من هذه الاشياء عقوبة له والا فانه لا طيرة على وجه العموم في كل ما يكون من المتشائم به لا يثبت شيء من التشاؤم وان الخير من قبل الله عز وجل - 00:58:33
الحسنات من قبل الله والسيئات لا يدفعها الا هو جل في علاه. وقيل ان المقصود بالشؤم هنا في الدار هو جار وفي المرأة انها ذات خلق رديء وانها لا تلد وفي الفرس انه لا يغزى عليه. فهذا شؤم خاص - 00:58:53
بما يكون من تعطيل مقاصد ومصالح هذه الجهات واقوم ما قيل في معنى قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انما الشؤم في ثلاثة ان ذلك باعتبار ما يقع في نفوس الناس لا باعتبار الحقيقة والواقع بل - 00:59:14
والواقع ان هذه الاشياء كغيرها وان الشؤم المثبت هنا هو ما يمكن ان يلحق الانسان سبب تشاؤمه في هذه الاشياء واما اذا نفاها عن نفسه وقلبه فان ذلك لا يظره. ولهذا قال الامام مالك رحمه الله - 00:59:38
ان المثبت في الشؤم غير المنفي. ان ان المثبت من الشؤم غير المنفي. فالمنفي هو كونها شؤما ذاتها او انها سبب واما المثبت فهو ان الله تعالى قد يقضي عند في هذه الاشياء ما يكون مكروها للانسان - 00:59:58
بمجيء النقص اليه من من قبلها لكن ذلك بقضاء الله وقدره ليس اه اه من هذه الاشياء في ذاتها ولا تسبب منها هذا ما يتصل بهذا الباب وهو ما يتعلق بالطيرة وينبغي للمؤمن ان - 01:00:18
يعرض عن كل تشاؤم يمكن ان يتطرق لقلبه بعظيم التوكل على الله. ولذلك التوكل على الله جنة قلوب اولياء وهي اقوى سلاح وهي اقوى سلاح يواجه به المؤمن وقائع الحياة وصروف الدهر وما آآ يكون من الحوادث فان الله عز وجل - 01:00:37
قد كفى المتوكلين كما قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو ايش؟ فهو حسبه اي فهو كافي. فمن اراد الكفاية في كل ما يستقبل وفي كل ما يجري من الحوادث - 01:01:02
فليصدق في الاعتماد والتوكل على الله. ومن يتوكل على الله فهو حسبه نسأل الله ان يرزقنا واياكم قلوبا صادقة واعمالا صالحة وان يرزقنا تمام التوكل عليه والاستناد اليه صلاح الاعتقاد - 01:01:18
وصلاح العمل وان يصرف عنا السوء والفحشاء وان يعيذنا واياكم من الشر ظاهرا وباطنا. ونسأله ان يستعملنا فيما يحب ويرضى وان يصرف عنا والفحشاء وان يوفق ولاة امرنا الى ما يحب ويرضى وان يحفظ هذه البلاد من كل سوء وشر وسائر بلاد المسلمين - 01:01:34
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله - 00:00:00
تخيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان مما تتشوف اليه نفوس بني ادم وتشتغل به كثيرا - 00:00:19
معرفة ما يكون في قادم الايام وهذا الهم هم مستمر مع الناس منذ سالف الزمان فان النفوس ترنو وتهفو الى معرفة ما يكون في مستقبل الوقائع والحوادث وقد اغلق الله تعالى - 00:00:49
على الناس الطرق التي يعرفون بها ما يكون في مستقبل الايام والحوادث رحمة بهم واختبارا لهم فهذا سيد ولد ادم يقول جل يقول عنه جل في علاه امرا اياه بالبلاغ - 00:01:19
قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء فليس ثمة قدرة لاحد من الناس ان يعرف ما يكون في قادم الايام وما يجري من حوادث من من حوادث الزمان في المستقبل - 00:01:40
الا من طريق الوحي الذي هو الطريق الاوثق والطريق الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه لمعرفة ما يكون في مستقبل الايام و ما يأتي من حوادث الزمان - 00:02:00
ولذلك اغلق الله تعالى ما يتصل بمعرفة الغيب الا من طريق ما يوحيه جل في علاه لرسله. ومن شاء الله تعالى ان يعلمهم بما يكونوا من الحوادث. فيما تستقبل من الزمان - 00:02:20
عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا - 00:02:43
ونفى علم الغيب عن كل من في السماء والارض سواه جل في علاه قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون. فكل من رام معرفة ما يأتي به الزمان من الحوادث والحدثان. والوقائع - 00:02:59
ما يكون من احوال الزمان كل من طلب ذلك من غير الوحي فانما يطلبه من طريق موهوب قد يكون مبنيا على حدس او توقع او غير ذلك لكنه لا يوثق به ولا يجزم به اذ كل من جزم - 00:03:19
بما يكون في المستقبل من غير وحي فانما يجزم بما هو وهم ويتبعوا ما هو ظن ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولذلك طرق عدة وسبل متعددة من طرق ذلك ووسائل معرفة ما يكون في المستقبل - 00:03:42
التخمين المستند الى حركات الحيوانات وهذا ما يعرف في لسان العرب بالطيرة بالطيرة هي محاولة معرفة ما يكون في مستقبل الزمان استنادا الى حركة الطيور والظباء ونحوها من الحيوان فيجعلون حركة هذه الحيوانات - 00:04:08
محلا التوقعات سواء كان ذلك فيما يحبون من مما يتفاعلون به ويتيامنون او كان ذلك مما يكرهون من التشاؤم وتوقع السوء والشر بناء على تلك الحركة ولهذا جاءت الشريعة بابطال هذا السبيل - 00:04:37
ونفيه والنهي عن اعتماده فيما يتعلق بوقائع الزمان وما يتصل بفعل الانسان المضي فيما يريد او في الانكفاف عما اراد فان الطيرة لا يستند اليها في شيء من ذلك وقد ذكر الامام محمد بن وهاب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله جملة من النصوص - 00:05:03
الوالدة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الامة في شأن الطيراء فجاءنا في هذا الباب جملة من النصوص في الكتاب والسنة والاثار لبيان بطلان الاستناد الى الطيرة فنقف على ذلك - 00:05:36
من خلال قراءتنا لهذا الباب ونبين ما جاء فيه نجيب ان شاء الله تعالى على ما يكون من الاسئلة في نهاية المجلس فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وان يسلك بنا سبيل الهدى والرشاد. وان - 00:05:55
