الأربعون النووية

الدرس (45) من الأربعين النووية الحديث رقم 26

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام النووي رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه - 00:00:00ضَ

عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة - 00:00:27ضَ

وبكل خطوة تمشيها الى الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:00:50ضَ

هذا الحديث حديث ابي هريرة والحديث السادس والعشرون من احاديث الاربعين النووية قد رواه قد نقله المصنف رحمه الله اه وعزاه الى البخاري ومسلم وهو مروي في الصحيحين من طريق معمر عن همام - 00:01:11ضَ

عن ابي هريرة وقد جاء نظيره في صحيح الامام مسلم من طريق يحيى بن يعمر عن ابي الاسود الديلي عن ابي ذر الحديث رواه البخاري ومسلم وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة - 00:01:32ضَ

وفي صحيح الامام مسلم من حديث ابي ذر موضوع الحادث بيان شكر الله تعالى على نعمه وان ذلك حق على العباد لله عز وجل وان الشكر يكون بالاعمال الصالحات سواء كان سواء ما كان منها مفروضا او ما كان منها - 00:01:48ضَ

متطوعا. اذا موظوع هذا الحديث موضوع هذا الحديث بيان شكر الله عز وجل بيان شكر الله عز وجل وان الشكر على نعمه وان الشكر يكون بالطاعة سواء كانت واجبة او مستحبة لازمة او متعدية - 00:02:08ضَ

واظح موظوع الحديث عيدوا مرة ثالثة بيان موظوع الحديث بيان بحق الله تعالى بشكره حق الله تعالى في شكره على نعمه وشكره يكون بطاعته سواء كانت الطاعة واجبة او كانت الطاعة - 00:02:32ضَ

مستحبة وسواء كانت الطاعة لازمة او كانت متعدية هذا موظوع الحديث اما ما تضمنه هذا الحديث وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة. هذا صدر الحديث - 00:02:58ضَ

وهو رحاها التي يدور عليها بقيته هو اصله ورحاه التي يدور عليها بقيته. قول كل سلامى السلامى هي جمع سلامية. وقيل بل سلامى لفظ يطلق على الجمع والمفرد و اختلف العلماء في السلامة فمنهم من قال - 00:03:19ضَ

انه اصغر عظم في الابل ومنهم من قال انه عظم فرس الابل ومنهم من قال ان السلامة هي عظام الانسان ومنهم من قال ان السلامة هي العظام الصغيرة المجوفة ومنهم من قال ان - 00:03:50ضَ

السلامة هي الانامل عظام الانامل ومنهم من قال ان السلامة هي المفاصل مفاصل الانسان وهذا هو اقربها الى الصواب هذا القول هو اقربها الى الصواب ويشهدوا له ما في صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها - 00:04:20ضَ

انها قالت ان الله خلق الانسان على ثلاث مئة وستين مفصلا على كل مفصل صدقة وهذا يبين ان السلامى بهذا الحديث هي المفاصل والمفاصل بها يتم للانسان ما يأمل ويطلب من مصالح ومنافع اعضائه - 00:04:48ضَ

فبها تكون الحركة وبها يكون الامساك وبها يكون الانتقال وبها يكون الانتفاع. فقوله على كل سلامى من الناس اي على كل مفصل من الناس يعني من الانسان فالناس هنا المقصود به الانسان - 00:05:13ضَ

قيل للناس جمع انسان والحقيقة انه اسم جمع وليس جمعا اصطلاحيا بمعنى انه انه في التركيب والاشتقاق مثل رجل ورجال على كل سلامى اي مفصل من الانسان صدقة اي عليه - 00:05:29ضَ

فيه صدقة لله عز وجل قول كل سلامى من الناس عليه صدقة عليه كلمة علي في الاصل تطلق على الشيء اللازم الواجب المستحق وهذا استعمال قرآني منه قول الله تعالى - 00:05:57ضَ

ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومنه قول كتب عليكم الصيام كل هذا يدل على الالزام والايجاب وقد استشكل هذا في سياق هذا الحديث كيف يكون هذا - 00:06:19ضَ

لازما واجبا والمذكور منه ما هو مستحب بل ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه في حديث ابي ذر انه قال ويجزئ عن ذلك كله ركعتان تركعهما من الضحى. ومعلوم ان ركعة ان ركعتي الضحى - 00:06:38ضَ

سنة ولا واجب سنة كيف يتفق الايجاب في قوله عليه صدقة وانه يجزئ عن ذلك كله ركعتان يجزئ عن ذلك كله ركعتان من من الضحى فالجواب على هذا ان يقال ان قوله عليه صدقة - 00:07:01ضَ

