اما الحديث الرابع باحاديث اداب المسجد فهو حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه. وقد رواه البخاري ومسلم من طريق شعبة عن عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البزاق في المسجد خطيئة - 00:00:00
وكفارتها دفنها البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها هذا الحديث تقدم ما يتصل به في ما مضى مما رواه البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان اذا قام احدكم في الصلاة - 00:00:19
فانه يناجي ايش؟ فانه يناجي ربه. فلا يبزق قبل وجهه ولا عن يمينه. ولكن عن شماله تحت قدمه هذا الحديث يرتبط بذاك الحديث من جهة المعنى. حديث انس رضي الله تعالى عنه يفيد ان البصاق - 00:00:41
وهو ما يخرج من الفم من الريق المجتمع سواء كان سائلا او متجمدا خطيئة اذا وقع في المسجد فقول البزاق في المسجد يعني في داخله سواء كان ذلك في ارضه او كان ذلك في جدره او غير ذلك من مواضع المسجد. والمقصود - 00:01:02
في المسجد اي اذا اصابه البزار. اما اذا كان الانسان معهما يبصق فيه او في ثوبه فان ذلك لا يدخل فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في قوله البصاق - 00:01:29
في المسجد خطيئة لماذا لا يدخل؟ ما السبب؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر البزاق في المسجد ذكر كفارتها. فقال وكفارتها دفنها ومعلوم انها اذا كانت في موضع مخصص للبزقة المناديل على سبيل المثال او كانت في طرف ثوبه - 00:01:49
فانه لا يحتاج في ذلك الى دفنها وانما النهي عن المزاق في المسجد لما فيه من تقدير المسجد والخروج به عن الطيب الذي ينبغي ان يكون عليه فان المساجد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تنظف وتطيب. كما تقدم في - 00:02:09
عائشة رضي الله تعالى عنها في السنن والمسند ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالمساجد ان تبنى في الدور وان وان تنظم طيب البزاق في المسجد يتنافى مع هذا الامر النبوي الذي امر فيه تطييب المسجد - 00:02:29
وظيفة كما ان المزاق من القذر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من القدر. لا يصلح فيها شيء من القدر - 00:02:49
وهذا يشمل كل ما يستقذر سواء كان ذلك نجسا كالبول او كان ذلك غير نجس البزاق وسائر الاقدار التي تكون من الناس. فان المساجد تصان وتطيب عن هذا. ولذلك قال صلى الله عليه - 00:03:09
وسلم في هذا الحديث البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها وقوله صلى الله عليه وسلم دفنها اي انه اذا وقع ذلك ووجد الانسان مزاقا في المسجد فان كفارة ذلك ان تدفن - 00:03:29
وهذا اذا فعله الانسان نفسه فانه يكون قد محى ما كان من سيء عمله. واما اذا لم يفعله هو وفعله فان ذاك مما يؤجر عليه الفاعل. واما صاحب البزاق الذي لم يدفنها فانه اثم - 00:03:49
بمزاقه في المسجد وبعدم دفنها. فجمع خطيئتين خطيئة البزاق وخطيئة في ازالة اثر ما حصل من بساقه في مسجد ينبغي ان يصان وان يطيب ويطهر. ولذلك لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاقا في جدار المسجد تغير وجهه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وغضب وحكه - 00:04:09
صلى الله عليه وعلى اله وسلم وضع مكان البصاق عنبرا تطييبا للمكان بعد ازالة من من المسجد وقال صلى الله عليه وسلم اذا كان احدكم اذا قام احدكم في الصلاة فانه يناجي ربه فلا يبصق - 00:04:39
قبل وجهه ولا عن يمينه. ولكن عن شماله تحت قدمه. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في العمل بالحديثين. فان حديث المناجاة وقوله صلى الله عليه وسلم فليبسط عن شماله تحت قدمه يفيد الاذن في البصاق - 00:04:59
تحت القدم اذا كان في الصلاة ولو كان في المسجد وحديث انس رضي الله تعالى هنا يقول المزاق في المسجد خطيئة. وكفارتها دفنها وللعلماء في هذا عد عدة مسالك ارجح الاقوال ان البزاق في المسجد - 00:05:24
منهي عنه سواء كان ذلك عن اليمين او قبل وجهه او تحت قدمه منهي عنه لعموم قوله المزاق في المسجد خطيئة. واما قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان مع في في البزاق فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن شماله تحت قدمه محمول على ما اذا كان الانسان في غير - 00:05:44
مسجد اذا كان في غير المسجد كأن يكون في صحراء او فناء او غير ذلك من المواضع التي يصلح فيها ان يفعل بما وجه النبي صلى الله عليه وسلم اما اذا كان في المسجد فانه منهي عن البزاق مطلقا. ثم لو غلب الانسان لو غلب الانسان وبصق في - 00:06:12
مسجد فانه ينبغي له ان يبادر الى ازالة ما ترتب على فعله. لقوله صلى الله عليه وسلم وكفارتها دفنها. والمقصود الدفن فيما اذا كان المسجد على حاله التي كان عليها حال النبي زمن النبي صلى الله عليه وسلم. اما انه مفروش برمل - 00:06:33
او تراب او حصى او نحو ذلك مما يصلح فيه الدفن. اما اذا كان على حال مساجد الناس اليوم من كونها مفروشة بفرشات او مبلطة ببلاط فانه في هذه الحال لا يتأتى الدفن بل لا بد من - 00:06:53
من معالجتها بالحك لازالتها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في البصاق الذي وجده في جدار المسجد فانه لم يدفنه صلى الله عليه وسلم لانه لا يتأتى في مثله الدفن. انما حكه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وطيب المكان بان وضع فيه عنبرا - 00:07:13