يجنبنا الخطأ والزلل تم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء في التطير - 00:06:15
قول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقوله تعالى قالوا طائركم معكم ام عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:06:54
لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. زاد مسلم ولا نوء ولا غول ولهما عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة - 00:07:22
ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما. فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل - 00:07:52
اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت. ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا. الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا هو - 00:08:21
ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود والترمذي وصححه وبين ان اخره من قول ابن مسعود رضي الله عنه ولاحمد من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما من ردت الطيرة من حاجته - 00:08:48
قد اشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وله من حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنهما انما الطيرة ما امضى - 00:09:15
قول المؤلف رحمه الله باب ما جاء في الطيرة اي باب بيان ما جاء من النصوص في الكتاب والسنة واثار سلف الامة في شأن الطيرة وهي التطير فالطيرة اسم مصدر من التطير - 00:09:43
وهو التشاؤم بمرئي او مسموع او معلوم الطيرة هي تشاؤم اما بشيء يسمعه الانسان من الاصوات او بشيء يراه من الاحوال والاعمال او بشيء يعلمه فكل هذا بجميع صوره هو - 00:10:05
الطيرة التي جاءت النصوص بما فيها والتحذير منها فالتطير الذي نهى عنه الله ورسوله او ذمه الله ورسوله هو ما كان من التشاؤم الذي يقع في نفس الانسان استنادا الى - 00:10:31
سماع كان يسمع صوتا يكرهه فيقول سيقع لي سوء او سيقع لي شر او يرى شيئا يكرهه فيقول سيكون اليوم يوم سوء او او يوم شر او ستكون السفرة سفرة سوء او شر بناء - 00:10:53
على رؤية واقع او حدث وكذلك فيما يتعلق بالمعلوم بان يعلم علم لا يستند اليه فيبني عليه توقع يكون من شؤم ويمن ما ما يكون من خير ومن شر واصل الطيارة مأخوذ من حركة الطيور ولذلك سميت طيرا. لكن هذا لا يستقل بالطير بل العرب - 00:11:13
تتشاءم وتتيامن بحركات الطيور وبحركات امثالها من الحيوان كالظباع ونحوه وتتشائم ايضا باصوات الطيور واصوات الظباء لكن غلب ذلك في الطير ولذلك سمي التشاؤم تطيرا ويقابل التطير الفال. وهو طلب اليمن واليسر. وهو الاستبشار بما يكون من - 00:11:46
المبشرات واليمن اما ان يستند الى معنى صحيح فتقره الشريعة واما ان لا يستند الى معنى صحيح كان يستند مثلا الى حركة الطير او صوته او الحيوان هذا غير صحيح كما سيأتي بيانه وايظاحه وهو من جملة الطيران. فالطيرة في الجملة - 00:12:16
في اصل الاستعمال تطلق على التيامن والتشاؤم. ولهذا كان العرب يهيجون الطيور. فاذا طارت من اليمين الى اليسار استبشروا ومضوا في اعمالهم وقالوا سيكون خير من هذا العمل او من هذا السفرة او من هذا هذه التجارة ونحو ذلك - 00:12:41
واذا طارت من جهة اليسار من جهة اليمين الى اليسار تشاءموا وقالوا سيقع سوء او شر في هذا عمله في هذه السفرة او في هذه الحال وكلاهما مما نهت عنه الشريعة اذ ان حركة الطيور واصواتها وحركة الحيوانات واصواتها لا تدل على ما سيكون في - 00:13:01
من الايام وفي مستقبل الزمان من خير او شر. وسبب ذكر التطير في كتاب التوحيد ان الطيرة من الشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهي من كيد الشيطان الذي يلقيه في قلوب الناس ويخوفهم ويعدهم - 00:13:27
السوء والشر كما قال تعالى الشيطان يوعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا. وقد ذكر المؤلف رحمه الله ان الطير من عمل الناس منذ سالف الزمان فذكر ما - 00:13:47
حكاه الله تعالى من خبر قوم موسى عليه السلام معه حيث قال جل وعلا في رده على اليهود وعلى من تشاءم بموسى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. هذه الاية الكريمة ذكرها الله تعالى في قصة موسى عليه السلام مع فرعون وقومه حيث - 00:14:07
قال فرعون وقومه لموسى ومن من من معه قالوا ما يصيبنا من شر ما ينزل بنا من مكروه هو بسببكم. كما قال الله جل وعلا فاذا جاءتم فاذا جاءتهم الحسنة قالوا - 00:14:32
انا هذا يعني ان نزلت بهم النعمة وحل بهم ما يسرهم قالوا لنا هذا يعني نحن اصبنا بهذا وجاءنا هذا لاننا مستحقون له ونحن اهله. لكن ان اصابهم ما يكرهون قال جل وعلا وان تصبهم سيئة. يعني مصيبة او كارثة - 00:14:52
او نازلة او ما يسوؤهم يتطير بموسى ومن معه. اي يتشائمون بموسى ومن معه فبالنعم يضيفونها لانفسهم وفي المحبوبات في في المال والاهل والبلد ينسبونها لانفسهم ويقولون انما جاءتنا هذه النعم لاننا مستحق المستحقون لها ولان الله يحبنا ولاننا اصحاب منزلة ومكانة عنده - 00:15:12
واما اذا نزل بهم ما يكرهون من المصائب والبلايا تشاءموا بمن يتشائمون بهم من الخلق كما فعل في تشاؤمهم بموسى ومن معه عليه السلام. فيظيفون تلك المصائب والبلاء اليهم فيقولون هذه منكم وهي بسببكم - 00:15:42
فانكر الله تعالى عليهم وابطل كذبهم فقال جل في علاه مبطلا ذلك الا انما طائرهم اي الا انما شؤمهم ومصابهم وما نزل بهم من البلايا الا انما طائرهم عند الله اي بسبب من الله عز وجل وهو ما كانوا عليه من كفر وتكذيب. فما نزل بهم من المصائب - 00:16:04
