الأربعون النووية

الدرس (44) من الأربعين النووية الحديث رقم 25استكمال

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث حديث ابي ذر رضي الله عنه الذي قرأناه وقفنا على معاني كلماته في الدرس السابق - 00:00:00ضَ

فيه فوائد عديدة الفائدة الاولى تنافس الصحابة رضي الله عنهم في الخيرات وغبطتهم لبعضهم فيما فتح الله تعالى عليهم من ابواب البر وذلك مستفاد من قول ابي ذر ان ناسا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور - 00:00:22ضَ

يصلون كما نصلي الى اخره ثم قال ويتصدقون بفضول اموالهم من فوائد هذا الحديث ان من العباد ان من العبادات ما يشترك في فيه الناس من حيث امكانية تحصيل الاجر والفظل - 00:00:54ضَ

فلا فضل فيه لاحد على احد في الاصل كالصلاة والصوم والعبادات البدنية فهذه يستوي فيها الغني والفقير والصغير والكبير الذكر والانثى والتفاضل هنا انما يكون في اتقان العمل لا في اصله. ولذلك قالوا يصلون كما نصلي - 00:01:15ضَ

ويصومون كما نصوم يعني ان هذا باب من ابواب كسب الخير وكسب الاجر نشترك فيه معهم ومعلوم انهم ليسوا على سواء في هذا بل هم متفاوتون لذلك على درجات ومراتب - 00:01:52ضَ

فالناس في هذه الاعمال ليسوا على درجة واحدة بل هم على درجات به من الفوائد ان من نعم الله تعالى على العبد ان يفتحوا له بابا من ابواب العلم من ابواب الخير والفضل - 00:02:08ضَ

يكتسب منه اجرا فان الصحابة رضي الله عنهم غبطوا اصحاب الاموال على ما فتح الله تعالى عليهم من المكاسب التي تعلو بها درجاتهم وتزيد بها اجورهم فاذا فتح الله تعالى للانسان - 00:02:26ضَ

باب من ابواب الخير فينبغي ان يحمد الله تعالى على ذلك وان يبادر الى استعماله فيما يقربه الى الله تعالى فمن فتح الله عليه بالجاه فينبغي ان يستثمره في اكتساب الحسنات بنفع الخلق - 00:02:53ضَ

والشفاعة لهم والاحسان اليهم من فتح الله تعالى عليه بالعلم وهذا اعلى ما يكون من الخير ينبغي له ان يحمد الله تعالى على ذلك وان يقضي حوائج الناس بتعليمهم وقضاء - 00:03:15ضَ

حوائجهم فيما يحتاجون اليه من مسائل واستفتاءات فان ذلك من من اعظم الاحسان الى الخلق ان تدلهم على الله تعالى وان تعرفهم بالطريق الموصل اليه. وهكذا في كل باب من ابواب الخير من فتح الله عليه بالقوة في بدنه - 00:03:33ضَ

فينبغي ان يستثمر ذلك في نفع الناس ويحتسب الاجر عند الله تعالى في ذلك. المقصود ان من نعمة الله تعالى على العبد ان يفتح له بابا من ابواب البر يكتسب منه اجرا وفضلا - 00:03:54ضَ

وفيه ان الغبطة في الاعمال الصالحة ليست مذمومة بل هي مما يمدح عليه الانسان ويحمد فانهم لما شكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم ما شكوا من قصور ذات ايديهم عن الانفاق - 00:04:10ضَ

فتح لهم بابا من ابواب الخير ودلهم على ما يوافقون به اخوانهم في البر والاحسان ولم يعيبهم على ما وجدوه في انفسهم من تمني مساواة غيرهم من اهل الاموال واهل الدثور - 00:04:38ضَ

وفيه من قائد ان المال باب من ابواب اكتساب الحسنات ولذلك جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم المال الصالح للعبد الصالح فجعل ذلك مما يمدح عليه الانسان - 00:05:06ضَ

قد جاء النص على الغبطة في المال اذا استعمل في طاعة الله لحديث عبد الله بن مسعود قال صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل رجل اتاه الله تعالى مالا - 00:05:30ضَ

فسلطه على هلكته او فهو ينفق فهو انفقه في سبيل الله ورجل اتى الله اتاه الله علما فهو يعمل به ويعلمه و من فوائد الحديث ان الانسان اذا فاته باب من ابواب الخير - 00:05:46ضَ

فينبغي الا يقعد عن ابواب متاحة له فان ذلك من مداخل الشيطان ان يعلق نظره فيما لا يقدر عليه ويغفل عما هو في مقدوره وفي استطاعته لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم لما شكوا له - 00:06:10ضَ