فهذا ما ينبغي ان يراعيه الانسان فيما يتعلق البساط في المسجد. وهذا اصل في صيانة عن كل ما لا يليق بها اصل في صيانة المساجد عن كل ما لا يليق بها وحتى ان - 00:07:33
فان بعض اهل العلم ذكر انه يكره ان يخرج الانسان الريح في المسجد صيانة للمساجد عن الروائح القبيحة. وهذا متوجه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال في منع من يأتي المسجد ممن اكل ثوما او بصلا قال فان الملائكة - 00:07:53
لا مما يتأذى منه بنو ادم ومعلوم ان الناس وبنو ادم يتأذون من الرواح الكريهة والقبيحة ولو كان ذلك في فساء او ضراب بل ذلك اعظم تأذيا من تأذيهم بريح البصر والثوم. فلذلك ينبغي ان تصان المساجد - 00:08:17
عن كل هذه الاعمال ومن احتاج الى شيء من هذا فليبادر الى الخروج من المسجد تعظيما لشعائر الله وحرماته هذا يا اخواني مما يثمره صلاح القلب وتقواه فان تعظيم الشعائر لا يكون الا - 00:08:37
من قلب عمره عمره التقوى. قال الله عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فان القلوب المتقية لا تراعي فقط ما يتصل بما يراه الناس او يسمعونه او يقع عليهم علمه - 00:08:57
انما يراعون الله عز وجل اولا واخرا. فينبغي ان يصون العبد المسجد من كل هذه الامور. الحديث الذي يليه عن انس رضي الله تعالى عن عن انس رضي الله تعالى عنه - 00:09:17
ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد. اخرجه الخمسة الا الترمذي وصححه ابن خزيمة هذا خبر عن علم من اعلام الساعة. واعلم بارك الله فيك ان الساعة المقصود بها - 00:09:34
القيامة فاذا اطلقت الساعة في الكتاب والسنة فالمراد بها القيامة. كما قال تعالى يسألونك عن الساعة ايان مرساها وكما قال جل وعلا وعنده علم الساعة وهو كما قال سبحانه لعل الساعة تكون قريبة. وكما والايات في هذا - 00:10:03
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم هنا لا تقوم الساعة فالساعة المقصود بها القيامة وسميت القيامة ساعة لانها تأتي في زمان محدد وهي تأتي في وقت وجيز فالساعة تطلق على الوقت الوجيز - 00:10:23
ولذلك سميت القيامة بالساعة لان الناس يرقبونها وينتظرونها وقد جعل الله تعالى للساعة علامات تعرف بها تعرف يعرف دنوها بهذه العلامات ولذلك قال الله تعالى هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة؟ ثم قال ايش؟ فقد جاء - 00:10:45
اشراطها اي جاءت علاماتها. وعلامات الساعة نوعان علامات كبرى تدل على قرب حصول الساعة ودنو حلولها وعلامات صغرى تكون بين يدي الساعة غير قريب منها. وقد تكون مرافقة العلامات الكبرى لكن الفارق الاساس بين علامات الساعة الكبرى وعلامات الساعة الصغرى ان علامات الساعة - 00:11:11
الكبرى تكون قريبا من حصول الساعة تكون عند دنو الساعة وقرب حلولها. واما علامات الساعة الصغرى فانها منذ زمن بعيد بدت وظهرت ومن ذلك بعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانشقاق القمر كما قال تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر وكان وقد قال النبي - 00:11:46
صلى الله عليه وسلم بعثت انا والساعة كهاتين اي في التقارب والتلازم. والبعد الزمني. فالمقصود ان علامات الساعة ما هو علامات كبرى ومنها ما هو علامات صغرى منها ما هو علامات حصلت وانتهت ومنها ما هو على منها ما هو على - 00:12:10
متجددة باقية في الناس ومن ذلك ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حيث قال لا تقوم الساعة اي لا تقوم القيامة حتى يتباهى الناس في المساجد يتباهى الناس ان يتفاخرون - 00:12:30
يفخر بعضهم على بعض بالمساجد. والتفاخر بالمساجد اي التفاخر بسببها. فقوله حتى حتى يتباهى الناس في المساجد اي في شأنها ولاجلها والتفاخر في المساجد له عدة اوجه. قد يكون التفاخر في المساجد من حيث سعتها - 00:12:49
كبرها وقد يكون التفاخر في المساجد من حيث بناؤها وزخرفتها وقد يكون التفاخر في المساجد من جهة جودة قرائها او ما اشبه ذلك مما يتفاخر الناس فيه. وليعلم ان مذموم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة ثم قال - 00:13:09
ولا فخر اي ولا افخر بذلك مع انها منزلة عظمى ومكانة كبرى وهي المقام المحمود الذي يحمده عليه الاولون والاخرون. فسيادته صلى الله عليه وسلم تظهر الناس يوم القيامة على وجه الله يلتبس. ومع هذا يقول ولا فخر لان الفخر - 00:13:38
راء هو كبر على الخلق واحتقار لهم ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم تفاخر الناس في المساجد من علامات القيامة لانه يدل على فساد الناس وعلى ذهاب المقصود من المساجد. فالمقصود من المساجد ما ذكره الله - 00:13:59
عز وجل في قوله في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار - 00:14:20
هذا هو المقصود من المساجد رفعها لعبادة الله وذكره والقيام بحقه والاقبال عليه جل في علاه هذا هو المقصود من عمارتها بنائها ورفعها وتشييدها. لذلك قال الله جل في علاه انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر - 00:14:39
واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله. فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين فالخروج بالمساجد عن هذا الغرض الى جودة بنائها وجمالها وكبرها فان ذلك خروج عن ما من اجله شرع بناء هذه المساجد وامر المؤمنين - 00:14:58