ليس الا ما جنته ايديهم وما كسبته انفسهم. كما قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في نفس الدعوة لما زعم المشركون ما ينزل بهم من المصائب والحسنات قالوا قال تعالى ان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يعني مصيبة - 00:16:33
ومكروه يقول هذه من عندك هكذا قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم في ما ينزل به من الحوادث المحبوبة او الحوادث المكروهة. فكان اذا نزل بهم حادث يكرهونه اظافوه الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقالوا هذا بسببكم - 00:17:00
بسببك يا محمد وبسبب من امن بك فيتشاءمون به صلى الله عليه وسلم ومن معه. واذا نزل بهم ما يسرهم قالوا هذه من عند الله. فرد الله تعالى عليهم وابطل زعمهم وكذبهم واضافتهم المكروه الى النبي صلى الله عليه وسلم ومن امن به - 00:17:22
فقال قل كل من عند الله المصائب والنعم البلايا والعطايا كلاها من الله عز وجل. فقوله جل وعلا قل كل من عند الله هو معنى قوله في ردي على فرعون وقومه لما تشاءموا بموسى - 00:17:42
موسى وقومه الا انما طائرهم عند الله. يعني ذلك بسبب ما كان منهم من كفر. كما قال جل وعلا كل من عند الله اي كله من الله عز وجل بسبب ما كان منكم من كفر. هذا احد المعاني والمعنى الثاني ان الكل - 00:18:02
بتقدير الله عز وجل. فقوله الا انما طائرهم عند الله يعني شؤمهم الذي نزل بهم ومصابهم الذي حل بهم هو لله جل وعلا فالله عز وجل يجري على العباد من اقداره ما يصلح به احوالهم فيبتليهم بالسراء والضراء - 00:18:22
كما قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة فابطل الله تعالى اعتقادهم الفاسد ان المصائب بسبب النبي صلى الله عليه وسلم او بسبب موسى عليه السلام في قصة فرعون وقومه مع موسى عليه السلام. ومن المعاني في قوله تعالى الا انما طائرهم عند الله اي ان - 00:18:42
الكامل الحقيقي ليس ما نزل بهم من المصائب. فما نزل بهم من المصائب انما هو بعظ عقوبتهم العاجلة في الدنيا. واما التام الكامل في الاخرة عندما ينزل بهم العذاب الاليم ويحل بهم سخط رب العالمين. فهذا معنى قوله الا - 00:19:07
انما طائرهم اي شؤمهم التام الكامل عند الله عندما يرجعون اليه جل وعلا. والله عز وجل يجري على عباده من العقوبات في الدنيا ما ينبههم بها الى وجوب الرجوع الى الله عز وجل والانتفاف عن الخطأ - 00:19:27
مراجعة الصواب كما قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس لماذا؟ ليذيقهم بعض الذي عملوا فهو جزاء بعض اعمالهم. وما الفائدة من هذه الاذاقة؟ لعلهم يرجعون. اي الرجاء ان تفيق قلوبهم - 00:19:47
وان يستيقنوا ان هذه المصائب عقوبات معجلة لاجل ان يفيق هؤلاء ويرجعوا الى الجادة والهدى. فليس في شيء من اقدار الله الجارية على الخلق ظلم بل الله عز وجل لا يظلم الناس شيئا كما قال تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا وكما قال - 00:20:07
سبحانه وما ربك بظلام للعبيد؟ وكما قال جل وعلا وما وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. اما الحسنات التي تأتي العباد فهي محظوظ الله فهي محض فضل الله عز وجل. فكل نعمة يسوقها الله تعالى لعبده في سر او علن في خاصة او عامة - 00:20:31
انما هي انما هي انما هي محض فضله وامتناء وهي محض امتنانه جل في علاه لعباده ولذلك ينبغي المؤمن ان يرد كل ما يجري اليه من كل ما يجري عليه من الهبات والمصائب الى الله جل وعلا كما قال سبحانه قل كل من عند الله - 00:20:54
ولما كان نسبة الحسنات الى النفس والسيئات الى من يتشائم بهم من الخلق على خلاف سنن العلم وعلى خلاف طريق اهل البصيرة. قال الله تعالى في هؤلاء الذين اظافوا الى موسى وقومه ولكن اكثرهم لا يعلمون. فهذا عمل وصنيع الجاهلين. الذين لا يعلمون الحقائق ولا - 00:21:18
يدركون ولا يدركون الامور على ما هي عليه. من ان الله تعالى يجري على العبد الخير والشر النعمة والبلاء الحسنة والسيئة وهو في ذلك جل في علاه ينوع على عباده البلاء بالخير والشر ليتبين - 00:21:48
المؤمن من غيره والعباد كلهم في كل احوالهم في الدنيا وفي الاخرة بين امرين في شأن فعل الله عز وجل فضله جل في علاه واما عدله فلا ظلم في ما يكون من فعله جل في علاه. وما من شيء يقع الا بعلمه - 00:22:08
فكل شيء بقضاء وقدر كما قال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. الاية الثانية التي ذكرها الله التي ذكرها المؤلف رحمه الله في شأن الطيرة قوله جل وعلا قالوا طائركم عند الله. وذلك في خبر اصحاب - 00:22:28
قرية الذين ارسل الله تعالى اليهم جماعة من الرسل فجاءوا اليهم يدعونهم الى عبادة الله وحده لا شريك له فكان ان قال هؤلاء المجرمون برسلهم انا تطيرنا بكم. ما معنى انا تطيرنا بكم؟ يعني تشاءمنا بمجيئكم. وان مجيئكم - 00:22:48
بهذه الرسالة شؤم وشر وسبب للفساد والضر. هذا معنى قولهم لرسلهم انا تطيرنا بكم فبماذا اجابهم الله تعالى؟ ماذا بماذا؟ اجابت الرسل هؤلاء الذين تشاءموا هؤلاء المرسلين قال الله جل وعلا قالوا اي قالت الرسل لقومهم الذين ردوا رسالتهم بسبب هذه الطيرة وهذا التشاؤم - 00:23:08
قالوا طائركم معكم. طائركم معكم وانتبه ساق المؤلف هذه الاية ليمايز بينها وبين الاية السابقة. الاية الاية السابقة في الرد على فرعون وقومه لما تطيروا بموسى قال الله تعالى الا انما طائرهم عند الله. وهنا قال قال الرسل في رد في - 00:23:38