آآ ذهاب اهل الدثور بالاجور قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون اي ما تتقربون به اليه وفيه ان الصدقة لا تقتصر على بذل المال في اوجه الاحسان ان الصدقة - 00:06:36ضَ

لا تقتصر على بذل المال في اوجه الاحسان بل هي اوسع من ذلك فتشمل كل عبادة لازمة او متعدية بل حتى الامتناع عن الشر هو من الصدقة الامتناع من الشر هو من الصدقة - 00:07:02ضَ

فقد جاء في الصحيحين من حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي الاعمال افضل فقال ايمان بالله وجهاد في سبيله ثم قيل له اي الرقاب افضل - 00:07:32ضَ

قال اعلاها ثمنا وانفاسها عند اهلها فقيل له ارأيت ان ضعفت عن بعد العمل قالت تعين صانعا او تصنع لاخرق فقيل ارأيت ان ضعفت عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم تكف شرك عن الناس - 00:07:47ضَ

فانها صدقة منك على نفسك. وهذا الشاهد فجعل النبي صلى الله عليه وسلم كف الانسان شره عن الناس صدقة منه على نفسه فمفهوم الصدقة كما دل عليه الاحاديث ودلت عليه الاحاديث الاخرى - 00:08:14ضَ

اوسع من حصره على بذل المال بل يشمل كل احسان عبادة الله سواء كان نفعه لازما او كان نفعه متعديا او كان كفا للشر عن الناس او كان امتناعا عن عن الشر فان امتناعه عن الشر مما يؤجر عليه - 00:08:34ضَ

بساعة هذا في جملة ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم من اعماله وفيه من الفوائد ان وفيه بيان النبي صلى الله عليه وسلم وايظاحه وتفصيله - 00:09:05ضَ

لابواب الخير وهذا فيه التوسعة على الناس في اوجه التقرب الى الله تعالى وانها لا تنحصر في باب وفيه من الفوائد عظيم فضل الذكر وان الذكر سبب للسبق فانه لما ذكر الصحابة - 00:09:23ضَ

سبق اهل الاموال الى الاجور بما ينفقونه ويتصدقون به من الاموال دلهم على ستة اعمال خمسة منها تتعلق بالذكر كل تسبيحة صدقة ذكر كل تحميدة صدقة ذكر كل تهليلة صدقة ذكر - 00:09:49ضَ

كل تكبيرة صدقة ذكر امر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكر لانه لانه من ذكر الله عز وجل بذكر امره وذكر نهيه هاديك والله لا ينحصر فقط على - 00:10:09ضَ

التسبيح والتحميد والتمجيد والتقديس والتهليل بل اوسع من ذلك يشمل كل ما يكون مما يقصد به الله من الكلام ومن اعلاه ومن اشرفه ذكر شرعه بتعليم احكام الشريعة والامر بها والنهي عنها - 00:10:35ضَ

فيه من الفوائد ان الصدقات تتفاوت في اجرها وثوابها وان كانت نشترك في كونها صدقة فكل تسبيحة صدقة كل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة. ومعلوم ان هذه الكلمات - 00:10:56ضَ

تتفاوت في اجورها فافضل الذكر لا اله الا الله وهي اعظم ما يكون من الكلام والحمد لله تملأ الميزان كما تقدم في حديث ابي ما لك وسبحان الله جاء في بعض الاحاديث - 00:11:19ضَ

انها تملأ نصف الماء. تملأ نصف الميزان سبحان الله سبحان الله تملأ نصف الميزان فاشتراكها في كونها صدقة لا يجعلها في مرتبة واحدة من حيث الاجر والفظل بل هي على درجات ومراتب - 00:11:37ضَ

وفيه من الفوائد ان التسبيح من اول ما يبدأ به من الذكر لانه تخلية ثم يأتي بعد ذلك بقية الاذكار لانها تحلية تسبيح تنزيه ولذلك يذكر اولا في سياق الاذكار سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - 00:11:59ضَ

فيبدأ اولا بتنزيهه جل وعلا عن ما لا يليق به وعن مماثلة خلقه وعما يصفه به الجاهلون ثم بعد ذلك يؤتى بالتحميد والتمجيد والتقديس وفيه من الفوائد ان ان التكبير صدقة - 00:12:28ضَ

والتكبير صدقة لانه ذكر ولما يتضمنه من تعظيم الله واجلاله التكبير مداره على التعظيم وفيه من الفوائد ان نعم ان التحميد صدقة وكذلك التهليل صدقة وقد تقدم انها متفاوتة في الاجر والفظل - 00:12:57ضَ