بنائها والعناية بها. لذلك كان التفاخر بها خروجا عن المقصود. المساجد مواضع الذل لله عز وجل مواضع الخضوع له جل في علاه مواضع الانكسار له سبحانه وبحمده فاذا تحولت الى ان تكون محل التفاخر والتسابق في الدنيا كانت دليلا على فساد حال الناس. وليعلم ان غالب - 00:15:22
ما ذكر في اشراط الساعة دال على فساد حال الناس. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لا تقوم الساعة حتى يقل العلم. ويكثر الجهل ويظهر الزنا - 00:15:52
واكل الربا كل هذه علامات تدل على فساد حال الناس ومن ذلك قوله في هذا الحديث لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد اي في شأنها. ولهذا ينبغي ان ان يعتني عمار المساجد. والمشتغلون ببنايتها والقيام - 00:16:04
عليها ان يعتنوا تحقيق المقصود والغرض منها. لا بما يكون سببا للمفاخرة والعلو على الخلق وهذه الافة حصلت منذ زمن بعيد. فان التفاخر بالمساجد في بنائها اه ما يتعلق اه تجويدها على نحو يحصل به الزهو والعلو امر قريب امر قديم منذ سالف الزمن وهو من علامات السعة - 00:16:24
الصغرى والتباهي في المساجد سببه تشييدها ولذلك جاء بعد ذلك بحديث عبد الله بن عباس قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امرت بتشييد المساجد ما امرت - 00:16:54
بتشييد المساجد اي لم يأمرني الله عز وجل بتشييد المساجد. ومثل هذه الصيغة ايها الاخوان مثل هذه الصيغة تدل على ان ذلك الشيء مناف لما امر الله تعالى به ورسوله. وليس المقصود هنا انه مما سكت عنه ولم يؤمر به صلى الله عليه - 00:17:14
وسلم انما الغرض والغاية من هذا انما الغرض والغاية من هذا بيان ان هذا العمل ليس من شرع الله ولا مما يحبه الله عز وجل فانه الله لا يأمر الا بما يحب - 00:17:37
فاذا نفى النبي صلى الله عليه وسلم عن امر من الامور ان الله لم يأمره به كقول هنا لم اومر بتشييد المساجد. هذا يدل على ان التشييد محبوب لله او مسكوت عنه او مكروه - 00:17:54
هاه مكروه وليس مسكوتا عنه لماذا؟ لان ما امر الله تعالى به محبوب له. وما سكت عنه دون امر فهو عفو. وما نص على انه لم يأمر به دل ذلك على انه غير محبوب له. فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ما امرت بتشييد - 00:18:12
المساجد اي ان الله لا يحب تشييد المساجد. هذا معنى الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم ما امرت بتشييد المساجد التشييد يطلق على معنيين. المعنى الاول ضرب هذه المساجد بالجص وهو الشيب وهو نوع من البياض تتطلى به المساجد - 00:18:36
هذا معنى من المعاني ولكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان المقصود هو المعنى الاخر ان قوله لمؤمر بتشييد المساجد اي ببنائها بناء فاخرا بناء زاهيا بناء مسرفا وذلك ان الله جل وعلا ذكر في كتابه - 00:19:02
في تسمية الاماكن العالية الرفيعة المصونة المحصنة قال اينما تكونوا يدكم الموت ولو كنتم في بروج ايش؟ مشيدة ليس المقصود انها مضروبة انما متقنة البناء محكمة التأسيس مصونة من ان يوصل اليكم فيها مع هذا لو كنتم في هذه الاماكن الرفيعة - 00:19:25
المحفوظة وقدر الله عليكم موتا فسيأتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة. وكذلك قال تعالى في سورة وبئر معطلة وقصر مشيك. اي مرفوع البنا محكم متقن مجمل مزخرف فقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:57
ما امرت بتشييد المساجد اي لم يأمرني الله عز وجل ببنائها بناء مزخرفا رفيعا عاليا يخرج بها عن المقصود والغاية من البناء ولهذا كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في غاية اليسر والسماحة - 00:20:22
والسهولة فلم يكن فيه زخرفة ولم يكن فيه تحمير ولا تصفير ولا غير ذلك. وكان مش على هدى منه انطلقت انوار الرسالة وفيه وفي جنباته تليت ايات الكتاب الحكيم ومنه خرجت الهدايات للعالمين - 00:20:47
على على بساطته ويسرخ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان مسجده صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن وسقفه من جريد النخل او عمد مسجده صلى الله عليه وسلم من خشب النخل هكذا كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:21:11
لم يكن الناس من مطر بل كان اذا نزل المطر تسرب حتى يدخل على من في المسجد ولذلك لما استسقى صلى الله عليه وسلم وهو في منبره صلى الله عليه وسلم لم ينزل من المنبر الا والماء يتقاطر من لحيته. فدل ذلك على ان - 00:21:33
سقف مسجده صلى الله عليه وسلم لم يكن يكن من المطر ومثله ايضا ما جاء في حديث ابي سعيد في علامة ليلة القدر حيث قال صلى الله عليه وسلم اني اريد اني اسجد في صبيحتها في ماء وطين - 00:21:58
يقول ابو سعيد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح ولم يكن مطر ثم مطرنا تلك الليلة فان فتن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ارنبته وجبهته اثر الماء والطين. على انفه وجبهته صلى الله عليه - 00:22:15
اثر الماء والطيب. فهكذا كان مسجده صلى الله عليه وسلم. وكذلك جرى الحال زمن ابي بكر. فان ابا بكر جدد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه لم يزد فيه وبقي على حاله الذي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء عمر رضي الله - 00:22:37
في خلافته فاحتاج المسجد الى زيادة وتوسيع فوسعه. لكن كان على نحو ما كان عليه المسجد زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان كما ذكر البخاري رحمه الله انه امر عمر رضي الله تعالى عنه ببناء المسجد وقال لمن يبنيه اكن - 00:22:57