على قومهم قالوا طائركم معكم. هذا جواب الرسل لاصحاب القرية الذين خص الله تعالى نبأهم حيث قالوا لقوم المتطيرين المتشائمين بهم طائركم معكم. اي ان شؤمكم وما اصابكم من البلاء وما ينزل بكم - 00:24:04
مما تكرهون هو بسبب عملكم السيء ولا دخل لنا ولا لمجيئنا ولا لبعثتنا بشيء من السوء الذي يعرض وهذا لا يعارضنا مرت به الاية ما ما ذكره الله تعالى من نسبة من من جعل الطيرة عنده جل في علاه الا انما طائرهم عند الله اي - 00:24:24
بسببه جل وعلا وبتقديره سبحانه وتعالى عقوبة لهم يعلم وجه الجمع بين الايتين انه اذا اظيفت الطيرة الى الانسان فهي بسبب عمله. واذا اظيفت الى الرحمن فهي جزاء عمل الانسان - 00:24:44
فالطيرة تطلق على العمل وعلى جزائه. فقوله تعالى الا انما طائرهم عند الله هذه الاية اثبت الله تعالى الطيرة التي اظافها اليه واخبر بها انها عنده. والمقصود بها جزاء العمل. واما قوله جل وعلا طائركم - 00:25:05
وقالوا طائركم معكم اي شؤمكم بسببكم وهو ما يكون من سيء عملكم. الطيرة تطلق على العمل وجزاءه ودليل ان العمل يسمى طيرة او يسمى طائر ان العمل يسمى طائر قول الله تعالى وكل - 00:25:32
انسان الزمناه طائره في عنقه. هذا خبر من الله جل وعلا ان كل انسان يلزمه طائره يوم القيامة في عنقه وما معنى الطائر هنا؟ قال المفسرون العمل. يعني كل انسان يلزمه يوم القيامة ما يكون من عمله الذي تقدم - 00:25:52
عليه ورهن به كل نفس بما كسبت رهينة. وايضا كل انسان يوم القيامة ازى بعمله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. فقوله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اي عمله - 00:26:15
وجزاء عمله. فالطائر هنا يطلق على العمل ويطلق على الجزاء. فقولهم هنا في رد هؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام على هؤلاء المكذبين الذين تشاءموا رسالة هؤلاء ومجيئهم قالوا طائركم معكم اي شؤم - 00:26:37
عملكم هو بسببكم شؤم عملكم هو بسببكم فلا شؤم في ما يتعلق بالحوادث الا ما يكون من عمل الانسان فهو الذي به يحمد وهو الذي يذم هو الذي يجلب الخير للانسان بقدر الله عز وجل وهو الذي يدفع عنه الشر. خلاصة الامر انه لا - 00:26:57
لا يجوز لاحد ان يتشاءم ما يتشاءم به من الوقائع المسموعة او المرئية او المعلومة لان الشؤم الحقيقي هو في سوء عمل الانسان او ما يقدره الله تعالى له من الاقضية والاقدار التي لا علاقة - 00:27:19
لها بهذه المسموعات ولا بهذه المرئيات ولا بهذه المعلومات لما كان الامر على هذا النحو ذكر المؤلف رحمه الله جملة من النصوص الدالة على نفي هذا المعنى الباطل للطيران وهو ان الحوادث - 00:27:43
مرتبطة باصوات او مرتبطة بمرئيات او مرتبطة بمعلومات من اليمن والشؤم ومن الفأل والطيران ففي ما نقله المؤلف رحمه الله من الاحاديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله - 00:28:02
عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا سفر هكذا في الصحيحين وزاد مسلم ولا نوأى ولا غول هذا الحديث برواياته تضمن ستة منفيات تضمن ستة امور منفية. الامر الاول الذي نفته الذي الذي نفاه هذا الحديث في رواياته العدوى. قال لا - 00:28:22
عدوى والثاني الطيرة والثالث الهامة والرابع سفر والخامس النوم والسادس الغول قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا طيرة نفي قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة الى اخره نفي لهذه الامور. وقيل بل نهي عنها وليس نفيا. والصحيح انه نفي - 00:28:50
يتضمن معنى النهي عن اعتماد هذه الامور او الاستناد اليها ونقف على وجه الاختصار عند هذه المذكورات الستة لنبين معانيها فما المقصود مما جاء به النفي في الامور التي تضمنها حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى. العدوى ايها الاخوة هي انتقال المرض - 00:29:19
والداء من المريض الى الصحيح هذا هو معنى العدوى في كلام العرب. انتقال الداء او المرض من مريض الى صحيح من ممرظ الى مصح رسول الله صلى الله عليه وسلم نفى الطيرة. فقال لا نفى العدوى. فقال صلى الله عليه وسلم لا عدوى. وهذا نفي - 00:29:46
الداء بنفسه من مريظ الى مريظ اخر من مريظ الى مريظ اخر هذا النفي هل هو نفي له بالكلية؟ عن كل انتقال على اي وجه كان ام انه له معنى خاص - 00:30:13
الذي ذكرته في معنى قولي لا طيرة بالاتفاق انه نفي عنا عن ان ينتقل المرض من المريض الى الصحيح نفسه يعني دون تقدير الله عز وجل. وهذا لا يتنافى مع اثبات النبي صلى الله عليه وسلم لاثر لاثر العدوى - 00:30:32
في انتقال الامراض ففي الصحيحين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يورد ممرض على مصح فقال صلى الله عليه وسلم لا يوردن ممرض يعني صاحب مرض على مصح اي على صحيح في بدنه وذلك ان - 00:30:52
ورود المريض على الصحيح او العكس هو سبب للتأثر وانتقال المرض. فقوله لا يريدن لا يريدن ممرض على اي لا يأتي ممرظ على صحيح فيكون ذلك سببا لانتقال المرظ هذا لا يتعارظ مع ما تقدم من قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:31:10
لا لا عدوى ومثله ايضا ما في صحيح الامام البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فر من المجذوب فرار من الاسد وهذا يدل على ان الفرار من المجذوب وقاية لانتقال المرظ مما اقره النبي - 00:31:35
الله عليه وسلم بل امر به ولما كان من المحال ان يكون بين كلام سيد الورى تناقض وتعارض فان العلماء طلبوا الجمع بين ما نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اثبته. فلا يمكن ان ينفي ويثبت شيئا على - 00:31:55