اي عليه حق مؤكد من الشكر والعمل الذي يقابل ويكافئ هذا احسان الذي احسن به عليه في خلقه وتسويته فقوله عليه صدقة لا يلزم منها الوجوب بل المقصود بذلك تأكيد - 00:07:26ضَ

حقه بشكر نعمه جل في علاه وشكر نعمه منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب فالواجب ما الزم به عبادة وفرضه عليهم والمستحب ما ما ندبهم اليه من غير الزام - 00:07:55ضَ

وكل ما ذكره في هذا الحديث هو من احسان غير اللازم غير المتعين في الاصل قال عليه صدقة الصدقة الاصل في هذه الكلمة عندما تطلق هو المراد الاصل في الصدقة - 00:08:13ضَ

انها المال الذي يخرجه الانسان تطوعا من غير الزام هكذا قال بعض اهل العلم و الذي يظهر ان هذا معنى الاصطلاح ضيق والصدقة تطلق على ما فرضه الله اوجبه في المال - 00:08:36ضَ

كما قال تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها الى اخر الاية وقال انما الصدقات والصدقات هنا المقصود بها الزكاة الواجبة والصدقة تكون في غير الواجب من المال مما يندب الانسان الى اخراجه كقول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة - 00:08:59ضَ

كقوله في سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم يمين شماله ما تنفق يمينه لا تعلم شماله ما ما تنفق يمينه - 00:09:32ضَ

فهذا جاء اخراج مال سواء كان نقدا او كان متاعا او كان طعاما كله يندرج في في الصدقة والصدقة تأتي ايضا بالاعانة في العمل البدني كقوله صلى الله عليه وسلم - 00:09:49ضَ

في هذا الحديث تعين الرجل في دابته فتحبيله عليها ليس فيه اخراج انما فيه جهد بدني يندرج في معنى الصدقة بل ويدخل في الصدقة ايضا النفع المعنوي في قوله صلى الله عليه وسلم - 00:10:15ضَ

تبسمك في وجه اخيك صدقة النفع هنا نافع معنوي وليس نفعا ماديا الصدقة مفهوم واسع يشمل كل طاعة لله عز وجل من بذل و احسان مادي او بدني او معنوي - 00:10:40ضَ

ويشهد لهذا العموم والشمول في مفهوم الصدقة احاديث كثيرة ومن ابرزها قول النبي صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وقوله ايضا الكلمة الطيبة صدقة فيشمل كل احسانا وبذلا سواء كان قوليا - 00:11:14ضَ

او سواء كان مع سواء كان ماديا او اه بدنيا قولا او عملا او كان معنويا كالتبسم فقول كل سلامة على الناس كل سلامة من الناس عليه صدقة اي عليه - 00:11:39ضَ

طاعة تكافئه ويشكر بها ثم بين جملة من ذلك اه قبل ذلك بين ان هذا حق من شكر نعم الله عز وجل ليس مقصورا على وقت بل هو متكرر كل يوم - 00:12:00ضَ

تطلع فيه الشمس وهذا فيه ما ليس في الاحاديث الاخرى التي جاء فيها ان على المسلم صدقة لكنه لم يوقتها بوقت كما في الصحيحين من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:12:27ضَ

كل مسلم عليه صدقة ولم يذكر ذلك ولم يذكر لذلك وقتا هنا قال كل يوم تطلع فيه الشمس يعني في كل يوم حق لله عز وجل على العبد ان يشكر - 00:12:47ضَ

نعم الله تعالى عليهم في ذلك اليوم كل يوم تطلع فيه الشمس ثم ذكر جملة من اعمال البر واوجه الاحسان قال تعدل بين اثنين صدقة هذا اول ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:05ضَ

تعدل بين اثنين صدقة تعدل بين اثنين العدل هنا معناه وضع الشيء في موضعه وهو الانصاف وهو الذي بعث الله تعالى به الرسل وقامت به السماوات والارض سواء كان ذلك في الحكم - 00:13:24ضَ

عند فصل الخصومات والمنازعات او كان ذلك بالاصلاح بين الناس فان قوله صلى الله عليه وسلم تعدل بين اثنين صدقة العدل بين اثنين هنا يشمل اعطاء كل ذي حق حقه بالفصل - 00:13:52ضَ

بين الخصومات ترك ذلك من اصحاب الولايات كالقضاة ومن فوض اليه النظر في خصومات الناس او كان ذلك من غير ولاية سواء كان بولاية او كان ذلك بغير ولاية فكل من حكم بين الناس وفصل بين خصوماتهم - 00:14:12ضَ

عدل كان ذلك منه صدقة ايش اشكر بها نعم الله تعالى علي والمعنى الثاني في قوله تعدل بين اثنين اي تصلح بين اثنين فيكون المراد بالصلع فيكون المراد بقوله تعدل بين اثنين اي تصلح بينهما - 00:14:33ضَ