من المطر يعني يجعل لهم سقفا يحجموا المطر عنان ينزل الى المسجد واياك ان تحمر او تصفر فتفتن الناس واياك ان تحمر او تصفر يعني تلون الوان وزخارف في المسجد بحمرة او - 00:23:17
فتفتن الناس ثم انه لما كثر الناس زمن عثمان رضي الله تعالى عنه زاد في بناء المسجد هدم المسجد كما هدم في زمن عمر واعيد بناؤه في زمن عثمان لكن عثمان رضي الله تعالى عنه رأى ان يبنيهم على نحو من - 00:23:37
البناء المحكم الذي لا يحتاج معه الى تجديد قريب. فجعل جدره عوضا عن ان تكون من اللبن جعلها من الحجارة المنفوشة. وجعل عمده عمده حجارة مطبقة منقوشة ومعنى منقوشة. ليس - 00:23:56
مزخرفة انما حجارة مقطعة. هكذا قال اهل العلم في شرح هذا الحديث انها منقوشة بمعنى انها قطعت على نحو من الادخان فكانت مطبقة ينطبق بعضها على بعض. وجعل سقفه من الساج. والساج - 00:24:16
هو نوع من الخشب الفاخر الذي لا يتأثر بنزول المطر. وقد انكر على عثمان رضي الله تعالى عنه جرى من فعله الا انه قال لهم لقد اكثرتم علي. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من بنى مسجدا - 00:24:40
اذا بنى الله له بيتا في الجنة. ثم انه قد نقل عنه انه قال رضي الله تعالى عنه انكم في بيوتكم على ما انتم عليه من بناء فمسجدكم نظير بيتكم يعني انه يتحول حال الناس من حيث صفة مساجدهم على نحو - 00:25:00
حاليا في صفة بيوتهم. فلما توسعوا في بيوتهم كانت المساجد على نحو حال بيوتهم. هكذا نقل بعض اهل العلم في روى عثمان رضي الله تعالى عنه وعلى كل حال اتقان بناء المساجد على نحو تمتد مدته ويصان من - 00:25:20
مما يستدعي سرعة تغيير او تبديله من المطلوب الذي تقتضيه المصلحة والحاجة ولذلك لا يختلف العلماء المعاصرون بل من زمن بعيد على جواز بناء المسجد بناء متقنا لكن دون اسراف ودون ما يدعو الى المفاخرة ودون تحمير ولا تصفير. ودون تحمير ولا تصفير. وهذا مما - 00:25:40
آآ ينبغي ان يراعى في بناء المساجد. فالاسراف في بناء المساجد يخرج بها عن المقصود لا فرق في ذلك بين ان يسرف في البناء او في الفرش او في المنائر التي تدل على المسجد او غير ذلك من اوجه الاسراف التي - 00:26:10
ينبغي للمؤمن ان يتجنبها وان يتوقاها. هذا ما يتصل بهذا الحديث ومناسبته للحديث السابق واضحة. اذ ان الحديث السابق فيه النهي عن المباهاة عن عن المباهاة بالمساجد وهذا فيه النهي عن تشييدها لان تشييد المساجد سبب للمباهاة فبين ان - 00:26:29
المباهاة مذمومة وبين ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن سبب المباهاة وهذا من حكمة الشريعة فان اذا نهت عن شيء نهت عن الاسباب الموصلة له. واذا منعت شيئا سدت كل الطرق الموصلة اليه. ولهذا لعن النبي صلى الله - 00:26:52
الله عليه وسلم في الربا كم؟ كم الملعونون في الربا يا اخوان خمسة لعن اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. فخمسة لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الربا لاجل ان - 00:27:12
اقطع الطريق الذي يوصل الى المحرم وليس فقط المنع من المحرم مع اهمال الطرق الموصلة اليه. فكذلك هنا امر نهى النبي صلى الله عليه وسلم او ذم رسول صلى الله عليه وسلم المفاخرة بالمساجد والتباهي بها وحذر مما يفضي الى ذلك من تشييد المساجد - 00:27:27
والمقصود بتشييدها زخرفتها وبناؤها على وجه اسراف وبذخ لا حاجة اليه ثم عاد الى ذكر حديث انس قال وعن انس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي اجور امتي عرظت - 00:27:53
اي عرضها الله تعالى والمقصود بالعرظ هنا بيان الاعمال التي يؤجرون عليها هذا مقصود رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله عرضت علي اجور امتي. يعني عرض عليه الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة التي - 00:28:13
يحصل بها الاجر لمن عمل بها. عرضت علي وجوه امتي الاجور هنا العرض هنا ليه العمل ولجزائه العرض هنا يشمل امرين العرض للعمل ولجزاءه المرتب عليه. يقول صلى الله عليه وسلم حتى القذاة - 00:28:33
يخرجها الرجل من المسجد. يعني حتى ما يكون من القدر الخفي الذي لا يلحظ اذا اخرجه الانسان من المسجد فانه يؤجر على ذلك. فادنى ما يكون من العوالق ينبغي ان تطهر المساجد منها. واذا فعل الانسان ذلك محتسبا الاجر عند الله فانه يؤجر على ذلك - 00:28:56
لذلك قال صلى الله عليه وسلم عرضت علي اجور امتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد فينبغي للمؤمن ان يحرص على تطييب المساجد وتطهيرها. واولى ما يصان ويحفظ ويعتنى بتنظيفه وتطهيره - 00:29:22
بهذا المسجد المبارك المسجد الحرام فان حرمته اعظم من حرمة غيره من المساجد. ولهذا ما نشاهده من بعض الناس من التهاون في طيب المسجد تجده يأكل تمرا او يشرب او ما اشبه ذلك مما يتعاطاه بعض الناس ولا يبالي ان يصيب فرشا او يصيب ارضا او يترك آآ - 00:29:42
مخلفات بعده لا شك ان هذا من الحرمان هو من تقدير المسجد الذي يوجب وزرا واثما والسعي في ذلك وتطهيره وازالته هو من موجبات الاجر. اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي اجور امتي حتى القذاة - 00:30:07
يخرجها الرجل من المسجد وآآ التطييب للمساجد شرعه الله تعالى في كتابه حيث قال وطهر بيته للطائفين والقائمين والعاكفين والركع السجود وكذلك في الاية الاخرى قال وطهر بيته للطائفين والقائمين والركع السجود. والتطهير هنا تطهير معنوي وتطهير حسي - 00:30:27