وجه التعارض انما ما نفاه هو غير ما اثبته ما نفاه في قوله لا عدوى هو غير ما اثبته. وقد قيل في بيان ذلك عدة اقوال واقرب ما يقال في ما نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اثبت ان ما نفاه من العدوى هو ما - 00:32:15
كان يعتقد اهل الجاهلية من ان المرض ينتقل بذاته من ان المرض ينتقل بذاته فكان الجاهليون يعتقدون ان مجرد خلطة المريض كافية في انتقال المرظ دون الله وتقديره وهذا بالتأكيد - 00:32:38
اعتراض على ما يجب على ما يجب ان يعتقده المؤمن من انه ما من حركة ولا سكون في الكون الا بارادة الله وتقديره وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فما نفاه في قوله لا عدوى اي لا تنتقل العدوى كما كان يعتقد الجاهليون - 00:32:58
من ان المرض ينتقل بذاته ويصيب الانسان من غير تقدير الله عز وجل وارادته واما ما اثبت فهو ان هذه الامراض فيها من من فيها من التأثير ما يمكن ان ينتقل من مريظ الى مريظ باذن الله وتقديره. ولذلك قال - 00:33:18
الله عليه وسلم فر من المجذوب فرارك من الاسد. وقال لا يردن ممرض على مصح. فتبين بهذا ايها الاخوة ان ما نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ما اثبته. واما ثاني المذكورات في الحديث فهي ما - 00:33:42
صلى الله عليه وسلم من شأن الطيارة. حيث قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا طيرة. وهذا نفي للطيرة وهي التشاؤم بالشيء سواء كان مسموعا او كان مرئيا او كان معلوما وقد - 00:34:02
نفاه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذلك لما في الطيرة من سوء الظن بالله عز وجل واسناد اسناد القادم من الوقائع الى ما لا تأثير له وما لا - 00:34:21
ارتباط له بما يكون في المستقبل من شؤم او من يمن. ولذلك قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا طيرة اي لا تثبت الطيرة لا يتشائم بشيء مما يتشائم به الناس فانه لا خير الا من من قبل الله عز - 00:34:39
عز وجل ولا ضر الا من قبله جل في علاه. ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وسيأتي مزيد توضيح في شأن الطيرة فيما نستقبله ان شاء الله تعالى من الاحاديث التي ذكرها المصنف رحمه الله. اما قول ولا هامة فالهامة هي - 00:34:59
الطير الذي كان العرب يتشائمون به وهي البومة فالعرب كانوا اذا وقعت البومة على بيت او على محل تشاءموا بما يكون في هذا البيت او بما ينزل في ذلك اليوم على اهل هذا البيت - 00:35:17
فقول الهامة هي صورة من صور الطيرة فيكون هذا من باب ذكر الخاص بعد العام. فنفى الطيرة عموما وهي استناد الى حركات الطيور والحيوانات لمعرفة المستقبل والتشاؤم بذلك وذكر الهامة هو سورة من من الصور الشائعة المنتشرة بينهم. وقيل لا هام اي لا يصح ما كان يعتقده الجاهلية - 00:35:34
من ان روح الميت تخرج وتنتقل على صورة طير تطالب بدمه. اذا كان مقتولا هذا المعنى الثاني في معنى الهامة التي نفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ولا طيرا - 00:36:02
وفي قوله صلى الله عليه وسلم ولا هامة. اما رابع المذكورات في الحديث فهو قوله صلى الله عليه وسلم ولا صفر وسفر اما ان يكون الشهر المعروف من من شهور السنة الهجرية وهو ثاني الاشهر فقوله صلى الله عليه وسلم لا صبر نفي - 00:36:22
ما كان يفعله الجاهليون من النسيء تقديم شهر صفر على شهر محرم لاجل ان يقطعوا ما في محرم من التحريم كما قال الله تعالى انما النسيء زيادة في الكفر فكانوا يؤخرون المحرم - 00:36:43
شهرا ويقدمون سفر قبله لاجل ان يقع ما يأملونه وما يريدونه من الفساد والاعتداء والظلم الذي كانوا ينتهون عنه في الاشهر الحرم. وقيل ان سفر المنفي في قوله ولا صفر هو - 00:37:02
حية او مرض يصيب بطن الانسان فقوله لا صبر اي لا يصيب الانسان هذا المرض او تلك الحية التي يتأذى بها الا بقدر الله ومشيئته وارادته. خامس المنفيات في هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم ولا نوم والنوم - 00:37:22
وهو احد منازل القمر فان القمر ينزل منازل تسمى انواعا وهذه الانواع تسمى ابراجا وهي ثمانية وعشرون منزلا ينزلها القمر في وتنزلها الشمس في العام وهذه المنازل يجري الله تعالى في نزول القمر فيها ما يشاء مما - 00:37:42
جرت به العادة من الامطار ونحوها ولذلك لا يضاف المطر الى الانوار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه في حديث زيد ابن خالد الجهني لما مطروا في الحديبية - 00:38:06
السنة السادسة للهجرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه بعد ان فرغ من الصلاة يقول الله عز وجل اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. يعني انقسم العباد الى قسمين مؤمن بالله وكافر به. فاما من قال - 00:38:23
مطرنا اي نزل علينا هذا المطر بفظل الله ورحمته فذاك مؤمن بكافر بالكوكب. واما من قال مطر بنوء كذا وكذا اي بسبب البرج الفلاني او بسبب النوع الفلاني فذاك كافر اي كافر بالله مؤمن بالكوكب. وهذا معنى قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:38:43
ولا نوم. اما قوله ولا بقول تاء نفي الغول في هذا الحديث هو ما كان يعتقده الجاهليون من ان الجن والشياطين تخرج على الناس وتتمثل لهم وتلحقهم الاذى والضر دون ارادة الله عز وجل. فالعرب كانوا يعتقدون ان الغول نوع من الجن يتعرض لهم - 00:39:10