وفيه ان الامر بالمعروف صدقة وهذا يشمل امر الانسان بكل ما امرت به الشريعة من الواجبات والمستحبات فالامر في ذاته صدقة واذا ترتب عليه اذى او كان متظمنا لمشقة كان - 00:13:34ضَ

اعظم اجرا واكثر فظلا لكن لو لم يكن فيه اذى ولا شيء من مما يكره الانسان فانه صدقة بذاته وفيها التفريق بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانهما عملان وان كان - 00:13:57ضَ

يشتركان في المعنى وهو اقامة الشريعة. الشريعة تقوم على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فبالامر بالمعروف تقوم الواجبات وبالنهي عن المنكر تنتفي المنهيات المعروف هو كل ما امر الله به ورسوله - 00:14:26ضَ

من الاعمال الواجبة والمستحبة الظاهرة والباطنة والمنكر كل ما نهى الله تعالى عنه ورسوله من المحرمات والمكروهات الظاهرة والباطنة وفيه من الفوائد ان اتيان الانسان ما يشتهيه له فيه اجر - 00:14:49ضَ

اذا صرفه عن محرم واتيان المباح له حالان الحالة الاولى ان يأتيه ليستغني به عن الحرام وهذا له فيه اجر بنص النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال وفي بضع حيث قال وفي بضع احدكم صدقة - 00:15:24ضَ

قالوا او يأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر قال ارأيتم ان وضعها في حرام ايكون عليه وزر فدل ذلك على ان كل من اتى حلالا ليستغني به عن حرام - 00:15:49ضَ

فانه مأجور على نيته وفعله. ليس فقط على النية مأجور على النية وعلى الفعل لانه به اغتنى عن الحرام وما لا يتم اجتناب المحرم الا به فيجب اجتنابه فيكون اجتنابه له - 00:16:08ضَ

مما يؤجر عليه وفيه من الفوائد وهذا يشمل كل كل ما يكون من من الاعمال يعني لا يقتصر فقط على هذه الصورة فهذا نموذج فلو انه اغتنى باكل الحلال عن اكل الحرام - 00:16:31ضَ

فانه يدخل في قوله ايأتي احدنا شهوته ويقول له فيها اجر واذا اغتنى بصحبة الاخيار عن صحبة الاشرار فهو كذلك واذا اغتنى بالقول الطيب عن والقول المباح عن الغيبة والنميمة - 00:16:57ضَ

بينما يكون بذلك مأجورا وهلم جر فان كل من صرف به الانسان عن محرم كان طاعة والاصل في ذلك هذه هذا القول النبوي وفي بضع احدكم صدقة وفيه ان هذه الشريعة - 00:17:17ضَ

ها نعم الحالة الثانية ان يأتي المباح رغبة فيه لا للانصراف عن محرم تأتي المباح رغبة في المباح لا لينصرف به عن محرم فهذا اختلف العلماء ب حالة صاحبة هل يثاب او لا يثاب - 00:17:38ضَ

والاصل في هذا انه لا ثواب فيه لكن ان استصحب نية تستوجب اجرا فانه على ما نوى لكن الاصل فيها انه لا اجر في اتيان المباح لان المباح ما بناء على التعريف المعروف - 00:18:08ضَ

الذي عليه العلماء مال ثوابها في فعله ولا عقاب في تركه وبالتالي لا ثواب فيه لكن ان استصحب نية تستوجب ثوابا فهو يثاب بنيته وفيه من الفوائد اثبات صحة القياس - 00:18:31ضَ

وهذا مما استدل به وهذا الحديث ما استدل به العلماء على صحة القياس فان النبي صلى الله عليه وسلم استعمل القياس في هذا الحديث لكنه قياس العكس فهذا دليل على - 00:19:03ضَ

قياس العكس الاصل في القياس انه الحاق فرع باصل في حكم لعلة جامعة فهنا اثبات حكم الاصل في الفرع بوجود العلة التي اثبتت الحكم في في الاصل في الفرع هذا - 00:19:17ضَ

الحديث تضمن قياس العكس وهو اثبات نقيض الحكم لانتفاع العلة فانه اثبت نقيض الحكم وهو ثبوت الاجر باتيان الانسان شهوته لانه يثبت له الاثم لوضعها في حرام ولهذا يسمى هذا - 00:19:45ضَ

النوع من القياس قياس العكس هذا مجمل ما في هذا الحديث او هذا ابرز ما في هذا الحديث من فوائد والله تعالى اعلم - 00:20:17ضَ