التفريغ
اما الحديث الرابع باحاديث اداب المسجد فهو حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه. وقد رواه البخاري ومسلم من طريق شعبة عن عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البزاق في المسجد خطيئة - 00:00:00
وكفارتها دفنها البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها هذا الحديث تقدم ما يتصل به في ما مضى مما رواه البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان اذا قام احدكم في الصلاة - 00:00:19
فانه يناجي ايش؟ فانه يناجي ربه. فلا يبزق قبل وجهه ولا عن يمينه. ولكن عن شماله تحت قدمه هذا الحديث يرتبط بذاك الحديث من جهة المعنى. حديث انس رضي الله تعالى عنه يفيد ان البصاق - 00:00:41
وهو ما يخرج من الفم من الريق المجتمع سواء كان سائلا او متجمدا خطيئة اذا وقع في المسجد فقول البزاق في المسجد يعني في داخله سواء كان ذلك في ارضه او كان ذلك في جدره او غير ذلك من مواضع المسجد. والمقصود - 00:01:02
في المسجد اي اذا اصابه البزار. اما اذا كان الانسان معهما يبصق فيه او في ثوبه فان ذلك لا يدخل فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في قوله البصاق - 00:01:29
في المسجد خطيئة لماذا لا يدخل؟ ما السبب؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر البزاق في المسجد ذكر كفارتها. فقال وكفارتها دفنها ومعلوم انها اذا كانت في موضع مخصص للبزقة المناديل على سبيل المثال او كانت في طرف ثوبه - 00:01:49
فانه لا يحتاج في ذلك الى دفنها وانما النهي عن المزاق في المسجد لما فيه من تقدير المسجد والخروج به عن الطيب الذي ينبغي ان يكون عليه فان المساجد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تنظف وتطيب. كما تقدم في - 00:02:09
عائشة رضي الله تعالى عنها في السنن والمسند ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالمساجد ان تبنى في الدور وان وان تنظم طيب البزاق في المسجد يتنافى مع هذا الامر النبوي الذي امر فيه تطييب المسجد - 00:02:29
وظيفة كما ان المزاق من القذر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من القدر. لا يصلح فيها شيء من القدر - 00:02:49
وهذا يشمل كل ما يستقذر سواء كان ذلك نجسا كالبول او كان ذلك غير نجس البزاق وسائر الاقدار التي تكون من الناس. فان المساجد تصان وتطيب عن هذا. ولذلك قال صلى الله عليه - 00:03:09
وسلم في هذا الحديث البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها وقوله صلى الله عليه وسلم دفنها اي انه اذا وقع ذلك ووجد الانسان مزاقا في المسجد فان كفارة ذلك ان تدفن - 00:03:29
وهذا اذا فعله الانسان نفسه فانه يكون قد محى ما كان من سيء عمله. واما اذا لم يفعله هو وفعله فان ذاك مما يؤجر عليه الفاعل. واما صاحب البزاق الذي لم يدفنها فانه اثم - 00:03:49
بمزاقه في المسجد وبعدم دفنها. فجمع خطيئتين خطيئة البزاق وخطيئة في ازالة اثر ما حصل من بساقه في مسجد ينبغي ان يصان وان يطيب ويطهر. ولذلك لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاقا في جدار المسجد تغير وجهه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وغضب وحكه - 00:04:09
صلى الله عليه وعلى اله وسلم وضع مكان البصاق عنبرا تطييبا للمكان بعد ازالة من من المسجد وقال صلى الله عليه وسلم اذا كان احدكم اذا قام احدكم في الصلاة فانه يناجي ربه فلا يبصق - 00:04:39
قبل وجهه ولا عن يمينه. ولكن عن شماله تحت قدمه. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في العمل بالحديثين. فان حديث المناجاة وقوله صلى الله عليه وسلم فليبسط عن شماله تحت قدمه يفيد الاذن في البصاق - 00:04:59
تحت القدم اذا كان في الصلاة ولو كان في المسجد وحديث انس رضي الله تعالى هنا يقول المزاق في المسجد خطيئة. وكفارتها دفنها وللعلماء في هذا عد عدة مسالك ارجح الاقوال ان البزاق في المسجد - 00:05:24
منهي عنه سواء كان ذلك عن اليمين او قبل وجهه او تحت قدمه منهي عنه لعموم قوله المزاق في المسجد خطيئة. واما قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان مع في في البزاق فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن شماله تحت قدمه محمول على ما اذا كان الانسان في غير - 00:05:44
مسجد اذا كان في غير المسجد كأن يكون في صحراء او فناء او غير ذلك من المواضع التي يصلح فيها ان يفعل بما وجه النبي صلى الله عليه وسلم اما اذا كان في المسجد فانه منهي عن البزاق مطلقا. ثم لو غلب الانسان لو غلب الانسان وبصق في - 00:06:12
مسجد فانه ينبغي له ان يبادر الى ازالة ما ترتب على فعله. لقوله صلى الله عليه وسلم وكفارتها دفنها. والمقصود الدفن فيما اذا كان المسجد على حاله التي كان عليها حال النبي زمن النبي صلى الله عليه وسلم. اما انه مفروش برمل - 00:06:33
او تراب او حصى او نحو ذلك مما يصلح فيه الدفن. اما اذا كان على حال مساجد الناس اليوم من كونها مفروشة بفرشات او مبلطة ببلاط فانه في هذه الحال لا يتأتى الدفن بل لا بد من - 00:06:53
من معالجتها بالحك لازالتها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في البصاق الذي وجده في جدار المسجد فانه لم يدفنه صلى الله عليه وسلم لانه لا يتأتى في مثله الدفن. انما حكه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وطيب المكان بان وضع فيه عنبرا - 00:07:13