في الصحاري وفي الفلوات وتتغول اي تتلون عليهم وتتشكل فتظلهم وتوقعهم في المهالك. فنفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجن قدرتهم على ذلك دون اقدار الله تعالى وهذا ليس نفيا لاصل وجود الغول بل نفي - 00:39:36
ما كان يعتقده الجاهليون في شأن الغول وان لها من القدرة ما لا يجري عليه قدر الله عز وجل وارادته هذا ما يتصل بهذه المنفيات الستة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. والمقصود الشاهد من هذه المنفيات قوله صلى الله عليه وسلم ولا - 00:39:56
ولذلك عاد المؤلف رحمه الله ذكر شيء من الاحاديث المتصلة بالطيارة دون بقية المذكورات. فقوله صلى الله فقوله رحمه الله ولا هما اي للبخاري ومسلم عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيارة لا عدوى ولا طيارة تقدم معنى العدوى - 00:40:16
ولا طير اي لا تشاؤم بما يتشائم به الناس من المسموعات والمرئيات والمعلومات ثم قال ويعجبني الفأل هكذا قال الله عليه وسلم ويعجبني الفال اي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل فهو كالاستثناء مما تقدم - 00:40:36
لان الطير يا اخوان تطلق على التفاؤل وعلى التشاؤم تطلق على التيامن وعلى توقع السوء والشر من الفعل. فالطيرة تكون في طلب الفال وفي طلب الشؤم اي في توقع الفال وفي توقع الشؤم. لكن غلب استعمال الطيرة في توقع المكروه والفال في - 00:40:56
المحبوب فاذا توقع الانسان الفال المحبوب كان ذلك مما يعجب النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل يا رسول الله؟ لما استثنى النبي صلى الله عليه وسلم الفأل وهو ما يسر به الإنسان ويأنس - 00:41:26
من مجمل ما اخبر به من الطيرة المنهي عنها المكروهة قالوا وما الفأل والطيرة تشمل الفأل ولذلك سألوا عن المعنى المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم ويعجبني الفأل. ففي الصحيحين من حديث ابي - 00:41:48
رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طيرة وخيرها الفأل فدل ذلك على ان الفأل من جملة الطيرة في المعنى العام لكنها مختلفة عنه من حيث السبب فان الطيرة تستند الى - 00:42:10
ما لا مستند فيه من حركة طير او حيوان او اصوات الحيوانات او ما اشبه ذلك التي لا دلالة فيها بخلاف فان الفأل يستند الى كلمة طيبة تسر بها النفوس وتأنس بها ولذلك كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يعجبه الفأل وجعلها - 00:42:30
خير ما يكون من التوقع فيما يجري في حوادث الزمان المستقبلية كما في حديث عقبة بن عامر ذكرت الطيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل وهذا نظير ما في الصحيحين من حديث ابن من حديث ابي هريرة حيث قال لا طيرة - 00:42:54
غيرها الفأل وليعلم ان الفأل ايها الاخوة هو نوع من الاستبشار والتوقع للحسن استنادا الى سماع ما يسر من الكلمات اذا مستند الفاء هو كلمة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل وما الفأل؟ بعد ان قال يعجبني الفأل. قالوا وما الفأل يا رسول الله - 00:43:14
قال الكلمة الطيبة فالطيرة والفعل فالطيرة والفأل يكونون في يكونان في توقع الخير وفي توقع الشر في توقع ما يسر وفي توقع ما يسوء لكن الغالب في الطيرة تطلق على التشاؤم والفعل يطلق على التيامن - 00:43:42
لكن الفرق بين ما اقره الشارع من الفأل وما نهى عنه من الطيرة التي تتعلق بالتشاؤم ايضا والتيامن ان الفأل يستند الى كلمة طيبة الى امر الى امر محسوس من كلام مسموع فان الخارج الى شغله على سبيل المثال اذا اذا سمع كلمة تسره - 00:44:02
حال خروجه كان هذا مشجعا لنفسه محفزا له على الاقبال على ما ينفعه في دينه ودنياه. ولهذا كان النبي صلى الله عليه يعجبه اذا خرج لامر من الامور ان يسمع ما يسره من الكلمات كلمة ككلمة راشد او كلمة - 00:44:26
او كلمة نجيح او ما اشبه ذلك كما جاء ذلك عنه فيما جاء في السنن من حديث انس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله اله وسلم كان يعجبه اذا خرج لحاجته اي لحاجة من حوائجه سواء في بلده او خارج بلده ان يسمع يا راشد يا نجيب - 00:44:46
ونظيره ما رواه بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان لا يتطير من شيء وكان اذا بعث عاملا سأله عن اسمه فاذا اعجب اي فاذا اعجبه اسمه فرح وسر بذلك ورؤي ورؤي البشر في وجهه صلى الله عليه وسلم. وان كره اسمه رؤيا كراهية ذلك - 00:45:06
في وجهه ولكن لا يمنعه ذلك من المضي فيما قدره الله تعالى وشاءه من مما عزم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوقائع والحوادث. ولهذا في حديث عقبة ابن عامر لما قال لا طير وخيرها - 00:45:30
واحسنها الفال قال ولا تصدوا ولا تصدوا الطيرة ولا تصدوا مسلما اي ان الطير وهي التشاؤم لا يقوى تأثيرها على ان ترد مسلما. قال ولا ترد مسلما. يعني عندما يخرج الانسان يا اخوان لحاجة - 00:45:50
من الحوائج ثم يسمع صوتا يكرهه او يرى آآ منظرا يكرهه وقد يتوقع من هذا المنظر او من هذا المرأة والمشهد شيئا يكرهه فانه ينبغي له الا يرده ذلك عن حاجته. وترى هذا يا اخواني واقع في حياة الناس وهو - 00:46:10
تجد الشخص يذهب الى دائرة من الدوائر على سبيل المثال في قضاء معاملة من المعاملات فيجد موظفا قد يقع في نفسه كراهية هذا الموظف وانه المعاملة لن تنجح او لن تنتهي او ما اشبه ذلك هذا من الطيران - 00:46:31
هذا الذي وقع في نفسك من انك رأيت شيئا رأيت فلانا طبعا فلان ليس انه شخص معروف بالسوء وتعطيل المعاملات وما اشبه لا انما ما تعرفه بس رأيته ولا عجبك شكله او انه مثلا حصل لك تعثر في مسيرك تعطلت سيارتك او نحو ذلك قلت اوه اليوم يوم شر - 00:46:48
