باحث

الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00ضَ

قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم يتصدقون بفضول اموالهم. قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ ان بكم ان بكل تسبيحة صدقة وكل - 00:00:21ضَ

لتكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي وظع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في الحرام - 00:00:41ضَ

كان عليه وزر كذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم والحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث - 00:01:01ضَ

حديث الخامس والعشرون من احاديث الاربعين النووية انفرد برواية الامام مسلم من طريق يحيى بن يعمر انا بالاسود الذيلي عن ابي ذر رضي الله عنه وموضوع الحديث بيان مفهوم الصدقة - 00:01:16ضَ

بوجهها العام الواسع الذي يشمل ما كان نفعا للنفس وما كان نفعا للغير فهذا بيان مفهوم الصدقة الواسع وانه لا يقتصر فقط على بذل الاموال ودفعها وانفاقها بل يكون تكون الصدقة في المال وتكون الصدقة في غير المال - 00:01:41ضَ

والحديث قال فيه ابو ذر مخبرا عن اناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انهم قالوا له ذهب اهل الدثور بالاجور اهل الدثور اي اصحاب الاموال الدثور هنا هي الاموال الكثيرة - 00:02:10ضَ

جمع دثر وهو المال الكثير سواء كان ذلك المال من النقدين او كان من بهيمة الانعام او كان من العقار او كان من غيره من مما يحصل به الغنى وكثرة المال - 00:02:36ضَ

ذهب اهل الدثور بالاجور اي بالثواب والعطاء من الله تعالى على اعمالهم والاجور جمع اجر والمقصود به ثواب العمل ووجه ذهاب ذهابهم بالاجور ما يأتي بيانه في كلام النبي في كلامهم وشكايتهم للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:54ضَ

حيث قالوا يصلون كما نصلي ويشمل هذا الصلاة المفروضة والمتطوع بها يشمل صلاة الفرض والنفل ويصومون كما نصوم يشمل صوم الفرض وصوم النفل وهذا مشترك بين اهل الشكاية وغيرهم تشمل - 00:03:22ضَ

الفقراء واهل الدثور ثم قالوا في بيان سبقهم وحجازتهم للاجور قالوا يتصدقون بفضول اموالهم يتصدقون اي ينفقون صدقة بفضول اموالهم اي بما زاد من اموالهم. بل فالفظول جمع فظل وهو ما زاد من المال - 00:03:56ضَ

وبه يعلم ان انهم يتصدقون صدقات زائدة على ما فرض الله تعالى عليهم فهي ليست صدقات واجبة بل متطوع بها لذلك قال بفضول اموالهم و زكاة الفرض لا علاقة لها - 00:04:21ضَ

بالفضل من غيره يتصدقون بفضول اموالهم اي بما زاد من اموالهم رغبة في زيادة الاجر فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون الاستفهام هنا تقرير - 00:04:45ضَ

اي قد جعل الله لكم ما تصدقون وتدركون به سبق اولئك فيما بذلوه من فضول اموالهم فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد سماع شكايتهم ومقالته التي ذكروا فيها سبق اهل الاموال بالاجور - 00:05:16ضَ

قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ثم عدد لهم النبي صلى الله عليه وسلم اوجه الصدقة وابوابها فقال ان بكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل آآ تهليلة صدقة - 00:05:41ضَ

وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ستة اعمال ستة اعمال وهذه الاعمال الستة كلها من مما يجري به الثواب ويحصل به الاجر - 00:06:03ضَ

بكل تسبيحة صدقة هذا اول ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من العمل وكل تكبيرة صدقة هذا الثاني وكل تحميدة صدقة هذا الثالث وكل تهليلة صدقة هذا الرابع امر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة. هذا الخامس - 00:06:21ضَ

وفي بضع احدكم صدقة هذا الثالث وهذه الاعمال المذكورة في هذا الحديث اربعة منها تندرج في الذكر التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل كلها من من الاعمال التي هي من ذكر الله عز وجل - 00:06:40ضَ

وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وهي لازمة وهي عبادة في ذاتها هي لازمة للعامل وهي عبادة في ذاتها يعني نفعها لازم وهي عبادة في ذاتها وامر بالمعروف وامر بمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة - 00:07:13ضَ

هذا لازم ومتعدي لان الانسان يأمر نفسه بالمعروف وينهاه عن المنكر ويأمر غيره بالمعروف وينهاه عن المنكر فهذان العملان لازمان ومتعديان وفي وضع احدكم صدقة هذا عمل طبيعي عادي وليس عبادي - 00:07:32ضَ

ولكنه يكون عباديا بالنية ولذلك لم يستغربوا في كل ما تقدم من الاعمال انما توقفوا عند هذا لانه عمل عادي فيه حظ للنفس ليس عبادة في ذاته فاتيان الرجل اهله - 00:07:56ضَ

ليس عملا عباديا فلذلك قالوا يا رسول الله اياتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر اي كيف يكون ذلك وهو عمل عبادي وهو امر مشتهى فيه حظ النفس ملاحظ قال ارأيتم لو وضعها في حرام - 00:08:19ضَ

اكان عليه وزر ارأيتم هذا استفهام لبيان وجه كون هذا العمل مما يجري به الاجر على الانسان ارأيتم لو وضعها في حرام اي في ما لا يحل له من اوجه الاستعمال - 00:08:47ضَ

والاستمتاع في ملاحل له من اوجه الاستمتاع اكان عليه وزر يعني ايثبت له بذلك اثم؟ قال فكذلك اذا وضعها في الحلال اي كما انه يكسب وزرا ويجني اثما بوظع شهوته في الحرام - 00:09:07ضَ

فانه اذا صرفها الى ما احل الله تعالى له اجر على ذلك وبهذا يتبين ان الاعمال التي يكتسب بها الانسان الاجر ليست محدودة بنمط ولا بصورة لا يتجاوزها بل هي شاملة - 00:09:32ضَ

لكل ما هو قربة الى الله تعالى او قصد به التقرب اليه ولو لم يكن قربة في ذاته فالتسبيح وهو تنزيه الله تعالى وتقديسه وتمجيده صدقة والتكبير وهو اجلال الله وتعظيمه - 00:10:03ضَ

صدقة والتحميد وهو الثناء على الله عز وجل وذكره بصفات الحمد والمجد صدقة والتهليل وهو توحيده صدقة والامر بالمعروف الامر بكل خير صدقة والنهي عن المنكر وهو النهي عن كل ما نهت عنه الشريعة - 00:10:22ضَ

صدقة ثم بعد ذلك ختمه قوله وفي رواية احدكم صدقة الامور العادية التي يأتيها الانسان على وجه الاعتياد اذا قصد بها الاكتفاء عن الحرام والاستمتاع بما احل الله تعالى له - 00:10:41ضَ

كان له فيها اجر كان له فيها اجر والله تعالى اعلم نقف على هذا - 00:10:59ضَ