فهذا ما ينبغي ان يراعيه الانسان فيما يتعلق البساط في المسجد. وهذا اصل في صيانة عن كل ما لا يليق بها اصل في صيانة المساجد عن كل ما لا يليق بها وحتى ان - 00:07:33
فان بعض اهل العلم ذكر انه يكره ان يخرج الانسان الريح في المسجد صيانة للمساجد عن الروائح القبيحة. وهذا متوجه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال في منع من يأتي المسجد ممن اكل ثوما او بصلا قال فان الملائكة - 00:07:53
لا مما يتأذى منه بنو ادم ومعلوم ان الناس وبنو ادم يتأذون من الرواح الكريهة والقبيحة ولو كان ذلك في فساء او ضراب بل ذلك اعظم تأذيا من تأذيهم بريح البصر والثوم. فلذلك ينبغي ان تصان المساجد - 00:08:17
عن كل هذه الاعمال ومن احتاج الى شيء من هذا فليبادر الى الخروج من المسجد تعظيما لشعائر الله وحرماته هذا يا اخواني مما يثمره صلاح القلب وتقواه فان تعظيم الشعائر لا يكون الا - 00:08:37
من قلب عمره عمره التقوى. قال الله عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فان القلوب المتقية لا تراعي فقط ما يتصل بما يراه الناس او يسمعونه او يقع عليهم علمه - 00:08:57
انما يراعون الله عز وجل اولا واخرا. فينبغي ان يصون العبد المسجد من كل هذه الامور. الحديث الذي يليه عن انس رضي الله تعالى عن عن انس رضي الله تعالى عنه - 00:09:17
ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد. اخرجه الخمسة الا الترمذي وصححه ابن خزيمة هذا خبر عن علم من اعلام الساعة. واعلم بارك الله فيك ان الساعة المقصود بها - 00:09:34
القيامة فاذا اطلقت الساعة في الكتاب والسنة فالمراد بها القيامة. كما قال تعالى يسألونك عن الساعة ايان مرساها وكما قال جل وعلا وعنده علم الساعة وهو كما قال سبحانه لعل الساعة تكون قريبة. وكما والايات في هذا - 00:10:03
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم هنا لا تقوم الساعة فالساعة المقصود بها القيامة وسميت القيامة ساعة لانها تأتي في زمان محدد وهي تأتي في وقت وجيز فالساعة تطلق على الوقت الوجيز - 00:10:23
ولذلك سميت القيامة بالساعة لان الناس يرقبونها وينتظرونها وقد جعل الله تعالى للساعة علامات تعرف بها تعرف يعرف دنوها بهذه العلامات ولذلك قال الله تعالى هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة؟ ثم قال ايش؟ فقد جاء - 00:10:45
اشراطها اي جاءت علاماتها. وعلامات الساعة نوعان علامات كبرى تدل على قرب حصول الساعة ودنو حلولها وعلامات صغرى تكون بين يدي الساعة غير قريب منها. وقد تكون مرافقة العلامات الكبرى لكن الفارق الاساس بين علامات الساعة الكبرى وعلامات الساعة الصغرى ان علامات الساعة - 00:11:11
الكبرى تكون قريبا من حصول الساعة تكون عند دنو الساعة وقرب حلولها. واما علامات الساعة الصغرى فانها منذ زمن بعيد بدت وظهرت ومن ذلك بعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانشقاق القمر كما قال تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر وكان وقد قال النبي - 00:11:46
صلى الله عليه وسلم بعثت انا والساعة كهاتين اي في التقارب والتلازم. والبعد الزمني. فالمقصود ان علامات الساعة ما هو علامات كبرى ومنها ما هو علامات صغرى منها ما هو علامات حصلت وانتهت ومنها ما هو على منها ما هو على - 00:12:10
متجددة باقية في الناس ومن ذلك ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حيث قال لا تقوم الساعة اي لا تقوم القيامة حتى يتباهى الناس في المساجد يتباهى الناس ان يتفاخرون - 00:12:30
يفخر بعضهم على بعض بالمساجد. والتفاخر بالمساجد اي التفاخر بسببها. فقوله حتى حتى يتباهى الناس في المساجد اي في شأنها ولاجلها والتفاخر في المساجد له عدة اوجه. قد يكون التفاخر في المساجد من حيث سعتها - 00:12:49
كبرها وقد يكون التفاخر في المساجد من حيث بناؤها وزخرفتها وقد يكون التفاخر في المساجد من جهة جودة قرائها او ما اشبه ذلك مما يتفاخر الناس فيه. وليعلم ان مذموم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة ثم قال - 00:13:09
ولا فخر اي ولا افخر بذلك مع انها منزلة عظمى ومكانة كبرى وهي المقام المحمود الذي يحمده عليه الاولون والاخرون. فسيادته صلى الله عليه وسلم تظهر الناس يوم القيامة على وجه الله يلتبس. ومع هذا يقول ولا فخر لان الفخر - 00:13:38
راء هو كبر على الخلق واحتقار لهم ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم تفاخر الناس في المساجد من علامات القيامة لانه يدل على فساد الناس وعلى ذهاب المقصود من المساجد. فالمقصود من المساجد ما ذكره الله - 00:13:59
عز وجل في قوله في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار - 00:14:20
هذا هو المقصود من المساجد رفعها لعبادة الله وذكره والقيام بحقه والاقبال عليه جل في علاه هذا هو المقصود من عمارتها بنائها ورفعها وتشييدها. لذلك قال الله جل في علاه انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر - 00:14:39
واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله. فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين فالخروج بالمساجد عن هذا الغرض الى جودة بنائها وجمالها وكبرها فان ذلك خروج عن ما من اجله شرع بناء هذه المساجد وامر المؤمنين - 00:14:58