وجاء في بعض الروايات اطلاق العدل العدل وارادة الصلح وان كان الله تعالى قد فرق بينهما في مثل قوله لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او - 00:14:57ضَ

او اصلاح بين الناس وكذلك قال ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى العدل هنا يشمل الاصلاح وكذلك قوله تعالى آآ في الاية السابقة آآ لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس - 00:15:17ضَ

يشمل العدل بينهم وقوله صلى الله عليه وسلم تعدل بين اثنين صدقة اي في العدل بينهما سواء كان ذلك بايصال الحقوق الى اهلها او كان بالاصلاح بينهم ثواب واجر وعمل صالح - 00:15:38ضَ

يحصل به شكر النعم التي انعم الله تعالى بها عليه بقوله كل سلامى من الناس عليه صدقة هذا هو اول الاعمال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم مما يحصل به شكر النعم - 00:15:55ضَ

وهذا سواء كان في خصومة او كان في خصومات يعني لم يذكر لذلك عددا فيتحقق هذا بعدل واحد بين الناس فلو قضى بين الناس او اصلح بين اثنين تحقق شكر هذه النعمة - 00:16:15ضَ

قال وتعيل الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة هذا نوع ثان من انواع الصدقات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعانة الرجل في حمله على دابته - 00:16:33ضَ

حمل الرجل نفسه على دابته ومعلوم ان الدابة اذا كانت رفيعة يحتاج الانسان الى من يعينه على ركوبها اذا كانت مما لا يناخها يجلس وكذلك من الصدقة اعانته في حمل متاعي على الدابة - 00:16:48ضَ

وهي صورة من صور ايصال النفع البدني الى الغير مما يندرج في مفهوم الصدقة الذي الذي تقدم وقوله صلى الله عليه وسلم والكلمة الطيبة صدقة هذا ثالث أنواع العمل الصالح - 00:17:10ضَ

الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وهو نفع قولي وقوله والكلمة يشمل كل كلام يتكلم به الانسان سواء كان ذلك انشاء او كان ذلك نقلا وكل ذلك يدخل في قوله - 00:17:28ضَ

والكلمة الطيبة والكلمة الطيبة هي الكلمة الحسنة في ذاتها والحسنة في معناها الطيب هنا ليس فقط بالمعنى بل طيب في المعنى وطيب في المبنى يشمل ذلك يشمل هذا وذاك فقوله والكلمة الطيبة - 00:17:49ضَ

اي قولها وذكرها هو صدقة تشكر بها نعم الله عز وجل على الانسان بما مكنه من هذه النعم في بدنه من هذه المفاصل التي يدرك بها مصالحه ويدخل في الكلمة الطيبة تلاوة القرآن - 00:18:16ضَ

تعليم العلم حفظ كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقراءته يدخل في ذلك ايضا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يدخل في ذلك الاصلاح بين الناس كل ذلك مما يدخل في الكلمة الطيبة الاذكار بشتى صورها وانواعها كلها من الكلام الطيب - 00:18:36ضَ

ولهذا جاء النص على ذلك كما تقدم فيما مضى كل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة هذا كله تفصيل للكلمة الطيبة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم والكلمة الطيبة - 00:18:58ضَ

صدقة ثم قال وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة هذا النوع الرابع من انواع الصدقات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وهو الخطى الى المساجد والمساجد المراد بها هنا اماكن الصلاة - 00:19:19ضَ

يشمل هذا البيوت التي رفعت لاقامة ذكر الله كالمساجد المبنية يشمل ايضا السعي الى الجماعات ولو لم تكن في مساجد كما لو كان الناس في بر فان خطاهم الى صلاة الجماعة - 00:19:39ضَ

او الى موضع الصلاة هو مما يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة بل كل خطوة يمشيها الانسان الى الصلاة ولو كان في غير جماعة - 00:19:59ضَ

فانه يؤجر عليه. فمثلا الانسان اذا توظأ وذهب ليتنفل ولو في بيته. فان كل خطوة يخطوها الى الصلاة صدقة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم الى الصلاة والألف واللام هنا للاستغراق سواء كانت صلاة - 00:20:13ضَ

مفروضة وصلاة متنفل بها صلاة في الجماعة في المساجد او في غير الجماعة وغير المساجد وتميط الاذى عن الطريق صدقة هذا خامس الاعمال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم مما يحصل به - 00:20:30ضَ

الاجر وشكر نعمة المفاصل التي من الله تعالى بها على الخلق اماطة الاذى عن الطريق صدقة اي اجر ينال به الانسان الثواب من الله تعالى واماطة الاذى ازالة كل ما فيه اذية سواء كان قدر او كان حجر - 00:20:48ضَ

او كان ما كان مما يتأذى به الناس في طرقاتهم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:09ضَ