هذا هو الطيران التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم طيارات وهو الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم ولا ترد مسلما لا ترد مسلما هذه الامور التي تقع مما يكرهه الناس مما يتوقعون منه السوء من غير من غير ان يكون لها تأثير في السوء الذي سيقع - 00:47:08
هذي لا ترد مسلما لكن المؤمن يمضي في حاجته فاذا رأى ما يكره فعند ذلك يوكل امره الى الله ولذلك يقول فليقل المؤمن ليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت الحسنات كم حسنة وهي النعم والهبات والعطايا لا يأتي بالحسنات اي بالنعم والخيرات الا - 00:47:31
ولا يدفع السيئات السيئات جمع سيئة وهي المصائب. والنوازل المكروهة لا يدفع السيئات الا انت وهذا في تمام اليقين بانه لا يأتي الخير الا من الله جل وعلا. ولا يندفع عنك ما تكره الا بالله عز وجل - 00:47:55
اللهم لا اتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات اي المكروهات والمصائب الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. هذا ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن في وقوله عندما يبصر ويرى ما يكره من الحوادث والوقائع. فلا يستجيب لما يقع في نفسه من كراهية - 00:48:14
من كراهية شيء ان يتوقع منه سوءا او شرا بل يلزم المؤمن التوكل على الله عز وجل والثقة به والاعتماد اليه عليه وتفويض الامر اليه فالحسنات بجميع صورها وانواعها هي من الله جل وعلا وهو الذي يأتي بها. والسيئات بكل ما يمكن ان تنال الانسان في نفسه او في ما له او في اهله او في بلده - 00:48:37
انما هي بقدر الله عز وجل ولا يدفعها غيره جل في علاه فشؤمه وتشاؤمه لن يدفع عنه ما يكره واما الحديث الذي يليه فهو قوله في حديث عبد الله ابن مسعود الطيرة شرك الطيرة شرك. رسول الله صلى الله عليه - 00:49:06
يخبر بان الطيارة شرك. وهذا يحتمل ان يكون شركا اصغر او شركا اكبر باعتبار ما يقوم بقلب المتطير. فمن اعتقد ان الطير سبب للشؤم هذا شرك اصغر. ومن اعتقد ان الطير بذاتها تؤثر استقلالا عن الله عز وجل فتجلب النفع او تدفع - 00:49:25
فهذا شرك اكبر واما قوله صلى الله عليه واما قوله في الحديث وما منا الا ولكن ولكن الله يذهبه بالتوكل فهذا مدرج في كلامه في الحديث وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم على الراجح من قوله العلماء فقوله وما منا الا يعني وليس احد منا الا - 00:49:50
يقع في قلبه شيء من كراهية امر لاجل سماع شيء او لاجل رؤية شيء او لاجل العلم بشيء وهذه لمسموع او لمرء او لمعلوم ينبغي الا ترد مسلما كما تقدم قبل قليل في حديث انس - 00:50:13
رضي الله تعالى عنه ولا تردوا اي الطيرة مسلما. وكيف يسلم من هذا الواقع في نفسه من كراهية حدث من كراهية السماع صوت من من توقع السوء لاجل سماع صوت او آآ علم بشيء او رؤية شيء يرده بالتوكل ولذلك قال ولكن - 00:50:33
الله يذهبه يعني ما في نفسه من كراهية ما سمع او ما رأى او ما علم بالتوكل اي بتمام تفويض الامر الى الله عز وجل وليعلم ان التوكل اعظم ما يقابل به الانسان المكروهات. والتوكل ما هو يا اخوان؟ التوكل هو صدق - 00:50:53
الاعتماد على الله عز وجل في جلب النفع وفي دفع الضر. فاذا فوض العبد الامر الى الله عز وجل وصدق في ايمانه ويقينه انه لن يصيبه الا ما قضاه الله تعالى وقدره وانه لا يأتي بالحسنات - 00:51:15
النعم الا الله ولا يدفعها الا الله ولا يدفع السيئات الا الله عز وجل كان في تمام التفويض والركون الى الله والتعلق به في تحصيل ما يؤمل وفي دفع ما يكره. فالطيارة باب من ابواب الشرك - 00:51:35
في كونه الشيطان يلقي في قلب الانسان وساوس. ان هذه الافعال ان هذه الاحوال قد تكون سببا لما يكره او تكون موجدة لما يكره فيقع اما في شرك اصغر واما في شرك اكبر. وفي حديث عبد الله ابن عمرو - 00:51:51
الله تعالى عنه في المسند مزيد ايضاح حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك هنا يبين متى تكون الطيارة شركا عندما تردك عن حاجتك لاعتقاد انها سبب - 00:52:11
في حصول المكروه او الاعتقاد انها هي الموجدة للمكروه وقد وقعت في الشرك. سواء كان هذا شركا اكبر او كان هذا شركا قالوا يا رسول الله فما كفارة ذلك؟ يعني ما كفارة رجوع الانسان عما يريد من الاعمال - 00:52:28
بسبب التشاؤم بمسموع او بمرئي او بمعلوم ما الذي يكفر هذا الذي وقع في نفسه واستجاب له؟ قال ان يقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك - 00:52:48
وهذا فيه تفويض الامر الى الله واعتقاد وتمام اعتقاد ان الخيرات من قبله فهذا نظير ما تقدم في حديث انس اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت - 00:53:07
ولا حول ولا قوة الا بك. اذا الفاصل فيما يتعلق بالطيرة المذمومة ولحوق الاثم للانسان بها انما هو فيما يتعلق تصرف الانسان بعد وقوع ما يكره في نفسه. يعني قد يقع في نفسك كراهية شيب بناء على مسموع او مرئي او معلوم - 00:53:21
بذلك لكن متى يكون الاثم ثابتا؟ ومتى تكون قد وقعت في المحظور عندما تستجيب لهذه الكراهية بترك ما تريد فعله او بالانصراف عما اقبلت عليه خوفا خوفا من ان يقع - 00:53:47
السوء والشر بناء على هذا المسموع او هذا المرئ او هذا المعلوم. لكن لو ان الانسان وقع في نفسه ما يكره ومضى في عمله ومضى في مراده ومضى في شأنه ولم يستجب لهذا الذي وقع في نفسه فانه في هذه الحال لا يظره ولا يؤثر عليه هذا المكروه ومما يدفع عنه - 00:54:07