بنائها والعناية بها. لذلك كان التفاخر بها خروجا عن المقصود. المساجد مواضع الذل لله عز وجل مواضع الخضوع له جل في علاه مواضع الانكسار له سبحانه وبحمده فاذا تحولت الى ان تكون محل التفاخر والتسابق في الدنيا كانت دليلا على فساد حال الناس. وليعلم ان غالب - 00:15:22
ما ذكر في اشراط الساعة دال على فساد حال الناس. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لا تقوم الساعة حتى يقل العلم. ويكثر الجهل ويظهر الزنا - 00:15:52
واكل الربا كل هذه علامات تدل على فساد حال الناس ومن ذلك قوله في هذا الحديث لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد اي في شأنها. ولهذا ينبغي ان ان يعتني عمار المساجد. والمشتغلون ببنايتها والقيام - 00:16:04
عليها ان يعتنوا تحقيق المقصود والغرض منها. لا بما يكون سببا للمفاخرة والعلو على الخلق وهذه الافة حصلت منذ زمن بعيد. فان التفاخر بالمساجد في بنائها اه ما يتعلق اه تجويدها على نحو يحصل به الزهو والعلو امر قريب امر قديم منذ سالف الزمن وهو من علامات السعة - 00:16:24
الصغرى والتباهي في المساجد سببه تشييدها ولذلك جاء بعد ذلك بحديث عبد الله بن عباس قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امرت بتشييد المساجد ما امرت - 00:16:54
بتشييد المساجد اي لم يأمرني الله عز وجل بتشييد المساجد. ومثل هذه الصيغة ايها الاخوان مثل هذه الصيغة تدل على ان ذلك الشيء مناف لما امر الله تعالى به ورسوله. وليس المقصود هنا انه مما سكت عنه ولم يؤمر به صلى الله عليه - 00:17:14
وسلم انما الغرض والغاية من هذا انما الغرض والغاية من هذا بيان ان هذا العمل ليس من شرع الله ولا مما يحبه الله عز وجل فانه الله لا يأمر الا بما يحب - 00:17:37
فاذا نفى النبي صلى الله عليه وسلم عن امر من الامور ان الله لم يأمره به كقول هنا لم اومر بتشييد المساجد. هذا يدل على ان التشييد محبوب لله او مسكوت عنه او مكروه - 00:17:54
هاه مكروه وليس مسكوتا عنه لماذا؟ لان ما امر الله تعالى به محبوب له. وما سكت عنه دون امر فهو عفو. وما نص على انه لم يأمر به دل ذلك على انه غير محبوب له. فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ما امرت بتشييد - 00:18:12
المساجد اي ان الله لا يحب تشييد المساجد. هذا معنى الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم ما امرت بتشييد المساجد التشييد يطلق على معنيين. المعنى الاول ضرب هذه المساجد بالجص وهو الشيب وهو نوع من البياض تتطلى به المساجد - 00:18:36
هذا معنى من المعاني ولكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان المقصود هو المعنى الاخر ان قوله لمؤمر بتشييد المساجد اي ببنائها بناء فاخرا بناء زاهيا بناء مسرفا وذلك ان الله جل وعلا ذكر في كتابه - 00:19:02
في تسمية الاماكن العالية الرفيعة المصونة المحصنة قال اينما تكونوا يدكم الموت ولو كنتم في بروج ايش؟ مشيدة ليس المقصود انها مضروبة انما متقنة البناء محكمة التأسيس مصونة من ان يوصل اليكم فيها مع هذا لو كنتم في هذه الاماكن الرفيعة - 00:19:25
المحفوظة وقدر الله عليكم موتا فسيأتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة. وكذلك قال تعالى في سورة وبئر معطلة وقصر مشيك. اي مرفوع البنا محكم متقن مجمل مزخرف فقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:57
ما امرت بتشييد المساجد اي لم يأمرني الله عز وجل ببنائها بناء مزخرفا رفيعا عاليا يخرج بها عن المقصود والغاية من البناء ولهذا كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في غاية اليسر والسماحة - 00:20:22
والسهولة فلم يكن فيه زخرفة ولم يكن فيه تحمير ولا تصفير ولا غير ذلك. وكان مش على هدى منه انطلقت انوار الرسالة وفيه وفي جنباته تليت ايات الكتاب الحكيم ومنه خرجت الهدايات للعالمين - 00:20:47
على على بساطته ويسرخ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان مسجده صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن وسقفه من جريد النخل او عمد مسجده صلى الله عليه وسلم من خشب النخل هكذا كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:21:11
لم يكن الناس من مطر بل كان اذا نزل المطر تسرب حتى يدخل على من في المسجد ولذلك لما استسقى صلى الله عليه وسلم وهو في منبره صلى الله عليه وسلم لم ينزل من المنبر الا والماء يتقاطر من لحيته. فدل ذلك على ان - 00:21:33
سقف مسجده صلى الله عليه وسلم لم يكن يكن من المطر ومثله ايضا ما جاء في حديث ابي سعيد في علامة ليلة القدر حيث قال صلى الله عليه وسلم اني اريد اني اسجد في صبيحتها في ماء وطين - 00:21:58
يقول ابو سعيد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح ولم يكن مطر ثم مطرنا تلك الليلة فان فتن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ارنبته وجبهته اثر الماء والطين. على انفه وجبهته صلى الله عليه - 00:22:15
اثر الماء والطيب. فهكذا كان مسجده صلى الله عليه وسلم. وكذلك جرى الحال زمن ابي بكر. فان ابا بكر جدد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه لم يزد فيه وبقي على حاله الذي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء عمر رضي الله - 00:22:37
في خلافته فاحتاج المسجد الى زيادة وتوسيع فوسعه. لكن كان على نحو ما كان عليه المسجد زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان كما ذكر البخاري رحمه الله انه امر عمر رضي الله تعالى عنه ببناء المسجد وقال لمن يبنيه اكن - 00:22:57
من المطر يعني يجعل لهم سقفا يحجموا المطر عنان ينزل الى المسجد واياك ان تحمر او تصفر فتفتن الناس واياك ان تحمر او تصفر يعني تلون الوان وزخارف في المسجد بحمرة او - 00:23:17
فتفتن الناس ثم انه لما كثر الناس زمن عثمان رضي الله تعالى عنه زاد في بناء المسجد هدم المسجد كما هدم في زمن عمر واعيد بناؤه في زمن عثمان لكن عثمان رضي الله تعالى عنه رأى ان يبنيهم على نحو من - 00:23:37
البناء المحكم الذي لا يحتاج معه الى تجديد قريب. فجعل جدره عوضا عن ان تكون من اللبن جعلها من الحجارة المنفوشة. وجعل عمده عمده حجارة مطبقة منقوشة ومعنى منقوشة. ليس - 00:23:56
مزخرفة انما حجارة مقطعة. هكذا قال اهل العلم في شرح هذا الحديث انها منقوشة بمعنى انها قطعت على نحو من الادخان فكانت مطبقة ينطبق بعضها على بعض. وجعل سقفه من الساج. والساج - 00:24:16
هو نوع من الخشب الفاخر الذي لا يتأثر بنزول المطر. وقد انكر على عثمان رضي الله تعالى عنه جرى من فعله الا انه قال لهم لقد اكثرتم علي. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من بنى مسجدا - 00:24:40
اذا بنى الله له بيتا في الجنة. ثم انه قد نقل عنه انه قال رضي الله تعالى عنه انكم في بيوتكم على ما انتم عليه من بناء فمسجدكم نظير بيتكم يعني انه يتحول حال الناس من حيث صفة مساجدهم على نحو - 00:25:00
حاليا في صفة بيوتهم. فلما توسعوا في بيوتهم كانت المساجد على نحو حال بيوتهم. هكذا نقل بعض اهل العلم في روى عثمان رضي الله تعالى عنه وعلى كل حال اتقان بناء المساجد على نحو تمتد مدته ويصان من - 00:25:20
مما يستدعي سرعة تغيير او تبديله من المطلوب الذي تقتضيه المصلحة والحاجة ولذلك لا يختلف العلماء المعاصرون بل من زمن بعيد على جواز بناء المسجد بناء متقنا لكن دون اسراف ودون ما يدعو الى المفاخرة ودون تحمير ولا تصفير. ودون تحمير ولا تصفير. وهذا مما - 00:25:40
آآ ينبغي ان يراعى في بناء المساجد. فالاسراف في بناء المساجد يخرج بها عن المقصود لا فرق في ذلك بين ان يسرف في البناء او في الفرش او في المنائر التي تدل على المسجد او غير ذلك من اوجه الاسراف التي - 00:26:10
ينبغي للمؤمن ان يتجنبها وان يتوقاها. هذا ما يتصل بهذا الحديث ومناسبته للحديث السابق واضحة. اذ ان الحديث السابق فيه النهي عن المباهاة عن عن المباهاة بالمساجد وهذا فيه النهي عن تشييدها لان تشييد المساجد سبب للمباهاة فبين ان - 00:26:29
المباهاة مذمومة وبين ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن سبب المباهاة وهذا من حكمة الشريعة فان اذا نهت عن شيء نهت عن الاسباب الموصلة له. واذا منعت شيئا سدت كل الطرق الموصلة اليه. ولهذا لعن النبي صلى الله - 00:26:52
الله عليه وسلم في الربا كم؟ كم الملعونون في الربا يا اخوان خمسة لعن اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. فخمسة لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الربا لاجل ان - 00:27:12
اقطع الطريق الذي يوصل الى المحرم وليس فقط المنع من المحرم مع اهمال الطرق الموصلة اليه. فكذلك هنا امر نهى النبي صلى الله عليه وسلم او ذم رسول صلى الله عليه وسلم المفاخرة بالمساجد والتباهي بها وحذر مما يفضي الى ذلك من تشييد المساجد - 00:27:27
والمقصود بتشييدها زخرفتها وبناؤها على وجه اسراف وبذخ لا حاجة اليه ثم عاد الى ذكر حديث انس قال وعن انس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي اجور امتي عرظت - 00:27:53
اي عرضها الله تعالى والمقصود بالعرظ هنا بيان الاعمال التي يؤجرون عليها هذا مقصود رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله عرضت علي اجور امتي. يعني عرض عليه الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة التي - 00:28:13
يحصل بها الاجر لمن عمل بها. عرضت علي وجوه امتي الاجور هنا العرض هنا ليه العمل ولجزائه العرض هنا يشمل امرين العرض للعمل ولجزاءه المرتب عليه. يقول صلى الله عليه وسلم حتى القذاة - 00:28:33
يخرجها الرجل من المسجد. يعني حتى ما يكون من القدر الخفي الذي لا يلحظ اذا اخرجه الانسان من المسجد فانه يؤجر على ذلك. فادنى ما يكون من العوالق ينبغي ان تطهر المساجد منها. واذا فعل الانسان ذلك محتسبا الاجر عند الله فانه يؤجر على ذلك - 00:28:56
لذلك قال صلى الله عليه وسلم عرضت علي اجور امتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد فينبغي للمؤمن ان يحرص على تطييب المساجد وتطهيرها. واولى ما يصان ويحفظ ويعتنى بتنظيفه وتطهيره - 00:29:22
بهذا المسجد المبارك المسجد الحرام فان حرمته اعظم من حرمة غيره من المساجد. ولهذا ما نشاهده من بعض الناس من التهاون في طيب المسجد تجده يأكل تمرا او يشرب او ما اشبه ذلك مما يتعاطاه بعض الناس ولا يبالي ان يصيب فرشا او يصيب ارضا او يترك آآ - 00:29:42
مخلفات بعده لا شك ان هذا من الحرمان هو من تقدير المسجد الذي يوجب وزرا واثما والسعي في ذلك وتطهيره وازالته هو من موجبات الاجر. اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي اجور امتي حتى القذاة - 00:30:07
يخرجها الرجل من المسجد وآآ التطييب للمساجد شرعه الله تعالى في كتابه حيث قال وطهر بيته للطائفين والقائمين والعاكفين والركع السجود وكذلك في الاية الاخرى قال وطهر بيته للطائفين والقائمين والركع السجود. والتطهير هنا تطهير معنوي وتطهير حسي - 00:30:27