المكروه ان يقول هذه الاذكار التي جاءت في حديث انس وفي حديث عبدالله بن عمرو وكذلك في حديث آآ عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فليفوظ الامر الى الله عز وجل - 00:54:27
عليه بقلبه وليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وليقل ايضا اللهم لا خير خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وقد قال عبد الله ابن ابن عباس رضي الله تعالى عنه - 00:54:45
في بيان الطيرة المؤثرة قال انما الطيرة ما امضاك او ردك. يعني الطيرة الممنوعة التي نفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عنها وجاءت النصوص في انها من الشرك وحذرت منها هي ما يحملك على الفعل او يردك عنه - 00:55:04
على الفعل بان تتفاءل بما ليس له ارتباط بالواقع والحادث ليس مستند الى امر محسوس من سماع كلمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في تعريف الفاء ويعجبني الفال قال وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة. وكذلك ما - 00:55:24
يردك بناء على ما تسمعه من الاصوات او تراه من الوقائع او الاحوال. هذا ما يتصل بما ذكره آآ المؤلف رحمه الله من النصوص والاحاديث الواردة في شأن الطيران ما جاءت النصوص في بيان - 00:55:44
ذمها والنهي عنها وما تعالج به الطيارة ومتى تكون الطيارة ومتى تكون الطيارة مؤثرة ولها تأثير على دين الانسان وعبادته هنا مسألة وهي معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر انما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار - 00:56:03
هل هذا ينافي ما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لا طيرة هل هذا ينافي ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من نفي الطيارة والنهي عنها؟ الجواب لا تعارض بينما اثبته صلى الله عليه وسلم وبينما نفاه - 00:56:28
خذوها قاعدة يا اخوان لا يمكن ان يثبت نصاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكونان متعارضين بل لا بد ان يكون لاحدهما من التوجيه ما يتبين به مراد النبي صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. والله تعالى - 00:56:48
قد قال وما ينطق عن الهوى وقال جل وعلا في بيان ما اوحاه الى رسوله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فعندما يأتيك نص وتتوهم انه معارظ لنص اخر فاطلب حله. بالتأمل والفكر - 00:57:08
ومراجعة كلام اهل العلم لمعرفة توجيه النصوص والتوفيق بينها ودفع ما يتوهب من التعارض وبين هذه النصوص قوله صلى الله عليه وسلم انما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار ليس اثباتا للطيرة التي كان يعتقدها الجاهليون من ان - 00:57:28
ان المرأة او الفرس او او الدار هي سبب للمكروه. هي سبب للمكروه هي هي سبب للمكروه او او وجد له وانما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم انما الشؤم في ثلاثة في الفرس وفي المرأة وفي الدار - 00:57:49
هو ان هذه الاشياء الثلاثة يغلب تشاؤم الناس بها. يغلب تشاؤم الناس بها. وقد يدركهم من تشاؤمهم عقوبة لهم ما توقعوه من الشر عندها. فيتشائم الانسان بمركبه يتشائم بداره. يتشائم بامرأته - 00:58:10
فيلزمه ما توقعه من هذه الاشياء عقوبة له والا فانه لا طيرة على وجه العموم في كل ما يكون من المتشائم به لا يثبت شيء من التشاؤم وان الخير من قبل الله عز وجل - 00:58:33
الحسنات من قبل الله والسيئات لا يدفعها الا هو جل في علاه. وقيل ان المقصود بالشؤم هنا في الدار هو جار وفي المرأة انها ذات خلق رديء وانها لا تلد وفي الفرس انه لا يغزى عليه. فهذا شؤم خاص - 00:58:53
بما يكون من تعطيل مقاصد ومصالح هذه الجهات واقوم ما قيل في معنى قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انما الشؤم في ثلاثة ان ذلك باعتبار ما يقع في نفوس الناس لا باعتبار الحقيقة والواقع بل - 00:59:14
والواقع ان هذه الاشياء كغيرها وان الشؤم المثبت هنا هو ما يمكن ان يلحق الانسان سبب تشاؤمه في هذه الاشياء واما اذا نفاها عن نفسه وقلبه فان ذلك لا يظره. ولهذا قال الامام مالك رحمه الله - 00:59:38
ان المثبت في الشؤم غير المنفي. ان ان المثبت من الشؤم غير المنفي. فالمنفي هو كونها شؤما ذاتها او انها سبب واما المثبت فهو ان الله تعالى قد يقضي عند في هذه الاشياء ما يكون مكروها للانسان - 00:59:58
بمجيء النقص اليه من من قبلها لكن ذلك بقضاء الله وقدره ليس اه اه من هذه الاشياء في ذاتها ولا تسبب منها هذا ما يتصل بهذا الباب وهو ما يتعلق بالطيرة وينبغي للمؤمن ان - 01:00:18
يعرض عن كل تشاؤم يمكن ان يتطرق لقلبه بعظيم التوكل على الله. ولذلك التوكل على الله جنة قلوب اولياء وهي اقوى سلاح وهي اقوى سلاح يواجه به المؤمن وقائع الحياة وصروف الدهر وما آآ يكون من الحوادث فان الله عز وجل - 01:00:37
قد كفى المتوكلين كما قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو ايش؟ فهو حسبه اي فهو كافي. فمن اراد الكفاية في كل ما يستقبل وفي كل ما يجري من الحوادث - 01:01:02
فليصدق في الاعتماد والتوكل على الله. ومن يتوكل على الله فهو حسبه نسأل الله ان يرزقنا واياكم قلوبا صادقة واعمالا صالحة وان يرزقنا تمام التوكل عليه والاستناد اليه صلاح الاعتقاد - 01:01:18
وصلاح العمل وان يصرف عنا السوء والفحشاء وان يعيذنا واياكم من الشر ظاهرا وباطنا. ونسأله ان يستعملنا فيما يحب ويرضى وان يصرف عنا والفحشاء وان يوفق ولاة امرنا الى ما يحب ويرضى وان يحفظ هذه البلاد من كل سوء وشر وسائر بلاد المسلمين - 01:01:34